طلعت علــــوي
غزة تغرق بدماء اطفالها، والاحتلال يمطرها بالحمم، ووسائل الاعلام المصرية تمارس الردح الاعلامي اليومي، وتتناغم الاصوات النشاز من القاهرة مع اعوانها بتل ابيب. قيل انها مبادرة، فهل ما يسمى بالمبادرة المصرية، مبادرة ام مؤامرة؟!
- يتذرع الاعلام المصري ومعه بعض المعاقين سياسياً، ان الغاية من المبادرة وقف اراقة دماء الشعب الفلسطيني. ولم نسمع احدا يتحدث عن انهاء الاحتلال، وفك الحصار الاسرائيلي المصري على القطاع. فهل حقنت دماءنا في مبادرات سابقة، منها ٢٠١٢ و ٢٠٠٨. واين كان الاعلام المصري عند حرق وقتل الشهيد ابو خضير، واين ذلك الاعلام للدفاع عن الاقصى والمقدسات، وهو الذي قدم الهوامش على المتون، ويشتغل بتوافه الامور على حساب قضايا الامة.
- الاعلام المصري يلوم المقاومة الفلسطينية على سقوط المزيد من الشهداء بسبب رفض الاخيرة خدعة المبادرة. فهل نلوم المقاومة الجزائرية على استشهاد ٢ مليون جزائري، عند تحرير الجزائر. وهل نلوم المقاومة اللبنانية على الشهداء الذين سقطوا في جنوب لبنان قبل وبعد هزيمة اسرائيل وانسحابها ودحرها من قبل المقاومة. جل وسائل الاعلام المصرية تلوم الضحية، وتبرر القتل للقاتل. فهل فصل العدوان على غزة، هو الفصل الثاني من الانقلاب في مصر.
- مبادرة ال cc ذكرت صراحة عبارة الحكومة الاسرائيلية مقابل عبارة الفصائل الفلسطينية، دون الحكومة الفلسطينية على غرار مبادرة العام ٢٠١٢. مما يفسح المجال اما عراب المبادرة اقصاء اي فصيل يريد!
- لا ولم تتناول جل وسائل الاعلام المصرية انباء الصمود الاسطوري لغزة، بل والانتصار على جيش الاحتلال الذي يصنف بالمرتبة الحادية عشرة عالميا. والذي استخدم اقوى سلاح جو في المنطقة، والعالم باسرة. جيش الاحتلال لم يحقق اي شي سوى قتل حوالي ٥٠٠ فلسطيني واكثر من ٣٠٠٠ جريح في اليوم الرابع عشر من العدوان الاسرائيلي والخذلان العربي، وبعد ان نفذت اسرائيل ما يزيد عن ٢٠٠٠ غارة على القطاع، والقت ما يقدر ب ٧ الاف طن من المتفجرات بحسب وزارة الداخلية في غزة.
- لو كانت المبادرة حرة، عربية، طاهرة ونقية، ورفضتها اسرائيل. هل كنا سنرى هذا الردح الاعلامي لاسرائيل عبر جل الفضائيات المصرية. ومن نافل القول ان الرئيس السابق للاذاعة المصرية فهمي عمر قد انتقد الاعلام المصري و اتهمه بالخروج عن اصول المهنة.
- وعلى فرضية ان المبادرة ليست فخا، الا يحق لاي طرف ابداء اعتراضه وملاحظاته، لكن يبدو هذا محرما على الفصائل الفلسطينية.!!
- نشر الاعلام العبري تفاصيل المبادرة المصرية والتي شارك في صياغتها ثلاثة مسؤولين من وزارة الحرب الاسرائيلية في القاهرة، دون اي تشاور او مشاركة من الفصائل، باستثناء ممثل حماس ابو مرزوق وهو مقيم اصلا في القاهرة.
- كيف لمصر كدولة شقيقة ان تلعب دور الوسيط، والاصل ان تكون منحازة ومناصرة ومساندة بل وتفاوض عن الفصائل الفلسطينية، للدفاع عن حرية الفلسطينيين واستقلالهم.
- الحرب على العرب هي قرار وايديلوجية اعلن عنها قادة الصهيونية العالمية في عشرينيات القرن المنصرم، عندما قال احدهم " سنقتل العرب، سنحاصرهم وسنجعل من حياتهم اسوأ من حياة الحمير".
- ١٥٠ متر فقط هي المسافة التي استطاع جيش الاحتلال اختراقها على الحدود مع غزة خلال ثلاثة ايام من بدء العدوان البري. ذلك الجيش الذي وصفه عمرو موسى الامين العام السابق لجامعة الدول العربية في تصريحات سابقة، ان الانتصار عليه وهم!!! فهل تستوي المقاومة وانتصاراتها مع انتصارات الجيش المصري على شعبه؟!
- فلسطينيا، بدأت الاصوات من داخل الصف الاول للقيادات في منظمة التحرير (مثل عبد ربه وزكي والاغا) حيث اكدوا على موقف الفصائل في غزة ودعمهم للمقاومة، وان المطالب المعلنة للفصائل هي مطالب مشروعة وواقعية وتمثل تضحيات وطموحات الشعب.
ما يسمى بالمبادرة المصرية، جاءت لتبرير المزيد من القتل والتدمير لقطاع غزة، ومن لم يحترم دماء شعبه، شعب مصر، فهيهات ان يحترم ويتالم لدماء اطفال غزة.
كبرى الصحف العبرية اكدت قبل ايام ان التحالف بين النظام المصري واسرائيل اصبح تحالفا علنيا، وان مصلحة النظام في مصر تقتضي توسيع العدوان على غزة. فهل الحديث عن مبادرة ام مؤامرة!!
ليس بالغريب على اعلام ساهم في التحريض على قتل شعبه، ومنح الشرعية للانقلاب والاغتصاب السياسي. ليس غريبا عليكم خيانة فلسطين وشعبها وقد خنتم مصر الكنانة.