رئيس التحرير: طلعت علوي

شهية القطاع تميل للمخاطرةالربيع العربي يعزز الدور التنموي للقطاع الخاص

الأحد | 04/03/2012 - 12:38 مساءاً
 شهية القطاع تميل للمخاطرة الربيع العربي يعزز الدور التنموي للقطاع الخاص

وكالات- شبكة راية الاعلامية

على الرغم من الأوضاع غير المستقرة، فإن النمو الاقتصادي في العالم العربي ممكن، والقطاع الخاص مرشح، في حال اتبع قواعد جديدة تتواءم ومتطلبات السوق وأخطاره الحالية، أن يلعب دوراً محورياً في اقتصادات الدول العربية.

وعلى عكس النظرية الشائعة بأن القطاع الخاص يميل إلى الابتعاد عن الأسواق غير المستقرة، أكد خبير الأسواق الناشئة تومي وير، أن شهية القطاع تميل إلى المخاطرة. ورأى أن واقع الحال يشير إلى أنها كانت تنمية غير متكافئة على الرغم من السنوات الماضية التي تكرر فيها التأكيد على اهتمام الكثير من الأنظمة العربية بدور القطاع الخاص وتنميته وتشجيعه.

كما أكد على أهمية ضلوع القطاع الخاص في عملية بناء الأنظمة الاقتصادية في الدول العربية، في هذه الفترة التي تتسم بعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. وتشير دراسة حديثة صدرت عن "جامعة أوكسفورد" بعنوان "اقتصادات الربيع العربي"، إلى أن عدد شركات القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط متدنٍ جداً، إذ يبلغ ثلث مثيله في شرق أوروبا.

وفي مصر، على الرغم من وجود عدد من شركات القطاع الخاص، معظما مشاريع كبيرة وثيقة الصلة بالدولة، كما أن متوسط عمر شركة القطاع الخاص يفوق مثيلتها في شرق آسيا أو أوروبا الشرقية بنحو عشر سنوات؛ إلا أن الداخلين الجدد إلى هذا المجال يواجهون عقبات عن طريق البيروقراطية الإدارية.

فكر قيادي جديد

وأشار وير في حديث لـ"الحياة" السعودية، إلى أن البيئة الموجودة في الكثير من دول المنطقة لم تؤسس لثقافة القطاع الخاص بالشكل المطلوب، ونشرت الفساد السياسي الذي اندلعت بسببه ثورات الربيع العربي. وكانت طريقة تعامل بعض الشركات مع حالة عدم الاستقرار والشعور بالخوف في أعقاب الثورة في مصر، التوقف عن الرد على رسائل البريد الإلكتروني.

وأكد وير، أهمية اعتناق فكر قيادي جديد في تلك الشركات، لا سيما في ما يختص بقواعد الاتصال والتواصل. وتابع ان القطاع الخاص عليه ان يغير في خمسة نقاط رئيسة هي النمو والسوق والسرعة والمواهب والقادة. فإذا كان تقدم الدول أو تدهورها يعتمد أساساً على أداء قائدها، فإن الأمر نفسه يسري على الشركات.

ووجه نقداً إلى دول الربيع العربي، وعلى رأسها مصر وتونس وليبيا، إذ أن القطاع الخاص فيها خسر كثيراً طيلة العام الماضي، إضافة إلى بداية العام الحالي، وتابع: "لا يجدر به أن ينتظر أكثر من ذلك لبدء انتهاز فرص العمل المتاحة، مع التخطيط للمستقبل، حتى وإن كان يتسم بعدم الاستقرار".

مقومات متكاملة للنمو في مصر

ورأى وير أن في الإمكان توقع حال الاقتصاد في دولة كمصر بناء على سيناريوات سياسية. وقال: "مصر لديها كل مقومات النمو الاقتصادي من حيث التركيبة السكانية والموقع الجغرافي والموارد البشرية والطبيعية. فهل ننتظر السياسة لنحل الأزمة الراهنة؟ أم يمكن لقادة الأعمال القيام بذلك الدور؟.

وأقترح على هؤلاء أن يتوقفوا عن تمضية الوقت في غرف الاجتماعات المغلقة لبحث الأزمة، إذ عليهم أن يتسلموا مقاليد القيادة، ويبدأوا العمل والبحث عن الفرص وانتهازها، لأن هذا هو ما يريده الشعب منهم".

وخلص إلى أن "الأمل الذي تنتظره الشعوب لن يتحقق على يد الحكومات وحدها، التي قد تتدخل لتقديم مساعدات طارئة موقتة للفئات الاجتماعية الأكثر تضرراً، إلا أن الاستمرارية يجب أن تكون عبر القطاع الخاص".


التعليـــقات