رئيس التحرير: طلعت علوي

الألمان أمام 3 خيارات .. التلقيح أو التعافي أو الوفاة

الثلاثاء | 23/11/2021 - 09:48 صباحاً
الألمان أمام 3 خيارات .. التلقيح أو التعافي أو الوفاة

 

فجرت عودة قيود مكافحة كوفيد - 19 أعمال عنف خلال عطلة نهاية الأسبوع في عدة دول في أوروبا التي أصبحت مرة أخرى بؤرة الوباء، ولا سيما في هولندا حيث ندد رئيس الوزراء بأعمال "عنف محض" نفذها "حمقى"، بحسب وصفه.
وأعربت ألمانيا عن قلقها أمس في ظل ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد - 19، في حين بدأت جارتها النمسا فرض إغلاق جديد في إجراء غير مسبوق في أوروبا منذ بدء حملة التلقيح المكثفة.
وحذر وزير الصحة الألماني ينس سبان أمس من أن معظم سكان ألمانيا سيكونون إما "تلقوا اللقاحات وإما تعافوا أو توفوا" جراء كوفيد في غضون بضعة أشهر، في إطار دعوته للإقبال على اللقاحات.
ويأتي التحذير مع تجاوز عتبة 65 ألف إصابة يومية الأسبوع الماضي، حتى أن المستشارة أنجيلا ميركل التي تستعد لمغادرة منصبها عدت أن قيود احتواء كوفيد الحالية "غير كافية".
في ألمانيا كما في النمسا المجاورة، لا يزال معدل التطعيم أقل من 70 في المائة، وهو مستوى أقل من بلدان أوروبية أخرى مثل فرنسا حيث يصل إلى 75 في المائة.
ورغم التذمر الشديد الذي تم التعبير عنه في الشوارع في نهاية الأسبوع، مضت السلطات في حجر النمساويين مرة أخرى منذ منتصف الليل وحتى 13 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وأغلقت المتاجر والمطاعم والأسواق وصالونات تصفيف الشعر أمس في فيينا وباقي أنحاء البلاد. لكن المدارس ظلت مفتوحة وشهدت شوارع العاصمة حركية إلى حد ما في الصباح الباكر.
وقالت المواطنة كاثرين باوزر إن "الوضع مربك بعض الشيء"، بعد أن أوصلت إلى المدرسة ابنتيها اللتين تبلغان من العمر 9 و11 عاما، وكلاهما تم تلقيحهما أخيرا.
منذ توفر اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لأكبر عدد ممكن من الناس، لم يقدم أي بلد في الاتحاد الأوروبي على فرض إغلاق عام.
وعلى غرار الإغلاقات السابقة، فإنه يحظر على 8.9 مليون نمساوي الخروج لأغراض غير التبضع والرياضة والرعاية الطبية.
ويمكنهم أيضا العمل من المكتب، رغم أن السلطات حضتهم على العمل من المنزل.
وكان هذا السيناريو غير وارد قبل بضعة أسابيع، حيث أعلن حينها المستشار المحافظ السابق سيباستيان كورتس أن الوباء "انتهى"، على الأقل بالنسبة إلى الملقحين.
ولم يرغب خلفه ألكسندر شالنبرج الذي تولى منصبه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في "أن يناقض هذه الرسالة وتبنى لفترة طويلة الوهم" بأن كل شيء على ما يرام، على ما ذكر المحلل السياسي توماس هوفر لوكالة فرانس برس.
وأمام ارتفاع عدد الإصابات إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية انتشار الوباء، استهدف في البداية غير الملقحين ومنعهم من دخول الأماكن العامة، ثم فرض عليهم قيودا على الخروج من منازلهم.
واضطر بعد ذلك إلى اتخاذ هذه التدابير "الجذرية" التي كانت مستبعدة في البداية. فإضافة إلى هذا الحجر، سيصبح تطعيم السكان البالغين إلزاميا ابتداء من الأول من شباط (فبراير) 2022، وهو ما أقرته دول قليلة في العالم حتى الآن.
وأطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس دعوة إلى الهدوء في غوادلوب التي تشهد أعمال عنف ونهب في مواجهة "أزمة متفجرة" في جزيرة الأنتيل الفرنسية.
وامتد نطاق التعبئة إلى مارتينيك المجاورة حيث تسببت تظاهرات دعت إليها منظمات نقابية عدة بشل الحركة أمس، احتجاجا على فرض إلزامية التلقيح لموظفي قطاع الرعاية الصحية.
وصباح أمس تعذر الوصول إلى ميناء فور-دو-فرانس والمصفاة ومناطق تجارية عدة في الجزيرة، وفق المديرية العامة للأمن العام.
وتواجه غوادلوب التي تضررت بشدة جراء كورونا الصيف الماضي منذ أسبوع حراكا رافضا لقرار إلزام العاملين في مجال الرعاية تلقي اللقاح المضاد لكوفيد - 19، لتتحول إلى أزمة يتخللها عديد من أعمال العنف.
وعلى هامش رحلة إلى أميان في شمال فرنسا، طمأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غوادلوب إلى "تضامن" الأمة وطلب "عدم الاستسلام للأكاذيب والتلاعب من قبل البعض بهذا الوضع".
وأضاف "لا يمكننا استخدام صحة الفرنسيات والفرنسيين لشن معارك سياسية. من الضروري الحفاظ على النظام العام" مشددا على "التزام متزايد بالتطعيم" في الجزيرة رغم معارضة "أقلية صغيرة جدا".
ومنذ الصيف، ارتفع معدل التطعيم في غوادلوب مع تحصين 90 في المائة من مقدمي الرعاية و50 في المائة تقريبا من السكان.
وأدى إضراب عام دعت إليه النقابات إلى أجل غير مسمى في البداية، إلى إغلاق طرق واحتجاج في مستشفى جامعة غوادلوب ما ادى غلى عرقلة عملها.
وأسفرت حواجز الطرق والحرائق وأعمال النهب ليل السبت الأحد الماضيين عن توقيف 38 شخصا وإصابة اثنين من قوات الأمن.
من جهة أخرى، دفع تواصل أعمال العنف قطاع التعليم إلى تعليق الصفوف المدرسية، علما بأن الدروس كانت قد علقت الجمعة الماضي.
وقالت وزارة الصحة الإيطالية إنها سجلت 70 وفاة جديدة بفيروس كورونا أمس مقابل 46 وفاة في اليوم السابق، بينما انخفضت حصيلة الإصابات اليومية بالمرض إلى 6404 إصابات من 9709.
وسجلت إيطاليا 133247 وفاة مرتبطة بكوفيد - 19 منذ تفشي الوباء بها في شباط (فبراير) شباط من العام الماضي، وهي ثاني أكبر حصيلة في أوروبا بعد بريطانيا والتاسعة على مستوى العالم. وسجلت البلاد 4.9 مليون إصابة إلى الآن.

التعليـــقات