رئيس التحرير: طلعت علوي

رئيس «سامسونج» السجين يأكل 3 وجبات ثمن الواحدة 1.25 دولار

السبت | 13/02/2021 - 08:55 صباحاً
رئيس «سامسونج» السجين يأكل 3 وجبات ثمن الواحدة 1.25 دولار



إدوارد وايت وسونج جونج آه من سيئول

في صباح يوم 26 كانون الثاني (يناير) ظهرت ملاحظة نادرة مباشرة من لي جاي يونج، الرئيس الملياردير لشركة سامسونج الذي سجن بتهمة الرشوة قبل ذلك بأسبوع. كانت الملاحظة على لوحة الرسائل الداخلية عبر الإنترنت في مقر الشركة في سيئول.
كتب لي باللغة الكورية الرسمية: "أنا آسف بشدة. ينبغي لسامسونج المضي قدما بغض النظر عن وضعي (...) نحن بحاجة للوفاء بوعودنا التي قطعناها على الناس".
أصيب الموظفون القدامى بشعور الشخص الذي سبق له أن رأى الشيء نفسه من قبل. بعد تسريب الرسالة شعر الجمهور الكوري الجنوبي بالإحساس نفسه.
في نيسان (أبريل) 2008، قدم والد لي، رئيس مجلس الإدارة الراحل لي كون هي، استقالته علنا تحت سحابة من الجرائم المالية بما في ذلك التهرب الضريبي وخيانة الأمانة. في خطاب متلفز احتفالي استحوذ على الأمة، تعهد أغنى رجل في البلاد بأنه "سيغادر مع كل أخطاء الماضي".
الأصداء التي تعود إلى 13 عاما لم تتوقف مع رسالة السجن.
تنبع التهم – والإدانات اللاحقة – ضد الأب والابن من ادعاءات بوجود معاملات مالية معقدة ومشبوهة من أجل تسليم السيطرة على إمبراطورية سامسونج من جيل واحد من العائلة المؤسسة إلى الجيل التالي. في زمن تواجه فيه سامسونج منافسة شرسة ودعما سياسيا ضعيفا، زادت المخاطر السياسية لتسليم جيل آخر. أصبح من الأرجح أن تكون أول تكتل كوري رئيسي دون مالك من العائلة على رأسه.
أثارت كلتا الحالتين ردود فعل عامة مستقطبة. المراقبون والتقدميون الأصغر سنا شعروا بالألم والأسى من المحسوبية المرتبطة منذ فترة طويلة بالشركة. ومع ذلك، كبار السن من الكوريين ورجال الأعمال الذين لم ينسوا الفقر والخراب والتعاسة في العقود التي أعقبت الحرب الأهلية المدمرة، يعتقدون أن أكبر شركة في كوريا الجنوبية هي ببساطة أهم من أن تفشل.
رد فعل السوق في الشهر الماضي كان أيضا صورة لعام 2008: بالكاد تحرك سعر سهم سامسونج. اهتمام البنوك والمستثمرين ينصب بدرجة أكبر بكثير على دورات الطلب وأسعار رقائق الكمبيوتر والهواتف الذكية والشاشات الإلكترونية – سامسونج هي أكبر منتج في العالم لكل منها.
يقول محلل في واحدة من أكبر شركات الوساطة في سيئول، طلب عدم ذكر اسمه: "سجن لي لا يحدث أثرا بالنسبة للمستثمرين".
منذ أن بدأ جد لي، لي بيونج تشول، بيع الخضراوات والأسماك المجففة في عام 1938، لعبت سامسونج دورا فريدا في الأعمال والمجتمع الكوري. واصل والده الرحلة وحول الشركة العائلية إلى واحدة من أكبر منتجي الإلكترونيات الاستهلاكية والمكونات ذات التكنولوجيا العالية في العالم.
من غير المحتمل أن يؤدي الضغط السياسي إلى الإطاحة بالملياردير لي البالغ من العمر 52 عاما، الذي تلقى تعليمه في جامعة هارفارد، والمعروف أيضا باسم جيه واي أو جيه. السياسة الواقعية للشركات الكورية تفرض أن قادة التشايبول (الشركات العائلية العملاقة) نادرا ما يتنازلون عن السلطة ويواصلون قيادة إمبراطورياتهم، حتى وهم خلف القضبان. مع ذلك، هناك أسئلة دون إجابة للشركة والمستثمرين والشعب الكوري الجنوبي.
هل ستحاول عائلة لي ودائرتها الداخلية من المسؤولين المخلصين وذوي الأجور العالية مرة أخرى تسليم السلطة للأجيال اللاحقة؟ أم أن حكومة كوريا الجنوبية بقيادة الرئيس مون جاي، أجبرتها أخيرا على تغيير موقفها من الإدارة. وهذا من شأنه أن يمثل تقدما بعد عقود من الجهود التي بذلتها القوى السياسية اليسارية، والمحاولات الفاشلة من قبل المستثمرين الناشطين، الرامية إلى تقليص النفوذ السياسي لشركة سامسونج وشبكة الأسهم المتداخلة بين الشركات وجعل حوكمتها أقل غموضا.
ربما يكون الأمر أكثر إلحاحا: لعبة الدسائس الداخلية، والمشاحنات القانونية والمناورات السياسية، التي استمرت عقودا، هل ألحقت ضررا دائما بقدرة سامسونج على المنافسة عالميا؟ الأسواق الرئيسية التي تتنافس فيها سامسونج تحتوي على تحد وجودي من منافس خارجي لديه أموال طائلة. الطريقة التي يستجيب بها لي الآن ستحدد ما إذا كانت سامسونج ستظل باقية من أجل جيل رابع يتولى زمام الأمور يوما ما.
يقول بارك جو جيون، رئيس شركة أبحاث الشركات CEO Score: "سامسونج في منعطف حرج. التحديات تتزايد داخليا وخارجيا (...) يجب على عائلة لي الإصلاح".

إدارة الإمبراطوريات

يقضي لي وقته في مركز الاعتقال في سيئول في زاوية جبلية نائية في الضواحي الجنوبية للعاصمة الكورية. من بين زملائه السجناء هناك بارك جيون هاي، الرئيسة السابقة للجمهورية، التي أدين لي بأنه قدم لها رشوة – من خلال هدية عبارة عن مجموعة خيول إلى ابنة تشوي سون سيل، أقرب مساعدي بارك ومستشارتها التي كانت تؤمن بالتنجيم وتحضير الأرواح، والتي كانت ابنتها تهتم بالفروسية والخيل.
لي – الذي أدين في الأصل عام 2017 ولكن أطلق سراحه بعد عام نتيجة استئناف الحكم – يقضي الآن 18 شهرا أخرى خلف القضبان بعد إعادة المحاكمة في القضية. وفقا لمسؤولي الإصلاحيات في وزارة العدل، خضع لي إلى حجر صحي أولي بسبب فيروس كورونا، وهو الآن في غرفة صغيرة يوجد فيها تلفزيون وطاولة، وحمام في الزاوية يحجبه ساتر، ومغسلة وفراش على الأرض. يتم تقديم ثلاث وجبات تبلغ قيمتها نحو 1400 ون (1.25 دولار) يوميا ولا يسمح بأي طعام خارجي.
رفضت شركة سامسونج إجراء مقابلة بخصوص هذا الموضوع. لكن إذا كان التاريخ هو أي دليل، فسيكون طاقم محامي لي مشغولا بالحصول على عقود إيجار قصيرة الأجل للشقق في الضواحي القريبة، وعلى استعداد لتشكيل طابور طويل من زوار السجن.
كبار رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين المسجونين بسبب جرائم ذوي الياقات البيضاء يشتهرون بأنهم يتولون إدارة إمبراطورياتهم من وراء القضبان. من الناحية الفنية تقتصر الاجتماعات مع الأشخاص الخارجيين على اجتماع مدته عشر دقائق مرة واحدة في الأسبوع، لكن يمكنهم مقابلة محاميهم في أي وقت خلال أيام الأسبوع مع قيود قليلة.
وفقا لما ذكره تشاي يي باي، وهو نائب سابق، فإن البيانات التي تلقاها من وزارة العدل تظهر أن لي التقى المحامين 439 مرة خلال الـ353 يوما التي قضاها في السجن. تنطبق إحصاءات مماثلة على فترات العمل خلف القضبان لقادة التشايبول الآخرين، بمن في ذلك تشي تاي وون، رئيس ثالث أكبر شركة في كوريا الجنوبية، إس كيه جروب SK Group.
يقول بارك سانج إن، أستاذ الاقتصاد في جامعة سيئول الوطنية: "يقضي كبار رجال الأعمال معظم أيامهم في غرفة اجتماعات في السجن، التي تصبح من الناحية العملية مكتبهم. تتم إدارة العمليات اليومية من قبل مديرين محترفين على أي حال (...) بالطبع، سيكون الأمر أكثر إزعاجا، لكن البقاء في السجن لن يكون له أثر كبير".
بالنسبة إلى مون، الذي فاز بالرئاسة في عام 2017 في أعقاب سقوط بارك، فإن سجن لي يؤكد الوعود بإصلاح التشايبول وإنهاء الفساد. ومع أن محاكم كوريا الجنوبية مستقلة، يعتقد آخرون أن الحكم كان خفيفا، ما يسلط الضوء على قيود متأصلة على الحكومة والقضاء عند الاقتتال مع الشركة التي تسهم بنحو 15 في المائة من إجمالي إيرادات ضرائب الشركات في البلاد.
أحد المحامين المطلعين على سامسونج يصف سيئول بأنها "تعاني الفصام قليلا" عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع سامسونج.
يقول سوه كي هو، وهو قاض سابق وسياسي تقدمي، إن الحكم المخفف الذي صدر بحق لي أظهر أن "كبار رجال الأعمال لا يزالون فوق القانون"، بينما يقول اتحاد الشركات الكورية إن مجتمع الأعمال "قلق للغاية" بشأن التأثير في قدرة سامسونج على المساعدة في توجيه الاقتصاد خلال جائحة فيروس كورونا. ودعا سياسيون معارضون محافظون إلى عفو رئاسي.
يجادل هونج يونج بيو، وهو مشرع من الحزب الحاكم، بأن الحكم الصادر على لي هو دلالة على انتقادات اجتماعية واسعة النطاق ضد الحوكمة الغامضة والممارسات التجارية غير العادلة والهيمنة الاقتصادية للتشايبول.
يقول: "هذا النوع من الحكم لم يكن من الممكن تصوره لولا حكومة ديمقراطية. حاولت إدارة مون جاهدة أن تجعل نظامنا الاقتصادي أكثر عدلا وشفافية وأعتقد أننا شهدنا تقدما كبيرا (...) ستتغير سامسونج ببطء".
وفقا لسي جين تشانج، وهو خبير في تاريخ الشركات الآسيوية في جامعة سنغافورة الوطنية، أحدث لي تغييرات وتحول إلى أسلوب أقرب إلى الطابع الغربي لقيادة الشركات مع اعتماد أكبر على المديرين المحترفين. هذا ليس تعديلا بسيطا وهو يأتي بعد فترة لي كون هي، الذي بقي قائدا دون منازع لعقود. وتوفي العام الماضي.
يقول تشانج: "من الصعب للغاية الانفصال عن نظام والده. كان هو الإمبراطور، والجميع يستمعون إلى أوامره ويسيرون في الاتجاه نفسه (...) إنه ليس تغييرا بين عشية وضحاها، إنه عملية تطورية بطيئة".
تعهد لي بالفعل بعدم تسليم إدارة المجموعة لأطفاله. ويعتقد جيفري كاين، مؤلف كتاب بعنوان "صعود سامسونج" Samsung Rising، أنه بعد قضاء الوقت خلف القضبان، لن تكون لديه شهية كبيرة لأي تحركات قد تعرض أطفاله للمحنة نفسها.
يقول كاين: "إذا حاول نقل ملكية أسهم سامسونج المتداخلة إلى أبنائه، فهناك فرصة قوية لأن ينتهي بهم الأمر في السجن أو يوضعوا قيد التحقيق. لا يوجد والد عاقل يريد لأبنائه ما مر به جاي".
إضافة إلى ذلك، تم بالفعل إغلاق كثير من الثغرات القانونية التي سمحت بالخلافة من كون هي إلى لي جاي يونج. "الآليات التي استخدمتها سامسونج لتمرير الأسهم إلى جاي لي في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحالي ستكون صعبة للغاية في كوريا اليوم"، بحسب كاين.
يتفق هونج، المشرع، على أن هناك الآن تدقيقا أوثق للعلاقات بين الشركات الكبرى والسياسة. "حكومة مون لا تطلب أي نوع من الرشوة أو الخدمات من التشايبول كما في الماضي – هذا في حد ذاته تقدم كبير".

استمرار النمو

في الشهر الماضي أعلنت أبل وسامسونج نتائج الربع الرابع. سجلت شركة أبل إيرادات بلغت 111.4 مليار دولار وسامسونج للإلكترونيات 55 مليار دولار، وكلتاهما مدعومة بالطلب القوي على التكنولوجيا خلال الوباء.
لكن كان هناك رقم آخر مدفون في جداول الأرباح والخسائر يبقي المديرين التنفيذيين في سيئول مستيقظين ليلا من التوتر: مجموعة أبل التي يقع مقرها في كوبرتينو في كاليفورنيا تحقق الآن نحو 50 مليار دولار كل عام من الزبائن الذين يدفعون مقابل خدمات مثل بث الموسيقى وبث الفيديو واشتراكات الألعاب، وكلها مرتبطة ببرامجها الداخلية. إيرادات سامسونج من الخدمات المماثلة صغيرة جدا حيث لا يتم الإبلاغ عنها.
في ردها على ذلك، أشارت سامسونج إلى تعميق شراكاتها مع مايكروسوفت وجوجل، ما يعزز أوجه التآزر بين أنظمة تشغيل المجموعات الأمريكية مثل ويندوز وأندرويد وزيادة جاذبية أجهزة سامسونج.
الخدمات هي مجرد منطقة مشكلة واحدة. في السوق المربحة ولكن التنافسية للغاية لإنتاج رقائق المعالجات لشركات أخرى، تتسابق سامسونج لمواكبة التطورات التي حققتها الشركة التايوانية لصناعة أشباه الموصلات Taiwan Semiconductor Manufacturing Company‏. أعلنت سامسونج في عام 2019 استثمارا بقيمة 116 مليار دولار على مدى عشرة أعوام باعتباره حجر الزاوية في محاولتها للتغلب على الشركة التايوانية، التي أعلنت الشهر الماضي أن النفقات الرأسمالية لعام 2021 وحدها قد تصل إلى 30 مليار دولار.
وحدة الاتصالات الوليدة التي تبني شبكات 5G تبشر بالخير، ولا سيما بالنظر إلى الضغط الأمريكي على التوسع الدولي لشركة الاتصالات الصينية، هواوي.
في رقائق الذاكرة وشاشات عرض الإلكترونيات، تظل مكانة سامسونج أقوى بكثير. لكن هذه التكنولوجيات تعد أقل تعقيدا بالنسبة إلى الوافدين الجدد، وهناك عدد من المجموعات الصينية، بما في ذلك يانجتزي ميموري تكنولوجيز Yangtze Memory Technologies وبي أو إي تكنولوجيز BOE Technology، تتقدم بسرعة.
يقول دان وانج، وهو محلل للتكنولوجيا في جافيكال دراجونوميكس، مقره شنغهاي، إن الضغط الأمريكي تحت إدارة ترمب السابقة دفع بكين إلى نقطة انعطاف، ما جعل مصالح شركات التكنولوجيا الصينية تتماشى مع خطط بكين لـ"الاكتفاء الذاتي والعظمة التكنولوجية".
يضيف: "هواوي، الضحية الأكبر للإجراءات الأمريكية، هي الآن في الموقع الذي كانت عليه وكالة ناسا في الستينيات عندما يتعلق الأمر بالرقائق: هيئة غنية بالنقدية ومستعدة للشراء على أساس الأداء وليس التكلفة".
في مجالات أخرى للنمو المستقبلي، مثل الانتقال إلى القيادة الذاتية، تمتلك سامسونج موطئ قدم صغيرا فقط – بفضل استحواذها على مجموعة هارمان لتكنولوجيا السيارات الأمريكية بقيمة ثمانية مليارات دولار في عام 2016، وهي المرة الأخيرة التي اتخذ فيها لي قرارا حاسما حول عملية اندماج واستحواذ كبيرة. لكن قطاع السيارات أصبح مليئا بمجموعات التكنولوجيا بما في ذلك جوجل وأمازون وبايدو. حتى أبل تجري محادثات مبكرة حول علاقة محتملة مع شركة صناعة السيارات الكورية هيونداي.
يعطي كثير من المحللين حاليا تصنيف "شراء" على أسهم سامسونج للإلكترونيات، ما يشير إلى توقعات بتحسن أسعار الأسهم على المدى القريب وتركيز قصير النظر على الأرباح الفصلية وتوقعات توزيع الأرباح. لكن محللين آخرين متابعين لسامسونج يلاحظون أن 16 ربعا قد مضت الآن منذ أن قامت الشركة بعملية استحواذ كبيرة، على الرغم من فترة من التغيير التكنولوجي الشامل. نشاط الاندماج والاستحواذ العالمي في أشباه الموصلات وحدها تجاوز 250 مليار دولار في السنوات الأربع الماضية، مسجلا رقما قياسيا بلغ 118 مليار دولار في عام 2020.
في ظل نموذج التشايبول، القرار النهائي بشأن استراتيجية المجموعة والاستثمارات الجديدة المهمة، دائما ما يقع على عاتق الرجل الموجود في القمة. بالنسبة لشركة سامسونج، منذ تعرض لي كون هي لأزمة قلبية في عام 2014، كان رجل القمة هو ابنه.
لكن مشكلات لي القانونية استغرقت من "الوقت والطاقة" أكثر مما يجب، كما يقول سانجيف رانا، وهو محلل للتكنولوجيا في سي إل إس إيه، مقره سيئول. وقد أدى ذلك إلى إعاقة قدرة الشركة على الاستفادة من الفرص الناشئة. "كانت سامسونج غائبة بشكل ملحوظ عن الصفقات الكبرى التي غيرت المشهد التكنولوجي العالمي".

تقاليد العفو

يتم الاحتفال بيوم التحرير الوطني لكوريا في كل من كوريا الشمالية والجنوبية في 15 آب (أغسطس)، إيذانا بنهاية حكم الإمبراطورية اليابانية الذي استمر 35 عاما على شبه الجزيرة. في سيئول، هذا اليوم هو أيضا مرادف لقرارات العفو الرئاسي، وهي رأفة في الأغلب ما تمتد إلى السياسيين وأباطرة المال المسجونين.
من بين الذين عفت عنهم الرئيسة السابقة بارك في آب (أغسطس) كان تشي، رئيس شركة SK، في عام 2015، ولي جاي هيون، ابن عم لي جاي يونج ورئيس مجموعة سي جيه للبيع بالتجزئة، في عام 2016.
اليوم، مع وجود اثنين من أسلاف الرئيس المباشرين وأهم رجل أعمال في البلاد وراء القضبان، يتزايد الضغط على مون لاتباع تقاليد العفو. أظهر استطلاع حديث للرأي أن نحو نصف الكوريين الجنوبيين يعتقدون أن سجن لي "مفرط".
بالنظر إلى وعود مون السابقة بإنهاء قرارات العفو الرئاسي عن زعماء التشايبول، يتوقع الخبراء القانونيون أنه من المرجح بدلا من ذلك منح لي جاي يونج إفراجا مشروطا في الوقت نفسه تقريبا.
بالنسبة إلى لي، التحرر من زنزانته لا يعني وضع حد لجميع المشكلات القانونية. لا يزال هو، إلى جانب مجموعة من كبار المساعدين، قيد التحقيق بشأن ادعاءات باحتيال محاسبي بقيمة 3.9 مليار دولار، مرتبط بخلافته. سامسونج تنفي ارتكاب أي مخالفات.
ضريبة المواريث البالغة عشرة مليارات دولار، المستحقة على لي وشقيقتيه بعد وفاة والدهما في تشرين الأول (أكتوبر)، تعقد التوقعات. من المحتمل ألا تكون النقدية من أرباح الأسهم كافية، ما يفتح الباب أمام مبيعات الوحدات غير الأساسية التي لها أسهم متداخلة في سامسونج للإلكترونيات، فضلا عن الممتلكات الأقل قيمة في العقارات والأصول الأخرى.
هناك احتمال كبير لأن تنهي هذه العملية فصلا في تاريخ سامسونج، لكن سيطرة لي على جوهرة التاج، سامسونج للإلكترونيات، لا تتعرض لأي تهديد. يقول بارك، أستاذ الاقتصاد: "إذا تخلوا عن فكرة ’سامسونج واحدة‘، فيمكن أن يدير لي جاي يونج وحدات التكنولوجيا ويمنح بقية المجموعة بما في ذلك الوحدات المالية لشقيقتيه.
لكن بمجرد إطلاق سراح لي، من المتوقع أن يتحول التركيز الفوري مرة أخرى إلى سامسونج، ونوع الإرث الذي سيتبعه لي.
يقول كاين، مؤلف كتاب "صعود سامسونج": "جاي يتعرض لضغوط لا تصدق لقيادة شركته وبلده، من قبل جمهور معجب به ويكرهه في الوقت نفسه. أعتقد أن جاي يريد أن يعرف أنه فعل شيئا عظيما في سامسونج".

 

aleqt.com

التعليـــقات