بعد أن أعلنت الغالبية العظمى من الشركات عن نتائج أعمالها للنصف الأول، اتضح خلال الأسبوع الماضي، انخفاض التأثيرات المحفزة للتداول، في الوقت الذي تضيف فيه العطلة الصيفية أجواءً أكثر هدوءا إلى أسواق الأسهم في المنطقة. وفي الوقت نفسه، يجعل استمرار حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط المتداولين في حالة حذر فيما يتعلق باتخاذ القرارات الاستثمارية.
ويتوقع أن تسير الأسواق الخليجية على نفس النسق خلال الجزء المتبقي من شهر أغسطس (آب) 2008، ولكن قد تشهد الأسواق ارتفاعا وتقلبا في رغبة المستثمرين مع بداية شهر سبتمبر (أيلول) 2014 والربع الرابع من هذا العام عندما تقوم المؤسسات الاستثمارية بالإعداد لحجز مواقعها ترقباً لنتائج السنة بأكملها.
هذا وقد ارتفع إجمالي القيمة السوقية لجميع أسواق الأسهم الخليجية السبعة بعد إضافتها 1.14 في المائة إلى قيمتها كما في الأسبوع المنتهي في 14 أغسطس لتصبح 1.172.10 مليار دولار مقارنة بمبلغ الـ1.158.91 مليار دولار المسجل كما في 07 أغسطس 2014.
ووفق تقرير أعدته شركة بيتك للأبحاث وتنشره «الشرق الأوسط» حصريا فقد أنهت سوق الكويت للأوراق المالية الأسبوع الماضي في المنطقة الإيجابية بإضافتها لنسبة 0.67 في المائة إلى قيمتها خلال الأسبوع. ووصل المؤشر إلى أعلى مستوى له منذ 11 يونيو (حزيران) 2014 عند 7.245.71 نقطة بتاريخ 13 أغسطس 2014 بعد تحقيق لمكاسب مستمرة لمدة 8 أيام على التوالي في أطول سلسلة من الارتفاعات للمؤشر منذ 28 يوليو (تموز) 2013 عندما ارتفع لمدة تسعة أيام متواصلة. هذا وقد ارتفع أيضا المؤشر الوزني للسوق بنسبة 0.34 في المائة. وجاءت الزيادة في أعقاب الإعلان عن خطة التنمية الخمسية الجديدة للبلاد 2015 - 2020 والتي أقرها مجلس الوزراء في وقت سابق من أغسطس برأسمال يتجاوز الـ8 مليارات دينار، إلا أنه لا يزال يتعين موافقة البرلمان عليها.
وشهدت أربعة أسواق خليجية تقلبات منخفضة جدا، حيث سجلت أسواق الإمارات والبحرين نشاطاً منخفضاً جداً للتداول مقارنة بالأسبوع السابق وقد يرجع ذلك إلى فقدان المستثمرين للثقة. ومع ذلك، فقد تفوقت سوق أبوظبي للأوراق المالية في الأداء عن سوق دبي المالي للأسبوع مع إغلاق السوقين على ارتفاع بعد إضافة 2.59 في المائة و1.65 في المائة، على التوالي، إلى مؤشريهما السوقي. وفي الوقت نفسه، سجلت بورصة البحرين أكبر انخفاض في القيمة مقارنة بجميع أسواق الأسهم الخليجية الأخرى ليغلق الأسبوع منخفضا بنسبة 1.14 في المائة حسب قياس مؤشر سوق البحرين.
وشهدت السوق البحرينية تراجعاً ملحوظاً في نشاط التداول، حيث عاد التداول في أسهم البنك الأهلي المتحد إلى طبيعته بعد أن شهد تقلبات أكثر من المعتادة خلال الأسبوع السابق على خلفية إعلان أرباح جيدة، وقد أعلن البنك، وهو أكبر البنوك المدرجة في السوق البحرينية من حيث القيمة السوقية، عن زيادة قدرها 35.1 في المائة على أساس ربع سنوي في صافي أرباحه للربع الثاني من 2014 ليسجل 125.9 مليون دولار.
وتصدرت بورصة قطر أداء أسواق الأسهم الخليجية، بعد إضافتها لـ3.28 في المائة إلى قيمة مؤشرها خلال الأسبوع الماضي. وقد شهدت السوق القطرية قفزة كبيرة في حجم التداول في آخر أيام التداول للأسبوع بعد أن أصدرت «إم.إس.سي.آي» بيانا ذكرت فيه أنه جرى إضافة شركة مسيعيد للبتروكيماويات القابضة إلى مؤشرها، مما رفع المؤشر بمقدار 5 في المائة يوم الخميس الموافق 14 أغسطس. إلا أن الشركة نفت تلك الأخبار يوم الأحد مما أصاب المستثمرين بصدمة.
وفي الوقت نفسه، واصلت السوق السعودية تحقيقها لمكاسب للجلسة الـ11 على التوالي، وهي أطول سلسلة منذ الـ14 جلسة التي اكتست فيهم تداول باللون الأخضر والمنتهية في 6 مارس (آذار) 2012، كما أنها قد سجلت ارتفاعا قياسيا لم تشهده منذ 19 يناير (كانون الثاني) 2008 عند 10.596.55 نقطة بتاريخ 11 أغسطس 2014. ومن الملاحظ أن «تداول»، وهو أكبر أسواق المنطقة يؤدي أداء إيجابياً منذ الإعلان عن خططه لفتح التداول أمام الأجانب للمرة الأولى في تاريخه في مطلع العام المقبل.
© الشرق الاوسط.