رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 26 آذار 2015

الخميس | 26/03/2015 - 09:04 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 26 آذار 2015


ريفلين لنتنياهو: من يخاف من اوراق الاقتراع، مصيره تلقي الحجارة في الشوارع
قالت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين، كلف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، امس الاربعاء، مهمة تشكيل الحكومة القادمة. وقال ريفلين خلال استقباله لنتنياهو: "لقد اجتزنا معركة انتخابات صعبة. وفي خضم الخلافات بيننا قيلت من جانب كل الأطراف كلمات ما كان يجب أن تقال، لا في دولة يهودية ولا في دولة ديموقراطية. سقف اللهيب لا يخدم احدا. النار تزداد تأججا فقط، ويمكنها ان تحرق. هذا هو الوقت لبدء معالجة الجراح، هذا هو الوقت للبدء بلئم الشرخ. يجب ان نستعد حتى لأيام أصعب يمكنها أن تأتي. كي نتمكن من القتال دفاعا عن البيت، يتحتم علينا مواصلة بناءه معا، جميع المواطنين في اسرائيل. المسؤولية تقع على كاهلنا جميعا، وعلى كاهلك يا سيادة رئيس الحكومة".

واعتبر ريفلين "لئم الشرخ" احد ثلاثة مهام "مصيرية" ستواجه نتنياهو وحكومته القادمة، الى جانب "تحصين العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة، اكبر واهم صديقاتنا"، و"تحقيق استقرار الجهاز السياسي". وقال: "يمنع علينا العودة الى الانتخابات بعد عامين".

وتطرق نتنياهو، بشكل غير مباشر، الى الموضوع، وقال: "اعتبر نفسي رئيس حكومة لكل واحد وواحدة منكم. سأعمل على لئم الشرخ الذي حدث بين اجزاء المجتمع المختلفة خلال الانتخابات. علينا جميعا وضع الانتخابات من خلفنا والتركيز على ما يوحدنا. انا ملتزم بمواصلة هذا الطريق، طريق الدولة اليهودية الديموقراطية التي تمنح المساواة لكل مواطنيها، بدون تمييز في الدين والعرق والجنس. هكذا كان وهكذا سيكون". وقام نتنياهو الذي قال بأنه يشعر بتأثر كما لو كانت المرة الاولى، بتعداد عدد من التحديات المتوقعة امام حكومته: "تحصين امننا وتحسين رفاهيتنا، تخفيض اسعار السلع الاستهلاكية، وتفكيك الاحتكارات، وكذلك الأمل بالسلام مع جيراننا".

وقال ان "يدنا ممدودة للسلام مع الفلسطينيين". واوضح انه سيعمل على ترسيخ العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنه اضاف: "سنواصل العمل من اجل منع الاتفاق مع ايران والذي يشكل خطرا علينا وعلى جيراننا وعلى العالم". وكان ريفلين قد انتقد تصريحات نتنياهو ضد العرب خلال استقباله لرئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي سليم جبران، الذي سلمه نتائج الانتخابات الرسمية، امس. وقال ريفلين "ان ارتفاع نسبة التصويت هو بركة للديموقراطية، ويل لنا اذا اعتبرنا أداء الواجب الديموقراطي في التصويت لعنة. من يخاف من اوراق الاقتراع في الصناديق، مصيره أن يتلقى الحجارة التي يتم رشقها في الشوارع".

وكان القاضي سليم جبران قد تطرق في كلمته امام ريفلين الى ارتفاع نسبة التصويت في الانتخابات (72.4%)، وقال "ان نسبة التصويت ارتفعت بشكل ملموس مقارنة بالانتخابات السابقة، وهي اعلى نسبة منذ عشرين سنة، وكلما ارتفعت نسبة التصويت، هكذا تعكس تركيبة الكنيست تعدد الآراء والمجموعات في الدولة وهذا هو ما نفاخر فيه في لجنة الانتخابات".

"سافاج" الفرنسية تلغي مشاركتها في مشروع القطار المعلق في القدس

كتبت صحيفة "هآرتس" ان الشركة الفرنسية "سافاج" قررت الغاء مشاركتها في مشروع انشاء القطار المعلق (تلفريك) في القدس، بعد تحذيرها من ابعاد هذا المشروع، من قبل وزارتي الخارجية والمالية الفرنسية. ومن المتوقع ان يثير هذا المشروع الذي كشفت "هآرتس" تفاصيله قبل ثلاثة أسابيع، معارضة شديدة، بسبب معانيه السياسية وابعاده البيئية والتخطيطية. وفي ضوء القرار الفرنسي يشكك الكثير من اصحاب الشأن بإمكانية تنفيذ المشروع.

وقال ناطق بلسان شركة Suez Environnement ، الشركة الأم لـ"سافاج" لصحيفة "لافيغارو"، انه "في سبيل منع أي تفسير سياسي، قررت الشركة عدم مواصلة (الخطة)". كما تنصلت شركة "بوما" الفرنسية من المشروع، بعد ان ذكر اسمها كمشاركة فيه. وحسب الصحيفة الفرنسية، فقد توجه المسؤول الفلسطيني صائب عريقات، في العاشر من آذار، الى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، واشتكى استعداد المجتمع الفرنسي للمشاركة في انشاء القطار المعلق في الجانب الشرقي من القدس.

وكتب عريقات في رسالته ان "الخطة ستقود الى مصادرة غير قانونية لأملاك، بعضها يعود لملكية الأوقاف". وفي اعقاب رسالة عريقات، دعت الادارة الفرنسية اصحاب شركة "سافاج" الى لقاء سري، في الثاني عشر من آذار، وتم تحذيرهم من قبل وزارة المالية، من المخاطر القانونية المرتبطة بالمشروع. وحسب ما قاله رجال الشركة فقد تم طلب وجهة نظر قانونية في هذه المسألة.

اليوم: مسيرة احتجاج عربية من النقب الى القدس

تنشر صحيفة "هآرتس" تقريرا حول المسيرة التي ستنطلق من النقب الى القدس، اليوم، احتجاجا على سياسة عدم الاعتراف بالكثير من القرى العربية في النقب. وستستغرق المسيرة اربعة أيام، بمشاركة رؤساء سلطات محلية وقياديين من الوسط العربي، على رأسهم رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة، الذي سيرافق المسيرة حتى نهايتها امام ديوان رئيس الدولة في القدس.

وكان عودة قد وعد خلال الحملة الانتخابية بطرح مسالة دفع الحقوق المدنية للمواطنين العرب في مقدمة جدول اعماله، وقيادة مسيرة الى القدس من الناصرة ومن القرى غير المعترف بها في النقب. وبعد فوز القائمة بـ 13 مقعدا في الكنيست، ستشكل قيادة النضال من اجل الاعتراف بالقرى غير المعترف بها في النقب، اختبارا آخر للقائمة المشتركة. وقالوا في القائمة المشتركة وفي المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، امس، ان هدف المسيرة هو اثارة الوعي على واقع الحياة غير المحتمل لسكان 46 قرية غير معترف بها، وطرح خطة للاعتراف بكل هذه القرى على طاولة الكنيست.

وكان من المفترض ان يستقبل رئيس الدولة المسيرة امام ديوانه، ولكنه بسبب سفره الى سنغافورة، تم الاتفاق على طرح مطالبها امامه بعد عودته الى البلاد. ومن المنتظر ان يشارك في المسيرة الى جانب عودة، عدد آخر من قادة القائمة المشتركة، ورؤساء السلطات المحلية في رهط وكسيفة وحورة، وممثلي لجنة المتابعة العليا للجمهور العربي، والمجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، ومواطنين من اليهود والعرب، اضافة الى سكان من القرى البدوية في النقب.

وستنطلق المسيرة من قرية وادي النعم، وتتوقف في اليوم الاول في السوق البدوي في بئر السبع وفي قرية العراقيب غير المعترف بها، والتي تم هدمها عشرات المرات من قبل السلطات. وهناك سيبيت المشاركون في المسيرة، ومن ثم يواصلون في اليوم التالي الى قرية بيت جبرين. ويوم السبت ينتظر وصولهم الى قرية ابو غوش على مداخل القدس، ومن ثم مواصلة المسيرة يوم الاحد حتى ديوان الرئاسة في القدس. وقال المدير العام لمجلس القرى غير المعترف بها، فادي مسامرة، انه يتوقع مشاركة مئات المواطنين ووفود اجنبية في المسيرة. واضاف: "نلاحظ اهتماما كبيرا بالمسيرة على الشبكات الاجتماعية، وستكون الاولى من نوعها من حيث رسالتها الواضحة وطابعها الذي يشبه المسيرة التي قادها مارتن لوثر كينغ". يشار الى ان السلطات بلورة قبل ثلاث سنوات، خطة لتسوية اراضي البدو في النقب، مقابل خطة برافر التي تقوم على اخلاء عشرات آلاف البدو من اماكن سكناهم ونقلهم الى بلدات اخرى. وتم لاحقا تعليق هذه الخطة.

اما الخطة التي يطرحها البدو فتشمل مقترحات عملية لتسوية القضية، وتعتمد في أساسها على الاعتراف بالقرى العربية غير المعترف بها، التي يعيش فيها حوالي 100 الف مواطن في ظل ظروف حياتية قاسية، وبدون ارتباط بالخدمات الأساسية كالماء والكهرباء وخدمات الصحة والشوارع والمؤسسات التعليمية. وبسبب ذلك تضطر العائلات المقيمة في هذه القرى لإرسال اولادها الى المدارس في مناطق بعيدة، واحيانا بشكل غير محتمل.

يشار الى ان القرى التي تشملها هذه الخطة تتجاوب مع معايير منظومة التخطيط الاسرائيلية، ما يجعل المبادرين اليها يدعون عدم وجود أي مبرر لعدم الاعتراف بهذه القرى. وحسب الخطة التي تعتمد على دراسة شاملة اعدها المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، وجمعيتي "بمكوم" و"سيدرا" فان الاعتراف بهذه القرى في مواقعها الحالية، افضل بكثير من الخطة الحكومية التي تعتمد على ترحيل عشرات آلاف المواطنين، وستوفر الكثير من الموارد المطلوبة لتغيير جغرافية المنطقة ووسائل تطبيقها وستمنع تعمق الصراع بين الدولة والبدو.

وتشمل الخطة تقديم خدمات بلدية ومدنية كاملة لسكان القرى، وانشاء بنى تحتية والموازنة الملائمة بين التطوير والوجود، وبلورة آليات لتصحيح الغبن الطويل بحق هذه القرى. ويتوقع منظمو المسيرة ان تساهم الخطة ومسيرتهم بتحريك عملية الاعتراف بالقرى.

يشار الى ان المخططات الحكومية، والتي كان اخرها مخطط غولدبرغ ومخطط برافر، قوبلت بمعارضة شديدة من قبل الجمهور البدوي والمواطنين العرب الذين خرجوا للتظاهر ضدها. ورغم ذلك تواصل السلطات التخطيط لانشاء احياء جديدة في القرى المعترف بها في النقب، لنقل سكان القرى غير المعترف بها اليها. لكن سكان هذه القرى يعارضون هذه المخططات، وسيطرحون امام رئيس الدولة مطلبهم بالاعتراف بقراهم والامتناع عن فرض المخططات الحكومية قسرا على السكان.

اللجنة القطرية للرؤساء العرب رفضت التقاء نتنياهو

اعلنت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، امس، انها رفضت دعوة للقاء نتنياهو على خلفية تصريحاته في يوم الانتخابات ضد المصوتين العرب. وجاء في بيان صدر عن اللجنة التي توحد 63 رئيس سلطة محلية عربية، ان اللجنة مستعدة لالتقاء نتنياهو بعد تشكيل الحكومة. واعلنت اللجنة رفضها للاعتذار الذي قدمه نتنياهو امام عدد من نشطاء الليكود العرب والدروز والشركس.

وقالت مصادر في اللجنة لصحيفة "هآرتس" ان رئيس مركز السلطات المحلية، حاييم بيبس، عرض في اليوم التالي للانتخابات تنظيم لقاء بين رئيس الحكومة ورؤساء السلطات المحلية، لكن اللجنة رفضت ذلك لأن هدف اللقاء كان واضحا. وقالت اللجنة: "ليست لدينا مشكلة في عقد لقاء عمل مع رئيس الحكومة ومع كل وزرائه، ولكن بعد تشكيل الحكومة وليس قبلها". واعلنت اللجنة ان اعتذار نتنياهو امام نشطاء الليكود لم يتجاوب مع مطالب الجمهور العربي الذي يتوقع تغييرا في العمل وليس في التصريحات. واضافت ان الذين شاركوا في اللقاء مع نتنياهو لا يمثلون المواطنين العرب ولا مؤسساتهم التمثيلية.

"مصادر في المشتركة قلقة من احتضان عباس لها"!

تدعي صحيفة "هآرتس" ان اعضاء في القائمة المشتركة ابلغوها شعورهم بالقلق ازاء ما اسموه "عناق الدببة" من جانب السلطة الفلسطينية، على خلفية نية الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوتهم الى لقاء احتفالي بعد ادائهم لليمين الدستوري كأعضاء في الكنيست!

وقال مسؤول في ديوان عباس لصحيفة "هآرتس" ان الرئيس عباس ينوي خلال اللقاء مناقشة التطورات السياسية في إسرائيل ومجالات عمل النواب العرب في الكنيست. وكان عباس قد تابع تشكيل القائمة عن قرب، والتقى مع عدد من شخصياتها ودعم تشكيلها كقوة سياسية مركزية تطرح المسألة الفلسطينية الاسرائيلية على جدول الأعمال. واوضح مسؤول في ديوان الرئيس عباس ان السلطة لا تتوقع من القائمة الانشغال في الموضوع الفلسطيني فقط. وحسب اقواله فان "المسألة الهامة هي ابراز موضوع السلام وانهاء الاحتلال على  مستوى الجمهور الاسرائيلي، وهو مسالة غابت في الانتخابات الاخيرة حتى عن جدول المعسكر الصهيوني".

وتم مناقشة هذا الموضوع، ايضا خلال اللقاء الذي عقد في المقاطعة، امس الاول، بين عباس وممثلي الاحزاب الاربعة التي تؤلف القائمة المشتركة، ايمن عودة ومسعود غنايم وجمال زحالقة واسامة سعدي. وعلمت "هآرتس" انه شارك في اللقاء، ايضا، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد المدني، المسؤول عن العلاقة بين عباس والجمهور الاسرائيلي. لكنه يوجد في القائمة من يتخوف من ابعاد العلاقة مع السلطة، وفضل المشاركون في اللقاء التكتم عليه وتحفظوا من البيان الرسمي الذي نشرته السلطة في هذا الشأن.

وقال مسؤول رفيع في القائمة: "لا شك ان انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية تشكل اهدافا رئيسية، ولكن اولا هناك الكثير من القضايا التي يتحتم علينا معالجتها في المجتمع العربي. نحن نحترم عباس ونقدر نضاله من اجل السلام، ولكن في نهاية الامر فان من يجب ان يتخذوا القرارات هم الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي وليس نحن. قوتنا محدودة ونحن لسنا في وضع يشبه وضعنا ايام حكومة رابين". وجاء من القائمة المشتركة ان "اعضاء القائمة على استعداد لمقابلة كل جهة في اسرائيل والسلطة الفلسطينية والعالم وبذل كل جهد من اجل دفع السلام العادل على أساس قرارات الامم المتحدة، خاصة في قضايا الشعب الفلسطيني التي لا تجد شريكا لها في الجانب الاسرائيلي".

بدء المفاوضات الائتلافية في اسرائيل

اشارت الصحف الاسرائيلية الى المفاوضات التي ستبدأ في الكنيست، رسميا، اليوم، لتشكيل ائتلاف حكومي. وكتبته انه من المتوقع ان يجري طاقم المفاوضات من حزب الليكود، لقاءات مع طواقم الاحزاب الخمسة المتوقع مشاركتها في الائتلاف. ويضم طاقم الليكود النائبين ياريف ليفين وزئيف الكين والمحامي دان شومرون المقرب من نتنياهو، ويوآب هوروبيتش.

وفي هذه الأثناء تتضح صورة الحكومة القادمة، حسب الصحف، ويتعزز الاعتقاد بأنه سيتم توسيع صفوفها لتضم 24 وزيرا. وكتبت "هآرتس" ان نتنياهو استكمل امس، جولة اللقاءات مع قادة الكتل المتوقع انضمامها الى الحكومة، حيث اجتمع برئيس شاس ارييه درعي، وممثلي يهدوت هتوراه يعقوب ليتسمان وموشي غافني. وحسب درعي فقد خرج بانطباع يشير الى انه سيتسلم حقيبة الداخلية، فيما قال ليتسمان وغافني ان نتنياهو سيطمح الى منح حزبهما المناصب التي طلباها: نائب وزير الصحة لليتسمان، ورئيس لجنة المالية لغافني. لكن الليكود اوضح ان نتنياهو لم يلتزم بتسليم أي منصب لهما واشترط طرح الموضوع في المفاوضات الائتلافية.

في هذه الاثناء يبدو ان العقبة الرئيسية التي ستواجه نتنياهو هي مطالبة نفتالي بينت بحقائب الامن والمعارف والاديان. وقدر الليكود بأنه سيتم تسليم حزب بينت وزارة المعارف فقط. وقال مسؤول في الليكود "ان بينت لم يستوعب بعد نتائج الانتخابات، وسيضطر الى استيعاب مكانته الجديدة في المفاوضات الائتلافية. نحن نرى فيه وزيرا للمعارف او الاقتصاد، مع صلاحيات واسعة، ولن يحصل على حقيبة رفيعة اخرى. ومن جانب آخر نحن مستعدون لتعويضه ومنحه ثلاث حقائب.

ويعارض درعي وليبرمان توسيع عدد الوزراء الى 24، لكن هذه المعارضة ستمس بالذات بحزبيهما، ذلك ان الليكود يريد الاحتفاظ بعشرة حقائب، وسيتم منح ثلاث حقائب لحزب كلنا، ومثلها لحزب بينت، ما يعني انه سيتبقى لشاس ولإسرائيل بيتنا حقيبة واحدة لكل منهما، في حال عدم زيادة عدد الوزارات.

ويريد الليكود زيادة عدد وزرائه الى 13 ومنح وزارتين لكل من اسرائيل بيتنا وشاس، ولذلك يسعى الى زيادة عدد الحقاب من 18 الى 24. وفي موضوع حقيبة الامن، ورغم مطالبة بينت وليبرمان بالمنصب، الا ان الليكود يقدر بأن يعلون سيواصل تسلم هذه الحقيبة. ومن المتوقع ان يعرض نتنياهو على ليبرمان البقاء في وزارة الخارجية. وينوي الليكود الاحتفاظ بحقيبة القضاء ايضا، ويحتمل ان يتم تسليمها لغلعاد اردان او ياريف ليفين. ويتوقع تعيين بيني بيغن وزيرا للاستخبارات، فيما يتوقع تسليم حقيبة الاتصالات لوزير من الليكود ايضا، وكذلك حقيبة الرفاه.

كما يتوقع بقاء حقيبة الاديان في الليكود لأن شاس تعارض تسليمها لبينت وتطالب بها لنفسها. والحقيبة الوحيدة التي تم الاتفاق عيلها حتى الان هي حقيبة المالية التي وعد نتنياهو بتسليمها لموشيه كحلون.

هل صدرت اوامر عليا بوقف البناء على جبل ابو غنيم؟

كتبت "هآرتس" ان وزارة الاسكان تدعي تسلمها "اوامر عليا" تقضي بوقف دفع خطة بناء واسعة في حي "هار حوماه" على جبل ابو غنيم، الواقع خلف الخط الاخضر، جنوب القدس. وكانت وزارة الإسكان قد استكملت مؤخرا هذه الخطة، التي تستهدف بناء 1500 وحدة اسكان. وقالت الوزارة انه كان يفترض مناقشة الخطة خلال الايام القريبة في لجنة التنظيم والبناء في القدس، وانه تم منع ذلك بمبررات غير مهنية.

يشار الى ان البناء على جبل ابو غنيم يعتبر نقطة خلاف حقيقية في المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين. وطوال السنوات اصر الفلسطينيون على انه في اطار أي اتفاق في العاصمة سيتم اخلاء الحي الذي اقيم في مطلع التسعينيات. ويشار الى ان ديوان رئيس الحكومة دأب على التدخل في المخططات الحساسة سياسيا في القدس، وفي السنوات الأخيرة تم في اللحظة الأخيرة الغاء عدة نقاشات في الموضوع خشية حدوث مواجهة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وتنضوي خطة "حومات شموئيل هـ"  في اطار الخارطة الهيكلية للقدس ويفترض ان تخلق تواصلا بين الحي وبين طريق الخليل، والشارع الرئيسي الممتد من القدس الى الجنوب، باتجاه غيلو وبيت لحم. ويشار الى ان الخطة في صيغتها السابقة والتي تضم 400 وحدة اسكان، مجمدة منذ العام 2008، وتم تعليقها قبل سنة ونصف. وقالوا في لجنة التخطيط لصحيفة "هآرتس" انه تم مؤخرا استئناف محاولات دفع الخارطة، لكن اوامر عليا منعت ذلك. وجاء من ديوان رئيس الحكومة انه لم يتم تحويل خطة "حومات شموئيل هـ"  الى الديوان، وسيتم بعد تشكيل الحكومة اجراء نقاش حول مخططات البناء التي لم تناقشها لجنة التنظيم هذا الأسبوع.

امنستي تتهم فصائل فلسطينية بارتكاب جرائم حرب

اتهمت منظمة امنستي في تقرير نشر امس، فصائل فلسطينية مسلحة بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب في قطاع غزة في الصيف الماضي. وحسب "هآرتس" جاء في التقرير ان اطلاق الصواريخ من القطاع والذي لم يميز بين المدنيين والقوات العسكرية يخرق القانون الدولي. ويحدد التقرير انه في بعض الحالات اطلق فلسطينيون قذائف هاون على اهداف عسكرية اسرائيلية، ولكن بما ان المقصود ليس سلاحا دقيقا، فانه يمنع استخدامه لأن القواعد العسكرية تقوم الى جانب مناطق مدنية. واضاف "ان الهجمات التي لا تميز وتقتل او تجرح المدنيين تشكل خرقا خطيرا للقانون الانساني الدولي وتعتبر جرائم حرب".

النيابة ترفض فرض الاعتقال الاداري على مجرم يهودي

رفض النائب العام للدولة شاي نيتسان طلب الشاباك والجيش الاسرائيلي فرض الاعتقال الاداري على مئير اتينغر، (نجل مئير كهانا، مؤسس حركة كاخ)، والذي يعتبر هدفا رئيسا للواء اليهودي في الشاباك. واشارت "هآرتس" الى ان اتينغر المقيم في بؤرة جبعات رونين في الضفة، هو ناشط يميني له ماض جنائي غني. وكان قد اعتقل قبل سنتين لمدة نصف سنة بعد ادانته مع اربعة اشخاص بتهمة جمع معلومات حول تحركات الجيش بهدف تشويش عمليات اخلاء البؤر الاستيطانية. ونشر اتينغر مؤخرا عدة مقالات حول افكاره، ادعى فيها ان على الدولة العودة للعمل حسب الشريعة اليهودية وليست القومية.

وينشط اتينغر في حركات "الهيكل" التي تطالب بفتح الحرم القدسي لصلاة اليهود. وفي مقالة نشرها في تشرين الثاني الماضي، كتب: "ما الذي سيحدث اذا قرر الاف اليهود عدم العودة الى البيت حتى يتم بناء الهيكل. ما الذي يمكن للسلطة ان تفعله؟ كيف يمكن وقف الحريق الكبير الذي سيندلع ولن يهدأ وسيحرق ويجر المزيد من اليهود الذين لن يكون بالامكان وقفهم بتاتا، ومن يتم وقفه سيقوم بدله اصدقاء لن يرجعوا الى بيوتهم. يمكن التعمق في الخيال، ولكن هذه مسألة بسيطة جدا. فليحترق بيت يعقوب. ماذا ننتظر؟؟"

يشار الى ان اتينغر تورط ايضا في عمليات رشق زجاجات حارقة على منزل فلسطيني في قرية خربة ابو فلاح في تشرين الثاني الاخير. وتمكن اصحاب المنزل من الهرب قبل اشتعال البيت والنجاة. كما يقوم اتينغر بحث الشبان اليهود على ارتكاب اعمال عنف ضد الفلسطينيين. وقبل شهر طلب الشاباك والجيش اعتقاله اداريا بتهمة تشكيل خطر على الامن. وتقديم مثل هذا الطلب بشأن يهودي يعتبر نادرا في اسرائيل. وقد عارض نيتسان هذا الطلب، وتم الاتفاق على ابعاده لمدة سنة من الضفة، ولمدة نصف سنة من القدس، والاعتقال المنزلي لمدة ثلاثة اشهر. وقد التمس اتينغر ضد هذه الاوامر الى المحكمة العليا لكنها رفضت طلبه.

استشهاد فتى فلسطيني متأثرا بجراحه

توفي امس، الفتى الفلسطيني محمود صافي (17 عاما) من مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين، متأثرا بجراح اصابته بها قوة عسكرية من لواء كفير الاسرائيلي. واعلنت الشرطة العسكرية انها ستحقق في الموضوع. ونقلت "هآرتس" عن مصادر في مستشفى رام الله ان صافي اصيب بجراح يائسة جراء اطلاق النار على صدره، وبعد اسبوع من فقدان الوعي تدهورت حالته امس. وكان الجيش قد اطلق النار على تظاهرة نظمها سكان المخيم احتجاجا على اغلاق الطريق بين المخيم ومستوطنة بيت ايل.

مقالات
مصوتو اليمين، ايضا، يعيشون في فقاعة

يكتب اري شبيط، في "هآرتس" ان اكثر تعبير شاع في شمال شمال تل ابيب خلال الأسبوع الأخير، هو دولة واحدة للشعبين. الاسرائيليون الذين يتناولون "السوشي" استيقظوا صبيحة يوم الاربعاء الماضي، واكتشفوا انهم يعيشون حقا داخل فقاعة. الكثير منهم لا يعرفون ولو مصوتا واحدا لليكود، والكثيرين منهم لم يسمعوا ابدا عمير بنيون، والكثير منهم لم يفكروا بأن ابناء شعبهم سيصوتون مرة اخرى، وبنسبة كبيرة، لبنيامين نتنياهو، اكثر شخصية يكرهونها.  لقد اتاح اقتصاد التكنولوجيا الفائقة والغاز والتركيز لحوالي مليوني اسرائيلي العيش جيدا في عالم مغلق، يقوم على قيم كاليفورنيا.

المستعمرة الليبرالية المزدهرة التي أقاموها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط سمحت لهم بالعيش في حاضنة وهمية للتكنولوجيا الفائقة، المنفصلة تماما عن الواقع، وعن الدولة والبلاد. بين فلورنتين وأرسوف، وبين رعنانا ومركز بيرس للسلام اناس اخترعوا الشركات الرائدة وشاهدوا القناة العاشرة، ولم يعرفوا المكان الذي يعيشون فيه. لم يكن لديهم اتصال مع الشرقيين والتقليديين والناطقين بالروسية الذين يواجهون مصاعب الحياة، ولا مع المتزمتين اليهود والعرب (الذين تحدثوا كثيرا عنهم بالذات).

لقد كانت ديموقراطية الكثير من سكان الحلم الكاليفورني – الاسرائيلي في العقود الاخيرة، بمثابة ديموقراطية مؤسسات غير منتخبة: محكمتنا، وسائل اعلامنا، جمعياتنا في القطاع الثالث. وفجأة تجرأ الأساس الآخر للديموقراطية على اظهار وجهه: شعب. شعب إسرائيل حي ويركل. لقد قال كلمته بصوت عال. الشعب انتفض على الفقاعة وتمرد عليها، وفجر الفقاعة الى شظايا.

لكن الفقاعة الشمالية ليست الفقاعة الوحيدة في اسرائيل. فالشعب المتحمس والحيوي والتقليدي والمثقف الذي يعيش جنوب فلورنتين وشمال ارسوف، يعيش ايضا في الوهم المنقطع عن الواقع. مصوتو الليكود على حق: اسرائيل تقوم في قلب شرق اوسط فوضوي وعنيف. انصار نتنياهو يقولون الحقيقة: المتطرفون الفلسطينيون لن يتوقفوا عن ملاحقتنا، حتى اذا انسحبنا الى حدود 1967، ولكن رجال اليمين يتجاهلون ان مصدر قوة إسرائيل هو علاقتها العميقة مع الغرب. التحالف الحميمي مع الولايات المتحدة، والقدرة النادرة لفقاعة الهايتك. انها ستفقد الغرب، الولايات المتحدة والهايتك.

صحيح ان هناك سببا للتخوف من ايران وحزب الله وحماس وداعش. ولكن لكي يتم محاربتهم بنجاعة، يتحتم على اسرائيل وقف الاستيطان فورا وتقليص الاحتلال قدر الامكان، والعودة الى احضان الغرب. رفض المتعصبين فهم هذه الحقيقة الأساسية يجعلهم يعيشون في هذيان اكثر من هذيان من يأكلون السوشي. فبينما يتعالون في الوسط الاسرائيلي على سكان البلدات الطرفية، يتعالى سكان البلدات الطرفية على الغرب ويخرجون بفخر ضد روح العصر. لبالغ السخرية، فان القبة الحديدية السياسية والأمنية التي منحتها الولايات المتحدة لإسرائيل تسمح للكثير من الاسرائيليين بتجاهل ارتباطهم الكبير بالولايات المتحدة، والتناقض المتعاظم بين قيمهم وقيم امريكا في القرن الحادي والعشرين.

لعبة الفقاعات تحولت الى لعبة خطيرة، وهي التي حسمت انتخابات 2015 بشكل بالغ الخطورة، وهي التي ستقودنا الى صدام مباشر مع المجتمع الدولي. محاولة تضميد الجراح واستئناف الامل النازف تحتم البدء بالخروج من الفقاعتين. اذا خرج الشِبَاعُ من منطقة شمال شمال تل ابيب واكتشفوا اخيرا شعب اسرائيل، واذا فتح شعب اسرائيل، أخيرا، عينيه واكتشف العالم، سيكون من الممكن بدء التصحيح.

نتنياهو يزيف ديموقراطية

تكتب كارولاينا لاندسمان في "هآرتس" عن دعوة رام فرومان، رئيس المنتدى العلماني في مقالته "لا يزالون يرفضون الاعتراف بالانقلاب" – ("هآرتس 20.3) لمعسكر اليسار – الوسط "لتبني اجندة مختلفة تماما، والتخلي عن افكار رائعة لم يعد بالإمكان تحقيقها". وتسأل: ما هي هذه الأفكار الرائعة؟ انهاء الاحتلال والسلام مع الفلسطينيين.

لقد اثبتت الانتخابات مرة اخرى لفرومان ان "الطبقات المستضعفة والمناطق الطرفية" ليست شريكة في هذه الافكار الرائعة، ولذلك فان كل ما تبقى هو الانطواء داخل حدودنا الايديولوجية، أي الاقتصادية – الاجتماعية (تل ابيب، شمال غوش دان وجنوب الشارون – جيبان في حيفا وموديعين، والكيبوتسات) و"مع كل الأسف الذي ينطوي عليه الامر، الاهتمام بمصالحنا". يمكن الفهم من مقالة فرومان، ان النضال ضد الاحتلال هو جزء من الأجندة، التي يتبناها انسان او معسكر، ويتعلق بالحالة النفسية، وان المفاهيم تبدو في مقالته كما لو كانت مركبات سلطة يتم اعدادها شخصيا في المطعم.

بل اكثر من ذلك، لقد اغفل مقال فرومان تفصيلين صغيرين: هل ينوي رعايا كانتون غرب السهل الساحلي، او ليس مهما كيف يسمون انفسهم، الخدمة في الجيش؟ هل ينوون مواصلة دفع الضرائب؟ واذا كان الجواب نعم، فما الذي  يعنيه اعلانه، باستثناء محاولة الانعزال الاخلاقي عن الجرائم (المستقبلية) للدولة؟

يقترح فرومان على الخاسرين في الانتخابات الأخيرة، تبني استراتيجية الأقلية السياسية. يبدو ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لم يكن واضحا بما يكفي في كل ما يتعلق بمفهومه للديموقراطية اليهودية، كشكل لنظام سلطة ليس لديه أي التزام بحماية الاقليات، فقط، لا بل يحاربهم. هل يعتقد فرومان انه كان من قبيل الصدفة فقط، اتفاق الشركاء الطبيعيين للائتلاف الحكومي، قبل قيام الحكومة، على دفع قانوني القومية والجمعيات؟ ما الذي يجب ان يحدث هنا ايضا، كي نفهم كلنا، وجميع المحاربين من اجل الحريات الاقتصادية، ان نتنياهو واليمين المتطرف افرغوا الديموقراطية من قيمها، واحتفظوا بها كآلية اجرائية فقط، تتيح العمل ضد القيم الديموقراطية، من خلال الكبح غير العنيف للمعارضين؟

المعسكر الخاسر يخضع الآن الى قوانين اللعبة السارية المفعول في رأسه فقط. بعبارة اخرى: من سيحترمك كأقلية؟ أي جوهر ملموس ينطوي عليه مصطلح "اقلية" في الدولة التي تسخر على الملأ بقيم الديموقراطية؟ سيما ان الوجود كأقلية يمكنه ان يستخدم كمنهاج عمل محمي سياسيا، يمكن النمو منه فقط في اطار الالتزام بالدفاع عن الأقلية.

نتنياهو واليمين المتطرف فازوا في الانتخابات بالخداع، ليس لأنهم زيفوا صناديق الاقتراع، وانما لأنهم زيفوا معاني مصطلح الديموقراطية. والان، اما ان نحارب على الطابع الديموقراطي للدولة او لا نفعل ذلك.

من حظ فرومان انه ينتمي الى مجموعة كبيرة (طبعا ليست كبيرة بما يكفي) لأناس يتمتعون بموارد تسمح لهم بالتحصن في احيائهم والاهتمام فقط بسلامتهم. ولكنه يتحتم عندها التساؤل: أي حياة هذه؟ أي، ليس فقط كسؤال اخلاقي (يكون على صلة عندما يقرر شخص التنكر للمجتمع الذي يعيش فيه ويهتم فقط بمصالحه ومصالح رفاقه)، ولكن أيضا بوصفه عملي: أليس هذا ضربا من الوهم فقط (حتى لأولئك الذين يعتقدون أنه يتمتع باحتياطيات اقتصادية)، واحتمال أن يكون ما يصفه في مقالته هو مسالة قائمة فعلا؟

اذا تم تفريغ الديموقراطية الإسرائيلية من جوهرها فعلا، ونحن نتواجد فقط في معركة خاسرة مسبقا، وفي مواعيد ثابتة (كل اربع سنوات) حول سيطرة رغبة الغالبية، فانه ومهما كانت هذه الرغبة، قد يتحتم على المجتمع الاسرائيلي – او على الاقل الناس الذين يعتقد فرومان انه يتحدث باسمهم – اعادة التفكير بما يمكن عمله. لا حاجة لتذكير احد بأن الاسرائيليين حاربوا دائما في الحروب التي تمت دعوتهم اليها، من خلال التضحية اللامتناهية وبشجاعة كبيرة. السؤال الان هو: في سبيل أي هدف سيبدون استعدادهم للمحاربة.

التعليـــقات