رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 14 تشرين الأول 2014

الثلاثاء | 14/10/2014 - 12:53 مساءاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 14 تشرين الأول 2014



نتنياهو يكرر الهجوم على الأمم المتحدة
وأشارت "هآرتس" الى ان نتنياهو لم يتطرق في بداية الجلسة الى مشروع ترميم غزة، وانما هاجم الأمم المتحدة "على سلوكها في غزة خلال عملية الجرف الصامد"، ودافع عن الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت الأمم المتحدة في غزة، وزعم ان حماس خرقت حيادية منشآت الأمم المتحدة عندما استخدمتها لإطلاق الصواريخ على اسرائيل.
وكتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" حول لقاء نتنياهو ومون، وقالت ان رئيس الحكومة أبلغ مون بأن "حماس هي اساس المشكلة في غزة وليس الاحتلال الإسرائيلي، لأنه لا وجود للاحتلال في غزة". وقال نتنياهو: "لقد تركت اسرائيل كل سنتيمتر وكل انش في قطاع غزة. اقتلعنا المستوطنات واخلينا السكان، ولم يتبق وجود للاحتلال في غزة. والسبب الرئيسي لاندلاع العنف خلال الصيف الأخير هي الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس على مدن اسرائيل. هذه الهجمات التي خرقت احيانا حياد الامم المتحدة من خلال استخدام منشآتها، بما في ذلك مدارس الامم المتحدة". وادعى نتنياهو انه "عندما تم العثور على صواريخ في مدرسة تابعة للأمم المتحدة قام رجال الأمم المتحدة بإعادتها الى حماس لتطلقها على المدن الإسرائيلية".
واضاف نتنياهو ان "السبب الحقيقي لإطلاق الصواريخ هو معارضة حماس لحقيقة وجود اسرائيل، فهي ترفض حقيقة وجودنا. انها تلتزم بقتل كل اسرائيلي وكل يهودي، ويجب قراءة ميثاقها فقط، فهو يشمل ذلك بشكل واضح. ولذلك فان حماس هي عدونا جميعا، نحن الذين نسعى الى السلام. والخطوات الفلسطينية الاحادية الجانب في الأمم المتحدة لن تدفع السلام، بل العكس هو الصحيح، انها ستقود الى تصعيد الاوضاع فقط، الامر اذي لا يريده أحد منا".
ودعا مون رئيس الحكومة نتنياهو الى استئناف المحادثات مع الفلسطينيين وعدم اهدار أي لحظة. وقال "ان خطوط الاتفاق واضحة – والهدف النهائي يعرفه الجميع". وأضاف: "كل عمل من جانب واحد لا يشكل قاعدة للمستقبل. فحل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام للجانبين".
وهاجم مون سياسة البناء الاسرائيلي في القدس واعتبره يخرق القانون الدولي بشكل واضح. وقال ان هذا الأمر لا يبث الرسالة الصحيحة وانا ادعو الحكومة الإسرائيلية الى الغاء هذه المخططات، فالقدس مدينة مقدسة وانا اشعر بالقلق جراء الاستفزاز المتكرر في الاماكن المقدسة في القدس".
والتقى مون بوزيرة القضاء تسيبي ليفني، التي قالت في اعقاب ذلك، انها قالت لمون بأن "عليه معارضة محاولات الفلسطينيين الحصول على دولة مستقلة من خلال الأمم المتحدة. فالاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية ينقل رسالة خاطئة تقول انه يمكن الامتناع عن التفاوض واتخاذ القرارات الصعبة".
الحمدالله: "الترميم لن يتم بدون فتح المعابر"
والتقى مون، امس، رئيس حكومة الوحدة الفلسطينية، رامي الحمدالله في رام الله. وقال الحمدالله خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مون، انه "لا يمكن التفكير بترميم قطاع غزة من دون فتح المعابر امام البضائع ومواد البناء ومنح القطاع الخاص حرية العمل لترميم نفسه".
وشجب مون خلال المؤتمر، استمرار البناء في المستوطنات وما اسماه "العمل الاستفزازي" الإسرائيلي في محيط المسجد الاقصى في القدس. وتطرق الى توجه الفلسطينيين الى المحكمة الدولية في لاهاي وقال انه "يمكن للفلسطينيين التوجه الى المحكمة الدولية اذا كانت لديهم مسألة تحتم ذلك، ولكنني اؤمن ان فلسطين لم تصل حتى الآن الى مرحلة كهذه".
ريفلين: لا يمكن بقاء مليون ونصف مليون فلسطيني تحت الحصار
كما اجتمع الامين العام للأمم المتحدة، امس، بالرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين. وقال موقع "واللا" ان ريفلين، صرح خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع بان كي مون، انه "لا يمكن لمليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة مواصلة العيش تحت الحصار. فهم يستحقون حياة أفضل وأكثر أمانا".
واضاف ريفلين ان "الفلسطينيين في القطاع يعيشون في ظروف صعبة" مدعيا ان قيادتهم تعمل ضد مصالحهم. وقال ان "اعادة اعمار غزة هو مصلحة اسرائيلية تماما كما هو مصلحة فلسطينية. وجيراننا في غزة هم أسرى لحركة حماس، لا يوجد أي تناقض بين الحفاظ على أمن اسرائيل وتحسين الحياة في غزة، ولسنا معميين عن أوضاعهم الصعبة".
مع ذلك اكد ريفلين الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، وقال ان رفع الحصار سيكون ممكنا فقط بعد عثور القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي على طريق لتفكيك قدرات حماس، وبعد ضمان قدرة الاسرائيليين على العيش في أمان. فإسرائيل لا يمكنها تحمل وضع تطلق فيه حماس النار على مواطنيها وتوسع قدراتها الارهابية" على حد تعبيره.
وتوجه ريفلين الى الأمين العام للأمم المتحدة وشكره على الجهود التي يبذلها لتحقيق حل اقليمي، "كصديق يتمتع بمقاييس اخلاقية عالية معروفة في العالم كله، وكشخص يمكنه المساعدة على توفير حل للوضع في غزة واستئناف العملية السلمية".
وتحدث بان كي مون عن السعي الى تحقيق اتفاق دائم بين اسرائيل والفلسطينيين، وقال: "لقد وصلت الآن من المؤتمر الدولي لإعادة اعمار غزة، والذي انعقد في مصر. ورغم ان اتفاق وقف اطلاق النار لا يزال صامدا، الا ان امامنا الكثير من العمل". وقال: "يجب اعادة بناء غزة واشفائها. صحيح ان اسرائيل قامت بخطوة في الاتجاه الصحيح، تمثلت في تخفيف القيود المفروضة على الحركة والبضائع، وهذا ايجابي، ولكننا لا نملك حق صرف انظارنا عن الهدف الأساسي وهو تحقيق اتفاق سلام. هذه مصلحة حيوية وملحة، وهذا هو الطريق الوحيد لضمان حقوق الفلسطينيين والأمن الثابت لإسرائيل".
وشجب بان في كلمته مخطط البناء في حي غبعات همطوس في القدس الشرقية، وقال ان ذلك لا يبث الرسالة الصحيحة، وحث الحكومة على تغيير قرارها.
رغم موقف الحكومة المعارض: غالبية ساحقة في البرلمان البريطاني تقرر الاعتراف بدولة فلسطين
تناولت الصحف الإسرائيلية الثلاث، قرار مجلس النواب البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية، على الرغم من معارضة الحكومة البريطانية. وكتبت "هآرتس" ان البرلمان صادق بعد ست ساعات من النقاش، وبغالبية ساحقة، على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وابرزت "يديعوت احرونوت" القرار على صدر صفحتها الرئيسية، وكتبت ان البرلمان قرر الاعتراف بفلسطين حتى بدون التوصل الى اتفاق سياسي. واشارت الى تغيب عدد كبير من النواب، حسب ادعائها، عن الجلسة، في خطوة اثارت التشجيع لدى اسرائيل. وكتبت ان ابعاد هذا التصويت ستظهر في العام المقبل. فاذا نجح حزب العمال بتشكيل الحكومة يمكن لاعضائه مطالبتها بتنفيذ القرار والاعتراف بفلسطين من جانب واحد.
وأضافت الصحيفة ان القرار يثير القلق خاصة بعد قرار السويد، الاسبوع الماضي، الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتخشى اسرائيل ان يؤدي القرار البريطاني الى دفع المزيد من الدول الاوروبية على اتخاذ قرارات مماثلة.
واشارت الصحيفة الى ان 363 مواطنا اسرائيلية، بينهم شخصيات عامة، وقعوا على رسالة تطالب اعضاء البرلمان البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ومن بين الموقعين على الرسالة، الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد دانئيل كهانمان، والوزيرين السابقين ران كوهين ويوسي سريد، واعضاء الكنيست سابقا اوري افنيري وياعيل ديان وموسي راز ونعمي حزان، والمستشار القضائي السابق للحكومة الاسرائيلية ميخائيل بن يئير، والكتاب يهوديت كافري وسابيون ليبرخت وعاموس موكادي ويهوشواع سوبول، ونائب المدير العام لمستشفى شيبا، صهر شمعون بيرس البروفيسور رافي فلدان، وغيرهم.
في المقابل قللت "يسرائيل هيوم"  من اهمية القرار، وركزت على كونه لا يعني شيئا بالنسبة للحكومة ولا يلزمها بتغيير سياستها الحالية التي ترى ان الاعتراف بفلسطين سيتم فقط بعد تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وكتبت "هآرتس" ان رئيس الجلسة جون باركو، اعلن في بداية النقاش بأنه تم رفض اقتراح تعديل القرار الذي قدمه اعضاء البرلمان المؤيدين لإسرائيل، والذي دعا الى الاعتراف بفلسطين فقط بعد توقيع اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين (تماما كما ترى الحكومة).
وقرر السفير الاسرائيلي لدى بريطانيا، دانئيل طاوب، عدم منح تصريحات للصحف ردا على القرار، على أمل ان يساهم عدم الرد الرسمي الاسرائيلي بالتقليل من اهمية التصويت.
وكان قد افتتح النقاش النائب غراهام موريس، الذي بادر الى تقديم الاقتراح باسم اصدقاء فلسطين في حزب العمال البريطاني. وقال "ان الاعتراف بفلسطين لا يجب ان يمس بإسرائيل، فهو لمصلحتها ايضا".
وعرض موقف الحكومة وحزب المحافظين المعارض للقرار، وزير شؤون الشرق الاوسط، طوبياس الوود، الذي قال "ان الحكومة ستقرر الاعتراف بفلسطين في الموعد الذي تعتقد انه سيدعم العملية السلمية".
وبرز خلال النقاش الخلاف بين نواب حزب المحافظين حول القرار، ومن بين اعضاء الحزب الذين اعلنوا انهم يدعمون القرار كان نيكولاس سام، حفيد ونستون تشرتشل. وكان من بين المؤيدين للقرار، ايضا، العضو اليهودي المخضرم في البرلمان، جيرالد كاوفمان، الذي اتهم اسرائيل بأنها تتصرف بشكل غير يهودي وتشجع اللاسامية. واعتبر الاعتراف البريطاني بفلسطين سيغير شروط اللعب.
واعلن وزير شؤون الشرق الاوسط في حكومة الظل المعارضة، ايان لوكاس، دعم حزبه للقرار، لكنه اشار الى ان قرار الاعتراف هو مسألة يجب ان تقرها الحكومة.
وتحدث الكثير من النواب عن دعمهم لإسرائيل ولكنهم في الوقت ذاته انتقدوا بشدة سياسة حكومة الليكود. وكان من بينهم ريتشارد اوتاوي، عضو حزب المحافظين، الذي قال انه كان يدعم اسرائيل قبل انضمامه الى المحافظين. والقى خطابا صهيونيا حماسيا، رثى خلاله ابتعاد اسرائيل عن المجتمع الدولي، واعرب عن غضبه الشديد على قرار اسرائيل الأخير بشأن تأميم اراض فلسطينية في الضفة. وقال ان خطوة كهذه تجعله يبدو احمقا في دعمه لإسرائيل. ووجه كلامه الى الحكومة الاسرائيلية قائلا: "اذا كنتم تفقدون المؤيدين من امثالي فأنتم تواجهون مشكلة". واعلن معارضته لقرار الاعتراف بفلسطين قائلا انه يعتقد بأن فلسطين ليست جاهزة بعد لأن تصبح دولة.
يشار الى ان مجموعة من انصار الفلسطينيين تظاهروا خارج قصر البرلمان اثناء النقاش، ورفعوا شعار "آن الأوان لبدء اعادة ما لم نمتلك حق الحصول عليه"، والذي يذكر بوعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وزير الامن الداخلي يهدد باغلاق الحرم القدسي امام المسلمين
هدد وزير الامن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق اهرونوفيتش، امس، باغلاق الحرم القدسي امام المسلمين ومنعهم من اداء الصلاة فيه، اذ واصلوا التصدي لدخول اليهود الى الحرم. والمح اهرونوفيتش بشكل واضح الى نيته دراسة هذه الفكرة، التي تتماشى مع الاصوات التي تطالب بمنع المسلمين من دخول الحرم اذا لم يتم السماح لليهود بالصلاة في باحاته، بزعم قدسية المكان لليهود الذين يعتبرونه يقوم على انقاض "الهيكل".
وفي تقرير يعج بالتحريض على المسلمين الذين يعارضون دخول اليهود الى الحرم القدسي، شنت صحيفة "يسرائيل هيوم" هجوما على المسلمين وتعاملت معهم كمشاغبين ومحرضين وحرضت على مواصلة انتهاج القوة البوليسية ضدهم.
وكتبت انه "منذ رأس السنة العبرية غيرت الشرطة سياستها في الحرم القدسي، وبدل ان تغلق ابوابه امام الزوار، في اعقاب اعمال الشغب التي يقوم بها المسلمون، تقوم الآن بدفعهم الى داخل المسجد الاقصى وتبقي الجبل (باحة الحرم) مفتوحا للزوار. ولكنه بعد اعمال الشغب، امس، حذر وزير الأمن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش، من أنه اذا واصل المسلمون التعرض للزائرين فانه لن يسمح لهم، ايضا، بدخول الحرم. وقال: "اذا لم يسمح لليهود بدخول الحرم فلن يسمح للمسلمين، ايضا".
وفي تحريضها على المرابطين في الأقصى كتبت ان تصريح اهرونوفيتش، جاء في اعقاب صباح عاصف آخر في الحرم القدسي. فخلال ساعات الليل انتظم عشرات الشبان من رجال حماس والجناح الشمالي للحركة الاسلامية لتنفيذ اعمال شغب مخطط وقاموا بجمع الحجارة والمفرقعات واعدوا الزجاجات الحارقة داخل المسجد الأقصى، لكي يواجهوا الشرطة ويمنعون زيارات اليهود خلال ايام العيد. كما اقاموا الحواجز لمنع اغلاق بوابة المسجد، حيث ثبتوا خزائن الاحذية الى البوابة بالمسامير، واقاموا حاجزا من القضبان الحديدية والخشب، وثبتوا اسلاك شائكة الى البوابة. كما اقاموا حواجز خشبية داخل المسجد، لاستخدامها كمتاريس يرشقون من خلفها الحجارة والمفرقعات.
وحسب الصحيفة فانه في أعقاب تشخيص الاستعدادات استعدت الشرطة لتشويش خطة المشاغبين. وفور انتهاء صلاة الفجر، دخلت قوة من الشرطة الى منطقة الحرم وفاجأت الشبان الذين هربوا الى داخل المسجد وتحصنوا فيه ورشقوا الحجارة والمفرقعات باتجاه قوات الشرطة، فلاحقتهم مستخدمة اسلحة تفريق التظاهرات، وازالت الحواجز واغلقت ابواب المسجد على الملثمين. واعتقلت اربعة شبان بتهمة خرق النظام والتحصن في المسجد.
وسمحت هذه الخطوة لأكثر من 900 زائر بدخول باحة الحرم امس. وقام وزير الأمن الداخلي بزيارة الى حائط المبكى، اعلن خلالها ان قرار اغلاق المسجد اتخذ وفقا لمعايير عملية من قبل قائد اللواء والمفتش العام للشرطة، مضيفا ان هذان فقط مخولان باتخاذ قرار بإغلاق الحرم خشية وقوع اضطرابات. وقال: "لن نسمح بخرق النظام في الحرم القدسي ولا برشق الحجارة على بيوت اليهود او تحطيم الشواهد على جبل الزيتون".
نتنياهو يزعم الحفاظ على المقدسات
من جهته زعم رئيس الحكومة نتنياهو امام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان اسرائيل ملتزمة بالحفاظ على الوضع الراهن تماما كما كان عليه طوال عشرات السنوات. وادعى حسب ما جاء في "يسرائيل هيوم" ان "المتطرفين الفلسطينيين هم الذين سببوا العنف من خلال التحريض ونشر شائعات كاذبة بشأن التهديد الاسرائيلي المزعوم للأماكن المقدسة للمسلمين". وقال: "لا شيء ابعد من الحقيقة، فإسرائيل تحرص كل الحرص على حماية الأماكن المقدسة وحق ابناء جميع الديانات بالصلاة في اماكنهم المقدسة، وستواصل اسرائيل الحفاظ على حرية العبادة"!
في المقابل وصفت رئيسة لجنة الداخلية البرلمانية النائب ميري ريغف (من الليكود) سلوك الشرطة بالعجز طوال سنوات امام المشاغبين المسلمين في الحرم، والذي ادى الى غياب القانون. وقالت ان "الواقع الذي يهاجم فيه المسلمون بشكل متعمد الشرطة ويمارسون العنف لمنع دخول اليهود الى الجبل (الحرم) نجم عن عجز الشرطة امام المشاغبين المتطرفين".
وقال النائب موشيه فايغلين (من الليكود) ان "حماس وداعش سيطرا على جبل الهيكل (الحرم)، وتصريح رئيس الحكومة بشأن الانتصار على حماس وتحويل رسالة رادعة الى حزب الله يتفجر على صخرة الواقع في جبل الهيكل".
نائب وزير الاديان يطالب صراحة بتخصيص مكان في الحرم لصلاة اليهود
ونشرت "هآرتس" تصريحات نائب وزير الأديان، ايلي بن دهان، الذي قال انه "حان الوقت كي تتحمل الشرطة المسؤولية عن كل ما يحدث في الحرم القدسي". مضيفا "ان حقيقة عدم تمكن اليهود من دخول الحرم والصلاة فيه، هي مسألة لا يمكن احتمالها، وغير قائمة في أي مكان آخر في العالم".
ويطالب اليمين بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، بحيث يسمح لليهود بالصلاة فيه كما في الحرم الابراهيمي. وقال بن دهان لصحيفة "هآرتس" انه قدم، قبل عدة اشهر، الى رئيس الحكومة نتنياهو، انظمة تتيح صلاة اليهود في الحرم، لكن نتنياهو يمتنع عن المصادقة عليها. وحسب انظمة بن دهان "يجب تحديد مواعيد يسمح خلالها لليهود بالصلاة في منطقة معينة في ساحة الحرم، كما يتبع في الحرم الابراهيمي في الخليل".
وانضم رئيس بلدية القدس نير بركات، مؤخرا، الى المطالبين بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي. مع ذلك فان جميع الجهات ذات الصلة تقدر بأن فرص مصادقة نتنياهو على اجراء أي تغيير في الواضع الراهن تقارب الصفر، بسبب الضغط الدولي الكبير وتخوف الجهات الامنية من اندلاع مواجهات عنيفة.
غانتس: "حماس تحلت بالشجاعة"
كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان القائد العام للجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، اعتبر حركة حماس قامت بعمليات جريئة خلال حرب الجرف الصامد. وقالت انه خلافا لتكرار قادة الألوية العسكرية خلال الحرب لمقولة ان "رجال حماس هربوا من المواجهة"، وان "الجيش واجه، عمليا، عدوا غير حقيقي"، فقد فاجأ القائد العام، أمس، بتصريح قال فيه انه "في بعض الحالات، يجب الاعتراف ان رجال حماس قاموا بعمليات جريئة".
وأضاف غانتس امام عشرات الضباط الذين حاربوا في غزة، وشاركوا في احتفال اقيم بمناسبة عيد العرش في مقر وزارة الأمن في تل ابيب، امس، انه "يجب علينا عدم الاستهتار بأعدائنا. فهم، ايضا، يجلسون ويخططون وهم أيضا يريدون الانتصار".
وذكّر غانتس الضباط بمحاولة التسلل التي قام بها رجال حماس عبر البحر، بالقرب من كيبوتس "زيكيم" والتي كشفت عمليا، عن وجود قوة للكوماندوس البحري في حركة حماس. وقال: "ان وصف هذه الخلية التي حاولت الدخول عبر البحر هو وصف لرجال شجعان. والركض لزرع قنبلة على دبابة ليس مهمة يقوم بها اناس لا يتحلون بالشجاعة".
وتطرق غانتس الى مسألة الانتصار وقال: "يجب علينا ضمان انتصارنا عليهم، وهذا هو ما فعلناه في المرة الأخيرة". والمح غانتس في كلمته الى استعداد الجيش لإمكانية استئناف الحرب، وقال: "نحن نتعقب ما يحدث على حدودنا، في غزة وفي البحر، ويتحتم علينا الحفاظ على التأهب والاستعداد لكل واحدة من دوائر نشاطنا".
واعرب العديد من الضباط الذين شاركوا في الاحتفال عن استيائهم من تصريحات غانتس، وقال احدهم انه "لا يليق بالقائد الأعلى للجيش التعبير بهذا الشكل، حتى وان كان يعتقد انه يجب التعامل بجدية مع محاربي حماس. فمثل هذا التصريح يجب ان لا يكون علنيا." في المقابل قال اخرون ان غانتس لم يتخوف من اعلان رأيه صراحة. "يجب التحلي بالشجاعة لمعرفة تقييم العدو المقابل لك"، قال احد الضباط.
وزير الاسكان يطالب نتنياهو بالبناء بشكل مكثف في المستوطنات والقدس
كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان وزير الاسكان، اوري اريئيل (البيت اليهودي) أوضح لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مساء امس الاثنين، بأن حزبه لن يبقى صامتا أمام سياسة تجميد البناء في الضفة والقدس. وقال ارئيل لموقع "القناة السابعة"، خلال مشاركته في وضع حجر الأساس للمدرسة الدينية "مكور حاييم" في غوش عتسيون، والتي ستقام تخليدا للفتية الثلاثة، انه "لا حاجة لأن يتم قتل احد او تحدث اضطرابات كي تقرر اسرائيل البناء على اراضيها. لأسفنا هناك تجميد للبناء".
وكرر اريئيل ما قاله، امس، خلال مشاركته في تدشين كنيس في مستوطنة ايتمار، من انه "يجب ان لا ننتظر اختطاف وقتل ثلاثة فتية حتى يصادق احد ما على بناء مؤسسة تعليمية في ارض اسرائيل. نحن نطالب رئيس الحكومة ببناء الكثير في كل مكان وفورا. واذا لم يتم ترتيب الأمور فيجب التفكير بما يجب عمله كي يتم ترتيبها، لكنه لا يمكن استمرار الوضع كما هو الآن".
مقالات
السيسي نفس البالون
خصصت صحيفة "هآرتس" افتتاحيتها لخطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امام مؤتمر اعادة اعمار غزة، وقارنته بمواقف نتنياهو، معتبرة ان السيسي نفس بالون محاولة الالتفاف على الفلسطينيين. وكتبت ان رسائل السلام الوحيدة التي يبثها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تتحدث عن التعاون مع جهات مختلفة في العالم العربي، كالسعودية والكويت ومصر والأردن. اما الفلسطينيين فيجري تجاهلهم في افضل الحالات، او يتم نسبهم الى مسار الشر في أسوأ الحالات، كالقول (ان داعش هي حماس، ومحمود عباس ينكر الكارثة، ورؤيتهما معا ليست الا استمرارا تاريخيا لمؤامرات العدو النازي).
كما يبث وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، رسائل مشابهة في موضوع التعاون الاقليمي، الذي يعتبره سيحل الصراع بطرق سحرية حين يتم اقصاء الفلسطينيين، كما لو أنهم ليسوا شركاء وعلى صلة بالعملية.
لقد اثبت خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر القاهرة الخاص بإعادة اعمار غزة، مدى كون هذه التصريحات فارغة المضمون وعديمة الأساس. في دعوته للإسرائيليين وقادتهم الى تبني مبادرة السلام العربية - التي لم يجد أي مسؤول اسرائيلي من المناسب التطرق اليها منذ نشرها في عام 2002 – اوضح السيسي ان الطريق الى القاهرة وابو ظبي تمر عبر رام الله، ولن يتم أي تعاون سياسي ودبلوماسي واقتصادي مع العالم العربي، طالما بقي الوضع الراهن في المناطق الفلسطينية على حاله، أي استمرار الاحتلال والاستيطان اللذان يعرقلان كل فرصة للانفصال والتسوية الاقليمية.
لقد نفس خطاب السيسي البالون الذي ينفخه نتنياهو وليبرمان، واكد انه لا يمكن اخفاء الفلسطينيين او التستر على الاحتلال، ويجب حل الصراع بطرق التسوية كي يتم وقف سفك الدماء. وعليه فانه بدل خداع الجمهور الاسرائيلي من خلال تسويق حلول غير واقعية، ولا تشكل الا ضريبة شفوية تخفي رفض حكومة نتنياهو للسلام، وبدل محاولة ارباك العالم برسائل مزدوجة، يتحتم على نتنياهو اطلاق عملية سياسية يتم فيها مناقشة كافة القضايا الجوهرية للصراع: الحدود واللاجئين ومكانة القدس. فكل اقتراح آخر لا يشكل الا جزء من الخداع، وعرضا كاذبا للاستعداد للعملية السياسية، بينما الهدف هو ابعاد فرص الحل.
ما يفهمه السيسي من انه لا يمكن لإسرائيل أن تعيش بأمان بدون اتفاق سياسي، يجب ان يفهمه قادة اسرائيل، ايضا، وإلا فانهم يقامرون بمستقبلها بشكل غير مسؤول.
10 أسباب لفشل اتفاقيات اوسلو
يطرح الجنرال (احتياط) موشيه العاد، في مقالة ينشرها في "هآرتس" ما يعتبره النقاط العشر التي افشلت اتفاق اوسلو، متجاهلا بشكل مطلق مسؤولية اسرائيل عن افشال الاتفاق، وموجها الاتهامات الى القيادة الفلسطينية التي يزعم انها تتهرب من التوصل الى اتفاق واقامة دولة.
ويكتب العاد، ان مدرسة القيادة على اسم كندي في جامعة "هارفارد" لم تعرف طوال سنوات ما يعنيه "الباب الموصود"، وشجعت الادارة الأمريكية، طوال سنوات، على السعي الى تحقيق اتفاق اسرائيلي – فلسطيني. وعندما تحقق اتفاق اوسلو، بشكل مفاجئ، فرك اساتذة القيادة وحل الصراعات اكف أياديهم فرحا وقالوا: "قلنا لكم، لا يوجد أي صراع غير قابل للحل".
في عام 1995، عدت الى اسرائيل، مزودا بوجبة من نظرية اساتذتي المحترمين، لتسلم جهاز التنسيق المشترك الذي حقق الجانب الأمني للاتفاق. وبعد سنة واحدة فقط، منذ بدء تطبيقه، تفجر الاتفاق بصخب عال في أعقاب قضية "نفق حائط المبكى". ومنذ ذلك الوقت مضت 18 سنة ولم يتم تحقيق أي اختراق. لماذا؟ يمكن الاجابة على ذلك بأربع كلمات: ياسر عرفات خدع اسرائيل. لكن هذا ليس سهلا الى هذا الحد. وسأحاول من خلال عشر نقاط شرح سبب الوصول الى باب موصود ولماذا، كما يبدو، لا يعتبر كل صراع قابلا للحل.
وهم الاتفاق: لقد عمل المبادرون الى الاتفاق وصياغة نصه من منطلق الاعتقاد بأنه تم تحقيق السلام ولم يتبق الا ترجمته في وثيقة قانونية ملزمة. وساد وهم "توفر الاتفاق" في الجانبين، ولكن في الوقت الذي عمل فيه الجانب الإسرائيلي على تخفيض سقف التوقعات، اوهم الجانب الفلسطيني جمهوره بأن "ثمار السلام" ستنعكس فورا على حياتهم اليومية. وعندما لم تتحقق الثمار، تمت ترجمة خيبة الأمل الى اعمال عنف.
عدم الاستعداد: لقد كشف الاتفاق الفجوات الكبيرة في مواقف الطرفين وعدم استعداهما لتقديم التنازلات التي تعتبر شرطا حتميا للتسوية الاقليمية. فالدولة اليهودية تعتبر شرطا حديديا في الجانب الاسرائيلي والتوقيع على تسوية تاريخية بشأن تقسيم البلاد تعتبر مسألة "محرمة" تقريبا في الجانب الفلسطيني.
غياب الشجاعة: الجمهور الذي يستل الادعاء القائل بانه "ما دام الحاج امين الحسيني، المفتي الكبير واول القادة الفلسطينيين، لم يوقع على تسوية، فانه لا توجد أي فرصة لقيام زعيم فلسطيني بالتوقيع على تسوية اليوم"، انما يشير بذلك الى ان قادته يعكسون رغباته. وهذا هو سبب مراوحة الفلسطينيين لأماكنهم وجر أرجلهم او الهرب، في كل مفصل يطلب منهم الحسم.
التلاعب السياسي: ان الأمر الذي أشغل عرفات، ومن ثم محمود عباس، هو كيف يبلغان العالم "موافقتهما" على حل الدولتين، وفي الوقت ذاته يمتنعان عن التوقيع على تقسيم البلاد. أي كيف يحافظان على رضا العالم الغربي، دون ان يثيرا العالم العربي.
دعم الغرب: في رفضهم المتعنت لكل تسوية، يعتمد قادة الفلسطينيين على دعم الدول الغربية المسيحية الطاهرة، خاصة الدول الاسكندنافية، التي أثار الفلسطينيون لديها وخز الضمير السياسي بسبب "النكبة"، والحاجة الى تصحيح الغبن القديم. ويأمل الفلسطينيون بأن تتشكل ذات يوم في اسرائيل كتلة حاسمة من داعمي "الاتفاق بكل ثمن" ولذلك من المناسب الانتظار.
التاريخ لم يخدع: من اعتقد انه يمكن عقد السلام بين الدولة التي تبنت القيم الغربية كالنظام السليم والشفافية والقانون والنظام، وبين كيان غير مستقل يتمتع بسلطة جزئية وثقافة تنظيمات العصابات ورمز سلوك ارهابي، يفهم ان الاتفاق بينهما هو مسألة غير ممكنة.
مع من نتحدث؟ المجتمع الفلسطيني مجزأً ومنقسماً بين سكان الجبل واللاجئين، بين سكان المدن والقرويين، بين سكان الضفة وسكان القطاع، بين مؤيدي الخط القومي (منظمة التحرير) ومؤيدي التزمت الاسلامي (حماس)، وفكرة ضمها تحت سيادة قائد واحد وراية واحدة وقانون واحد، بعيدة عن التحقق.
الصبر مفيد؟ المجتمع الفلسطيني في "المناطق" يدفعه الايمان بأن الصبر يحقق نتيجة. في مصطلحات الشرق الأوسط لا تعتبر 100 و200 عام فترة طويلة جدا. في صلب هذا الايمان يتواجد الأمل بأن اسرائيل لن تبقى، ولذلك لا يجب الاسراع.
الوضع الحالي يفيد القيادة:  "عملية السلام" هي مسالة مربحة ومفيدة لعدد كبير من القادة الفلسطينيين. فهؤلاء يستمتعون بالثراء الكبير والامتيازات وثمار المحسوبية، ويسألون أنفسهم "هل سيتواصل التعامل المتسامح معنا كسلطة في طور الانشاء، بعد أن نقيم الدولة وتفشل؟" كما يبدو فان الابقاء على الوضع الراهن يحقق فائدة.
الفلسطينيون ضحايا او متعنتين ثابتين؟ يكرر الفلسطينيون الاعلان بأنهم لن يتنازلوا، ويقولون ان كل الدول العربية الشقيقة حظيت بالاستقلال (العراق، مصر، السعودية، الأردن، لبنان وسوريا)، وتم نسياننا نحن فقط. فمنا فقط يطلبون ان نتقاسم البلاد مع اليهود، وعلينا فقط كتبت حياة اللجوء. عانينا طوال اكثر من 60 سنة، ضحينا ولا نزال نضحي، فهل يكون ذلك كله عبثا؟ لن يتم السلام مع اليهود.
ويخلص العاد الى القول: في هارفارد، ايضا، باتوا يفهمون الآن ان هناك صراعات غير قابلة للحل. مثلا، بين افغانستان والغرب، بين الغرب وايران، بين العراق وسوريا وداعش، وبين القاعدة وبقية العالم. وعلى الرغم من ذلك، فان موقف الاكاديمية لم يتغير. من المناسب محاولة الفهم، فهذه أيضا نظرية اوباما وكيري. من المناسب المحاولة.
المشاغبون ليسوا سببا لاغلاق "الجبل"
في مقالة تنضح بالتحريض السام على المسلمين وتطالب بفرض دخول اليهود الى الحرم القدسي والسماح لهم بالصلاة فيه، رغم انف من يصفهم بحثالة العرب، يكتب درور ايدر، في "يسرائيل هيوم": "اننا نعرف قوانين الشرق الأوسط. فالتخوف من "اشتعال الاضطرابات" يقود الى "ضبط النفس" من جانبنا، والذي يقود الى التصعيد من قبل حثالة عربية حولت المكان الاكثر قدسية للشعب اليهودي الى "مغارة للصوص" – وهو التعريف الصائب للنبي يرمياهو لما تفعله مجموعة معروفة من المسلمين في "جبل الهيكل" (الاسم الذي يطلقه اليهود على الحرم القدسي)، دون أي احتجاج تقريبا.
ان من يسيطر على "الجبل" يسيطر على البلاد. عرب المنطقة يفهمون ذلك افضل منا. انهم لا يجتمعون في "الجبل" بسبب تمسكهم الزائد بالدين – فهم يديرون هناك مؤخراتهم الى قبة الصخرة، قدس اقداس هيكلنا. هناك مجموعات اسلامية معروفة تقوم بتفعيل المشاغبين العرب الذين يهينون بشكل دائم الحجاج اليهود ويهددون "بالنار" و"بغيرها من الخضار" (مصطلح يستخدم بالعبرية للسخرية) الجهادية الآتية من مدرسة "صوت الرعد" في غزة.
اذا لم يكن بإمكان اليهود الدخول بهدوء الى جبل الهيكل، فيجب ان لا يدخله المسلمون، ايضا. يمكن لشرطة اسرائيل فرض الهدوء المطلق على جبل الهيكل، فعشرات المشاغبين لا يمكن ان يشكلوا سببا لإغلاق الجبل. يمكن بشكل مطلق اقتحام المسجد والسيطرة على مجموعة البلطجية التي تحصنت في داخله. اذا كان المسلمون لا يحترمون مكان عبادتهم ويحولونه الى قلعة هجومية، فلماذا يجب علينا احترامهم؟
وهذا لا يتعلق بجيل الهيكل فقط، هناك مجموعات بين عرب القدس تريد المس برؤية توحيد المدينة، وبرعاية "سياسة الاستيعاب" يلحقون الضرر بالقطار الخفيف وبمنشآت عامة ورموز سلطوية.
اذا كانت الشرطة تتردد او تختار "الاستيعاب" فمن واجب وزير الأمن الداخلي الضرب على طاولة المفتش العام للشرطة ومطالبته بعمل صارم. واذا كان وزير الأمن الداخلي منشغلا بملاحظات المفتش العام، فليأت رئيس الحكومة ويصرخ بهما كما فعل.
يمنع اظهار الضعف. لقد تعلمنا في منطقتنا ان من يظهر "التفهم" للعنف، و"يستوعب" المشاغبات الصغيرة، سيتلقى الحرب على رأسه. من لم يحارب "داعش" عندما كانت مجموعة صغيرة، وانما اختار القاء قنابل عليها من الجو دون الدخول في مواجهة معها، سيضطر الى خوض حرب واسعة. من لا يفكك التنظيمات الصفيقة للمسلمين في جبل الهيكل وفي شرقي القدس، سيضطر الى مواجهة اضطرابات أوسع.
نحن في عيد العرش، وقد اعتاد اباؤنا في هذا العيد ملء شوارع القدس وجبل الهيكل والصلاة لسلامة العالم وطلب المطر. يتحتم رفع هذا العار عن شعبنا والغاء الأمر العبثي الذي لا يمكن فيه لليهود حتى ترديد الصلاة في المكان الذي قيل عنه "ان بيتي بيت صلاة ينادي كل الشعوب".
زيارة عباس الى غزة: الحذر – عرض كاذب
كتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" انه مهما كان الحل للصراع فان اسرائيل تملك مصلحة بوجود عنوان فلسطيني واحد، ولديها مصلحة بتبني حماس لاتفاق اوسلو وتفكيك اسلحتها. ومن هذه الناحية حمل تشكيل الحكومة الفلسطينية المشتركة، قبل نصف سنة، بشائر مفرحة، وكان من الخطأ مقاطعتها او قطع العلاقة مع الرئيس محمود عباس، بسبب تشكيل الحكومة.
كان من المفرح السماع بأنه تم يوم الخميس الماضي عقد جلسة للحكومة الفلسطينية في غزة، في بيت الرئيس عباس، وان كل الوزراء الذين يقيمون في الضفة وصلوا اليها بمساعدة الحكومة الإسرائيلية.
لكنه كان يمكن لكل شيء ان يكون جيدا لولا ذلك العيب الصغير: ذلك أن "حكومة الوفاق" الفلسطينية قائمة من دون ان تمسك بقرني الثور او تحل الخلافات الصعبة بين الحركتين السياسيتين الأساسيتين: الحركة الفلسطينية القومية وتلك الاسلامية. فالمشكلة "التقنية" التي تبدو كأنها مشتقة من عالم قوانين العمل، حظيت بحل باهت، ويمكنها ان تشتعل في كل لحظة. والحديث عن رواتب رجال الأمن في غزة، والذين يبلغ عددهم قرابة 17 ألف شخص، يتماهون مع حماس، والذين يعتبر تمويلهم، عمليا، بمثابة تمويل لميليشيات معادية للسلطة الفلسطينية وفتح.
وهناك مشكلة اكثر جوهرية، تتمثل في اصرار حماس على الاحتفاظ بأسلحتها وذخيرتها. وطالما بقي الوضع كذلك، فانه لا يوجد أي معنى لوجود الحكومة المشتركة ولا للزيارة النادرة للحكومة الى قطاع غزة. اذا بقيت غزة تخضع عمليا لسلطة حماس، تحت مظلة السلطة الفلسطينية، فسيكون ذلك عرضا كاذبا للوحدة، ينبع في الأساس عن دخول حماس في ازمات مالية.
وهناك مشكلة ثالثة: احدى التفاهمات التي أتاحت تشكيل الحكومة الفلسطينية الحالية، تنص على اجراء الانتخابات خلال أشهر قليلة. ولن توافق أي حكومة اسرائيلية على تكرار الخطأ الخطير الذي ارتكبه اريئيل شارون، ولن تعترف بانتخابات تشارك فيها حماس طالما لم تلتزم بمطالب الرباعي الدولي (اتفاق اوسلو يحدد عدم السماح لأي شخص او تنظيم يحرض على العنف بالمشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني). هذا يعني انه حتى اذا اتفق الفلسطينيون فيما بينهم على موعد للانتخابات ودستور الانتخابات، فان هذه الانتخابات لن تجري.
والأخطر من ذلك كله، هو ان حماس تريد الحصول على حصة من ميزانية السلطة الفلسطينية، وربما توافق على الانتخابات ايضا، من دون ان توافق على مطالب العالم منها، وبالتالي سيؤدي ذلك الى تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن كل ما يحدث في غزة، دون ان تملك سيطرة حقيقة هناك.
يتحتم على السلطة الفلسطينية تحديد جدول زمني لها، يتم في اطاره تفكيك حماس من السلاح. واذا اتضح لها ان هذه الخطوة غير ممكنة، من المفضل ان تعلن امامنا وامام العالم بأنها تسحب يدها من المسؤولية عن غزة، قبل ان ندخل في دوامة زائدة من العنف وتحميلها المسؤولية والعقاب.
اعمال تخريب بتصريح
تكتب ياعيل غبيرتس، في "يديعوت احرونوت" عن اعمال التخريب التي يقوم بها المستوطنون ضد المزارعين الفلسطينيين في موم قطاف الزيتون، وتقول انها مثل كثير من الاسرائيليين، ابناء جيلها، نشأت في دولة قامت على الزراعة. وكما في طفولتهم، فقد نشأت هي أيضا، في طفولتها في الكيبوتس، على الارتباط العميق بالطبيعة، ومحبة النباتات وخيراتها. وفي حديقة منزلها في تل ابيب تزرع اشجار الحمضيات والتوت والفواكه، وتتابع نموها وتنتظر نضوجها وقطافها.
وتضيف: "ومن هذا المكان، كإبنة للوطن الزراعي لا يمكنني التفكير بدخول جاري الى حديقتي وقطع وتخريب اشجار الفاكهة التي رعيتها بحرص وحظيت برؤيتها مثمرة، او أن يقوم أي سادي بإطلاق النار من شرفة منزله على كلبي. لا اصدق ان احدا منا يمكنه التفكير بذلك، او التفكير بأن هذا سيكون واقع حياته طوال عشرات السنوات، او التفكير بأنه يمكن السماح بأعمال تخريب كهذه، من خلال تجاهل المسؤولين عن أمنه، وبدون محاكمة الفاعل او تغريمه بدفع تعويض.
واذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن لغالبية الاسرائيليين ان يصمتوا ويغضوا النظر عندما يقوم الأنذال من بيننا بعمل ذلك لمزارعين آخرين؟ بالنسبة لي يعتبر زرع اشجار الفاكهة مجرد هواية، خيط يربط بيني وبين الثقافة الجميلة التي تحترم الطبيعة والتي نشأت عليها وكادت تندثر. كما يعتبر كلبي مجرد حيوان اليف. اما بالنسبة للمزارعين الفلسطينيين الذي يزرعون كروم الزيتون ويرعون مواشيهم بمساعدة كلابهم، فان الأمر يعتبر مسالة جذور ومصدر رزق. وها هم جيرانهم المستوطنون، وكما في كل عام، يتسللون في موسم قطاف الزيتون، بالذات في الفترة التي تنضج فيها الثمار، فيدمرون عملهم ويقطعون مصدر رزقهم، بينما يستمتع اخرون بإطلاق النار على كلاب الرعاة، كما حدث الأسبوع الماضي في ام الخير، قرب مستوطنة كرمل.
لقد بدأ موسم قطف الزيتون في الاراضي الفلسطينية، في الأسبوع الماضي، ووصل الآن الى قمته. وفي هذا الوقت، ايضا، تصل الى قمتها أعمال التخريب من قبل المستوطنين. وكخطوة افتتاحية تم قطع 100 شجرة زيتون في قرية ياسوف، وقام الجناة بكتابة شعارات قذرة. كما تم قطع 16 شجرة زيتون في قرية عرابة.
لا يمكنني أن انشر هنا صور الأشجار المدمرة، ولا صور المزارعين المصدومين، او صورة الكلب الجريح جراء اطلاق النار عليه، ولكنني على اقتناع بأن كل من تسري روح المزارع في جسده، يمكنه تخيل هذه الصور فيتحطم قلبه كما تحطم قلبي. وما وصفته هنا هو ثمرة "متواضعة" لثلاثة أيام من اعمال التخريب فقط.
لا يمكن ادعاء عدم المعرفة. حتى الجيش والشرطة يعرفون جيدا بطاقات الثمن هذه وطرق عملها. لقد تم في السنوات الأخيرة الوعد باستعداد قوات الأمن لموسم قطف الزيتون، وضمان سلامة المزارعين وكرومهم. ورغم التنسيق القائم، فان اعمال التخريب تتواصل. وحسب التقارير، فقد تواجدت قوة عسكرية في المنطقة التي وقع فيها عمل التخريب في الأسبوع الماضي، ولكنها لم تفعل شيئا. في الصور التي يظهر فيها المستوطنون وهم يسرقون فروع أشجار النخيل التابعة للفلسطينيين لبناء عريشة لهم في تل رميضة، يظهر بشكل واضح، جنديا يقف هناك ولا يفعل شيئا لمنعهم.
الزيتون يشبه شمعة الروح. ويمكن لأشجاره أن تعيش 400 سنة، والشجرة التي يتم احراقها تشتعل طوال يومين قبل أن تخمد النيران. يبدو لي انه لا يزال هناك بعض الاسرائيليين الذين يفهمون هذه اللغة، بما في ذلك وزير الأمن الحالي، ولنرى ان كنا سنسكت لو أن المخربين من بيننا كانوا سيقومون بتخريب مزارعنا وجذورنا ومصدر رزقنا، او يطلقون النار على كلابنا. ولكن بدل القيام واعلان الحرب على المخربين الذين يخرجون من صفوفنا، فاننا نسمح بمواصلة التخريب ونتائجه.

التعليـــقات