رئيس التحرير: طلعت علوي

مقتل 13 جنديا و60 فلسطينيا على الأقل في مواجهات الشجاعية

الإثنين | 21/07/2014 - 04:08 مساءاً
مقتل 13 جنديا و60 فلسطينيا على الأقل في مواجهات الشجاعية


كرست كل الصحف الإسرائيلية عناوينها الرئيسية وكثير من صفحاتها الداخلية لتغطية الضربة القاصمة التي مني بها الجيش الإسرائيلي خلال توغله في حي الشجاعية في مدينة غزة، حيث تمكنت عناصر المقاومة من قتل 13 جنديا من كتيبة "جولاني" التي تعتبر من افضل كتائب الجيش الإسرائيلي، واصابة عشرات الجنود بجراح متفاوتة، بينهم قائد الكتيبة شخصيا. وبشكل هامش تطرقت الصحف الاسرائيلية الى المذبحة التي نفذها الجيش في حي الشجاعية والتي تم خلالها قتل اكثر من 60 مدنيا، بينهم الكثير من النساء والاطفال، جراء القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي بيوت الحي. وقال صحيفة "هآرتس" ان اكثر من 100 فلسطيني قتلوا يوم امس، فيما اصيب المئات بنيران الجيش الإسرائيلي.
وحول عملية الشجاعية، كتبت الصحيفة ان الجنود خلال تبادل لإطلاق النيران حيث واجهوا مقاومة شديدة من قبل حماس. وكان الجيش قد قرر توسيع العملية في يومها الثالث عشر، داخل حي الشجاعية المكتظ بالسكان، في محاولة للعثور على انفاق هجومية وتدميرها. وتم خلال المواجهة استخدام الصواريخ المضادة للدبابات وتفعيل عبوات ناسفة تحت أقدام القوات الاسرائيلية. ومن بين القتلى نائب قائد الكتيبة.
وكانت احدى قوات الكتيبة قد وقعت في كمين في حي التفاح، شمال الشجاعية، حيث تم اطلاق صاروخ "ار. بي. جي" على المصفحة التي استقلها الجنود، فقتل سبعة منهم واصيب آخرين بجراح بالغة. ويفحص الجيش ما اذا كانت الاصابة الصاروخية قد تسببت بانفجار ذخيرة داخل المصفحة التي تم تدميرها.
وفي حادث آخر تم اطلاق صاروخ مضاد للدبابات، كما يبدو "ار. بي. جي"، باتجاه بيت تحصن فيه الجنود في حي الشجاعية، فقتل ثلاثة جنود واصيب 12 جنديا آخرين. وفي مواجهة اخرى قتل جندي آخر بنيران قناص فلسطيني. كما قتل جنديان من سلاح الهندسة خلال مواجهة مع مسلحين فلسطينيين. واصيب ستة جنود آخرين، على الأقل، من وحدة جولاني، قبل فجر يوم الأحد، جراء انفجار قنبلة بجانبهم. ولا يعرف الجيش ما اذا تم رشق الجنود بالقنبلة من قبل الجيش الاسرائيلي او من قبل الفلسطينيين. واصيب عدد من الجنود بحالة اختناق في حادث آخر. كما اصيب في غزة، امس، قائد كتيبة جولاني الرائد غسان عليان (اول درزي يتسلم هذا المنصب في تاريخ الجيش الاسرائيلي). وجاءت اصابة عليان في رأسه. وقال عليان، امس، انه ينوي العودة الى كتيبته عاجلا والانضمام الى جنوده.
الصليب الأحمر لم يتمكن من انقاذ السكان
وحسب "هآرتس" فقد تلقت تنظيمات الاغاثة، مئات التوجهات من قبل سكان حي الشجاعية الذين حوصروا في المنطقة واحتاجوا الى علاج طبي والى انقاذهم من القصف الإسرائيلي المكثف. وتجاوب الجيش الاسرائيلي مع طلب الصليب الأحمر وقف اطلاق النار لساعتين، تم تمديدها لساعتين اخريين، لغرض اخلاء المصابين.
ورغم ذلك فقد قالت طواقم الصليب الأحمر التي دخلت الحي انها تعرضت الى النيران من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، ولذلك لم تتمكن من تقديم العلاج لكل من احتاجه.
وقال ضابط اسرائيلي رفيع ان حي الشجاعية يعتبر منطقة حرب مكتظة ومعقدة، ولذلك قدر الجيش بأن دخول قوات جولاني الى الحي سيواجه بمقاومة فلسطينية. وحسب الجيش فان لديه معلومات تشير الى خروج عدة أنفاق من الحي. وحسب معطيات الجيش فقد تم اطلاق 140 صاروخا من الشجاعية باتجاه إسرائيل، وهي كمية تقل بنسبة 10% عن عدد الصواريخ التي تم اطلاقها على إسرائيل، لكن الجيش يقول ان غالبية هذه الصواريخ اطلقت على اشدود خلال ايام الحرب.
كما يدعي الجيش ان العمليات تلحق اصابات كبيرة بأنفاق حماس خاصة تلك التي تصل الى إسرائيل. وحسب الجيش فقد تم العثور على 14 نفقا كاملا، و34 فتحة أنفاق. وتم يوم امس تفجير ستة أنفاق، تبين ان لأحدها اربع فتحات داخل القطاع وفتحة خامسة داخل اسرائيل. وعثر في نفق آخر على براميل بارود وكابل اتصال. وتم العثور على مسار نفق اخر في الجنوب يصل طوله الى 1.2 كيلومتر، وله فتحة في الاراضي الاسرائيلية. وقال احد الضبط انه يعتقد بأن تفجير الأنفاق سيستغرق يوما او يومين آخرين. وحسب توقعاته فقد عالج الجيش قرابة 70% من الأنفاق المعروفة للجهات الاستخبارية. وبعد الانتهاء من تفجير هذه الأنفاق ستضطر القيادة السياسية الى اتخاذ قرار بشأن استمرار العملية، خاصة طرق العمل.
وفي هذه الأثناء يواصل الجيش تجنيد الاحتياط. وقال القائد العام للجيش بيني غانتس ان الجيش سيواصل العمل مهما تطلب الأمر لتحقيق الهدوء والأمن لسكان إسرائيل. واضاف: "كل ساعة تمر على حماس يصاب المزيد من الناس والمزيد من القدرات العسكرية". وحسب قوله فان "ساعة انجازاتنا ترتفع في كل الحلبات، حتى في الشجاعية. نحن نفهم انه تقع اصابات خلال الحرب، ودورنا هو تحقيق الأهداف وهذا ما نفعله". 
وفي رده على سقوط القتلى الفلسطينيين في حي الشجاعية بما فيهم الأطفال والنساء، قال غانتس: "سكان الشجاعية يعرفون ايضا انهم وقعوا ضحية لاستعدادات حماس داخل اراضيهم. آسف على سقوط الأبرياء، يؤلمني رؤية الاولاد والنساء المصابين". مع ذلك قال "ان الجهاز الأمني لا ينوي التخلي عن اصراره ومهامه". وفي المقابل تواصل امس اطلاق الصواريخ على إسرائيل. وتم اطلاق 86 صاروخا، اعترضت القبة الحديدية 16 منها.
القتلى سقطوا في مصفحة قديمة تعود الى الستينيات
وتبين ان المصفحة التي اصيبت في غزة، أمس، وقتل سبعة من جنودها، هي من الطراز القديم في الجيش، m113 الأمريكية التي تم انتاجها في الستينيات. وانتقد ضباط في الجيش قرار ارسال هذه المصفحات القديمة الى غزة كونها غير مدرعة بما يكفي.
وكان الجيش قد امتنع عن استخدام هذه المصفحات منذ قرابة عشر سنوات، علما انه في ايار 2004، قتل 11 جنديا من كتيبة "غفعاتي"، جراء تفجير مصفحتين من هذا الطراز في غزة. وكان مراقب الدولة قد نشر في 2003 تقريرا شديد اللهجة حول حالة هذه المصفحات، وادعى انه يجب توفير المصفحات الحديثة للقوات المتواجدة في حالة خطر.

 

ترجمات الصحافة الاسرائيلية. وزارة الاعلام 

التعليـــقات