رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 28 تشرين أول 2014

الأربعاء | 29/10/2014 - 08:47 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 28 تشرين أول 2014


عباس يطالب مجلس الأمن التحرك فورا لوقف سياسة الاستيطان والاعتداء على الحرم القدسي
شجب امريكي واوروبي لقرار نتنياهو تسريع مخططات لبناء 1060 وحدة استيطان جديدة في القدس واعلان تمسكه بالبناء في كل الضفة الغربية!!
ذكرت صحيفة "هآرتس" ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الى عقد اجتماع طارئ لوقف "الخروقات الاسرائيلية في القدس  والاعتداء المتواصل للمستوطنين على المسجد الاقصى".
وقال الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية، نبيل ابو ردينة، ردا على قرار نتنياهو تسريع مخططات لبناء 1060 وحدة اسكان في القدس الشرقية واعلان "التزامه بالبناء في كل انحاء الضفة الغربية"، "ان التصعيد الاسرائيلي في القدس المحتلة وفي الأماكن المقدسة، الى جانب الاعلان الجديد عن البناء في القدس، يشكل خطوات خطيرة تحتم شجبها. فهذا خرق خطير وعدوان إسرائيلي يسرع تطبيق التوجه الى المؤسسات الدولية ومجلس الأمن، وهذا سيحدث خلال فترة وجيزة".
وقال ان "اسرائيل تتحمل المسؤولية عن التصعيد الخطير في المدينة، والقيادة الفلسطينية تطالب الولايات المتحدة بوقف هذه الخطوات نهائيا لمنع تدهور آخر للأوضاع الأمنية. وأوضح: "الوضع في كل المنطقة يتجه نحو عاصفة تاريخية حقيقية، هزة ارضية ستصيب الجميع بلا رحمة".
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد اعلن امس، انه "يلتزم بالبناء في كل انحاء الضفة الغربية" وقال انه لم يطرأ أي تغيير على سياسته بشأن البناء في المستوطنات، و"ما تغير هو ليس سياستنا بشأن البناء وانما السياسة تجاهنا".
وكان نتنياهو يرد بذلك على سؤال وجهته اليه النائب تسيفي حوطوبيلي، خلال جلسة لكتلة الليكود، واضاف "ان جهات في الخارج والداخل تدعي انها تدعم الكتل الاستيطانية ولكنها لا توافق على قيامنا بالبناء في القدس". وحسب نتنياهو فانه من بين عشرة آلاف وحدة اسكان تم بناؤها في القدس خلال السنوات الست الأخيرة، هناك سبعة آلاف وحدة تم بناؤها في القدس الشرقية، وثلاثة آلاف فقط في القدس الغربية.
وكانت مصادر في ديوان نتنياهو قد اعلنت صباح امس، انه سيتم دفع تخطيط 660 وحدة اسكان في حي "رمات شلومو" و400 وحدة في "جبل ابو غنيم" (هار حوماه). وحسب المصادر فقد أمر نتنياهو بدفع مخططات لإنشاء البنى التحتية "الملحة من ناحية أمن وأمان" في مستوطنات الضفة الغربية، وفي مقدمة ذلك شق 12 شارعا جديدا، وتطوير بنى تحتية "تخدم الاسرائيليين والفلسطينيين"، على حد تعبير المصادر.
وحسب "هآرتس" فإن قرار نتنياهو يتعلق بالتخطيط لبناء هذه الوحدات في القدس الشرقية وليس بتنفيذ البناء. وفي هذه المرحلة تجاوب نتنياهو مع مطالب مجلس المستوطنات وحزب "البيت اليهودي" ببناء 2000 وحدة اسكان جديدة في المستوطنات. وكما يبدو فان وحدات البناء هذه تشكل جزء من مخططات قديمة تم تجميدها لأسباب مختلفة، ويتم طرحها للنقاش مجددا. فمخطط رقم 11094 لبناء 660 وحدة اسكان بين حي اليهود المتزمتين "رمات شلومو" وحي شعفاط، نوقش لآخر مرة في 2006، وتم تجميده. واما وحدات الاسكان المخططة في "هار حوماه" فتشكل جزء من المخطط المعروف باسم "هار حوماه الغربي" ويشمل بناء 398 وحدة اسكان، والذي نوقش طوال سنوات، وتم تعليقه في كانون الثاني الماضي.
يشار الى ان حزب البيت اليهودي كان قد اشترط على نتنياهو، عشية افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، التوقف فورا عما يسمى "سياسة التجميد الهادئ" لإجراءات التخطيط والبناء في مستوطنات الضفة، واوضح الحزب ان استمرار التجميد سيؤدي الى تقويض الائتلاف الحكومي.
نتنياهو يرفض وقف البناء وترسيم خارطة للحدود
في السياق ذاته، وخلال خطاب القاه في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، امس، كرر نتنياهو رفضه لوقف البناء الاستيطاني في القدس، ونقلت "يسرائيل هيوم" مقاطع من خطابه قال فيها: "ان الفرنسيين يبنون في باريس، والانجليز يبنون في لندن، والإسرائيليين يبنون في القدس،  فكيف يقال لليهودي لا تبني في القدس ولماذا؟ لأن ذلك سيسخن الأجواء؟ بالنسبة لبعض الجهات في المنطقة، ان وجودنا هو الذي يسخن الأجواء".
وخلال خطابه الذي قوطع مرارا من قبل النواب العرب ونواب ميرتس، قال نتنياهو: "هناك اجماع واسع بين الجمهور على حق إسرائيل الكامل بالبناء في الأحياء اليهودية في القدس وفي الكتل الاستيطانية. كل الحكومات الاسرائيلية خلال النصف قرن الأخير فعلت ذلك. ومن الواضح للفلسطينيين، ايضا، ان هذه الأماكن ستبقي في أيدي إسرائيل في كل اتفاق مستقبلي".
وكرر نتنياهو رأيه القائل بأن السلام سيتحقق من خلال الاتفاق فقط وقال ان "إسرائيل لن توافق على قيام دولة فلسطينية بدون اتفاق سلام حقيقي يتم من خلاله الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي ويشمل ترتيبات امنية راسخة وطويلة المدى على الأرض، تتيح لإسرائيل الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية امام كل خطر".
واضاف: "هناك من يقولون لي تنازل عن الأرض مسبقا، ارسم خارطة، وبعد ذلك نحدد الترتيبات الأمنية وغيرها، وسيكون كل شيء على ما يرام! وانا اسألهم: سيكون كل شيء على ما يرام؟ كما حدث بعد خروجنا من غزة؟ كما حدث بعد خروجنا من لبنان؟ لست رئيس الحكومة الذي يكتفي بمقولة "سيكون الأمر على ما يرام". انا اطرح سؤالا بسيطا: ما هي الفائدة من ترسيم الحدود اذا لم نعرف ماهية الدولة التي سنحصل عليها في الجانب الثاني من الحدود؟ هل سنحصل على غزة أخرى؟ على ايران ثانية؟ او ربما على عدة دويلات عاصفة كما يحدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن؟ في كل مكان تقريبا. او ربما جمهورية على غرار داعش؟. كرئيس للحكومة الاسرائيلية تشغلني هذه التساؤلات بلا توقف. لست مستعدا للاكتفاء بمقولات شاملة في المواضيع الأمنية، لأن ما سيحدد هي ليست الكلمات الجميلة على الورق وانما الجنود على الأرض. من سيمنع حفر أنفاق من طولكرم؟ فقط جنود الجيش الاسرائيلي. في الدفاع عن إسرائيل لا بديل لجنود الجيش الاسرائيلي".
وفي الموضوع الإيراني اعتبر نتنياهو محولة ايران التحول الى دولة نووية اكبر خطر، وتمنى على المجتمع الدولي ان لا يرتكب خطأ تاريخيا ولا يرفع العقوبات عن ايران بشكل يمكنها من الحصول على قنبلة نووية خلال فترة وجيزة.
شجب امريكي واوروبي
وشجبت الولايات المتحدة قرار نتنياهو، امس، دفع مخططات لبناء 1060 وحدة اسكان جديدة في الأحياء اليهودية في القدس الشرقية، ونقلت "هآرتس" تصريحا للناطقة بلسان الخارجية جين ساكي، قالت فيه ان "الولايات المتحدة تشعر بالقلق ازاء بيان نتنياهو، فاستمرار توطين المستوطنين والتخطيط والبناء في القدس لا يتفق مع الرغبة المعلنة لإسرائيل بالتجاوب مع حل الدولتين".
وأضافت: "اذا كانت إسرائيل معنية بالعيش في سلام فعليها القيام بتدابير لتخفيف التوتر". واعلنت ساكي ان الولايات المتحدة "تعارض بشدة الخطوات الأحادية الجانب التي تحدد مسبقا مصير القدس"، واضافت ان وزير الخارجية جون كيري، اجرى محادثة هاتفية مع نتنياهو وناقش معه قرار دفع مخططات الاستيطان في القدس الشرقية.
كما انتقد الاتحاد الاوروبي البناء المخطط في القدس الشرقية، وطالب إسرائيل بتوضيح التقارير التي تم نشرها حول الموضوع. واشار الاتحاد الاوروبي الى ان مستقبل العلاقات مع إسرائيل يرتبط بمدى التزامها بتحقيق اتفاق سلام يقوم على حل الدولتين.
وقال الناطق بلسان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين اشتون، انه "اذا صحت التقارير حول البناء في القدس فإنها تثير الشكوك حول التزام إسرائيل بالمفاوضات والتوصل الى حل"، مضيفا "ان هذا القرار يدل على توقيت سيء ورأي اشكالي".
ونقل موقع المستوطنين (القناة السابعة) عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله انه لا يتأثر من ردود الفعل الدولية على نية نتنياهو البناء في القدس الشرقية والمستوطنات. وقال في حديث للقناة السابعة: "في كل مرة تريد فيها اسرائيل البناء يطالب العالم بتوضيحات. ان افضل توضيح من جانب اسرائيل هو ان اسرائيل تملك حق البناء في كل مكان، فليصرخوا، وليضجوا مهما شاءوا، فهذا سيمر".
المستشار القانوني يطالب يعلون بتوضيحات حول قرار منع سفر الفلسطينيين في الحافلات الإسرائيلية!
كتبت صحيفة "هآرتس" ان المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية، يهودا فاينشتاين، طلب توضيحات من وزير الأمن موشيه يعلون، حول الأمر الذي اصدره بشأن منع العمال الفلسطينيين من السفر في المواصلات العامة في الضفة الغربية، تلبية لطلب المستوطنين.
وتوجهت نائبة المستشار القانوني، دينا زيلبر، امس، الى المستشار القانوني لوزارة الأمن، أحاز بن أري، وطالبته بتوضيح الأمر. وطلبت زيلبر باسم المستشار القانون فاينشتاين، تسلم الحقائق التي اعتمدها يعلون وتفصيلا للمعايير التي وجهته في اتخاذ القرار. كما طلبت تسلم موقف الجهات الأمنية ووجهة النظر القانونية التي اعتمدها يعلون لدى فحص البدائل.
وقالت "هآرتس ان وزيرة القضاء تسبي ليفني توجهت في وقت سابق، امس، الى المستشار القانوني وطلبت منه فحص قانونية قرار يعلون. وكتبت ليفني لفاينشتاين، ان الحديث عن نظم تم تحديدها على أساس تقييم المخاطر الأمنية، وهي مسالة ملائمة. ولكن ليفني اقتبست التصريحات التي نشرت في "هآرتس" والتي جاء فيها انه تم اتخاذ القرار رغم ان الجهات العسكرية لا تعتقد ان سفر الفلسطينيين في الحافلات يشكل خطرا امنيا، وان القرار يعني الاستسلام لضغوط المستوطنين".
واكدت ليفني "ان هذا الفصل، الذي لا تدعمه احتياجات امنية يمكنه ان يعتبر تمييزا ممنوعا".
وكانت "هآرتس" قد كشفت نص القرار الذي اتخذه يعلون بشأن منع العمال الفلسطينيين من العودة من اعمالهم في مركز اسرائيل الى بيوتهم، على متن الحافلات التي تسافر الى الضفة عبر طريق "عابر السامرة". وقال مصدر امني للصحيفة، امس، انه "لا يوجد أمر بمنع سفر الفلسطينيين مع الاسرائيليين، وان الأمر الوحيد الذي سيحدث هو ان العمال المواطنين في السلطة الفلسطينية سيضطرون للعودة عبر المعبر ذاته الذي دخلوا منه كي تتم مراقبة دخولهم وخروجهم كما في كل دولة سيادية تحافظ على نفسها وتهتم بدخول الأجانب الى اراضيها بشكل منظم، عبر معابر منظمة، وهكذا تتقلص فرص تنفيذ عمليات ارهابية داخل اسرائيل".
وذكر موقع "واللا" العبري، انه ردا على قرار وزير الأمن، تظاهر 15 ناشطا من حركة "سلام الآن" في محطة الباصات في تل ابيب، امس، ورفعوا يافطات تحمل صورا تعود الى سنوات الفصل العنصري بين البيض والسود في المواصلات العامة الأمريكية.
وقال امين عام الحركة، ياريف اوبنهايمر، ان قرار وزير الأمن لا تحركه دوافع امنية، وانما يشكل استسلاما للمطلب العنصري للمستوطنين. واضاف: "العمال الفلسطينيون مؤهلون للعمل في اسرائيل في مصانع المستوطنات، ولكنهم يتحولون الى "خطر" عندما يسافرون في الحافلات. هذا قرار يفتقد الى أي منطق وتحركه دوافع عنصرية".
يشار الى ان المستوطنين يقودون منذ سنوات حملة لمنع الفلسطينيين من السفر على متن الحافلات التي تقلهم من مركز البلاد. واستسلم يعلون مؤخرا لضغوطاتهم واتخذ قرارا "بإغلاق الدائرة" حسب ما سماه حين بلغ قراره لقيادة المستوطنين، بحيث سيفرض على العمال الفلسطينيين العودة الى الضفة فقط عبر معبر "ايال" قرب قلقيلية الذي يدخلون منه في الصباح.
وطالبت منظمة "يش دين"، مساء امس، قائد المنطقة الوسطى والمستشار القانوني لكتيبة الجيش في الضفة، بمعارضة قرار الوزير والرد عليه بأنه "جريمة تظللها راية سوداء ويتحتم رفض المشاركة في ارتكابها".
الحمد الله في الأقصى: القدس ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين
ذكرت الصحف الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، قام امس، بزيارة الى المسجد الأقصى في القدس، حيث اعلن ان "القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية للفلسطينيين، ولن يتم التوصل الى أي اتفاق لا يشملها".
وذكرت "هآرتس" انه رافق الحمد الله خلال زيارته مفتي القدس الشيخ محمد حسين، ووزير القدس في السلطة الفلسطينية عدنان الحسيني، ورئيس جهاز الاستخبارات الفلسطيني ماجد فراج.
وكان وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش، قد تسلم صباح امس، معلومات تفيد ان رئيس الوزراء الفلسطيني في الطريق لزيارة القدس مع وفد كبير من المسؤولين الفلسطينيين. واجرى الوزير على الفور مشاورات مع كبار المسؤولين في الشرطة وضباط الألوية الذين اوصوا بتأجيل الزيارة لأسباب أمنية، وادعوا ان لهذه الزيارة ابعادا يجب الاستعداد لها. وعندما فهمت الشرطة ان وفد الحمد الله غادر رام الله، وبعد توضيح الشاباك بأنه لا توجد أي معلومات حول امكانية المس بالزائرين، تقرر الاستعداد العاجل لاستقبال الوفد الفلسطيني. وابلغ اهرونوفيتش الأمر لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقامت الشرطة بإرسال قوات الى منطقة الحرم القدسي. وتعهد الوفد الفلسطيني بعدم الخروج بتصريحات من شأنها اثارة المشاعر، وعدم النشر عن الزيارة حتى انتهائها.
الى ذلك، ذكرت الصحف الاسرائيلية ان المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية استؤنفت في القدس، امس الاثنين، وقام مجهولون برشق الحجارة على سيارة اسرائيلية في شارع صلاح الدين، دون ان يسفر ذلك عن اصابات. كما اندلعت مواجهات في محيط بؤرة "معاليه زيتيم" على جبل الزيتون. وانتشرت قوات من الشرطة الاسرائيلية في الأحياء الفلسطينية، وتعاونت مع سلطات الضرائب ومستخدمي البلدية الذين خرجوا لتنفيذ حملة جباية في الأحياء الفلسطينية.
وقالت مصادر فلسطينية ان المواجهات التي اندلعت في سلوان، بعد جنازة عبد الرحمن الشلودي، الليلة قبل الماضية، اسفرت عن اصابة 21 فلسطينيا بقنابل الصدمات ورصاص الاسفنج.
وذكرت "يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة نتنياهو، اجرى امس، مشاورات مع رئيس بلدية القدس نير بركات، ووزير الامن موشيه يعلون، ووزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش، ورئيس الشاباك يورام كوهين، وقادة الشرطة، واوعز بالعمل على سن قانون لتشديد العقاب على راشقي الحجارة. وقال نتنياهو انه "لا يوجد أي تغيير للوضع الراهن في الحرم القدسي، ولا ننوي اجراء تغييرات ما هناك". وقال ممثلو النيابة العامة انه صدرت في الآونة الأخيرة توجيهات بتشديد العقوبة واعتقال راشقي الحجارة وفرض غرامات على ذويهم.
احتجاج فلسطيني على استقبال البابا لرئيس جامعة إسرائيلية تدعم الاحتلال
ذكرت صحيفة "هآرتس" ان نشطاء من السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، احتجوا على موافقة البابا فرانسيس على استقبال رئيس جامعة "بار ايلان" الاسرائيلية دانئيل هرشكوبيتش، امس، الذي وصل الى الفاتيكان لمنح البابا شهادة تقدير من الجامعة.
وقال مسؤولون في السلطة الفلسطينية لصحيفة "هآرتس"، ان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، توجه الى الفاتيكان محتجا على اجراء اللقاء. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنا عميرة، للصحيفة، ان "جامعة بار ايلان معروفة بمواقفها اليمينية وبدعمها لجمهور المستوطنين والمستوطنات. وفي هذا التوقيت الذي يناضل فيه الفلسطينيون من اجل حقهم بإقامة دولة لهم، كان من المفضل ان يرفض البابا تسلم هذه الشهادة". وقال عميرة ان "الجامعة تستغل البابا لتحقيق اهداف سياسية، ومن المفضل ان يبقى البابا خارج الخلاف السياسي".
وقالت جامعة بار ايلان انه تقرر منح الشهادة للبابا تقديرا لعمله من اجل بناء الجسور بين الشعوب ودفع السلام والاخوة، وتقديرا لنشاطه من اجل حماية حقوق الانسان. وجاء في بيان الجامعة انها ترغب بالتعبير عن تقديرها لقائد العالم المسيحي على مساهمته في خلق التفاهم والتسامح بين المسيحيين واليهود وما يبديه من دفء ازاء دولة إسرائيل.
ليبرمان يطالب النواب العرب بترك الحلبة السياسية الاسرائيلية ويطرح قانونا لإخراج الحركة الإسلامية عن القانون
قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، طالب النواب العرب في الكنيست، امس، بتنفيذ تهديدهم وترك حلبة السياسة الاسرائيلية. وجاء ذلك ردا على ادعاء نواب التجمع بأنه لن يبعد اليوم الذي سيفضلون فيه ترك الحلبة السياسية الاسرائيلية في اعقاب التعامل العنصري معهم.
وكتب ليبرمان ردا على ذلك: "انا ارحب بنية النواب العرب في الكنيست الانفصال عن الحلبة السياسية في إسرائيل، وآمل ان ينفذوا هذا التهديد بأسرع ما يمكن".
بالاضافة الى ذلك امر ليبرمان النائب اليكس ميلر بدفع مشروع قانون لإخراج الجناح الشمالي للحركة الاسلامية عن القانون. وجاء في مشروع القانون الذي تم تقديمه امس، "اننا نشهد في الآونة الأخيرة تعاظم الاسلام المتطرف في منطقتنا. الجناح الشمالي للحركة الاسلامية يتآمر علانية على سيادة دولة اسرائيل من خلال استغلال ساخر للمؤسسات والقيم الأساسية للدولة اليهودية والديموقراطية".
وجاء في المشروع ايضا: "نشهد طوال الوقت ان نشاط الجناح الشمالي للحركة يؤدي الى اندلاع العنف والغليان بين الاقلية العربية في إسرائيل من خلال دفع علاقات وثيقة مع التنظيم الارهابي حماس. هذا النشاط يعتبر اكثر مدمرا لأنه يجري من داخل مؤسسات الدولة".
مقالات وتقارير
نحن برميل البارود
ينشر اليؤور ليفي، في صحيفة "يديعوت احرونوت"، تقريرا حول الاوضاع المتوترة في بلدة سلوان، في القدس الشرقية المحتلة، والتي باتت تشكل مركز الاحتكاك الرئيسي مع قوات الاحتلال خلال الأحداث المتواصلة في القدس.
وكتب ليفي انه بعد يوم من جنازة عبد الرحمن الشلودي، منفذ "عملية الدهس" في القدس، يمكن بشكل واضح، الشعور بالتوتر السائد في بلدة سلوان، وفي محيط منزل الشلودي،  حيث تجمع الكثير من الناس.
ويقول (ك)ـ احد القادة البارزين للحي، ان "حماس كانت اول من سيطرت على الحدث"، معتبرا "ان ذلك يفسر التطرف الواضح في البلدة وانهم هكذا "نسبوا لنفسهم الوصاية على الشهيد".
ويقول (ك): "كلما ازداد عدد المستوطنين هنا، كلما ازدادت شعبية حماس، فرجال حماس يصلون الى الاولاد ويقولون لهم ان الاسرائيليين يستولون على ارضنا، وهكذا يقنعونهم بأن المقاومة العنيفة ضد إسرائيل هي الحل الفضل. إسرائيل توفر سببا كبيرا للارهاب".
ويرى معد التقرير انه في سلوان، كما في بقية بلدات القدس الشرقية، يجري تصارع قوى بين فتح وحماس. والتوتر بين التنظيمين يبدو واضحا، ولكن هناك مسألة واحدة يتم الاجماع عليها بين الجانبين وهي ان سكان سلوان يجلسون على برميل بارود. ويقول (ن) احد النشطاء البارزين في القرية: "هذه قنبلة موقوتة، الناس هنا يشعرون بأنه يتم دفعهم الى الحائط، خطوة بعد خطوة. سيطرة اليهود على البيوت بقيادة جمعية "العاد" في القدس وكنيس "عطيرت كوهنيم" تجعل الناس هنا يفهمون ان المقاومة هي السبيل الوحيد امامهم، وعندها يتحول الحجر الى سلاح. الشبان يشعرون ان رشق الحجارة هو الخيار الوحيد امامهم للتعبير عن الغضب الذي يملأ صدورهم. هذا هو الواقع الذي يولدون فيه، انهم لا يعرفون شيئا آخر".
ولا يتقبل (ن) الادعاء بأن التثقيف المختلف يمكنه ان يؤثر على طريقة تفكير وتصرف الشبان. ويقول: "اليهود يصلون الينا ويستوطنون بيننا، وليس العكس، فما الذي تريدني ان افعله، هل اجلس بصمت؟".
ويوجه السكان اصابع الاتهام الى الشرطة التي يدعون بأنها تؤجج المشاعر في المنطقة. ويقول (ن) ان "المستعربين يدخلون الى هنا وهم ملثمون ويشجعون الشبان على البدء برشق الحجارة، وعندما تبدأ الفوضى، التي بادروا اليها، يقومون باعتقال الشبان وزجهم في السجن".
ويرفض سكان سلوان الادعاءات بشأن اندلاع انتفاضة هادئة في القدس، ويدعون ان الوضع لم يصل الى ذلك بعد، الا انهم يحذرون من انتشار رائحة الانتفاضة في الأجواء. ويقول شبان القرية انه "ستحين اللحظة التي ينفجر فيها كل شيء هنا. سقوط قتيل آخر في سلوان او هدم بيت هنا من شأنه ان يشكل المفتاح لانتفاضة ثالثة".
وقالوا ان حماس تفعل كل شيء لتأجيج الأجواء والتسبب باندلاع العنف بشكل واسع. وفي هذه الأثناء يمكن الشعور بالتوتر في كل زاوية في سلوان. الفلسطينيون واليهود يعيشون جنيا الى جنب في قرية مكتظة، تشكل عمليا حيا من القدس، وفي افضل الحالات لا يتبادلون ولو كلمة واحدة بينهم. وفي اسوأ الحالات، يتحول تبادل الكلمات الى مواجهة عنيفة.
يمكن في احد الجوانب مشاهدة سيارة حراسة خاصة تحطم زجاجها جراء رشقها بالحجارة، تمر امام احد البيوت التي يرفرف فوقها علم اسرائيل. ويتم الدخول الى غالبية بيوت اليهود عبر بوابات حديدية الكترونية، فيما تغطي الجدران الكثير من كاميرات الحراسة. وفي الجانب الآخر للشارع، تنظر مجموعة من الشبان الى سيارة الحراسة، بعيون تعج بالكراهية. ويقول (ك): "المستوطنون الجدد يحاولون مباشرة التظاهر بأنهم ابو علي، انهم يتجولون حاملين عبوات الغاز المسيل للدموع ويلعبون بها كي يخاف اولادنا من مواجهتهم، ومن هنا تبدأ الكراهية التي تتغلغل في الشبان".
لقد سمع شبان سلوان عن نية وزير الإسكان اوري اريئيل الانتقال للسكن في سلوان، ويشعرون بالغضب. "ما الذي يبحث عنه هنا؟" يسأل (ك)، ويضيف: "انه يريد زيادة فتيل آخر سيؤدي الى الانفجار". وحين تدخل سيارة شرطة الى القرية وتتجه نحو منحدرات سلوان، حيث تقوم خيمة العزاء بالشهيد الشلودي، يقول الشبان: "انظر، كل شيء هادئ هنا الآن، ولا توجد اعمال شغب، فلماذا تدخل الشرطة الى هنا؟ انها توفر بذلك سببا للشبان كي يرشقون الحجارة".
الجميع هنا يعرفون الشلودي. لقد اصبح بطلا في القرية، وفي كل زاوية تجد الملصقات التي تهلل للشهيد. وهكذا يتولد رمز للشبان في سلوان. "انهم يكبرون ويتذكرون كل ما مروا به، ويمكنهم ان يفعلوا تماما ما فعله الشلودي"، يقول (ك)، ويضيف: "انا متأكد من أن بعضهم سيفعل ذلك". ويؤمن اهالي سلوان بانهم سينتصرون في نهاية الأمر. ويقول (ن) و(ك): "الاحتلال سينتهي، والسؤال هو كيف سيحدث ذلك، وهذا لا يعرفه أحد".
من انتصر في الحرب الأخيرة؟
يطرح وزير الامن الاسرائيلي سابقا، موشيه أرنس في صحيفة "هآرتس" تساؤلا عما اذا كانت إسرائيل قد انتصرت في حرب "الجرف الصامد"، في غزة، ويقول ان الجواب يتعلق بمن يتم توجيه السؤال اليه. فبنيامين نتنياهو وموشيه يعلون وبيني غانتس، بذلوا كل ما يستطيعون، خلال ظهورهم على شاشة التلفزيون ليلة اعلان وقف اطلاق النار، لإقناع الجمهور الاسرائيلي بأن إسرائيل انتصرت، وبأن الارهابيين الذين قصفوا المدن الاسرائيلية بل ونجحوا بإغلاق مطارها لفترة ما، سيفهمون في اللحظة التي يخرجون فيها من مخابئهم ويشاهدون الدمار الذي زرعه سلاح الجو الاسرائيلي، انه لا فائدة من تكرار التجربة.
ربما يكون الكثير من الاسرائيليين قد صدقوا ما قالته قيادتهم، والبعض اراد تصديق ذلك، امام الثمن الباهظ الذي دفعه جنود الجيش. ولكن هل هذا هو ما يحدد في نهاية الأمر نتائج هذه الحرب الدامية؟ كيف تنظر حماس وحزب الله وايران والفلسطينيين في غزة والضفة والقدس الى نتائج المواجهة بين 15 الف محارب من حماس والجهاد الاسلامي، وبين الجيش الاسرائيلي بدباباته وسلاح المشاة وسلاح الجو وسلاح البحرية؟
نتذكر هنا الفرح الذي استقبلت به إسرائيل الانسحاب من جانب واحد من الحزام الأمني في جنوب لبنان، في ايار 2000، والذي جاء بعده تماما خطاب "النصر" الذي القاه حسن نصرالله، والذي ادعى ان كل قوة إسرائيل، بسلاحها  المتطور، ليست إلا كقوة بيت العنكبوت. ويكفي السلاح البسيط والاصرار لتدميرها.
لقد فسر هذا المفهوم الانسحاب الاسرائيلي كانتصار لحزب الله وكدليل على أنه يمكن هزم إسرائيل رغم قدراتها. وكان هذا المفهوم هو الذي وقف وراء استفزاز جزب الله بعد ست سنوات من الانسحاب، والذي قاد الى حرب لبنان الثانية. ويؤمن الكثير من المسؤولين في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، ان هذا المفهوم هو احد المحركات التي قادت الى الانتفاضة الثانية، بعد اربعة أشهر من الانسحاب من جنوب لبنان. وهكذا فان المفهوم الذي اعتبر إسرائيل منيت بالهزيمة امام حزب الله في حرب لبنان الثانية، جعل حزب الله وحماس تجمعان عشرات آلاف الصواريخ الموجهة الى الجمهور الاسرائيلي والمعدة لإطلاقها عاجلا ام آجلا.
في كل جولة من جولات المواجهة مع حماس، اعتقد قادة اسرائيل انهم نجحوا بردع حماس عن تكرار الهجمات على اسرائيل، واتضح خطأهم في كل مرة. فمفاهيمهم لم تتفق مع مفاهيم قيادة حماس. هل اخطأوا هذه المرة، ايضا؟ الأيام القادمة ستقول ذلك، رغم انه بات من الواضح منذ الآن، ان قادة حماس لا يفكرون بتفكيك اسلحة التنظيم، وان قسما من الأموال التي تتدفق الآن الى قطاع غزة سيكرس لإعادة تسليح حماس والجهاد الاسلامي.
من الممكن جدا ان يكون المفهوم بأن الجيش لم ينجح بهزم حماس في غزة، يساهم في اعمال العنف الأخيرة في القدس. لا شك ان الجمهور الفلسطيني في المدينة يعاني من الاهمال الطويل من قبل البلدية والحكومة، وان هذا الاهمال يشكل ارضا خصبة لاندلاع المظاهرات العنيفة. يضاف الى ذلك التصعيد التدريجي في الاضطرابات التي جاءت بعد قتل الفتى محمد أبو خضير،  والتي تواصلت كلما ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة. لقد تم تأجيجها من خلال الدعوة الى العنف التي وجهتها حماس والجناح الشمالي للحركة الاسلامية. ومع ذلك، لا شك ان عدم قدرة الجيش على هزم 15 الف محارب من حماس والجهاد الاسلامي في "الجرف الصامد" تساهم بشكل غير قليل في التصعيد واعمال الشغب في القدس. وعليه، من هو الذي انتصر في الحرب الأخيرة في غزة؟
أبو مازن: عداء للسامية في الحرم القدسي
في مقال ينضح بتزوير الحقائق والتهجم على الفلسطينيين ورئيسهم محمود عباس، يزعم زلمان شوفال، في "يسرائيل هيوم"، ان "الحكومات الاسرائيلية تدير منذ عام 1967، سياسة حكيمة وموزونة بشأن الحرم القدسي، كي تمنع المواجهة الشاملة مع العالم الاسلامي"، ويدعي ان إسرائيل اتفقت بعد حرب 67 مع رجال الدين المسلمين الفلسطينيين الكبار في حينه، على منع صلاة اليهود في باحات الحرم، ومنحت الوقف الاسلامي الاستقلال الذاتي في ادارته، باستثناء بعض القيود، مقابل تعهد الاوقاف بالسماح لليهود وابناء الديانات الأخرى بزيارة كل مكان في الحرم، بما في ذلك المسجدين، الاقصى وقبة الصخرة!! وتم بعد 27 سنة، وفي اطار اتفاق السلام مع الأردن، تم منح المملكة الأردنية مكانة مشابهة في الحرم القدسي.
ويزعم شوفال ان إسرائيل حرصت على مبادئ التفاهمات، بينما خرقها الفلسطينيون منذ اليوم الأول تقريبا، في القول والعمل: من رشق الحجارة والتنكيل الجسدي بمجموعات الزائرين وحتى تحويل منطقة الحرم الى موقع متقدم للهجمات على المصلين اليهود في حائط المبكى! ويضيف: اذا كان يمكن في البداية الاعتقاد بأن المقصود عمليات معدودة وفردية، فقد اتضح لاحقا انه تقف وراء اعمال الشغب هذه القيادتين السياسية والدينية الفلسطينيين (بمساعدة جهات اسلامية من عرب اسرائيل ومن النواب العرب).
ويتضح مع مرور الوقت ان الفلسطينيين لا يتنكرون الى "اتفاق التسوية" الذي تم في 1967، فقط، وانما لمكانة وحق الشعب اليهودي في اكثر الاماكن قدسية بالنسبة له – قوميا ودينيا – على مدار التاريخ. ونجد التعبير الفظ بشكل خاص عن هذا التوجه في دعوة الرئيس الفلسطيني ابو مازن، مؤخرا، خلال مؤتمر حماية الاقصى والقدس، للفلسطينيين الى "منع المستوطنين من الدخول الى الحرم القدسي بكل الوسائل" وقوله "هذا مسجدنا وليس لهم أي حق بتدنيسه".
ويرى شوفال ان استخدام كلمة "تدنيس" تدل على الطابع العنصري واللاسامي لتصريح عباس، على حد زعمه، ثم يقول ان ابو مازن هو ليس الأول ولا الوحيد الذي قال ذلك، فقد سبقه الدكتور علي الجرباوي، الوزير السابق في السلطة الفلسطينية واستاذ العلوم السياسية في جامعة بير زيت حاليا، الذي ادعى في مقالة "ديماغوجية وكاذبة" في "نيوروك تايمز" ان شارون دنس المقدسات اثناء زيارته الى الحرم القدسي.
بكلمات أخرى، وخلافا لتوجه الكنائس المسيحية التي ترحب بزيارة ابناء الديانات الأخرى، او الكنس اليهودية التي لا ترى ما يمنع وجود النصارى او المسلمين في مقدساتها، بالنسبة لعباس والجرباوي يعتبر التواجد اليهودي "يدنس" مقدسات الإسلام.
ويسوق شوفال اكاذيب يزعم من خلالها انه في "الإسلام بالذات يسود تقليد تدنيس المقدسات، وان الحديث ليس فقط عن داعش والطالبان، وانما عن الفلسطينيين الذين دنسوا ويواصلون تدنيس قبور اليهود في جبل الزيتون وهدموا كنيسا في البلدة القديمة، ناهيك عن عدم السماح طوال فترة الحكم الأردني لليهود بزيارة حائط المبكى".
ويرى ان تصريح ابو مازن يطرح مسألة "تسامح اسرائيل بشأن الشراكة المبدئية والعملية في الحرم القدسي" في اختبار صعب، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الاتفاقيات التي تم التوصل اليها في عام 1967. وهذا تطور يثير الأسف والقلق، ولا يمكن تجاهله في السعي الى اتفاق سياسي شامل مع الفلسطينيين والعالم العربي. ويضيف: لقد تم طوال سنوات طرح عدة اقتراحات للتوصل الى صيغة تنقذ الوضع الاشكالي في الحرم القدسي، ولكن في اجواء التطرف الحالي، من المشكوك فيه انه سيكون من الممكن في المستقبل المنظور التوجه الجدي نحو تطبيقها او حتى فحصها.
صفر من المخاطر مقابل صفر من الفرص
يقول الجنرال احتياط  افرايم هليفي في مقالة ينشرها في "يديعوت احرونوت" ان احداث الاسابيع الأخيرة في الضفة الغربية وخاصة في القدس، تحدد مقولات القيادة السياسية في كل ما يتعلق بإمكانية التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. فالمعيار الأعلى لضمان أمن الدولة والمواطنين يملي بشكل غير مسبوق سياسة "صفر من المخاطر" على حياة البشر، ومن هنا ترى القيادة انه يجب الاحتفاظ بالسيطرة الامنية الكاملة على الأرض، من البحر الى النهر.
ويضيف: في الآونة الأخيرة عرض وزير الأمن نظريته في الموضوع الفلسطيني، وقال انه لا يرى أي امكانية اخرى باستثناء مواصلة تفعيل الشيكل الاسرائيلي في الضفة في اطار أي اتفاق مستقبلي، لأن الاقتصادين الاسرائيلي والفلسطيني مندمجان. وحسب ما تم نشره فقد قال يعلون انه يمكن للفلسطينيين التمتع بنوع من الحكم الذاتي البلدي، وهذا يعني انهم لن يتمكنوا من سن قوانين أساسية ويمكنهم فقط تحديد نظم تكون مشروطة بتلاؤمها مع القوانين التي يسنها الكنيست.
وزير الأمن المعروف باستقامته وبجديته عبر عن السياسة العملية – خلافا للسياسة المعلنة للحكومة – في الموضوع الفلسطيني كله. لضمان أمن المواطنين الاسرائيليين يجب احكام اغلاق الكيان الفلسطيني عسكريا واقتصاديا وقانونيا، في سبيل منع أي امكانية لتدهور إسرائيل مستقبلا. ولكن سياسة "صفر من المخاطر" تحتم سياسة "صفر من الانجازات" بالنسبة للفلسطينيين. وتم اثبات هذا التوجه جيدا في نهاية "الجرف الصامد" عندما اعلن رئيس الحكومة ان حماس لم تحقق شيئا – لا ميناء بحري ولا مطار لقطاع غزة – بينما طالبت اسرائيل وحصلت على الموافقة بأن تتم كل خطوة لترميم الدمار الذي سببته الحرب في غزة برعاية السلطة الفلسطينية التي تعمل اليوم، وستواصل كما يتوخى العمل مستقبلا، كجهاز بلدي في اطار دولة إسرائيل السيادية.
وعلى هذه الخلفية يقول هليفي، هناك اهمية بالغة لمطلب اسرائيل المتعلق بنزع سلاح القطاع، كشرط لا مساومة عليه، لتمدين قطاع غزة بشكل كامل. ويطالب سكان غزة بالتسليم بوضع دائم تسيطر خلاله على حدودهم، كخطوة اولى، وعلى شوارعهم كمرحلة ثانية، قوات السلطة الفلسطينية المؤلفة من سكان الصفة فقط، من خلال تجاهل العداء الابدي بين الغزيين ورجال نابلس ورام الله.
ويتساءل: هل يمكننا من خلال ذلك تحقيق مفهوم "صفر من المخاطر" على الجبهة الغزية؟ الفلسطينيون يترجمون هذه السياسة الاسرائيلية على انها "صفر من الفرص" بالنسبة لهم. ربما لا يستحقون توجها آخر، وربما لم ينضجوا لذلك بعد، وربما لا توجد امكانية لضمان أمن اسرائيل بدون توجه "صفر من الفرص" لعباس ورفاقه. اذا كان الامر كذلك، فقد آن الأوان لقول ذلك بدون أي خوف او تأتأة.
ان تبني اللهجة المزدوجة، التي تؤيد ظاهرا سياسة "الدولتين" والتي تتآمر عمليا عليها، لن يخدم أي هدف، وسيعزز الادعاءات التي تشكك بمصداقية الحكومة، ازاء العالم وازاء شعبها.
عندما طلبت اسرائيل الدعم الامريكي للانفصال عن غزة، اشترطت واشنطن دعمها بضم جزء من شمال الضفة في العملية. وقد نسي الجمهور اسماء تلك الأماكن التي تم الانسحاب منها في الضفة. لكنه عشية رأس السنة العبرية، جاء 450 إسرائيليا في منتصف الليل، وانضموا الى كنيس شبان "حومش" المتجددة في صلاة الصفح التقليدية. وفي اعقاب ذلك قال الوزير اوري اريئيل: "سأواصل العمل كي يرجع شعب اسرائيل الى حومش، وكخطوة اولى لإعادة الكنيس وصوت التوراة للعمل الجاري في المكان".
"اليوم حومش وغدا غزة؟" سيسأل الغزي البسيط، الذي يطالبونه بنزع سلاحه والثقة بالنوايا الطيبة لإسرائيل وبحماية الأشقاء من الضفة.  في مثل هذه الظروف، لا توجد أي فائدة لمحاولات استئناف المفاوضات بين من يؤيدون "صفرا من المخاطر" ومن يرون "صفرا من الفرص". آن الأوان كي تقرر إسرائيل ما هي رؤيتها. ما هي اهدافها المشتقة من هذه الرؤية وكيف تستعد لتطبيقها. هذا النقاش يجب ان تجريه قيادة الدولة داخل الدولة. واذا لم يتم ذلك، فلن يتعامل احد معنا بجدية، والجمهور الاسرائيلي سيتوقف عن تصديق قادته.

 

‎ترجمات الصحافة العبرية -  الاعلام. 

التعليـــقات