رئيس التحرير: طلعت علوي

الريماوي: الاحتلال ارتكب جرائم دموية هي الاسوأ في تاريخ الاعلام الفلسطيني

الأحد | 31/08/2014 - 08:45 صباحاً
الريماوي: الاحتلال ارتكب جرائم دموية هي الاسوأ في تاريخ الاعلام الفلسطيني

خلال مؤتمر صحفي لمركز مدى


بني عودة: الانتهاكات ارتفعت 64% خلال النصف الاول من العام الجاري



عقد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" مؤتمرا صحافيا  في قاعة تلفزيون وطن، حول واقع الحريات الاعلامية في دولة فلسطين خلال النصف الاول من العام الجاري 2014 وما شهدته الحرب الاخيرة التي شنها جيش الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من تموز الماضي من تصعيد غير مسبوق في الاعتداءات على الصحافيين والحريات الاعلامية في قطاع غزة.

وتحدث خلال المؤتمر المدير العام للمركز موسى الريماوي، ومنسق العلاقات العامة غازي بني عودة، كما تم توزيع ملخص للتقرير الذي اصدره مركز "مدى" حول واقع الحريات الاعلامية في الاراضي الفلسطينية خلال النصف الاول من العام الجاري 2014.

واشار الريماوي الى تصاعد في الاعتداءات ضد الحريات الاعلامية خلال النصف الاول من العام الجاري 2014، موضحا ان الامر تفاقم بشكل بشكل تراجيدي عقب العدوان العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من تموز، حيث سجلت الجرائم والاعتداءات على الصحافيين والمؤسسات والحريات الاعلامية قفزة غير مسبوقة من حيث حجمها وجسامتها وبلغت اكثر من 80 اعتداء لغاية الان.

وقال:" العدوان الاسرائيلي الوحشي ما يزال مستمرا وما تزال اعداد الشهداء والجرحى ترتفع يوما بعد يوم وكان آخرها استشهاد الزميل الصحفي عبد الله فضل مرتجي الليلة الماضية (25/8/2014) ما رفع إجمالي عدد الصحافيين والعاملين في الاعلام الذين استشهدوا خلال هذا العدوان على غزة الى 16 شهيدا بالإضافة الى ناشطة اعلامية".

واستعرض الريماوي ما شهده العدوان الاسرائيلي العسكري المتواصل على قطاع غزة منذ الثامن  2014 من جرائم بحق الصحافيين والمؤسسات والحريات الاعلامية وما شكلته هذه الاعتداءات من قفزة في منسوب العنف مقارنة بعدوانين مماثلين سابقتين شنتهما قوات الاحتلال على قطاع غزة في اواخر ايام  2008 والشهر الاول من 2009 و 2012.

واضاف: ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال اعتداءاتها العسكرية الثلاثة على قطاع غزة حوالي135 جريمة واعتداء وانتهاكا يمكن القول ان الكثير منها يندرج في نطاق الاعتداءات الجسيمة او الشديدة التي تستهدف الاعلاميين ووسائل الاعلام، علما ان القسم الاكبر منها كانت اعتداءات وجرائم مُركبة، وان نتائجها وتداعياتها القريبة والبعيدة واسعة ، وتشمل عشرات الاعلاميين، وان بعضها يَشُلُ قدرة بعض وسائل الاعلام على العمل لفترات مختلفة.

واشار الريماوي الى ان قوات الاحتلال الاسرائيلي قتلت خلال اعتداءاتها الثلاثة على غزة ما مجموعه 23 صحافيا وناشطة اعلامية، وجرحت نتيجة أعمال قصفها ما مجموعه 24  صحافيا آخرين، ودمرت واستهدفت ما مجموعه 49 مقراً لمؤسسات إعلامية فلسطينية وعربية واجنبية، وقصفت ودمرت منازل 30 صحافيا، واخترقت بث 9 محطات اذاعة وتلفزة وموقعا الكترونيا وبثت عبرها رسائل تحريضية، موضحا ان عمليات القتل التي طالت الصحافيين خلال اقل من شهر في الحرب الاخيرة (2014) تفوق  بأكثر من 27% مجمل عمليات القتل التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الصحافيين في قطاع غزة على مدار 14 عاما ونصف العام (ما بين 2000 وحتى منتصف عام 2014).

واكد ان "إحداث تحسن ملحوظ على حال الحريات الاعلامية في فلسطين لا يمكن ان يتحقق الا بوقف العدوان وانهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي يمثل مصدر غالبية الانتهاكات واشدها خطورة على الصحافيين والحريات الاعلامية في فلسطين".

واوضح الريماوي ان السبب الرئيس في استمرار وتصاعد الاعتداءات الاسرائيلية بحق الصحافيين والحريات الاعلامية في فلسطين يعود لسببين رئيسيين هما: سعي الاحتلال الاسرائيلي لطمس الحقيقة واخفاء انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني عبر بوابة اسكات الصحافة او منعها من القيام بدورها، اما السبب الثاني فيتمثل في ان دولة الاحتلال الاسرائيلي ترى نفسها محصنة وفوق القانون والمواثيق  الدولية وبمنآى عنالملاحقة والمحاسبة لا سيما وان ايا من مرتكبي مختلف جرائم قتل الصحفيين (وعموم المدنيين) لم يتعرض للملاحقة ما يشجعها على ارتكاب المزيد منها.

واستعرض بني عودة ابرز ما جاء في التقرير الذي اصدره مركز "مدى" حول اوضاع الحريات الاعلامية خلال النصف الاول من العام 2014 (حتى 30/حزيران 2014)  موضحا انه تم رصد 186 انتهاكا بحق الصحافيين والحريات الاعلامية في الاراضي الفلسطينية، وهو رقم يشكل ارتفاعا نسبته 64%  مقارنة بما تم رصده من انتهاكات خلال ذات الفترة من العام الماضي 2013 (كان سجل 73 انتهاكا).

واشار الى ان الاحتلال الاسرائيلي ارتكب الجزء الاكبر والاخطر من مجموع هذه الانتهاكات (132 انتهاكا) اي ما يعادل 70% منها، في حين ارتكبت جهات فلسطينية ما مجموعه 54 انتهاكا ( ما يعادل 30% منها).

واوضح ان الانتهاكات الاسرائيلية اتخذت منحى تصاعديا منذ عام 2011، وان وتيرة لجوء قوات الاحتلال الاسرائيلي للعنف الجسدي ترتفع بشكل متواصل وملحوظ حيث رصد مركز "مدى" 64 اعتداء جسديا خلال النصف الاول من العام 2014 مقابل 31 اعتداء جسديا خلال ذات الفترة من العام الماضي 2013 ما يظهر زيادة نسبتها 49% في الاعتداءات الجسدية التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد الصحفيين، هذا فضلا عن ازدياد حالات احتجاز الصحافيين بنسبة تتجاوز 130% الامر الذي يدل على منهجية متزايدة لدى قوات الاحتلال وسلطاته للحد من قدرة الصحفيين على تغطية الاحداث في الضفة لا سيما وان معظم حالات الاحتجاز هذه تتم في الميدان اثناء تغطية الصحافيين للاحداث والفعاليات المختلفة.

  واشار بني عودة الى ان الوضع الفلسطيني الداخلي شهد فيما يتصل بالحريات الاعلامية تدهورا ما بين شهري اذار وحزيران وان مركز "مدى" رصد خلال النصف الاول من العام الجاري ما مجموعه 54 انتهاكا فلسطينيا ضد الحريات الاعلامية (38 في الضفة و16 في قطاع غزة).
وقال بني عودة بأن الانتهاكات الفلسطينية التي تم رصدها خلال النصف الاول من العام الجاري تعتبر الأعلى منذ عام 2012 حيث كان تم رصد 41 انتهاكا في حين تم عام 2013 رصد 35 انتهاكا فلسطينيا للحريات الاعلامية خلال النصف الاول من العام.

ان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" واذ يعرب عن استنكاره الشديد للاعتداءات الدموية غير المسبوقة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الصحافيين والمؤسسات والحريات الاعلامية في قطاع غزة وما واصلت ارتكابه من اعتداءات ضد الصحافيين والحريات الاعلامية في الضفة الغربية ومدينة القدس فانه يجدد مطالبته بضرورة تحرك المجتمع الدولي لتأمين الحماية للصحافين ولوسائل الاعلام العاملة في فلسطين ووضع حد لافلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب وملاحقة ومحاسبة جميع المتورطين في جرائم قتل الصحافيين والاعتداءات التي طالت المؤسسات والحريات الاعلامية في قطاع غزة والضفة، كما يطالب السلطات الفلسطينية المعنية باحترام حرية التعبير ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد الصحافيين خاصة تلك التي تخللها عنف جسدي، وتوفير البيئة القانونية السليمة التي تمكن الصحافيين تأدية رسالتهم وعملهم في ظروف امنة وبعيدة عن اي معيقات او اعتداءت او ضغوط.

التعليـــقات