رئيس التحرير: طلعت علوي

نتنياهو يهاجم ابو مازن ويتبنى دعوة ليبرمان الى مفاوضة العرب بدل الفلسطينيين!

الثلاثاء | 30/09/2014 - 09:34 صباحاً
نتنياهو يهاجم ابو مازن ويتبنى دعوة ليبرمان الى مفاوضة العرب بدل الفلسطينيين!


في خطابه الذي لم يحمل أي رؤية او مبادرة سياسية، كما اجمع غالبية المحللين الاسرائيليين، شن رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من على منبر الأمم المتحدة، أمس، هجوما محشوا بالأكاذيب على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وصلت حد تحميله المسؤولية عما اسماه "جرائم الحرب" التي يدعي ان شركاء عباس في حماس، ارتكبوها بحث الاسرائيليين والفلسطينيين. وبدل السعي الى اثبات مزاعمه برغبته بالتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين، قضى نتنياهو نهائيا على امكانية المفاوضات بين الجانبين، حسب ما رآه المحللون، وتبنى الطرح الذي جاء به وزير خارجيته افيغدور ليبرمان، قبل عدة ايام، في دعوته الى مفاوضة الدول العربية بدل الفلسطينيين. ليس هذا فحسب، بل دعا نتنياهو الدول العربية المعتدلة، على حد تعبيره، الى تعديل مبادرة السلام العربية لعام 2002، وملاءمتها بالواقع الحالي في الشرق الأوسط، خاصة على ضوء الحرب الأهلية في سوريا وموجة الارهاب الاسلامي وعلى رأسها تنظيم داعش.
ولفتت صحيفة "هآرتس" في تقريرها من نيويورك، ان نتنياهو ادعى بأن تسخين العلاقات بين إسرائيل والدول العربية سيساهم في دفع السلام مع الفلسطينيين وليس العكس. ومع ذلك ابرزت الصحيفة انه لم يعرض أي خطة عملية ومفصلة لتحقيق هذا الهدف.
وقال نتنياهو امام قاعة نصف فارغة: "أؤمن أننا سنتمكن من دفع السلام مع توجه جديد من قبل جيراننا". وأضاف: "لدينا تاريخا في جعل المستحيل ممكنا، والسلام سيسمح لنا بتحقيق محفزاتنا، ولكن يجب تعديل المبنى القديم للسلام. لدينا شرق اوسط جديد ينطوي على مخاطر جديدة، ولكن على امكانيات جديدة، ايضا. إسرائيل مستعدة للعمل مع شريكاتها لمواجهة هذه المخاطر".
وحسب نتنياهو فإنه "بعد سنوات من نظرة العرب الى اسرائيل كعدو، باتت تفهم اليوم انها تواجه مع اسرائيل ذات التهديد – خاصة ايران والعالم الاسلامي المتطرف". وقال: ""يمكننا ان ندفع معا الأمن ومواضيع مثل الطاقة والمياه، وانا اؤمن ان هذه الشراكة يمكنها أن تحقق السلام مع الفلسطينيين. لقد قدر الكثير بأن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين سيساعد على حل الصراع بين إسرائيل والدول العربية، والآن يمكن عمل العكس، ولذلك يجب البحث عن حل في القدس ورام الله والقاهرة وعمان والرياض". ولم يذكر نتنياهو في خطابه ان كان يدعم قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.
واضاف: "رغم كل التحديات الا انني اؤمن ان لدينا فرصة تاريخية، يمكن تحقيق السلام بمساعدة الدول العربية المعنية بدعم ذلك سياسيا. أنا مستعد للتوصل الى تسوية تاريخية، ليس لأننا احتللنا دولة غريبة، فشعب اسرائيل ليس محتلا في ارض اسرائيل. التاريخ والمنطق يقولان ان لنا علاقة تاريخية مع هذه البلاد. انا اريد السلام لأني اريد خلق مستقبل افضل لشعبي".
وبشكل يبعث على السخرية، تباهى نتنياهو في خطابه "بتحذير المدنيين" قبل قصف بيوتهم، بواسطة القنابل في اطار ما سماه الجيش الإسرائيلي "اطرق السقف". وقال في رده على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان "اسرائيل تتهم بالأبرتهايد وابادة شعب. في أي عالم اخلاقي تشمل الابادة الجماعية لشعب، حالة يتم فيها تحذير الجمهور المدني من اصابته؟ في الماضي شكلت مثل هذه الاتهامات الكاذبة ضد اليهود مرحلة تمهيدية لابادتهم. لن يتواصل ذلك بعد. فلدينا القوة للدفاع عن انفسنا وسنفعل ذلك في ساحة الحرب وفي الحرب على الرأي العام. سنكشف الحقائق ضدنا".
وهاجم نتنياهو عباس بكلمات قاسية وذكرّ برسالة الدكتوراه التي يدعي نتنياهو ان عباس انكر فيها الكارثة. ولم يتهم نتنياهو عباس باللاسامية بشكل مباشر، ولكنه قال ان "الرئيس الفلسطيني ليس مستعدا لتقبل أي وجود يهودي في الدولة الفلسطينية العتيدة، انه يريد دولة فلسطينية خالية من اليهود – يودن راين (مصطلح الماني يعني منطقة خالية من اليهود)". واستخدم نتنياهو خلال خطابه صورة لأطفال فلسطينيين الى جانب راجمات صواريخ لحماس في غزة، وعرضها كدليل على قيام حماس بإطلاق الصواريخ على إسرائيل من داخل المناطق المدنية، وقال: "حماس تنصب راجماتها في مناطق مدنية وتقول للفلسطينيين ان عليهم تجاهل تحذيرات اسرائيل. لقد قتلوا الفلسطينيين الذين تجرؤوا على الاحتجاج. هذه هي جريمة الحرب وانا أبلغ ابو مازن – هذه هي جرائم الحرب التي نفذها شركاؤك في حكومة الوحدة، التي تتحمل المسؤولية عنها، وهذه هي جرائم الحرب الحقيقية التي تحدثت عنها من على هذا المنبر. اولاد إسرائيل ركضوا الى الملاجئ، اسرائيل استخدمت صواريخها للدفاع عن الأولاد، ولكن حماس استخدمت الأولاد للدفاع عن نفسها في مواجهة الصواريخ".


وتطرق نتنياهو بتوسع الى الحرب الدولية ضد داعش وادعى ان داعش وحماس "هما فرعان لذات الشجرة السامة". وقال: "ان رغبة المتزمتين الاسلاميين هي السيطرة على العالم. هناك من يعتبر ذلك تهديدا مبالغا فيه – هذا يبدأ صغيرا، كالسرطان الذي يهاجم منطقة معينة في الجسم، ولكن اذا لم يتم علاجه فان السرطان سينمو وينتشر. كي ندافع عن السلام في العالم يجب ازالة السرطان قبل فوات الأوان".
وحذر نتنياهو من ان اول مكان يمكن للإسلام المتطرف ان ينفذ اهدافه فيه هي ايران. وقال: "لا تجعلوا الهجوم الايراني اللطيف المتلاعب يضللكم، فهدفهم هو ازالة العقوبات والعراقيل من امام سباقهم نحو التسلح النووي. ايران تريد التوصل الى اتفاق يرفع العقوبات ويبقى لها امكانية  الاحتفاظ بآلاف اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، الأمر الذي سيضعها على عتبة التسلح النووي. يمكن اصابة سيارات المتطرفين الاسلاميين، ولكن مواجهة المسلمين المتزمتين المسلحين بسلاح نووي هي مسألة تختلف تماما. هل كنتم ستسمحون لداعش بتخصيب اليورانيوم او امتلاك مفاعل للمياه الثقيلة؟ لا تسمحوا لايران بالتحول الى دولة على عتبة التسلح النووي، يجب تفكيك كل قدراتها النووية".


حقيقة جوقة التصفيق لنتنياهو
في تغطيتها لشكل ظهور نتنياهو امام الجمعية العامة، كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" حقيقة الجوقة التي كانت تقف على اقدامها بين الحين والآخر وتصفق لنتنياهو، في الوقت الذي خلت فيه نصف مقاعد القاعة من الحضور الدبلوماسي. وكتبت الصحيفة في هذا الشأن:
"في اجتماع الجمعية العامة سادت يوم امس "اجواء نهاية الدورة". الكثير من الكراسي بقيت شاغرة، خلال خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو – وفي هذا تذكير صامت بأن الكثير من الوفود اختارت العودة الى بلادها قبل انتهاء الاجتماع الدولي. ولذلك فان نتنياهو الذي اضطر الى البقاء في البلاد بسبب عيد رأس السنة العبري، ووصل متأخرا الى الأمم المتحدة، لم يحظ بالاستقبال الذي حظي به منافسيه، الرئيس الايراني حسن روحاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. لكن هذا لم يمنعه من تقديم عرضه، كما يفعل كل سنة.
"صحيح ان القاعة كانت نصف فارغة، لكنه كان هناك بعض المندوبين المهمين من العالم العربي، فقد بقي سفيرا لبنان والباكستان في القاعة أثناء الخطاب، وتواجد سفيرا العراق وسوريا في بدايته، لكنهما غادرا في مرحلة ما.
"في عدة نقاط من الخطاب الذي تم توجيهه الى العالم، وفي الأساس الى الولايات المتحدة، حظي نتنياهو بالتصفيق  الذي وصل في غالبيته من اعضاء الوفد الاسرائيلي وحاشية نتنياهو الكبيرة، التي شملت زوجته سارة وعدد من اصدقائه ومسؤولين كبار من الجالية اليهودية".
واشنطن: خطاب نتنياهو لم يحمل أي بشرى
نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مصدر مقرب من الوفد الأمريكي في الجمعية العامة، ان "خطاب نتنياهو كان متوقعا، ومن المؤسف انه لم يحمل أي بشرى، ولا أي شيء يمكنه دفع أي عملية سياسية ايجابية، ولم يتضمن الا مقارعة العالم الاسلامي".
وكتبت الصحيفة: "لقد اكد نتنياهو انه الى جانب الهجوم على داعش يمنع تناسي الحاجة الى منع التسلح النووي الايراني. لكن الامريكيين الذين شكلوا الى جانب الاسرائيليين، الجمهور المستهدف في الخطاب، يعتقدون ان توجه نتنياهو كان خاطئا. وقال دبلوماسي امريكي "ان ايران هي ليست الساحة المعنية حاليا، ورغم ذلك فقد اختار نتنياهو مهاجمتها بدون كلل بالذات في الوقت الذي نجحت فيه الولايات المتحدة بخلق حوار معها".
وقال مصدر آخر مقرب من الوفد الامريكي: "لقد تمتع نتنياهو بفرصة للتوضيح بأنه يمد يده للسلام، ولكنه فوتها. كان يتحتم عليه التركيز على الموضوع الفلسطيني، ولكنه اختار ربط العالم الاسلامي كله في كتلة واحدة من الارهاب والتطرف. المهم انه ذكر في خطابه ديرك جيتر".
وفي تعقيبها على خطاب نتنياهو، المحت الناطقة بلسان الخارجية الامريكية، جين ساكي، الى ان نتنياهو اخطأ في المقارنة بين حماس وداعش. وقالت: "كلاهما تنظيما ارهابيا، ولكن كل واحد منهما يشكل تهديدا مختلفا. داعش تهدد الولايات المتحدة ولذلك نعمل ضدها عسكريا. لم اسمع ان نتنياهو او غيره في إسرائيل يتوقع منا ان نعمل ضد حماس".
ليبرمان يهاجم عباس ويزعم "انفصاله عن الواقع"
كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" على هامش تغطيتها لخطاب نتنياهو، ان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، شن خلال مؤتمر صحفي عقده في مبنى الأمم المتحدة، امس، هجوما ساحقا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واعتبره "فقد الصلة بالواقع". وقال ليبرمان: "لا توجد لدى ابو مازن أي نية لصنع السلام مع إسرائيل، انه لا يسيطر على غزة ولا يجري الانتخابات منذ اربع سنوات، انه لا يمثل احدا، انه يشعر بأنه فقد ارضه الشرعية ويطلق النار في كل الاتجاهات. هذا الرجل فقد وجهته".
واجتمع ليبرمان، امس، مع مفوض حقوق الانسان في الأمم المتحدة، الأمير زيد الحسين، وقال خلال اللقاء، ان هناك فرقا جوهريا بين التنظيم الذي يترأسه الحسين، وبين مجلس حقوق الانسان الدولي، الذي "تسيطر عليه دول معادية لإسرائيل وتخرق حقوق الانسان بشكل دائم".
موجة انتحار في الجيش الإسرائيلي بعد حرب غزة
كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" في خبر مقتضب، ان موجة من عمليات الانتحار ضربت الجيش الإسرائيلي بعد حرب غزة. وقالت ان ثلاثة جنود ممن شاركوا في عملية "الجرف الصامد" في غزة، اقدموا على الانتحار.
واضافت ان الجيش يفحص امكانية اقدامهم على الانتحار بسبب مرورهم بأحداث قاسية خلال الحرب. واوضحت ان الحديث عن جنود نظاميين خدموا في وحدة "غبعاتي"، واقدموا على الانتحار بفارق عدة ايام بين كل منهم. ويسود الاشتباه بأنهم انتحروا بسلاحهم العسكري الذي تم العثور عليه الى جانب جثثهم.
في السياق ذاته بدأ سلاح الطب العسكري مؤخرا، ببث رسائل هاتفية الى الجنود النظاميين الذين شاركوا في حرب غزة، يدعوهم فيها الى تلقي العلاج النفسي، حسب الحاجة، في وحداتهم العسكرية، فيما دعي جنود الاحتياط الى تلقي العلاج في وحدة الصدمات الحربية.
المصري يتحدث عن صفقة قريبة لتبادل الأسرى والجثث
اقتبست صحيفة "يسرائيل هيوم" ما كتبه مسؤول حماس في غزة، مشير المصري، على صفحته في الفيسبوك حول اقتراب حماس واسرائيل من التوقيع على صفقة "سيتم بموجبها  تحرير قادة التنظيم ونشطاء اخرين تم اعتقالهم خلال حملة "عودوا ايها الأخوة" في الضفة الغربية، ومن ثم خلال حملة "الجرف الصامد" في غزة، وذلك مقابل اعادة جثماني الجنديين الاسرائيليين". وقالت: "كما يبدو فقد قصد المصري جثتي هدار غولدين واورن شاؤول".
وكتب المصري ان حماس تملك اوراق مساومة ستجبر إسرائيل على التجاوب مع مطالبها. واضاف ان "إن المفاوضات غير المباشرة التي تجري بوساطة مصرية، ستصنع صفقة جديدة لتحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى". وحذر المصري من ان المواجهة القادمة بين إسرائيل وحماس ستجري على ارض إسرائيل "على أعتاب النقب وعسقلان".
وفي اعقاب ما كتبه المصري اكدت مصادر في حماس لصحيفة "يسرائيل هيوم" انه تم تحقيق تقدم ايجابي في نقاط الخلاف بين الطرفين، وتقلصت الفجوات بشكل ملموس، لكنه ما زال من المبكر الاعلان عن صفقة قريبة. وحسب مصدر في حماس، فانه على الرغم من ان المفاوضات ستجري الشهر المقبل، الا انه يتم التمهيد لها من خلال تبادل رسائل عبر الوسطاء المصريين، وتم تقليص الفجوات.
 

 

ترجمات الصحافة العبرية - الاعلام 

التعليـــقات