رئيس التحرير: طلعت علوي

العوامل الإيجابية صاحبة الكلمة العليا في أسواق النفط .. الأسعار ترتفع رغم مخاوف الإغلاقات

الأربعاء | 20/01/2021 - 09:43 صباحاً
العوامل الإيجابية صاحبة الكلمة العليا في أسواق النفط .. الأسعار ترتفع رغم مخاوف الإغلاقات


   

أسامة سليمان من فيينا

aleqt.com

ارتفعت أسعار النفط بسبب التفاؤل بحزمة التحفيز المالي الأمريكي ما يدعم تعافي الطلب العالمي على الخام وهو ما تفوق في تأثيره في انتشار الإصابات الجديدة بفيروس كورونا وتأثيرها في اتساع رقعة الإغلاق العام في مختلف دول العالم، وبالتالي تهاوي استهلاك الوقود.
ويعزز ارتفاع الأسعار توقعات تقلص المخزونات إضافة إلى قيود المعروض التي يفرضها تحالف "أوبك +" وقد تعززت على نحو واسع بعد قرار السعودية إجراء تخفيضات إنتاجية طوعية بنحو مليون برميل يوميا.


في هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية" سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستر" الألمانية: إن العوامل الإيجابية مازالت صاحبة الكلمة العليا في التأثير في السوق خاصة خطط التحفيز المالي الأمريكي والتفاؤل بالإدارة الأمريكية الجديدة التي تتولى السلطة رسميا اعتبارا من اليوم، إضافة إلى جهود "أوبك +" الحثيثة لتقييد المعروض انتظارا لحدوث تعاف جيد في نمو الطلب على النفط الخام والوقود.
وذكر أن الإغلاق الاقتصادي مازال هو العنصر السلبي الأكثر تأثيرا في الطلب، لافتا إلى بيانات صادرة عن "بلاتس" ترجح أن يرتفع الطلب العالمي بمقدار 6.3 مليون برميل يوميا عام 2021 إلى 99.6 مليون برميل يوميا مع استعادة "أوبك" مزيدا من الزخم في السوق وزيادة إنتاجها من النفط الخام بمقدار 2.6 مليون برميل يوميا في حين أن إمدادات النفط من خارج "أوبك" سترتفع فقط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا.


من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية"، روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات أن كل أطراف السوق تتطلع إلى تأثيرات سريعة وقريبة لانتشار اللقاحات، ما يسهل تعافي الطلب على النفط الخام قبل منتصف العام الجاري، عادا أن الجوانب المعنوية أفضل في السوق حاليا رغم الإصابات الجديدة وهو ما جعل عديدا من المصارف والمؤسسات الدولية تعيد تقييم وضع الطلب بالزيادة خلال العام الجاري.
وأشار إلى أن أبرز مثال على ذلك هو منظمة أوبك التي أكدت في تقريرها الشهري الأسبوع الماضي حدوث ارتفاع بشكل طفيف في توقعات الطلب على النفط لعام 2021 إلى 95.91 مليون برميل يوميا بدلا من 95.89 مليون برميل يوميا وهو ما يمثل انتعاشا قدره 5.9 مليون برميل يوميا مقارنة بعام 2020.


من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية"، بيل فارين برايس المحلل الاقتصادي ومختص شؤون النفط: إن وكالة الطاقة الدولية قدمت تقييما موضوعيا وتفصيليا لتطورات السوق النفطية وهي ترصد دور تحالف "أوبك +" المؤثر في السوق خاصة منذ اندلاع الجائحة، مشيرا إلى أن تخفيضات إنتاج "أوبك +" كانت مؤثرة للغاية وأسهمت في تقليل تداعيات الأزمة، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب رغم أن ذلك جاء على حساب حصتها السوقية.
وأضاف أن الحصة السوقية لمنتجي "أوبك +" انخفضت إلى 51 في المائة العام الماضي من 57 في المائة في 2016، مشيرا إلى قيام كبار المنتجين الأمريكيين بمواصلة تخفيضات الإنفاق التي تم تنفيذها استجابة لانهيار الأسعار العام الماضي وهو ما سيسهم تدريجيا في استعادة نمو الحصة السوقية لتحالف "أوبك +".


بدورها، أوضحت لـ "الاقتصادية"، نينا إنيجبوجو المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي الدولي أن تعافي الأسعار يسير بخطى جيدة وسجل بالفعل أعلى مستوى له في 11 شهرا الأسبوع الماضي مدعوما من خطط التحفيز المالي وانتشار اللقاحات وذلك رغم ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا عادة أن أساسيات السوق مازالت جيدة.
وذكرت أنه بحسب "كومرتس" البنك الألماني الدولي من المرجح أن تظل صورة التعافي في سوق النفط الخام مختلطة حيث تشير البيانات الصعودية إلى ارتفاع الطلب المحلي على المنتجات المكررة، إضافة إلى إمكانية تقديم مزيد من المعروض لسوق النفط العالمية الأوسع، لافتة إلى بيانات من مكتب الإحصاء الوطني الصيني تشير إلى نمو استيراد النفط الخام بنسبة 7.3 في المائة عام 2020 مقارنة بعام 2019 ما يعكس انتعاشا قويا في الطلب في البلاد.


وفيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، إذ تفوق التفاؤل بأن التحفيز الحكومي سيدعم النمو الاقتصادي العالمي والطلب على النفط على المخاوف من أن تجدد إجراءات العزل العام لمكافحة جائحة فيروس كورونا عالميا قد يبطئ استهلاك الوقود.
وبحسب "رويترز"، زادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم آذار (مارس) 20 سنتا، أو ما يعادل 0.4 في المائة، إلى 54.95 دولار للبرميل، بعد أن نزلت 35 سنتا في الجلسة السابقة.


وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 52.19 دولار للبرميل، منخفضا 17 سنتا أو ما يعادل 0.3 في المائة. ولم تتم تسوية الخام إذ إن الأسواق الأمريكية كانت مغلقة في عطلة عامة. وينتهي أجل العقود الآجلة لغرب تكساس تسليم شباط (فبراير) لشهر أقرب استحقاق اليوم.
ويشعر المستثمرون بالتفاؤل إزاء الطلب في الصين، أكبر مستورد في العالم للنفط الخام، بعد بيانات نشرت أظهرت أن إنتاج المصافي زاد 3 في المائة إلى مستوى قياسي جديد في 2020.
والصين هي الاقتصاد الوحيد الكبير في العالم الذي تفادى تسجيل انكماش في العام الماضي في الوقت الذي كانت يعاني فيه عديد من الدول لاحتواء جائحة كوفيد - 19.


ويترقب المستثمرون الآن خطاب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن اليوم للحصول على تفاصيل بشأن حزمة مساعدات بقيمة 1.9 تريليون دولار.
وقال جيفري هالي كبير المحللين لدى أواندا لمنطقة آسيا والمحيط الهادي: كغيره من فئات الأصول، تلقى النفط الدعم من التحفيز الأمريكي في آسيا.
وأوضح محللون لدى إيه إن زد أن الأسعار تتلقى الدعم من خفض إضافي سعودي للإمدادات على مدى الشهرين المقبلين الذي من المتوقع أن يتسبب في تراجع المخزونات العالمية 1.1 مليون برميل يوميا في الربع الأول.


وتضغط المخاوف بشأن ارتفاع الإصابات بكوفيد - 19 عالميا وتجدد إجراءات العزل العام على الطلب على الوقود، ما يكبح أسعار الخام.
وأشار محللو إيه إن زد إلى مخاوف بشأن تراجع مبيعات الوقود في الهند في كانون الثاني (يناير) مقارنة بكانون الأول (ديسمبر) وارتفاع الإصابات بكوفيد - 19 في الصين واليابان، ما قد يثبط الطلب على الخام.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 53.92 دولار للبرميل مقابل 54.68 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث تراجع له على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي وسجلت فيه 54.76 دولار للبرميل.

التعليـــقات