رئيس التحرير: طلعت علوي

لا سلام دائم دون حل الدولتين

الثلاثاء | 19/08/2014 - 07:30 صباحاً
لا سلام دائم دون حل الدولتين

بقلم بورغ بريندة، وزير خارجية النرويج 

"صيف دموي في غزة هو نتيجة مأساوية لعدم وجود عملية سلام، والاستعداد لتنفيذ حل الدولتين.   لقد قمت  قبل وأثناء هذا النزاع بحث الطرفين على حد سواء لإيجاد حلول سياسية، والامتناع عن العنف من اجل أطفال غزة، فالحاجة ماسة لوقف إطلاق نار حقيقي. 
فمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، تحتاج إلى حل تفاوضي يؤدي إلى سلام دائم. لغاية اللحظة، قتل 1,875 فلسطيني وجرح 9,563 في قطاع غزة.  وفي إسرائيل، 64 جنديا وثلاثة مدنيين قتلوا وأكثر من 400 جريح. الأضرار المادية في غزة واسعة النطاق والآثار النفسية والاجتماعية على السكان كبيرة.

وقد قمت  في عدة مناسبات منذ بدء القتال يوم 8 يوليو التاكيد بوضوح أن السكان المدنيين في غزة قد تعرضوا للمعاناة بشكل غير متناسب.  وأتوقع من الأطراف مساهمة بنائة في المحادثات التي تجري في القاهرة، بهدف الوصول الى وقف إطلاق نار دائم.

هذه هي الحرب الثالثة خلال سبع سنوات في غزة. الحصار المفروض على غزة، والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، فضلا عن المحاولات الفاشلة لإيجاد حل سلمي، تشكل في مجملها الأسباب الكامنة لاستمرار الصراع باستمرار واشتعالة مرة أخرى.

لا يمكن حل الأزمة، ولا يمكن حسم الصراع بالوسائل العسكرية. اسرائيل لن تحقق السلام والأمن باستخدام القوة، واطلاق صواريخ من غزة باتجاه اسرائيل لن يعطي الفلسطينيين حياة أو كرامة افضل. ومع ذلك، فمن المهم أن يتم إعطاء السكان المدنيين في غزة الفرصة ليعيشوا حياة طبيعية، وهو أمر غير متوفرلديهم اليوم. بالإضافة إلى التعليم والرعاية الصحية، والناس يجب أن تكون قادرة على التحرك بحرية، وخلق فرص عمل وتأمين اقتصادهم من خلال الأعمال والتجارة مع العالم الخارجي. وأنا مقتنع بأن مثل هذا التطور ستكون له آثار إيجابية على أمن إسرائيل.

وقد عملت النرويج منذ العام 1994 على تنسيق المساعدات الدولية في بناء السلطة الفلسطينية.  وسوف نستمر في هذا العمل، الذي ساهم في فلسطين على وجود الإدارة التي يمكن أن تحكم دولة مستقلة.  هذا هو شرط ضروري لخلق فرص العمل وتزويد السكان بالتعليم والرعاية الصحية.  كما ان هناك حاجة لوقف إطلاق نار شامل حتى يمكن فتح غزة على العالم الخارجي والذي يمكن أن يؤمن كل من إسرائيل وغزة ضد حروب جديدة.
وبالنسبة للجانب الفلسطيني فعلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيام  بهام جسيمة للغاية. فالحكومة الفلسطينية وسلطة الحكم الذاتي يجب أن تمارس سلطتها على كل فلسطين وتتحمل مسؤولية قوية تجاه غزة.

ومن المهم جدا أن الاعمال التي سوف يتم  تنفيذها لمواجهة التحديات الهائلة التي خلفتها الحرب في غزة ان يتم التعامل معها بطريقة من شأنها تسهيل الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات الرئيسية للوصول لحل الدولتين.

في هذه الاثناء، فان  وزير الخارجية السابق اسبن بارث ايدي والذي يشغل مدير المنتدى الاقتصادي العالمي،  اقترح  بأن على النرويج فتح النقاش امام إمكانية التوصل إلى حل دولة واحدة قبل المساهمة بمزيد من الأموال لإعادة إعمار غزة. وقال " يجب أن يكون من الممكن مناقشة بدائل للحل الذي اجمع عليه في العام 1993، مثل دولة واحدة لشعبين بحقوق ديمقراطية للجميع.  لكن وزير الدولة في وزارة الخارجية النرويجية بارد جلاد  بيدرسن  استغرب هذه المواقف والتصريحات من الوزير السابق.   أملا ان لا يشير ذلك الى تحولا في الرأي والمواقف لحزب العمال. مؤكدا على ان  حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم.

 

 

صحيفة LO AKtuelt

التعليـــقات