رئيس التحرير: طلعت علوي

د. الصبّاح: "هناك فرق جوهري بين العمل المصرفي التجاري والاسلامي"

الجمعة | 03/06/2005 - 05:09 مساءاً

د. الصبّاح: "هناك فرق جوهري بين العمل المصرفي التجاري والاسلامي"
"في فلسطين: مازال نصيب البنوك الاسلامية من حصتها السوقية قليلاً بنسبة لا تتجاوز 10-12%، ونتوقع ان تزداد هذه النسبة الى 25% خلال العامين القادمين".
"أول تجربة فلسطينية في الحيازة هي تجربة البنك الاسلامي الفلسطيني في حيازته على فروع المعاملات الاسلامية لبنك القاهرة عمان".

أكد مدير عام البنك الاسلامي الفلسطيني سالم صبّاح في مقابلة أجراها معه مراسل السفير الاقتصادي أن هناك فرقاً جوهرياً بين العمل المصرفي التجاري التقليدي والعمل المصرفي الاسلامي، فالبنوك الاسلامية تساهم في التنمية بشكل مختلف عن البنوك التجارية، وهي أشبه بالبنوك الشاملة، وأيضا هي لا تتعامل في الربا أخذا او عطاء، وهذا تميز جوهري حسب قوله، وعرض صبّاح في مقابلة مع السفير الاقتصادي أهم وآخر التطورات لدى البنك الاسلامي الفلسطيني، ومدى مساهمته في الاقتصاد الفلسطيني بعد مرور اكثر من ثلاثة عشر عاما على تأسيسه وفيما يلي نص المقابلة:
تأسس البنك عام 1995، وهو الان في عامه الرابع عشر، فما هي ابرز محطات البنك، واهم انجازاته في عامه الاخير، وما هي خطته التطويرية للعام 2009؟

 

خلال عام  2005 انتقل البنك نقلة نوعية من خلال زيادة رأس ماله من 10 مليون الى 20 مليون، بالاضافة الى حيازته على فروع المعاملات الاسلامية لبنك القاهرة عمان، ومع زيادة رأس ماله بدأ البنك بالتوسع في جميع المحافظات لايصال الخدمة المصرفية الاسلامية لجميع انحاء الوطن.
هناك 12 فرعا للبنك موزعة على الضفة وغزة، ويحاول البنك دائما تحسس احتياجات المواطنين ومتطلباتهم، فيعمل على طرح منتجات جديدة تغطي هذه الاحتياجات.  وهناك اهتمام خاص بتمويل المشاريع وخاصة مشاريع ذوي الدخل المتوسط والمحدود، وتم استهداف موظفي القطاع العام الحكومي، وقد ساهمنا مساهمة اساسية في انشاء مدينة صلاح خلف في غزة وهي معنية بتوفير320 شقة سكنية ، وبدأنا نسير باتجاه ايصال الخدمات البنكية الإسلامية الى كل الفئات وخاصة ذوي الدخل المحدود.
وبالنسبة للخطة التطويرية فسنواصل توسعنا لتغطية باقي المحافظات في الضفة وكذلك تطوير  المنتجات الموجودة عندنا بما يتلاءم مع الاحتياجات؛ وبالذات الاحتياجات الإسكانية في الساحة الفلسطينية.
أربعة عشر عاما على تأسس البنك الاسلامي الفلسطيني..ما اهم ما حققه البنك - كبنك اسلامي - للاقتصاد الفلسطيني خلال هذه الفترة ؟
بداية تميز البنك الاسلامي بمساهمته في مشاريع التنمية الفعلية من خلال تمويل وانشاء الوحدات الاقتصادية، ثم تطوير العديد من المصانع في الضفة والقطاع.
نساهم في انشاء جامعة فلسطين وشركة اعمار فلسطين وشركة التكافل الاسلامية في مجال التامين.
النقطة الثانية انه تم العمل على توفير السكن الملائم للموظفين، وتمويل المشاريع الصغيرة لايجاد فرص عمل لذوي الدخل المحدود، وبالتالي كان هناك نقلة نوعية واقبالاً مميزاً من الناس للتعامل مع البنك الاسلامي الفلسطيني في هذه النواحي.
الرجاء اضافة ما يقوم به البنك من دعم للاقتصاد الفلسطيني بما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية للبنك
اما مجال المسئولية الاجتماعية قامالبنكب تنفيذ التمويل العديد من المشروعات من خلال تقديم الدعم البعض المستشفيات في الضفة  والقطاع وكذلك  تم تقديم الدعم للعديد المؤسسات الأهلية.
كبنك اسلامي..كيف تصفون علاقتكم بسلطة النقد الفلسطينية؟؟
لم ينشأ البنك الاسلامي الفلسطيني وفق قانون خاص، فقد تم انشاء البنك وفقا لقوانين سلطة النقد التي اغلب بنودها تطبق على البنوك التجارية مع بعض الخصوصيات الخاصة في البنوك الاسلامية تتلاءم مع طبيعة عملها، ويخضع البنك لتعليمات وأنظمة سلطة النقد الفلسطينية.
اعتبر خبير مصرفي أن صناعة الصيرفة (بشقيها الإسلامي والتقليدي) "واحدة". فهي حسب قوله فن وجوهر واحد، وإن اختلفت المسميات والعناوين. وكما ذكر بأن المصارف الإسلامية لها جمهور واسع، رغم أن سعر الفائدة على القروض والتمويلات في البنوك التقليدية أقل من نظيرتها الإسلامية "التي جاءت لتحارب تلك الفائدة". فما رأيكم بذلك؟

إن موضوع الجدل بين البنوك الاسلامية والتشابه بالبنوك التجارية قد تم حسمه، واصبحت الان البنوك الاسلامية لها منهجيتها الخاصة وتميزها فيما يتعلق بطبيعة عملها او نشاطها وتعاملها مع الاقتصاد وفق أسس ومنظومة العمل الاسلامي، البنوك الاسلامية اليوم لها انظمة محاسبية وانظمة ضبط ومراجعة وفق المعايير الاسلامية.
البنوك الاسلامية تساهم في التنمية بشكل مختلف عن البنوك التجارية، فهي اشبه بالبنوك الشاملة، وايضا هي لا تتعامل في الربا أخذا او عطاء، وهذا تميز جوهري، حيث ان البنوك الاسلامية تتعامل مع تمويل سلعة ومنتج، وبالتالي هذا المنتج يساهم في خلق وحدة اقتصادية جديدة تساهم في دعم عجلة التنمية.
نلاحظ انه في الآونة الاخيرة انتشرت ظاهرة البنوك الاسلامية في العالم، فقد اقترح صندوق النقد الدولي IMF ان تكون نسبة الفائدة صفر، اي نظام صيرفة اسلامية بالمسمى الواقعي، مما دفع العديد من البنوك الى فتح فروع اسلامية لها، برأيكم، ما دور ذلك في حل الازمة العالمية؟؟

 

اولا انخفاض اسعار الفائدة الى الصفر لا يعني المساهمة في حل الازمة، وإن انخفاض الفائدة يشجع على الاستثمار بدلا من الادخار لدى المصارف، وبالتالي في حالة انتعاش الاقتصاد وبداية التضخم في اي اقتصاديات حيث ان  قيمة العملة تنخفض سنويا بمقدار التضخم، وبالتالي اذا كان عندي ريعاً وأردت الحفاظ عليه فانه يتوجب عليّ ان احقق عائدا لا يقل عن نسبة التضخم الموجود، وحتى احافظ على المال يجب ان يكون هناك عائد للمبلغ، "فإن على الأقل على البنك ان يحقق لنا نسبة 2.5 %، وهي نسبة الزكاة، فكونه بنكاُ اسلامياً عليه استحقاقات شرعية تتعلق بالزكاة السنوية وهي تعادل 2.5 %"، واذا كان المبلغ الذي لدي لا يوفر عائدا يغطي الزكاة يبدأ رأس المال بالتناقص بقيمة الزكاة ويتناقص بالقيمة الحقيقية بما يعادل معدل التضخم ، وبالتالي كبنوك اسلامية حتى نشجع الاستثمار علينا اعادة توظيف الاموال الخاصة بهذه الاستثمارات لتحقق عائدا مجزيا للبنك وللمودع.
فلسفة البنوك الاسلامية تقوم على أساس تمويل القطاعات الانتاجية، الا أنه في المقابل لم تحصل قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة الا على النذر اليسير، ما السبب في ذلك؟؟

صيغ التمويل الاسلامي في الوطن العربي لم تأخذ نصيبها الكامل من التمويل الموجود وتقتصر في غالبها على صيغة المرابحة .
في فلسطين تحديدا، تمويل الصناعة يحتاج الى صيغ تتلاءم والقطاع الصناعي، والنواحي القانونية ايضا غير ملبية لمتطلبات العمل المصرفي الاسلامي، فمثلا عمليات الاستصناع تحتاج الى قوانين تحكمها، وبالتالي صيغة المرابحة هي الأكثر انتشاراً.
الموظفون هم الفئة الاكثر حاجة للتمويل، وهي الفئة التي تتعامل بشكل اساسي مع حهاز مصرفي اسلامي أو تجاري، وبالتالي حصلت فئة الموظفين على النسبة العالية من التمويل، الصناعة الفلسطينية تتقدم بطلبات محدودة فقط، والتجارة تأخذ الجزء الاكبر مقابل الصناعة والزراعة.
هل لديكم مخطط اندماجي مستقبلا، وهل لديكم خطط توسعية اخرى؟
اذا كنا نتحدث عن مؤسسة من ناحية صحية جيدة فالاندماج جيد، ولكن الاندماج بين مؤسسة سليمة ومؤسسة تعاني من مشاكل قد يكون له آثارا سلبية على المؤسستين، وبالتالي فكرة ثقافة الاندماج موجودة لدينا، وكانت أول تجربة فلسطينية في الحيازة هي تجربة البنك الاسلامي الفلسطيني الذي قام بها في حيازته على فروع المعاملات الاسلامية لبنك القاهرة عمان.
اشار تقرير ماكنزي للتنافسية 2008/2009 في المؤتمر السنوي الخامس عشر للمصارف الإسلامية في البحرين ان قطاع المصارف الإسلامية يسير على طريق تحقيق نمو قوي وربحية عالية، كما أن أداء البنوك الإسلامية فاق اداء البنوك التقليدية في معظم الأسواق الرئيسية. فهل ترى ان الفرصة مهيأة لانتشار اكبر للبنوك الاسلامية في فلسطين تحديدا؟
نعم الفرصة مهيأة وما زالت مهيأة للحفاظ على نسبة النمو التي تحققت للبنوك الاسلامية، وهناك ايضا العديد من البنوك التجارية التي اصبحت تتأقلم للتحول الى بنوك اسلامية.
في فلسطين مازال نصيب البنوك الاسلامية- رغم التطور الذي حدث في السنوات الاخيرة –قليلا بنسبة لا تتجاوز 10-12%، ونتوقع ان تزداد هذه النسبة الى 25% خلال العامين القادمين.
وفي نهاية اللقاء وجه صبّاح رسالة للمواطنين الفلسطينيين قال فيها: "على المواطنين ان يدركوا ان هناك تميزاً وتمييزاً بين عمل البنك الاسلامي والعمل التجاري، وعليهم ان يتحملوا متطلبات هذا التميز من ناحية اجراءات قد تأخذ وقتا اطول في المعاملة، ولكن يجب ان نقول ان هناك فرق جوهرياً بين العمل المصرفي التجاري والاسلامي وبالتالي سينعكس هذا على أعمالهم المستقبلية بشكل افضل.

 

من ارشيف المقابلات.
 

التعليـــقات