رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 3 أيار 2015

الإثنين | 04/05/2015 - 09:52 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 3 أيار 2015

كيري: الانتقادات للاتفاق مع ايران مشبعة بالهستيريا

قال وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، خلال لقاء منحه للقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي، ان "الانتقادات التي وجهت الى الاتفاق مع ايران مشبعة بالهستيريا". وأوضح انه يؤمن بأن الاتفاق النووي الشامل مع ايران والذي سيوقع في الثلاثين من حزيران، "سيحمي اسرائيل".

ويتناول اللقاء مع كيري، والذي سيتم بثه كاملا خلال النشرة الاخبارية، غدا، المفاوضات الجارية بين ايران والقوى العظمى، بشكل خاص. لكنه يتطرق، ايضا، الى ازمة العلاقات بين الرئيس الامريكي اوباما ورئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو، والوضع في سوريا ولبنان والسياسة المستقبلية للولايات المتحدة في الموضوع الفلسطيني. وقال كيري انه يتفهم المشاعر الاسرائيلية ازاء اتفاق الاطار مع ايران، والمسائل والشكوك التي أثارها، لكنه رفض الادعاء بأن الولايات المتحدة "خيبت أمل" اسرائيل، وقال: "لن نخيب امل اسرائيل ابدا".

وأوضح: "سيكون لدينا مفتشون هناك (في ايران) كل يوم. هذا اتفاق ليس لعشر سنوات وانما الى الأبد. وسيتحتم اجراء فحوصات. لكنه توجد هنا الكثير من الهستيريا. يجب على الناس أن ينظروا حقا الى الحقائق، والى المعلومات الكامنة وراء هذه الحقائق. نحن نطلب من الناس قياس الاتفاق بحذر وانتظار توقيع الاتفاق قبل الحكم عليه".

وقال كيري ان الولايات المتحدة لن توقع على اتفاق لن يمنع ايران من الحصول على قنبلة نووية ولا يضمن امكانية معرفة ما الذي تفعله ايران ومنعها من الحصول على سلاح نووي. واوضح: "عندما بدأنا المفاوضات، فان ما نسميه تحقيق اختراق نحو الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة واحدة، كان يتراوح بين فترة شهرين او ثلاثة، لكننا قمنا بتمديد الفترة، ومع هذه الصفقة، وعلى مدى السنوات العشر الأولى، ستصل هذه الفترة الى سنة. وأنا أسأل سؤالا بسيطا: هل ستكون إسرائيل أكثر آمنة مع شهرين أو مع سنة؟".

وقال كيري ان الاتفاق سيقلص مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 98%، من 12 طن الى 300 كغم فقط خلال عشر سنوات". وأضاف: "اقول لكل اسرائيلي، اننا نملك القدرة على وقفهم (الايرانيين) اذا قرروا التحرك بسرعة نحو انتاج القنبلة، وانا اعد اننا سنملك في المستقبل القدرة على معرفة ما الذي يفعلونه كي نتمكن من وقفهم اذا قرروا التوجه نحو القنبلة. نحن لا نتنازل عن أي خيار نملكه اليوم، لدينا خيارات المقاطعة والعملية العسكرية ولا نفقد أي خيار منها".

وانتقد كيري سياسة ايران في الشرق الاوسط، ودعمها للتنظيمات الارهابية، ومن بينها حزب الله. وقال: "ليست لدينا أية اوهام بشأن سبب تواجد حزب الله هناك وان ايران تدعمه. علينا اخراج الحرس الثوري من سوريا، وعلينا انهاء الدعم الايراني لمثل هذا النشاط الارهابي، وسنعمل مع دول الخليج على تعزيز الترتيبات الامنية التي نعمل عليها، وسنعمل بشكل مطلق ضد هذا النوع من السلوك."

ورد كيري على طلب نتنياهو اشتراط الاتفاق مع ايران وتخفيف العقوبات بتوقفها عن الارهاب. واوضح ان الولايات المتحدة قررت بأن الاولوية بالنسبة لها هي معالجة النووي الايراني. وقال "ان هذا لا يلغي الالتزام الامريكي بمعالجة النشاطات الايرانية الأخرى، لكنني افضل عمل ذلك في وقت لا تملك فيه ايران السلاح النووي وليس حين تملكه. ولهذا فاننا نصر على ضمان عدم حصولها على السلاح النووي وهذه بداية جيدة".

الموضوع الفلسطيني

وتطرق كيري الى الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، على ضوء تصريحات نتنياهو قبل الانتخابات، وقوله ان الدولة الفلسطينية لن تقوم في حال انتخابه. واعرب كيري عن امله بأن يلتزم نتنياهو بحل الدولتين، وقال: "انه يقول بأنه يلتزم بذلك، وهذا هو الوقت لاختبار ما الذي سيفعله هو، وما الذي سنفعله معا، وما الذي سيفعله الفلسطينيون. آمل بأن يتبنى نتنياهو توجها يظهر للعالم فورا بأن ما يقوله هو السياسية التي تنفذ يوميا".

وحول الابعاد المتوقعة لاحتمال عدم استئناف المفاوضات السلمية، قال كيري: "الصعوبة هي اننا اذا لم نفعل ذلك، فان ما نقلق منه هو ان هناك امور تغلي في اجزاء مختلفة في العالم وتركز على اسرائيل – بسبب المستوطنات وامور اخرى- ولا نملك امكانية منعها. انها تحدث ببساطة. ولأن اسرائيل تهمنا، ولأننا نريد لإسرائيل ان تملك حرية الانخراط في التجارة والاقتصاد ومنظومة العلاقات الطبيعية، فاننا نريد عمل كل ما يلزم لتغيير الدينامية الحالية".

نتنياهو: اسرائيل لن تسمح لايران بامتلاك اسلحة نووية

في هذا السياق تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، صرّح بأنه "لا يوجد تحد أكبر من البرنامج النووي الإيراني، ولا يزال النظام الإيراني يتحدث بفخر عن مدى كراهيته للولايات المتحدة ولإسرائيل ويهدد بتدمير إسرائيل مرة تلو الأخرى". وفي الشهر الأخير فقط، قاد الرئيس الايراني المعتدل - ظاهريا - استعراض عسكري، سمعت خلاله هتافات مثل "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا"، لكن ايران لا تصرح فقط، وانما تعمل على بناء قواعد ارهابية على طول ثلاثة حدود مع اسرائيل: لبنان، غزة وحاليًا الجولان السوري. وتقوم بتسليح المخربين بآلاف قذائف الهاون والصواريخ كي تطلقها على مواطنينا.

وقال رئيس الحكومة في خطاب مصور تم عرضه خلال احتفالات مرور 30 عاما على تأسيس معهد واشنطن، أنّ "إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لإيران بتحقيق رغبتها بالقضاء على شعبنا، كما لا يمكن للمجتمع الدولي ان يسمح لايران بمواصلة التدخل في لنان، والعراق وسوريا واليمن ومناطق اخرى – في ظل غطاء نووية ايراني. واضاف نتنياهو: "هناك من يعتقد أنّ اتفاقية لوزان ستحمي اسرائيل اكثر، إلا أنّني كرئيس لوزراء اسرائيل، اقول بشكل صريح، إنّ الاتفاقية ستمس بإسرائيل بصورة حقيقية، ولن تكون اسرائيل وحدها المعرضة للتهديد، بل سيطال التهديد الشرق الأوسط والعالم بأسره."

كارتر يحث الفلسطينيين على تطبيق المصالحة

كتبت "يسرائيل هيوم" ان الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، التقى خلال زيارته الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية، برئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، في رام الله، وناقش معه الكثير من القضايا الداخلية الفلسطينية والاقليمية.
وقد الغى كارتر في اللحظة الأخيرة الزيارة التي كان ينوي القيام بها الى غزة، واكتفى بزيارة قبر ياسر عرفات في رام الله، ووضع اكليل زهور.
وفي نهاية لقائه مع أبو مازن قال كارتر إن على الفلسطينيين تطبيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، واجراء انتخابات عامة في جميع المناطق الفلسطينية، والبدء بتحقيق الوحدة المرجوة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وأجرى كارتر لقاء مع سكان غلاف غزة، قال خلاله: "الكثير من رجال حماس معنيون بالسلام".
اصوات ليكودية تتخوف من الفشل بتركيب الحكومة

كتبت صحيفة "هآرتس" انه قبل ثلاثة أيام من الموعد النهائي لتشكيل الحكومة الاسرائيلية، سمعت في حزب الليكود، امس، اصوات تتخوف من عدم نضوج الاتفاقيات مع البيت اليهودي وشاس ويسرائيل بيتينو، حتى يوم الاربعاء. ووصف احد المسؤولين الكبار في الحزب مطالب طواقم المفاوضات في الاحزاب الثلاث بأنها "مهووسة ومبتزة".

ويقف في مركز الخلاف طلب البيت اليهودي عدم تسليم حقيبة الاديان بشكل حصري لحزب شاس. لكن رئيس شاس، النائب ارييه درعي، رفض امس بشكل مطلق الموافقة على تعيين نائب وزير من البيت اليهودي في وزارة الأديان التي سيتسلمها شخصيا. وقال "ان عليهم الاعتماد على الوزير من قبل شاس الذي سيدير الوزارة، ولن اسمح ابدا بتحويل الوزارة الى مكتب حزبي تتقاسمه الاحزاب."

وقال المصدر المسؤول في الليكود ان الحزب "لا يرى أي حل واضح حاليا لهذه الأزمة". وحسب اقواله هناك مسألة اخرى تتعلق بمطالب بينت التي تتلخص باضافة مبلغ 2.5 مليار شيكل لوزارة المعارف والتي لم نتفق عليها". في المقابل قال البيت اليهودي انه تم الاتفاق على ميزانية مليار شيكل لتمويل تعيين مساعدة ثانية في رياض الاطفال. كما ان الحزب سيستخدم الفيتو ضد بند في الاتفاق الائتلافي مع يهدوت هتوراة يسمح بتغيير تركيبة لجنة تعيين القضاة في المحاكم الدينية، ويضيف ممثلا ثالثا للكنيست في اللجنة.

وبالنسبة لحزب يسرائيل بيتينو فان الليكود يتعامل معه كما يبدو كحزب ثانوي. وقد حصل الليكود على شبكة أمان من رئيس حزب كلنا، موشيه كحلون، امس، عندما اعلن الاخير بأنه لن يعارض الجلوس في حكومة تضم 61 نائبا. ويتمحور النقاش الاساسي مع يسرائيل بيتينو حول مطالبته بتضمين الاتفاق الائتلافي بندا ينص على فرض حكم الاعدام على المخربين.

في المقابل يسعى رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ الى بلورة المعارضة من حوله. واجتمع لهذا الغرض مع يئير لبيد (يوجد مستقبل) وزهافا غلؤون (ميرتس) وايمن عودة (القائمة المشتركة).

تحذير الاسرائيليين من السفر الى تونس

كتبت "هآرتس" ان طاقم مكافحة الارهاب، نشر امس، تحذيرا للإسرائيليين من مخططات لتنفيذ عمليات ارهابية ضد من يصل منهم الى تونس للمشاركة في احتفالات "لاغ بعومر" في جزيرة جربا (احتفال يهودي يفصل بين عيدي الفصح والأسابيع). وقال طاقم مكافحة الارهاب ان الحديث عن تهديد ملموس ولذلك فانه ينصح اليهود بعدم السفر الى تونس.

مقالات

صيغة تسيفر المشوهة.

ينتقد يونا برغور في "هآرتس" ما كتبه "بيني تسيفر" ("هآرتس" - الجمعة 24.4) حول "عدم قدرة اصحاب التفكير الشرقي على فهم معنى التعاطف" حين هاجم قرار عائلة ابو خضير رفض حفر اسم ابنها محمد، على النصب التذكاري لضحايا العمليات العدائية على جبل هرتسل، معتبرا ان القرار جاء "نتيجة رؤية متخلفة جعلت العائلة لا تتقبل اللفتة الضخمة وغير المسبوقة لدولة اسرائيل"، وان ما فعلته العائلة هو مجرد عمل ساخر.

ويكتب برغور ان نقطة انطلاق تسيفر هذه هي ان ابداء التعاطف مع الجانب المصاب، الخاضع للاحتلال، لا يمكنها ان تحظى بالتفهم من قبل اصحاب التفكير الشرقي مقابل السلطة الإسرائيلية الموالية للتفكير الغربي وتقديس التعاطف. لكن على تسيفر ان يعرف ان اظهار التعاطف الذي يحتضنه، والذي يدل، حسب رأيه، على التوجه الايجابي "لنموذج التفكير الغربي" ليس اكثر من تعبير متعجرف هدفه تنقية المجتمع الاسرائيلي من مظاهر العنصرية والتمييز، والتي تنعكس بشكل واضح في حقيقة ان بيوت "الاوغاد اليهود" (الذين قتلوا محمد ابو خضير) لم تهدم كما يحدث لبيوت العائلات الفلسطينية التي يقوم ابناؤها بتنفيذ عمليات. وحقيقة مسارعة السلطات الى التجاوب مع طلب عائلة ابو خضير شطب اسم ابنها عن النصب التذكاري، تدل على الضائقة الايديولوجية التي تواجهها امام تنظيمات "ضحايا العمليات الارهابية" وعدم مصداقية تعاملها مع احراق الطفل الفلسطيني كعملية ارهابية.

ويضيف الكاتب ان تسيفر وجد في الوقت ذاته فرصة لمهاجمة اصحاب النوايا الطيبة الذين اعتبر قيامهم بتنظيم مراسم بديلة لاحياء ذكرى شهداء الجيش الاسرائيلي عملا احمق، معتبرا ان هؤلاء يتبارون بينهم على من يظهر التعاطف الأكبر مع الفلسطينيين ومن ينكر الرواية الرسمية الإسرائيلية لحكاية نهضتها، ومن يتأثر اكثر من الرواية الفلسطينية للحكاية".

ويرد الكاتب على تسيفر قائلا ان "يوم الذكرى الاسرائيلي – الفلسطيني المشترك الذي يقام للسنة العاشرة على التوالي، لا يهدف الى اظهار التعاطف الأحادي الجانب والمتعالي من الجانب الاسرائيلي. فهذه المراسم تعكس جوهر النشاط المشترك للتنظيمين المبادرين – "محاربون من اجل السلام" و"منتدى العائلات الثاكلة"، من اجل المصالحة والسلام بين الشعبين رغم الثمن الشخصي الباهظ التي دفعه اعضاء المنتدى، الاسرائيليين والفلسطينيين، نتيجة الصراع بين الشعبين، ورغم التجربة القتالية للمحاربين في الجانبين في الحروب التي شاركوا فيها.

هذا ليس تعاطفا يفتقد الى الجوهر وغير ملزم للثقافة الغربية غير المقبولة في الشرق الاوسط. وانما هو اعلان نوايا واضح بشأن الهدف من هذه المراسم: على خيوط الموت والحياة التي تنسج حياتنا المشتركة على هذه الأرض، على اختيار السلام وانهاء الحروب، على الحاجة الى التوقف عن ري الأرض المشبعة بدماء ابناء الشعبين بمزيد من انهار الدم، على قدرة "التحرر من رموز الكرامة والعار"، وتبني رموز المصالحة، على الايمان بأن قدسية الحياة هي التي تملي علينا العمل القومي بدل قدسية الارض والوعد الالاهي، على الالتزام بكلمات رئيس الحكومة يتسحاق رابين "آلام السلام افضل من عذابات الحرب"، على اختيار الحياة لكل انسان تحت كرمته وتحت شجرة التين، على وجوده تحت القبر وشاهد القبر.

ويخلص الكاتب الى القول: من المناسب ان نتبنى كلمات المطران دزموند توتو من جنوب افريقيا، في تحيته للمشاركين في مراسم هذا العام، بفضل الشجاعة والانسانية التي يتحلى بها ابناء الشعبين الذين يقيمون هذه المراسم باسم وحدة المصير والسعي الى العدالة التاريخية، وليس بناء على الرواية المشوهة لتسيفر، من اجل اظهار التعاطف من جانب واحد.

حزب الله يرفع رأسه

يكتب بروفيسور ايال زيسر في "يسرائيل يهوم" أنه مع انتهاء حرب لبنان الثانية اعتذر زعيم حزب الله، حسن نصر الله، امام أبناء الطائفة الشيعية في لبنان، على أنه جرهم إلى الحرب مع إسرائيل. وقال: "لو كنت اعرف انه ردا على خطف وقتل جنودها، ستخرج اسرائيل إلى الحرب، لما أمرت بتنفيذ عملية الاختطاف". ومنذ تلك الفترة التزم نصر الله باعتذاره وحافظ على الهدوء على طول الحدود الشمالية.

الا انه لم يواصل التمسك بذلك، فخلال السنة الأخيرة طرأ تغيير استراتيجي على الواقع الممتد على طول الحدود الاسرائيلية اللبنانية السورية. هذا التغيير قد لا يكون مرتبطًا بقرار نصر الله المبادرة الى حرب مع اسرائيل، بل على العكس، يبدو انه غير معني بهذه الحرب، ويفضل تجنبها إن امكن. ويكمن جوهر هذا التغيير في انه على عكس التسع سنوات الأخيرة، لم يعد نصرالله يرتدع عن امكانية خوض الحرب، ولديه الاستعداد للمخاطرة، التي قد تجر إسرائيل إلى الحرب من جديد. وبالعودة إلى تصريحاته بعد حرب لبنان الثانية، فإن موقف نصرالله اليوم هو كالتالي: إذا عرفت ان خطواتي ستؤدي إلى اندلاع حرب، فإنني على استعداد لتحمل هذه المخاطرة وجر المنطقة للحرب.

وعلى ما يبدو فإنّ السنوات الماضية، أضعفت ذاكرة نصرالله، وانسته الويلات التي جرتها الحرب الماضية، وربما انسته انها أعادت له أمنه الشخصي الذي كان قد افتقده. وربما بسبب ضعفه امام اعدائه السياسيين في لبنان والخارج، وأمام المعارضين في سوريا، حيث غاض في التدخل بحرب اهلية تستنزف الدماء وغير قابلة للحسم – يشعر ان عليه اظهار الجرأة والامتناع عن ضبط النفس، خوفًا من ان تفسر اسرائيل ضبط النفس كضعف.

في الحقيقة فإنّ تورط حزب الله بالوحل السوري لم تثنه عن التصميم على مواجهة اسرائيل، بل العكس هو الصحيح، لأن التنظيم يقوم بتعزيز قدراته العسكرية بشكلٍ كبير، ويحظى جنوده وضباطه بثقة بالنفس. لقد ظهرت براعم التغيير في موقف نصرالله، قبل ثلاث سنوات، عندما أمر بتنفيذ عملية ارهابية ضد السياح الاسرائيليين في بورغاس ببلغاريا، لكن نواياه اتضحت خلال السنة الأخيرة، من خلال سلسلة من العمليات التي نفذها حزبه ضد قوات الجيش الاسرائيلي على طول الحدود، في البداية كانت عبارة عن زرع عبوات ناسفة، ومؤخرًا اطلاق نيران من مسافة قصيرة، في شهر كانون الثاني الأخير، على دورية للجيش عند السياج الحدودي، وقد اعلن نصرالله مسؤوليته الكاملة عن كل هذه العمليات.

يستفاد من الأحداث الأخيرة على الحدود الشمالية مع اسرائيل  أن هناك ارتفاع اضافي للتوتر. ويبدو ظاهريا ان المقصود سلسلة من الأحداث غير المرتبطة بالضرورة، ببعضها البعض، ولكن، مع ذلك فإن الحقيقة هي ان معظم خيوط هذه الأحداث تقود الى حزب الله، سواء كان الحديث عن قوافل أسلحة كانت معدة للتنظيم وقامت اسرائيل بمهاجمتها على الأرض السورية، أو كان الحديث عن مخربين سوريين من القرى الدرزية عند الحدود، والذين تمت تصفيتهم عندما حاولوا التسلل إلى أراضي اسرائيل، بتوجيه او بدعم من حزب الله.

اضافة الى ذلك فإنه خلال السنوات الماضية امتنع حزب الله عن الرد على الخطوات الاسرائيلية في سوريا، على اعتبار ان على حزب الله ان يركز جهوده في لبنان وان يتيح للنظام السوري الرد، اذا اراد على عمليات اسرائيل. ويمكن الافتراض بان حزب الله كان يعرف انه سيواجه صعوبة في الشرح للبنانيين لماذا يجرهم الى حرب مع اسرائيل من خلال دعمه لنظام بشار الأسد. لكن هذا التوجه انتهى. فالتدخل المتزايد للتنظيم في سوريا، جعلته ملتزما، من وجهة نظره، أمام مقاتليه  الذين يحاربون في سوريا، وللأسلحة التي يتم نقلها من سوريا إلى لبنان، وقد تضطره في المستقبل إلى حماية بشار الأسد من اسرائيل. ويعني هذا الالتزام الرد على كل الخطوات الاسرائيلية في المجال السوري، وهو الأمر الذي امتنع عنه التنظيم حتى الآن، والذي قد يجبر اسرائيل على رد عسكري قاسٍ، لان اسرائيل لن تسمح للتنظيم  بالحد من حريتها بالعمل في المجال السوري.

كما أنّ  التورط المتزايد لحزب الله بما يحدث على امتداد الحدود الاسرائيلية السورية، وجرأته المتعاظمة امام اسرائيل، قد تدلنا على بدء العد التنازلي استعدادا لجولة حرب أخرى.

هؤلاء هم من سيقررون مصيركم

كتب ايتان هابر في "يديعوت احرونوت" بان الاسطورة تحكي بأن جنرال الأمن الاسرائيلي موشيه ديان، توجه ذات مرة لزيارة وحدات الجيش في هضبة الجولان. وسأل احد القادة هامسا عن رأيه بأحد الضباط. فرد القائد: "انه شاب جيد"، "وذاك الضابط؟" سأل ديان عن الثاني. "شاب جيد"، أجاب القائد مرة اخرى، وعندها أجابه بموشيه ديان: "شاب جيد؟ اعطه لأختك او لزوجتك، انا اريد هنا موهوبين".

في ايامنا هذه كان يمكن لمثل هذا الجواب "الجنسي" ، ان يحظى بقصف  هائل من الردود السامة من قبل كتائب المهاجمين عبر الانترنت.

لماذا تذكرت هذه القصة؟ بسبب التشكيل الحكومي الجديد الذي سيعرضه نتنياهو خلال  الأيام القريبة. ولدي نصيحة صغيرة لرئيس الحكومة: احذر في اختيار الوزراء، فهؤلاء في العادة ليس لديهم دين. ان الميل الطبيعي لرئيس الحكومة، كل رئيس حكومة، هو اختيار الوزراء الذين "يستحقهم" أو "يستحقونه". ومن هو الوزير الذي يستحق  ذلك؟ إنه الذي يتواجد في الكنيست لدورة ثانية، او ثالثة، ولديه علاقات جيدة مع سكرتير الحزب في كريات ناؤوت ديشا، وانتخب بالأساس في الانتخابات التمهيدية، في المكان السادس، واليوم سيحصل على "ما يستحقه" – ليكون وزيرًا للكزبرة، فيأتي الخلاص له ولصهيون ويرتاح رئيس الحكومة.

ولنفرض ان حكومة اسرائيل ستجتمع لاتخاذ قرار بمحاربة حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب، وربما شن هجمات في مناطق بعيدة اكثر، فإن الأصوات في الحكومة ستكون مساوية للحياة والموت، وتوجه شعب كامل نحو ما لا يعرفه، سيصبح مرتبطا باصبع وزير الكزبرة، الرجل "الذي يستحق". وللذين يفقهون ما أقول: "الموقع أدناه، يعرف ان قرارات كهذه، لا تتم في الجلسة العامة للحكومة، فنحن لم نصاب بالجنون بعد، لكنني لا زلت اذكر جلسة واحدة للحكومة شاركت فيها قبل سنوات وتقرر خلالها وقف تصنيع طائرة "لافي" بفضل صوت واحد، تلك الاصبع جرت الى فصل 6 آلاف مهندس وخبير تكنولوجي.

الاعتبار الوحيد لرئيس الحكومة في اختيار وزرائه يجب ان يكون مدى ملائمتهم للمنصب، فليس كل من يصرخ بقوة ويظهر كثيرًا (اكثر من اللازم)، لدى يونيت ليفي او تمار ايش شلوم، يستحق ان يكون في الحكومة التي تقرر المصير. صحيح انه في تاريخ الحكم الاسرائيلي كان هناك عظماء فشلوا ونشطاء صغار نجحوا في السياسة، لكن هؤلاء هم استثناء، فالجيدون فعلاً هم الجيدون حقا، خاصة ان الحكومة القريبة قد تفعل كل شيء، كي تجد نفسها تقف امام قرارات مصيرية لم نستعد لها.

مثلاً، المرشحون لمنصب وزاري الذين يتحدثون عن غلاء السكن وارتفاع الأسعار، وعلى اقتناع حاليا بانها المشكلة الأصعب في الدولة، قد يكتشفون قريبًا ان عليهم ان يقرروا الخروج إلى حرب جديدة في غزة او كيف يردون على اطلاق القذائف الصاروخية، من لبنان. من جهز نفسه للآثار المترتبة على نقل سلطة التخطيط من وزارة الداخلية إلى وزارة المالية، وهذا لا يعني انه ليس مهما، عليه ان يفهم جيدًا، بين لحظة واخرى، ما تعنيه تحركات الكتيبة التي ستنتشر ليلاً لتنفيذ غارات على مقرات حماس في غزة، وتفجير المنشآت العسكرية لحزب الله في لبنان، وماذا سيكون الرد الإيراني على ذلك.

إذا كانت الحكومة الجديدة التي ستدلي باليمين الدستورية خلال الايام القريبة، تنوي استكمال أربع سنوات، فستكون على ما يبدو حكومة حرب، وفي احسن الظروف ستجري معركة واحدة، وفي أسوأ الحالات ستنضم اليها ايران والتنظيمات الارهابية. صحيح انها توقعات سوداوية، لكنها تخوفات حقيقية. وفي الحرب القادمة سيكون رؤساء المجالس والمستوطنات اكثر اهمية من الوزراء في الحكومة، ربما اكون مخطئا، أتمنى ان اكون مخطئا، وسأكون أول من يعترف بالخطأ.

قائد لواء المظليين ينتظر العودة الى انفاق غزة.

ينشر موقع "واللا"، لقاء مطولا أجراه مع قائد لواء المظليين العقيد اليعيزر طوليدانو، خلال التدريبات التي يجريها سلاح المظليين في المنطقة الشمالية على سيناريو يصفه بأنه يدمج بين عدد كبير من الآليات المتحركة في الجو والبر، تم خلاله تمثيل هجمات بواسطة المروحيات على اهداف في اعماق اراضي "العدو" والسيطرة عليها، على مسافة بعيدة عن حدود الدولة.

ومن بين السيناريوهات التي تدربوا عليها، كما يكتب الموقع، "عملية الحلوى" التي تعيد تمثيل سيطرة قوات الجيش الاسرائيلي على هضبة الجولان بعد احتلالها من قبل السوريين في حرب يوم الغفران. ويخلص الموقع العبري الى ان هذه التدريبات تشير الى ان الجيش يستعد لتهديدات كبيرة تفوق تلك التي واجهته خلال العملية الأخيرة في غزة.

ويقول طوليدانو: "نحن نطبق تعاونا جديا يشمل طائرات الشحن والمروحيات ونقل الامدادات ونحاول خلق توازن في كل اللواء بين الجبهة والعمق. فمن جهة يجب ان يعمل لواء المظليين في العمق، كما في عملية نهر الأولي (في جنوب لبنان) خلال حرب لبنان الاولى، وامثالها، ومن جهة اخرى معرفة سبل مواجهة الجبهة كما في الجرف الصامد".

ورغم ان عملية "الجرف الصامد" وقعت في منطقة صغيرة قياسا بحجم المناطق التي يتدرب عليها سلاح المظليين، الا انه يمكن استخلاص الكثير من الدروس منها حول المخاطر المستقبلية. ويقول طوليدانو: "في الجرف الصامد فهمنا اولا نقاط قوتنا. تعلمنا بأننا ندير  بشكل جيد المعركة التي تشارك فيها قوات كبيرة – المشاة، الدبابات والهندسة والمدفعية. كما اننا نجيد ادارة المعارك المتعددة الأذرع – سلاح الجو، البحرية والمشاة. هذه هي الامور التي تخوفنا منها في السابق، انه بسبب وتيرة التدريبات لم نصل الى مكان جيد وكنا بحاجة الى اجراء تدريب اكبر".

ويشير طوليدانو الى الرابط بين القوة المحاربة والاستخبارات، وبالتالي تقليص المس بغير المتورطين في القتال، وهو رابط يعتبره يشهد تحسنا. ويدعي انه على الرغم من مقتل اكثر من الفي فلسطيني خلال الجرف الصامد الا ان اكثر من نصفهم كانوا اعضاء في تنظيم ارهابي، وان اقل من الف كانوا مدنيين غير متورطين، واما هوية البقية فليست معروفة!

مع ذلك لا يتجاهل طوليدانو نقاط الضعف في العملية والتي يجب العمل عليها، ويقول: "خرجنا من الجرف الصامد مع قائمة مشاريع طويلة، وسنحتاج الى تطوير عملنا في الحرب الجوفية، ونحن الآن نفعل ذلك، وسيكون علينا تعلم كيف نكون اكثر دقة وتحقيق الكثير بعمل قليل. وتحقيق اكثر ما يمكن من النجاعة، حسب نظرية بن غوريون".

"الأنفاق ليست تحديا خياليا"

وفي رده على طلب محاوره تحديد اقواله فيما يتعلق بمسألة الانفاق ومعالجتها والتي اعتبرها الكثير من الاسرائيليين بمثابة صدمة قومية استعد لها الجيش في اللحظة الأخيرة، قال طوليدانو: "لا يمكننا السماح لأنفسنا بأن نكون غرباء عن هذه المنطقة. اذا تواجد العدو داخل الأجمة، فانا لن اكون غريبا عليها، انا اسعى الى مواجهة العدو كي اقتله والانتصار في المعركة. انا اذهب الى حيث يتواجد العدو. نحن نتعرف بشكل اكبر على هذا الحدث ولدينا خبراء ونعمل على تطوير التفكير بشكل مواجهتنا لهذا التحدي. بالنسبة لي الانفاق ليست تحديا خياليا".

كانت هناك فجوة في مجال الأنفاق. ما الذي تتوقعه من جنودك؟

"الأنفاق هي تعبير عن التفكير المهني للعدو الذي يسعى من خلالها الى استنزاف قدراتك. انا اقول انه في الحوار بيني وبين العدو، الذي يقوم على مفاهيم ووسائل قتالية وتقنيات حربية، قال هو كلمته وانا تعلمت، والان أنا احضر مع كلمتي ولدي ما اظهره له في الحرب".

انت تتحدث كثيرا عن ضرورة الدقة. ما هو قصدك؟ اصابة شباك منزل؟ دقة في الاصابة؟ الامتناع عن اصابة غير المتورطين؟

"ان نكون اكثر دقة، هي مسألة مستمدة من حقيقة وجود حمولة كبيرة من المهام والتحديات، ووجود موارد محدودة، ليست مالية فحسب، وانما من حيث الوقت، ايضا. اذا استثمرت اكثر مما يلزم في الحرب الجوفية فسيأتي ذاك على حساب تهديد آخر في قطاع آخر. لدينا الكثير من التحديات، والدقة هي القدرة على الممايزة بين التحديات الصحيحة مقابل السيناريوهات التي قد تواجهنا. علينا التدقيق في اطلاق النار، وتحديد الانجاز  الذي سيحقق الانتصار بصورة عاجلة".

ويعتبر طوليدانو نفسه مختصا بمعالجة المناطق المأهولة، ويقول ان الحرب في منطقة مأهولة تحتم الدقة – معرفة من هو العدو ومن هو غير المتورط".

"أحارب مع لوائي حسب اختياري".

جرى الحديث كثيرا عن مسألة المصفحات، ونشرت تحقيقات. كيف ترى هذا الموضوع؟

"ساحة الحرب تتطلب التحرك، ومن لا يتحرك او تكون وتيرته بطيئة، تكون قدرته على تحقيق انجازات بطيئة ولن يكون على صلة. علينا ان نعرف كيف ننتصر مع ما يتوفر لدينا وليس مع ما نرغب فيه. في كل ما يتعلق بما نرغب فيه توجد القيادة العامة واجهزة بناء القوة وهي تحاورنا. انها تمتلك ما يجب ووتيرة الشراء تتم حسب وتيرة الصناعة. لسنا جامدون في مكاننا. الامر هو المحاربة اولا مع ما يتوفر. لكن هذا لا يقول انه يجب عدم اختيار الآلية الصحيحة للتحدي الصحيح".

ويضيف: "في تدريبات اللواء استخدم المصفحات، ولدينا ايضا مصفحة من طراز M-113، وانا استخدم سيارات الجيب ايضا. واذا سقطت قذيفة هاون بجانب مصفحة من طراز M-113 فانت محمي".

اذا اضطررت بعد دقيقتين للمناورة داخل غزة او لبنان، السؤال حول أي الآليات تأخذ يتم حسب تقييم قائد اللواء او وفق امر من قائد الكتيبة التي تتدخل في عملك؟

"لا احد يقول لي ما استخدمه او لا استخدمه. انا احارب مع لوائي حسب اختياري. هذه مسألة هامة جدا تعلمناها خلال حرب لبنان الثانية. انا قائد اللواء".

وحسب رأي طوليدانو فانه من المثير للسخرية التمسك بقضية المصفحة التي تم قصفها خلال معركة حي الشجاعية وتركيز النقاش حولها. ويقول ان هذا ليس موضوعيا ويتناقض مع مبادئ الحرب، وهذا مناقض لتفوق الاحتكاك في الحرب، ومناقض لمفهوم كون الحرب كومة من النجاح والفشل.

ويضيف: "لقد تعلمت من معركة الشجاعية عن معنويات الحرب والسعي الى المواجهة، واصرار القادة، والتعاضد. كما تعلمت ان هناك امور يجب عملها بشكل افضل في المرة القادمة.

نحن نستدير بسرعة الى الوراء ونحكم

ربما، اذن، تغير المجتمع الاسرائيلي ولم يعد مستعدا لاستيعاب اخطاء القائد، ويتدخل في رأيك وفي تقييماتك وينتقدك بعد العمل قبل ان تقوم باجراء تحقيق؟
المجتمع الاسرائيلي مذهل. لقد التقيته في "الجرف الصامد" ووجدته مذهلا وداعما ومحتضنا، يحتضن الجرحى والعائلات الثكلى ويدعم القادة. المجتمع الاسرائيلي مذهل ولكنه لا يتنازل. فعندما يرسل اولاده الى الحرب يريد ان يتدخل. كلنا نسير في هذا الرواق المسمى الجيش الاسرائيلي، والذي يعتبر طريقنا الى بهو دولة إسرائيل السيادية والمستقلة. من يمشي في هذا الرواق يملك كل الحق بطرح الاسئلة وليست لدي أي مشكلة في ذلك. وسأرد على تساؤلاته".
"انا لا اقول انه يجب عدم التحقيق، وانما اجراء تحقيق ثاقب، والاشارة الى الخطأ. لكن يجب ان لا يختلط الأمر على أحد. فلينظروا الى معارك الجرف الصامد. انها مجد. هل تعرف ما الذي نريده؟ هل تعرف ما الذي ينقصنا احيانا؟ هذا يرتبط بالذات في التطور. شيء ربما كان في السابق ونحن لا ننتظره اليوم بسبب تطور العلوم: انه وجهة النظر. ومن يستدير بسرعة الى الوراء يتحول الى تمثال من الملح. نحتاج الى وجهة نظر، ولذلك تعال نبتعد قليلا، ونفهم اكثر بعدما تهدأ الأمور".
وفي رده على سؤال حول ما اذا تصرفت قوات الجيش بشكل جيد خلال احداث يوم الجمعة الأسود في رفح، يقول طوليدانو: "لقد قال من قال ان الحرب تشكل استمرارية للسياسة بطرق اخرى. نحن نخرج للحرب بعد ان تقرر ذلك دولة إسرائيل. هي التي تقرر متى نتوقف ومتى نواصل، ويمكن لهذا ان يحدث عشر مرات كل يوم. نحن كجهاز عسكري نحاول التنسيق حتى لو كان الامر معقدا. لن اقول لقادتنا كيف عليهم اتخاذ القرارات، لأن الامر المهم هو اني اداة في ايديهم وليس العكس. عليّ عمل كل التنسيق المطلوب في هذه المسألة".
ويسأل موقع "واللا" قائد اللواء، حول سبب مهاجمة بناية ما بدل قصفها من الجو ومنع المخاطرة بجنوده، فقال: "نحن لا ندخل الى بيت تم تشخيص مخرب بداخله. اذا قمت بتشخيص مخرب في البيت فسيتم تدمير هذا البيت. هناك معيار اخلاقي ومعيار مهني يقفان معا في الحرب حسب مبدأ التناسب. لا ندمر مدينة على رؤوس سكانها باسم الحرب. ولكننا لا نحارب العدو بالملاقط باسم القيم الانسانية. المسألة ليست نتيجة صفر او واحد، وانما حالة يجب ان نفعل الرأي فيها. هنا ايضا يجب ايجاد تقنيات ملائمة، وتطوير تدريبات مناسبة ودمجها، وهذه الامور ستشغلنا دائما".
"كل مكان حاربنا فيه خلال الجرف الصامد لم يعد صالحا للسكن"
"ما حدث هو ما سيحدث. فالحرب هي الظاهرة نفسها، ونحن سنواصل اتخاذ القرارات. لن يحدث ابدا التوازن بين التوترات، ونحن لا يمكننا التوجه نحو حلول نهائية مطلقة. هذا لا يناسب ساحة الحرب، ولا يناسب روح الجيش، ولا روح الشعب اليهودي. لن نحتل الآن قطاع غزة ونشطره الى مكعبات وندمره. ما هذا؟ أي أمر هذا؟ هذا ليس شيئا نتحدث عنه. ومن جانب آخر فان كل مكان حاربنا فيه خلال الجرف الصامد لم يعد مكانا يمكن لأحد الاقامة فيه. يجب ان ندمج. فالحرب هي ظاهرة بشعة".
2026 بيتا في المستوطنات تقوم على اراضي فلسطينية خاصة

كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان كراسة تضم صورا جوية لحوالي 20 مستوطنة في الضفة، تعرض "الخطر" الذي يتربص بالمستوطنات من جانب "اليسار المتطرف". ففي هذه الكراسة يتم الإشارة الى 2026 بيتا تقوم على أراض خاصة ومعدة للهدم اذا لم تعمل القيادة السياسية على صد الالتماسات التي ستقدم ضدها في السنوات القريبة.

ومن بين هذه البيوت، هناك حوالي 1232 بيتا ثابتا و794 بيتا متنقلا تعيش فيها حوالي 1500 عائلة. ولا تعرف غالبية العائلات بأن بيوتها بنيت على أراض خاصة!

وعلمت القناة السابعة انه تم اعداد هذه الكراسة من قبل جمعية "رجابيم" وتم عرضها على رئيس الكنيست يولي ادلشتاين، ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينت، ووزراء واعضاء كنيست. كما علم ان تنظيمات اليسار المتطرف تملك هذه الصور، ايضا، وتنوي استخدامها في معركتها.

ويستدل من الاطلاع على الصور الجوية التي تشير الى البيوت القائمة على اراض خاصة، حجم الدمار والاضرار الضخمة المتوقعة. ومن المناسب التذكير بأن الكثير من البيوت هي بيوت بنتها شركة "امناه" قبل سنوات طويلة بموافقة الدولة وباستثمار منها، من خلال مفهوم استيطاني امني وبدون فحص المكانة القانونية للارض.

ومن بين المستوطنات التي تشملها الكراسة: عوفرا 530 بيتا مهددا، بيت ايل 289 بيتا، عيلي 166، مخماش 113، الون موريه 128، بساغوت 98، كوخاب يعقوب 83، كدوميم 71، كوخاب هشاحر 65، نيفه تسوف 52، عتنئيل 47، شفي شومرون 45، متسفيه يريحو 45، يتسهار 43، معون 34، تفوح 27، آدم 25، بيت حجاي 25، سوسيا 23، نيفه دانئيل 19، تكوع 17، هار براخا 15، نوكاديم 14، بني حفير 13، معاليه عاموس 5 بيوت وكيدار 7 بيوت. ونذكر بأن قرار الحكومة يحدد ازالة كل بناء اقيم في الضفة على اراض خاصة.

ويجب التأكيد بأنه في كثير من هذه المباني تقيم اكثر من عائلة واحدة، وليس عائلة واحدة كما يمكن الفهم. ففي مستوطنة بيت ايل مثلا، يوجد 137 منزلا تعيش فيها اكثر من 300 عائلة. وقال مصدر رفيع في المستوطنات ان طاقم الخط الازرق في الادارة المدنية يقوم كل سنة بفحص اراضي الدولة ويفصل بخط ازرق بينها وبين الاراضي الخاصة. والقسم الاكبر من الـ 2026 بيتا بنته الحكومة وبعضها حصل على قروض اسكان من الوكالة اليهودية".

ويقول انه "ابتداء من العام 2005 لم يتم بناء أي شيء في الضفة بدون تصريح من الادارة المدنية. ومن يعتقد ان ميغرون وعمونة وحي الاولفناه اصبحت من خلفنا فانه لا يعرف اين يعيش. فالخرائط تبين ان الحكاية لم تنته بل بدأت. واذا لم يتم التوصل الى حل قضائي او قانوني فسنشهد طوال الوقت عمليات هدم في المستوطنات".

التعليـــقات