رئيس التحرير: طلعت علوي

مسيف مسيف – منسق برنامج اليونكتاد UNCTAD في فلسطين

الجمعة | 03/06/2005 - 09:27 مساءاً
مسيف مسيف – منسق برنامج اليونكتاد UNCTAD في فلسطين مسيف مسيف – منسق برنامج اليونكتاد UNCTAD في فلسطين

السفير الاقتصادي تلتقي:

مسيف مسيف – منسق برنامج اليونكتاد UNCTAD في فلسطين


الاسيكودا: النظام العالمي المتخصص في ادارة التجارة الخارجية وبخاصة الاستيراد والتصدير وحركة المعابر الحدودية. بما فيها فلسطين، اكثر من 95 دولة بالعالم تستخدم هذا النظام.  في العالم اكثر من 90% من العالم يعملون على نظام "اسيكودا ++"، حاليا يوجد 10 دول في العالم تستخدم النظام الجديد من الاسيكودا، او نسخة جديدة والتي تسمى "الاسيكودا ووتش.
هذا النظام  يمتاز بسهولة الاستخدام والتعامل المرن والسلس جدا وامكانية تطويعه للاغراض المحلية حيث قمنا  بتطويع النظام "الاسيكودا" العالمي ضمن الاحتياجات الفلسطينية، والكل يعرف ان فلسطين حالة خاصة بسبب عدم وجود المعابر، هذا واحد، نظام "الاسيكودا" في فلسطين هو بديل عن انظمة اسرائيلية تحكم حركة التجارة الفلسطينية، ونحن نجحنا بالتفاوض معهم لانتزاع بعض او الكثير من الصلاحيات بما يخص الامور الجغرافية، على سبيل المثال جمارك السيارات حاليا بالكامل تتم الاجراءات الجمركية عليها في الجانب الفلسطيني، ما عدا موضوع الفحص الامني زالمعاينة  الذي يتم بالموانئ الاسرائيلية.
معبر رفح: تجربة تحدي- البنك الدولي شاهد على الانجاز:
نظام الاسيكودا يسهل التجارة الفلسطينية، ويسهل علينا القيام بالعمل الجمركي بشكل كامل، المهم ان النظام سيلعب دورا مهما في ادارة الجمارك والمكوس من ناحية التحضير للدورة الجمركية القادمة. هذا الامر كان يراهن عليه معظم العالم والاسرائيليين ومفاده ان الفلسطينيين غير قادرين على ادارة معابرهم التجارية والحدودية، ونحن اثبتنا العكس، وتجربة رفح كانت اكبر دليل على ذلك، حيث قام الجانب الاسرائيلي بالانسحاب من غزة فجأة، وكان امامنا فقط اسبوعين لادارة معبر رفح جمركياً، خلال اسبوعين بسبب جاهزيتنا، وبسبب وجود نظام الاسيكودا عندنا تمكن فريق الجمارك العامل في النظام من افتتاح المعبر وتسهيل المرور.
هناك شهادة من البنك الدولي والمراقبين الدوليين ان معبر رفح يعد من اكثر المعابر سهولة من حيث اجراءات الدخول والخروج في العالم، والنظام الفلسطيني الجمركي ساهم بشكل كبير جدا في تسهيل حركة مرور الافراد والبضائع، لكن للاسف توقف العمل في المعبر بعد سنة، ونظام الاسيكودا بقي سنة وبسبب الاحداث توقف.

الشراكة مع القطاع الخاص الفلسطيني
وفق استراتيجية جمركية فلسطينية جاء قرار تسليم الاسيكودا للقطاع الخاص لتجسيد مبدأ الشراكة والشفافية ولمصلحة القطاع الخاص وفائدة القطاع العام، حاليا النظام قطع شوطا سياسة استراتيجية الادخال المباشر.  حاليا نطمح للشركات والمستوردين والمصدرين ان يقوموا باتمام المعاملة الجمركية من خلال مكاتبهم دون الرجوع لدائرة الجمارك، وتتم عملية الدفع ايضا من مكاتبهم، وهذه نقلة نوعية  توفر الوقت والجهد والتكلفة للقطاع الخاص والعام. بالنسبة لموضوع "الانترفيس"، كل المعلومات الجمركية والشحن، بدأنا العمل عليها، والاسرائيليون وافقوا بشكل مبدئي ورسمي على تشغيل الانترفيس، والموضوع انجز بحيث انه سيتم انجاز هذا الامر خلال شهرين الى ثلاثة اشهر، وفي نفس الوقت هناك جهود تبذل مع الجانب الاردني للتشبيك بين الطرفين.
الكثير من القضايا تم حلها من خلال الاسيكودا، ويجب التنويه الى ان الاسيكودا الفلسطيني أصبح نواة برنامج "تواصل"، ليتواصل النظام مع القطاع الخاص والقطاع العام، فحجم التهريب اوالتهرب الضريبي في فلسطين يقدر باكثر من 35%، وفيما بعد يجب ان لا يكون هناك اكثر من 10% من التهرب الضريبي حتى نهاية السنة الحالية.  السيطرة موجودة بالكامل على البرنامج حيث يقوم  النظام على استبدال البيانات الجمركية الاسرائيلية ببيانات جمركية فلسطينية، وبسبب هذه الالية تتحول البيانات الجمركية الى فلسطينية، ويعتبر بذلك وثيقة رسمية لضريبة القيمة المضافة والجمارك وخصم ضريبة المدخلات، وهذه اهم الية لضبط الايرادات، وليس من المعقول ان يبيع تاجران مثلا نفس البضاعة من نفس الصنف وفي نفس المنطقة ويربح احدهم اضعاف ربح الاخر. النظام سيمنع هذا الخلل التجاري مما سيساهم في تحقيق  مبدأ  التجارة العادلة ومنع الغش التجاري، حيث عالجنا الكثير من الملفات بهذا السياق.
15% من الشركات ستبدأ بالعمل الفعلي بادخال البيانات الجمركية من مكاتبهم وارسالها عبر البريد الالكتروني للجمارك، ليتم الموافقة عليها ويطبعوا البيان الجمركي،
اهمية الايرادات الجمركية
الكل يعرف مدى اهمية الايرادات للخزينة التي تعاني من 600-700 مليون دولار عجز سنوي، واعتقد انه اذا اصبح هناك نظام فعال فان العجز سيقل كثيرا، ونتوقع ان العجز المالي سينخفض الى 300 مليون دولار، وهذا الامر مفيد، وهو نوع من سياسة تقليل اعتماد السلطة على الدول المانحة.
النظام خدمة للمواطن
من 2005 الى 2007 تم الانتقال من المركزية الى اللامركزية بسبب نظام الاسيكودا، حيث يستطيع المواطن اتمام عمله من مكتبه عبر البريد الالكتروني دون الحاجة للحضور الى رام الله كما كان عليه الوضع في السابق، فهذا كان كابوس للتجار.  وهذا نظام ميسر للاعمال التجارية الخارجية.
النقطة المهمة بالنسبة للتأثير على المواطن، اخر 3 سنوات حركة استيراد السيارات ارتفعت بشكل كبير مقارنة ب 2008-2007 الى 300%، سواء سيارات قطاع عام او خاص، وان كان هناك مواطن من جنين او نابلس او طولكرم مثلا فانه لن يضطر للحضور لوزارة المواصلات في رام الله، ثم لوزارة الاقتصاد لاخذ اذن استيراد، ثم يذهب للغرفة التجارية حسب منشأ السيارة ثم الى الجمارك ويعود مرة اخرى ليكرر جولته، وهذه خطوات معقدة وفيها اهدار لوقت وجهد المواطنين وخاصة في ظل وجود الازدحام.
هذا المشروع هو عبارة عن مشروع من مشاريع السيادة الفلسطينية، وهو نوع من التحضير للدولة الفلسطينية والتركيب الاستراتيجي للجمارك في المستقبل لبناء السيادة الفلسطينية في مشروع اشمل وكامل، وهو مشروع “سينغل ويندوز وسينغل هارد”، ويشكل نافذة موحدة لملف موحد.
مشروع تواصل يشكل حاليا نواة الكترونية او البنية التحتية الاساسية والالكترونية للمشروع الاشمل، مشروع السيادة الفلسطينية.
نحن طوعنا النظام للملائمة مع احتياجاتنا الداخلية، اي للتجارة الداخلية وللتجارة الخارجية، وهناك جاهزية لدى الفلسطينيين لاي حل سياسي، فالطواقم والانظمة جاهزة لاستلام الحدود.


السفير الاقتصادي.
 

التعليـــقات