رئيس التحرير: طلعت علوي

العقوبات والحمائية تسهلان مهمة الروس في التخلي عن الدولار

الخميس | 08/11/2018 - 09:47 صباحاً
العقوبات والحمائية تسهلان مهمة الروس في التخلي عن الدولار

 

تكثف موسكو جهودها لوقف اعتماد اقتصادها على الدولار، في وقت تسعى واشنطن إلى فرض مزيد من العقوبات الشديدة التي من شأنها حرمان روسيا من الوصول إلى أسواق الدين الأجنبية، وقطع العملة الخضراء عن مصارفها.
وطالما ندد الرئيس فلاديمير بوتين بهيمنة العملة الأمريكية على المسرح العالمي، لكن جهود روسيا السابقة لوقف اعتماد اقتصادها على الدولار لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن.
ووسط مخاوف دوائر الأعمال الروسية من جولة جديدة من التدابير الأمريكية ضد موسكو على خلفية ضم القرم والنزاع في أوكرانيا، اتخذت السلطات الروسية الآن خطوات ملموسة على أمل تحقيق هدفها القديم.
وبحسب "الفرنسية"، من المتوقع أن تعرض وزارة المال والبنك المركزي الروسيان في وقت قريب أمام رئيس الحكومة ديمتري مدفيديف، تدابير لزيادة استخدام عملات أخرى في المداولات التجارية الدولية.
وقال بوتين الشهر الماضي "سوف نمضي حتما في هذا الاتجاه.. ليس لأننا نريد تقويض الدولار، بل لأننا نريد ضمان أمننا، لأنهم يفرضون باستمرار عقوبات علينا ويحرموننا ببساطة من فرصة لاستخدام الدولار".
وحذر المراقبون من أن المهمة أمام روسيا طموحة جدا، لكن سياسة أمريكية لا يمكن التكهن بها وعقوبات أمريكية جديدة على إيران ونزاع واشنطن التجاري مع الصين، يمكن في الواقع أن تساعد موسكو.
وترى يولر هيرمس، شركة تأمين القروض ومقرها فرنسا، في تقرير أن "وقف الاعتماد على الدولار على نطاق واسع سيستغرق وقتا يقدر بين سنة ونصف السنة وخمس سنوات". وأضافت أن مساعي روسيا لوقف الاعتماد على الدولار "قد تكون أسهل الآن في عالم من تصاعد الحمائية الأمريكية".
وأشارت هيرمس إلى أن تعاملات روسيا مع الاتحاد الأوروبي والصين - التي تمثل نحو 60 في المائة من التجارة الروسية الخارجية - يمكن نقلها لليورو واليوان، فيما التعاملات مع دول الاتحاد السوفياتي السابق يمكن أن تجرى بالروبل.
وأكد بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج مرارا رغبتهما في زيادة استخدام الروبل واليوان في التعاملات التجارية عبر الحدود.
وفي تشرين الأول (أكتوبر)، أكدت السلطات الروسية أنها بصدد إعداد اتفاقية حول استخدام العملات الوطنية مع الصين.
وبحسب "بنك إينج"، فإن التجارة الصينية - الروسية بالروبل واليوان تضاعفت أربع مرات في السنوات الأربع الماضية، رغم أنها لا تزال تمثل نحو 18 في المائة. وأوضح يوري بوريسوف نائب رئيس الوزراء أن الهند ستسدد ثمن بطاريات الصواريخ أرض - جو إس- 400 الروسية بالروبل.
وبدورها، قالت إلفيرا نابيولينا رئيسة البنك المركزي الروسي إنها تريد تشجيع المصارف على التعامل بالروبل.

 

©الاقتصادية

التعليـــقات