رئيس التحرير: طلعت علوي

ترجمات الصحافة الاسرائيلية

الإثنين | 13/10/2014 - 10:10 صباحاً
ترجمات الصحافة الاسرائيلية

ليبرمان: "الترميم لن يتم بدون مشاركة اسرائيل"
ويأتي الهجوم الاسرائيلي على مؤتمر القاهرة، الذي انعقد امس الأحد، بعد قرار مصر عدم دعوة اسرائيل للمشاركة، كما يبدو بسبب معارضة بعض الدول العربية والإسلامية، حسب ما تنقل "يسرائيل هيوم" عن مصدر رفيع في وزارة الخارجية المصرية والذي قال انه "في الوقت الذي لم يتم فيه بتاتا دعوة ممثلي حماس للمشاركة في المؤتمر فان اسرائيل كانت معنية بالمشاركة، إلا أن مصر اضطرت الى رفض توجهها بسبب معارضة بعض الدول العربية والإسلامية".
وفي تصريح للصحيفة ذاتها، برر مصدر سياسي اسرائيلي غياب اسرائيل عن مؤتمر القاهرة بالقول انه "لم يتم دعوتها لكونها ليست من الدول الداعمة"، فيما قال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، ان "قطر مارست الضغط كي لا يتم اشراك اسرائيل في المؤتمر، ولذلك لم يتم دعوتها". وأضاف: "لا حاجة لأن نفرض أنفسنا، فمن الواضح أنه لا يمكن إعادة إعمار غزة بدون التعاون مع اسرائيل".
السيسي لإسرائيل: الطريق الى العالم العربي يمر عبر رام الله
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد افتتح مؤتمر الدول المانحة، والى جانبه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ودعا السيسي الجمهور الاسرائيلي الى العمل من اجل انهاء الصراع من خلال اقامة الدولة الفلسطينية على أساس المبادرة العربية. وقالت "هآرتس" ان السيسي توجه خلال خطابه الى الجمهور الاسرائيلي مباشرة، وقال: "أقول للإسرائيليين- آن الأوان لإنهاء الصراع". وأضاف: "أتوجه الى كل شبل وكل رجل وامرأة في فلسطين واسرائيل أن يعملوا من أجل تحقيق حلم التعايش على أساس مبادرة السلام العربية".
وأشار المحلل السياسي للصحيفة، براك ربيد، في تحليل لخطاب السيسي ان الرئيس المصري بعث برسالة واضحة الى بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان، مفادها رفض فكرة الالتفاف على الفلسطينيين والتوجه لعقد اتفاقيات مع العالم العربي اولا ومن ثم مع الفلسطينيين. واكد السيسي ان كل الطرق الى العالم العربي تمر عبر رام الله. (انظر تحليل ربيد لاحقا في باب المقالات).
واكد السيسي ان اسرائيل لا تستطيع العيش بأمن في المستقبل بدون اتفاق سياسي. ودعا المجتمع الدولي الى اظهار السخاء ودعم الشعب الفلسطيني، مركزا على ترميم قطاع غزة. وقال ان القاهرة بذلت جهدا كبيرا من اجل وقف اطلاق النار طوال الحرب التي استمرت 51 يوما، وقدمت مساعدات انسانية للفلسطينيين في القطاع. واوضح ان مصر تعمل من اجل اعادة السلطة الفلسطينية الى القطاع "من اجل ترميم القطاع وانهاء المعاناة التي خلفتها الحرب الأخيرة".
وحذر السيسي من استغلال ضائقة الفلسطينيين لتحقيق اهداف سياسية. وقال ان المفتاح لنجاح ترميم غزة يعتمد على مبدأين: الهدوء الدائم، الذي يعني ان حماس لا تستطيع اطلاق النار عندما تدخل في ضائقة، وعودة السلطة بكامل الصلاحيات الى قطاع غزة.
عباس يدعو الى دعم المبادرة الفلسطينية لانهاء الاحتلال
واعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال المؤتمر، ان الاتصالات جارية للحفاظ على الهدوء، لكنه اتهم اسرائيل بعدم احترام الاتفاقيات ومبدأ الدولتين، رغم الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والرباعي الدولي.
وتحدث عباس عن الحاجة الى بناء المؤسسات العامة مجددا في قطاع غزة وعن الدمار الكبير وعدد القتلى الذي خلفته الحرب. وقال ان اكثر من 90 عائلة في غزة شطبت من سجل السكان. وتوجه عباس الى سكان قطاع غزة وقال: "سنعمل من اجل رفع الظلم وانهاء العذاب الذي تعانون منه منذ سنوات. سنعالج جرحاكم الذين هم جرحانا". واضاف "ان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، يثبت خطورة الأوضاع في كل الشرق الاوسط بسبب غياب السلام العادل والدائم والجهود الدولية التي تراوح مكانها، والوعود التي لم تتحقق".
ودعا عباس المجتمع الدولي الى دعم المبادرة الفلسطينية التي سيتم تقديمها الى مجلس الأمن، وتحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال. وحذر من المحاولات الاسرائيلية، وفي مقدمتها محاولات الحكومة فرض وقائع على الأرض في القدس وخاصة في محيط المسجد الأقصى. ووصف المحاولات الاسرائيلية بأنها "تصب الزيت على النار وتحول الصراع من سياسي الى ديني، بالذات في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة صراعات دينية دامية". واعتبر عباس انه لن يكون أي مبرر وجدوى للجهود الدولية وللصراع ضد الارهاب طالما لم يتمتع الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال".
المؤتمر يجند ثلاثة مليارات لترميم القطاع
وكتبت "هآرتس" ان الدول المانحة اعلنت في ختام المؤتمر، ان الفلسطينيين سيتلقون مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار لترميم أضرار حرب "الجرف الصامد" في قطاع غزة. ومن بين الدول البارزة التي ستشارك في التمويل قطر والسعودية والاتحاد الأوروبي. وقال وزير الخارجية القطري، خالد العطية، امام المؤتمر ان بلاده ستتبرع بمبلغ مليار دولار لترميم غزة ، فيما كانت السعودية قد وعدت، الشهر الماضي، بتقديم 500 مليون دولار. واعلن الاتحاد الأوروبي انه سيتبرع بمبلغ 450 مليون يورو، فيما ستحول الولايات المتحدة 212 مليون دولار.
اما الكويت فقالت انها ستحول 200 مليون دولار على مدار ثلاث سنوات، بينما اعلنت الأمارات العربية المتحدة عن تقديم 200 مليون دولار، وكذلك ستحول تركيا مبلغ 200 مليون دولار، وفرنسا 50.5 مليون دولار، وبريطانيا 32 مليون دولار، والمانيا 63 مليون دولار.
وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري، خلال المؤتمر، بأن "قطاع غزة يحتاج بشدة الى مساعداتنا"، وأضاف ان "على الاسرائيليين والفلسطينيين استئناف الجهود لصنع السلام، ويمكن التوصل الى اتفاق بين الجانبين". واعلنت ممثلة الاتحاد الاوروبي دعمها للمبادرة العربية للسلام. من جهته اعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، انه سيزور غزة ورام الله غدا.
وقال وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف انه لا يرى ما يمنع دعم المبادرة الفلسطينية التي سيتم تقديمها الى مجلس الأمن قريبا، واعلن ان بلاده ستدعم أي امكانية ملائمة، مضيفا "ان الفلسطينيين يعرفون جيدا ما الذي يحتاجونه وكيفية تحقيقه، ونحن نعتقد انه بالنسبة للفلسطينيين فانه يحق لهم حق تقرير المصير واقامة دولتهم".
وكان وزير الخارجية النرويجي، بورغ براندا، قد صرح في حديث للتلفزيون المصري، امس، ان الدول المشاركة في المؤتمر اعلنت بأنها ستتبرع بمبلغ 5.4 مليار دولار. لكنه لم يتم تأكيد ذلك بشكل رسمي ولم يتم نشر تفصيل للتبرعات. وحسب براندا فان نصف هذا المبلغ سيستغل لترميم القطاع، والنصف الآخر لسد الاحتياجات اليومية للفلسطينيين".
الجيش الإسرائيلي يصعد سياسة مصادرة الأملاك الفلسطينية!
كتبت صحيفة "هآرتس" ان الجيش الإسرائيلي يصعد من سياسة مصادرة املاك الفلسطينيين في الضفة الغربية، بشكل كبير في الآونة الأخيرة، في وقت يمنع فيه الجيش الفلسطينيين من الاستئناف على قرارات مصادرة اموالهم واملاكهم الى محكمة الاستئنافات العسكرية. وفي المقارنة بين عام 2011 وعام 2013، يتضح الارتفاع الكبير في عدد اوامر المصادرة، حيث اصدر الجيش 119 امرا بمصادرة املاك فلسطينية في الضفة الغربية خلال عام 2013، مقابل امر واحد صدر في عام 2011.
وكتبت الصحيفة ان الجيش الإسرائيلي لا يفصل نوعية الاملاك التي صادرها، وحجمها ومصيرها.
وفي هذا الصدد من المقرر ان ترد الدولة، حتى نهاية الشهر الجاري، على التماس قدمه مركز الدفاع عن حرية الفرد الى المحكمة العليا ضد الأمر الذي يمنع الفلسطينيين من الالتماس ضد مصادرة املاكهم. وحسب انظمة الطوارئ، فانه يحق للقائد العسكري مصادرة أي املاك يعتقد ان لها صلة بأعمال العنف أو يمكن استخدامها لهذا الغرض مستقبلا.
وخلافا للإجراء الجنائي الذي يسمح للمحكمة العسكرية بإصدار امر يقضي بمصادرة املاك ترتبط بالمخالفة كالأموال والسيارات، فإن عملية المصادرة تتم وفق اجراء اداري غير مفصل، يقرره القائد العسكري. وفي غالبية الحلات يجري الحديث عن مصادرة اموال على معبر "اللنبي".
وكان استخدام هذا الأمر يعتبر هامشيا الى ما قبل ثلاث سنوات، ولكن الجيش بات يستخدمه بشكل واسع. وحسب رد الجيش على الطلب الذي قدمه مركز الدفاع عن الفرد، بناء على قانون حرية المعلومات، فقد تم في عام 2011 استخدام هذا الأمر مرة واحدة، وفي عام 2012 ارتفع عدد الأوامر الى 25 أمرا، بينما قفز في العام 2013 الى 119 امرا. وبرر الجيش هذه المعطيات بالادعاء بأنه "يواجه ارتفاعا في عمليات خرق النظام وتعزز قاعدة الارهاب في الضفة الغربية".
يشار الى ان فلسطينا قدم في عام 2010 طلبا الى المحكمة العسكرية بإعادة آلية حفريات صادرها الجيش، فحددت محكمة الاستئناف العسكرية ان المحكمة تملك صلاحية مناقشة الاستئناف على الأمر، ولذلك قرر الجيش منع أي امكانية للاستئناف. وفي كانون الأول 2013، وقع قائد المنطقة الوسطى نيتسان ألون، على أمر يمنع الفلسطينيين من الاستئناف الى المحكمة العسكرية. وقام مركز الدفاع عن الفرد بتقديم التماس الى المحكمة العليا ضد هذا الأمر، باسم مواطنين فلسطينيين. الأولى هي الطبيبة تهاني صراوي من نابلس، التي اعتقلت في عام 2013 على معبر "اللنبي" وصودر مبلغ الف دينار كان بحوزتها. وقد ادعت انها وفرت هذا المبلغ لمساعدة والديها المسنين، لكن الجيش زعم انه يعود لحركة حماس. وقد التمست صراوي الى المحكمة العسكرية في عوفر، لكن الجيش اصدر في حينه امر منع السماح للفلسطينيين بالاستئناف، فقرر قاضي المحكمة العسكرية تعليق النظر في التماس صراوي ليتيح لها الاستئناف الى المحكمة العليا. واما  الملتمس الثاني فهو ايمن الهور، تقني الأشعة من الخليل، الذي سافر في العام الماضي الى الأردن للبحث عن عمل. ولدى عودته صودر منه مبلغ 2200 دينار، بادعاء انه قام بنقله الى حماس. وبالإضافة الى هذا الالتماس، قامت جمعية "يش دين" ايضا، بتقديم التماس باسم الشقيقتين اخلاص وصايل اشتية بعد مصادرة مبلغ خمسة آلاف شيكل منهما لدى عودتهما من الأردن.
رسالة تنسبها "يديعوت احرونوت" لشاب ايراني يدعي كاتبها سخط الإيرانيين من المساعدات لحماس
تنشر صحيفة "يديعوت احرونوت" على صدر صفحتها الرئيسية ما تدعي انه رسالة كتبها شاب ايراني، يدعى علي، "كي يطلع الاسرائيليين على حياة الناس في ايران، على حقيقتها وليس كما تصورها وسائل الاعلام"، حسب ما جاء في الرسالة.
ويسرد كاتب الرسالة ما عايشه في يوم الخميس 24 تموز، عشية "يوم القدس" الايراني الذي يرمز الى الاحتجاج ضد الصهيونية، والذي جاء في خضم ايام الحرب في غزة. ويقول انه "حين خرج من بيته في الصباح متوجها الى العمل كانت كل الجدران مغطاة بملصقات كبيرة لصور من تظاهرات "يوم القدس" السابقة ودعوة للمواطنين للمشاركة في تظاهرة هذه السنة". ويضيف: "انظر الى هذه الملصقات وافكر بالأموال الكبيرة التي تم تبذيرها لطباعتها وتصميمها، وفجأة قطع حبل افكاري صوت طفل يقول: "سيدي هل تريد شراء كعكة حظ"؟ نظرت الى جهة الصوت ورأيت طفلا صغيرا لم يبلغ العاشرة من العمر، يتجول في الشوارع في هذه الساعة المبكرة كي يحصل على لقمة عيشه. لا يمكنني عدم التفكير بما كان سيحدث لو كانوا يستثمرون المال الكبير الذي بذروه على الملصقات وعلى التظاهرات لدعم تعليم هذا الطفل والكثير من امثاله".
ويواصل "علي" وصف ما شاهده من ملصقات مماثلة واخرى "تحمل دعوة الزعيم الايراني الى تدمير اسرائيل"،  ويقول انه عندما وصلت الحافلة الى مستشفى "شريعتي" في شارع امير أباد. شاهد اعلانا على مدخل غرفة العمليات في المستشفى لشاب يعرض كليته للبيع، ويعتقد "بأن هذا شاب آخر يحاول تمويل تكاليف زواجه او تعليمه او اجرة المنزل". ويقول: "مرة اخرى ساورني التفكير، هل من العدالة ان تقوم حكومة ايران سنويا بإرسال المساعدات لتسليح المجموعات الفلسطينية بدل ان تستثمر المال في الرفاه وايجاد اماكن عمل ومساكن لشبان ايران؟"
ويواصل المدعو "علي" الكتابة عن دخوله الى الحديقة العامة كي يستمتع بالمناظر الخضراء ويهدئ نفسه، كما يكتب، وبدل ان يسمع كما في كل صباح الموسيقى الملائمة للنشاط الرياضي، سمع المارش العسكري الذي يدعم المقاتلين الفلسطينيين. وشاهد في الحديقة شابا وشابة يعربان عن محبتهما في هذا المكان لأن الحكومة تستثمر الاموال في مكان آخر – 250 مليون دولار تحولها الحكومة سنويا للمجموعات الفلسطينية واللبنانية المتطرفة بدل استغلالها لمساعدة الشبان الايرانيين على الزواج!
ويواصل هذا "الشاب" الكتابة عن الاجواء العسكرية في ايران في ذلك اليوم، وكما يتضح من رسالته لا هم له الا ابراز ما يسميه الصرف الايراني على الفلسطينيين في وقت يعيش فيه الايرانيون حالات فقر وبؤس. ويصل في نهاية رسالته الى الاعراب عن خجله امام الاسرائيليين لأن جانبا من ابناء شعبه ينشغل في اشعال فتيل الحرب بين الاسرائيليين والفلسطينيين، واياديهم ملطخة بدماء الاولاد والابرياء في اسرائيل وغزة، على حد تعبير الرسالة. وحسب رأيه "فان من يريدون تدمير اسرائيل هم ليسوا الغالبية وانما مجموعة من المقربين والمرتزقة التابعين للنظام الدكتاتوري وغير الانساني، وهؤلاء لا يمثلون الشعب الايراني".
40% من مقطورات القطار الخفيف في القدس معطلة
كتبت "يسرائيل هيوم" انه بسبب رشق الحجارة المتكرر على القطار الخفيف في القدس، تبقى لدى الشركة التي تقوم بتفعيل القطار، 14 مقطورة فاعلة فقط، من أصل 23 مقطورة، اما البقية، والتي تشكل نسبة 40% من مقطورات القطار الخفيف، فقد اصيبت بأضرار وتحتاج الى تصليح، علما ان وتيرة التصليح تفوق وتيرة الأضرار اليومية. وتم يوم امس اصابة اربع مقطورات خلال خمسة حوادث رشق للحجارة.
اسرائيل طورت صاروخا مضادا ليحنوط
كشفت "يسرائيل هيوم" ان سلاح البحرية الإسرائيلي أجرى، قبل عدة أشهر، تجربة ناجحة لمنظومة صواريخ "براك" المطورة، التي تهدف الى مواجهة صواريخ "يحنوط" الروسية. وجرت التجربة في اطار تطوير المنظومة الدفاعية لسلاح البحرية، والتي تهدف الى تزويد السفن الحربية بمنظومة تحميها من صواريخ كروز. كما تتيح هذه المنظومة للسفن حماية منشآت التنقيب عن الغاز في البحر.
وحسب ما سمح بنشره، فقد تم خلال التجربة اطلاق صاروخ من البحر، يمثل الصاروخ الروسي المتطور، ومن ثم تم اطلاق صاروخ "براك" من الأسطول البحري، فنجح باعتراضه. وقالت مصادر امنية ان الجهاز الأمني يعمل على تطوير هذه المنظومة منذ سنوات، وانه يعتبر ذلك مسألة حتمية بسبب تزود سوريا، وربما حزب الله، ايضا، بالصواريخ الروسية المتطورة، التي يمكنها اصابة السفن الإسرائيلية ومنشآت الغاز.
يعلون: "نحن هنا الى الأبد"
كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان وزير الامن، موشيه يعلون، قام مساء امس الاحد، بزيارة الى المدرسة الدينية القائمة في منطقة حائط المبكي في الحي اليهودي في القدس، وأثنى على المدرسة "التي تخرج افواجا من الجنود ومن ثم المواطنين الذين يسهمون في امن اسرائيل" على حد تعبيره. وتحدث عن عملية الجرف الصامد في غزة وقال "ان شعب اسرائيل واجه في الصيف اختبارا لأنه في مثل هذه المعارك، فان من يقف في الاختبار هو قدرتنا على الصمود كمجتمع وكشعب. ولقد اثبتنا لعدونا انهم لا يملكون فرصة استنزافنا، لأن المجتمع الاسرائيلي قوي وشعب اسرائيل يتجند كي لا يستسلم ولا ينكسر".
واضاف: "ان ما اثبتناه خلال العقد ونصف العقد الأخيرين، أي منذ عملية "السور الواقي" هو اننا هنا الى الأبد، ولن يخيفوننا لا بالإرهاب ولا بالصواريخ، ونحن نعرف كيف نرد الحرب ضعفين. لن يخيفوننا بما يسمى حرب الاستنزاف او محاولة المس المتعمد بمواطنينا، لأننا نجيد رد الحرب ضعفين".
وحسب ادعاء يعلون فقد "اثبتت اسرائيل خلال الجرف الصامد ان قيمها الأساسية هي قدسية الحياة وقيم التبادلية وتعاضد الاسرائيليين، وان هذا كله تجسد في اظهار القوة الداخلية خلال الجرف الصامد". وكان يعلون قد زار امس الأحد مستوطنات هار براخا وهيلي وبيت ايل والتقى السكان وقادة المستوطنات في عرائش عيد العرش.
مقالات
الرافضون هم الوطنيون الحقيقيون
في مقالة نشرها في صحيفة "هآرتس" يكتب الرقيب (ر)، انه وقع قبل شهر، مع 42 جنديا وضابطا من خريجي وخريجات الوحدة 8200، على رسالة يعلنون فيها رفض المشاركة في العمليات الاستخبارية ضد الفلسطينيين، ويرفضون مواصلة استغلالهم كأداة لتعميق الحكم العسكري في المناطق.
ويقول: "ان قرار الرفض ليس سهلا، وترافق بكثير من التخبط والمصاعب والمخاوف. ومع ذلك فقد كان من الواضح لنا جميعا اننا نقوم بهذه الخطوة من خلال الشعور بالقلق على الدولة، ومواطنيها الذين يواصلون القتل والموت. لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة ليئير بينك، اذي نشر مقالة بعنوان "اليساريون ليسوا رافضين" ("هآرتس" 5.10)، حيث يرى فارقا جوهريا بيننا، نحن الموقعون على الرسالة، وبين "اليساريين الصهاينة الذين يحبون الدولة" والذين "يعتبر امن الاسرائيليين في مقدمة اولوياتهم" و"يتجندون للاحتياط حتى في الأماكن التي لن تخضع لسيطرة اسرائيل".
لقد تجندنا نحن أيضا، من خلال التفكير بأنه باستثناء "الأمر الذي تحلق فوقه راية سوداء"، فإننا سننفذ كل أمر حتى وان كان ذلك على مضض. لكن خدمتنا في الوحدة 8200 جعلتنا نفهم، ان المشكلة لا تتعلق بعدة حالات منفردة، كتلك التي نشر عنها مؤخرا في وسائل الاعلام. فالحقيقة هي ان راية سوداء ضخمة حلقت فوق كل الجهاز الذي خدمنا فيه، وهي تواصل التحليق منذ 47 عاما، باعتزاز وفخر، فوق النظام العسكري المفروض على الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية.
لقد تجندنا من اجل الدفاع عن الدولة، وليس من اجل الانشغال في السياسة، ولكننا نعرف اليوم، ان حكومة اسرائيل فرضت على الجيش مهمة سياسية هي تعميق السيطرة العسكرية واضعاف المجتمع الفلسطيني، كي لا يتمكن من تحسين اوضاعه، فيتم بذلك الحفاظ على الوضع الراهن. وهذه مهمة تتعارض مع ضمائرنا. كما انها تتعارض مع قيم الديموقراطية الأساسية وحقوق الانسان، وتمس بأمن اليهود والفلسطينيين، وتمنع الفلسطينيين من العيش بكرامة.
نحن نعرف حجم التناقض بين استمرار السيطرة العسكرية على ملايين البشر وبين الطموح الى السلام والأمن. لقد تعلمنا معرفة الثمن الثقيل للفساد الأخلاقي الذي يجبيه النظام من الذين يشاركون فيه.
في مقالته يلمح بينك الى أننا نعمل، كادعائه، من منطلق الكراهية والسخرية، لكن العكس هو الصحيح: فالرافضين على مدى الأجيال، ومن بينهم أنا ورفاقي ورفيقاتي، نعمل من منطلق القلق على المجتمع الذي نعيش فيه. نحن نفهم ان تعزيز النظام العسكري لا يخدم مجتمعنا. نحن نفهم ان الاحتلال والسلب والاهانة، حتى وان كان يجري منذ 47 عاما، ليست اعمالا مشروعة يمكن مواصلتها في اطار نظام يرغب بأن يكون ديموقراطيا. الرافضون هم أناس شرفاء، يعملون من أجل المجتمع، وعلى معرفة سياسية كافية ليفهموا أبعاد خطواتهم.
ربما من المناسب بالمعسكر الذي يطمح بينك الى التحدث باسمه، النظر الى الواقع بعيون مفتوحة ويسأل نفسه عما اذا كنا نسير على الطريق الصحيح. هل يؤدي الرفض، كما يدعي بينك، الى "تقويض اسس الدولة"، او ان السيطرة العسكرية على ملايين البشر المحرومين من حقوقهم الأساسية هي التي تسبب ذلك. انه نظام يديره الجيش باسمنا، وكلنا نتحمل جزء منه.
رسالة السيسي الى اسرائيل: الطريق الى العالم العربي تمر عبر رام الله
في تحليله لخطاب السيسي في مؤتمر اعادة اعمار غزة، يكتب المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس" براك ربيد، ان خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي انعقد في القاهرة، كان أحد أهم الخطابات التي القاها زعيم عربي في السنوات الأخيرة. لقد تحدث السيسي اولاً الى الجمهور الإسرائيلي، ومن ثم الى حكومة نتنياهو. ودعا الى تبني مبادرة السلام العربية ودفع اقامة الدولة الفلسطينية من اجل انهاء الصراع، وقال "إن السلام هو الذي سيحقق الاستقرار والنمو".
لقد أظهر السيسي حساسية ومعرفة بتشكك المواطن الإسرائيلي المتوسط بشأن العملية السلمية، لكنه ذكّر، أيضا، اولئك الاسرائيليين بماهية مبادرة السلام العربية التي امتنعت الحكومات الاسرائيلية عن التطرق اليها بشكل جدي وايجابي منذ نشرها في عام 2002. لقد قالت رسالة السيسي الى الرأي العام في اسرائيل بأن هناك شريكا وان التقدم نحو اقامة الدولة الفلسطينية ينطوي على اتفاقيات سلام وعلاقات دبلوماسية وتطبيع مع عدد كبير من الدول العربية.
ولكن خطاب السيسي حمل، أيضا، رسالة الى بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان وغيرهما في الحكومة الإسرائيلية الذين يحلمون في الأسابيع الأخيرة بعملية سلام تلتف على الفلسطينيين وتخلو من التنازلات، عملية يجتمع فيها الاسرائيلي والسعودي والكويتي والمغربي، ويعقدون علاقات وصفقات بينهم، فيما يتواصل الوضع الراهن في الضفة الغربية، واقع الاحتلال والاستيطان.
لقد ذكّر السيسي رئيس الحكومة الاسرائيلية بأن عملية السلام لا تشمل وجبات مجانية وتخفيضات شخصية او تنزيلات آخر الموسم. اذا اراد نتنياهو ادارة علاقات اسرائيلية مع السعودية والامارات المتحدة ومصر والأردن داخل خزانة او تحت الطاولة، بواسطة الجنرال عاموس غلعاد، من وزارة الأمن، او شبه الدبلوماسيين من قسم العلاقات الخارجية في الموساد، كما يفعل اليوم، فليست هناك مشكلة، ولكن إذا أراد علاقات طبيعية، فعليه أن يفهم أن الطريق الى الرياض وابو ظبي وعمان تمر عبر رام الله.
السيسي لا يملك الكثير من الحلفاء في الحكومة الحالية في اسرائيل. وزيرة القضاء تسيبي ليفني اوضحت، امس، لكل من اراد الاستماع، لماذا تشكل عدم دعوة اسرائيل الى مؤتمر القاهرة، دليلا على وضعنا السياسي المتدهور. "انهم لا يريدوننا هناك بكل بساطة. لقد تحدثوا هناك عن اسرائيل دون أن تتواجد وهذا سيء جدا". وتوجه ليفني انتقادها مباشرة الى رئيس الحكومة نتنياهو، حيث قالت: "اقول ذلك لأولئك الذين يبيعوننا انه من المهم التعاون مع الدول العربية، ولكنهم ليسوا على استعداد للقيام بالخطوة المطلوبة فيما يتعلق بالعميلة السلمية". وتؤكد: "بدون مفاوضات جدية مع الفلسطينيين لن تتولد حالة يكون فيها التعاون مع الدول العربية كاملا وحقيقيا".
ولكن اهمية خطاب السيسي لم تكمن في التصريحات التي شملها فحسب، وانما في المتحدث نفسه. فالسيسي هو الزعيم العربي المقبول والاكثر شعبية بالنسبة للحكومة والشعب في اسرائيل منذ ايام السادات والملك حسين. بالنسبة للكثير من الاسرائيليين فان حقيقة وصوله الى السلطة عبر انقلاب عسكري، وعدم احترامه للديموقراطية والتحرر، ليست مسائل تسجل لحسابه.
ويرى الاسرائيليون بأن السيسي ليس محمود عباس الذي يتحدث عن ابادة شعب وجرائم حرب تنفذها اسرائيل في غزة. وهو ليس اردوغان الذي يدعي ان اعمال اسرائيل في غزة اسوأ من اعمال هتلر في المحرقة، وهو ليس حتى الملك الأردني عبدالله، الذي يكثر الوزراء من الحديث كل عدة أشهر عن التخوف بشأن استقرار نظامه.
في اليمين والوسط وفي غالبية اليسار الاسرائيلي، بدء من السياسيين وكبار المسؤولين في الجهازين السياسي والأمني، وحتى المواطن البسيط في الشارع، يعتبرون السيسي حليفا يمكن عقد صفقات معه في سلسلة من المصالح المشتركة. الاسرائيليون يعتبرونه زعيما قويا يحقق النظام في مصر ويعيد الاستقرار الى الدولة ويحافظ على اتفاق السلام، ورجل أمن يحارب حماس في غزة والاخوان المسلمين في القاهرة "بدون المحكمة العليا وبدون مركز بتسيلم". ولذلك فانه عندما يتحدث السيسي، فان الاسرائيليين، في الحكومة والكنيست، وكذلك اولئك الذين يجلسون امام التلفزيون في البيوت، يستمعون ويصغون ويستوعبون.
والسؤال الذي يطرح هو هل سيواصل الرئيس المصري محاولة دفع السياسة التي تحدث عنها في خطابه في القاهرة، امس، بشكل فاعل، او ان المقصود حدثا لمرة واحدة. احد سابقيه في المنصب، حسني مبارك، زار اسرائيل مرة واحدة خلال 30 سنة – خلال مشاركته في جنازة رئيس الحكومة يتسحاق رابين. هل سيتحلى السيسي بالجرأة على زيارة القدس كي يدفع العملية السلمية؟ يصعب معرفة ذلك.
غولدة والتمسك بالمناطق
يكتب أمير اورن في "هآرتس" عن اللقاء الذي جرى في الثالث من تموز 1973، في ولاية كاليفورنيا، بين السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، سمحا دينتس، ومستشار الأمن القومي الأمريكي هنري كيسنجر، والذي تمحور حول اطلاع رئيسة الحكومة الاسرائيلية غولدة مئير حول الخلاف الذي جرى بين الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون، والرئيس السوفييتي ليونيد بريجنييف، حول صيغة لتذويب الجمود السياسي الإسرائيلي – العربي، والذي حذر السوفييت من أنه سيشعل الحرب.
وقال كيسنجر خلال ذلك اللقاء، ان مصر تريد منا ان نوافق على اننا نفهم بأن المادة التي تتحدث في قرار مجلس الأمن رقم 242 عن تغيير حدود الرابع من حزيران 1967، تسري فقط على الأردن، بينما تطالب مصر بالانسحاب الكامل. وقال دينتس ان السوفييت المحوا بأشكال عدة بأنهم لا يستبعدون اجراء تغيير على الحدود، ولكن على الجبهة الشرقية فقط، في الأردن. اما في مصر فيجب ان يكون الانسحاب كاملا. وغولدة لن توافق على صيغة لا ترفض العودة الى حدود 1967.
ويقول الكاتب: "هذا هو ملخص قاعدة حرب يوم الغفران التي وقعت بعد ثلاثة أشهر: رفض اسرائيل الانسحاب الكامل من سيناء وبشكل جزئي من الضفة، مقابل اتفاق – عملية غير حربية تقود الى السلام. لم يتم ضمان المقابل العربي، ولكن الرفض الإسرائيلي لدفع الثمن المطلوب، حتى ولو حصلت على المقابل المطلوب، كان مطلقا.
هذا لا يعني ان المطلب المصري – الذي وافق عليه مناحيم بيغن لاحقا – كان عادلا، اذا كانت هناك عدالة في العلاقات بين الدول. ولكن بما اننا في فصل اكتوبر، والاجواء تعج بالروايات التي تلقي بظلالها على الحاضر، فلا مفر من وضع الأمور في نصابها الصحيح.
من يسأل بعد 41 عاما لماذا لم يتم منع حرب يوم الغفران، يحصل عادة على الردود المفصلة، ولكن الرد الحقيقي والشامل هو ان منع الحرب لم يكن هدفا قوميا هاما بالنسبة للحكومة الاسرائيلية. صحيح انها غالبا، لم تسع الى حرب أخرى، فالحرب تعتبر ضائقة، ولكنها ضائقة اقرب الى الازعاج من الكارثة. لقد كان هدف غولدة وحكومتها هو البقاء في المناطق الفلسطينية، حتى لن لم يكن فيها كلها. لقد قيل لأنور السادات نقلا عن غولدة، وبواسطة كيسنجر، والمستشار الالماني الغربي ويلي براندت وآخرين، ان اسرائيل لن تنسحب ابدا من شرق سيناء. وهي بذلك تركت امامه خيارا بسيطا: الاستسلام او الحرب. ولذلك فانها لم تفكر، ايضا، باستغلال الفرصة الأخيرة لمنع الحرب على سيناء والجولان – وليس لتدمير اسرائيل – من خلال تبني سياسة اخرى، تتفق مع رسالة يوم الغفران التي حولها اليها (الجاسوس) اشرف مروان بواسطة الموساد.
في حزيران 1967، اضيف درع الى الجسد الإسرائيلي: مناطق دفاعية (سيناء، هضبة الجولان، غور الأردن) من شأنها حماية الأعضاء الحيوية في مواجهة العدو. وكانت حكومة ليفي اشكول تنوي استبدال هذا الدرع  بالسلام والاعتراف وتطبيع العلاقات، إلا أنها سرعان ما ندمت، واشتد التراجع عن ذلك في عهد حكومة غولدة. فقد تم لحم هذا الدرع، بما في ذلك المخاطرة بالإسرائيليين الذين سكنوا على خطوط التماس الجديدة (في مستوطنات الجولان ومعاقل السويس)، الى الجسد دون أي انفصال. ووصل الأمر حد موافقة اسرائيل، مقابل رفضها للمبادرات الأجنبية للتخلص من هذا الدرع، على تقييد تفعيلها للسيف الذي حصلت عليه للدفاع عن نفسها.
ففي اكتوبر 1970 التزمت غولدة مقابل حصولها على سلاح متطور، على التخلي عن خرق اتفاق وقف اطلاق النار في قناة السويس، والامتناع عن استخدام هذا السلاح لقصف اعماق الاراضي المصرية.
خلافا للاعتقاد السائد، فان خط الدفاع الأول في مواجهة الحرب هو ليس استخباراتيا وانما سياسيا. على السياسيين احباط مسببات الحرب؛ استبدال "ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" بـ "يتم ترتيبه بالعقل". الاستخبارات هي الخط الثاني فقط، الذي يسمع من الحكومة تساؤلات مثل "هل يمكن" و"لماذا" ويحاول أن يشرح لها وللجيش من وماذا ومتى وكيف وأين. اما الخط الثالث والأخير، فهو العسكري. وهذه الخطوط الثلاثة انهارت في اكتوبر 1973. ولكن أم الأخطاء كلها، آنذاك كما هو اليوم، هي السياسة المتغطرسة، المستفزة التي تعتبر الحرب ثمنا مؤسفا ولكنه محتمل لقاء الهدف العلى: التمسك بالمناطق الفلسطينية.
ترميم غزة – ترميم الارهاب
يهاجم بوعاز بيسموط في "يسرائيل هيوم" مؤتمر الدول المانحة المنعقد في القاهرة، ويزعم انه سيدعم الارهاب لا بناء قطاع غزة. ويدعي بيسموط ان اعادة اعمار غزة يعتبر مصلحة اسرائيلية. وان المنطق يقول انه اذا كان الوضع لدى جاري جيدا، فسيكون كذلك لدي أنا أيضا. ولكن ما العمل اذا كان جاري الفلسطيني قد اختار في 2006 منح الغالبية في الانتخابات الديموقراطية للبرلمان لحركة حماس، وبعد سنة ونصف، في حزيران 2007، سيطرت حماس بالقوة على قطاع غزة، مدعومة بالقوة الانتخابية. ما حدث بعد ذلك هو مسألة للتاريخ، ولكن لأسفنا، مسألة حالية، أيضا.  ويضيف: مشكلتنا انه حتى بعد 51 يوما من الحرب القاسية في الصيف الماضي، لا يزال الجار الفلسطيني لا يفهم ان الطريق لإعادة اعمار غزة لا تمر عبر البنك (4 مليارات دولار) وانما عبر اخراج حماس من الصورة. هذه مسألة ليست بسيطة (ومن مثلنا يعرف ذلك)، ولكننا كنا نتوقع من السلطة أن تظهر دلائل اشمئزاز من الحركة المتمردة بدل احتضانها، كما انعكس الأمر في خطاب زعيم السلطة ابو مازن في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الخطاب الذي لاءم نفسه للرياح العامة التي تهب من غزة (افق سياسي؟).
لقد تجند العالم في القاهرة، امس، من اجل غزة. وانعقد مؤتمر الدول المانحة في سبيل تجنيد الأموال من اجل الشعب في غزة. ولا توجد لدى اسرائيل أي مشكلة في ذك، وللحقيقة، ولمن نسي، فقد تحولت اسرائيل في مؤتمر باريس في عام 1994 الى مجندة للأموال من اجل الفلسطينيين بعد اتفاق اوسلو. ولمن نسي، كانت تلك الأيام التي لعب فيها عرفات دور "ملالا" الفتاة الباكستانية (هل تتذكرون جائزة نوبل للسلام؟) ومرت عدة سنوات حتى فهم العالم ما الذي فعله عرفات بالمال. كنا في حينه اكثر سذاجة، ولكن اليوم يصعب ايهامنا بأن الدولارات المعدة للأنفاق تهدف الى البناء.
لقد مرت عدة سنوات منذ توقيع اتفاق باريس، وبالنسبة للعالم لا يزال الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر المشاكل في الشرق الاوسط، وربما في كشمير (..)
لو كان هناك من يمكنه اقناعنا بأن الأموال ستخدم المواطن الغزي، لربما كنت أنا، ايضا، سأقوم بتحويل تبرع متواضع. سيما ان الجار القريب افضل من البعيد. ولكن عندما لا تزال حماس قوية في الصورة، وابو مازن ينافس هنية على من يكون اكثر تطرفا في سياسته ازاء اسرائيل، كي يسيطر على قلب الناخب الغزي، من الواضح مدى عدم مجيء مؤتمر الدول المانحة، ايضا، من اجل بناء شرق اوسطي جديد ولا حتى غزة جديدة.
يصعب على العالم الفهم بأن لدى الاسرائيليين مصلحة كبيرة بأن تكون اوضاع الغزيين جيدة – لأننا متجاورين، وعندما يعطس الغزي يتحتم علينا تنظيف الأنف، وبالعكس. هذه ليست الحالة البريطانية ولا الروسية ولا الفرنسية ولا الكورية. 4 مليارات دولار لسكان غزة؟ نعم! ولكن 4 مليارات دولار لإرهاب حماس؟ لا! ليتنا كنا نستطيع شراء السذاجة بالمال. ما العمل اذا كان هذا المنتوج قد انتهى لدينا.
مؤتمر القاهرة. حماس وصلت الى باب موصود
يكتب د. رؤوبين باركو في "يسرائيل هيوم" ان القاهرة صخبت وفرحت. فممثلي 50 دولة و20 تنظيما دوليا، بمشاركة ابو مازن ورئيس حكومة "الوفاق" رامي الحمدالله، اجتمعوا لمناقشة اعادة اعمار غزة. ابو مازن يشعر آمنا في القاهرة، ولكنه لا يشعر كذلك في غزة، ولذلك ارسل الحمدالله الى هناك. ومن على مقعده الى جانب السيسي تضامن مع معاناة شعبه في غزة ووعد بترميم الأضرار التي سببتها اسرائيل.
في خطابه امام الحضور، ومن بينهم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، ووزيرة خارجية السويد (التي سارع رئيس حكومتها الى الاعلان بأن السويد ستدعم القرار الفلسطيني "الخاطف" بدون مفاوضات سلام مع اسرائيل)، كرر ابو مازن جوهر  خطابه امام الأمم المتحدة، ومن بين ذلك الانسحاب الإسرائيلي الى حدود حزيران 67. واستعرض ما يسميه "جرائم اسرائيل" واتهمها "بصب الزيت على لهيب الصراع" وتحول الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني الى صراع ديني. وحسب اقواله فان اسرائيل تمس بالمسيحيين والمسلمين في القدس وانها في تآمرها على تقسيم المسجد الأقصى بالتعاون مع المستوطنين ووزراء في حكومة اسرائيل، تقوم بعمل استفزازي يهدد المنطقة كلها.
لقد عرض "الرئيس" الحاجة الى المساعدات الدولية والعربية بحجم اربعة مليارات دولار لترميم قطاع غزة، كجزء من اعادة اعمار كل "فلسطين" بما في ذلك القدس الشرقية والضفة، والتزم بتنفيذ هذه المشاريع بشفافية وبتنسيق. وكان في ذلك تلميحا الى تقليد الفساد المعروف في السلطة الفلسطينية ولدى حماس، الذي يهتم بالإرهاب والمقربين.
اما خطاب الرئيس المصري فكان جوهريا، وأشار الى التضامن بين الفلسطينيين والمصريين، ولكنه اكد ان اعادة اعمار غزة لن ينجح بدون وقف اطلاق النار الدائم والمستقر، وبدون سيطرة السلطة الفلسطينية بشكل فعلي على قطاع غزة ومعابره. وفي تلميح كبير شجب السيسي حماس باعتبارها انتهازية تعمل ضد الشعب الفلسطيني من اجل تحقيق اجندة تتعارض مع طموحه.
هذا هو جوهر الموضوع. لقد اعرب متحدثون فلسطينيون عن غضبهم ازاء التصريحات الأخيرة لنشطاء حماس، والذين قالوا ان الحركة مستعدة لاستئناف الحرب في كل لحظة. يبدو ان المطلب الموجه ظاهريا الى اسرائيل بضمان عدم تكرار الدمار، موجها في الواقع الى حماس.
حركة حماس تتواجد حاليا في ادنى السلم. واذا وصلت أموال الترميم عبر السلطة الفلسطينية، فسيتم دفع حماس الى الهامش، وستعود السلطة الى القطاع. واذا لم تصل الأموال ستبقى حماس تواجه ضائقتها امام الجمهور.
المتحدث باسم فتح احمد عساف بدا عابسا: الولايات المتحدة تتبرع لترميم غزة بمبلغ 121 مليون دولار، وهو مبلغ يفوق كل ما ستدفعه "الاخوات" العربيات، بل ان بان كي مون اعلن بأن مؤسسات الأمم المتحدة ستدفع 1.2 مليون دولار. لكن قطر تدفع مبالغ ضخمة لقناة "الجزيرة" كي تثير الفتنة بين العرب، وليست مستعدة بجدية للمساعدة في الترميم بإشراف السلطة (وعدت بمليار دولار).
صحيح ان قطر مولت بناء الأنفاق وتسليح حماس والتنظيمات الاسلامية الأخرى في المنطقة. ومؤخرا فقط حولت هبة بقيمة 25 مليون دولار الى جبهة النصرة، على أساس "فدية" لتحرير المخطوفين من قوات فيجي الدولية. اما ان تساعد السلطة الفلسطينية وتسقط حماس، فهذا لا تفعله.
الوعود شيء والفعل شيء آخر والصبر جيد. اوروبا تواجه الافلاس، امريكا تواجه ازمة اقتصادية، الدول العربية تمر في حالة فوضى والشتاء قريب. حماس لن تتخلى عن سلطتها وسلاحها. وفي هذه الأثناء، كما قال عرفات، سيضطر ابو مازن الى تبليط بحر غزة او الشرب من مائه.
حماس ترفع الثمن
يكتب المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت"، اليكس فيشمان، ان حركة حماس تنوي ابتزاز اسرائيل في المفاوضات حول أشلاء جثتي الضابطين الاسرائيليين تماما كما فعلت في قضية غلعاد شليط. ويتضح من تصريحات قادة حماس في الأسابيع الأخيرة ومن المعلومات الأخرى ان التنظيم لم يستوعب وضعه الحقيقي على الحلبة الاقليمية، ويستعد لتحويل المفاوضات حول أشلاء الجثتين الى حملة لإهانة اسرائيل وتضخيم انجازات حماس في عملية "الجرف الصامد"، حتى وان كان سلوكها هذا سيؤثر على وتيرة ترميم قطاع غزة.
خلال المحادثات التي جرت قبل وقف اطلاق النار، وقبل الاعلان عن انتهاء الحرب، بدأ الطرفان اتصالات لإجراء صفقة ممكنة يتم خلالها اطلاق سراح اسرى فلسطينيين مقابل جثتي الضابطين المختطفين خلال حرب غزة. وانطلقت المحادثات من نقطة تتكهن بأن حماس ستحاول اطلاق سراح اسراها من السجون الاسرائيلية، بينما ستسعى اسرائيل الى حصر الصفقة بالأسرى الذين تم اعتقالهم خلال عملية "الجرف الصامد".
لقد حاولت اسرائيل، منذ البداية، استغلال هذه الاتصالات لصالح قناة المفاوضات العامة حول وقف اطلاق النار مع حماس، وخلق وضع يتم فيه الربط بين التقدم في مفاوضات وقف اطلاق النار وبين اعادة الجثتين. وكان يفترض ان يكون الثمن الذي ستدفعه اسرائيل جزء من ثمن الصفقة الشاملة لوقف اطلاق النار الدائم، لكن حماس عارضت ذلك بشدة وطالبت بإجراء مفاوضات حول الجثتين عبر قنال منفرد، بدون أي علاقة بمفاوضات وقف اطلاق النار، وهذا هو ما حدث في نهاية الأمر.
لقد ارادت حماس التقاء اسرائيل لوحدها، من دون الرعاية المصرية للمفاوضات، ومن خلال وسطاء يتراكضون من حولها كما في السابق. ومنذ اللحظة التي تراجعت فيها اسرائيل ووافقت على شرط حماس، تولدت الحاجة السريعة الى تعيين رئيس لطاقم المفاوضات المكلف معالجة قضايا الأسرى والمفقودين. وتم تعيين الكولونيل (احتياط) ليؤور لوطن، لهذا المنصب، ليبدأ مهامه على الفور.
في الأسبوع الأخير بدأت حماس بشن حرب نفسية، لا تتخلى فيها عن أي خديعة انطوت في السابق على المجتمع الاسرائيلي. وبدأت بإطلاق سلسلة من التصريحات التي تلمح الى امكانية حيازتها لأكثر مما نعرفه، وان ادعاء اسرائيل بأن المقصود اشلاء جثث هو مجرد اكذوبة. وفي الواقع تتجاهل حماس حقيقة اعلان اسرائيل عن وفاة الضابطين هدار غولدين واورن شاؤول. وفي لقاء نشرته صحيفة "القدس" مؤخراً، مع مصدر في حماس قال: "لدينا مفاجآت اخرى لإسرائيل". واضاف: "اذا واصلت اسرائيل اظهار الرفض والاعتماد على المعلومات الخاطئة المتوفرة لديها، فانه من المتوقع ان تكون المفاوضات صعبة وطويلة".
ان صيغة شليط تتكرر في كل ما يتعلق بتحرير المعلومات. فقادة حماس يعودون ويقولون في كل فرصة انهم سيطالبون اسرائيل بدفع ثمن مقابل أي معلومة تتعلق بمصير الجنديين. اذا كانت تريد معرفة حالة المخطوفين، فعليها ان تدفع الثمن اولا. وكما حدث في صفقة شليط فان الهدف هو تحطيم الجمهور الاسرائيلي نفسيا من خلال نشر شائعات تقول ان حماس تملك اكثر من مجرد اشلاء جثث.
باتجاه الداخل تعرض حماس صورة لصفقة تبادل كبيرة، وتخلق توقعات في صفوف الجمهور الفلسطيني بشأن تحقيق انجازات مثيرة واطلاق سراح عدد كبير من الأسرى. وهناك خدعة نفسية اخرى بتنا نراها اليوم في شوارع غزة، تتمثل في تعليق صور ضخمة للجندي اورن شاؤول. ذات مرة كانت الصور لشليط، والتي ذكرت الجمهور الفلسطيني بإنجازات حماس واهانة اسرائيل، وخلقت توقعات بصفقة كبيرة. والآن يتكرر الأمر مع المحارب من كتيبة جولاني الذي قتل خلال الهجوم على المصفحة، واعتبر مكان دفنه غير معروف.
المرحلة الثانية من محادثات وقف اطلاق النار التي سيتم خلالها طرح مسائل مثل بناء ميناء بحري ومطار في غزة مقابل تجريد القطاع من السلاح، يفترض ان تبدأ في 28 تشرين اول الجاري في القاهرة. ويمكن الافتراض بأنه في موعد قريب من هذا التاريخ ستستأنف بشكل رسمي، ايضا، الاتصالات لإعادة اشلاء الجثتين الى اسرائيل. وهذا امتحان آخر لأعصاب المجتمع الاسرائيلي، وبشكل خاص لأعصاب القيادة الاسرائيلية.
بين المفاوضات واعادة الاعمار
يعارض الجنرال (احتياط)  غيورا ايلاند، في مقالة ينشرها في "يديعوت احرونوت" الربط بين اعادة اعمار قطاع غزة واستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، كما يعارض العودة الى المبادرة العربية في ظل الظروف الحالية في الشرق الاوسط. ويكتب "ان الكثير من المتحدثين في مؤتمر القاهرة، ومن بينهم الرئيس المصري ووزير الخارجية الامريكي، يسعون الى استغلال المؤتمر لصالح استئناف المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية حول الاتفاق الدائم. وتنضم اليهم في ذلك وبتحمس جهات سياسية اسرائيلية، وهناك من يستغلون التصريح الغامض لرئيس الحكومة في الأمم المتحدة، من اجل الحث على تبني مبادرة السلام العربية.
"كالعادة، تولدت هنا حالة ارتباك زائدة. ويحتم الأمر اجراء تمييز واضح بين ثلاثة قضايا رئيسية: اعادة اعمار غزة، استئناف المفاوضات والمبادرة العربية. ما هي السياسة الصحيحة بشأن غزة؟ لا توجد لنا أي مصلحة اقليمية، اقتصادية او سياسية في غزة. مكانة السلطة الفلسطينية في غزة هي شأن فلسطيني داخلي، او عربي داخلي، او دولي، ولكنها ليست شأنا اسرائيليا. بالنسبة لغزة لدينا مصالح أمنية فقط، وهي تحقيق الهدوء ومنع امكانية تضخم قوة حماس العسكرية مجددا. ولذلك، وبدون أي علاقة بمسألة غياب التواجد الإسرائيلي في مؤتمر القاهرة، يجب على اسرائيل اظهار رحابة صدرها والموافقة على توسيع النشاط الاقتصادي امام غزة، خاصة ما يتعلق بتزويد الكهرباء والوقود والماء (المحلاة).
وفوق هذا يمكن لإسرائيل ان توافق، في المرحلة الثانية، على انشاء ميناء بحري في غزة. لكن اقامته يجب ان تشترط بخلق آلية موثوقة لتجريد القطاع من السلاح. وسيستغرق بناء الميناء سنوات، وسيثقل العمل فيه على رغبة حماس المستقبلية بإطلاق النار على اسرائيل وتشكيل خطر على المشروع الثمين، وفوق هذا كله، فان حقيقة وجود ميناء في غزة لا يعتبر مسألة خطيرة. فمن يقرر مستوى الخطر هو النظام البحري، ويمكن الموافقة على الميناء كجزء من صفقة شاملة.
لا توجد أي علاقة بين مسالة اعادة اعمار القطاع والمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، والتي وصلت الى باب موصود قبل نصف سنة، وقبل اختطاف الفتية الثلاثة وعملية الجرف الصامد. ولم تصل المفاوضات الى باب موصود  بسبب غزة او حماس، وانما بسبب الفجوات الكبيرة بين الجانبين حول مستقبل الضفة. وانا لا افهم لماذا يعتقد البعض ان الاتفاق في غزة يرتبط باستئناف المفاوضات، ولا افهم كيف يمكن التوصل الى حل الدولتين على اساس خطوط فشلت قبل 20 سنة.
هذا يقودنا الى الموضوع الثالث: المبادرة العربية لعام 2002. حسب هذه المبادرة، تعترف كل الدول العربية بإسرائيل بعد انسحابها الى حدود 67. ومن لا يفهم، فان الحديث ليس فقط عن انسحاب كامل من الضفة الغربية، وانما الانسحاب الكامل من هضبة الجولان، ايضا. هل هناك في اسرائيل من يمكنه الموافقة اليوم على الانسحاب الكامل من الجولان؟ من الواضح ان مبادرة الجامعة العربية في صورتها الحالية لا تشكل محركا لمفاوضات جدية مع اسرائيل.
من هنا يمكن استخلاص نتيجتين: الاولى، انه من الصحيح التعامل مع غزة كموضوع منفصل والموافقة بسخاء على كل طلب، طالما لا يتعارض مع المصالح الأمنية الاسرائيلية. والثاني ان استئناف المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية – في حوار مباشر او كجزء من ترتيبات اقليمية – يحتم طرح افكار جديدة. فكرة توسيع غزة باتجاه سيناء، التي نسبت الى الرئيس المصري تعتبر اتجاها مثيرا بلا شك. اما العودة الى نظريات قديمة ومعروفة، خاصة المبادرة العربية، فليس الا تضييعا للوقت.

 

 

التعليـــقات