رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية

الثلاثاء | 11/11/2014 - 09:09 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية

 

11 تشرين الثاني 2014

 

نتنياهو يحرض على ابو مازن ويطالب المواطنين العرب بالانتقال الى السلطة الفلسطينية او غزة
استغل رئيس الحكومة حادث الطعن في تل ابيب، امس، لشن هجوم آخر على السلطة الفلسطينية واتهامها بالتحريض، ونقلت صحيفة "هآرتس" عن نتنياهو قوله ان اسرائيل ستحارب التحريض الذي تقوده السلطة وستعمل بشدة ضد المشاغبين الذين يدعون الى تدميرها. وطالب نتنياهو المواطنين العرب الذين يتظاهرون ضد اسرائيل ودعما للدولة الفلسطينية بترك البلاد والانتقال الى السلطة الفلسطينية، وقال ان إسرائيل لن تضع امامهم أي عراقيل!
وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" في هذا الصدد ان وزراء كبار اتهموا نتنياهو بتأجيج سقف اللهيب، اثر تصريحاته الأخيرة، خاصة مطالبته للمواطنين العرب الذين يتظاهرون "ضد دولة إسرائيل والى جانب الدولة الفلسطينية"، بالانتقال الى السلطة الفلسطينية او غزة. وقال الوزير يئير لبيد: "ادعو بعض السياسيين لدينا، الوزراء واعضاء الكنيست الى التوقف عن التحمس غير المسؤول والتوقف عن الادلاء بتصريحات مستفزة ومساعدة الشرطة والشاباك على تخفيف اللهيب".
وقالت وزيرة القضاء تسيفي ليفني: "قد يحقق التحمس مكاسب سياسية، ولكننا جميعا سندفع الثمن".
وفي اطار مشاركته في مؤتمر دولي لمنظمة "اكوبيس – اصدقاء الكرة الأرضية" في الأردن، دعا وزير العلوم يعقوب بيري الحكومة الاسرائيلية الى تبني المبادرة السعودية وفتح أفق سياسي جديد في الشرق الأوسط. واضاف: "حان الوقت كي نقوم بخطوات خارقة وتبني مبادرة الجامعة العربية كاطار مبدئي للمفاوضات والحل الاقليمي الشامل، والذي سيحقق الاتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية". ودعا بيري دول المنطقة المعتدلة الى الدعوة لعقد مؤتمر اقليمي.
من جهته دعا رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ الى عدم التسبب بتأجيج الأجواء بواسطة خطابات متحمسة، وقال "ان الحكومة ورئيسها يتحملون مسؤولية التدهور الأمني، لكونهم لم يقرؤوا الخارطة جيدا، وجلسوا مكتوفي الأيدي امام الأحداث. على حكومة اسرائيل اجتثاث الارهاب الجامح في الشوارع بوسائل امنية الى جانب خلق قنال للحوار السياسي. القتل في الشوارع غير محتمل وادعوا رئيس الحكومة والوزراء الى اظهار المسؤولية القومية في هذه الأيام الصعبة والعمل لتهدئة الأجواء".
وقال رئيس الدولة رؤوبين ريبلين انه يعتمد على قوات الأمن بأن لا تهدأ حتى تعيد الحياة الى مجاريها".
وذكرت الصحف الاسرائيلية ان نتنياهو عقد جلسة مشاورات طارئة في أعقاب العمليتين في تل ابيب وغوش عتصيون، بمشاركة وزير الأمن الداخلي، ووزير الأمن، والقائد العام للشرطة والمستشار القضائي للحكومة. واوعز باتخاذ تدابير ضد "نشطاء الارهاب"، وتسريع هدم منازل "المخربين". وخلال اجتماع لكتلة الليكود قال نتنياهو "ان الارهاب ضدنا لا ينتمي الى أحزاب. انه يتحرك لسبب بسيط: الارهابيون يحرضون ويريدون طردنا من كل مكان. انهم لا يريدوننا لا في القدس ولا في تل ابيب ولا في أي مكان آخر".
واضاف انه أمر "باستخدام كل الوسائل المتوفرة، بما في ذلك قوانين جديدة وهدم بيوت المخربين". ودعا الى الوحدة امام هذا الواقع وقال "هذا ليس وقت التصريحات الممزقة، وكلما توحدنا كنا أقوى".
في المقابل شن افيغدور ليبرمان هجوما على النائب حنين الزعبي، وقال: "ان عدم جلوس حنين الزعبي وراء قضبان السجن يعني الضعف. امل ان نتمكن من الغاء المواطنة لعدد من سكان القدس الشرقية". وقال انه يجب دعوة قادة الجمهور العربي الى تهدئة التوتر، معتبرا ان كل ما حدث في الأيام الأخيرة "هو نتاج التحريض في الجانب الثاني، وهو تحريض يحث على عمليات كما حدث في الطيبة، التي كادت تقع فيها عملية تنكيل بيهودي".
اما الوزير اوري اريئيل فطالب رئيس الحكومة "بتحرير الأيدي المكبلة لقوات الأمن كي يحطموا رأس الثعبان". فيما قال زعيم حزبه (البيت اليهودي) نفتالي بينت ان "عملية تل ابيب تدل على أن نظرية حواجز الاسمنت انهارت. لا يمكن حماية الناس في الشارع، ولكن يجب اعتقال كل المحرضين والمشاغبين وراشقي المفرقعات. هذه هي السياسة الأمنية الصحيحة". وهاجم الرئيس الفلسطيني وقال انه تحول الى وريث لعرفات ولكن بلباس آخر. انه ارهابي داخل بدلة، ويجب معاملته بالشكل المناسب".
استمرار المواجهات في كفر كنا وتمديد اعتقال عشرات الشبان والقاصرين
ذكرت صحيفة "هآرتس" ان المواجهات تواصلت في قرية كفر كنا، مساء امس، بين عشرات الشبان وقوات الشرطة، عند المدخل الشمالي للقرية، وتم اعتقال 15 مواطنا بتهم رشق الحجارة على قوات الشرطة ليرتفع عدد المعتقلين من ابناء القرية الى 40 معتقلا منذ يوم السبت. كما تم استدعاء العشرات الى التحقيق بتهم خرق النظام ورشق الحجارة والتسبب بأضرار ومواجهة قوات الشرطة.
وكانت المحكمة قد مددت، امس، اعتقال ثمانية قاصرين و16 بالغا من ابناء القرية، فيما تم اطلاق سراح ثلاثة قاصرين بكفالة. وتواصلت في البلدات العربية، امس، نشاطات الاحتجاج على قتل الشاب خير الدين حمدان من كفر كنا برصاص الشرطة. وبرز النشاط الذي شارك فيه 1500 طالب من المدارس الثانوية في سخنين. وفي ساعات المساء شهدت المدينة تظاهرة في شوارع القرية وتم اعتقال ثلاثة مواطنين.
وفي قرية العزير، تم القاء اطار مشتعل على محطة الشرطة الجماهيرية، دون ان يسفر عن اصابات. ويسود التقدير في الوسط العربي بأن الأوضاع ستهدأ حتى نهاية الاسبوع، خاصة وان لجنة المتابعة ولجنة رؤساء السلطات المحلية لم تقرر أي اجراءات احتجاجية أخرى.
وتطالب التنظيمات العربية بمحاكمة افراد الشرطة المتورطين بقتل حمدان. وعقدت مؤسسات العمل الاهلي والقانوني، "مساواة" و"عدالة" و"الميزان"، جلسات تنسيق لتجنيد محامين من كل انحاء البلاد للدفاع عن المعتقلين.
ووصلت الى كفر كنا، امس، قوة من وحدة التحقيق مع افراد الشرطة (ماحش) لجمع أدلة، واخذت القرص الصلب الذي تم تخزين الافلام التي توثق للحادث عليه، وكذلك رصاصة دخلت الى منزل احد المواطنين الذي كان شاهدا على الحادث.
وكانت العائلة قد اتصلت بالشرطة وابلغت عن اختراق الرصاصة لشباك المنزل، لكنه لم تصل أي دورية او محقق الى البيت لفحص الحادث، واحتفظت العائلة بالرصاصة حتى تم تسليمها لقوة ماحش، امس.
ووصلت الى صحيفة "هآرتس" معلومات تفيد ان قوة الشرطة التي قتلت حمدان كانت قد دخلت في مواجهة معه اثناء قيامها باعتقال ابن عمه، ورشت وجهه بغاز الفلفل. ويسود التقدير بأن حمدان ركض وراء افراد الشرطة بعد رشه بالغاز واحتج على فعلتهم. ويقلق العائلة التساؤل حول المدة التي قضاها حمدان داخل سيارة الشرطة وهو ينزف حتى تم نقله الى سيارة الإسعاف. وقال احد ابناء العائلة ان "المقصود دقائق مصيرية".
قياس بيوت عائلات منفذي العمليات تمهيدا لهدمها!
نقلت صحيفة "هآرتس" عن عائلات الفلسطينيين الأربعة الذين نفذوا عمليات في القدس، ان جنود الجبهة الداخلية قاموا خلال الأيام الماضية، بقياس بيوت العائلات الأربعة تمهيدا لهدمها، رغم انه لم يصدر قرار نهائي بهذا الشأن.
والبيوت المعدة للهدم تعود لعائلات محمد جعابيص من جبل المكبر، الذي نفذ عملية الدهس بواسطة جرافة في آب الماضي، وعبد الرحمن الشلودي من سلوان، الذي نفذ عملية الدهس في محطة القطار الخفيف في اكتوبر، وابراهيم العقاري، من مخيم شعفاط، الذي نفذ عملية الدهس الأسبوع الماضي، ومعتز حجازي، الذي حاول اغتيال يهودا غليك، الشهر الماضي في القدس.
وقالت عائلات الشبان الذين قتلتهم قوات الأمن، ان قوات كبيرة من الشرطة رافقت جنود الجبهة الداخلية اثناء قيامهم بقياس البيوت وتصويرها. ورفض مكتب المستشار القضائي للحكومة تأكيد ما اذا تم عقد جلسة لمناقشة هدم البيوت، وما هو موقف المستشار.
وبعث المحامي حبيب لبيب الذي يمثل عائلة حجازي برسالة الى المستشار القضائي فاينشتاين، طلب من خلالها معرفة ما اذا تم اتخاذ قرار بهدم المنزل، لكنه لم يتلق ردا على رسالته. وقال ان القانون يحتم على السلطات منح العائلة فرصة الالتماس الى المحكمة العليا قبل هدم المنزل.
يشار الى ان آخر مرة تم خلالها هدم منزل في القدس الشرقية على خلفية امنية، كانت في عام 2009 عندما هدم منزل منفذ العملية بواسطة جرافة في شارع يافا. وتم كذلك اغلاق منزلين يعودان لعائلتي منفذ العملية في مركز الحاخام في القدس في عام 2008، ومنفذ عملية اخرى بواسطة جرافة في القدس في 2008، ايضا.
ويشار الى ان هدم منازل منفذي العمليات يستهدف الفلسطينيين فقط. وعلى سبيل المثال فقد طالب حسين ابو خضير والد الطفل محمد ابو خضير الذي قتله ثلاثة يهود بهدم منازلهم، لكن الجهاز القضائي لا يفكر حتى بإمكانية كهذه.
حملة لمطاردة العمال الفلسطينيين داخل اسرائيل
كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان "موجة الارهاب المفاجئة لن تبقى بدون رد" على حد تعبيرها، مشيرة الى قرار الشرطة والجيش تنظيم حملة قطرية، اليوم، ضد العمال الفلسطينيين الذين يعتبرون "يتواجدون بشكل غير قانوني في إسرائيل". وقالت ان الشرطة ستعمل خلال الأيام القريبة وفقا لحالة تأهب خاصة، وسيواصل آلاف أفراد الشرطة العمل بشكل معزز في كل أنحاء البلاد. وقد اوعز وزير الامن الداخلي، خلال جلسة مشاورات عقدها مع قادة الشرطة بمواصلة حالة التأهب.
وفي هذه الأثناء، تضيف الصحيفة، لم يوفر اعضاء الكنيست في التصريحات حول سبب "موجة الارهاب" والحلول التي من شأنها وضع حد لها. فمثلا، قالت نائبة وزير المواصلات تسيبي حوطوبيلي (الليكود) بأن "من يهمل السيادة على الحرم يتلقى الارهاب في شوارع اسرائيل". وقال زميلها داني دانون: "علينا انتهاج قبضة قوية وجباية الثمن من مهندسي الارهاب الذي يعملون معا، ابو مازن وحماس". وقال شاؤول موفاز (كديما) انه "يتحتم على المجلس الوزاري المصغر اتخاذ قرار بالوصول الى المخربين قبل وصولهم الينا".
وفي هذا السياق نشر موقع المستوطنين (القناة السابعة) لقاء مع رئيس لجنة الخارجية والأمن، زئيف الكين (الليكود) عرض خلاله ما اسماه "وجهة نظر لمواجهة التصعيد العربي داخل اسرائيل". وقال انه "يجب فحص التدابير المختلفة في الوسط العربي بشكل عام وفي القدس الشرقية بشكل خاص. انا اصرخ منذ يومي الأول في الكنيست بشأن جهاز التعليم في القدس الشرقية. هذا الجهاز يعتبر جهازا رسميا يموله دافع الضرائب الاسرائيلي ولكنهم يتعلمون هناك وفق برامج التعليم التي تحددها السلطة الفلسطينية. نحن نمول ذلك. هذه خطة تعليم مليئة بالتحريض على اسرائيل، ونحن نتخوف من ملامستها لأن هناك تقليدا يعود الى عشرات السنوات. نحن نتذمر في كل مكان في العام من التحريض في جهاز التعليم الفلسطيني ونقوم بتمويله داخل القدس. فلماذا نفاجئ حين يندلع العنف؟".
ويرى الكين انه يجب القيام بعملية حازمة امام جهاز "التعليم المحرض" حسب صلاحيات وزير المعارف. وقال ان "نصف الجهاز التعليمي في القدس الشرقية ليس رسميا ولا تموله اسرائيل، وهو جهاز خاص يتأثر بحماس وتنظيمات متطرفة أخرى. وهنا ايضاً يسمح لجهاز التعليم بالمراقبة".
وباستثناء ذلك، يقول: "يمنع السماح بوضع "اكس" اقليمي في القدس، لا يمكن السماح بعدم دفع الضرائب في القدس الشرقية وعدم دخول الشرطة اليها، فهذا كله يشجع المشاهد التي نراها اليوم". ويرى الكين انه يجب تعويض الجهات العربية التي تريد الاندماج في الدولة، كأولئك الذين يؤدون الخدمة المدنية. ويمنع تقبل وضع تقوم فيه الجهات التي يتم تمويلها من قبل الدولة، كالسلطات المحلية، بمعارضة مشروع الخدمة المدنية للعرب. ولا يوجد أي مبرر يمنع فرض التجنيد على العرب. يمكن الفهم بأنهم لا يريدون الخدمة في الجيش ولكن لا يوجد أي مبرر لرفض الخدمة المدنية".
محكمة القدس تدين الشيخ رائد صلاح بالتحريض!
في خضم اجواء التحريض على الفلسطينيين والعرب، والهجمة المسعورة على الحرم القدسي، تبنت المحكمة المركزية في القدس، امس، التماس النيابة العامة ضد قرار محكمة الصلح تبرئة الشيخ رائد صلاح من تهمة التحريض على العنصرية.
وكتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان المحكمة قررت ادانة رئيس الجناح الإسلامي للحركة الإسلامية، بالتحريض العنصري خلال موعظة دينية القاها في شباط 2007 في القدس. وقررت اعادة الملف الى محكمة الصلح كي تفرض حكما آخر على الشيخ رائد صلاح.
مون يشكل لجنة دولية للتحقيق في اعتداءات اسرائيل على منشآت الأمم المتحدة
كتب موقع "واللا" ان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اعلن امس الاثنين، عن تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الهجمات الاسرائيلية على اكثر من 100 منشأة تابعة للأمم المتحدة ومقتل 11 عاملا من موظفيها، خلال عملية "الجرف الصامد" في غزة. وقال بيان صدر عن مكتب مون انه يتوقع بأن تلقى اللجنة التعاون الكامل من قبل كافة الأطراف.
ويأتي بيان مون بعد سلسلة من اللقاءات التي اجرتها شخصيات إسرائيلية مع جهات من الأمم المتحدة، خلال الأسابيع الأخيرة، لحثها على تعليق تشكيل اللجنة الى ما بعد انتهاء الجيش من التحقيق الداخلي الذي يجريه حول احداث الحرب في غزة. وقالت الأمم المتحدة ان منشآتها تعرضت الى سبع هجمات خلال الحرب، قتل خلالها 42 شخصا احتموا بداخلها، بينهم عدد من موظفي الامم المتحدة.
ومن بين الاماكن التي تعرضت الى القصف وسيشملها التحقيق، مدرسة الأونروا في بيت حانون والتي تعرضت الى هجوم في 24 تموز اسفر عن قتل 15 شخصا واصابة 150. وكان غالبية المتواجدين في المدرسة من الاطفال والشيوخ والنساء. كما سيتناول التحقيق الهجوم في الثالث من آب على مدرسة اخرى للأونروا وقتل عشرة اشخاص.
وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت اسرائيل خلال الحرب بأنها تعمدت مهاجمة منشآتها رغم انها ابلغتها بأماكن وقوعها. لكن إسرائيل ادعت انها لم تستهدف في مخططاتها منشآت الامم المتحدة وان حماس استخدمتها كمخازن للأسلحة.
سفير إسرائيل في الأردن يحذر من ابعاد الاستفزاز الاسرائيلي في الحرم
نقل موقع "واللا" تصريحات للسفير الاسرائيلي لدى الأردن، دانئيل نيفو، حذر فيها من استمرار الزيارات الاستفزازية لنواب اليمين الى الحرم القدسي. وقال نيفو خلال مشاركته في مؤتمر عقد في معهد ترومان في جامعة تل ابيب بمناسبة مرور 20 سنة على توقيع الاتفاق، امس الاثنين، ان التوتر حول الحرم القدسي، يشكل خطرا على اتفاق السلام مع الأردن. واوضح ان "كل ما يحدث لدينا يؤثر فورا على المجتمع الأردني وعلينا فهم ذلك".
واضاف ان بين اسرائيل والأردن علاقات قوية في المجال الأمني، وقريبا سيتم التوقيع على اتفاقين استراتيجيين في المجال الاقتصادي، ولكن ذلك يواجه الخطر بسبب الوضع الذي يمكن خروجه عن السيطرة.
وحذر نيفو من أنه "لا يهم الكثير من المسلمين في العالم الحقائق حول الحرم، ويكفي ان يقول رجال الدين بأن اليهود يجتاحون الحرم القدسي كي يشكل ذلك خطرا على اتفاق السلام كله". وقال ان "على الحكومة بذل كل شيء من اجل الحفاظ على الهدوء وعلى الوضع الراهن في الحرم، لأن من شأن ما يحدث ان يؤدي الى تفجير كل شيء".
وقال: "عندما يدخل اعضاء الكنيست الإسرائيليين الى الحرم فان الجمهور الاردني يعتبر ان ذلك يتم بموافقة رئيس الحكومة الاسرائيلية رغم ان رئيس الحكومة يقول بأنه يؤيد الوضع الراهن". واوضح نيفو: "مواطنو الأردن لا يشاهدون القناة الثانية الاسرائيلية وانما يشاهدون الجزيرة، ومسألة الأماكن المقدسة في القدس مهمة ليس فقط للأردن المسؤولة عنها، وانما للعالم الإسلامي كله، ويمكن للتوتر ان يعرض كل إسرائيلي للخطر في العالم".
مقالات
اختبار ماحش
تحذر صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، من نتائج مشابهة لتحقيق ماحش في مقتل الشبان العرب في اكتوبر 200، خلال التحقيق الحالي الذي تجريه ماحش في قضية مقتل الشاب خير الدين حمدان من كفر كنا.
وكتبت ان المستشار القضائي للحكومة، تصرف بشكل صائب عندما عقد جلسة لمتابعة تطورات التحقيق في اطلاق النار على الشاب خير الدين حمدان من كفر كنا، فعلى خلفية التوتر في القدس والوسط العربي يمكن لقتل الشاب العربي ان يشكل الشرارة التي ستشعل برميل البارود الاجتماعي والأمني. ولذلك فان مسؤولية كبيرة تقع على عاتق "ماحش" الآن في استنفاذ التحقيق بدون خوف او استسلام للضغوط، وحقيقة متابعة المفتش العام للشرطة ورئيس وحدة ماحش للتحقيق يفترض بها ان تشجع المحققين على فحص ما اذا كان اطلاق النار مبررا، بشكل دقيق، وعدم الوهن واثارة الشكوك بتأثر نتائج التحقيق بمعايير غريبة او سياسية.
وترى الصحيفة ان هذه هي ساعة الاختبار بالنسبة لماحش، فعلى الرغم من مرور اكثر من 20 سنة على تأسيسها بهدف منع تناقض المصالح الكامن في قيام الشرطة بالتحقيق مع ذاتها، الا ان ماحش لم تنجح حتى الآن بإزالة تخوف الجمهور من التغطية على قوات الشرطة. والمعطيات التي تشير الى ان حوالي 93% من الشكاوى التي تصل الى ماحش، لا يتم التحقيق فيها، او يتم اغلاق الملفات، لا تساهم في ازالة هذا التخوف.
على ماحش والمستشار القضائي للحكومة عدم الاكتفاء بفحص ما اذا كان اطلاق النار مبررا بسبب شعور الشرطي السلبي بأنه يواجه الخطر. فالشرطة تميل الى استخدام النيران بالذات خلال الدوريات التي تقوم بها في الوسط العربي، وحقيقة كون غالبية المواطنين الذين يصابون بنيران الشرطة هم عرب، تحتم فحص نظرية تفعيل القوة من قبل الشرطة.
ومن المناسب التذكير بنتائج التحقيق غير المحتملة الذي اجرته ماحش في اعقاب قتل 13 مواطنا عربيا في احداث اكتوبر 2000. ويجب الامتناع بكل ثمن عن الوصول الى وضع يسفر فيه التحقيق عن نتائج لا يتقبلها الوعي. ويجب ان يجري التحقيق في قضية مقتل حمدان بشكل يعيد ثقة الجمهور العربي بجهاز تطبيق القانون.
لا يوجد يمين أكثر من نتنياهو
ينشر نحاميا شتراسلر مقالة جريئة في صحيفة "هآرتس" يكشف من خلالها القناع الزائف عن وجه رئيس الحكومة الاسرائيلية ويحمله مسؤولية تدهور الاوضاع الامنية وانهيار المفاوضات مع الفلسطينيين، كونه مؤيدا لمشروع "ارض إسرائيل الكبرى" ولا ينوي الانسحاب او التوصل الى سلام مع الفلسطينيين.
ويكتب شتراسلر انه كاد يذرف الدموع لشدة تأثره بالبيان الصحفي الذي اصدره نتنياهو للترحيب بالمبادرة الى زيادة العمل ضد القسوة على الحيوانات، فها هو رئيس الحكومة يجد وقتا للانشغال بهذا الموضوع في خضم عمله منذ الصباح وحتى المساء على انقاذ اسرائيل من الإسلام العالمي المتطرف الذي قام لإبادتنا. ولكنه في اليوم ذاته، وبين التقارير حول العمليات والقتل والطعن واطلاق النار والتظاهرات، قال يعقوب بيري، وزير العلوم، انه يلاحظ بأن "نتنياهو يتحول مؤخرا الى اليمين".
نأمل ان يكون رئيس الشاباك السابق بيري يعرف اكثر من ذلك، فنتنياهو كان دائما في اليمين المتطرف، حتى خلال دورته الاولى كرئيس للحكومة، وفي معارضته لخطة الانفصال. ولكن بيري الذي لا يريد مغادرة الكرسي الوزاري يخترع مفاجأة ويتحدث عن "قيادة مبادرة سياسية". كم هو مثير للشفقة.
لكن بيري ليس وحيدا، فهناك عدد آخر من الغافلين الذين يؤمنون بأن نتنياهو هو رجل سلام يتم جره رغم ارادته وراء تسيفي حوطوبيلي وميري ريغف وزئيف الكين وداني دانون وموشيه فايغلين، في وقت يتربص له في الجانب الآخر نفتالي بينت واوري اريئيل. هذا هراء ايضا. فنتنياهو هو حوطوبيلي وهو ريغف والكين ودانون وفايغلين، وحتى بينت واريئيل. لا يوجد اي فرق بينهم. انه بكل بساطة يتحدث بشكل مغاير قليلا، اكثر اعتدالا بعض الشيء، سيما انه رئيس الحكومة. لكنه عمليا يشبههم تماما، فهو ايضا يؤمن بارض إسرائيل الكاملة وكل ما غير ذلك فهو مجرد خطابات وتكتيك كي يربح الوقت.
وفي اطار هذا التكتيك يمكنه ان يخطب في بار ايلان ويدير مفاوضات "ظاهرا"، ويجمد البناء لشهرين – ثلاثة، بل وحتى يطلق سراح بعض الأسرى (ومن ثم يعيد اعتقالهم). وهذه هي الاخطاء فقط. اما خطته فواضحة: بيت آخر وشجرة أخرى، شارع آخر ومستوطنين اخرين، كي يعمق السيطرة على الضفة ويمنع أي امكانية للاتفاق والانسحاب. هكذا تصرف خلال دورته الاولى في 96. فقد اعلن عشية الانتخابات انه يوافق على اتفاق اوسلو (تكتيك)، ولكنه قام فور وصوله الى السلطة بفتح النفق في القدس وتسبب بسفك الدماء وقضى على اتفاق اوسلو.
والآن يحارب ابو مازن، في تكراره لمقولة "لا يوجد شريك" رغم ان الرئيس الفلسطيني يصرح بأنه على استعداد للتوصل الى اتفاق سياسي يعترف بإسرائيل وينهي الصراع مع كل الدول العربية، ايضا. ولذلك يكرهه نتنياهو. وليس هناك اكثر ما يثير جنونه من تعنت ابو مازن على عدم القيام بعمليات ارهابية. فنتنياهو يهتم بالتطرف الذي يشجع التطرف ويسد كل الفرص امام الاتفاق. ولذلك فانه يبذل كل شيء في سبيل القضاء على داعية السلام هذا، بهدف تتويج حماس مكانه، وعندها سيكون من الواضح انه لا يوجد فعلا من نتحدث معه.
في كل مرة تهدأ فيها الاوضاع يقوم بصب الزيت على النار، بمساعدة الاعلان عن البناء في القدس الشرقية. 2600 منزل في جبعات همطوس، وبضعة بيوت في سلوان. كما انه لا يوقف اعضاء الكنيست من الليكود الذين يتوجهون الى الحرم القدسي بهدف تأجيج المسلمين ضدنا. وقد شاهدنا النتائج امس في عمليتي الطعن.
هدف اليمين واضح: اشعال حرب يأجوج ومأجوج بيننا وبين العالم الإسلامي، وعندها، في خضم الحرب، سيكون من الممكن القاء العرب كلهم خارج الحدود. ولكن ما الذي سيحدث اذا خسرنا الحرب الرهيبة؟ انظروا الى مصير المستوطنات اليهودية خلال التمرد الكبير في سنة 70 ميلادية. لم يتبق لنا الا ان نطلب بأن يرحمنا كما يفعل بشأن الأبقار والدجاج في أيام الاثنين. نحن ايضا نريد الحياة. أهو طلب مبالغ فيه؟
لا تنسوا نصرالله
يحذر موشيه أرنس في مقالة ينشرها في "هآرتس" من وهم ردع حزب الله خلال حرب لبنان الثانية وردع حماس خلال العمليات العسكرية على غزة، ويدعو الى الاصغاء لزعيم حزب الله حسن نصرالله. ويرى انه "لا يوجد أي جديد في ما يقوله لنا. فنحن نعرف ان لديه اكثر من 100 الف صاروخ، يكفي مداها لإصابة كل نقطة في إسرائيل، وانه يمكن لبعضها أن تصيب بدقة المطارات الجوية واهدافا أخرى. ورغم ذلك، أصغوا اليه.
الكثير منا يميلون الى النسيان او ايهام انفسهم بالإيمان بأننا نجحنا بردع حزب الله عن مهاجمتنا ثانية. هذا التكهن يحتاج الى فحص جديد. يصعب ردع التنظيمات الارهابية. فآفاق تخطيطها طويلة، وهي مستعدة للخسارة في المعارك من خلال الايمان بأنها ستنتصر في الحرب.
بعد معاناتها مع عمليات الارهاب المتكررة طوال سنوات، بدأت دولة اسرائيل الفهم بأن معنى الردع الآن هو ليس تصفية تهديد الارهاب، وانما زيادة عدد السنوات الفاصلة بين هجمة ارهابية واخرى. بعد كل واحدة من عمليتي "الرصاص المصبوب" و"عامود السحاب" ضد حماس في غزة، آمنا بأنه سيتم ردع حماس عن شن هجمات صاروخية اخرى على إسرائيل، وتبين خطأنا في كل مرة. والآن، في المرة الثالثة خلال "الجرف الصامد" يبدو ان الهدف كان تحقيق عدة سنوات من الهدوء قبل هجوم حماس المقبل.
خلال هذه الحرب التي استغرقت 50 يوما، اطلقت حماس والجهاد الاسلامي اكثر من 4000 صاروخ على إسرائيل. واضطر ملايين الاسرائيليين الى البحث عن الملاجئ، وتم اغلاق مطار بن غوريون ليوم واحد. ويمكن لهجمات حماس والجهاد الاسلامي ان تشكل مقدمة لما يمكن حدوثه اذا قرر حزب الله مهاجمة اسرائيل بصواريخه.
فكرة ان التنظيمات الارهابية لن تستخدم الصواريخ التي تمتلكها، وتركها تصاب بالصدأ، لا يتقبلها الوعي. وفكرة ان حرب لبنان الثانية وقصف حي الضاحية في بيروت من قبل سلاح الجو، حولت الى حزب الله رسالة ستردعه عن تكرار مهاجمة اسرائيل، تستحق وضعها جانبا. استفزاز حزب الله على حدودنا الشمالية في الآونة الأخيرة يشكل دعوة الى الاستيقاظ. على الرغم من كون حزب الله يغوص في مستنقع الحرب السورية، فانه لم يستخدم صواريخه حتى الآن. لأنه يحتفظ بها للأهداف الاسرائيلية.
اذا قرر هذا التنظيم مهاجمتنا، يمكن الافتراض ان حماس ستنضم اليه. فقد تركنا خلفنا عدة امور لم يتم حلها عندما وافقنا على وقف اطلاق النار مع حماس. فهي لم تنزع اسلحتها، ولا تنوي عمل ذلك. يمكن الافتراض انها ستستخدمه مجددا في هذه اللحظة. وقد نضطر الى خوض الحرب على جبهتين.
منظومة القبة الحديدية لا تشكل ردا كاملا على الهجمات الصاروخية المكثفة. يمكنها الدفاع عن عدة اهداف باهظة القيمة، ولكن ليس عن كل المدنيين. التهديد الارهابي في الشمال والجنوب لكل المدنيين في الدولة، هو مشكلة مميزة بالنسبة لإسرائيل ويمنع ان تبقى بدون حل لفترة طويلة. لسوء الحظ، تم خلال الحملة الأخيرة تفويت فرصة القضاء على التهديد من قطاع غزة. معالجة منظومة الصواريخ كانت يجب ان تتقدم على معالجة الأنفاق. والآن بقينا نواجه التحديات على الجبهتين.
مع كل الاهتمام الذي اوليناه خلال الأشهر الأخيرة، لداعش ولتهديداتها للدول القريبة والبعيدة، ازداد الميل الى نسيان حقيقة ان حزب الله هو أقوى تنظيم ارهابي في المنطقة تقريبا، وانه يشكل خطرا فوريا على إسرائيل وسوريا ولبنان. وطالما لم يتم تفكيك مستودعاته الصاروخية، لن يعم الاستقرار المنطقة. أصغوا لحسن نصرالله.
"عمليات الأجواء" لا تنشأ من فراغ
يواصل نداف شرغاي، في مقالته المنشورة في "يسرائيل هيوم" اليوم، نهج التحريض على السلطة الفلسطينية والمقدسيين الذين يدافعون عن الحرم في ضوء العمليات الاخيرة التي استهدفت مدنيين وجنود اسرائيليين. ويكتب ان الأجواء التي تخلق "عمليات الأجواء" – التي يستمد منها منفذو عمليات الطعن والدهس واطلاق النيران الالهام لتنفيذ "العمليات الفردية" – تتواجد منذ سنوات، ومؤخرا بكل قوة، في المهرجان المتواصل لتمجيد الارهاب والجهاد وهدر دماء اليهود والاسرائيليين اينما كانوا.
من هذه الناحية فان الفوارق بين فتح وحماس والسلطة الفلسطينية هي دلالية فقط. كيف يمكن، مثلا، تفسير تصريحات ابو مازن الذي يصف المخرب الذي اطلق النار على يهودا غليك "شهيدا ارتقى الى السماء". كيف يمكن فهم اجواء التأييد لمنفذي عمليات الدهس، على صفحة الفيسبوك التابعة لحركة فتح (التي يترأسها أبو مازن)، او العبارة التي نشرت على الصفحة ذاتها، والتي تحرض بشكل مفصل على تنفيذ عمليات دهس: "ادهس، ايها الغالي، المستوطن الغريب".
هذه المرة يرتبط التحريض بالفرية الدموية الكاذبة "الأقصى في خطر". وفي مرة سابقة ارتبط بـ"الاحتلال"، وفي مرة أخرى بـ"القمع"، ولكن على احد أن لا يتوهم، فالمشترك الواسع بين ثقافة الدم والتحريض هذه يكمن في الكراهية الاساسية لكل ما هو يهودي واسرائيلي، وفي سلسلة من الشيطنة والتحريض ضد إسرائيل كدولة يهودية ورفض شرعية وجودنا هنا.
قبل عدة أشهر فقط، تم اثبات هذه "الثقافة" في مناسبة (وثقها موقع نظرة على الاعلام الفلسطيني) جرت برعاية عباس ووزير الثقافة، وتم خلالها منح شهادات تقدير لعدد من القتلة الذين اطلقت إسرائيل سراحهم. خلال العرض الذي قدمه عدد من الفتية انقسم الممثلون الى معسكرين متنافسين، يمثلان حماس وفتح. وفي مرحلة معينة تم القاء اعلام التنظيمين على الأرض، واتحد الجميع تحت راية السلطة، وعندها بدأت معركة قتل خلالها اعضاء التنظيمين كل الاسرائيليين الذين وقفوا امامهم.
الآن، وكما في السابق، يحول القتلة الفلسطينيين هذه المسرحية الى واقع. الناس الذين يحملون الحجارة ومن ثم الزجاجات الحارقة، ومن ثم السكاكين ويستخدمون السيارات للدهس، ومن ثم البندقية، يتشربون "ثقافة" الكراهية هذه منذ سنوات ويتعلمون ان مصير مستوطنة تل ابيب لا يختلف عن مصير مستوطنات القدس وغوش عتسيون، وانه يجب اقتلاع البذرة اليهودية الغريبة من هنا. هكذا، ومن المناسب ان نتذكر، تم في الماضي زرع بذور الانتفاضة الاولى والثانية. هكذا حرك الارهاب آلية "الحصد والزرع": نزرع بالارهاب ونحصد بالمفاوضات من خلال الافتراض بأنه كلما ازدادت الضربات الموجهة الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية، هكذا ستضعف قدرتنا على الصمود.
علينا ان نستوعب طابع العمل هذا والحذر من الوقوع مرة أخرى في كمين المفاوضات الوهمية والتنازلات الخطيرة. لا تخافي يا اسرائيل. في الحرب كما في الحرب. اذا تذكرنا فقط ان الحق معنا وان ارض اسرائيل، ارض صهيون والقدس، تابعة لشعب اسرائيل، سننتصر في هذه المواجهة.
لا تفقدوا السيطرة
يكتب يوآب ليمور في "يسرائيل هيوم" ان "عمليات الأجواء" هو الاسم المغسول الذي تم اطلاقه في الجهاز الأمني على موجة العمليات الأخيرة التي جبت يوم امس، ضحيتان جديدتان. أجواء، تعني شيئا لم يتم المبادرة اليه او تنظيمه، وانما كلمات مسمومة تعم الأجواء ويتم ترجمتها من قبل افراد الى عمليات، من خلال الدهس والطعن.
هوية المسؤولين عن هذه "الاجواء" معروفة. قادة السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن، الذين سمموا الأجواء عنوة حول الحرم القدسي، وايضا، عدة سياسيين اسرائيليين قاموا بصب النفط على النار. وبالذات تبقى قوات الامن، الجيش والشاباك والشرطة الاسرائيلية هنا، واجهزة الأمن الفلسطينية هناك، هي التي تواصل التمسك ببقية المنطق في الجانبين وتمنع فقدان السيطرة.
يصعب معرفة كم من الوقت ستنجح هذه الجهود. يبدو الآن ان الشارع الفلسطيني لا يملك مصلحة بالجنون. فالاقتصاد يزدهر (نسبيا)، ولا يوجد أي توق حقيقي للدبابات في شوارع رام الله او الدوريات في ازقة جنين. ولكن هذا كله محدود الضمان طبعا، اذ يكفي لعملية شاذة، وخطأ واحد، كي يتم فقدان السيطرة.
الجهد الاسرائيلي، حتى ساعة الجلسة الطارئة التي عقدها نتنياهو، امس، يستهدف التهدئة وليس التصعيد. تعزيز التنسيق الامني مع الفلسطينيين، وتعزيز العمل الذاتي بشكل اكبر، واعتقال كل من تصل معلومات بشأنه، وزيادة العمل بهدف غرس "مشاعر الأمن" لدى الإسرائيليين. وهذا يعني عمليا زيادة الحراسة في البلدات، وزيادة القوات على مفارق الطرق، وزيادة نشاط الشرطة في مراكز المدن، وبذل جهود اكبر لكشف واعتقال الفلسطينيين الذين يتواجدون بشكل غير قانوني في إسرائيل.
نشك بأن ذلك يكفي، ويمكن التكهن بأن عمليات اخرى ستقع، ومعها سيتزايد الضغط السياسي والجماهيري. نتنياهو يتذكر بالتأكيد قتل هيلينا راب في بات يام والذي ادى الى خسارة يتسحاق شمير في انتخابات 92 ووصوله هو الى رئاسة الليكود. انه يعرف بأن عملية اخرى، ستجعل الأصوات توجه اليه. ولذلك فانه يسعى الى اخماد الحريق الآن، وليس بمساعدة المزيد من النفط. سيما ان مستشاريه الامنيين لا يعرضون عليه صيغة سحرية لقمع المشكلة. فهذه المهمة يملكها اصحاب النصائح في الهامش.
كي ينجح يحتاج نتنياهو الى شريك، غير قائم حاليا. اذا استيقظ ابو مازن من النشوة، سيفهم ان حربه الوجودية يمكن ان تتحول الى حرب لإنهاء وجوده. في اللحظة التي ستنفجر فيها الاوضاع، لن تتوجه إسرائيل وحدها ضده، وانما، ايضا، الشارع الفلسطيني الذي سينتخب حماس التي اثبتت انها تجيد محاربة إسرائيل اكثر من فتح. كي يمتنع عن ذلك يحتاج الى ساعة منبه: اسرائيلية بصورة عصا او جزرة – او امريكية ستوقف الانجراف الخطير لحظة قبل الهاوية.
العمليات التي لا يمكن منعها
يرى يوسي يهوشواع في "يديعوت احرونوت" انه ابتداء من اختطاف الفتية الثلاثة، مرورا بمراوحة المكان خلال "الجرف الصامد" التي دامت 50 يوما، وموجة العمليات الارهابية الأخيرة – تقف الحكومة على المنحدر الزلق لفقدان الائتمان الأمني الذي منحه لها الجمهور.
ويضيف: ربما لا يكون الارهاب الحالي انتفاضة منظمة، كما تعودنا في الماضي، حيث كانت مركبة من قواعد ارهابية في نابلس والخليل كانت مسؤولة عن تنفيذ العمليات، ولكن ما نشهده الآن معقد جدا ويصعب احباطه من قبل الشاباك والجيش.
اذا كانت الاسطورة تحكي في السابق عن "المخرب الذي يحلم في الليل بتنفيذ عملية ويتم اعتقاله صباحا من قبل الشاباك" فانه من الواضح الآن، ان وسائل الاستخبارات تواجه صعوبة كبيرة في كشف المبادرة المحلية لمتواجد غير قانوني، دخل للعمل في تل ابيب وقرر حمل سكين وطعن جندي او مدني. لا توجد قاعدة ولا توجيه ولا قيادة. العملية فردية ولذلك يصعب اكتشافها.
قبل سنة كنا شهودا على موجة مشابهة من العمليات في القدس، ولكن في تلك الأيام لم تكن في الشارع أجواء تدفع الشبان الى تنفيذ عمليات. في الجهاز الامني يتحدثون اليوم عن التحريض في السلطة الفلسطينية، خاصة من قبل حماس التي تصب الوقود على نار الحرم القدسي. لكن قادة الجهاز الأمني لن يقولوا علانية أي شيء ضد الجهات السياسية الاسرائيلية التي تشعل الاحداث من خلال تصريحاتها وأعمالها، ولكنه كان سيسرهم لو توقف هؤلاء عن ذلك، لكنه يجب الاعتراف: لا يوجد أي حل أمني امام هذا النوع الجديد – القديم من العمليات الفردية باستثناء تهدئة الأوضاع في الجانبين.
الى ان يتم تهدئة الأوضاع، سيقوم الجيش والشرطة باتخاذ عدة تدابير: اولا، زيادة تطبيق القانون ضد المتواجدين غير القانونيين الذين يتسللون للعمل في إسرائيل عبر الثغرات في الجدار الفاصل.  حتى اليوم، ورغم مطالبة الجهاز الامني، لم يتم اغلاق هذه الثغرات، ويمكن الدخول الى داخل الخط الأخضر بسهولة.
الخطوة الثانية ستتمثل في زيادة الوجود العسكري في الضفة. فالجيش سيزج بقوات أكبر، لمحاولة توفير الأمن للمستوطنين. والخطوة الثالثة ستكون زيادة الردع. والطريقة التي يتم فحصها لتحقيق ذلك هي مرة أخرى هدم بيوت المخربين. وهنا تختلف الآراء حول فاعلية هذه الخطوة. ولكن قبل كل شيء، يتحتم على الحكومة الاختيار بين المسؤولية القومية والتحمس العلني والبقاء السياسي. لأن كل ما يمكن للجهاز الأمني عمله أمام مثل هذا الارهاب هو محاولة تثبيت الاصبع على السد، لكنه لن يكون بمقدوره توفير أي حل حقيقي.
المخربون الجدد
يرى اليؤور ليفي في "يديعوت احرونوت" ان هناك عاملا مشتركا لموجة العمليات التي نشهدها في الأسابيع الأخيرة، وهو انه لا يمكن الاشارة في أي من العمليات الى عملية مخططة تمت بأوامر مباشرة من تنظيم ارهابي.
منذ تنفيذ العملية الأولى هناك أجواء تحريض في وسائل الاعلام الفلسطينية، مدعومة بالدعوة الى اعلان انتفاضة ثالثة من نوع مختلف – انتفاضة الدهس والطعن. ان هدف حماس والجهاد الاسلامي من هذه الحملة هو خلق طابع الدومينو لدى منفذي العمليات بحيث يستلهم احدهم من الآخر ويواصلون العمليات.
لقد فهمت حماس انها لن تتمكن من العمل في الضفة الغربية، ولذلك حولت مركز الثقل لتشجيع سكان القدس الشرقية، والان بدأ التحريض يتغلغل في الضفة الغربية، التي وصل منها منفذا العمليتين أمس.
ما هو المشترك لكل منفذي العمليات الأخيرة؟ باستثناء واحد منهم، فانهم جميعا عُزب. غالبيتهم في سنوات العشرينيات من اعمارهم، ولغالبيتهم ماض امني، او ان لاحد افراد اسرتهم ماض كهذا. كلهم عرفوا بأنهم يحكمون على انفسهم بالاعتقال، في افضل الاحوال، وبالموت في أسوا الأحوال، لأنهم لن يتمكنوا من الهرب. والمقصود عمليات تضحية على اساس ايديولوجي.
يفقدون السيطرة
يدعو اليكس فيشمان في تحليل ينشره في "يديعوت احرونوت" الى تشديد اجراءات القمع ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل اسرائيل، معتبرا ان ما يحدث الآن "هو الشريط التسجيلي سيء الذكر لايام الانتفاضة. فقبل ان تستوعب العملية الأولى التي وقعت في الصباح، تجد نفسك تغوص في العملية القادمة، ويفقد القلب نبضة أخرى لأنك تعرف انه خلال ساعة او ساعتين، ستحدث عملية اخرى. وقد بدأنا نشعر بثقل تهديد الامن الشخصي، كل واحد بيفكر بنفسه، ولا ينتظر الأوامر العليا: هل أسافر الى القدس؟ هل أركب حافلة الباص ام لا؟ هل انتظر في محطة القطار؟ هل أسافر عبر مدينة الطيبة؟ هل أتجاوز وادي عارة؟
اذا لم يتوقف الجنون الآن، سنجد أنفسنا في تلك الأيام المظلمة للانتفاضة الثانية. وفي هذه الأثناء، بين عملية واخرى، لا نهاية للتصريحات: قائد عام منمق يتحدث كما لو كان محللا عن الحاجة الى الأمن، ووزير أمن داخلي يتحدث الى نفسه "بأننا سنريهم"، وعلى رأس الهرم رئيس الحكومة نتنياهو، الذي لا يعرف ما الذي سيفعله. وكالعادة يطلق في الهواء حماسة قومية تهدف الى التنصل من المسؤولية وتسخين القطاعات. يبدو ان الدولة واذرعها القانونية تفقد السيطرة على الأحداث.
لكن الميدان لا يتأثر بالتهديدات وحالة التأهب المتصاعدة للشرطة. الصورة المرتسمة حاليا هي انه لا يوجد أي خوف من السلطة، على جانبي الخط الأخضر. شاب عربي اسرائيلي يهدد افراد الشرطة بسكين وكل الشارع العربي يعصف لأنهم اطلقوا النار عليه. يجب فحص سلوك الشرطة ومعاقبتها اذا الح الأمر، ولكن حقيقة عدم تخوف شاب من مهاجمة الشرطة تدلنا على الأجواء: يمكن الاستهتار بالشرطة والقانون.  حتى المخرب الذي نفذ عملية الطعن في تل ابيب، امس، فعل ذلك عندما كانت الشرطة في حالة تأهب قصوى.
نحن نتواجد في عملية انتقال من الارهاب المتقطع الذي يترافق بخرق النظام الشعبي، الى الارهاب الشعبي الذي يتسلل الى كل جهة. المرحلة القادمة التي تنتظرنا عبر الزاوية، هي الارهاب المسلح، وكل هذا يحدث على جانبي الخط الاخضر الذي يذوب ويربط الارهاب الفلسطيني في الضفة الغربية بأعمال الشغب التي يقوم بها عرب إسرائيل. لم يعد الامر يتعلق برشق الحجارة في وادي عارة او احراق اطر السيارات، والتي تعودنا عليها وللأسف. امس الاول حاول عرب من إسرائيل تنفيذ عملية تنكيل في الطيبة بحق مواطن بريء، على مسافة دقيقتين من كفر سابا. وكما في الانتفاضة الأولى،  نتقبل هذه الأحداث كما لو كانت قدرا مكتوبا من السماء.
هناك ثلاث محركات تحرك قطار العنف. الأول هو فقدان الخوف من السلطة، والثاني هو التحريض غير المتوقف من قبل القيادة العربية في إسرائيل والقيادة الفلسطينية. وفوق هذا كله يرتقي تقدير الفتية لداعش. السكين التي ذبحت خلال اليومين الأخيرين جاءت مباشرة من هناك. اما المحرك الثالث فيرتبط بمكانة العرب في المجتمع الاسرائيلي: شعورهم بالتمييز – سواء كان مبررا أم لا – يغذي العداء المتزايد ويقف وراء الاندلاع العنيف.
إسرائيل تتحمل جزء من المسؤولية عن ذلك بفضل السياسيين من اليمين المتطرف الذين يبادرون الى مشاريع قوانين استفزازية تشطب أي فرصة للتوصل الى اتفاق مستقبلي. لا يمكن شطب التمييز بحركة يد، ولكن اعادة الخوف من السلطة يمكن ويجب تحقيقه عاجلا وبالقوة. يمنع التنازل عن اعتقال المشاغبين العرب في القدس وفي كل مكان في البلاد – حتى لو كلف الامر بناء سجن جديد. وعلى المسؤولين عن محاولة التنكيل في الطيبة ان يعرفوا بأنه سيتم ضبطهم وزجهم في السجن. لا يتحتم استهداف كل طفل يرشق حجرا، وانما كل من يقف وراء التحريض ويؤجج العنف ويستخدم الحجارة والمفرقعات والزجاجات الحارقة.
سياسة القبضة الصارمة تعني، ايضا، تفجير البيوت التي سكنها المخربون وعائلاتهم. لا مفر الا ردع الجمهور الفلسطيني في الضفة التي يخرج منها منفذو عمليات الطعن والدهس. كما يجب منع تصاريح العمل عن سكان منطقة نابلس التي خرج منها منفذ عملية الطعن في تل ابيب، امس. لا يمكن معالجة الارهاب بدون معاقبة البيئة المحيطة لأن المكان موبوء: صحيح ان المخرب قتل لوحده لكنه لم يأت من القمر. لقد صلى في مسجد ما وهناك تغذى على التحريض، وفي محيطه يجب ان يعلموا بأن هناك ثمنا جماعيا لأعمالهم.
هذه ليست عملية اخرى للشرطة، وهذه ليست تركيز جهود آخر، وانما يجب ان تكون مشروعا للشرطة الاسرائيلية بكل قواها واذرعها، بالتعاون مع الشاباك، منذ الان وحتى صدور اعلان آخر. الهدف هو اعادة سلطة القانون داخل الخط الأخضر الى القطاعات التي فصلت نفسها عن الدولة، وخارجه، في المراكز التي ينشأ فيها القتلة.
يجب توجيه كل شيء الى المدى القصير كي يتم وقف الفوضى في مهدها. ولكن الحل على المدى الطويل يتواجد في مكان آخر: في الحوار ومعالجة التمييز والحوار بين المواطنين على قدم المساواة في الحقوق.

التعليـــقات