رئيس التحرير: طلعت علوي

خبير دولي:سوق التوظيف في الشرق الأوسط تعيش مرحلة نمو

السبت | 20/06/2015 - 01:57 مساءاً
خبير دولي:سوق التوظيف في الشرق الأوسط تعيش مرحلة نمو

نقص المواهب يتأرجح بين العاملين والباحثين عن العمل

 

 

قال علي مطر، رئيس حلول المواهب، لينكد إن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن سوق العمل المحلية والإقليمية تمر في مرحلة من النمو والازدهار، وإن هذا سيولد حالة من الافتقار للمواهب الكافية لشغل عروض العمل المغرية والمرغوبة كافة.

فيما تتطلع الشركات اليوم إلى المزيد من الوسائل لتحديد أفضل المواهب وجذبها بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج الإحالة والفعاليات المهنية التي تنظمها الجامعات، إلى جانب وضع مسؤولية كبيرة على عاتق مستشاري التوظيف للعثور على المرشحين الأنسب.

موضحاً أن استطلاع للآراء أجرته «لينكد إن» شمل 300 من أصحاب العمل و1500 باحث عن عمل ضمن مختلف أرجاء الإمارات، وقطر، والسعودية، أظهر أن بعض أصحاب العمل لا يزالون يعتمدون بشكل كبير على الأساليب التقليدية في التوظيف.

وكان مستشارو التوظيف والموقع الرسمي للشركة هما الوسيلتان الأكثر شيوعاً للعثور على مرشحين للعمل. وهذا الأمر يتناقض تماماً مع وسائل بحث المهنيين عن عمل ممن يعتمدون بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال مطر: رسمت ردود أصحاب العمل على الاستطلاع صورة قاتمة جداً، إذ أشاروا إلى وجود نقص كبير في المواهب المناسبة التي يطلبونها لمواصلة نمو ونجاح شركاتهم في أسواق الدول التي شملها الاستطلاع.

وعلاوة على ذلك، أشار أكثر من نصف أصحاب العمل المشاركين في الاستطلاع إلى صعوبة العثور على مرشح واحد يمتلك المهارات والمؤهلات التي يطلبونها كافة. ويعتبر الخيار الأمثل لحل هذه المشكلة في أن يكون أصحاب العمل أكثر مرونة ويجعلوا المناصب المعروضة تتناسب مع مؤهلات المواهب الموجودة التي يمكنهم الوصول إليها.

وتشير بيانات أخرى ضمن الدراسة إلى إمكانية تحقيق هذا الأمر إذ قال أغلبية الباحثين عن عمل من المشاركين في الاستطلاع ضمن هذه الأسواق إنهم سوف يوافقون على عمل أدنى من مؤهلاتهم ومهاراتهم في حال كانت التعويضات التي يحصلون عليها مغرية.

نقص

ولفت مطر إلى أن هذين العاملين يشكلان وسيلة لمساعدة أصحاب العمل في ملء الشواغر على المدى القصير، كما يشيران إلى نقص الكفاءة إذ لا تتم الاستفادة من المواهب بالشكل الذي يسمح بتحقيقها لأفضل قيمة.

وعلى الرغم من القدرة على ملء الشواغر اليوم، فإن التكاليف الإضافية قد تكون أكبر على المدى الطويل بسبب الحاجة إلى المزيد من التدريب واحتمالات ترك الموظفين للعمل فور اكتشافهم أنهم لن يتمكنوا من استخدام مهاراتهم بالشكل الأمثل.

وقال: إن هذا الأمر يغير طريقة نظرنا إلى الفجوة في المواهب نوعاً ما، إذ يشير إلى انقطاع الحوار بين أصحاب العمل والمرشحين.

وإذا ما تمكن أصحاب العمل من الوصول إلى المرشحين بشكل أفضل في المكان الذي يبحثون فيه عن وظائف، وفهم المواهب المتاحة بصورة أوضح، فإن الشركات لن تكون بحاجة إلى تبني حلول وسطى عند بحثها عن أفضل المرشحين لشغل الوظيفة، كما سيحصل المهنيون في الوقت ذاته على وظائف أكثر ملاءمة لمهاراتهم.

تقليل التواصل

وأضاف: تقوم عملية التوظيف على نظرية بسيطة ترتكز على قيام صاحب العمل بالإعلان عن الشاغر المتوفر لديه، وإبراز الباحث عن عمل للمهارات والمؤهلات الأقرب لهذا الشاغر. وعلى أي حال، هناك عدم توافق في هذا المجال أيضاً في المنطقة، الأمر الذي قد يقود إلى عملية توظيف أكثر تعقيداً.

يولي أصحاب العمل أهمية كبيرة للخبرة التقنية وتجربة العمل مع ثقافات متنوعة والكفاءة والإبداع، فيما يركز الباحثون عن عمل على إبراز تعليمهم ومهاراتهم التحليلية والشخصية، ومهارات التواصل لديهم.

وأردف بالقول: كثيراً ما نسمع اليوم عبارة «أمسى العالم على تواصل مستمر من خلال شبكات التواصل الاجتماعية»، والأمر ذاته ينطبق على قطاع التوظيف. إن توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب ليس مهمة سهلة أبداً، ولكن عندما يكون هناك فجوة في التواصل بين الطرفين المعنيين وخاصة على صعيد المنصات المستخدمة والأولويات فإن الصدع سوف يصبح أكبر وأكبر.

ولكن الأمر ليس بهذا السوء على أي حال، إن أصحاب العمل يتوقون لبذل المزيد من الجهود في التوظيف عن طريق ما يسمى «التوظيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، مما يضعهم وجهاً لوجه أمام بحر واسع من المواهب ليجدوا ما يبحثون عنه فعلياً. تقدم وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الفائدة لأصحاب العمل كونها تبقيهم على اطلاع على أحدث المعلومات حول المواهب المتوفرة والخبرات التي يتمتع بها المهنيون الناشطون على هذه المنصات.

قدرة

وقال مطر: لا يقتصر تحقيق التغيير على قدرة أصحاب العمل على العثور على الباحثين عن عمل من النشطين فقط، بل وعن المرشحين غير الفعالين ممن لا ينشطون في البحث عن عمل ولكنهم قد يكونون المرشحين الأمثل لشغل الشاغر. وفي موقع «لينكد إن» وحده، يصنف نحو 70% من أعضاء الموقع ضمن فئة المرشحين غير الفعالين، مما يعني زيادة كبيرة في عدد المواهب المتوفرة أمام أصحاب العمل.

 

© البيان 2015

التعليـــقات