رئيس التحرير: طلعت علوي

الأسواق تميل للصعود وسط حذر البنوك المركزية

الأربعاء | 27/08/2014 - 03:07 مساءاً
الأسواق تميل للصعود وسط حذر البنوك المركزية


• مؤشر السوق السعودية يلامس قمته الأعلى خلال 6 سنوات
• تصريحات رئيسة الاحتياطي الفدرالي خلال قمة "جاكسون هول" تبدو إيجابية
• الهند: مجال إيجابي أمام مستثمري ديون الأسواق الناشئة
الأسواق الخليجية: مؤشر السوق السعودية يلامس قمته الأعلى خلال 6 سنوات والسوق القطرية تسجل  أعلى ارتفاع خلال 5 سنوات

لامس مؤشر "تداول" السعودي لجميع الأسهم قمته الأعلى خلال 6 سنوات بفضل تسجيله صعوداً واسع النطاق، حيث أغلق عند مستوى 10,716 نقطة (بزيادة تخطت 26% في هذا العام)، وهو أعلى مستوى يسجله منذ يناير 2008. ويعد "تداول" من أفضل مؤشرات الأسهم أداءً في العالم، ويستمد الدعم في صعوده الثابت من زيادة كميات التداول. وفيما يتلمس محللو السوق قيمة عادلة للمؤشر خلال حركته الصعودية، نتوقع أن يحافظ على هذه المستويات علماً أن النمو المتوقع لأرباحه يبلغ 20% و15% لعامي 2014 و2015 تباعاً.

وتبقى نظرتنا إيجابية حيال الاقتصاد السعودي على المدى القريب استناداً إلى التوقعات الاقتصادية لسوق النفط العالمي. وتقوم شركة البتروكيماويات السعودية "سابك" بتطوير مصنعها في المملكة المتحدة بهدف استخدام الغاز الصخري المستورد من الولايات المتحدة، مما سيساعد على تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف. ولا يزال الائتمان المصرفي المحلي في السعودية قوياً نتيجة الإنفاق الحكومي الكبير والمدعوم بالإنفاق الاستهلاكي الناجم عن نمو عدد السكان.


في سياق متصل، أعلنت "هيئة سوق المال السعودية" عن مسودة القواعد الناظمة لاستثمار المؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة، وهي تسعى لاستطلاع ردود فعل الوزارات الحكومية حول فتح سوق الأسهم أمام الاستثمار الأجنبي المباشر بحلول عام 2015. وتتضمن القواعد سقفاً للملكية الأجنبية يبلغ 10% من إجمالي قيمة السوق بشرط أن لا تزيد ملكية المستثمر الأجنبي المؤهل على 5% من أسهم أي شركة مدرجة في السوق، وألا تزيد ملكية المؤسسات الأجنبية مجتمعة على 20% من أسهم أي شركة في السوق، وألا تقل قيمة الأصول التي تديرها عن 5 مليارات دولار أمريكي مع توافر خبرة استثمارية في إدارة الأموال تعادل 5 سنوات.


وتجددت عمليات الشراء ضمن مؤشر السوق القطريّة، حيث دأبت المؤسسات المحلية على الشراء قبيل الزيادة المقترحة لثقل السوق ضمن مؤشر "مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال" للأسواق الناشئة في نهاية أغسطس. وكان "بنك قطر الوطني" و"بنك قطر الإسلامي" و"شركة صناعات قطر" الأفضل أداءً خلال هذا الشهر (حيث تعتبر هذه المؤسسات من المكونات الأساسية التي ستزيد ثقل السوق القطرية في المؤشر). وسجل مؤشر البورصة القطرية ارتفاعاً بنسبة 2% في الأسبوع الماضي ليستقر بذلك عند أعلى مستوياته خلال 5 سنوات وأدنى بقليل من المستويات المستهدفة، في حين كان قطاع الاتصالات - ولاسيما شركة "أوريدو" - الأدنى أداءً. وعليه، نتوقع أن تسجل أسواق الأسهم الخليجية الإقليمية أداءً جيداً إذا لم تتكشف أية أحداث جيوسياسية سلبيّة.


الهند: مجال إيجابي أمام مستثمري ديون الأسواق الناشئة


كانت أسواق السندات متوازنة ومتماسكة خلال الأسبوع الماضي، إذ ترقب المشاركون في السوق تصريحات رئيسة المجلس الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين بعد الاجتماع السنوي لمحافظي البنوك المركزية في منطقة جاكسون هول بالولايات المتحدة، وغيرها من اجتماعات الشخصيات المهمة في قطاع التمويل. وخلال الأسبوع الماضي، ارتفع مستوى التوقعات المستهدفة بين الخبراء والمحللين فيما يتعلق برفع الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة القياسية بحلول منتصف عام 2015، حيث ارتفعت آراء المحللين من 48% إلى 53%.


وتحظى أسواق السندات الإقليمية في منطقة الخليج العربي بتوازن جيد ومستويات محلية قوية ولاسيما مع الإقبال الكبير على الاستثمار في المنطقة. وقد شهدنا تدفق أنباء مهمة من الشركات الرئيسية بدبي - مثل "طيران الإمارات"، و"سوق دبي الحرة"، وشركة "نخيل" - فيما يتعلق بإعادة التفاوض حول تسعير الديون الحالية، وإعادة تمويل القروض الجديدة، والسداد المبكر للديون، الأمر الذي حظي بأصداء إيجابية لدى المستثمرين. ووصلت فروقات سعري العرض والطلب لمقايضة العجز عن سداد الائتمان بدبي لأجل 5 سنوات إلى 162 نقطة أساس. ونتوقع تسعير إصدار الصكوك السيادية المقبلة في إندونيسيا بين 175 - 185 نقطة أساس قياساً مع سندات الخزانة الأمريكية بالدولار الأمريكي، وذلك استناداً إلى فترات استحقاق بين 5 - 10 سنوات.


وفي الأسواق الناشئة، شهدت الهند مستويات طيبة خلال دورة سوق الديون إلى جانب تسجيلها تدفقات كبيرة لرأس المال. ونجدد التركيز على الجهات التالية المصدّرة للسندات في الهند، وهي: شركة "السكك الحديدية الهندية" (3,08%) لعام 2009، و"بنك بارودا" (3,64%) لعام 2009، و"ريلاينس هولدنجز" (3,62%) لعام 2020، و"بنك آي سي آي سي آي" (ICICI) (3,89%) لعام 2019، إضافة إلى "شركة النفط والغاز الطبيعي المحدودة" (ONGC) (4,56%) لعام 2024، حيث توفر جميعها عوائد طيبة مقارنة مع نظيراتها في الأسواق الناشئة. واستمدت هوامش الائتمان الهندية بالدولار الأمريكي دعماً جيّداً من المستثمرين الدوليين ومستثمري منطقة الخليج، وذلك نظراً للمستويات الجيدة التي توفرها من حيث فروق سعري العرض والطلب/ العوائد، في حين بلغت فروقات سعري العرض والطلب لمقايضة العجز عن سداد الائتمان في الهند لأجل 5 سنوات أقل من 170 نقطة أساس (قياساً مع 225 نقطة أساس في مايو 2014).


النمو القوي للاقتصاد الأمريكي يدعم الأسهم العالمية


يواصل الاقتصاد الأمريكي نموّه المتسارع، حيث أشار كل من "مسح بنك فيلادلفيا لنشاط الأعمال" والمؤشر الاقتصادي الأمريكي الرئيسي إلى استمرار النمو القوي للاقتصاد مع ارتفاع وتيرة بناء المساكن وانخفاض أعداد طلبات الحصول على إعانة البطالة، الأمر الذي يعكس تعافياً جيداً في سوق العمل. وبشكل عام، تميل الأسهم الأمريكية للصعود بقوّة مع أول زيادة لأسعار الفائدة، ولا تلبث أن تبدو أقل مرونة بعد ذلك. وبناءً على الأدلة والتحليلات، فإن المنهج المتكيّف من جانب الاحتياطي الفدرالي وتسارع دورة الأعمال يدعم قناعتنا في الاهتمام بالأسهم الأمريكية على المدى المتوسط.


من جهة ثانية، لا نزال نجد قوة في الدولار الأمريكي؛ فمع تشديد السياسات النقدية – المتوقع خلال عام 2015 - ستتغير قواعد اللعبة بالنسبة للدولار في ضوء اعتماد سياسة لا ترتكز على أسعار الفائدة منذ عام 2008. ويتوقع مسؤولو الاحتياطي الفدرالي أن تبلغ أسعار الفائدة القياسية 1% أو أعلى بقليل في نهاية العام المقبل.


كما اختلفت نبرة رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي، حيث ألمح إلى إمكانية تخفيف السياسات النقديّة بشكل أكبر، خصوصاً مع تعرّض الاقتصاد الأوروبي للتعثر في الربع الماضي، وتراجع توقعات التضخم. وإذا استمر الأداء الخافت للأسهم الأوروبية بالتزامن مع تكشف تحديات مستقبلية جديدة، فإننا نشير إلى فرص تفوق أداء توزيعات الأرباح وأسهم شركات المرافق الخدمية؛ وقد سجلت سلّتنا لتوزيعات الأرباح الأوروبية العالية أداءً تفوّق على مؤشرات قياسه المحددة منذ إطلاقها. وتعد شركات المرافق الخدمية الأوروبية القطاع الأفضل أداءً حتى الآن في أوروبا؛ ولأن شركات المرافق تعتبر محدودة النطاق نظراً لانخفاض ثقل قطاعها في مؤشر الأداء الأوروبي، لذا فإننا ننصح المستثمرين المهتمين بأسهم منطقة اليورو بالاستثمار في سلتنا والتحوط من الانكشاف على العملات.


وتبدو اليابان أفضل حالاً من أوروبا، حيث يظهر مسح "تانكان" - الذي يعد مؤشراً رئيسياً لدورة الأعمال - تحسناً في توجهات الشركات، وبالتالي نتوقع انتعاش الناتج المحلي الإجمالي بما يتجاوز 2,7% خلال الربع الثالث من العام، وذلك بعد تراجعه خلال الربع الثاني نتيجة فرض ضرائب جديدة على المبيعات. كما نرجح أن يتسبب تباعد سياسات "الاحتياطي الفيدرالي" و"بنك اليابان" بمزيد من الضعف للين الياباني، مما يوفر دفعة جديدة للأسهم اليابانية.


ويستند الانتعاش الأخير في الأسواق الناشئة على قوة الاقتصاد الأمريكي، ما يعني مزيداً من الصادرات، إضافة إلى دور خطط التحفيز الصينية. وقد نتوقع جولات جديدة من هذه الإجراءات قبل نهاية العام لأن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الرئيسي في الصين - الصادر عن مؤسسة "ماركيت" وبنك "إتش إس بي سي" - هبط إلى 50,3 نقطة (بما يعد مستوى هامشياً). ونفضل عموماً زيادة التركيز على الأسهم في المناطق التي يرتكز فيها التحسن الاقتصادي على مزيج من عوامل النمو والسياسات النقدية المرنة بدلاً من التركيز على خطط التحفيز الاقتصادي كما هو الحال في الصين.


تصريحات يلين تكبح عمليات بيع الذهب


استقرت أسعار الذهب عند أقل من 1280 دولار قبل تصريحات جانيت يلين في قمة جاكسون هول. وتبدو الأسعار مستقرة عموماً، ولكننا نميل إلى التوقعات السلبية إذا ما أثرت الأحداث الجيوسياسية في هذا المسار.

 

بيان صحفي. 

التعليـــقات