ضرب فيروس الإيبولا غرب إفريقيا في مقتل تاركًا أثرًا قاتلاً بالتزامن مع صحوته؛ وتعطلت المدارس في بعض المناطق، وتأثرت الأعمال، وتم تطبيق الحجر الصحي على قرى بكاملها. والآن، تلوح في الأفق أخطار صحية على منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
هذا وقد ولقي نصف الذين أصيبوا بفيروس الإيبولا حتفهم في غضون تسعة أشهر وحسب، ورغم أنه ليس بالفيروس الذي ينتقل عبر الهواء، إلا أنه ينتقل بسرعة مدهشة. وتجد دول غرب إفريقيا المتأثرة بهذا الفيروس صعوبة في احتوائه. وفي تلك الأثناء، استمرت حركة النقل الجوي بين الدول المتأثرة بالفيروس وغيرها الكثير من الدول في منطقة الشرق الأوسط دون انقطاع، مما جعل المنطقة عرضة للخطر.
وقد نشر موقع نيتشر ميدل إيست الشهر الجاري مقالة افتتاحية متعمقة تتناول الحمى القاتلة التي تحصد الضحايا بالآلاف، راسمةً صورة لما يمكن أن يحدث إذا أصيبت المنطقة بالفيروس. وترى الافتتاحية التي كتبها إسلام حسين، الباحث والعالم بالفيروسيات في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، أن منطقة الشرق الأوسط يجب أن تشمّر عن سواعدها الآن.
يقول حسين: "ما برحت الاستجابة من جهة منطقة الشرق الأوسط بطيئة إلى حد كبير". لا ينتشر فيروس الإيبولا انتشار الأنفلونزا، ولكي يصيب العائل له يجب أن ينتقل من إنسان لآخر عبر الاتصال المباشر بسوائل الجسم وإفرازات المرضى المصابين أو من خلال مادة ملوثة. وحذر حسين من أنه، نظريًا، يمكن تحديد المرضى سريعًا وحجرهم، لكن في ظل أنظمة الرعاية الصحية العقيمة، والبنية التحتية المتهدمة، ليس من السهل حماية المصابين بالفيروس. ولكن، هناك عدة سبل لصد الفيروس.
و خلال الأسبوع الجاري، وردنا أن أول مريض أصيب بفيروس الإيبولا لعام 2014 طفل في الثانية من عمره من غينيا. وليس من الواضح كيف انتقل الفيروس إليه، ولكن بعد أن أصيب به، ورد في التقارير أن فيروس الإيبولا قتل الكثير من أفراد عائلته، بمن فيهم جدته. وخلال جنازتها، تفشى المرض بعد أن لمس اثنان من المعزيين سوائل جسم الجدة. واكتُشِفَ أن المرض يمكن أن ينتقل حتى بعد الموت.
وأكد حسين:"خلال الظروف غير المواتية لدفن ضحية من ضحايا الإيبولا، لا بد من تعقيم الجثمان على النحو السليم، ويجب أن يرتدي الذي يتعاملون معه أردية وقفازات وقائية قوية".
هذا ويسهل التعرف على أعراض الإصابة بفيروس الإيبولا في أسوأ أطوار الإصابة به؛ ألا وهي نزف داخلي وخارجي، مسبوقًا بحالات قيء وإسهال شديدة. ولكن في أيامه الأولى، تبدأ الأعراض بحمى وأعراض أخرى شبيهة بالأنفلونزا كالأعراض المعوية التي يمكن الخطأ في تشخيصها. يقول حسين: "من دون الأدوات المصلية والجزيئية المناسبة، يمثل التشخيص المؤكد للإيبولا تحديًا كبيرًا".
ورغم إصراره على أنه ما من سبب يدعونا للهلع، فإن تطمينات حسين يلازمها إخلاء للمسؤولية واضح وصريح؛ ألا وهو أنه في ظل عدم توافر التعليم والجاهزية المناسبَيْن ووعدم وجود خطة قوية بارعة، ستظل منطقة الشرق الأوسط عرضة للخطر.
بيان صحفي.