رئيس التحرير: طلعت علوي

الأوروبيون يسعون إلى توحيد المواقف في مواجهة «الحمائية» الأمريكية

الإثنين | 25/02/2019 - 01:00 مساءاً
الأوروبيون يسعون إلى توحيد المواقف في مواجهة «الحمائية» الأمريكية

 

بحث وزراء التجارة الأوروبيون في بوخارست إمكانية إجراء مفاوضات لإبرام اتفاق تجاري محدود مع واشنطن التي تواصل التهديد بفرض رسوم على السيارات الأوروبية، وسط انقسام بين باريس وبرلين في هذا الشأن. وبحسب "الفرنسية"، اجتمع وزراء التجارة الأوروبيون في رومانيا لإجراء مناقشة سياسية أولى حول هذه المسألة بهدف توحيد المواقف في مواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي ينتهج منذ وصوله إلى الحكم سياسة حمائية. والأربعاء قال ترمب "نحن نحاول إبرام اتفاق. الأوروبيون متشددون في المفاوضات.. في حال لم نتوصل إلى اتفاق، سنفرض رسوما جمركية على السيارات"، وهو قرار يمكن أن يتخذه في غضون ثلاثة أشهر. وتأمل ألمانيا - التي تريد بشتى الوسائل تفادي فرض رسوم جمركية على قطاع السيارات الحيوي لاقتصادها - صدور موقف قوي عن الوزراء المجتمعين.
ولدى وصوله، قال بيتر ألتماير وزير الاقتصاد الألماني "دعونا نرى إلى أي حد يمكننا أن نذهب.. لا أنوي استعجال الأمور، إنما التوصل إلى توافق واسع النطاق، ولا سيما مع نظيري الفرنسي". وفرنسا التي تشهد أزمة بسبب تحرك "السترات الصفراء" غير متحمسة لهذا الملف الحساس قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الأوروبية.
ويزيد الأوضاع تعقيدا تمسك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بموقفه الرافض التفاوض "مع مسدس مصوب إلى الرأس"، على حد تعبيره. وقبيل الاجتماع، أوضح جان باتيست لوموان وزير الدولة الفرنسي "ليس الاتحاد الأوروبي الذي أشعل الجدل بالتصريحات قبل بضعة أيام"، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي لا يفاوض تحت التهديد".
وعلى غرار فرنسا، تبدو إسبانيا - التي فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية تعدها غير مبررة على محاصيلها من الزيتون - غير مقتنعة بالتفاوض، شأنها في ذلك شأن بلجيكا المنقسمة حيال الاتفاق الاقتصادي والتجاري الموقع بين الاتحاد الأوروبي وكندا.
وعلى الرغم من هذه التباينات، أبدت سيسيليا مالمستروم المفوضة الأوروبية للتجارة التي سيتولى جهازها المفاوضات باسم الاتحاد الأوروبي في حال توصل الأوروبيون إلى توافق، حصول على تفويض للتفاوض الشهر المقبل.
وأضافت مالمستروم أن "البرلمان الأوروبي الذي يقتصر دوره على المشورة يمكن أن يصوت مطلع الشهر المقبل على هذه المسألة، وعلى الوزراء أن يتخذوا بعد ذلك قرارا سريعا جدا".
لكن لوموان أكد أن فرنسا غير مستعجلة "يجب انتظار البرلمان الأوروبي وسماع موقفه. وبعد ذلك تجتمع القادة" في قمة أوروبية ستعقد في 21 و22 آذار (مارس).
يأتي طرح فكرة اتفاق تجاري حول السلع الصناعية وليس الزراعية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة استكمالا لما طرح خلال زيارة جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية إلى واشنطن في تموز (يوليو) في حين كان الرئيس الأمريكي يهدد بفرض رسوم جمركية على السيارات الأوروبية.
وتوصل ترمب ويونكر إلى هدنة تجارية شكلت مفاجأة، وقد اتفقا على مزيد من التعاون، وتقول بروكسل "إن اتفاقا كهذا من شأنه توفير زيادة تبلغ 53 مليار يورو في التبادل التجاري بحلول عام 2033، وهو رقم ضئيل جدا مقارنة بحجم التبادلات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
ومن شأن الاتفاق أن يلغي الرسوم العقابية الأمريكية المفروضة منذ عدة أشهر على الصادرات الأوروبية من الصلب والألمنيوم.
ومنذ تموز (يوليو) لم تحرز المناقشات تقدما كبيرا بسبب تركيز الأمريكيين على جبهة تجارية أخرى مع الصين، ورضا الأوروبيين عن التوازن الهش مع واشنطن.
وهددت المفوضية بأنها سترد بشكل سريع في حال فرضت واشنطن رسوما جمركية عقابية، حيث أعدت تحسبا لذلك لائحة ضد سلع أمريكية بقيمة 20 مليار يورو.

 

©الاقتصادية

التعليـــقات