رئيس التحرير: طلعت علوي

حكومة الإمارات تسلم المنتدى الاقتصادي العالمي التوصيات الصادرة عن جلسات "العصف الذهني الإماراتي... لعالم أفضل"

الإثنين | 10/11/2014 - 02:01 مساءاً
حكومة الإمارات تسلم المنتدى الاقتصادي العالمي التوصيات الصادرة عن جلسات "العصف الذهني الإماراتي... لعالم أفضل"


 عبد الله لوتاه: تجرية العصف الذهني الإماراتي مساهمة للبحث عن حلول عملية لتجاوز الأزمات التي يمر بها المجتمع الدولي في الوقت الحالي
 مخرجات وتوصيات حملة "العصف الذهني الإماراتي لعالم أفضل" رسالة تؤكد أهمية توحيد الجهود العالمية لتحقيق التنمية المنشودة


  سلمت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم تقارير توصيات جلسات حملة "العصف الذهني الإماراتي.. لعالم أفضل" لرؤساء المجالس المتخصصة في المنتدى الاقتصادي العالمي، وذلك على هامش فعاليات قمة مجالس الأجندة العالمية 2014 والتي تعقد فعالياتها بدبي في الفترة من ـ9 ولغاية 11 نوفمبر الجاري.
وتأتي هذه التقارير في إطار السعي الدؤوب لدولة الإمارات العربية المتحدة للمساهمة والتشارك في تقديم الحلول العالمية المبتكرة وتوظيفها في خدمة المجتمع الإنساني، حيث لخصت هذه التقارير بموضوعاتها الرئيسية الحكومة الذكية، ومستقبل الإعلام، والتنافسية، والابتكار، والشباب والابتكار الاجتماعي، خبرات دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بالقطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني بالقضايا العالمية وتصورها لكيفية الحلول التي تضمن الوصول إلى عالم أفضل.


وبهذه المناسبة صرح عبد الله ناصر لوتاه نائب رئيس اللجنة المنظمة لقمة مجالس الأجندة العالمية 2014 قائلاً: "ما تم العمل عليه خلال هذه الحملة من نشاطات وورش عمل يصب في مصلحة التعاون مع العالم وتقديم ما أمكن من مساعدة والتشارك بالمسؤولية تجاة قضايا العالم الملحة، التي تستنزف الكثير من القدرات والطاقات البشرية على أمل أن تقدم تجرية العصف الذهني الإماراتي حلولاً وتوصيات مبتكرة تسهم في تجاوز الأزمات التي يمر بها المجتمع الدولي في الوقت الحالي".
وبين لوتاه أن التقارير الناتجة من حملة "العصف الذهني الإماراتي لعالم أفضل"، هي رسالة تؤكد على أهمية توحيد جميع الآراء والأفكار في جميع دول العالم، لمواجهة العقبات التي تحول دون عملية التنمية والتطور التي يحتاج إليها المجتمع الدولي اليوم، ونأمل لهذه التقارير والنقاشات التي سوف تدور حول نتائجها وتوصياتها أن تشكل بادرة جيدة لتمهيد الطريق للوصول إلى عالم أفضل يعيش فيه الجميع بأمن واستقرار ورفاهية.


إيجاد حلول عملية لخدمة المجتمع الإنساني
وتضمنت حملة "العصف الذهني الإماراتي لعالم أفضل"  ورش عمل منفصلة ناقش وبحث فيها مجموعة من الخبراء والمختصين والمسؤولين الحكوميين في دولة الإمارات أهم القضايا العالمية للمساهمة في إيجاد حلول عملية لخدمة المجتمع الإنساني، ضمن إطار محاور حملة العصف الذهني الإماراتي والتي ترتكز على الموضوعات الأساسية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والنمو.


وأكدت توصيات جلسة التنافسية والتنمية المستدامة أن تحقيق معدلات مرتفعة للتنافسية يحتاج إلى النظر المستمر نحو الأمام لإيجاد مؤشرات جديدة للقياس، والتي تقوم على تحقيق الاستدامة والسعادة والرضا لأفراد المجتمع، والتي تتطلب الاطلاع على ما تم إنجازه في وقت سابق لتحقيق قفزات في المستقبل، كما دعت التوصيات إلى الاهتمام بالابتكار في إيجاد هذه المعايير التي يمكن أن تسهم في تحسين معدلات التنافسية في العالم، ولاسيما في المجالات الاقتصادية التي ترتبط بشكل كبير في عمليات التنمية والتطور في أي مجتمع من المجتمعات.


وذكرت التوصيات أهمية تعزيز التعاون الدولي بين جميع المؤسسات والجهات العالمية المتخصصة في التنافسية بما يسهم في إيجاد القفزات الطموحة في هذا المجال، بالإضافة إلى أهمية تبادل المعارف والخبرات والتجارب، بما يمكن جميع دول العالم من الاستفادة من التجارب الإيجابية والناجحة والذي يصب في صالح المجتمع الدولي، والقضاء على عدد من المشكلات التي تواجهه.
كما أشارت الجلسة إلى أن هذه النماذج المبتكرة في التنافسية التي تنتهجها الإمارات تسهم في تحقيق رؤية الإمارات 2021 بأن تكون ضمن أفضل دول العالم، وذلك من خلال ارتباطها بمجموعة من الأمور الرئيسية والتي تتعلق بالبنية التحتية المتطورة وشبكة المواصلات والاعتماد على الاستدامة والاقتصاد القائم على المعرفة والتي تعد بمجملها من المساهمات الرئيسية في الوصول إلى المراتب المتقدمة على سلم التتافسية العالمي.


الاعتماد على الابتكار يسهم  بتحقيق الريادة في الخدمات الحكومية
وأبرزت جلسة الابتكار على أهمية الاعتماد على الابتكار في تحقيق الريادة في الخدمات الحكومية على مستوى العالم، وضرورة بناء قدرات الكوادر الحكومية في مجال الابتكار وتطوير الأدوات والأساليب التي تسهم في تحقيق الابتكار، منوهين بأن الطاقة والنقل والتكنولوجيا والاتصالات والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى قطاعي الصحة والتعليم التي تعد من أهم القطاعات التي تحتاج إلى الابتكار لمواجهة التحديات التي تتعلق في هذه المجالات، وبما يسهم في تحسين جودة الحياة في جميع الدول حول العالم.
وأشارت التوصيات أن الإمارات حققت الريادة العالمية في تبنى استراتيجة وطنية للابتكار لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، كما أكد المشاركون على أهمية إشراك جميع القطاعات وأفراد المجتمع في عمليات الابتكار، وتوفير المعلومات التي تسهم في التحفيز على الابتكار، وتفعيل القنوات التي تسهم في تحقيق التواصل مع المجتمع.


كما دعت التوصيات إلى ضروة وضع التشريعات والقوانين الناظمة لعملية الابتكار دون فرض القيود التي تحد من عملية الابتكار بين أفراد المجتمع، كما أكد المشاركون على ضرورة تقديم الموازنات الكافية التي تعزز التحول للابتكار في المجالات المختلفة، والتي تحتاج إلى الأبحاث والدراسات العملية والأكاديمية المتنوعة.
ودعت التوصيات كذلك إلى تشجيع الاستثمارات وإيجاد مراكز للابتكار في كل جامعة، وأن يتم إيجاد نوع من التخصص والتكامل في الأبحاث التي تقوم بها هذه الجامعات بحيث يتم تخصص إحدى الجامعات في مجال الطاقة في الوقت الذي تركز فيه جامعة أخرى في مجال البيئة وهكذا، وأن تحظى هذه الأبحاث بالدعم من القطاعين الحكومي والخاص وجميع المؤسسات والمنظمات المعنية في التحفيز والتشجيع على الابتكار.


وأما في جلسة الحكومة الذكية ومستقبل الحكومات فقد وركزت التوصيات على التعاون مع المنظمات الدولية بهدف صياغة المعايير والادلة الارشادية للحكومة الذكية وفقا لأفضل التجارب والممارسات العالمية، ووضع منهجية وآليات عمل  لقياس أثر نجاح مبادرات التحول الذكي على المجتمع ومستوى سعادته، واعتبار أن تجربة دولة الامارات في التحول الذكي نموذجا يمكن الاستفادة منه على المستويين الإقليمي والعالمي، مع فسح المجال للاستفادة من المبادرات والحلول والتجارب أمام جميع دول العالم.


كما بينت التوصيات أن تحديد أولويات المشاريع عن طريق التواصل مع المعنيين وتعزيز العمل المشترك من خلال تشكيل لجان مؤسسية وقطاعية بحسب المتطلبات يعتبر أمر مهم في التحول نحو الحكومة الذكية، وذلك لتفعيل التنسيق فيما بين الجهات الحكومية وتمكين موظفي الجهات الحكومية ليكونوا أداة للتغيير والتطوير والابتكار، وأشارت التوصيات إلى أن هناك عوامل مهمة للتحول نحو الحكومة الذكية وفي مقدمتها، العوامل الاجتماعية العوامل الاقتصادية والعوامل الأمنية والعوامل السياسة.


وأكدت توصيات جلسة الإعلام والدور المأمول على ضروة تكريس قيم التغيير السلمي في المجتمعات ودعم التعليم وخصوصاً تعليم المرأة في المناطق التي تشهد فيها اضطهاداً، مع تكريس دور الإعلام في دعم مشاريع التنمية وترسيخ مفاهيم الحوار الحضاري، مع الحرص على أن تقوم وسائل الإعلام بدورها في تسليط الضوء على الظواهر السلبية دون مبالغة أو تضخيم، وأن لا تكتفي بإلقاء الضوء على المشكلات ولكن أن تتعامل بإيجابية من خلال طرح حلول باعتبارها شريك في عملية التنمية.


وأكدت على ضرورة ترشيد الأداء الإعلامي في معالجة القضايا الرئيسية وأن يتحمل مسؤوليته المجتمعية في التعامل مع هذه القضايا التي ترتبط بشكل وثيق  مع المجتمع، لإعطاء صورة حقيقية للمجتمع، وذلك من خلال التحول إلى الإعلام التفاعلي وعكس رأي الشارع من خلال إشراك الجمهور بشكل أكبر في التعبير عن القضايا التي تمسه ولاسيما في قضايا البطالة والتعليم والصحة وغيرها.
ودعت كذلك إلى أهمية أن تقوم وسائل الإعلام التقليدية بالإسراع في وتيرة التعامل مع القضايا المطروحة حتى تحافظ على جمهورها وأن تبتكر الوسائل التي تزيد من تفاعله معها مستفيدة من تكنولوجيا الاتصال الحديثة، وأن يتم وضع معايير أخلاقية عالمية للعمل الإعلامي بما يضمن الأداء الفعال للإعلام في المجتمع.


تعاون دولي للحد من المشكلات الأسرية ضمن توصيات جلسة الشباب والابتكار الاجتماعي
وأوصت جلسة الشباب والابتكار الاجتماعي على ضرورة العمل على وضع البرامج المجتمعية وبالتعاون مع المنظمات الوطنية العاملة داخل الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية للتوعية الأسرية بما يحد من مشكلات الطلاق والزواج المبكر، والعمل على مواجهة ظاهرة العنف المنزلي التي تظهر في بعض المجتمعات ووضع القوانين الفعالة التي تجرم هذه التصرفات،  والعمل لتوحيد الجهود الدولية لمواجهة هذه الآفة وتأهيل الشباب المدمنين ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم.
كما أوصت بضرورة تعزيز الوعي والثقافة المجتمعية بذوي الاحتياجات الخاصة وقدراتهم وإبراز الدور الذي من الممكن أن يقوموا به  في المجتمع، وتشجيع المزيد من الدعم الجاد لمراكز ودور رعاية المسنين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وإعادة التأهيل الاجتماعي للمخالفين للقانون وإدماجهم مجتمعياً ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم، ومحاربة الجرائم الإلكترونية بنشاط من خلال توفير وعي مجتمعي عام حول هذه القضايا والجرائم التي يقع فريستها عادةً الشباب وصغار السن.


ودعت التوصيات إلى أهمية احتضان وتطبيق التطورات التكنولوجية بصورة أكثر إيجابية، لتعظيم الاستفادة منها في جميع الدول حول العالم، وزيادة الجهود العالمية للتوعية حول أهمية ترشيد استهلاك الطاقة (الكهرباء والماء) من خلال تعزيز التعاون الدولي في وضع برامج التوعية المناسبة بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية، وبذل المزيد من الاهتمام بقضايا التغيير المناخي والتأثيرات السلبية الناجمة عنه وإشراك أفراد المجتمع في مواجهة هذا التحدي.


وأكدت على ضرورة تعزيز الدراسات الخاصة بمخاطر المواد الكيماوية التي يتم استخدامها في الأغذية، وتثقيف الجمهور بها وبآثارها الصحية، ورفع معدلات الاستثمار في البنية التحتية للقطاع الصحي، وإيجاد تعاون دولي فعال لمكافحة الانتشار المتزايد لأمراض العصر الحديث مثل السكري والسمنة، وتشكيل مجلس طبي دولي يضم خبراء مؤهلين من جميع أنحاء العالم يعملون على محاربة احتكار العلاج والأدوية، وتوفير العلاجات الفعالة التي تواجه العالم مثل "وباء إيبولا"، والعمل على محاربة الأمية والتحول نحو التعليم الذكي ومكافحة التمييز على أساس الجنس ضد المرأة اجتماعياً وأكاديميا، والتقليل من تأثير وسائل الإعلام الترويجية ولاسيما على فئة الأطفال والشباب ووضع الحلول الفعالة عالمياً لمعالجة مشكلة البطالة وآثارها السلبية على عمليات التطور والتنمية في المجتمع الدولي.


وتناقش الأفكار والمقترحات والتوصيات التي نتجت عن حملة "العصف الذهني الإماراتي لعالم أفضل" خلال فعاليات قمة مجالس الأجندة العالمية 2014، والتي تجمع أكثر من 1000 من المفكرين والخبراء وصناع القرار والذين يحددون من خلالها أهم القضايا العالمية والحلول المطروحة لمعالجتها في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية وغيرها.

 

‎بيان صحفي [email protected]

التعليـــقات