رئيس التحرير: طلعت علوي

النفط يعود للارتفاع .. المتعاملون يقتنصون فرص الشراء مع «تسعير قرار» السحب من الاحتياطيات

الثلاثاء | 23/11/2021 - 09:53 صباحاً
النفط يعود للارتفاع .. المتعاملون يقتنصون فرص الشراء مع «تسعير قرار» السحب من الاحتياطيات


   
النفط يعود للارتفاع .. المتعاملون يقتنصون فرص الشراء مع «تسعير قرار» السحب من الاحتياطيات النفط بدأ الأسبوع على مكاسب بسبب اقتناص الصفقات مع هبوط الاسعار إلى أدنى مستوى فى 8 أسابيع.


أسامة سليمان من فيينا aleqt.com/

 

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع في محاولة للتعافي من أدنى مستوى لها في ثمانية أسابيع الذي تم تسجيله في وقت سابق بسبب نشاط نسبي في عمليات الشراء للاستفادة من انخفاض الأسعار.
وتواجه السوق ضغوطا سلبية واسعة من الانتشار السريع للإصابات الجديدة لوباء كورونا في أوروبا، علاوة على اقتراب الولايات المتحدة وعدة اقتصادات آسيوية كبرى من الاستعانة بالاحتياطي الاستراتيجي من النفط الخام.
ويقول محللون نفطيون، إن انعكاسات القرار الأمريكي المرتقب بإطلاق النفط من الاحتياطيات الاستراتجية "تسعير القرار"، ظهرت بالفعل على السوق النفطية وأدت إلى انخفاض أسعار النفط الخام في الأسابيع الأخيرة، ثم عادت الأسعار إلى الارتفاع نسبيا بسبب اقتناص صفقات الشراء، خاصة مع ثقة السوق بعودة الارتفاعات لتهيمن على أسواق النفط الخام.


ويقول لـ"الاقتصادية" روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن النفط بدأ الأسبوع على مكاسب محدودة بسبب اقتناص الصفقات مع هبوط الأسعار إلى أدنى مستوى في ثمانية أسابيع في وقت سابق، مشيرا إلى توقعات لبنك "جولدمان ساكس" تشير إلى أنه من المرجح أن تبيع الولايات المتحدة ما لا يقل عن 20 إلى 30 مليون برميل من النفط الخام من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، بينما تشير التقارير إلى أن الدول الأخرى ستفرج عن 30 مليون برميل مجتمعة.
وأضاف أن السحب من المخزونات الأمريكية والآسيوية لن يؤدى – بحسب أغلبية التوقعات الدولية – إلى إصلاحات جذرية في السوق، وانما إلى انخفاضات مؤقتة للأسعار على مدار العام الجاري، ثم تعقبها ارتفاعات أوسع في العام المقبل، لافتا إلى أن توقعات البنك ترجح أن يبلغ سعر برميل خام برنت 85 دولارا في الربع الأخير من العام الجاري.
من جانبه، ذكر ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن "أوبك +" أظهرت تمسكا قويا بسياسات الإنتاج الحالية، وتحفظت على دعوات لها من جانب المستهلكين لاستعادة الإمدادات النفطية بسرعة أكبر، وقد تبينت موثوقية تقديراتها مع تعثر الطلب العالمي مجددا على أثر الانتشار الواسع لإصابات كورونا الجديدة، خاصة في أوروبا، ما عزز المخاوف من عودة شبح التباطؤ الاقتصادي مجددا.


وأشار إلى أن الاقتصادات الكبرى تتعامل بحذر، وربما ببعض التردد في السحب من المخزونات النفطية الاستراتيجية بسبب القناعة بتأثيره المحدود والمؤقت على توازن سوق النفط الخام، لافتا إلى تقارير دولية توضح أن الصين ستفرج عن بعض النفط الخام من مخزوناتها على الرغم من أنها لم تقدم أي تفاصيل عن الكميات أو التوقيت، بينما لا تزال الولايات المتحدة أيضا لم تؤكد إطلاق قرار السحب من المخزونات النفطية.
بدوره قال ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات: إن أزمة الغاز العالمية هي السبب الرئيس وراء ارتفاع الأسعار، بينما سوق النفط الخام في حد ذاتها مزودة بشكل جيد – بحسب تأكيدات "أوبك +".


وذكر أن ارتفاع أسعار النفط والغاز يوفر بالفعل المزيد من الأموال لشركات الطاقة الكبرى، ما يعزز قدراتها على رفع الكفاءة الإنتاجية وتقديم مساهمات جيدة في مجال خفض الانبعاثات، معتبرا أن أزمة الغاز الراهنة قد تدفع إلى تقويض عزم صانعي السياسات على توسيع الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة.
من جهتها تقول نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، أن تراجع أسعار النفط الخام قد يكون مؤقتا بسبب تصحيح المسار وجني الأرباح واقتناص صفقات الشراء، ولكن الاتجاه العام للأسعار يتجه إلى استئناف المكاسب قريبا خاصة أن العقود الآجلة للنفط في الولايات المتحدة تدور حول أعلى مستوياتها في سبعة أعوام، بالتزامن مع تضاعف أسعار الغاز الطبيعي في ألبرتا منذ آب (أغسطس) الماضي.


وأشارت إلى أن مكاسب النفط القوية قد تعزز مستقبل الاستثمارات النفطية، لافتة إلى بيانات لشركة "ديلويت" في توقعاتها الخاصة بصناعة النفط والغاز في 2022، ترجح أن سعر النفط القوي سيتيح الاستثمار في مشاريع الطاقة الخضراء ذات المخاطر العالية والمكلفة، مثل احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه.
وارتفعت أسعار النفط أمس، لكنها ظلت تحت ضغط ارتفاع حالات الإصابة بمرض كوفيد - 19 في أوروبا، ، ما أثار مخاوف بشأن زيادة العرض وضعف الطلب.
وتراجعت أسعار خام برنت وغرب تكساس الوسيط الأمريكي بأكثر من دولار واحد في التعاملات المبكرة، لتسجل أدنى مستوياتها منذ الأول من تشرين الأول (أكتوبر).
وبحلول الساعة 10:07 بتوقيت جرينتش، عاد خام برنت إلى الارتفاع 31 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 79.20 دولار للبرميل بينما زاد الخام الأمريكي 34 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 76.28 دولار.


وجرى تداول الدولار قرب أعلى مستوى منذ 16 شهرا مقابل اليورو، ما جعل النفط الخام المسعر بالدولار أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 80.32 دولار للبرميل الجمعة مقابل 79.37 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة، حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة، وإن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 81.7 دولار للبرميل.

التعليـــقات