رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 21 حزيران 2015

الأحد | 21/06/2015 - 11:33 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 21 حزيران 2015


·        يعلون يصادق على ترميم المنطقة الكنسية مقابل العروب لتحويلها الى مستوطنة

·        كتبت "هآرتس" ان وزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعلون، صادق في مطلع الأسبوع، على مواصلة اعمال ترميم المباني التي اشتراها رجال الملياردير اليهودي – الامريكي ايرفين موسكوفيتش، من الكنيسة، لتحويلها الى بؤرة استيطانية استراتيجية على شارع القدس – الخليل، مقابل مخيم العروب. وجاء قرار يعلون في اعقاب وجهة نظر قانونية تدعي انه لا يوجد ما يمنع استمرار اعمال الترميم.

·        وكانت "هآرتس" قد كشفت النقاب قبل شهر، عن قيام رجال موسكوفيتش بشراء المنطقة الكنسية المتاخمة لشارع 60 والممتدة على مساحة 40 دونم وتقوم عليها ثمانية مباني. وتم شراء المنطقة من الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة التي اقامت هذه المباني في اواخر سنوات الاربعينيات. وتم شراء المنطقة بواسطة شركة سويدية ادعت انها تابعة للكنيسة، وتديرها امرأة مسيحية من النرويج مقربة من اليمين الاسرائيلي.

·        في عام 2012 تم تسجيل المنطقة على اسم جمعية يسيطر عليها موسكوفيتش، وبدأت اعمال الترميم في المباني سرا في آذار الماضي، تمهيدا لتوطينها بالمستوطنين. وبعد صدور قرار يعلون تواصلت اعمال الترميم بشكل علني يوم الاربعاء الماضي.

·        وكان يعلون قد عقد جلسة يوم الاحد الماضي للنظر في الموضوع بحضور رجال القانون في الجيش والذين ادعوا انه لا يوجد أي مانع في مواصلة اعمال الترميم شريطة ان لا يتم اجراء تغيير خارجي للمباني، فتبنى يعلون هذا الموقف. وبالنسبة لتوطين المستوطنين في المكان، ادعوا في الجهاز الامني انه يجب الحصول على ترخيص امني وسياسي من الوزير قبل توطين المباني، وانه لم يتم تقديم طلب كهذا. ولم يحسم يعلون بعد في طلب المجلس الاقليمي غوش عتسيون ضم المنطقة الى نفوذه.

·         وقد اثارت صفقة البيع غضبا في اوساط المسيحيين في الضفة، وجرت عدة تظاهرات امام المباني، فيما اعلن رئيس الكنيسة المشيخية في الضفة انه يجري فحص السبل القانونية لإلغاء الصفقة.

·        ابو مرزوق يهاجم عباس وينفي التنسيق بين حماس واسرائيل

·        كتبت صحيفة "هآرتس" ان نائب رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس موسى ابو مرزوق رفض الادعاء بأن حماس تنسق مع اسرائيل لإقامة كيان فلسطيني مستقل في قطاع غزة، واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بذر الرمال في عيون الشعب الفلسطيني والتهرب من مسؤولياته ازاء قطاع غزة. وجاء تصريح ابو مرزوق هذا في اعقاب تصريحات ادلى بها عباس لمجلة "روز اليوسف" المصرية والتي اتهم من خلالها حركة حماس بتنسيق استمرار سيطرتها على القطاع مع اسرائيل.

·        وكتب ابو مرزوق على صفحته في تويتر ان "عباس لا يتوقف عن توجيه الاتهامات الى حماس رغم انه نفسه يعمل بالطريقة ذاتها بل وبشكل اشد خطورة". وادعى ان "عباس ينسق مع اسرائيل، التي لا تعترف حماس بها، ويعمل ضد النضال الشعبي، بينما حاربت حماس اسرائيل ثلاث مرات ولا تزال تصر على حيازة السلاح من اجل تحرير الوطن". وتوجه ابو مرزوق الى عباس مباشرة وكتب: "حماس يا سيادة الرئيس تريد دولة ليس فقط في غزة وانما على كل ارض فلسطين ولا يمكن تقبل تهربك من مسؤولياتك عن غزة المحاصرة".

·        عباس وفابيوس يناقشان المبادرة الفرنسية، اليوم

·        كتبت صحيفة "هآرتس" انه من المنتظر ان يستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المقاطعة، اليوم، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي يصل الى المنطقة لفحص فرص استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وسيناقش عباس وضيفه المبادرة الفرنسية التي يمكن ان تشكل قاعدة مستقبلية للاتفاق بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. وسيلتقي فابيوس خلال الزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ايضا لمناقشة المبادرة الفرنسية التي تنوي باريس طرحها على طاولة مجلس الأمن خلال الاشهر القريبة.

·        وتدعو المبادرة الفرنسية الى استئناف المفاوضات بين الجانبين فورا، وتحدد جدولا زمنيا مداه 18 شهرا لإنهاء المفاوضات وصياغة اتفاق دائم. واعلنت باريس انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق في نهاية المفاوضات فستعلن فرنسا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين.

·         ويصل فابيوس الى اسرائيل والسلطة في زيارة قصيرة تستغرق عدة ساعات، وتأتي على خلفية التوتر بين اسرائيل وفرنسا على خلفية الانتقادات الفرنسية لعملية الجرف الصامد في غزة وشجب الاستيطان ومبادرتها في مجلس الأمن، بل حتى على خلفية الغضب الاسرائيلي على تصريحات المدير العام لشركة اورانج، ستيفان ريشار. وقال دبلوماسيون في باريس ومسؤولين في الخارجية الإسرائيلية ان فابيوس ضغط على ريشار كي ينشر بيان الندم على تصريحاته بشأن الاتفاق التجاري مع شركة بارتنر الإسرائيلية. وليس من الواضح ما اذا كان موقف فابيوس في هذه القضية، او مواقفه المتصلبة بشأن المفاوضات مع ايران ستمنع مواجهة بينه وبين نتنياهو اليوم، حول المبادرة الفرنسية في مجلس الأمن.

·        وكان مستشار الأمن القومي الاسرائيلي يوسي كوهين، قد اجتمع بفابيوس في باريس قبل عدة اسابيع وابلغه رفض اسرائيل للمبادرة الفرنسية. ومن المتوقع ان يكرر نتنياهو هذا الموقف امام فابيوس اليوم. وتعتقد فرنسا انه على خلفية ازمة المفاوضات يجب على المجتمع الدولي خاصة اوروبا التدخل بشكل فاعل. ويرى فابيوس ان الطريق لتحريك العملية السلمية تمر عبر مجلس الأمن الدولي الذي سيطلب اليه تحديد مبادئ لحل الصراع، كقاعدة للمفاوضات.

·        لندن ترفض منح الحصانة لموفاز

·        ذكرت الصحف الاسرائيلية ان الحكومة البريطانية رفضت طلبا اسرائيليا بمنح الحصانة لوزير الأمن الاسرائيلي السابق شاؤول موفاز الذي وصل الى لندن للمشاركة في مؤتمر سيعقد هناك. وكتبت "هآرتس" انه رغم عدم معرفة السفارة الإسرائيلية في لندن بوجود أي امر يقضي باعتقال موفاز، الا ان حقيقة رفض البريطانيين منحه الحصانة جعلت الزيارة حساسة وخطيرة.

·        وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان موفاز اطلع القسم الدولي في وزارة القضاء حول زيارته الى لندن وطلب معرفة حجم الخطر الكامن بالزيارة، وما اذا كان يمكن طلب حصانة بريطانية. واجرت الوزارة والسفارة في لندن اتصالات مع السلطات البريطانية لكن لندن رفضت الطلب لأن موفاز يعتبر مواطنا عاديا الان، ولا يحمل أي منصب رسمي، ولا يتجاوب مع المعايير التي يمكن اعتمادها لاعتباره يقوم بمهمة دبلوماسية تمنحه الحصانة.

·        يشار الى انه تم قبل عدة سنوات تغيير القانون البريطاني بشكل جعل من الصعب استصدار اوامر اعتقال ضد مسؤولين اجانب بتهم ارتكابهم لجرائم حرب خارج بريطانيا. وحسب القانون الجديد فان اصدار امر اعتقال كهذا يجب ان يحظى بموافقة مكتب المدعي العام.

·        يشار الى انه صدر في العام 2005 بموجب القانون السابق امر اعتقال بحق قائد المنطقة الجنوبية الاسبق دورون الموغ، الذي اضطر الى عدم النزول من الطائرة والعودة فورا الى البلاد خشية اعتقاله واتهامه بارتكاب جرائم حرب خلال الانتفاضة الثانية. وقبل ذلك بثلاث سنوات قامت السفارة في لندن بتهريب موفاز خشية اعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال شغله لمنصب رئيس الاركان. وبعد ذلك نجحت إسرائيل بإلغاء امر الاعتقال وقام موفاز بزيارة لندن علانية بصفته وزيرا للأمن في حينه.

·        "يش دين" الجيش يقف على الحياد امام اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين

·        يتناول تقرير ستصدره منظمة "يش دين" الإسرائيلية، اليوم، وقوف جنود الجيش الاسرائيلي على الحياد امام اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية. ويدعي التقرير ان الجيش لا يفعل شيئا للدفاع عن الجمهور المحلي في المناطق.

·        وحسب "هآرتس" فقد قامت منظمة "يش دين" بجمع افادات من الجنود بواسطة منظمة "يكسرون الصمت"، وحولت 65 استمارة اسئلة للجنود، تركز على ظاهرة "الوقوف على الحياد" والاوامر التي تم تحويلها الى الجنود بهذا الشأن. وجاء في التقرير ان هذه الافادات تدل على "ان "امر القائد" السائد في الجيش يتنكر لواجب الجيش في تطبيق نظم القانون الاعتيادية بشكل يومي، علما ان تطبيق القانون اعتبر من المهام الرئيسية للجيش المسيطر على المناطق المحتلة، طوال خمسة عقود تقريبا".

·         ويشير التقرير الى انه حسب القانون الدولي يعتبر واجب الدفاع عن الفلسطينيين سكان الضفة مسألة اساسية يتحملها الجيش، لكنه يتبين، حسب التقرير، ان الجيش يقوم بتمرير ارشادات مقلصة الى جنوده بشأن مواجهة عنف المستوطنين، ويحمل المسؤولية عن ذلك للشرطة.

·         يشار الى ان منظمة "يش دين" حولت خلال السنوات الثماني الأخيرة 30 شكوى تتعلق بوقوف الجيش على الحياد. وتم في 17 حالة فتح تحقيق في الشرطة العسكرية لفحص الموضوع لكنه لم يتم اتخاذ اجراءات ضد الضالعين في تلك الاحداث.

·        وتقترح "يش دين" تحديد مخالفة جنائية في القانون العسكري واوامر ثابتة تعرف بشكل واضح صلاحيات الجنود خلال اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين. وادعى الجيش في تعقيبه ان التقرير كتب بشكل منحاز ويتجاهل الخطوات الكبيرة والكثيرة التي اتخذت خلال السنوات الماضية من قبل الجيش.

·        البرازيل تعتقل مستوطنا اسرائيليا قتل فلسطينيا وهرب

·        كتبت "يديعوت احرونوت" انه بعد 11 عاما من ادانته بقتل فلسطيني وهربه من البلاد، اعتقل في البرازيل، في نهاية الأسبوع يهوشواع اليتسور (44 عاما) من مستوطنة ايتمار. وكانت اسرائيل قد استصدرت امر اعتقال دولي بمساعدة الانتربول ضد اليتسور الذي اعتقل في سان باولو وقررت المحكمة الابقاء عليه في المعتقل الى حين يتم تسليمه لإسرائيل. وكان اليتسور قد ادين في 2004 بقتل الفلسطيني صائل جبارة (من قرية سالم). وحسب لائحة الاتهام فقد اعترض اليتسور طريق المواطن الفلسطيني الذي كان يسافر على شارع الون موريه، وطالبه بالتوقف لكن الفلسطيني واصل السير فاطلق عليه اليتسور النار من بندقية "ام 16" التي كانت بحوزته. وادعى انه اعتقد بان الفلسطيني يريد دهسه. وحكم عليه بالسجن لمدة 20 سنة، لكنه تمكن من الهرب قبل زجه في السجن.

·        

·        الاسرائيليون قدموا عشرات الاف دعاوى التعويض بعد الجرف الصامد

·        كتبت "يسرائيل هيوم" انه في اعقاب عملية الجرف الصامد التي بدأت في الثامن من تموز 2014 وانتهت في 28 آب، تم تقديم 4579 دعوى تعويض عن الاملاك التي تعرضت الى الضرر المباشر، بيوت، سيارات ومزارع. وتم حتى اليوم معالجة 99% من الملفات ودفع تعويضات بلغ حجمها الكلي 123 مليون شيكل، حسب ما يستدل من معطيات نشرتها سلطة الضرائب.

·        كما تم تقديم 25.249 دعوى على خلفية الاضرار الاقتصادية غير المباشرة (انخفاض او فقدان المدخول ودفع اجور للمشغلين الذين تغيب عمالهم عن العمل). وتم حتى الآن معالجة 90% من هذه الملفات، ودفعت الدولة تعويضات بقيمة 1.345 مليار شيكل.

·        وهناك 3100 دعوى لم يتم الانتهاء من معالجتها بعد، وحصل رجال الاعمال الذين قدموها على دفعة اولية حسب انظمة الدولة.

·         كما خصصت وزارة الأمن مبلغ 30 مليون شيكل لدفع تعويضات لحوالي 63 الف جندي احتياط تم تجنيدهم خلال الحملة. ويتراوح حجم التعويض بين 100 شيكل كحد ادنى، و15 الف شيكل كحد اعلى. ويتم معالجة التوجهات خلال 14 يوما، ودفع التعويض في الاول من الشهر الذي يلي تقديم الطلب.

·        المتضامنون مع "الميدان" يطلبون التدخل الاوروبي

·        كتبت "يسرائيل هيوم" ان عاصفة تجميد الدعم لمسرح الميدان العربي تتواصل. فقد اجتمع عشرات الفنانين واعضاء الكنيست العرب وشخصيات شعبية من الوسط العربي، امس السبت، في مسرح الميدان في حيفا وشجبوا بشدة قرار تجميد الدعم للمسرح. وشاركت في اللقاء سناء دقة، زوجة الاسير وليد دقة الذي تم كتابة مسرحية "الزمن الموازي" بالهام من قصة حياته، والتي ادت الى قرار تجميد دعم المسرح.

·        وقرر المشاركون التظاهر بعد اسبوعين ضد القرار والتوجه الى القضاء، وكذلك التوجه الى البرلمان الاوروبي والسفارات الاجنبية ومطالبتها بممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لالغاء قرار تجميد الدعم. وشجب النائب احمد الطيبي وزيرة الثقافة ميري ريغيف، وقال: "انها ترقص على دماء الفنانين العرب". وقال مخرج المسرحية بشار مرقس ان "منع الميزانيات عن المؤسسات الثقافية يميز الانظمة القمعية".

مقالات
·        حارقو الكنائس هم مخربون ايضا

·        تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان احراق كنيسة "الخبز والسمك" (الطابغة)، في طبريا، ينضم الى 17 عملية احراق استهدفت كنائس ومساجد خلال السنوات الأربع الأخيرة. ولم يتم التوصل الى الجناة في أي منها، وبالتأكيد لم يقدم احد الى القضاء. ويجب ان نضيف الى ذلك الشعارات المعادية التي كتبت على جدران المساجد والكنائس في انحاء البلاد، والبصق على رجال الدين المسيحيين في القدس والفتاوى التي يصدرها كل انواع الحاخامات ضد "الاغيار".

·        الاعتداء على الاماكن المقدسة هو ليس مجرد عمل جنائي، وليس جريمة كراهية اعتيادية. الحفاظ على حرية العبادة يعتبر احد القيم الأساسية الدولية التي تحميها المعاهدات الدولية ودساتير الدول والوعي الثقافي. حتى الدول التي تعرف نفسها حسب ديانتها، مثل بعض الدول الاسلامية، تعتبر المؤسسات الدينية لابناء الأمم الاخرى مقدسة وتلاحق وتعاقب من يتعرض لها. وفي اسرائيل هناك قوانين واضحة ضد المس بالأماكن المقدسة، ومثلها ايضا، الحوار الرسمي الذي تطمح الحكومة الى قيادته.

·        الى جانب التمسك بتعريف إسرائيل كدولة يهودية، في كل مرة يتم فيها التعرض الى مكان مقدس غير يهودي، يصدر صوت صارخ من جانب الحكومة. لكنه يصعب التعامل بجدية مع تصريحات الشجب التي صدرت عن رئيس الحكومة ووزراء واعضاء كنيست، ضد عملية الاحراق الحالية والاعتداءات السابقة على الاماكن المقدسة، في الوقت الذي يديرون فيه حوار الغمز مع اولئك الذين يمسون بسيادتها ويخرجون للحرب الدينية والثقافية ضد المسلمين والمسيحيين.

·        ما الذي بشر فيه رئيس الحكومة الجمهور بعد احراق كنيسة الطابغة؟ لقد اعلن انه امر رئيس الشاباك بتسريع التحقيق للكشف عن المتهمين بالاعتداء. هل يعني هذا ان المس بالمؤسسات الدينية لم يكن مطروحا على جدول اعمال الشاباك حتى الآن؟ وربما يمكن الاستنتاج من ذلك ان العثور على منفذي عمليات بطاقة الثمن ليس مطروحا في مقدمة اهتماماته؟

·        لم يكن من المبالغ فيه الادعاء بأن الاعتداء على الاماكن المقدسة لا يتم التعامل معه كعمليات ارهاب "كلاسيكية" تهدد امن الدولة. هذا التحليل لا يخفى ايضا عن عيون مجرمي الكراهية والمتزمتين الدينيين انفسهم، تماما كما ان عدم العثور عليهم يمنحهم الشعور بالأمان الذي يتيح لهم مواصلة العمل.

·         حكومة اسرائيل ما كانت ستمر بصمت، وبحق، عن احراق كنيس يهودي او تدمير نصب القبور اليهودية او المس باليهود في دول اخرى، اذا اظهرت حكوماتها عجزا في محاربة تلك الجرائم. وعليها الان ان تظهر اصرارها وقدرتها على اجتثاث جرائم الكراهية داخل حدودها، واعتبار منفذيها ارهابيين يهددون امن إسرائيل بشكل لا يقل عمن يرسلون السيارات المفخخة الى قلب المدن.

·        يجب الوفاء بالعقود

يكتب رئيس ادارة منظمة "بتسيلم" دافيد زونشاين، في "هآرتس" ان الفتى الفلسطيني يوسف شوامري، 14 عاما، خرج في يوم الاربعاء 19.3.2014، مع رفاقه لقطف العكوب في جنوب جبل الخليل، على مقربة من مكان اقامته. لم يكن مسلحا ولم يحمل شيئا بدا كسلاح ولم يهدد احد. وتم اطلاق النار عليه في وضح النهار من كمين عسكري منظم، عندما اجتاز فتحة معروفة في الجدار الفاصل، كتلك التي يعبر منها الفلسطينيون يوميا. في تعقيب الناطق العسكري بعد اغلاق ملف التحقيق بدون نتائج، جاء: "الجيش يتأسف للحادث. القوة عملت وفق اوامر فتح النيران اللازمة في حالات كهذه".

لا عجب ان يتم اغلاق ملف التحقيق بدون نتائج في حادث يذكرنا مشاهدة توثيقه بصيد البشر اكثر مما يذكر بقتل او اهمال اجرامي. المعطيات التي تجمعها تنظيمات حقوق الإنسان طوال السنين، تظهر ان اصابة وقتل الفلسطينيين لا تجر ردود فعل من قبل الجهاز العسكري ازاء القتلى، سواء وقع الحادث خلال الحرب او في فترة الهدوء.

تقديم الجندي الذي يخدم في المناطق الى المحاكمة والحكم عليه ليس واردا في الحسبان. لماذا؟ لأن المقصود خرقا فظا للتعاقد الصارم بين حكومة اسرائيل وجنود الجيش الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية: انتم تنفذون العمل القذر للاحتلال، ونحن نهتم في حال وقوع اخفاقات صغيرة او كبيرة بعدم تقديمكم الى القضاء. حكومة اسرائيل والجيش يعرفون جيدا ان السيطرة على جمهور مدني يجر خرق حقوق الإنسان، وبوجود قرار فعلي بمواصلة السيطرة على الفلسطينيين يتطلب انتهاج سياسة ملائمة ورجال قانون يشرعونها وجنود ينفذونها. واذا قدم الجيش الجنود الى القضاء بتهم الاهمال والقتل او معاذ الله كما يبدو من هذا الحادث، صيد فعلي للبشر، سيرفع اول جندي يقبع في السجن راية سوداء معكوسة للجنود: لقد تم خرق العقد.

موت شوامري، مثل الكثيرين من قبله، ومن المؤكد الكثيرين من بعده، لا يتحمل مسؤوليته احد ولن يحاكم عليه احد. وستواصل حكومات اسرائيل تنفيذ التعاقد بشكل وثيق.

·        التدخل في سوريا: لنتذكر عبر الماضي

·        يكتب البروفيسور ايال زيسر في "يسرائيل هيوم" ان الجميع يعرفون كيف يبدأ الأمر. غالبا برغبة انسانية بتقديم المساعدة للجيران الذين يواجهون ضائقة خلف الحدود. هكذا بدأ التدخل الاسرائيلي في لبنان. في منتصف السبعينيات اندلعت حرب اهلية هناك، وبدأ رجال منظمة التحرير الذين سيطروا على الجنوب بالتنكيل بالقرى المسيحية المارونية. وتوجه الموارنة الى اسرائيل طالبين المساعدة الانسانية، فسارعت الى الاستجابة.

·        وسرعان ما اتسعت المساعدات الى المجال العسكري، وفي المرحلة التالية، غير المستحيلة، توجه قادة الموارنة من بيروت البعيدة الى اسرائيل طالبين تعميق تدخلها والحضور لمساعدتهم في اعماق لبنان لانقاذهم من "المجزرة" التي توقعوها، حسب اقوالهم، من حيرانهم المسلمين ومن السوريين. وفي المقابل وعدوا إسرائيل بتوقيع تحالف الأشقاء. لكن إسرائيل اكتشفت ان المسيحيين الموارنة لم يقصدوا ابدا اقامة تحالف حميمي معها، لانهم، كما شرح قادتهم لاحقا، اعتبروا انفسهم جزء من العالم العربي الذي يعيشون في داخله، وان عليهم مواصلة العيش الى جانب الجمهور الاسلامي العربي الكبير. والنهاية معروفة.

·        لقد اضطرت اسرائيل الى الانسحاب مكللة بالعار من لبنان، فقط كي تكتشف بعد عدة عقود ان حلفائها المارونيين وجدوا صديقا جديدا يعلقون عليه آمالهم، حسن نصرالله، زعيم حزب الله. لقد بقيت إسرائيل لعدة سنوات في الحزام الامني في جنوب لبنان، حتى انسحبت منه ايضا، بعد ان فهمت بأن تواجدها داخل المنطقة المعادية وبين جمهور شيعي معاد ليس خيارا. وكما نذكر، فقد استقبل الشيعة في لبنان الجنود الإسرائيليين عندما دخلوا الى لبنان في 1982 بالأرز والترحيب، لكنهم سرعان ما غيروا توجههم.

·        يجب على اسرائيل تكرار التفكير بهذا الدرس من الحكاية اللبنانية كل صباح، وهي تقف الان امام المأزق السوري. كل تدخل ولو موضعي وجزئي، سيجر اسرائيل الى التواجد العسكري المتواصل في منطقة يبتسم سكانها في وجوهنا الان، لكنه يمكنهم تغيير توجههم، لأنهم لا يزالون يعتبرون انفسهم – سواء كانوا من الدروز السوريين او من مجموعات المتمردين السنة، حتى المعتدلين من بينهم – جزء من العالم العربي والسوري.

·        يمكن تبرير استعداد اسرائيل لتقديم المساعدة الانسانية للجيران خلف الحدود. وسيكون من الافضل لإسرائيل اقامة قنوات اتصال مفتوحة في الواقع الفوضوي السائد في الجولان، مع المجموعات المسلحة الناشطة وراء الحدود. لكن هذه المساعدة يجب ان تتم بعيون مفتوحة، وبدون توقعات او اوهام. وبعد هذا كله، من الواضح ان اسرائيل تدين للطائفة الدرزية في إسرائيل، ولذلك فان مساعدة ابناء الطائفة الدرزية في سوريا هو مسألة يجب دراستها بشكل جدي. ويمكن في اطار ذلك التفكير بتقديم ملاذ للاجئين الدروز في منطقة يتم تحديدها على امتداد الحدود في الجانب الاسرائيلي. وبالمناسبة فان الدروز في سوريا ليسوا معنيين بالمساعدة الإسرائيلية بتاتا، ويؤكدون انهم يواصلون رؤية انفسهم كجزء من الدولة السورية.

·        لكن كل تدخل اسرائيلي آخر يجب ان يتم بعيون مفتوحة وبدون اوهام او توقعات غير واقعية. يمنع على اسرائيل ان تجد نفسها متواجدة عسكريا داخل سوريا، حتى اذا وصل داعش الى السياج الحدودي او غيرت جبهة النصرة من توجهها وبدأت العمل ضد اسرائيل. الصراع معها يجب ان يتم من المنطقة الحدودية على اساس معلومات استخبارية حكيمة، ويجب ان تتجنب اسرائيل الانجرار الى الأراضي السورية المكتظة باللاجئين والجمهور السوري الذي يمكنه تغيير تعامله معنا خلال لحظة.

·        تحدي "الذئب المنفرد"

·        يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم" ان قوات الأمن ستلقي القبض في نهاية الامر على المخرب الذي قتل داني غونين، امس الاول الجمعة، وجرح اسرائيليا آخر. اذا صحت التقديرات بأن الحديث عن مخرب عمل من تلقاء نفسه، يمكن لمطاردته ان تستغرق وقتا أطول من المتوقع، الامر الذي من شأنه زيادة خطر عودته الى العمل.

·         تحدي "الذئب المنفرد" – المخرب الذي يعمل بمفرده، بدون ادلة وغالبا دون ان يبلغ أحد – يشغل الجهاز الامني في السنوات الاخيرة، ولكن رغم كل الجهود لم ينجح الشاباك والجيش حتى الآن، بالعثور على طريقة ناجعة تسمح بتوقع واحباط مخططات الشخص المنفرد الذي يعمل فجأة بشكل مختلف. ربما كان هذا ما حدث يوم الجمعة ايضا.

·        في الماضي وقعت احداث خرج خلالها الفلسطينيون من صلاة رمضان "معززين" دينيا، وتوجهوا لتنفيذ عمليات. من تحليل العملية يمكن التكهن بأن المخرب كان يعرف المنطقة، ويعرف ان الإسرائيليين ينزلون الى العين، وانتظرهم. في السنوات الأخيرة تطورت السياحة الإسرائيلية في الضفة، بحيث يزور الكثير من الشبان عيون الماء (وهذا يبرز في هذه الفترة خاصة حيث يتأخر دخول يوم السبت)، وغالبا يصلون الى هناك بدون تبليغ او تنسيق مسبق (مع قوات الأمن). هؤلاء السياح يعتبرون هدفا سهلا للعمليات.

·        في الماضي تم تنفيذ عمليات مشابهة من قبل خلايا ارهابية، ولكن الان، يميلون في الجهاز الامني الى استبعاد تقبل مسؤولية حماس التي تعاني من ضعف تنظيمي واضح في غالبية مناطق الضفة. غونين هو القتيل الاسرائيلي الثاني هذه السنة في عمليات وقعت في القدس والضفة (الأول كان يوحاي شلوم الذي قتل في القدس قبل شهرين)، مقارنة بمقتل 19 اسرائيليا في السنة الماضية، من بينهم 6 في عمليات اطلاق للنيران. ولكن الجهاز الامني يلاحظ في الأشهر الاخيرة ارتفاع تدريجي في حجم الارهاب، خاصة نشاطات المخربين المنفردين ورشق الحجارة والزجاجات الحارقة.

·        في إسرائيل يعتقدون ان هذا الارتفاع ليس منظما، ولذلك يعارضون تشديد التدابير الامنية في الضفة، كما طالب العديد من قادة المستوطنين بعد عملية الجمعة. على خلفية غياب التحذيرات من عمليات قاسية، يسود التخوف من ان يؤدي النشاط الامني المتصلب – خاصة في رمضان – الى تأجيج الاجواء لدى الفلسطينيين، ويمكن لذلك ان يؤدي الى تصعيد امني. مع ذلك، تحتم الاحداث الاخيرة على الجيش زيادة "مشاعر الأمن" لدى السكان، وعلى الشاباك القبض عاجلا على منفذ العملية كي يعاقبه، وفي الأساس كي يحبطه.

·        الأساطير امام الواقع

·        يكتب شمعون شيفر، في "يديعوت احرونوت" انه يقترح عشية الذكرى العاشرة للانسحاب من غزة، مواجهة الحقائق التي سبقت اتخاذ قرار ادارة الظهر للقطاع، وترك الاساطير في الخلف، ان لم نقل الاكاذيب، التي تطورت وتغذي العبر التي يسعى اصحاب المصلحة الى ترسيخها هنا.

·        الادعاء يقول: "لقد تركنا غزة، فعلى ماذا حصلنا؟ اطلاق الاف الصواريخ باتجاه اسرائيل من دولة حماستان. والاستنتاج هو ان كل منطقة سنخليها في المستقبل ستتحول فورا الى قاعدة للارهاب، ولذلك لن نخلي في المستقبل أي ملمتر من اراضي الضفة.

·        اما الحقائق فهي: بين عام 2000 وعام 2005 تم اطلاق الاف قذائف الهاون على المستوطنات في القطاع، وفي اعقاب العمليات الارهابية قتل حوالي 150 اسرائيليا في القطاع. من يدعي ان غوش قطيف قبل الاخلاء كان جنة عدن، فانه مخطئ ويضلل. ويرتبط مصدر الارهاب الفلسطيني بالرغبة في طرد الكيان الاسرائيلي من كل المناطق المحتلة عام 67، ولدى الكثير من التنظيمات يجري الحديث عن القضاء على الكيان الصهيوني في كل مكان.

·        واذا شئتم هناك ادعاء ديماغوجي في الرد على الادعاء الذي يقول ان الانسحاب سبب لنا ضررا استراتيجيا. خلال السنوات الست الأخيرة تحكم اسرائيل حكومات يمين، توجه انتقادات قاتلة الى الانفصال عن غزة، رغم ان غالبية رفاقهم صوتوا تأييدا له. واذا شئنا ان نكون ديماغوغيين حتى النهاية، يجب سؤال اعضاء الحكومة هؤلاء لماذا لم تأمروا الجيش باعادة احتلال القطاع واعادة توطينه بآلاف "المطرودين"؟ لماذا اكتفت حكومات نتنياهو فقط ببناء مواقع الذكرى والمتاحف ودفع المليارات للمستوطنين الذين اخلوا القطاع؟

·        هناك ادعاء آخر يقول: ان الخروج من جانب واحد من القطاع اتضح انه حابل بالمخاطر لأنه لا يمكن لإسرائيل مطالبة القيادة الفلسطينية بتنفيذ اتفاق لم يوقع عمليا. والحقيقة هي انه تم اتخاذ قرار الانفصال على ضوء الاعتراف بأن الاتفاقيات التي تم توقيعها مع الفلسطينيين، وعلى رأسها اتفاق اوسلو، لا تساوي حتى الورق الذي تم توقيعها عليه. لقد قرر شارون بأن تأخذ اسرائيل مصيرها الى ايديها، وفي هذا الاطار "تقليص الحدود امام الفلسطينيين"، وتسليمهم القطاع. وترتبط المشكلة الأساسية بكون الحكومات التي جاءت بعد انصراف شارون لم ترد حسب المتوقع منها امام ازدياد الارهاب الصاروخي من غزة، وامتنعت عن اتخاذ قرارات بشأن ترتيبات طويلة المدى مع الجهة التي سيطرت على غزة – حماس.

·        واما الادعاء الثالث فيقول انه كان يمنع اقحام الجيش في عمليات الاخلاء، واذا تم تنفيذ اخلاء في المستقبل فيجب ان تنفذه الشرطة. والحقيقة هي انه منذ اقامة الجيش دمج قادة الدولة الجيش في كل المسائل المتعلقة بالقضايا القومية، بما في ذلك استيعاب المهاجرين، والتعليم وتحصين الحدود على طريق توطين البلاد (نواة الناحل). وفي المستقبل، ايضا، اذا قررت الحكومة اخلاء مستوطنات في الضفة في اطار اتفاق تصادق عليه الكنيست، سيتم تجنيد الجيش لاخلاء المستوطنين، كما حدث في الانفصال.

·        والمسألة الأساسية: بمرور عشر سنوات على الانفصال يبقى السؤال الوحيد الموجه الى صناع القرار هو ما هو البديل الذي تقترحونه؟ عملية الارهاب القاتلة التي وقعت في نهاية الأسبوع، والتي اسفرت عن قتل شاب بالقرب من مستوطنة دوليب في الضفة، واعلان حماس لمسؤوليتها عن العملية، يحتم على حكومة نتنياهو طرح بديل شامل للحل ولترتيب العلاقات مع ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون من حولنا. لا مفر من ذلك.

التعليـــقات