أحيت سفارة دولة فلسطين في صوفيا، في التعاون مع وزارة الخارجية لجمهورية بلغاريا، وممثلية الأمم المتحدة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقد أقيم الاحتفال في قاعة الاحتفالات الرسمية في النادي العسكري التابع لوزير الدفاع البلغاري، ورغم كبر القاعة الا انها لم تتسع لكل الذين حضروا للتضامن مع شعبنا، وتم تزيين القاعة بالاعلام والصور الفلسطينية. وكان على رأس المتضامنين مع قضية فلسطين وشعبها السفير بوريسلاف كوستوف رئيس مديرية العلاقات الثنائية في وزارة الخارجية ممثلا لمعالي وزير الخارجية السيد دانييل ميتوف، بالاضافة الى رئيس دائرة الشرق الاوسط وافريقيا ومسؤول ملف فلسطين في وزارة الخارجية البلغارية، ووزير الداخلية السابق، ورئيس البرلمان الاسبق، ومفتي الجمهورية، كما حضر الاحتفال عدد من نواب البرلمان وممثلي عن الاحزاب السياسية وممثلي مختلف الوزارات البلغارية ومؤسسات المجتمع المدني البلغاري وممثلي عن المؤسسات الدولية، وممثلين عن النقابات وجمعية الصداقة البلغارية الفلسطينية وجمع غفير من المتضامنين البلغار وابناء الجاليات العربية والفلسطينية.
افتتح الاحتفال بالنشيدين الوطنيين الفلسطيني والبلغاري، ثم ألقى سعادة السفير د. أحمد المذبوح كلمه، جاء فيها: منذ ان نشأت إسرائيل وهي دولة تمييز عنصري صريح، فقد قامت على الاقتلاع ومن خلال الاعتداءات والمذابح والطرد والتهويد والحصار ومصادرة الأرض وهدم المنازل، والممارساتالعنصرية الممنهجة على امتداد 70 عاماً. اما جديد اليوم فهو أن الحكومة في اسرائيل تقوم بتكريس هذا كله بشكل قانوني، عبر اقرار مشروع قانون يهودية اسرائيل، أي تكريس التمييز العنصري ضد الفلسطينيين، والالتفاف على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي 194، كما ويعتبر ذلك القانون فلسطينيي الداخل "الفلسطينيين من مواطني اسرائيل" هم درجة أدنى من المواطنة وبأن فلسطين التاريخية هي أرض اسرائيل، والهدف هو تجريد واختطاف الأرض من أصحابها، وذلك في أفظع عملية اقتلاع وإبادة في التاريخ الحديث.
واضاف السفير، العالم الان أمام أكبر عملية خرق فاضح لحقوق الانسان وثقافاته ومعتقداته، لتثبيت حقوق مزورة ومؤسطرة بزعم الانتماء للدين اليهودي وتطويب أرض ليست لهم بإسمهم. وعلى المجتمع الدولي ان يعي مخاطر هذه الخطوة الاسرائيلية التي ستكون كفيله بإشعال فتيل حرب دينية لا نهاية لها، وما استمرار الاعتداءات على الاماكن المسيحية والاسلامية وخاصة في القدس ومحاولات تقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا الا اثبات على مضي اسرائيل في اشعال فتيل الحرب الدينية التي ستطال ليس فقط منطقة الشرق الاوسط بل والعالم بأسره.
واكد سعادة السفير على ان الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين من قبل الدول والبرلمانات تدل وبشكل واضح على ان العالم لم يعد يتقبل السياسة العدوانية الإسرائيلية واستمرار الاحتلال الذي يتعارض مع القيم الانسانية، كما وهو أمر غير مقبول لا سياسيا ولا أخلاقيا، وآن الأوان لوضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني وانهاء اطول احتلال في العصر الحديث.ووتقدم سعادته بالشكر الى الاتحاد الاوروبي على الخطوات الجريئة التي اتخذها بمقاطعة المستوطنات وضرورة ايجاد خطوط حمر للتعامل مع اسرائيل، كما ويجب استكمال هذه الخطوات بفرض عقوبات على دولة الاحتلال لإرغامها على الامتثال للقرارات الدولية والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
واضاف السفير المذبوح اننا فاوضنا الإسرائيليين على مدى 20 عاما بوساطة امريكية، واستغلت ذلك اسرائيل بمضاعفة عدد المستوطنين اكثر من عشرة مرات والمستوطنات تضاعفت اكثر من ثلاث مرات، كما وابتدأ بناء جدار فصل عنصري، وازدادت حملات الاعتقال والاعتداءات على شعبنا. واردف سعادته قائلا: من اجل التوصل الى الامن والسلام لا بد من وضع حد للاحتلال قبل كل شيئ، وبناء على ذلك فقد توجهنا ومعنا الدول العربية بمسودة مشروع قرار الى مجلس الامن نطالب فيه بوضع حد للاحتلال وانهائه بحلول نوفمبر 2016. ودعا سعادته الدول الاعضاء في مجلس الامن ان تصوت لصالح العدل والحق ولرفع الظلم عن شعبنا، عبر التصويت لصالح القرار الفلسطيني العربي.
وبخصوص العلاقات مع بلغاريا اكد د. المذبوح على انها تمر بمرحلة نمو وصعود وشدد على استعداد دولة فلسطين لاستمرار العمل مع الحكومة والشعب البلغاري من اجل تطوير العلاقات الثنائية والرقي بها الى اعلى المستويات، ونوهالى ان تشكيل لجنة فلسطينية بلغارية مشتركة سيكون السبيل الأنسب لبحث جميع القضايا الثنائية ودراسة سبل تطويرها، كما واكد على استعدادفلسطين الكامل للتعاون مع بلغاريا في اطار العلاقات المتعددة الاطراف.وتقدم سعادته بالشكر الجزيل للمواقف الصادقة لبلغاريا رئاسة وحكومة وشعبا تجاه الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم الدائم له في طريقه نحو الحرية والخلاص من الاحتلال، كما وعبر عن تقدير القيادة والشعب الفلسطيني للتصويت الايجابي لبلغاريا على القرارات الخاصة بدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعه في اروقة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.
اما منسقة مؤسسات الامم المتحدة في بلغاريا السيدة تانيا رادوتشايقامت بتسليم، كلمة الامين العام للامم المتحدة الى سفير فلسطين د. احمد المذبوح والقت كلمة مقتضبة دعت فيها الى وقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني واضافت خلال خمسين يوما في الصيف الماضي قتلت اسرائيل اكثر من 500 طفل وجرحت الالاف، بينهم اكثر من 1500 اصيبوا بإعاقة دائمة ودعت الى ان يكون العام المقبل عام انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين على الارض.
وبعد انتهاء الكلمات الرسمية قام السفير الفلسطيني د. احمد المذبوح بتكريم عدد من الصحفيين الذين تميزوا في ادائهم المهني ونقلهم الصورة الحقيقة لما يجرى في فلسطين وما تقوم به الحكومة العنصرية في اسرائيل من عدوان واعتداءات مستمرة ضد الشعب الفلسطيني. الصحفين الذين تم تكريمهم من جريدة بريسا، وجريدة 24 ساعة، ومجلة تيما، وجريدة زيميا، ووكالة الانباء البلغارية، وعدد آخر من الصحفيين المستقلين .
واستمر احتفال التضامن مع الشعب الفلسطيني ببرنامج فني شاركت فيه عدة فرق فنية، حيث شاركت فرقة كيريل خارالامبييفللفنون الشعبية والتراثية البلغارية، ومجموعة الفنون سلافينا، وفرقة المعهد الوطني للموسيقى في صوفيا، وفرقة سيلرفر بيت، والمطربة راييسا بوليكوفا، والفرقة الكوبية البلغارية للرقص، وفرقة القدس للدبكة الشعبية والتراثية الفلسطينية، كما اطرب الحضور الشاب الفلسطيني بهاء كعوش الذي عزف على آلة القربة عدد من المعزوفات الفلسطينية مثل "علي الكوفية" و "وين ع رام الله" وعددا آخرا من المعزوفات التي لاقت حماسا كبيرا من الجمهور الذي تفاعل مع الاغاني.