رئيس التحرير: طلعت علوي

تذبذب اسعار الزيت الفاخر

السبت | 04/06/2005 - 09:12 صباحاً

تذبذب اسعار الزيت الفاخر

 

فياض عبد الكريم فياض

 

      منعتني ظروف قاهرة من المشاركة في احتفال توزيع الجوائز على مستحقيها ممن تقدموا لمسابقة الزيت الذهبي , وكان قد تقدم للمسابقة 23 مشاركا يمثلون جمعيات تعاونية او افردا وقد احضر كل ممثل عينة من زيته , المرحلة الاولى كانت بفحص الزيت من قبل لجنة مختصة مؤهلة لذلك ,ستة عينات من الثلاثة وعشرين من انطبقت عليهم المعايير التي تم تحديدها مسبقا....تتطلب المرحلة الثانية ان يقوم الفريق نفسه بزيارة مكان تخزين الزيت وسحب عينة ثانية بانفسهم  من نفس الخزان الذي سحبت منه العينة الاولى لاعادة فحص الستة عينات للستة مشاركين , رسبت احدى العينات الستة في الفحص حيث لم تكن مطابقة للعينة الاولى لنفس المشارك وبقي للسباق  خمس عينات .  انتهت المرحلة الثانية باختيار ثلاث عينات من الخمس والنتائج مقرونة بنتائج الفحص المخبري والفحص الحسي .

دخلت المرحلة الثالثة لاظهار النتائج في نقاش علمي راقي وجدل ساد الاجواء لتحديد من هوالفائز الثاني ومن هو الفائز الثالث  حيث ان الفائز الاول وهي الجمعية التعاونية للاشجار المثمرة في قرى غرب جنين  كان غير قابل للنقاش اوالخلاف الذي حصل على المركز الثاني او الثالث .... الاختلاف كان :هل يتم اعتماد  الفحص المخبري والفحص الحسي معا  ام يتم اعتماد الفحص الحسي فقط ..... وحصل تصويت لذلك من خلال ال 13 مشاركا في الجلسة ورغم ان الخلاف في وجهات النظر بقيت سائدة  ولكن ذلك لم يطل عندما قامت الاخت تغريد شحادة رئيسة فريق التذوق الفلسطيني  ومديرها الاخ المهندس حيدر حجة بالاستفسار والرجوع الى "مجلس الزيت العالمي" الذي اقر دون نقاش ان المعتمد هوالفحص الحسي فقط علما ان هذا المعيار ,وهو المعيار الحسي هو ما تم اعتماده في السنوات السابقة لنفس الجائزة .

    يشرفنا في اتحاد الجمعيات التعاونية لعصر الزيتون والذي يعيش اخر ايام هذا الاسم الذي التصق به منذ تاسيسه عام 1966 ليصبح اسمه قريبا جدا اتحاد الجمعيات التعاونية الزراعية  في فلسطين بعد اندماج الاتحادات التعاونية الزراعية الفلسطينية الثلاثة في اتحاد واحد وهي بارقة امل لتوحيد الافكار والعمل , نعم يشرفنا في هذا الاتحاد ان اثنان من اعضائنا هم من الثلاثة فائزين  وعندما كان العدد خمسة كان للاتحاد ثلاثة فائزين وان الفائز الاول والحاصل على جائزة الزيت العضوي هي عضو في الاتحاد..... ويشرفنا ايضا في الاتحاد انه كانت لنا مساهمة في تمويل الحفل والجائزة وهذا يشعرنا في الاتحاد بسعادة اننا اصبحنا مؤثرين في هذا القطاع ولا يمكن ان ننسى انه عام 2006 عندما وضعت مؤسسة بال تريد  خطة استراتيجية لمجلس الزيت الفلسطيني لم يذكر اسم الاتحاد اطلاقا ضمن الجهات العاملة في قطاع الزيت  وايضا في عام 2008 عند الاعداد للمشروع الاوروبي واعداد الجمعيات للحصول على شهادات جودة وعندما تسآلت الفاضلة شيراز من التجارة العادلة في المانيا : لماذا لا تقيموا اتحادا لجمعيات الزيت ؟؟ اجابها البعض ان الاتحاد اسميا موجود على الورق ولكنه فعليا غير موجود على ارض الواقع العملي ...  ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله فنحن وصلنا الى هذه المرحلة بفضل الله وتوفيقه اولا وللمركز التعاوني السويدي ثانيا  والفضل لتكامل الادوار بين الهيئة العمومية والهيئة الادارية والادارة التنفيذية.

    هذا الزيت الذي دخل المسابقة وامثاله تتسابق الشركات مصدرة الزيت للخارج من اجل اقتناءه وبيعه باسعار عالية جدا في الدول الخارجية  وهذا الزيت لا خوف عليه من التسويق وهو مطلوب والكميات المتوفرة منه محدودة,وزيت فلسطين بصورة عامة ممتاز اذا توفرت شروط الجودة اللازمة واهمها العيانية بالشجرة حمايتها من الامراض وثانيها القطف السليم وثالثها نقل البضاعة بصورة سليمة الى المعصرة ورابعها هو الاسراع في العصر لتحقيق المثل من الشجر للحجر وخامسا وهي مهمة جدا العصر الجيد في معصرة نظيفة تتبع التعليمات الصحيحة  وسادسها ولربما هي من اهمها التخزين الجيد في ظروف ملائمة .

     بداية هذا الموسم كان المزارعون والجهات ذات العلاقة تشيد بان جميع زيتنا هذا العام هو " اكسترا فيرجن "  نعم اتفق مع الجميع ان زيت هذا العام هو افضل من سواه في سنوات سابقة ...!!!         ولكن لماذا ؟؟؟؟  لان المجهود الذي بذل عام 2010 في تطبيق المكافحة العضوية وعندما كان يتم افلات ثلاثة ملايين ذكر ذباب عقيم في الجو اسبوعيا ولمدة ستة اسابيع كانت السبب  ولنعد بالذاكرة الى اخونا المهندس احمد عبد الوهاب وكان حينها مديرا لزراعة نابلس عندما كان يخرج من منزله من قرية النزلة بعد تناوله السحور في رمضان وقبل صلاة الفجر ليكون في مديرية نابلس مع صلاة الفجر فيصليها  ويغادر الى الاغوار لاطلاق الذباب في الجو مع شروق الشمس ... لا يمكنني ان أنسى كلمته الشهيرة عندما شكرته على اخلاصه في ذلك اليوم وكانت درجة الحرارة قد تجاوزت ال الاربعة والاربعين في نابلس و الاربعة والخمسين في الاغوار فكان الجواب " الوطن بستاهل اكثر ".... نعم ذلك البرنامج أتى اكله وها نحن نحصد ثمار التخطيط السليم لوزارة الزراعة التي نعتبرها الحضن الدافئ لكافة المزارعين . ولكن لنقم الان وبعد ثلاثة اشهر على التخزين بفحص الزيت  فان النتيجة ستكون واضحة وضوحا كالشمس في السماء الصافية ان الزيت المحفوظ غي تنكات الستانلس ستيل وفي ظروف جوية جيدة وتحت درجة حرارة ملائمة يبقى هذا الزيت محتفظا في صفاته وما سواه يكون مشكوكا في جودته ليكون اكسترا فيرجن . وهنا ساورد مثلا واقعيا ففي جمعية عزون التعاونية الزراعية للزيت العضوي بقيت لدى الجمعية كمية من الزيت لم يسوقوها ورفضوا بيعها بسعر السوق العادي وهو 20 شيقل لان الكمية الاخرى من زيتهم بيعت للتصدير بسعر 28,5 شيقل للكيلو ..... هذه الكمية وتحديدا الاسبوع الماضي يوم 10-2 فقد تم فحص الزيت لامكانية بيعه على اساس زيت قديم , لتكون المفاجئة العظمى ان حموضة الزيت هي 0.6 %  نعم ما زال الزيت اكسترا فيرجن وهو اصلا عضوي ويحمل شهادة .

      هذا الصنف من الزيت والحاصل على شهادات فقد اختلفت الشركات هذا العام في اسعار شرائه من المزارعين  فمنهم من اشتراه ب 19 شيقل للكيلو ومنهم من اشتراه ب 20  او 21 شيقل للكيلو على الاكثر  ولكن الاعضاء المنضويين في اتحاد جمعيات عصر الزيتون وفي اتفاق مسبق مع شركة الريف فتم تحديد السعر وتم الشراء الفعلي على اساس 27.5 شيقل للزيت العضوي اكسترا فيرجن  والزيت الاكسترا فيرجن وبدون شهادة عضوي وفقط شهاد "فلو سيرت " فتم البيع والشراء على 25.5 شيقل للكيلو من الخزان ولا يتحمل المزارع او الجمعية اي مصاريف نقل او تكلفة عبوات , وبسبب تدخل التجارة العادلة فكان الدفع كاش 100% وعلى دفعة واحدة  , وان كان لهذا القرار اثر ايجابي للمزارع الا ان له اثارا سلبية على المستوى القومي لان عدد الشركات العالمية التي الزمتها التجارة العادلة على الدفع مرة واحدة وبالكاش قد قللت من طلبيتها بل الغتها في بعض الحالات , لان ما كان متبعا ان يتم الدفع 30% عند استلام البضاعة ويدفع ال 70% الباقية خلال 70 يوما من التحميل .... ولم يصدف على مدى السنوات السابقة ان تأخرت شركة الريف للتسويق الزراعي عن الدفع بل في عام 2009 قامت  شركة الريف للتسويق الزراعي باخذ قرض من شركة ريف للتمويل و بفائدة مقدارها 1% لفترة ثلاثة شهور ودفعت الثمن كاش .

           مملكة اسبانيا المنتجة لنصف انتاج العالم من زيت الزيتون انتاجها هذا العام يقارب ال 20% من انتاجها السنوي المعتاد ,ومن هنا فان الاسعار العالمية في بورصة الزيت العالمية هي اعلى من مثيلاتها في السنوات السابقة لما يزيد عن 75% من السعر الدارج في السنوات السابقة ..... سعر الزيت في فلسطين هو اقل من المعتاد عليه في السنوات السابقة ....!!!!

لماذا اسعار زيت الزيتون في فلسطين تنخفض وفي السوق العالمي ترتفع  ؟؟؟؟  علما ان سعر زيت الزيتون الفلسطيني يباع في السوق العالمي باعلى من السعر العالمي للبورصة .....

مسئولية من هذا التناقض ؟؟؟؟ هل هو عدم وجود "مجلس الزيت"الاب والراعي والممثل لهذا القطاع  ؟؟ هل هو غياب السياسات الحكومية ؟؟؟؟؟ هل هو جشع التجار غير المتناهي ؟؟؟؟ ام انهم جميعا واخرون غيرهم ؟؟؟؟؟

[email protected]

التعليـــقات