رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 7 تشرين الأول 2014

الأربعاء | 08/10/2014 - 09:16 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 7 تشرين الأول 2014


البيت الأبيض لنتنياهو: "أخلاقنا هي التي دعمت القبة الحديدية"
ذكرت صحيفة "هآرتس" ان التصريحات بين الادارة الأمريكية ورئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو احتدت حول قرار البناء الاستيطاني الجديد في القدس الشرقية واستيلاء المستوطنين على بيوت اخرى في حي سلوان. ورد الناطق بلسان البيت الأبيض جوش أرنست، خلال المحادثة اليومية مع الصحفيين، أمس، على تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن الانتقاد الأمريكي للبناء في مستوطنات القدس الشرقية يتعارض مع القيم الأمريكية، قائلا انه تصريح "مستهجن، فالقيم الأمريكية هي السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تدعم اسرائيل بشكل لا هوادة فيه، كتمويل منظومة القبة الحديدية".
وكرر ارنست الانتقاد الأمريكي للبناء في المستوطنات وقال ان استمرارها "يبت رسالة مثيرة للقلق بشأن نوايا إسرائيل".
وفي اعقاب تصريح ارنست، قال رئيس المعارضة البرلمانية في إسرائيل، يتسحاق هرتسوغ "ان نتنياهو لم يترك بئرا في العلاقات مع الولايات المتحدة إلا وسقط فيه. رئيس الحكومة يتسبب مرة اخرى في صدام غبي وخطير مع الادارة الأمريكية، ومرة اخرى يسبب ضررا للمصالح الجوهرية لدولة إسرائيل ومواطنيها".
وكان نتنياهو قد ادعى خلال لقاء اجراه مع الصحفيين في نيويورك بعد انتقاد الولايات المتحدة لسياسة البناء والاستيطان في القدس الشرقية وحي سلوان، ان "معارضة البيت الأبيض لحق اليهود بامتلاك بيوت في القدس تتعارض مع القيم الأمريكية، وانا لا اتقبل هذا الانتقاد وهذا الموقف". وادعى نتنياهو ان "العرب في القدس يشترون منازل في القدس الغربية بشكل حر، ولم يقل أي احد بأن ذلك ممنوعا، وانا لا انوي القول لليهود بأنه يمنع قيامهم بشراء منازل في القدس الشرقية. هذه املاك خاصة وحقوق ملكية ولا يمكن ان تنطوي على تمييز لا ضد العرب ولا ضد اليهود. وهذا التصريح يتناقض مع القيم التي تؤمن بها الولايات المتحدة".
واضع مبادئ الجيش الاسرائيلي يبرر قتل الفلسطينيين في غزة
برر البروفيسور آسا كشير، احد واضعي "مبادئ الجيش الإسرائيلي" قتل الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة، واعتبره مشروعا وينضوي تحت مبدأ الدفاع عن النفس. وادعى كشير في مقالة نشرها في صحيفة "جويش ريفيو اوف بوكس" ان حماس هاجمت سكان اسرائيل بدون تمييز، وانه تم اطلاق النيران احيانا من مناطق مأهولة ومن المساجد، وتم تخزين الصواريخ في المساجد ومدارس الأونروا، وان قادة حماس عملوا اكثر من مرة من داخل قبو المستشفى، وان حماس خرقت بدون أي وازع من ضمير كل المعايير."
واضاف كشير: "علينا ادارة حربنا ضد الارهابيين بما يتفق مع قيمنا، أي النظريات والسلوكيات وأوامر فتح النيران والأوامر التي تتفق مع المبادئ الأساسية الإسرائيلية وقيم الجيش ومبادئه، والقانون الدولي".
وحسب كشير فان "إسرائيل تملك حق الدفاع عن النفس الى جانب الواجب الأساسي في الرد اذا هاجمت حماس مواطنيها. ولكنه الى جانب ذلك يتحتم عليها الحرص على كرامة الانسان خلال الحرب".
وادعى كشير ان إسرائيل واجهت مأزقا في التمييز بين المحاربين وغير المحاربين بسبب توجه حماس للحرب. ويحدد كشير انه في حال تواجد عدد كبير من المدنيين الى جانب مبنى استخدم للهجمات الارهابية، فان ذلك لا يوفر حصانة للمبنى، لأن إسرائيل لا تستطيع التخلي عن قدرتها على حماية مواطنيها لمجرد ان الارهابيين يختبؤون وراء غير المحاربين. فلو فعلت ذلك لكانت قد تخلت عن حق الدفاع عن النفس".
كما يحدد كشير ان على الجيش عدم المخاطرة بحياة جنوده في سبيل انقاذ حياة غير المحاربين في الجانب الثاني، بعد تحذيرهم عدة مرات من ترك ساحة الحرب. واذا فعل ذلك فان هذا السلوك سيكون مرفوضا من ناحية اخلاقية. ويدعم مهاجمة من يستخدمون كدراع بشري (أي المدنيين) كجزء من الهجوم على "نشطاء الارهاب". كما يحدد كشير ان موت الفلسطينيين خلال الحرب تتحمل مسؤوليته حماس لأنها ضحت برفاهيتهم (ببناء الانفاق بدل المدارس وما اشبه) وبحياتهم في الحرب غير المتناهية ضد إسرائيل".
على ذمة "يديعوت احرونوت": بدء ترميم قطاع غزة قبل التوصل الى اتفاق في القاهرة
ادعى المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان، في تقرير نشره اليوم، ان "اسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر بدأت بترميم قطاع غزة، بدون مفاوضات رسمية في القاهرة، وبدون تصريحات دراماتيكية وبدون توقيع اتفاق". وكتب انه خلال عشرة ايام ستبدأ بالوصول الى غزة رواتب مستخدمي سلطة حماس، والتي كانت احد اسباب الأزمة الامنية التي قادت الى "الجرف الصامد"، وخلال شهر ستدخل الى القطاع كميات كبيرة من المواد الخام ومعدات البناء، وسيتم انشاء مباني اسكانية لقرابة 50 او 60 الف فلسطيني بقوا بدون منازل.
وأضاف انه تم الاتفاق في الأيام الأخيرة، بين رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله ومنسق شؤون الحكومة في المناطق الجنرال يوآب مردخاي، على تفعيل آلية المراقبة الخاصة بإدخال مواد البناء الخام للقطاع الخاص، بهدف منع تسرب المواد الى الذراع العسكرية لحماس. وصادقت إسرائيل على نشر قوات أمن السلطة الفلسطينية على معبري كرم ابو سالم وايرز، فيما صادقت مصر على نشر هذه القوات على معبر رفح. ويوم الخميس المقبل، ستصل حكومة المصالحة بتركيبتها الكاملة من رام الله الى غزة لفحص حجم الضرر والتنسيق مع حكومة الظلال – حماس، التي ستواصل ادارة شؤون القطاع، بشأن الاليات التي صودق عليها لدخول رجال السلطة لتنفيذ عمليات الترميم.
والى ان يتم ترتيب مسألة تحويل الرواتب بشكل منظم وثابت، سيتولى تحويلها حاليا، مبعوث الأمم المتحدة روبرت سري، والذي سيقوم بتحويل الاموال الى بنوك غزة كي توزعها على المستخدمين بناء على قوائم الاسماء المقبولة على السلطة الفلسطينية. وسيتم توزيع الأموال تحت اشراف رجال السلطة الفلسطينية وممثلي الاتحاد الأوروبي. اما رجال كتائب عز الدين القسام فسيتلقون رواتبهم من ميزانية حماس. والى ان يتم الاتفاق ستصل الاموال من حكومة قطر التي التزمت بتحويل 15 مليون دولار شهريا لدفع رواتب 40 الف مستخدم. وبعد مرور اربعة اشهر، يفترض بلجنة مشتركة تضم ممثلين عن الاتحاد الاوروبي والسلطة الفلسطينية فحص مدى الحاجة الى 17 الف مستخدم، كي يتم تقليص التكاليف. وسيسمح هذا الاجراء لحكومة رام الله بتحويل الاموال مباشرة الى غزة.
في مسالة آلية مراقبة البناء في القطاع الخاص، والتي تم الاتفاق عليها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تم الاتفاق على اسماء 300 مقاول مرخص في القطاع، سيتم منحهم صلاحية الحصول على الحديد والاسمنت وبقية مواد البناء الاخرى بناء على المشاريع التي سيعرضونها. وسيشرف مراقبون من اوروبا والسلطة على تقدم العمل في هذه المشاريع واستخدام مواد البناء. وفي حال ظهور خلل في استغلال مواد البناء من قبل هذا المقاول او غيره، سيتم سحب رخصته. في المقابل سمحت إسرائيل لتنظيمات الغوث الدولية بمضاعفة اعمال البناء والترميم التي تقوم بها.
وسمحت إسرائيل قبل راس السنة العبرية، بسفر 500 مواطن من غزة يوميا الى القدس والضفة. وتم البدء بتنفيذ ذلك في عيد الاضحى. وبناء على الخطوط المصرية، ايضا، تسمح اسرائيل بتصدير الفواكه والخضار من القطاع الى الضفة، الامر الذي يشكل تسهيلا اقتصاديا هاما لسكان القطاع. الى ذلك ابلغت الخارجية الامريكية اسرائيل بأن وزير الخارجية جون كيري سيبدأ بعد انتخابات الكونغرس محاولة ثانية لفتح مفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.
"يسرائيل هيوم" تدعي ان حماس تسعى الى اقامة خلافة اسلامية في فلسطين على غرار "دولة داعش"!
ادعت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان حركة حماس تريد انشاء الخلافة الاسلامية على اراضي فلسطين على غرار داعش. واعتمدت الصحيفة في ادعائها هذا على تصريحات ادلى بها محمود الزهار في مطلع الشهر في غزة، الا انها وكعادتها في تزوير تصريحات المسؤولين الفلسطينيين بما يتفق مع توجهها الداعم لسياسة الحكومة الإسرائيلية، اضافت الى تصريح الزهار ما لم يقله، حسب ما تبين من مقارنة بين ما نسبته اليه وما قاله في التصريح الذي نشرته صحيفة "الأيام".
وكتبت "يسرائيل هيوم" انه "قبل شهر ونصف فقط، وبعد السماح بنشر قيام الشاباك بكشف مؤامرة حماس لإسقاط سلطة فتح في الضفة، ادعت حماس ان المقصود "مؤامرة اسرائيلية هدفها المس بتطبيق اتفاق المصالحة الفلسطيني الداخلي". والآن يتحدثون في حماس عن السيطرة على الضفة بشكل علني. ففي لقاء منحه لصحيفة "الأيام"، قال محمود الزهار، احد قادة حماس البارزين، ان سيطرة تنظيمه على الضفة واجهزة الأمن الفلسطينية ستسمح للذراع العسكرية للتنظيم بالعمل بشكل اسهل ضد إسرائيل حتى تدميرها. وقد عمم معهد الابحاث (الإسرائيلي) "نظرة على الاعلام الفلسطيني" هذا اللقاء.
واضافت الصحيفة ان الزهار قال: "اذا تمكنت حماس من نقل قواتها او جزء صغير منها الى الضفة، فسنتمكن من حسم معركة "وعد الآخرة" في وقت لا يتخيله انسان، بل وتدمير اسرائيل". ويقصد الزهار بفكرة "وعد الآخرة" ما جاء في القرآن الذي يتنبأ بخراب القدس، أي شعب إسرائيل. واكد الزهار ان حماس تعمل لتحقيق ما جاء في القرآن، وان الهدف الذي تضعه صوب ناظريها هو بناء الخلافة الاسلامية على أراضي فلسطين المحتلة. وقال الزهار: "هناك من يدعون ان حماس معنية بإنشاء الامارة الاسلامية في قطاع غزة، وهذا ليس صحيحا ولا ننوي عمل ذلك، ولكننا ننوي العمل هنا كما فعلت داعش، وانشاء الخلافة الاسلامية التي ستمتد على الأراضي المقدسة لفلسطين المحتلة".
وقد قمنا بفحص ما نسبته الصحيفة الى الزهار، وتبين ان صحيفة "الأيام" لم تجر أي لقاء مع الزهار وانما اقتبست تصريحا له أدلى به خلال مناسبة في غزة. كما ان الاقتباس لا يتضمن بتاتا أي ذكر لمصطلح "تدمير إسرائيل". ولم يذكر الزهار بتاتا داعش، ولم يتحدث عن "خلافة اسلامية كما فعلت داعش"وانما عن دولة اسلامية. وقال حرفيا: "قالوا إن حماس تريد أن تصنع إمارة إسلامية في غزة، نحن لن نفعل ذلك بل سنبني دولة إسلامية في فلسطين كل فلسطين".
إسرائيل تفشل بتسويق "القبة الحديدية"
كتب موقع "واللا" العبري، انه على الرغم من كون منظومة "القبة الحديدية" اثبتت نجاعتها العسكرية امام اطلاق الصواريخ من غزة ولبنان وسيناء، وحققت نجاحا بنسبة 90% في اعتراض الصواريخ، الا ان اسرائيل تفشل في تسويقها لشركات التسلح والصناعات الأمنية الدولية التي لا تسارع الى شراء هذه المنظومة المتطورة. وقال المصدر انه "في مقدمة عوامل فشل تسويق المنظومة، تقف ميزة "القبة الحديدية" التي تم تطويرها لمواجهة تهديد محدد، ولذلك فهي لا تغري الكثير من الجيوش التي تخوض الحرب التقليدية.
واوضح ابيشاي فاتل، من معهد الابحاث البريطاني RUSI المسؤول عن عقد المؤتمر السنوي للاحتماء من الصواريخ الباليستية، ان "القبة الحديدية مخصصة لتلائم التحدي الذي يواجه إسرائيل في مسالة اعتراض الصواريخ قصيرة المدى، والتهديد الصاروخي للعصابات". كما ان القيود التي يفرضها الواقع السياسي على جمهور الهدف المحتمل، تقلص ايضا، امكانية بيع المنظومة. فالكثير من الدول العربية والاسلامية لن ترغب بشراء السلاح الإسرائيلي، بما فيها دول الخليج الفارسي المعنية بالاحتماء من الصواريخ، في اعقاب التوتر مع جارتها ايران.
مع ذلك، تم التبليغ عن قيام إسرائيل بتزويد "القبة الحديدية" لدولة اخرى، يتم التكتم على اسمها، من قبل الجانبين. واوضح يوسي دروكر، نائب رئيس سلطة تطوير الوسائل القتالية – رفائيل، ان الشركة راضية عن ذلك لأنها لا تخاطر بتسريب معلومات تكنولوجية سرية. واضاف: "لقد استثمرت "رفائيل" ملايين كثيرة لتطوير المنظومة، ولم نكن سنسمح بذلك بدون تسويق السلاح في الخارج".
يشار الى ان الصناعات الأمنية تصدر 80% تقريبا من انتاجها، وتحقق مدخولا للدولة يصل الى 6.5 مليار دولار سنويا. ولذلك فقد تم اعتبار تسويق "القبة الحديدية" للخارج مسالة مفهومة ضمنا. لقد تم تطوير المنظومة بعد عمليات القصف الكثيف التي قام بها حزب الله خلال حرب لبنان الثانية في عام 2006، وتم اجراء اول تجربة ناجحة لها في 2009.
وقال مصدر امني شارك في التجربة آنذاك، ان إسرائيل كانت تثق بأنها ستصدر المنظومة منذ البداية. واوضح بأن ضباطا من جيوش اجنبية حضروا تلك التجربة. لقد استثمرت واشنطن اكثر من مليار دولار في تطوير هذه المنظومة، كي تتمكن إسرائيل من نشرها واستخدامها العسكري، ولكنها رفضت امتلاكها لقواتها في افغانستان والعراق.
وقالت ريكي اليسون، رئيسة "التحالف الأمريكي لتطوير الاحتماء من الصواريخ"، ان احدى التحفظات التي طرحها البنتاغون تتعلق بالثمن الباهظ لصواريخ تمير التي تستخدمها هذه المنظومة. فالصاروخ الواحد يكلف قرابة 100 الف دولار. كما ان وزارة الدفاع ليست معنية باستخدام المنظومة، لأنها لا توفر الحماية امام قذائف الهاون.  وتعمل مصانع رفائيل حاليا على تطوير منظومة "الشعاع الحديدي" لمواجهة قذائف الهاون، بواسطة شعاع ليزر.
وقال دروكر انه يمكن تسويق "القبة الحديدية" فقط اذا تم الانتقال الى الانتاج المكثف او التعاون مع شركة "ريثاون" الامريكية. ولكن وحتى يتم ذلك، فان التكلفة الباهظة لكل منظومة والتي تصل حاليا الى 50 مليون دولار، تشكل حاجزا امام المالكين المحتملين.
الرئيس الإسرائيلي: القدس ستبقى عاصمة لإسرائيل
كتب موقع المستوطنين "القناة السابعة" ان الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين اجتمع  مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، امس الاثنين، لتبادل الآراء بعد عودة نتنياهو من الولايات المتحدة. وتحدث ريفلين ونتنياهو حول زيارة الأخير الى الولايات المتحدة وخطابه في الأمم المتحدة واللقاء مع اوباما.
وقال نتنياهو ان "المنطقة تخوض الآن صراعا قاسيا ضد الارهاب، نحن ضربناه خلال الصيف في الجنوب، والولايات المتحدة تقود الصراع الدولي ضد داعش ونحن ندعم ذلك بكل الطرق الممكنة، ونمد ايدينا للسلام مع كل جاراتنا اللواتي ترغبن بالسلام، واعتقد ان هذه هي الامور التي تعبر عن التعاون الكبير ووحدة الشعب".
وتطرق الرئيس ريفلين الى الشجب الامريكي لخطة البناء في القدس الشرقية، وقال ان "احد الامور الواضحة جدا في وحدة الشعب هي الاجماع الشامل على القدس كعاصمة لإسرائيل وعلى العالم ان يفهم ذلك. القدس عاصمتنا ولذلك يجب علينا تمكين سكانها من العيش فيها".
وقال نتنياهو معقبا: "وعندما يحدث ذلك في عاصمة إسرائيل هل يجب علينا الاعتذار عن ذلك؟ هل يجب الغاء ذلك؟ لا افكر في ذلك، ولا تفكر انت بذلك، ولا يفكر به أي يهودي واع او أي انسان واع ومستقيم".
الجامعات الإسرائيلية تمتنع عن اجراء حفريات اثرية في الضفة خشية مقاطعتها
كتب موقع "القناة السابعة" ان الجامعات الإسرائيلية تمتنع عن اجراء حفريات اثرية في الضفة الغربية رغم انها تحصل على تمويل لذلك، حسب ما يقوله البروفيسور يوسي غولدشتاين من جامعة اريئيل، والذي يوضح ان سبب الرفض هو اقتصادي وسياسي. وعليه، يعمل غولدشتاين، حاليا، على انشاء فرع لعلم الآثار في جامعة اريئيل، والتي ستتولى اعمال الحفريات في الضفة كما في كل مكان في إسرائيل.
وقال غولدشتاين، ان الجامعات تمتنع عن الحفريات في الضفة الغربية لأنها تخشى مقاطعتها، وهذه مقاطعة سياسية رغم ان الحفريات تعتبر عملا اكاديميا هاما في "سبسطية" و"شيلو" واماكن اخرى حول اريئيل.
مقالات
هدوء مقابل الكذب
يتناول الاستاذ يونتان مندل في مقالة نشرها في "هآرتس" مصطلحين اسرائيليين يكثر استخدامهما في اطار الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، ويطرح تحليلا لهما يكشف حقيقة نوايا إسرائيل.
ويكتب منذل، ان اكثر المصطلحات رواجا في اسرائيل، فيما يتعلق بغزة، كان مصطلح "الهدوء مقابل الهدوء"، والذي يبدو ظاهريا انه مطلب منطقي: نحن لن نصعب حياتهم وهم لن يصعبوا حياتنا، فتعالوا نحافظ على الوضع الراهن الذي يقول ان حياة سكان إسرائيل تنعم بالهدوء وفي المقابل يمكن لحياة سكان غزة ان تنعم بالهدوء، أيضا.
ويضيف: كل شيء في هذه المعادلة جيد باستثناء حقيقة عدم سريان الهدوء في غزة. فمنذ سبع سنوات وحياة سكان غزة لا تعرف الهدوء. الطائرات بدون طيار لا تتوقف عن الأزيز، وسفن سلاح البحرية تقوم بدوريات امام الشاطئ. وعليه فان المعادلة الإسرائيلية هي ليست اكثر من خدعة لفظية وحيلة اعلامية من قبل القيادة الإسرائيلية. اذا كانت تقوم في جانب واحد دولة، وفي الجانب الثاني يفرض الحصار، فكيف يمكن خداع سكان إسرائيل ووعدهم بأن الهدوء سيقابل بالهدوء؟
ففي الوقت الذي يستمتع فيه سكان اسرائيل بحرية الحركة في كل انحاء البلاد، يحاصر سكان غزة داخل مساحة 350 كلم مربع ويمكنهم فقط الحلم بزيارة رام الله او نابلس، ناهيك عن الصلاة في المسجد الأقصى. وفي الوقت الذي يخرج فيه الصيادون كل صباح من موانئ حيفا وعكا ويافا واشدود الى البحر المفتوح ونشر الشباك لإحضار لقمة العيش الى بيوتهم، يتم تقييد الصيادين في غزة لمسافة خمسة كيلومترات فقط، ويفرض عليهم العودة مع قليل من الصيد، وتعريض حياتهم الى خطر نيران الزوارق الحربية الإسرائيلية.
وفي الوقت الذي استغل فيه مئات آلاف الاسرائيليين العطلة الصيفية خلال الحرب الأخيرة للنزهة في الخارج، لم يستطع سكان غزة الهرب الى أي مكان، لأنه لا وجود لمطار لديهم ولا لميناء بحري، ولا لمعبر آمن الى الضفة، فيما كان معبر رفح مغلقا بشكل مطلق أمامهم.
يمكن النقاش حول من المتهم، ويمكن الغضب حول انتخاب حماس في الانتخابات الديموقراطية في السلطة، ويمكن محاولة تذكر المبررات الاسرائيلية لفرض الحصار قبل سبع سنوات، ومهما كانت الاجوبة، فانه بدون اجراء تغيير حقيقي وجوهري في غزة لن يعم الهدوء ابدا هناك. ولذلك فانه اذا تواصل الوضع الراهن، فان معادلة "الهدوء مقابل الهدوء" وفق التوجه الإسرائيلي الحالي، تعتبر كاذبة. اولا، لأنها لا تأخذ في الاعتبار انه حتى عندما يعم الهدوء اسرائيل، فان الاحباط سيبقى صاخبا في غزة، وثانيا، لأنها لا تخفي عن مواطني اسرائيل حقيقة انه طالما لم يختف ياس الغزيين من الأمل، لن ينعم أي شخص بالهدوء.
في المقابل هناك مصطلح آخر يتعلق بالضفة الغربية، ويبلور الواقع بالنسبة للمواطنين الاسرائيليين، وهو مصطلح "خرق النظام". حسب القيادة والاعلام الاسرائيليين، فان "خرق النظام" ازداد جدا في الضفة الغربية، خاصة في القدس الشرقية، خلال الأشهر الأخيرة. مرة اخرى يمكن اعتبار هذا التعريف محايدا، وممتازا بشكل عام، في كل ما يتعلق بالتظاهر ضد جنود الجيش الإسرائيلي او الاحتجاج امام حرس الحدود او رشق الحجارة.
ولكن هذا التعريف الذي يصف نشاط الفلسطينيين لا يحكي عنهم فقط، وانما، وفي الأساس عنا. لأن التظاهرة والحجر لا يخرقان النظام الفلسطيني، وانما النظام الإسرائيلي. والسبب هو انه في حياة الفلسطينيين اليومية – في سلوان او في مخيم اللاجئين في جنين او في جنوب جبل الخليل – لا يوجد نظام. هذا يعني ان "خرق النظام"، حسب اسرائيل، يخرق الوضع الراهن.
وباسم هذا النظام، فانه في الوقت الذي يقتل فيه 2200 فلسطيني في غزة، بأيدي قوات الجيش الإسرائيلي، يفترض بالفلسطينيين في الضفة البقاء في بيوتهم. هذا هو النظام الاسرائيلي: ان يتقبل الفلسطينيون بهدوء، واذا أمكن بخنوع، عمليات إسرائيل. ان النظام الإسرائيلي يعني الفصل بين غزة والضفة، النظام هو الحواجز في الضفة الغربية، والنظام هو اقامة الجدار الفاصل الذي بني في غالبيته خارج اراضي إسرائيل، والنظام هو اصدار امر بإبعاد عضو برلمان فلسطينية طلبت الانتقال من مدينة في الضفة الغربية الى مدينة اخرى، والنظام هو قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات امنية داخل مناطق فلسطينية لا تخضع للسيطرة الأمنية، والنظام هو تنفيذ الاعتقالات اليومية، ومصادرة 4000 دونم في منطقة غوش عتسيون كعقاب جماعي، واستمرار الوضع القائم وغياب المبادرة السياسية، ونقص 738 غرفة تعليم في القدس الشرقية، وكذلك سقوط المزيد من القتلى الفلسطينيين بآليات تفريق التظاهرات. والنظام، أيضا، هو التمييز الواضح والصارخ بين اليهود والعرب، والفصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ومن المهم الاشارة الى ان من يُعرف معنى النظام هي إسرائيل ولذلك فان إسرائيل لا يمكنها ان تخرقه بتاتا.
في كتاب "الزمن الأصفر" لدافيد غروسمان، والذي حظي بانتقاد مفاجئ من قبل اليمين مؤخرا، كتب عن اللغة السياسية التي تولدت في إسرائيل في سنوات الثمانينيات، حول الكلمات التي تساعد ليس على وصف الواقع فقط، وانما على شطبه: "دولة محرجة تعيد صياغة مفردات جديدة، ويتطور هنا تدريجيا، نوع جديد من الكلمات المجندة، الغادرة، الكلمات التي فقدت معناها الأصلي، كلمات لا تصف الواقع وانما تحاول اخفائه".
كتب غروسمان عن الكلمات: "لا تقتلوا الرسول. ولكنه لم يتم فقط تجنيد كلمات مثل "مسح"، "محاصرة"، "تليين"، "تطهير" و"احباط" لغسل الواقع". كما ان المصطلحات التي تحولت الى فرضيات إسرائيلية، مثل "الهدوء مقابل الهدوء" و"خرق النظام"، اصبحت بمثابة انماط لغوية تخدم جيدا السلطة وتنقي ضمائرنا. ويتم تجنيدها صباحا ومساء، وتعتبر اسس اللهجة الاخلاقية في العالم التي تواصل تأطير مفهوم الواقع لدى مواطني إسرائيل وتبعدنا عن الفرصة الحقيقية للتمتع بالهدوء او الاستمتاع ولو للحظة بالنظام.
جينوم الارهاب
تحت هذا العنوان يدافع موشيه أرنس، في "هآرتس" عن مقارنة نتنياهو لحماس بداعش، ويتساءل لماذا لا يتم تجنيد تحالف دولي لمحاربة حماس وحزب الله اسوة بداعش.
ويكتب ارنس "ان قطع الرؤوس التي نفذها جلاد تنظيم "الدولة الاسلامية" كان السبب الوحيد الذي ايقظ العالم الغربي على مخاطر الارهاب الاسلامي. فبعد بث العمل الفظيع على شاشة التلفزيون شكل الرئيس اوباما تحالفا لمحاربة الارهابيين، وعلى الفور بدأ بقصف اهداف التنظيم. من الواضح ان طائرات التحالف لم تتخذ وسائل الحذر التي اتخذها الطيران الإسرائيلي في الحرب ضد حماس في عملية "الجرف الصامد" – التحذير المسبق، "اطرق السقف"، دعوة المدنيين الى اخلاء المنطقة لتقليص الخسائر المدنية الى اقصى حد – والنتيجة غير المستحيلة لوقوع اصابات بين المدنيين الأبرياء كانت ملائمة.
يعرف اوباما وقادة الدول التي انضمت الى التحالف ان إسرائيل تحارب الارهاب الاسلامي منذ سنوات طويلة، ولوحدها. انها تحارب حزب الله الممول والمسلح والموجه من قبل ايران – دولة الارهاب التي وصلت الى مراحل متقدمة في انتاج سلاح الارهاب البديل – القنبلة النووية، وتحارب حماس، التنظيم الذي يحمل ايديولوجية مشابهة للاخوان المسلمين والمسلح، ايضا من قبل ايران.
في الولايات المتحدة واوروبا يعتبر حزب الله وحماس تنظيمان ارهابيان، ومع ذلك فان إسرائيل تحظى بتأييد طفيف في حربها ضدهما، بل تتعرض احيانا الى الانتقاد بسبب محاربتها لهما. هل يوجد حقا، فارق بين داعش وحماس وحزب الله، يمكنه تفسير الفارق في التعامل معها، وحقيقة عدم تشكيل تحالف لمحاربة حماس وحزب الله؟ داعش وحماس وحزب الله هي صور متشابهة للإرهاب الاسلامي. داعش وحماس هما تنظيمان سنيان، وحزب الله تنظيم شيعي، ولكن لديهم عاملا مشتركا هو ان ثلاثتهم يعتبرون الغرب عدوا ويطمحون الى تدمير دولة إسرائيل.
هذه التنظيمات وغيرها من تنظيمات الارهاب الاسلامي، كالقاعدة وجبهة النصرة تحمل كلها ذات "الجينوم" الذي يدعو الى تدمير اسرائيل. الحرف (ش) في الاسم (داعش) يتطرق الى الشمس او سوريا، التي تعتبر اسرائيل، بالنسبة لهم، جزء جنوبيا لها. ويتواجد هذا "الجينوم" لدى الايرانيين، ايضا، الذين لا ينفون نيتهم تدمير إسرائيل. وهذا هو سبب دعمهم لحزب الله بل ولحماس، رغم كونها تنظيما سنيا. لماذا لا يشخص اوباما المركب الجيني المشترك لكل هذه التنظيمات الارهابية؟ ولماذا تعارض واشنطن المقارنة التي اجراها نتنياهو بين داعش وحماس؟ هل يرجع ذلك الى منطقة النشاط الجغرافي لهذين التنظيمين؟ داعش تركز عملها حتى الآن في العراق وسوريا، بينما تسيطر حماس على قطاع غزة، وتتعاظم قوتها في الضفة. او ربما يعود ذلك الى الرأي الخاطئ الذي يقول ان اهداف حماس تنحصر في اقامة دولة فلسطينية، بينما تنوي داعش اقامة الخلافة الاسلامية في العراق وسوريا واسرائيل؟
يجب عدم الوقوع في الخطأ فيما يتعلق بأهداف حماس التي تعلن بأن هدفها تدمير اسرائيل. فهي لن تجد أي صعوبة في الانضمام الى دولة الخلافة التي تخطط لها داعش. واما بالنسبة لحزب الله، فهو، ايضا، اعتبر ذات مرة تنظيما له اهدافا محددة: طرد الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. ولكن بعد انسحاب اسرائيل من الحزام الأمني في جنوب لبنان عام 2000، واصل حزب الله نشاطه الذي يهدف الى تدمير إسرائيل. ولذلك فان هدفه المحدود، ظاهريا، لم يكن الا نتاج خيال المراقبين الذين يجهلون الحقائق. التعامل مع داعش على انها الخطر الارهابي الوحيد في العالم، ينبع عن قصر نظر. فلسوء الحظ، فان هذا الخطر اكبر بكثير ويشمل القاعدة وحماس وحزب الله وجبهة النصرة، وفوقها جميعا، ايران.
وكيف ينوي ابو مازن السيطرة على الدولة؟
يكتب د. رونين يتسحاق في "يسرائيل هيوم" ان الدعوة الى انشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ليست جديدة، لكنه يبدو انها تتزايد في الأيام الأخيرة، في ضوء الضغط الأمريكي على إسرائيل وأمل الفلسطينيين بنيل الدعم الدولي. ولكنه في ضوء الاوضاع في الشرق الأوسط، يبدو انه حتى لو حصل ابو مازن على مطلبه، فليس من المؤكد انه سيتمكن من السيطرة عليها لفترة طويلة.
ويضيف: "منذ "الربيع العربي" الذي اندلع في نهاية 2010، يواجه الحكام العرب غياب الاستقرار السياسي، وارتفاع مكانة الاسلام وازدياد الارهاب في الشرق الأوسط. وكما هو معروف فان الوضع الاقتصادي الخطير في الدول العربية وفساد المؤسسات الحاكمة كان من بين اسباب اندلاع الأحداث. ويمكن للسلطة الفلسطينية ان تجد نفسها تماما كبقية الدول العربية على خلفية ارتفاع نسبة البطالة في الشارع الفلسطيني التي تقترب من 30%، والضائقة الاقتصادية والفساد المتفشي في قيادة فتح، خاصة المقربين من الرئيس ابو مازن واولاده".
"في السنة الأخيرة وقفت السلطة على حافة الانهيار الاقتصادي، ولم ينقذها الا المساعدات الطارئة من العربية السعودية. ولكن الحل الحقيقي للمشكلة الاقتصادية في السلطة الفلسطينية لا يبدو في الأفق، ولذلك فانه طالما كانت المساعدات الخارجية للسلطة صغيرة، وبقيت جباية الضرائب جزئية، وتواصل ارتفاع جدول غلاء المعيشة، فان خطر انهيار السلطة والاطاحة بعباس هو مسألة ملموسة".
بالإضافة الى ذلك، فانه منذ قيام حماس حاول التنظيم عدة مرات التآمر على القيادة الفلسطينية واحتلال مكانها. في الانتخابات الحرة التي جرت في يناير 2006، حققت حماس انتصارا ساحقا واجبرت ابو مازن على تعيين اسماعيل هنية رئيسا للحكومة. وحسب تقييمات فلسطينية فان حماس تحظى حتى الآن بتأييد كبير بين الفلسطينيين ويمكنها الانتصار في كل معركة انتخابية. ولكن حتى اذا لم تتمكن حماس من الوصول الى السلطة بطرق ديموقراطية، فانها تملك قوة عسكرية وجهاز تحريض ودعاية يمكنه مساعدتها في السيطرة على السلطة الفلسطينية من خلال انقلاب، كما فعلت في قطاع غزة في حزيران 2007.
"لقد حاولت حماس اغتيال ابو مازن عدة مرات وتنفيذ انقلاب والسيطرة على السلطة. ولو لم تنقذ إسرائيل سلطته لتم اقصاء ابو مازن عن منصبه منذ زمن بعيد. وفي نهاية المطاف فان الارهاب الاسلامي بصورة الدولة الاسلامية (داعش) والتنظيمات السلفية الأخرى التي تطمح الى انشاء خلافة او دولة اسلامية، تهدد السلطة الفلسطينية بشكل لا يقل عن تهديد إسرائيل.
"صحيح انه يبدو في هذه المرحلة بأن التهديد لا يزال بعيدا عن الضفة الغربية، ولكنه توجد حاليا جهات مؤيدة لهذه التنظيمات في الضفة. وفيما نجحت حماس في غزة، بالقضاء على ظاهرة التضامن مع الدولة الاسلامية والتنظيمات السلفية، فان الأجهزة الأمنية في السلطة لم تنجح بالقضاء عليها في الضفة. ولذلك يسود التقدير بأنه كلما مرت الأيام، كلما ازداد تأييد الدولة الاسلامية والحركات السلفية الأخرى، الأمر الذي قد يقود الى صدامات بسبب عدم شرعية السلطة الفلسطينية التي تعتبر كافرة وعلمانية من وجهة نظر السلفيين.
"طالما بقيت السلطة الفلسطينية قائمة تواصل إسرائيل مساعدتها، بموجب الاتفاقيات الدولية، على مواجهة هذه المشاكل او تلك، ولكن اذا اقيمت دولة فلسطينية، هل سيتمكن قادتها من مواجهة هذه التحديات لوحدهم؟"
السويد: الأعمال ستساعد اكثر من التصريحات
يرفض يوسي بيلين في مقالة نشرها في "يسرائيل هيوم" قرار الحكومة السويدية الاعتراف بالدولة الفلسطينية ويعتبره لا يحقق أي منفعة، ويدعو السويد الى العمل من اجل تحقيق الاعتراف من خلال المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.
وكتب بيلين "ان رئيس الحكومة السويدية الجديد، ستيفان لوبين، يشعر بالالتزام ازاء حل القضية الفلسطينية. وهو يؤمن بأن الحل الكامن في انشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام الى جانب اسرائيل يعتبر مصلحة إسرائيلية، ويشاركه في ذلك الكثير من الاسرائيليين وحتى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. لقد أراد الاظهار بأنه فور دخوله الى منصبه سيغير الخط السابق، ولذلك اعلن في خطاب توليه للمنصب ان السويد ستعترف بالدولة الفلسطينية.
بالنسبة لي هذه مسالة جيدة تماما. فبعد اكثر من 21 عاما على توقيع اتفاق اوسلو لم نتوصل الى اتفاق دائم، ومن غير الجدي، بعض الشيء، الاعتقاد بأنه يمكن جر الاتفاق المرحلي الى الأبد والامتناع – باسمه – عن خطوات من هذا النوع. غالبية دول العالم تعترف بالدولة الفلسطينية، واثبتت ذلك من خلال تصويتها في الأمم المتحدة. كما تعترف بعض دول الاتحاد الاوروبي بالدولة الفلسطينية ولن تحدث أي كارثة اذا انضمت اليها السويد ايضا. ولكن، ما الذي اسفرت عنه هذه الاعترافات بالنسبة للفلسطينيين؟
الى حد كبير، يجري الحديث عن الحل الأسهل، الاعتراف بدولة غير قائمة، والتي لن تقوم ايضا، كنتيجة لهذا الاعتراف، الذي لا يعتبر الا نوعا من الضريبة الشفوية التي يدفعها من يقولون للقيادة الفلسطينية انهم يدعمون رغبات الفلسطينيين، وبشكل عام، يكتفون بذلك. هذا هو بالذات سبب امتناع الفلسطينيين طوال سنوات كثيرة عن طرح طلب الاعتراف بدولتهم غير القائمة في الامم المتحدة. فرغم الغالبية الكبيرة المضمونة لهم في كل لحظة الا انهم تخوفوا من اكتفاء العالم باللفتة والشعور بأنه ادى دوره، ويتوجه لمعالجة قضايا اخرى، من خلال شعور مزيف بأنه تم حل المشكلة.
ان الخطوة التي اقدم عليها عباس ورفاقه خلال العامين الأخيرين هي نتاج اليأس الذي أصابهم، وليس نتاج امل كبير. صحيح ان الدعم السويدي لخطوة اليأس الفلسطينية يحظى بالترحيب الفلسطيني، والانتقاد من قبل حكومة إسرائيل، ولكنه لن يغير الواقع. اذا ارادت حكومة السويد مساعدة الاطراف التي لا تنجح بالخروج من مستنقع الصراع منذ سنوات طويلة، فان عليها ان تفهم بأنه يتحتم عليها القيام بعمل ما.
لقد ساعدت السويد بين 1993 و1995، بشكل فاعل القناة التي صاغت، ولأول مرة، مسودة اتفاق دائم بين الجانبين، (يقصد وثيقة جنيف) والتي شكلت قاعدة للخطوط التي طرحها كلينتون بعد خمس سنوات. الوضع السياسي الحالي لا يسمح، كما يبدو، بالتوصل الى الاتفاق الدائم المرغوب فيه، ولذلك فان مبادرة السويد الى قيام الرباعي الدولي بعمل حثيث لفحص امكانية التوصل الى اتفاق تدريجي، على طريق الاتفاق الدائم، والذي ستقوم في اطاره، فورا، دولة فلسطينية داخل حدود مؤقتة، سيكون اكثر نجاعة من مجرد لفتة الاعتراف بدولة وهمية. من المؤكد ان إسرائيل ستكون اول من سيعترف بالدولة الجديدة، ويمكن للسويد ان تنضم اليها.
نتنياهو جبان ولا يملك أي مبادرة
يكتب ابيعاد كلاينبرغ في "يديعوت احرونوت" وجهة نظر يكشف من خلالها حقيقة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الجبان والذي يمتنع عن القيام بأي مبادرة سياسية ولا يجيد الا الوعظ للعالم حول ما الذي يجب عمله في وقت يمتنع فيه عن عمل أي شيء.
ويكتب كلاينبرغ "ان الشاعر الامريكي أوجدن ناش، يجري في قصيدته: "صورة الفنان كرجل هاجمته الشيخوخة"، مقارنة بين اخطاء العمل واخطاء عدم العمل (أو الاخفاق). فالأخطاء من النوع الأول، حسب ناش،  تسبب لنا المتعة على الأقل أثناء الخطيئة، والا، يمكن الافتراض، ما كنا سنخطئ. لكن المشكلة تكمن في عدم العمل – فالكسل والجبن اللذان يمنعانا عن عمل ما يجب، لا يسببان لنا المتعة. فحيث لا توجد القوة ولا الشجاعة، لا نعمل. وهذا ليس متعة كبيرة. وحكومة نتنياهو ترتكب هذين النوعين من الأخطاء، ولكنها في الأساس ترتكب خطأ عدم العمل.
احيانا يمكن للكسل الفكري والجبن ان يحققا فائدة، كما اتضح في الحرب الأخيرة. فنتنياهو الذي يتخوف دائما من العمل، رغب بالتحرر من الحالة التي تورط فيها، وحظي بالثناء على اعتداله وبلوغه. لكن نتنياهو ليس بالغا وليس معتدلا، بل هو جبان. والانجراف المفاجئ في العمل فرض عليه الرعب، فسارع الى التخلي عن مبادئه المتطرفة كي يرجع الى طابع العمل المحبب اليه، دعوة الآخرين الى العمل، فورا وبإصرار، من خلال مراوحة مكانه في عدم العمل وعدم اتخاذ قرارات وعدم تحمل المسؤولية.
لقد تحولت مراوحة المكان لدى رئيس الحكومة الى ايديولوجيا لتقديس الوضع الراهن. المتغيرات الدرامية في العالم المحيط بنا، تحتم على نتنياهو عدم العمل، لأن كل عمل يعتبر مخاطرة. ليس من الجيد المخاطرة، بل جيد، ولكن ليس بالنسبة لنتنياهو. صحيح ان لديه خطة عمل لكل العالم، ولكنه شخصيا بفضل الانتظار لرؤية ما يحدث. إسرائيل بقيادته تعرف كيف تشير فقط الى اسباب عدم اقتراح أي خطة سياسية، وعدم اقتراح أي استراتيجية. ففيها مخاطرة، وليس من المناسب المخاطرة، على الأقل بالنسبة لنتنياهو.
بطرق خفية، يعمل الزمن لصالحنا. انه الحليف الأساسي وربما الوحيد لإسرائيل بقيادة نتنياهو. لكن مشكلة الزمن انه لا يعمل من اجل نتنياهو. انه لا يعمل من اجل أحد. الزمن يعيد تنظيم الشرق الأوسط، انه يخلق مخاطر جديدة وفرص جديدة. لكن الامر ليس ملحا بالنسبة لنتنياهو.
قد تثمر الخطة السياسية، ولكنها قد لا تنجح أيضا. الأمر المضمون هو انها يمكن ان تغضب مجلس المستوطنات. ولذلك من المفضل فحص الأمور بشكل جدي. يمكن في هذه الأثناء اعلان الالتزام بفكرة الدولتين – الأغيار يحبون هذا الهراء. ولكن حتى هذه المقولة الفارغة استنزفت نتنياهو. والان يجب الانتظار. حتى متى؟ حتى لا تصبح بتاتا ذات صلة. وعندها سندير ظهرنا بارتياح.
"لقد سكب هذا الحليب، فلماذا تبكون. واجهوا الواقع. صحيح انه كان يمكن منع هذا الواقع، صحيح انكم حاولتم التحذير والتغيير، ولكن هذا كان في الماضي. اتركوا ذلك للمؤرخين. من ناحية سياسية يعتبر عدم العمل قوة. كل خطوة تثير ردة فعل، واحيانا حثيثة. وعندما لا يتم عمل شيء، يدخل الجهاز في حالة استرخاء. يصعب التظاهر ضد الوضع الراهن. فالوضع الراهن هو الموجود. فما الذي يمكن عمله ضد ما هو موجود؟ يمكن الاحتجاج ضد خطوات سياسية وعسكرية، الصحف تتحدث عنها، الخبراء يدلون بآرائهم، الجانب الآخر يرد. وماذا بالنسبة لغياب الخطوات؟ ان غياب الخطوات هو بكل بساطة الواقع اليومي، طريق العالم.
في كل يوم يمر يتم تفويت فرصة أخرى. في كل يوم يمر بدون عمل، يتقلص مجال عمل إسرائيل. في كل يوم يمر تترسخ الحقائق على الارض، اراضي الضفة تحديدا. وهذا لا يحتاج الى قرارات كبيرة. ما الذي تريده "سلام الآن" من رئيس الحكومة؟ كل ما حدث هنا هو قرارات ادارية، تدعيم. دونم آخر وماعز اخرى وفرا مساهمتهما المتواضعة، الخفية، لتحويل إسرائيل الى دولة أبرتهايد. ما العمل. لا شيء، كما يتضح."

التعليـــقات