رئيس التحرير: طلعت علوي

عــيّــد فــي الـمـضـــارب

السبت | 04/06/2005 - 11:54 صباحاً
عــيّــد فــي الـمـضـــارب

عــيّــد فــي الـمـضـــارب


بقلم: رامي مهداوي

 

مع بداية شهر رمضان المبارك، انطلقت العديد من المبادرات الشبابية التي تهدف الى مساعدة أبناء البلد المحتاجين ليد المساعدة بكافة أشكالها، حُب شبابنا لأهل البلد وللبلد ثروة قومية يجب الحفاظ عليها وتطويرها ودعمها وتعزيز عمل المبادرات الشبابية. إحدى هذه المبادرات التي انطلقت على صعيد 6 محافظات حملة "عيّد في المضارب" في مبادرة لتسليط الضوء على أهلنا بالأغوار ورسم الابتسامة على وجوههم وتعزيز صمودهم تم إطلاق حملة عيّد في المضارب لجمع التبرعات الخيرية الجديدة أو المستعملة إن كانت: ملابس، أحذية، أدوات منزلية،كتب، قرطاسية، لعب أطفال، حلويات....الخ.
والحملة انطلقت بعمل جماعي وروح تعاونية بنّاءة مع 7 وسائل إعلامية محلية أتقدم لهم بكل الشكر والإحترام والتقدير على روحهم الإيجابية في العمل، ليتحملوا ما عليهم من مسؤولية في دعم صمود أهلنا بالمضارب، لهذا لمن يريد المشاركة في هذه الحملة، تجمع التبرعات في مقرّات وسائل الإعلام المشاركة في الحملة في 6 محافظات: راديو بيت لحم 2000 بيت لحم، شبكة أجيال الإذاعية رام الله، تلفزيون الفجر الجديد طولكرم، راديو الرابعة الخليل، طريق المحبة نابلس، راديو ناس جنين، وطن للأنباء رام الله.
سيتم إيصال التبرعات يوم الأحد الموافق 4-8-2013 بالتعاون مع مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار، في هذا اليوم تم التخطيط له بأن يكون يوم مفتوح مع أهلنا في المضارب، يوم مرح... يوم نفطر مع أهلنا بالمضارب... يوم نعيش حياة أبناء الأرض المنزرعين بأرض فلسطين كالنخيل والضخر، بعد أن تم الإعلان عن هذه الحملة، بكل حب وعطاء وروح الأمل في المستقبل وهذا أقل الممكن، جاء لنا العديد ممن يريد أن يشارك في هذا اليوم لرسم الفرحة لأطفالنا من قطاع خاص، مؤسسات أهلية، أفراد، حركات شبابية، كل إحترام للمهرج عمو مهند، مؤسسة تامر، مسرح الطنطورة، الحركات التطوعية الإنسانية في منطقة 48 وبالتحديد منطقة المثلث، شركة سنقرط، مجموعة لون فلسطين من نابلس.
بعد إطلاق الحملة، العديد من الأسئلة توجهت لي بعدم معرفتهم للمضارب، وهنا أضع التعريف المتداول بين أهل المضارب: عندما دمر الاحتلال قرى السكان وخربهم عام 67 كان لزاما على الشرفاء منهم ان يبقوا على انقاض القرى او في مناطق قريبه منها وخاصه الذين لا يمتلكون سوى مواقع قراهم ومن ثم بدأ السكان يتجمعون في مجموعات كل حسب عشيرته ومختاره. واتخذوا مواقع وضربوا بجذورهم في اعماقها حبا للمكان، ومن هنا اقاموا وجودهم سواء في خربهم وقراهم التي دمرت او في مواقع أنشئوها رغم أنف ألاحتلال واغلب هذه المضارب تمتاز بعشائر وعائلات ممتده وسميت باسمهم كمضارب عشيرة فلان وعلان مثلا وتتسم هذه المواقع بالحياة البدائيه بسبب عدم وجود اي بنيه تحتية مناسبة لهم واغلب مساكنهم بيوت الشعر والخيش والزينكو، وإذا ما اتخذت قرى وخرب في الاغوار اسم المضارب فهذا يعني انهم ما زالوا يعيشون بلا حقوق وما زال الاحتلال يلاحقهم ولا يعترف بوجود قراهم وأملاكهم. حتى الآن الاغوار الشمالية والمضارب يتجاوز عدد سكانها 7000 مواطن ولا يوجد فيها طبيب مناوب ولا سيارة اسعاف ثابتة.
يعني دائما يصرّح أهالي المضارب ان هذه المنطقه يجب ان تكون هم كل فلسطيني موجود في الوطن وبالخارج، ليس هم رسمي فقط، لماذا لا تأخذ المؤسسات الأهلية والتنظيمات دورها في المنطقة لكن ايضا على الحكومة ان تعتني بالإنسان الفلسطيني في هذه المنطقه وتدعم صموده وتواجده، لا يعقل ان يسكن اكثر من 470 عائله في المضارب وبعد 20 سنه من عمر السلطة والحكومات على قنديل كاز وسعر كوب المياه 50 شيقل حتى يصل للمواطن بواسطة جرارات متنقلة، بينما غيرهم في قرى فلسطينيه مجاوره هنا وهناك تنعم بالمياه والكهرباء دون ان تدفع ثمنها؟!.
لا يعقل ان تسكن عائلات ابو عليان ونواجعه بمسافة لا تتجاوز خمسين متر عن مستوطنة "مسكيوت" في خيم من الخيش والنايلون في ظلام دامس على ضوء قنديل وبدون مياه!! لماذا لا يتم رفع قضايا قانونيه لإثبات وجود هذه القرى وحق اهلها فيها وهم يملكون اوراق رسميه فيها.
يجب علينا جميعاً أن لا نكتفي فقط بالاستنكار والنفي والتصريحات الإعلامية دون عمل، وأيضاً أن لا نكتفي بزيارة القيادات وأخذ الصور التذكارية في منطقة المضارب والأغوار لأنه على الجميع أن يشمر عن ذراعه ويبدأ بالعمل كل حسب اختصاصه، ولا نكتفي بالتحليل، لأن الإحتلال هو الإحتلال، ماذا سنقدم بالمقابل من مشاريع تنموية ؟؟ ليتم فتح معارك دولية بخصوص المضارب والأغوار ومناطق”C”. المضارب بإنتظاركم.... لا تنسووووو " عيّد في المضارب".

التعليـــقات