الأمن الوقائي الفلسطيني اعترض بث طائرات التجسس الاسرائيلية
كشف سمير مشهراوي، احد قادة الأمن الوقائي في غزة، في حديث مع محرر الشؤون العربية في موقع "واللا" آبي يسسخاروف، ومقدمة برنامج "حقيقة" التلفزيوني ايلانا ديان، ان السلطة الفلسطينية نجحت باعتراض بث لطائرات تجسس إسرائيلية بدون طيار، منذ العقد الماضي، قبل سيطرة حماس على قطاع غزة.
ويقول مشهراوي في اطار اللقاء الذي سيتم بثه مساء يوم غد في اطار برنامج "حقيقة"، والذي يتعقب المطاردة الاسرائيلية لقائد الذراع العسكري في حركة حماس محمد ضيف، انه شاهد من داخل غرفة العمليات الخاصة التي اقيمت في غزة، احدى محاولات تصفية ضيف في ايلول 2002، بعد اعتراض الصور التي بتتها طائرة إسرائيلية بدون طيار.
وحسب مشهراوي فانه بعد أشهر قليلة من اندلاع الانتفاضة الثانية، في مطلع 2001، جاءه احد ضباط الأمن الوقائي، وقال له انه يعتقد بأنه يمكنه اعتراض الصور التي تبثها الطائرات الاسرائيلية بدون طيار اذا تم تزويده بالمعدات اللازمة. ويضيف مشهراوي انه مع مرور الوقت تم تحسين هذه القدرات.
واكد مصدر امني اسرائيلي ان الفلسطينيين في غزة امتلكوا قدرة اعتراض البث الذي لم يكن مشفرا في حينه، تماما كما امتلك حزب الله هذه القدرة.
وقال مشهراوي انه نجح من خلال هذه الطريقة بمنع تصفية مسؤولين كبار من حماس. ففي احد الايام اعتراض رصد اسرائيلي لسيارة كانت متوقفة في الجامعة الإسلامية في غزة، وعلى الفور تم فحص ملكية السيارة وتبين انها لابراهيم مقادمة احد قادة حماس، وتم تبليغه بذلك بواسطة الجهات المرتبطة مع السلطة وانقاذه. لكن اسرائيل نجحت باغتيال مقادمة في وقت لاحق من عام 2003. كما نجح الامن الوقائي باحباط محاولة لاغتيال اسماعيل هنية.
نتنياهو يواصل التهجم على عباس ويبرر رفض الانسحاب بزعم تسلط الإسلام المتطرف على كل منطقة انسحبت منها إسرائيل
يواصل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تصعيد خطاب التحريض ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها، بغرض واضح هو تحقيق مكاسب سياسية في خضم المنافسة الشديدة التي يشهدها من قبل اوساط المستوطنين واليمين المتطرف داخل حزبه. ففي خطاب القاه امام مؤتمر حزبه الليكود، مساء امس الأحد، قال نتنياهو "اننا نشهد محاولات متزايدة خلال الأشهر الأخيرة والأيام الأخيرة للتحريض واشعال العنف والارهاب، ونحن نعمل بمسؤولية وبإصرار امام محاولات إحراق القدس".
وحسب ما نقله موقع المستوطنين من خطاب نتنياهو، فقد اتهم الرئيس الفلسطيني بالتحريض وقال ان "التحريض لا يأتي من القوى الاسلامية المتطرفة فقط، وانما من السلطة الفلسطينية ورئيسها. لقد أمرت بزيادة قوات الشرطة في المدينة وتزويدها بوسائل كثيرة، وبسن قانون جديد وتطبيق القانون بقوة، والقيام بكل المطلوب لهدم بيوت المخربين وابعاد الجهات المحرضة وسحب مواطنة من يدعو الى إبادتنا".
ولتبرير رفضه لإنهاء الاحتلال والانسحاب، والمفاوضات زعم نتنياهو ان هناك من يطالبه بالمساومة على أمن اسرائيل وانه لن يوافق في أي حال من الأحوال على ذلك". وهاجم انصار المفاوضات وقال: "هناك من يقول ان الطريق للمواجهة هي التراجع، لديهم صيغة – اذا لم تخلّ (المستوطنات) لم تعمل، ولم تفعل شيئا من اجل الدولة، لدي اخبار لهم، يمكن العمل بدون الاخلاء. وقد رأينا ما الذي تعنيه "المبادرة"، القفز الى المجهول ولا يهم مدى كونه مدمرا. كلهم يصفقون ويثنون عليك، ولكن بعد ذلك سيضطر سكان اسرائيل الى دخول الملاجئ".
وقال انه لا يغامر بأمن اسرائيل "فكل منطقة اخليناها سيطر عليها الإسلام المتطرف، كلهم موحدون في مسألة واحدة: ان لا تبقى إسرائيل هنا. لكنني سأحافظ دائما على أمن إسرائيل، ولن يغير ذلك أي ضغط خارجي او داخلي"!
بعد استقالته من حكومة نتنياهو، بيرتس: نتنياهو يتطرف ولا فرص للتوصل الى اتفاق
أعلن وزير شؤون البيئة، عمير بيرتس، امس، استقالته من حكومة نتنياهو، وابلغ رئيسة حزبه، تسيبي ليفني، انه سيبقى حاليا في حزب الحركة، لكنه سيعمل في المقابل على تشكيل اطار سياسي يسعى الى استبدال نتنياهو في رئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة. وقال بيرتس انه ليس ملزما بالتصويت الى جانب الحكومة في الكنيست.
وأضاف: "استنتجت انه يتحتم استبدال نتنياهو وسأبذل كل ما في وسعي لإيجاد البديل. انوي العمل في الائتلاف والمعارضة وخارج الكنيست لتوحيد قوى تهدف الى استبدال نتنياهو".
ونقلت "هآرتس" عن بيرتس قوله خلال مؤتمر صحفي انه لم يجر حتى الآن أي اتصالات مع حزب العمل او اعضاء الأحزاب الأخرى حول تشكيل الاطار السياسي الجديد. وقرر بيرتس الاستقالة من الحكومة خلال نهاية الأسبوع، بعد ان فهم بأنه سيطالب بالتصويت الى جانب الميزانية العامة (اليوم) والتي يعتبرها تتعارض مع مفاهيمه. وبما انه يمنع عليه كوزير التصويت ضد قرار حكومي، فقد قرر الاستقالة.
وقال، امس: "انا وبنيامين نتنياهو شخصان نتواجد على جانبي المتراس منذ سنوات. لقد قررت الانضمام الى الحكومة كي امنحه فرصة، وكي اقول لنفسي بأنني لم ارفضه بشكل شخصي. وطالما جرت المفاوضات السياسية وجدت حاجة لمواصلة الجلوس في الحكومة. لكنه خلال الاشهر الثلاث الأخيرة، تغير التوجه في الحكومة، وعاد نتنياهو الى استخدام تصريحات متطرفة تدل على غياب فرص التوصل الى اتفاق. ووصل الى القمة خلال مراسم احياء ذكرى رابين في الأسبوع الماضي، فبدل ان يتحدث عن فرص المصالحة والتفاهم، وبدل ان يطرح رسائل ضد العنف، واصل نتنياهو تصريحاته المتطرفة التي لا تخدم دولة اسرائيل".
وجاءت استقالة بيرتس بعد فترة وجيزة من المواجهة التي وقعت بينه وبين نتنياهو على خلفية التصريحات التي ادلى بها بيرتس ضد نتنياهو، امس الأول، ردا على تصريح نتنياهو المتعلق بالأحداث في كفر كنا، وبسبب غياب العملية السياسية ومسائل تتعلق بالميزانية. فقد هاجم نتنياهو بيرتس ومعسكر اليسار كله، امس، وقال: "المبادرة الوحيدة لديكم هي القفز عن الجرف والانطواء. مهمة القائد هي رؤية الواقع وتوحيد القوى امامه. نحن نتواجد في خضم حملة تحريض اسلامية على المستوى العالمي، ومن يفترض بهم الالتفاف ضد ذلك هم وزراء الحكومة. اشكرك لأنك فهمت بأن مكانك ليس حول طاولة الحكومة".
في هذا السياق لم يقرر حزب "الحركة" حتى الآن من هو الشخص الذي سيستبدل بيرتس في الحكومة، علما ان عمرام متسناع يعارض ايضا بقاء الحزب في الحكومة.
وكان وزير المالية يئير لبيد قد دعا نتنياهو، قبل جلسة الحكومة، امس، الى العمل من اجل تهدئة الأجواء، وقال ان "على اعضاء الحكومة ونواب الكنيست العمل على تهدئة اللهيب وليس تصعيده. علينا العيش هنا معا، وحقيقة استخدام هذه الحالة لمراكمة المكاسب الحزبية والسياسية لا يتقبلها الوعي وتدل على عدم المسؤولية". وجاء تصريح لبيد على خلفية تصريحات نفتالي بينت الذي وصف الشاب القتيل من كفر كنا بأنه مخرب ودعم افراد الشرطة الذين قتلوه.
"ماحش" تحقق من قتلة الشاب خير حمدان في كفر كنا والدفاع عن افراد الشرطة يواصل اختلاق الاكاذيب
في وقت بدأت فيه وحدة التحقيق مع الشرطة (ماحش)، التحقيق في ظروف قتل الشاب خير الدين حمدان من قرية كفر كنا، برصاص الشرطة الاسرائيلية، بعد منتصف ليلة الجمعة – السبت، يواصل محامي افراد الشرطة اختلاق الاكاذيب لتبرير الجريمة، فيما تواصل قيادة الشرطة مساندة افرادها، وتصعيد نهجها العدواني ضد المواطنين العرب، والذي انعكس خلال الاضراب العام الذي اعلنه العرب، امس، بإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين المحتجين على الجريمة، واعتقال عشرات الشبان. كما واصل نتنياهو التحريض على المواطنين العرب. ففي خطاب القاه في مؤتمر حزب الليكود، مساء امس، عاد نتنياهو امس الى اتهام الحركة الإسلامية في اسرائيل ورئيس السلطة ابو مازن بالتحريض، وقال "ان موقع الجهة المسماة فتح، شرح بأن شعب إسرائيل لم يكن هنا ابدا، وان الهيكل لم يكن قائما، وشلومو ودافيد ملوك اسرائيل وانبياء اسرائيل، كل ذلك خيال. توجد هنا محاولة واضحة لتشويه ليس الحقيقة الحالية فقط وانما الحقيقة التاريخية".
من جهته خرج وزير المالية ضد تصريحات افيغدور ليبرمان ونفتالي بينت، وقال: "هناك حدود لعدم المسؤولية. لقد قتل انسان، والشرطة في ضائقة ويجب التحقيق لمعرفة ما حدث هناك".
وكتبت صحيفة "هآرتس" انه تم التحقيق مع افراد الشرطة الذين شاركوا في الحادث، ومن بينهم الشرطي الذي قتل حمدان، والذي ادعى انه لم يقصد قتله. وقالت ان الشرطة بدأت، امس، بجمع مقاطع الافلام التي التقطتها كاميرات الحراسة في منطقة الحادث، واجراء فحص لمسدسات الشرطة.
وكانت الشرطة قد ادعت فور وقوع الحادث ان حمدان حاول طعن افرادها، وانهم اطلقوا النار في الهواء بعد شعورهم بالخطر على حياتهم، وبعد ذلك فقط اضطروا الى اطلاق النار عليه. لكن شريطا مصورا من موقع الحدث أثار الشبهات بأن افراد الشرطة لم يتصرفوا حسب اوامر فتح النيران، ولا يظهر في الشريط انهم اطلقوا النار في الهواء. كما ستفحص ماحش سلوك الشرطة بعد قتل الشاب، حيث يظهر افراد الشرطة في الشريط وهم يجرون الشاب الى السيارة وهو جريح، بدل استدعاء سيارة اسعاف لمعالجته.
وكما يبدو فان من اطلق النار على حمدان هو سائق السيارة الذي يظهر في الشريط فقط بعد سقوط حمدان على الأرض. وحسب ما نشره موقع "واللا" وقنوات التلفزيون، امس، فان السائق يدعي بأنه لم يقصد قتل حمدان، وانما صوب مسدسه الى يد حمدان التي كان يحمل بها السكين، بهدف احباطه! وحسب الشرطي فانه "لسوء الحظ اصابت الرصاصة خاصرة الشاب وادت الى نزيف حاد الامر الذي ادى الى موته"!
وقالت القناة العاشرة، امس، ان افراد الشرطة ادعوا خلال التحقيق ان سبب تخوفهم على حياتهم هو تواجدهم في منطقة اشكالية، ولذلك قاموا بجر حمدان الى السيارة ولم يستدعوا الاسعاف. وادعوا انهم تخوفوا من قيام سكان القرية بالتنكيل بهم! واعلن القائد العام للشرطة، يوحنان دنينو، انه بعد انتهاء ماحش من التحقيق، سيتم تشكيل طاقم لفحص سلوك افراد الشرطة خلال الحادث. واوعز المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين، خلال جلسة عقدها لمناقشة الموضوع، بمواصلة جمع الأدلة بالسرعة القصوى.
"يسرائيل هيوم" تتبنى اكاذيب الشرطة
واما "يسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو، والتي تتبنى خط العداء المنهجي للعرب والفلسطينيين، فقد توجت كرست عنوانها الرئيسي للاعتداء الذي تعرض له مواطن يهودي قرب مدينة الطيبة، امس، وكتبت بحروف بارزة ان العرب كادوا ينفذون عملية تنكيل. وبلهجة تحريض واضحة على المواطنين العرب كتبت ان الغليان في الوسط العربي وصل الى قمة أخرى، امس، وهذه المرة في الطيبة، عندما تمكن موشيه غرمان، من سكان نتانيا، بأعجوبة، من الهرب من أيدي الملثمين الذين هاجموه واحرقوا سيارته. وبعد هربه ساعده مواطنان من السكان المحليين واستدعيا سيارة اسعاف. وقامت قوة كبيرة من الشرطة بتمشيط المنطقة، لكنها لم تعتقل مشبوهين.
وحسب رأيها فقد لخص هذا الحادث سلسلة من اعمال الشغب والمظاهرات ورشق الحجارة واحراق الاطارات واغلاق الشوارع في منطقة كفر كنا والبلدات العربية الأخرى، احتجاجا على موت خير حمدان الذي اطلق افراد الشرطة النار عليه بعد محاولته طعنهم بسكين. ويلاحظ ان الصحيفة تواصل التمسك بادعاء الشرطة انها تعرضت الى محاولة الطعن بينما اثبت الشريط المصور ان الشاب هجم على السيارة وهرب حين خرج منها افراد الشرطة الذين اطلقوا عليه النار من الخلف دون ان يهدد حياة أي فرد منهم.
وتنشر الصحيفة التبريرات التي ادلى بها افراد الشرطة لجريمتهم. وتنشر عن القاتل قوله: "لقد تصرفت حسب ما علموني وحسب التوجيهات التي تلقيتها عندما شعرت بأن رفاقي يواجهون الخطر الملموس".
واضافت: "يدعي افراد الشرطة الخمسة انهم تصرفوا بإصرار لأنهم تخوفوا من تعرضهم الى التنكيل من قبل عشرات السكان الذين بدأوا الالتفاف حولهم بعد اعتقال ابن عم حمدان . مع ذلك فان توثيق الحادث يطرح تساؤلات صعبة حول سلوك الشرطة، وتطبيق نظم اطلاق النار على حمدان. ويستدل من فحص الشريط المصور ان سائق السيارة هو الذي اطلق النار على حمدان. وادعى خلال التحقيق معه انه قصد اصابة حمدان في يده.
محامي القتلة يواصل اختلاق الاكاذيب لتبرير الجريمة
واما المحامي زئيف نير الذي يترافع عن افراد الشرطة فقد واصل ترديد الاكاذيب لتبرير جريمة موكليه، وزعم في تصريحاته لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان "الشرطي (القاتل) يشعر بأنهم ينكلون به. وانه لا يشعر بالفرح لما حدث، ولكنه قام بمهمته ولسبب ما يتعرض للهجوم من قبل من يحاولون تحقيق مكاسب سياسية".
وفي رده على السؤال حول قيام الشرطة بجر الشاب على الأرض بعد اصابته وعدم استدعاء الإسعاف، قال المحامي بلهجة توضح نهج العداء للعرب والتعامل المسبق معهم كقتلة: "لو انتظروا لكنا قد سمعنا عن جثة اختطفت وخمسة افراد شرطة مقتولين. لقد خافوا ولذلك فضلوا اخلاء الشاب بأنفسهم من المكان. يجب ان نفهم انهم كانوا يواجهون التهديد، ورغم انهم نفذوا مهمة الاعتقال الا ان الشاب اقترب منهم وهو يصرخ الله اكبر وكان يحمل سكينا".
ليس هذا فحسب بل اضاف المحامي اكذوبة جديدة لتبرير الجريمة حيث قال: "الشرطي ينفذ القانون وعليه ألا يهرب. لقد تخوفوا اصلا من ان يكون مخربا يضع حزاما ناسفا، ولذلك فقد اعتقدوا وبحق انه يجب احباطه".
الى ذلك ادعى مصدر رفيع في شرطة اللواء الشمالي انه بعد وصول معلومات تفيد بأن ابناء عائلة الشاب ستحاول التعرض لأفراد الشرطة او ابناء عائلاتهم، فقد تم تعيين حراسة شخصية لهم، وحماية بيوتهم من قبل الشرطة.
اضراب ومظاهرات في البلدات العربية
الى ذلك شهدت العديد من البلدات العربية، امس، مظاهرات احتجاج على قتل الشاب خير الدين حمدان. وتم اعتقال 30 متظاهرا بزعم خرق النظام والتسبب بأضرار للممتلكات العامة، بينهم 26 من كفر كنا وثلاثة من طرعان.
وكتبت "هآرتس" ان المواجهات استؤنفت في كفر كنا، امس، اثر قرار الشرطة منع المتظاهرين من التقدم نحو الشارع الرئيسي. وتم في قرية الرينة المجاورة اشعال اطارات للسيارات على الشارع الممتد بين القريتين. وفي قرية شعب قام المتظاهرون بإنزال علم إسرائيل عن مركز الشرطة ورفع علم فلسطين مكانه. وفي ام الفحم شارك العشرات في تظاهرة رفعت خلالها الشعارات واعلام فلسطين وتم ترديد هتافات ضد الشرطة. كما جرت تظاهرات مماثلة في البلدات العربية في النقب. وتظاهر الطلاب العرب في الجامعات، فيما تظاهر قبالتهم تأييدا للشرطة طلاب اليمين رافعين اعلام اسرائيل وشعارات ضد اليسار والعرب.
رغم معارضة فاينشتاين: اللجنة الوزارية تصادق على تطبيق قوانين الكنيست على المستوطنات
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه على الرغم من معارضة المستشار القانوني للحكومة، صادقت اللجنة الوزارية لشؤون القانون، امس، على مشروع القانون الذي طرحته النائب اوريت ستروك (من البيت اليهودي) وبعض نواب اليمين، والذي يدعو الى تطبيق القوانين التي تسنها الكنيست، على المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية.
وقد عارض مشروع القانون الوزيران تسيبي ليفني ويئير لبيد فقط، واعلنا انهما سيستأنفان على القرار في الحكومة، ما يعني انه سيتم تأجيل دفع القانون لفترة غير معروفة.
صاحب "يسرائيل هيوم": "الشعب الفلسطيني تم اختراعه لتدمير إسرائيل فقط"!!
قال الملياردير اليهودي شلدون ادلسون، صاحب جريدة "يسرائيل هيوم" ان الفلسطينيين هم شعب تم اختراعه بهدف تدمير اسرائيل، وان اسرائيل لا تستطيع الصمود كدولة ديموقراطية ويجب ان تقيم من حولها سورا عاليا للدفاع عن نفسها.
وقالت صحيفة "هآرتس" ان تصريحات ادلسون هذه، جاءت يوم امس، خلال نقاش مشترك اجراه في واشنطن مع الملياردير حاييم صبان، خلال الجلسة الختامية لمؤتمر الجالية الاسرائيلية في الولايات المتحدة.
وقال ادلسون انه لن يكون رهيبا اذا لم تكن اسرائيل ديموقراطية، فهذا ليس مكتوبا في التوراة. وحسب "هآرتس" ليس من الواضح ما اذا جاء تصريحه هذا بسبب عدم فهمه لما قاله صبان الذي تحدث عن الحاجة الى مواجهة مشكلة ستة ملايين فلسطيني. وقال ادلسون انه "لا وجود لشعب يسمى الشعب الفلسطيني وانه تم اختراع هذا الشعب فقط كي يدمر إسرائيل". ولذلك، اضاف: "يجب اقامة سور عال حول إسرائيل ومنح الفلسطينيين خمس سنوات كي يثبتوا تخليهم عن رغبتهم بتدمير إسرائيل".
يشار الى ان صحيفة ادلسون اخفت هذا التصريح، واختارت الاشارة فقط الى قوله بأنه لا يؤمن بأن الفلسطينيين سيتخلون عن حق العودة.
حاخام إسرائيلي: اليهود الذين يدخلون الحرم غريبو الاطوار ويشعلون النار
كتبت صحيفة "هآرتس" انه بعد قيام الحاخام الرئيسي لإسرائيل يتسحاق يوسيف بوصف قادة الصهيونية الدينية بأنهم "حاخامات من الدرجة الرابعة" لأنهم يخرقون فتوى كبار الحاخامات التي تحرم دخول اليهود الى الحرم القدسي، سخر شقيقه دافيد يوسيف، عضو مجلس حاخامات التوراة، من اليهود الذين يدخلون الى الحرم واعتبرهم "اقلية صغيرة، غريبة الأطوار ومتطرفة".
وكان دافيد قد بعث برسالة الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طالبه فيها بمنع دخول اليهود الى المكان المقدس، بسبب قدسيته. وكتب له: "لا تمضي مضللا وراء أقلية صغيرة، غريبة الاطوار ومتطرفة، تستخدم مختلف الادعاءات "التبشيرية" باسم الشريعة عبثا، وتبحث غرائزهم الشريرة عن "تصاريح" وهمية ويعتمدون على رأي رفضه كل المشرعون".
واضاف دافيد انه يعتمد على فتوى اصدرها والده عوفاديا يوسيف ووافق عليها كل اعضاء مجلس حاخامات التوراة في حركة شاس، وكذلك مجلس الحاخامات الرئيسي. وقال ان من يدخلون الحرم "يتسببون بضرر ضخم للشعب المقيم في صهيون ويستفزون امم العالم ويسببون الكراهية لنا ويتم استخدام اعمالهم من قبل من يكرهون اسرائيل ويمنحون لهم سيفا لقتلنا ولتنفيذ عمليات قتل وتحريض كل شعوب العالم علينا. وليس من المعقول ان تتم الموافقة بالصمت على ان تقوم مجموعة صغيرة وغريبة الاطوار بقيادة كل الجمهور وراء وجهات نظرهم التبشيرية التي لا نعرف من سينقذنا منها". وقال ان منع دخول اليهود الى الحرم ينبع عن قدسية المكان ولا يعني التخلي عن السيادة الاسرائيلية عليه.
الشرطة تطالب النواب بعدم دخول الحرم
في هذا السياق، كتبت "يديعوت احرونوت" ان الشرطة الاسرائيلية طالبت اعضاء الكنيست بالتوقف عن دخول الحرم القدسي، كي يتم تهدئة الأجواء. وقال مصدر في الشرطة ان "على اعضاء الكنيست الفهم باننا على حافة الانفجار في الحرم، ويجب عليهم اظهار المسؤولية. ومن المناسب ان لا يزورا المكان خلال الأسابيع القريبة".
وقال مصادر في الشرطة، امس، ان الفلسطينيين والعالم العربي يعتبرون وصول النواب موشيه فايغلين وتسيفي حوطوبيلي وشولي معلم وغيرهم، بمثابة تهديد ملموس، يؤجج الاوضاع.
واضافت هذه المصادر "ان وصول النواب الى هناك يؤثر بشكل مباشر على كل الاوضاع في القدس، وانشغال هؤلاء النواب المكثف بالحرم يرفع حدة التوتر الى مستويات عالية جدا، وعمليات خرق النظام وعمليات الدهس في القدس كانت ردا على ذلك".
اللجنة الوزارية للقانون ترفض "قانون الزعبي"
كتبت "يسرائيل هيوم" ان اللجنة الوزارية لشؤون القانون رفضت، امس، مشروع القانون الذي قدمه رئيس لجنة الدستور، دافيد روتم (يسرائيل بيتنا) والذي يتيح الغاء عضوية نائب في الكنيست، ابدى تضامنه مع العدو اثناء الحرب.
ودعم مشروع القانون الذي يستهدف النواب العرب بشكل عام والنائب حنين الزعبي، بشكل خاص، وزراء البيت اليهودي ويسرائيل بيتنا فقط. واعلنت كتلة يسرائيل بيتنا انها ستطرح مشروع القانون مجددا بعد اسبوعين.
مقالات
شرطة منضبطة
هاجمت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية جريمة قتل الشاب خير الدين حمدان، من سكان كفر كنا في الشمال، وكتبت ان أفراد الشرطة الذين أطلقوا النار عليه "تصرفوا كما يتوقع من افراد الشرطة الاسرائيلية. فلقد أطلقوا النار على "إرهابي"- تماما كما أمرهم وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش الأسبوع الماضي.
واضافت: "وفقا لشريط الفيديو الذي التقطته كاميرات الحراسة، يتضح أن حمدان قتل بعد تراجعه الى الوراء عن سيارة الشرطة، التي هددها بواسطة آلة معدنية كانت في يده، ولكنه لا يبدو في الشريط أي اطلاق للنيران التحذيرية في الهواء من قبل الشرطة.
"من الممكن أيضا أن يكون افراد الشرطة قد كذبوا في شهادتهم الأولى، عندما ادعوا ان الشاب حاول طعنهم وانهم فقط بعد أن شعروا بالخطر على حياتهم أطلقوا النار في الهواء، ثم اضطروا إلى اطلاق النار عليه. ولكنه يمكن التحديد، ان افراد الشرطة القتلة عملوا حسب الأوامر الجديدة لإطلاق النار التي حددها الوزير اهرونوفيتش، عندما قرر في الأسبوع الماضي، ان "المخرب الذي يصيب المواطنين يجب قتله".
لقد تبنى افراد الشرطة هذا الأمر حرفيا وطبقوه على المواطن الذي يهدد الشرطة داخل اسرائيل، ايضا. كما سارع القائد العام للشرطة، دنينو، الى دعم افراد الشرطة الذين قتلوا المواطن، عندما حدد بعد الحادث بأن "القيادة تقدم الدعم الكامل لأفراد شرطة إسرائيل".
صحيح ان قسم التحقيق مع افراد الشرطة (ماحش) بدأ التحقيق في الحادث، ولكنه لا يمكنه هو ايضاً تجاهل روح القائد التي شرّعت هذا القتل، الذي يتبين انه قتل عبثي واجرامي. وتصريح الوزير نفتالي بينت الذي اعتبر الشاب "مخربا عربيا مسعورا" يعزز ذلك.
كما ان رئيس الحكومة نتنياهو سارع الى الربط بين قتل المواطن ودعوته الى سحب المواطنة ممن يدعو الى تدمير اسرائيل. اذن، نحن نقف امام اجواء التطرف والاستفزاز وتأجيج الغرائز التي تتحمل الحكومة الاسرائيلية مسؤوليتها، والتي تصرف افراد الشرطة بموجبها على الأرض. فأفراد الشرطة هؤلاء كانوا يعرفون انه يكفي قيام عربي بمهاجمتهم كي يقتلوه.
صحيح ان هذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها يد شرطة إسرائيل خفيفة على الزناد عندما يتعلق الامر بالمواطنين العرب. منذ عام 2000، قتلت الشرطة 30 مواطنا عربيا. يتحتم على ماحش التحقيق في الحادث طبعا، ولكنه من المشكوك فيه انها هي الجهاز الذي سيوقف هذا التوجه الجارف الذي يسمح بالقتل العبثي بل ويحث عليه.
قتل في كفر كنا
كتب رئيس مجلس ادارة مركز "عدالة" لحقوق الأقلية العربية في اسرائيل، المحامي حسين أبو حسين، في صحيفة "هآرتس" ان الصورة خير من ألف كلمة، وان ما حدث في كفر كنا هو عملية اعدام. فشريط الحراسة المصور لا يترك أي مجال للشك بأن خير الدين حمدان قتل على ايدي الشرطة أثناء هربه، وعندما لم يشكل تهديدا على حياتهم.
وأضاف: "ان أوامر فتح النيران تحدد انه يسمح للشرطي بفتح النيران فقط في حالة وقوع الخطر الفوري ، وبعد استنفاذ كل الشروط السابقة لفتح النيران: التحذير، اطلاق النار التحذيرية في الهواء، ومن ثم اطلاق النار على القسم السفلي من جسد المهاجم، وفقط اذا واصل المشتبه به تشكيل خطر فوري يسمح بإطلاق النار على القسم العلوي من جسده، كمفر اخير. ومن الواضح في هذه الحالة ان افراد الشرطة اطلقوا النار على جسم المشتبه به من مسافة قصيرة جدا، وبدون أي تحذير، ودون ان يفحصوا أي خيار آخر للعمل، كإطلاق النار على ساقيه او تنفيذ عملية اعتقال بسيطة، قبل قيامهم بقتله. وقد اضافوا خطيئة الى الجريمة عندما جروه على الأرض وهو ينزف. حتى بعد الجريمة البشعة كان يمكن انقاذ حياته، لو كان احدهم قد كلف نفسه استدعاء المساعدة الطبية الى المكان بدل القائه في السيارة كما لو كان أداة ما.
لقد وصل الوضع بين اليهود والعرب الى حافة الانفجار على خلفية النهج التحريضي من قبل القيادة السياسية حول موضوع المسجد الاقصى، واحداث القدس. لقد سارع رئيس الحكومة نتنياهو الى دعم افراد الشرطة، وتحدث عن سحب المواطنة من العرب، وهنأ وزير الاقتصاد نفتالي بينت افراد الشرطة على عملهم، وقال وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش، في الأسبوع الماضي، ان مثل هذه الأحداث يجب ان تنتهي بالقتل. وهكذا نجد انه بدل ان تعمل القيادة على التهدئة، وتثبت ان إسرائيل هي دولة قانون، فإنها تصب الزيت على النار.
يعرف المواطنون العرب جيدا، وعلى جلدتهم، ان قسم التحقيق مع قوات الشرطة (ماحش) هو جهاز اقيم بهدف التغطية على الشكاوى التي تقدم اليه. لقد اوصت لجنة اور التي تم تشكيلها لفحص احداث اكتوبر 2000، بمحاكمة افراد الشرطة في عدة عمليات قتل. لكن ماحش اغلقت كل الملفات، وقرر المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، آنذاك، عدم تقديم أي لائحة اتهام ضد أي منهم.
منذ اكتوبر 2000 اطلقت الشرطة النار على 30 مواطنا عربيا وقتلتهم، ولكنه في حالتين فقط تمت الادانة – احدهم ادين بالقتل والثاني التسبب بالموت نتيجة الاهمال – ولبالغ العجب، فرضت عليهما احكاما طفيفة.
ويستدل من معلومات حصل عليها مركز عدالة انه من بين 11.282 شكوى قدمها مواطنون (يهود وعرب) الى ماحش بين سنوات 2011 -2013، وصلت نسبة 2.7% فقط منها الى المحكمة الجنائية، و3.3% الى المحكمة التأديبية. العدالة تحتم تعليق عمل كل افراد الشرطة المتورطين في حادث كفر كنا فورا وفتح تحقيق جنائي، بإشراف المستشار القضائي للحكومة. كمواطنون وتنظيمات مدنية ليست لدينا أي ثقة بماحش. كما يحتم القانون استقالة الوزير اهرونوفيتش مقابل استنفاذ القانون مع افراد الشرطة المتورطين في الحادث.
عربي؟ اطلق النار أولا
يتساءل عودة بشارات، في "هآرتس" عن الفائدة من فحص ظروف قتل خير الدين حمدان من كفر كنا، ويقول ان مشاهدة افراد الشرطة وهم يلقون بالمصاب بجراح يائسة، كما لو كان كيسا من البصل، على ارضية السيارة، تحكي كل شيء عن قيمة حياة العربي. في هذا المشهد الذي تقشعر له الأبدان، لم يبد أي تردد او احراج من قبل من انتزعوا حياة الشاب.
ويضيف بشارات: فكرة واحدة ازعجتني طوال يوم امس، هي اين وضعوا الشاب الجريح في هذا المكان المكتظ؟ يمكن الافتراض انه كان على أرض السيارة تحت اقدام افراد الشرطة الذين اطلقوا عليه النار قبل لحظة. حسب برودة اعصاب افراد الشرطة، تكهنت انه لو وقع الحادث في مكان نائي، فان مصير حمدان ما كان سيختلف عن مصير عمر ابو غريبان، الذي تركوه وهو ينزف على حافة الطريق. جيد ان هناك كاميرات.
كما ازعجني سؤال آخر: ما هو فحوى المحادثة التي جرت بين افراد الشرطة عندما كان الجريح مطروحا تحت اقدامهم، ينازع بين الموت والحياة. هل تحدثوا عن مصير الانسان الذي كان في مقتبل العمر؟ عن برامجه التي تم اجتثاثها في لحظة واحدة؟ عن تحركاته الأخيرة؟ عن سقوطه المدوي؟ وبشكل عام، ماذا كانت كلماته الأخيرة؟ حسب تسلسل الاحداث يبدو ان افراد الشرطة انشغلوا في مسائل اكثر عملية، مثل كيف سيحيكون قصة دفاع. هكذا مثلا، صرحت الشرطة في الصباح ان افراد الشرطة اطلقوا النار في الهواء أولا، وبعد ذلك عندما شعروا بالخطر على حياتهم، اطلقوا النار على الشاب. لكن الكاميرا حطمت قصة التغطية.
في هذه الأثناء دعم الوزير نفتالي بينت افراد الشرطة - ذلك الذي اطلق النار واولئك الذين جروا الشاب – ولم ينس نعت حمدان بلقب المخرب. وها هي اول عملية لتأكيد الموت. اما وزير الخارجية ليبرمان فحول افراد الشرطة الى مدنيين، ومن يتعرض لهم مصيره الموت. بدون محاكمة طبعا. وهذه هي ثاني عملية لتأكيد الموت. واما رئيس الحكومة فأقحم في قتل العربي مسألة رهيبة مثل تدمير دولة اليهود. وهكذا يتبين ان الحادث يشبه في خطورته التهديد النووي الايراني. وهذه هي العملية الثالثة لتأكيد الموت.
قيادة الدولة القومية تشمر عن أذرعها ضد المرحوم حمدان وضد مواطنيها العرب عامة. من المهم بشكل لا يقل عن ذلك، طبعا، معرفة ما الذي خطط له افراد الشرطة قبل اطلاق النار على الشاب، الذي ظهر واضحا بأنه تراجع الى الوراء وكان ظهره اليهم. هذا، كما يبدو، لن نعرفه ابدا.
في اماكن اخرى في العالم، حتى في اصعب الحالات، كان بين المتورطين في حادث ما من استيقظ ضميرهم وكشفوا حقيقة ما حدث. لكن هذا لا يحدث في إسرائيل. لن نعرف ابدا عن المخطط الأصلي الذي سبق مذبحة كفر قاسم، ولن نعرف من قتل المواطنين العرب الستة في يوم الأرض عام 1976، ولن نعرف ظروف موت 13 شابا عربيا في احداث اكتوبر 2000. لقد حددت لجنة اور انهم قتلوا بسبب الخطر الذي شكلوه على حياة قوات الشرطة. ولكن الشرطة التي تحظى بدعم كل مسؤول في الدولة، ترفض الوصول الى الحقيقة.
هكذا هي الامور، دولة بكاملها تدافع بقوة عن القتلة، عندما يكون الضحية عربي. وبعد ذلك يسألون لماذا تصبح اصابع افراد الشرطة خفيفة على الزناد. هذا يحدث لأن دم العربي يعتبر ارخص. منذ اكتوبر 2000، وبعد التقرير الجريء للجنة اور الذي تحدث عن التعامل المعادي للشرطة ازاء العرب، قتل اكثر من 30 شابا بنيران الشرطة. وفي حالات قليلة فقط تم فتح ملفات تحقيق ضد المسؤولين عن القتل، وفي غالبية الحالات مر الأمر بهدوء.
لا توجد ظروف مناسبة اكثر من العودة الى سؤال موشيه شاريت قبل 60 عاما: هل المقصود دولة قانون او دولة سرقة؟ هذه المرة سرقة حياة. آخر نكتة هي ان قسم التحقيق مع الشرطة سيحقق في الحادث. للتذكير، هذه هي ماحش التي اغلقت ملفات التحقيق بشأن قتلى احداث اكتوبر. طبعا كان هناك 13 قتيلا، لكنه ليس هناك من قتلهم. فالعرب لا يتم قتلهم، انهم ينتحرون.
يجب منع انتشار العنف
في مقالة محشوة بالتحريض على المواطنين العرب، والدفاع عن قوات الشرطة التي قتلت الشاب خير الدين حمدان في كفر كنا، يكتب المستشار السابق لرئيس الحكومة الاسرائيلية والمحاضر في جامعة مستوطنة اريئيل حاليا، البروفيسور اليكس بلي، في "يسرائيل هيوم" ان احداث كفر كنا والاضراب الذي تلاها، تطرح مجددا على جدول الاعمال العام مسألة العلاقة بين الغالبية اليهودية والأقلية العربية – الإسلامية في اسرائيل. فمن جهة، تزداد تصريحات المنتخبين العرب تطرفا، ومن جانب آخر تتزايد اصوات العرب المسيحيين الذين يطالبون بالمساواة الحقيقية من خلال الخدمة في الجيش والتعبير العلني عن اخلاصهم للدولة!!
ويضيف: هناك عدة أوجه للأحداث الأخيرة: اولا، الجمهور العربي في إسرائيل يعلن منذ سنوات انه "فلسطيني". المواطن العربي المسلم الذي يحمل جواز السفر الاسرائيلي، لن يعرض نفسه بتاتا لا في إسرائيل ولا في الخارج كإسرائيلي، وانما كفلسطيني يحمل جواز سفر اسرائيلي. وذلك كي يعرب عن تضامنه القومي مع "اخوته" وراء الخط الأخضر، وكي يعبر ضمنا عن فكرة ملكيتهم للبلاد.
يكفي التذكير بكثير من تصريحات النواب العرب بشأن حقيقة انهم، ظاهريا، يعيشون هنا منذ الأزل بينما اليهود من الاتحاد السوفييتي هم "الجدد" في البلاد. وتضاف الى ذلك عملية طويلة السنوات من محاولة اختبار الحدود بشأن علاقة الدولة مع الاقلية: هل ستنجح الدولة في مرحلة ما بوقف النشاط غير القانوني للمواطنين العرب وطرح حدود لسلوك من يخرقون القانون.
ويدعي بلي: "لا يوجد اجماع على أن كل الغضب جاء بسبب قتل من يظهر في الشريط بأنه يرتكب جريمة مهاجمة الشرطة. اذا كان البناء غير المرخص مسموحا به، واذا كان التحريض ضد الدولة مسموحا به، فلماذا لا يتم مهاجمة الشرطة وعدم نيل العقاب؟
"هذا هو المكان للشد على ايدي افراد الشرطة ضد كل محاولة لمهاجمتهم (تحقيق الشرطة سيثبت ما اذا كان هذا هو الحدث الذي وقع في كفر كنا). من المناسب، ايضا، التذكير بأنه قبل سنوات قام احدهم بخلق معادلة مستهجنة توحي وكأن "عدم المساواة" يبرر بأي شكل العنف وخرق القانون من قبل مواطني الدولة.
هذا هو الوقت لتكذيب هذا التوجه نهائيا: لقد تم انتهاج سياسة "التمييز المصحح" قبل سنوات، ورغم انه لا تزال هناك بعض جيوب التمييز، فان سياسة الدولة هي تصحيحها واجتثاثها. لا توجد أي علاقة بين المكانة المدنية في الدولة مع واجب المواطن، مهما كان أصله، بالانصياع للقانون.
المشكلة هي أن الدرس الذي يتغلغل من القيادة إلى الأسفل هو خاطئ: كلما ازداد العنف على جبل الهيكل (الحرم)، ازداد انسحاب إسرائيل من "الجبل"، المسلمون يفعلون في اماكننا المقدسة كل ما يشاؤون، بما في ذلك التدمير المنهجي للتراث اليهودي، ومطاردة المصلين اليهود، ونحن، كدولة، لا نرد على الإطلاق. حسب رأي المسلمين الذين يعيشون في إسرائيل فانه لا يوجد فرق بين اجزاء البلاد والدرس من القدس يمتد كالنار في الهشيم الى كل أنحاء البلاد.
يجب القول ان حكومة اسرائيل لا تحدد سياسة واضحة وراسخة بالنسبة للعنف السياسي والعقاب عليها، الامر الذي يجعل هذا المواطن او ذاك يخطئ احيانا حين بفكر انه لن يدفع ثمن ممارساته العنيفة. يتحتم على الحكومة تبني سياسة عدم التسامح بتاتا مع أي نوع من العنف، ولا يوجد لذلك أي علاقة بالعرب. ولكن عليها، ايضا، ان تطبق القانون بشكل واضح وبقبضة صارمة.
من هنا تشتق المسألة التالية: الحكومة تظهر كضعيفة، وكمن لا تملك الرغبة ولا الوسائل لتطبيق القانون. ولذلك فانه لا تكفي السياسة والتصريحات، يجب اتخاذ القرارات والتنفيذ. مهاجمة افراد الشرطة ليست محبذة في أي دولة في العالم، وإسرائيل يجب ان لا تكون شاذة في ذلك. يجب عدم تبرئة من يشن هجوما لأي سبب، على المواطن البريء، مرورا بالنساء والاطفال من جهة، وحتى الشرطة ورجال الامن من جهة اخرى.
يجب القول على الهامش، ان العالم العربي كله يعصف منذ اربع سنوات في اعقاب "الربيع العربي". احداث القدس، والآن كفر كنا، حابلة باحتمال تسلل العنف المحيط بنا الى اسرائيل. ويمكن للعمل الصارم فقط، من خلال تفعيل القوة بشكل موزون، اجتثاث هذا الحدث في مهده.
اهانة شرق اوسطية
يرى يارون لندن في "يديعوت احرونوت" ان ما يحدث في الأقصى هو جزء من رد العرب للاهانة التي يوجهها اليهم اليهود الذين يطالبون بفتح ابواب الحرم امامهم. ويكتب ان معنى الاهانة لا يفهمه الغريب عن الخلفية الثقافية للمهين والمهان وتاريخ العلاقات بينهما. وكمثال على ذلك، اننا نشاهد في محطات البث العربية بين الحين والآخر نقاشات تنتهي بقيام احدهم بخلع حذائه ورشقه على منافسه. وقبل أن اتعلم بأن العرب يعتبرون ذلك رمزا لدوس واهانة العدو حتى يلحس نعل المنتصر، لم افهم لماذا يمكن لرشق الحذاء ان يؤدي الى سفك الدماء. كما ان من لا يعرف شيئا عن كراهية الكثير من العرب للولايات المتحدة وإسرائيل، لن يفهم لماذا نشاهد في كثير من تظاهراتهم قيام المتظاهرين بإحراق اعلام البلدين ودوسها تحت اقدامهم. لكننا نحن نفهم ذلك وهناك من يشعرون بالإهانة الكبيرة.
الشخص الذي يطرح التحية النازية يثير غضبنا، ليس لأنه يهددنا، وانما لأننا نفهم ما يقصده. انه يسخر من ألمنا من خلال اعلاء الذاكرة اللاذعة. نحن نقدر بأنه يعرف بأننا نفهمه، والا لما كنا سنشعر بالإهانة.
الصدامات في الحرم القدسي، هي أولاً، نتيجة اهانة كبيرة. فالترتيبات الاجتماعية لدى العرب، كما يقول الباحثون، تقوم على "ثقافة الكرامة". لكن البعض فقط يفهمون الأخلاق الرفيعة التي يمكن لتجاوزها ان يؤدي الى تدمير مفاوضات جوهرية. إن أغلى ما يملكه المجتمع العربي هما الدين والمرأة. وويل لمن يتجرأ على التشكيك بالخصائل الكاملة لآخر الأنبياء، وويل للغريب الذي ينظر الى امرأة ليست ملكا له او لعائلته. اعتقد ان هذه الشمولية تعتبر اهانة، ولكن بما انني انوي اهانة ابناء شعبي، ايضا، فربما يتم الصفح عن خطأي.
هناك اجماع على كون الاسرائيليين عدائيين، أفظاظ ويفتقدون الى المشاعر ازاء الآخر. كما لو انه تم اقتلاع الأجزاء التي تعكس الآخر من أدمغتهم. اعضاء الكنيست الذين يصرون على دخول الحرم القدسي، يتظاهرون بتمثيل جمهور يتوق الى سكب روحه امام الله في هذا الموقع بالذات. هذا الجمهور ليس كبيرا، لكنه لا يصعب توسيعه، لأن مشاعر الاهانة تنطوي على خصائص فيروسية. هذا الجمهور الطفيلي يشعر بالإهانة لأن المسلمين ينفون ارتباطه التاريخي بالحرم، ومتأكدا من أن هذا النفي يهدف الى اهانتنا. والرد يأتي بأننا "سنبين لهم من أين تتبول السمكة". هذا هو التحدي الاحمق، التحدي غير البالغ الذي ينطوي على نتائج بالغة الخطورة.