تقرير «الشال» الاقتصادي الأسبوعي / مستوى التعادل لميزانية الكويت من الأدنى عالمياً عند 60 دولاراً
رأى تقرير الشال الاقتصادي الأسبوعي أن معظم الإنتاج النفطي في العالم يحتاج إلى سعر 70 دولاراً للبرميل «لتحقيق عائد على الاستثمار يكفي للاستمرار في الإنتاج، والاستثمار في زيادته تلبية لمتطلبات نمو الاقتصاد العالمي في المستقبل».
وقال الشال إن «تكلفة إنتاج نحو 20 مليون برميل يومياً من نفط الشرق الأوسط من اليابسة وفقاً لمدونة صندوق النقد الدولي في ديسمبر الفائت، هي الأدنى بمعدل يراوح ما بين 15 و40 دولاراً للبرميل، وبمعدل وسطي للتكلفة بحدود 29 دولاراً للبرميل، لذلك من الصعب جداً هبوط أسعار برميل النفط إلى 30 دولاراً وبقائها لفترة غير قصيرة».
وتابع أن «ثاني أدنى تكلفة إنتاج هي لنفوط المناطق المغمورة الضحلة، وينتج منها نحو 20 مليون برميل يومياً أخرى، وتمثل مع الأولى الكمية الأكثر أهمية لأن معظمها متاح للتصدير، وتتراوح تكلفة إنتاج البرميل فيها بين 18 و65 دولاراً بمتوسط تكلفة بحدود 43 دولاراً للبرميل، ثم يأتي النفط الثقيل جداً ونفط المناطق المغمورة الأعمق، بإنتاج نحو 10 ملايين برميل يومياً، وبمعدل تكلفة بنحو 49 دولاراً للنفط الثقيل جداً، و53 دولارا أميركيا للمناطق المغمورة الأعمق، ثم 11 مليون برميل يومياً أخرى للنفط الروسي على اليابسة، وبمعدل تكلفة للإنتاج بحدود 54 دولاراً للبرميل».
وأفاد أن «هناك نحو 12 مليون برميل يومياً إنتاج اليابسة لبقية العالم، بمعدل تكلفة إنتاج للبرميل بنحو 55 دولاراً، ثم 5 ملايين برميل يومياً للمناطق المغمورة العميقة جداً بمعدل تكلفة الإنتاج بحدود 57 دولاراً للبرميل، ثم نحو 8 ملايين برميل يومياً للنفط الصخري لشمال أميركا في الولايات المتحدة الأميركية وكندا بمعدل تكلفة بحدود 62 دولاراً للبرميل، ثم 3 ملايين برميل يومياً للرمل النفطي بمعدل تكلفة بحدود 74 دولاراً للبرميل».
وأكد التقرير أن «ضعف نمو الاقتصاد العالمي، وقبول الصين بمعدلات نمو بحدود الـ 7 في المئة مستقبلاً (7.4 في المئة لعام 2014 وهي الأدنى على مدى 20 عاماً) بدلاً من أكثر من 10 في المئة لربع قرن سابق من الزمن، لن يعيد فورة الطلب الاستثنائي على النفط الذي تحقق مع بداية الألفية الثالثة، أي أن سيناريو لأسعار النفط فوق 90 دولاراً للبرميل أيضاً أصبح مجرد تاريخ، على الأقل للثلاث إلى السنوات الخمس المقبلة».
وأشار صندوق النقد الدولي في تقرير أخير له، إلى أن هبوط أسعار النفط سيؤدي إلى اكتساب الاقتصاد العالمي نمواً إضافياً بحدود 0.3 و0.7 في المئة عام 2015، وتظل تقديرات أولية نتيجة عدم استقرار أسعار النفط، مؤكداً أنه على الدول أن تتعايش مع حقبة انحسار أو حقبة تتكسب الدول المستهلكة خلالها على حسابها، والتي قد تطول، وأنه لا بد لدول النفط من تغيير جوهري لسياساتها المالية حتى مع تحقق سيناريو الـ 70 دولاراً.
وقال «الشال» إن بعض الدول التي استفادت من رواج النفط في الفترة الأخيرة يمكنها أن تعوض العجز من مدخراتها لسنوات مقبلة، مشدداً على أن السيطرة على انفلات السياسات المالية لخفض سعر التعادل للموازنة، رغم أنه مكلف على المدى القصير من الناحية السياسية، إلا أنه خيار أقل مخاطر من انتظار رواج جديد.
واعتبر أن الإيفاء باحتياجات العالم من النفط، يحتاج إلى سعر لبرميل النفط بحدود 70 دولاراً أو أكثر، لأنه المستوى الذي يغطي تكلفة الإنتاج من الأنواع المختلفة من النفط
وأفاد أنه في دراسة نشرتها مدونة صندوق النقد الدولي في 22 ديسمبر 2014، يعرض الكاتبان رباح أرزقي وأوليفييه بلانشار تقديرات لأسعار التعادل في موازنات دول النفط، وجميعها لم تتعلم من دروس ثمانينيات وتسعينيات القرن الفائت، وزادت نفقاتها العامة في العقد الفائت.
وتشير الدراسة، إلى أن أسعار التعادل لـ 14 دولة منتجة للنفط راوحت ما بين أدناها للكويت وتركمانستان، وكانت دون 60 دولاراً للبرميل، وأعلاها لليبيا بحدود 180 دولاراً للبرميل.
© Al- Rai 2015