رئيس التحرير: طلعت علوي

انتخابات بيرزيت .. هل تعبّر عن توجهات الشعب الفلسطيني فعلًا؟

السبت | 25/04/2015 - 04:56 مساءاً
انتخابات بيرزيت .. هل تعبّر عن توجهات الشعب الفلسطيني فعلًا؟

لم تكن الانتخابات التي أجريت في جامعة بيرزيت الأربعاء المنصرم مجرد انتخابات جامعية داخلية ونقابية فحسب، يختار طلبتها فيها ممثليهم في مجلس الطلبة، فالجامعة التي تعتبر عند فصائل العمل الوطني قبّان السياسة الفلسطينية، يُنظر إليها على أنها الأكثر تمثيلا لتوجهات شرائح الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية.

وكثُر الحديث في أروقة السياسة والمحللين عقب النتائج التي أظهرت التقدم الكبير للذراع الطلابي لحركة حماس بفارق كبير يعدّ الأول من نوعه لها، على الأذرع الطلابية الأخرى وخاصة الذراع الطلابي لحركة فتح، حيث توافقت تلك التحليلات على أن النتائج لها ما بعدها على الأرض، وهي بداية عهد سياسي جديد في الضفة الغربية، في حين اختلفت الآراء حول الأسباب التي أدت إلى ذلك.

زلزال انتخابي

فالكاتب والمحلل السياسي صلاح حميدة، اعتبر أن ما جرى في جامعة بيرزيت زلزال إنتخابي دون أية مبالغة، تتجاوز ارتداداته الجغرافيا الفلسطينية، حيث ربط نتائج الانتخابات مع معركة المقاومة مع الاحتلال على أرض قطاع غزة العام الماضي.

وأشار حميدة إلى أن نتيجة الانتخابات شكلت مدخلا صحيا لتصويب الحالة الداخلية الفلسطينية، حيث رسخت فكرة أن الجسم الفلسطيني لن يتمتع بعافيته دون حالة تناوب صحية بين كبرى حركاته "فتح" و"حماس".

كما وأكدت الانتخابات بحسب حميدة أن مشروع الإسلام الحضاري يحظى بجماهيرية مهمة، وأن كل محاولات تشويهه لم تفلح، بل مثلت تلك الحالة نموذجا لأفضل حالات التعايش مع الآخر المختلف.

ليست مفاجأة

من ناحيته، رآى النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس فتحي القرعاوي، بأن فوز الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت بعد 9 سنوات عجاف من القمع والملاحقة والإلغاء لا يعتبر مفاجأة، فهو كما يقول، الوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني الذي تعود عليه طوال عهود مضت.

وأضاف قرعاوي "لهذا الفوز أن يجعل السلطة الفلسطينية تستفيق من غفلتها وتجاهلها لمطالب الشعب الفسطيني، وأن تعلن فورا عن وقف كافة أشكال القمع والاعتقال على خلفية فصائلية، ذلك لأن الشارع في لحظة ما سيقول كلمته".

أما الكاتب السياسي مأمون راشد، فقال إن المؤشر اﻷبرز في نتائج انتخابات بيرزيت وقبلها البوليتكنك، أن ﻻ مكان لنهج اﻹقصاء، مضيفًا "لن يستطيع أي طرف إلغاء اﻵخر، والقمع والقهر دائما ما يأتي بنتائج عكسية".

وأشار راشد إلى أن النتائج التي تحصلت عليها الكتلة اﻹسلامية هي بمثابة تتويج لتضحيات كوادرها وأنصارها رغم الملاحقات واﻻعتقاﻻت المتواصلة من قبل الاحتلال والسلطة على حد سواء.

أزمة فتح الثنائية

ويرى العديد من المحللين السياسيين أن نتائج الانتخابات كشفت عن أزمة ثنائية عميقة داخل حركة "فتح"، وبينها وبين قطاع من الجمهور الفلسطيني من جهة أخرى، رغم توفر كل الإمكانيات والوسائل أمامها لتحقيق الفوز.

فقد توقع المحاضر في كلية الاقتصاد بجامعة النجاح الدكتور بكر اشتية، أن الكثير من الأقلام الفتحاوية ستخطُ المقالات والتحليلات والتعليقات حول ضرورة محاسبة المسؤولين في حركة فتح وذراعها الطلابي بسبب تلك الخسارة.

وتابع اشتية "تلك العبارات هي ذاتها عبارات ومقالات الأعوام السابقة التي نادت بالمحاسبة والمراجعة ولم يحدث من ذلك شيء، أقول: خسارة مستحقة للشبيبة قبل أن أقول فوز مستحق للكتلة الإسلامية".

وعقب يوم على انتخابات بيرزيت، تتزايد المطالبات في صفوف حركة فتح، بضرورة تصويب الحركة لسياساتها، ومحاولة إعادة صورتها السابقة كرافعة للمشروع الوطني الفلسطيني.

التعليـــقات