رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 19-20 تشرين أول 2018

السبت | 20/10/2018 - 08:57 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 19-20 تشرين أول 2018

 

جهات في الجهاز الأمني: المواجهات في غزة – من أهدأ ما شهدناه في الأشهر الأخيرة
كتب موقع "هآرتس" الإلكتروني، مساء الجمعة (19/10)، نقلا عن مصادر في المؤسسة الأمنية قولها، إن المظاهرات التي جرت على طول السياج الحدودي في قطاع غزة، الجمعة، كانت من اهدأ المظاهرات التي جرت خلال الأشهر الأخيرة. ووفقًا لنفس المصادر، فقد كان أعضاء حماس يقفون بالقرب من السياج لضمان عدم عبور المتظاهرين إلى الأراضي الإسرائيلية. وأفاد الجيش الإسرائيلي أنه كانت هناك ثلاث محاولات لعبور السياج خلال النهار وألقيت قنابل يدوية وأجهزة متفجرة مرتجلة على قوات الجيش التي ردت بنيران القناصة ووسائل تفريق المظاهرات. وقد أجرى رئيس الأركان، غادي إيزنكوت، تقييما مع قادة القيادة الجنوبية وكتيبة غزة، وناقش معهم نشاط الجيش واستعداده لمختلف السيناريوهات.
وقد اشتبك آلاف الفلسطينيين مع قوات الجيش الإسرائيلي بالقرب من السياج الأمني، الجمعة، ​​في عدة مواقع مختلفة. ووفقاً للهلال الأحمر في غزة، فقد تم إجلاء 219 مصابا إلى المستشفيات في قطاع غزة، 92 منهم أصيبوا بالذخيرة الحية. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرة إسرائيلية هاجمت خلية أطلقت بالونات حارقة من جنوب قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية. وقد وقف معظم المشاركين في مظاهرات الجمعة بعيدا عن السياج، على عكس الاشتباكات التي وقعت في الأشهر الأخيرة. وتجمع المتظاهرون بشكل رئيسي في منطقة الخيام، على بعد مئات الأمتار من الحدود مع إسرائيل، فيما قام أعضاء المنظمة، الذين يركبون دراجات نارية، بجولة قرب السياج وأبعدوا المتظاهرين الذين اقتربوا منه. وتعتقد المؤسسة الأمنية أن حماس تصرفت بكفاءة ضد المتظاهرين، وأنها فعلت ذلك في محاولة لمنع التصعيد.
وأفادت مصادر في غزة، أن سلاح الجو الإسرائيلي أطلق النار على مجموعة من المتظاهرين شرق مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة. وتحدثت الفرق الطبية عن عشرات الجرحى الذين تم نقلهم إلى العيادات التي أقيمت بالقرب من السياج. ولم يتم الإبلاغ عن نقل إصابات للمستشفيات. ووفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فقد شارك حوالي 10،000 فلسطيني في الاشتباكات.
وقال المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، أمس، إن "إصرار السكان على المشاركة في المظاهرات هو أفضل رد على التهديدات الإسرائيلية". مضيفا أن "هذه التهديدات تعطي الناس دافعًا للخروج والتظاهر بالقرب من السياج". كما أشار الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى الأحداث وقال إن "إسرائيل أعطت الفلسطينيين خيارين القتال أو الموت: وقد اتخذ الفلسطينيون قرار القتال لأنهم لا يريدون الموت جوعا تحت الحصار".
وطالب منظمو المظاهرات على حدود غزة المتظاهرين بالمشاركة في المظاهرات على طول السياج، على الرغم من قرار المجلس الوزاري السياسي – الأمني الإسرائيلي توسيع نطاق إطلاق النار. ولم توضح حماس ما إذا كانت ستحاول خفض العنف أو تشجيع التصعيد في المظاهرات المتواصلة منذ أكثر من ستة أشهر.
وقال عضو بارز في إحدى الفصائل الفلسطينية في غزة، الذي أجرى محادثات مع شخصيات رفيعة في حماس، لصحيفة "هآرتس" صباح الجمعة، إن حماس لا تريد أن تفقد الثقة والتعاون مع المصريين، وبالتالي قد تقيد المواكب القريبة من السياج. في الأيام الأخيرة، ناقش كبار قادة حماس الأوضاع مع مسؤولي الاستخبارات المصرية الذين زاروا قطاع غزة. وفقا للمسؤول، فإن التطورات سوف تعتمد أيضا على ردود فعل إسرائيل.
وحسب مصادر فلسطينية في قطاع غزة، فقد نقل الوفد المصري رسائل من إسرائيل حول تداعيات المسيرات ومحاولات اختراق السياج، لكن حماس قالت إنها لن تكون قادرة على منع التجمع دون اتخاذ خطوات ملموسة لتخفيف الحصار عن قطاع غزة. كما التقى الوفد مع كبار مسؤولي فتح، بما في ذلك ماجد فرج، رئيس المخابرات العامة وعزام الأحمد، المسؤول عن ملف المصالحة. ولم تذكر السلطة الفلسطينية تفاصيل الاجتماع، وقالت إن "السلطة الفلسطينية ترحب بالجهود المصرية لتعزيز المصالحة".
نهاية أسبوع متوترة
وتناولت الصحف الإسرائيلية، يوم الجمعة، استعدادات الجيش الإسرائيلي لمظاهرات الجمعة، في ضوء قرارات المجلس الوزاري السياسي – الأمني. ومما نشرته هذه الصحف، كتبت "يديعوت أحرونوت"، أنه منذ سبعة أشهر يتظاهر الفلسطينيون كل جمعة على الجدار في حدود قطاع غزة ولكن تأهبا كهذا مثلما يوجد في جهاز الأمن قبيل المظاهرات المرتقبة اليوم (الجمعة) لم يحدث من قبل. فبعد أن قرر المجلس الوزاري السياسي – الأمني تشديد ردود الفعل على الأحداث على الجدار، فان المظاهرات التي ستجرى اليوم – بعد أسبوع دراماتيكي أطلق فيه صاروخان نحو إسرائيل وأصاب أحدهما منزلا بشكل مباشر – ستؤثر بقدر كبير على السياسة الإسرائيلية تجاه غزة.
​وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يكثف القوات في جبهة الجنوب، ووصلت إلى المنطقة عشرات الدبابات، والمدفعيات المؤللة، ومجنزرات المشاة وآليات هندسية.
​من الجانب الفلسطيني، فان اللجنة التي تنظم المظاهرات، والتي تتحكم بها حماس من خلف الكواليس، دعت المتظاهرين إلى الوصول بجموعهم. وأضافه إلى ذلك، من غير المستبعد أن تلطف حماس بالذات العنف على الجدار في ضوء تحذيرات إسرائيل بان المواجهات العنيفة ستقربها من بدء حملة عسكرية في غزة. الفرضية السائدة في أوساط أصحاب القرار في إسرائيل هي أن تلطيف حدة المظاهرات سيعيد الهدوء النسبي إلى حاله. وقالت مصادر ضالعة في التفاصيل إن المواجهات العنيفة التي ستذكر بالمواجهات التي وقعت في حدود غزة الأسبوع الماضي والتي أسفرت عن قتل سبعة فلسطينيين، ستجبر الجيش الإسرائيلي على الرد بقوة شديدة.
​وأضافت "يديعوت" أن قرار احتواء أحداث الأسبوع الماضي من جهة، ولكن تكثيف القوات وتشديد الرد على العنف على الجدار، من جهة أخرى، اتخذ في ختام مداولات طويلة أجراها المجلس الوزاري السياسي الأمني. وتقرر أيضا أن يستأنف الجيش فرض المنطقة الفاصلة قرب الجدار، منعا لأوضاع تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية. وقرر المجلس عدم إغلاق الباب أمام استمرار جهود التسوية بوساطة مصر ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملدانوف. وكانت تعليمات المجلس الوزاري للجيش هي تغيير قواعد اللعب، دون التسبب بحرب. وقاد هذا الخط في الجلسة رئيس الوزراء نتنياهو، إلى جانب بعض الوزراء. "الدخول إلى الحرب سهل، أما الخروج من الحرب فصعب"، قال بعض الوزراء. "الطرف الآخر أيضا لا يريد حربا وبالتالي يمكن تشديد ردود الفعل دون جر المنطقة إلى الحرب".
​وفي أثناء المداولات أبلغت محافل الأمن الوزراء، بانه من المحتمل أن تكون صعقة برق هي التي أدت إلى إطلاق الصواريخ هذا الأسبوع، والتي أصاب أحدها منزلا في بئر السبع. وأضافت هذه المحافل بان نفي حماس إطلاق النار هو غير مسبوق، ولا شك أن إطلاق النار أحرجها. وقدر مندوبو شعبة الاستخبارات العسكرية في المداولات بان حماس ستحاول لجم الأحداث على الجدار وأنها معنية بتسوية تتيح إدخال الوقود إلى القطاع لمعالجة أزمة الكهرباء وإدخال رواتب موظفي السلطة.
​وكان وزير الأمن افيغدور ليبرمان، قد اقترح تسديد ضربة شديدة لحماس، بمبادرة إسرائيلية. وقال: "واضح أن المواجهة محتمة، وبدلا من الاعتياد على هذا ببطء والنزف على الطريق، من الأفضل أخذ المبادرة وقيادة الأمر. لا حاجة لانتظار مصيبة كي نعمل. فحماس قررت استراتيجيا بانها تستنزفنا".  وأدت هذه الأقوال إلى مواجهة مع الوزيرين يسرائيل كاتس ويوآف غلانط اللذين انتقدا ليبرمان على أنه لا يعرض خطة عملية لتصريحاته بشان توجيه ضربة لحماس. ونقل عن كاتس في "أخبار 2" أمس (الخميس) انه قال إن "إبداء ملاحظة هنا في الغرفة أو في وسائل الإعلام ليس خطة.  إذا كنت تتحدث عن احتلال غزة فقل هذا". أما ليبرمان فقال انه لا يؤيد احتلال غزة.
ووقعت ​مواجهة أخرى بين الوزراء حول مسألة أداء الجيش الإسرائيلي. فقد اتهم وزراء رئيس الأركان ايزنكوت بالفشل في منع الأحداث العنيفة في الجنوب.  وهاجم ليبرمان أمس الوزراء فقال: "مؤسف ومثير للحفيظة أن يمارس وزراء في المجلس الوزاري السياسة الصغيرة على ظهر رئيس الأركان. لا يعقل أن يتهم أعضاء المجلس الوزاري رئيس الأركان بالسياسة التي يضعونها. هذا تجاوز لخط احمر ومس بأمن الدولة".
​وبالتوازي، تواصل مصر مساعيها لتثبيت تفاهمات تؤدي إلى تهدئة، بل وربما إلى تسوية شاملة في القطاع. وكان وصل إلى غزة، يوم الخميس، وفد رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس المخابرات المصرية ومسؤول الملف الفلسطيني فيها. والتقى أعضاء الوفد بزعيم حماس إسماعيل هنية وبحثوا معه التصعيد الأيام الأخيرة.
وحسب ما نشرته "هآرتس" فقد عُقد الاجتماع مع كبار أعضاء المنظمة من أجل وقف التصعيد في أعقاب إطلاق الصواريخ على إسرائيل، لكن أعضاء الوفد غادروا دون التوصل إلى اتفاق بشأن المظاهرات القريبة من السياج.
على الرغم من التهديد والعنف، المرشح الفلسطيني الوحيد في القدس يصر على كسر مقاطعة الانتخابات
تكتب صحيفة "هآرتس" أن المرشح الفلسطيني الوحيد لمجلس بلدية مدينة القدس، رمضان دبش، يواصل حملته قبيل الانتخابات المحلية رغم التهديدات والعنف ضد نشطاء مقره الانتخابي. وهذا الأسبوع، تعرض شاب فلسطيني قام بتوزيع نشرات انتخابية في حي وادي الجوز في القدس الشرقية لهجوم من قبل السكان المحليين ونقل لتلقي العلاج في مركز طبي في المدينة. وتعرض اثنان على الأقل من المتطوعين للتهديد من قبل السكان الفلسطينيين في المنطقة. ويشار إلى أن قرار دبش الترشح لمجلس المدينة يكسر المقاطعة التي فرضها سكان القدس الشرقية على الانتخابات المحلية منذ عام 1967.
وظل دبش المرشح الفلسطيني الوحيد في الانتخابات البلدية في القدس، بعد أن انسحب المرشح الثاني، عزيز أبو سارة، بسبب ضغوط من المسؤولين الفلسطينيين. ويعمل دبش رئيسا للإدارة الجماهيرية في صور باهر، وقدم ترشيحه، لكنه لم ينشر بعد أسماء شركائه في القائمة.
يشار إلى أنه باستثناء سنوات 1968، و1978، و1983، كانت نسبة الناخبين الفلسطينيين أقل من 10 ٪، ووفقا للبيانات التي جمعها المحامي داني زايدمان، الذي يتعامل مع موقف الفلسطينيين من الانتخابات المحلية في القدس، فإن التصويت في المعارك الانتخابية الأخيرة وصل إلى نسب مئوية ضئيلة، وفي آخر انتخابات بلغ أقل من واحد في المئة.
إلى ما قبل بدء الحملة الانتخابية الحالية، حاول بعض الفلسطينيين ترشيح أنفسهم، ولكن انسحبوا بسبب التهديدات أو العنف الموجه ضدهم. وعلى عكس دبش، لم يقم أي مرشح بإدارة حملات انتخابية. وفي الأيام الأخيرة، أرسل دبش نحو 20 شابًا فلسطينيًا لتوزيع عشرات الآلاف المنشورات، والهدف الذي حدده لنفسه هو توزيع 200.000 نشرة تدعو للتصويت له. وتعد المنشورات بالعمل على بناء مدارس ووقف هدم المنازل.
الأمين العام لمنظمة "بتسيلم" في مجلس الأمن: على المجتمع الدولي التحرك ضد ممارسات إسرائيل حيال الفلسطينيين
تكتب "هآرتس" أن الأمين العام لمنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، حجاي إلعاد، ألقى أمس (الخميس)، خطاباً أمام مجلس الأمن الدولي انتقد فيه السياسات الإسرائيلية حيال الفلسطينيين، وأكد أنها تشبه ممارسات نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، وحثّ المجتمع الدولي على التحرّك ضدها.
وركز إلعاد على سياسات الاستيطان في المناطق المحتلة، واتهم الحكومة الإسرائيلية بقطع أوصال شعب بأكمله وتقسيم أرضه وتعطيل حياته بشكل متعمد.
وأضاف أنه يستحيل حصول الفلسطينيين على تصاريح بناء من السلطات الإسرائيلية لأن نظام التخطيط الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية يهدف بحكم تصميمه إلى خدمة المستوطنين وتجريد الفلسطينيين من أرضهم. وأضاف أن حقيقة إعطاء المحكمة الإسرائيلية العليا الضوء الأخضر لهدم قرية الخان الأحمر البدوية شرقي القدس مؤخراً، لا تجعل هدمها عادلاً أو حتى قانونياً، بل تجعل من القضاة متواطئين مع جريمة حرب متمثلة في نقل قسري لأشخاص محميين في أرض محتلة.
وتطرّق إلعاد إلى قطاع غزة فأشار إلى أن المحكمة الإسرائيلية العليا صادقت على عدد من السياسات الإسرائيلية تجاه القطاع، مثل حصاره البحري، أو السماح لقناصة إسرائيليين بمواصلة إطلاق النار على المحتجين بالقرب من السياج الحدودي. وقال إن المشكلة الوحيدة مع كل هذه الممارسات هي أن أياً منها ليس قانونياً أو أخلاقياً، لكن ما دامت لا تثير غضباً وتحركاً في العالم، يمكن لإسرائيل أن تواصل تنفيذها.
وقال إلعاد إنه ليس خائناً ولا بطلاً، وأكد أن الأبطال هم الفلسطينيون الذين يتحملون الاحتلال الإسرائيلي بشجاعة ومثابرة، ويستيقظون في منتصف الليل ليجدوا الجنود يقتحمون منازلهم، ويعرفون أنه إذا قُتل شخص عزيز فإن الإفلات من العقاب يكون مضموناً لجميع القتلة، ويبقون على أرضهم وهم يعرفون أن المسألة هي مسألة وقت فقط قبل أن تصل الجرافات.
وأكد أن منظمة "بتسيلم" لا تركز على مسألة ما إذا كان حل الدولتين أو الدولة الواحدة هو الحل المطلوب للصراع، لكنها معنية أساساً بتطبيق حقوق الإنسان.
بعد ذلك تكلم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، فشنّ هجوماً حادّاً على إلعاد واتهمه بخدمة أعداء إسرائيل. وقال إن "بتسيلم" ممولة من الاتحاد الأوروبي وعدد من الحكومات الأوروبية وتمت دعوتها إلى مجلس الأمن من جانب بوليفيا، وهي دولة لديها سجل رهيب في مجال انتهاك حقوق الإنسان.
وخاطب دانون إلعاد باللغة العبرية قائلاً "إن جنود الجيش الإسرائيلي يحمونك، وأنت تأتي إلى هنا لتشويه سمعتهم. اخجل من نفسك، إنك متعاون رديء".
كما وجّهت السفيرة الأميركية نيكي هايلي انتقادات إلى أقوال إلعاد، معتبرة إياها زائفة وأحادية الجانب.
ولاقى خطاب إلعاد انتقادات واسعة في إسرائيل. وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في بيان صدر في الوقت الذي كانت جلسة مجلس الأمن لا تزال منعقدة، إنه في الوقت الذي يستعد الجنود الإسرائيليون للدفاع عن أمن الدولة، اختار المدير العام لـ"بتسيلم" إلقاء خطاب مليء بالأكاذيب في الأمم المتحدة في محاولة لمساعدة أعداء إسرائيل. وأضاف أن سلوك "بتسيلم" هو وصمة عار سيتم تذكرها كحلقة قصيرة وعابرة في تاريخ إسرائيل.
وقال نائب الوزير في ديوان رئاسة الحكومة، مايكل أورن، إن ظهور إلعاد أمام مجلس الأمن هو تجاوز لكل خط أحمر. وأضاف أن على إسرائيل اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لحماية نفسها من هيئة مثل "بتسيلم" تتنكر كمنظمة حقوق إنسان، لكنها في الممارسة العملية تشوّه سمعة إسرائيل وتقوّي أعداءها في الوقت نفسه.
وقال رئيس حزب "يوجد مستقبل" عضو الكنيست يئير لبيد، إن خطاب إلعاد كان مزيجاً متوقعاً من الأكاذيب والتحريفات والدعاية، وأكد أن إلعاد وأمثاله لا يمثلون إلاّ أنفسهم.
وزارة الخارجية الأميركية تضع قنصليتها في القدس الشرقية تحت إشراف السفارة الأميركية في المدينة
تكتب "يديعوت احرونوت" أن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، أمس (الخميس) وضع قنصليتها في القدس الشرقية، التي تُعتبر بعثتها الدبلوماسية الرئيسية لدى الفلسطينيين، تحت إشراف السفارة الأميركية في القدس، وهو ما يشير إلى خفض ضمني لمكانة البعثة وضربة جديدة لعلاقاتها المتوترة أصلاً بالفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق نجاعة كبيرة بعد افتتاح السفارة الأميركية في القدس في أيار الفائت. وأكد أن دمج البعثتين لا يعني تغييراً في السياسة الأميركية حيال مكانة القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف أن حدود السيادة الإسرائيلية في القدس تظل مرهونة بنتائج مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين.
وقوبل الإعلان بغضب من جانب الفلسطينيين، الذين اتهموا البيت الأبيض بالعمل على وضع الضفة الغربية كاملة تحت السيادة الإسرائيلية.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن إدارة دونالد ترامب توضح أنها تعمل مع الحكومة الإسرائيلية لفرض إسرائيل الكبرى وليس حل الدولتين ضمن خطوط سنة 1967. وأضاف أن هذه الإدارة تبنت بالكامل الرواية الإسرائيلية، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس واللاجئين والمستوطنات.

واتهم عريقات إدارة ترامب بالتخلي عن مبادئ قديمة في السياسة الخارجية الأميركية ومكافأة الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، وقال إن هذه الإدارة باتت جزءاً من المشكلة وليست جزءاً من الحل، وكرّر تأكيد اعتراض الفلسطينيين على دور الولايات المتحدة كوسيط رئيسي في محادثات السلام.
في المقابل أشاد نائب الوزير في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية مايكل أورن، من حزب "كلنا"، بهذه الخطوة، وأكد أن هذا اليوم هو يوم عظيم للقدس وإسرائيل والولايات المتحدة. وأضاف أورن، في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن إعلان بومبيو إغلاق القنصلية الأميركية في القدس ونقل مسؤولياتها إلى السفارة ينهي آخر مظاهر الدعم الأميركي لتقسيم المدينة.
يُشار إلى أنه منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول 2017، اتخذت الولايات المتحدة عدداً من الخطوات التي لاقت تنديداً من الفلسطينيين، بينها وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، وإغلاق البعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بحجة رفض الفلسطينيين الانخراط في محادثات سلام مع إسرائيل.
لائحتا اتهام ضد شابين عربيين من يافا بشبهة محاولة الانضمام إلى "داعش" في سورية
كتبت "يديعوت أحرونوت" أن النيابة الإسرائيلية العامة قدمت أمس (الخميس) لائحتي اتهام بحق الشابين العربيين عبد الملك عصفور وآدم أبو شحادة من مدينة يافا في إثر محاولتهما العبور إلى الأراضي السورية للانضمام إلى صفوف "داعش" وتنظيمات جهادية أُخرى.
وذكرت لائحتا الاتهام أن الشابين أظهرا اهتماماً متزايداً بتنظيم "داعش" ونشاطاته. وطالبت النيابة بتمديد اعتقالهما حتى انتهاء الإجراءات القانونية بحقهما.
وجاء في لائحة الاتهام الموجهة ضد عصفور أنه استحوذ على معرفة أساسية بنشاطات تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة"، من خلال تطوير انتماء إيديولوجي إليهما. وفي نهاية سنة 2015 قرر عصفور الخروج إلى مناطق قتال التنظيمات الجهادية في سورية. وفي بداية سنة 2016 أقام علاقة بشخص مرتبط بهذه التنظيمات عن طريق شبكة "تويتر"، ومن هناك انتقل إلى شبكة "تلغرام" السرية، ونجح في التواصل مع مسؤول سوري حتى يساعده في العبور إلى سورية. وعرض عصفور على أبو شحادة الانضمام إليه فوافق. وهكذا قرر المتهمان الخروج من إسرائيل والدخول إلى سورية عن طريق تركيا من أجل الانضمام إلى التنظيمات الجهادية في حربها ضد الجيش السوري. ولدى وصول الاثنين إلى إسطنبول طلب المسؤول السوري منهما الانتظار عدة أيام. وعندما لم يتصل بهما مجدداً فهما أن العلاقة به انقطعت وعادا إلى إسرائيل.
وزراء إسرائيليون: قرار السماح للقاسم بالدخول إلى إسرائيل وصمة عار في جبين الحكمة العليا
تكتب "يسرائيل هيوم" أن المحكمة العليا، قبلت، أمس (الخميس)، استئناف الطالبة الأميركية من أصول فلسطينية لارا القاسم، وسمحت لها بالدخول إلى إسرائيل للدراسة في كلية الحقوق في الجامعة العبرية في القدس.
وكانت المحكمة المركزية في تل أبيب قد تبنت الأسبوع الفائت موقف الدولة القاضي بأن القاسم ناشطة في حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS) وبالتالي حظرت دخولها إلى البلاد.
ورحبت الجامعة العبرية بقرار المحكمة العليا. في المقابل وصف وزير السياحة ياريف ليفين [الليكود] القرار بأنه مخز، وقال إن قضاة المحكمة العليا مستمرون في العمل ضد الديمقراطية وضد تشريعات الكنيست.
وقال وزير الداخلية آرييه درعي [شاس] إن قرار المحكمة يشكل وصمة عار في جبينها، وأكد أنه سيبحث عن السبل الكفيلة بعدم تكرار حادث من هذا القبيل. وأشار وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان [الليكود] إلى أن المحكمة العليا منحت فوزاً كبيراً لحركة BDS وقامت بإفراغ قانون حظر دخول ناشطي المقاطعة إلى إسرائيل من مضمونه.
وأكد إردان أن المحكمة العليا تقوم مرة أُخرى بانتهاك التشريعات في الكنيست ورغبة المشرّع وتتخذ لنفسها صلاحيات هي بيد السلطة التنفيذية.
وكانت القاسم حصلت على تأشيرة دراسية من القنصلية الإسرائيلية في ميامي لدراسة اللقب الثاني في القدس، لكن جهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك" استوقفها فور هبوطها في مطار بن غوريون الدولي، ومنعها من الدخول بحجة أنها كانت ناشطة في المنظمات التي تعمل لمقاطعة إسرائيل.
مقالات
حرب سلامة الحملة
تكتب هآرتس في افتتاحيتها الرئيسية، أن المجلس الوزاري السياسي – الأمني، اجتمع كي يحسم كيفية الرد على إطلاق الصاروخ الذي أصاب مباشرة منزلا في بئر السبع. وبينما يقدر الجيش والمخابرات الإسرائيلية، بان حملة عسكرية واسعة النطاق غير مرغوب فيها في هذه المرحلة وانه يجب السماح لمصر باستكمال مساعيها لتحقيق "تسوية" بين إسرائيل وحماس، يدفع وزير الأمن افيغدور ليبرمان نحو تسديد "ضربة شديدة" لغزة وحماس. وعلى خلفية تبادل الضربات اللفظية بين ليبرمان وبين رئيس البيت اليهودي نفتالي بينت، يتعزز الإحساس بان كل حسم في مسألة الرد الإسرائيلي سيستند إلى دوافع سياسية، منافسة على المكانة وعلى جمع نقاط قبيل الانتخابات، وليس إلى الحرص على حل الأزمة في غزة وأمن سكان غلاف غزة.
​تهز هذه الخلافات ثقة الجمهور بحكومة إسرائيل حين تقرر خطة عسكرية على نطاق واسع. فهي توضح بان هذه ليست حربا لا مفر منها، ردا ضروريا لا بديل له، لتهدئة المنطقة ومنع البالونات المتفجرة والمظاهرات على الجدار، بل مسابقة سياسية لثني الأيدي، تشوش العقل السليم والمنطق الأمني.
​ذلك أن إسرائيل وغزة تعلمتا تجربة قاسية، بعد سنوات حاولتا فيها اتخاذ كل أساليب القتال الواحدة ضد الأخرى. من الطرف الإسرائيلي، إغلاق، تدمير بنى تحتية، حصار اقتصادي، هدم مباني وقتل زعماء وآلاف المدنيين. ومن طرف غزة إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية، البالونات الحارقة وعبوات ضد الجدار، نار القناصة وأنفاق الإرهاب. الاستنتاج في الطرفين هو واحد: لا يوجد حل عسكري للازمة. هكذا اعتقد ويعتقد الجيش الإسرائيلي وهكذا اعترف يحيى سنوار، زعيم حماس في غزة حين أوضح مؤخرا بان "لا يريد أي طرف الحرب لان الحرب لا تجدي نفعا".
​سيرغب خصوم السنوار في القطاع بان يثبتوا بانه مخطئ، ويحبطوا كل محاولة للوصول إلى تسوية. وسيجد هؤلاء في إسرائيل شركاء مخلصين في صورة من يدفعون نحو الحرب في غزة. هذا هو الوقت الذي يتعين فيه على رئيس الوزراء أن يصد قارعي طبول الحرب، أن يساعد مصر لاستكمال خطوة التسوية وان يؤدي إلى تهدئة طويلة المدى. لا يمكن للجمهور في إسرائيل أن يكون رهينة صراع على المكاسب السياسية أو ضحية لغرور السياسيين.
لماذا يعتبر اغتيال الخاشقجي كارثة بالنسبة إلى إسرائيل؟
يكتب السفير السابق للولايات المتحدة في إسرائيل، دان شابيرو، في "هآرتس"، أنه لا يمكن التعامل مع الوحشية المخيفة لخطف جمال الخاشقجي وقتله على يد قوات الأمن السعودية كأمر عادي والاستمرار كأن شيئاً لم يكن. ولا يغيّر شيئاً، مهما يحاولون، بصورة غير موثوقة على الإطلاق، عرض ما حدث بأنه تحقيق تطور بصورة سيئة، أو أنه عمل عناصر تصرفت من تلقاء ذاتها. الانعكاسات أعمق بكثير من المأساة الشخصية لعائلة الخاشقجي وخطيبته. ما حدث يطرح على الولايات المتحدة وإسرائيل تساؤلات جوهرية لها علاقة بمقاربتهما الاستراتيجية العامة في الشرق الأوسط.
سيدّعي المتهكّمون أن الوقاحة التي ظهرت في قتل الخاشقجي هي من النوع الذي يميز الأنظمة الاستبدادية العربية، بينهم حلفاء للولايات المتحدة، لكنها هذه المرة كانت لاذعة أكثر.
لا أحد في الشرق الأوسط يقدم خدمات مجانية، وقد صمد التحالف الأميركي - السعودي طوال عشرات السنوات على الرغم من قمع الشعب السعودي من قبل السلطة. جزء من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي بادر إليها ولي العهد محمد بن سلمان، والدفع قدماً بأهداف استراتيجية مشتركة تهدف إلى كبح العدوان في المنطقة، لا تزال تخدم مصالح الولايات المتحدة. لا يمكن التعامل باستخفاف مع هذه الاعتبارات. لكن جريمة قتل الخاشقجي، بالإضافة إلى تخطيها للخطوط الحمراء، حتى لانعدام الأخلاق، تشير إلى أنه لا يمكن الوثوق بالسعودية تحت حكم محمد بن سلمان كشريك استراتيجي.
لقد سبق لولي العهد أن أظهر عدم المسؤولية والتهور في تحديد السياسة الخارجية للسعودية. الحرب المحقة التي شنها ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن جرت مع التجاهل المطلق للمعاناة الهائلة التي تسببت بها للمدنيين. وإجبار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على الاستقالة ارتد عليه سلباً.
والحصار الذي فرضته السعودية على قطر منع دول الخليج من التركيز على هدفها المشترك، كبح إيران، ولم يؤد إلى أي فائدة تقريباً. وقطع العلاقات مع كندا، بسبب تغريدة انتقدت اعتقال السعودية لناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان، كانت رداً مبالغاً فيه.
الآن، وبأمر من ولي العهد، جرى تنفيذ جريمة مروعة في وضح النهار. ولقد كذب السعوديون على ترامب طوال أيام ولا زالوا يكذبون.
من المحتمل أن الأمر لا يهم ترامب فعلاً، ربما بسبب مستواه الأخلاقي المشكوك فيه، وربما بسبب الدعاية الكبيرة التي أحاط بها كل صفقة بيع سلاح إلى السعودية كمصدر لخلق فرص عمل. لكن محمد بن سلمان لم يأخذ في اعتباره أنه في إعطائه الأوامر باغتيال الخاشقجي قد تخطى كل حدود المسموح والممنوع لدى الرأي العام الأميركي والحزبين في الكونغرس. وفي الواقع جاءت ردة الفعل الأكثر عنفاً والمطالبة برد من جانب أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، مثل ليندسي غراهام وماركو روبيو.
مرة أُخرى، يمكن التعامل مع ذلك بشيء من التهكّم. فالقمع في السعودية ليس أمراً جديداً، وربما المؤسسة السياسية الأميركية مستعدة لقبوله إذا بقي خارج مجال النظر. والاحتجاج لم يكن كبيراً كما من المفترض أن يكون عندما اعتُقلت ناشطات في الدفاع عن حقوق الإنسان في السعودية، الأمر الذي حدث في الفترة التي ُسمح فيها أخيراً للنساء بقيادة السيارة.
لكن محمد بن سلمان ارتكب خطأ جسيماً عندما لم يدرك أن خطف وتقطيع جثة صحافي مقيم في الولايات المتحدة، جريمته لا تتعدى التعبير عن آرائه، هي ببساطة أكثر مما يتحمله الأميركيون.
لا يمكن التلويح بمثل هذا التصرف في وجه الولايات المتحدة وتوقّع أن يتصرف العالم كأن شيئاً لم يكن. ربما أن ذلك لا يهم ترامب، ويمكن أن نستخلص ذلك من الطريقة التي يسعى فيها وراء بوتين الذي يقتل هو أيضاً صحافيين. لكن هناك حدوداً لتحمّل الشعب الأميركي، ومن المحتمل أنه يتوقع من حكومات صديقة أن تكون على مستوى أرقى. ويتوقع من الحلفاء، على الأقل، ألاّ يورطوا الولايات المتحدة في جرائم بشعة.
أسباب ذلك عرضة للنقاش. والتفاصيل المرعبة للجريمة جزء من هذا النقاش. لكن جريمة قتل الخاشقجي تتعلق أيضاً بتوجهات دولية واسعة النطاق من العداء لليبرالية وملاحقة صحافيين من أنصار الحقيقة. المسألة ليست أن "محمد بن سلمان يُسكت منتقداً للسعودية"، لا أكثر.
حقيقة أن ولي العهد السعودي لم يفهم هذا الواقع أو لم يكن قادراً على تقديره، وحقيقة أنه اعتقد أنه قادر على فعل ذلك من دون تحمّل النتائج، ولم يكن هناك مستشار ينصحه، أو قادر على لجم اندفاعه، يطرح تساؤلات مهمة تتعلق برجاحة رأيه ومصداقيته، وتقدم إجابات حاسمة تتعلق بأخلاقياته.
بالنسبة إلى إسرائيل ربما تشير هذه القضية القذرة إلى أنه لا يمكن الاعتماد على مرساة الشرق الأوسط الجديد الذي تحاول إسرائيل الدفع به قدماً، أي ائتلاف إسرائيلي - سني، تحت مظلة أميركية، يلجم إيران والجهاديين السنة.
يتعين على إسرائيل أن تكون حذرة في تخطيط خطواتها. لا شك في أن الولايات المتحدة سترد على قتل الخاشقجي، حتى لو عارضت إدارة ترامب ذلك. لن يؤدي الرد إلى تفكك مطلق للحلف الأميركي – السعودي، لكن الاشمئزاز الذي يشعر به الجمهور والكونغرس سيكون لهما ثمن.
لإسرائيل مصلحة قوية في أن تبقى السعودية حليفة للولايات المتحدة. وذلك من أجل القيام بأفضل الاستعدادات لمواجهة إيران. ويجب أن تمتنع من التحول إلى لوبي لمحمد بن سلمان في واشنطن. التنسيق بين إسرائيل وشركائها في المنطقة لا يزال مطلوباً ومرغوباً فيه. وهذه واقعية سياسية بسيطة. لكن ثمة خطر جديد لأن تتضرر صورتها بسبب العلاقة القريبة من السعودية.
ليس سهلاً على إسرائيل التحرك عندما ينقسم واضعو السياسة الخارجية في الإدارة الأميركية بين معسكر معاد لإيران ومعسكر معاد للسعودية. يجب على الولايات المتحدة أن تتصرف بصورة متساوية مع الوحشية التي تستخدمها إيران والسعودية تجاه مواطنيهما، وألاّ تسمح لجرائم محمد بن سلمان بأن تؤدي إلى تخفيف الضغط الذي تقوم به على إيران بسبب نشاطها المؤذي في المنطقة، لكن ثمة خطر بألاّ يحدث ذلك.
بالنسبة إلى الإسرائيليين من المحتمل أن يكون ذلك هو النتيجة الأكثر خطراً لقتل الخاشقجي. ولي العهد مهووس بإسكات منتقديه، ويسعى لذلك في ظل محاولة تشكيل إجماع دولي للضغط على إيران. الضرر كبير. قد يكون ترامب استثناء. لكن أي عضو كونغرس وأي زعيم أوروبي يقبل الجلوس والبحث مع محمد بن سلمان في موضوع إيران؟
هذا هو الدليل القاطع على العمى الاستراتيجي لمحمد بن سلمان، والضرر سيظل قائماً طالما بقي هو من يحكم المملكة.
كل صاروخ وكل طائرة ورقية حارقة تقرّب غزة من الدمار بدلاً من الازدهار
يكتب مساعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وممثله الخاص في المفاوضات الدولية، جيمس غرينبلات، في "يسرائيل هيوم" أن الإدارة الأميركية تعارض بشدة كل ما تمثله "حماس" لأنها تنظيم إرهابي يؤذي الأبرياء ويختبئ وراءهم. إلى جانب ذلك، وفي ضوء الكلام الذي قاله السنوار في المقابلة المنشورة في 5 تشرين الأول 2018، يبدو أنه يتفق مع مواقف الإدارة في عدة أمور: "يجب أن نمنح الأطفال الفلسطينيين أفضل الفرص كي يصبحوا أطباء أو يتعلموا المهنة التي يرغبون فيها، وأن نسمح لهم برؤية كيف يبدو العالم في الجانب الآخر".
نحن نتفق معه في الرغبة في رؤية اقتصاد مزدهر في غزة، يوفّر فرص عمل لجميع الذين يبحثون عن عمل. وندرك كلانا أن الحرب لن تؤدي إلى حياة أفضل للفلسطينيين في غزة؛ فعلياً، الحرب تؤدي إلى مزيد من المعاناة، والبؤس والخسائر للجميع. على الرغم من هذا الاتفاق في الرؤية فإن الإدارة لا تتفق أبداً مع "حماس" بشأن كل ما يتعلق بالطريقة التي تؤدي إلى تحسين حياة الفلسطينيين. لقد اختارت "حماس" الإرهاب، لأنها تعتبر العنف أداة لتحقيق الأهداف السياسية. لكن السيد السنوار قال أيضاً إن هذه الطريقة مصيرها الفشل. لن تنجح "حماس" قط في الانتصار على إسرائيل، وكل صاروخ وطائرة ورقية حارقة على صورة صليب معكوف، وكل نفق إرهابي، سيدفع بغزة إلى مزيد من الدمار وليس إلى الازدهار.
لقد فشل، أيضاً، التكتيك القديم المتمثل بالتهديد بالعنف بهدف الحصول على مساعدة دولية. كما قلنا المرة تلو المرة، الولايات المتحدة يهمها الفلسطينيون وتريد مساعدتهم، لكننا لن ندعم نظاماً يطلق الصواريخ على رياض الأطفال في إسرائيل. تهديدات "حماس" وسلوكها العنيف يجعلان المجتمع الدولي غير قادر على التخفيف من حدة الوضع الإنساني في قطاع غزة. إطلاق الصواريخ من غزة بالأمس، والذي أصاب منازل إسرائيلية وتسبب بإغلاق مدارس في بئر السبع، أعاد إلى الوراء الجهود الدولية لتحسين حياة الفلسطينيين في غزة.
يجب على "حماس" أن تدرك أنها أصبحت متخلفة. العالم المتحضر لا يقبل العنف والإرهاب كوسيلتين لمقاومة مشروعة. ويتعين على "حماس" شجب هذه التكتيكات والاعتراف بأنها لن تقدم إلى غزة المساعدة التي تحتاج إليها. "حماس" بحاجة إلى السلطة الفلسطينية، كي تعمل مع الدول المعنية بتقديم المساعدة، من أجل إقامة مؤسسات قوية وتقديم الخدمات للمدنيين. غزة بحاجة إلى تدخل العالم وتأييده، كي تشع الأضواء، وكي تكون هناك مياه صالحة للشرب، وهي تحتاج إلى أن تساعد الولايات المتحدة الفلسطينيين والإسرائيليين على إيجاد طريق لتحقيق سلام شامل وقابل للحياة.
إذا أرادت "حماس" أن تصبح غزة مثل سنغافورة أو دبي، كما يدّعي السنوار، فقد حان الوقت لأن تصبح أفعال الحركة تصب في هذا الهدف. ويجب على "حماس" أن تقبل التغيير وأن تتبنى القيم التي يتظاهر السنوار بأنه يؤمن بها: ديمقراطية، تعددية، تعاون، وحقوق إنسان، وحريات. هذه القيم ليست موجودة في غزة. ومن الواضح وضوح الشمس أن الفساد وقمع حرية التعبير لا ينسجمان مع هذه القيم بأي صورة من الصور. وهي لا تنسجم أيضاً مع اتفاق السلام الذي نحاول الدفع به قدماً. كيف تستطيع "حماس" مساعدة الشباب على تحقيق الإمكانات الكبيرة لديهم؟ السلام يقدم للشباب فرصة لتطوير قدراتهم. يدّعي السنوار، وهو محق، أن الوضع في غزة يقمع هذه القدرات.
منذ سيطرة "حماس" على الحكم يعاني الفلسطينيون صعوبات متزايدة ويتعاظم الفقر. لقد أوضحنا وآخرون في العالم لـ"حماس" أنها إذا كانت معنية بألاّ يُنظر إليها كتنظيم إرهابي مسلح، يجب عليها اتخاذ الخطوات التالية: التخلي عن الإرهاب، والاعتراف بإسرائيل، وقبول الاتفاقات السابقة معها. اظهروا للعالم أن "حماس" يهمها فعلاً الفلسطينيين، واسمحوا للسلطة بالعودة كي يصبح جميع الفلسطينيين موحدين تحت زعامة واحدة. وتعهدوا بالعمل بالوسائل السلمية لتحسين حياة الفلسطينيين.
على افتراض أن مقابلة السنوار هي ليست أكثر من حيلة تسويقية، وأن "حماس" فعلاً تريد تغييراً وسلاماً مع جيرانها، فإن خطة السلام التي تبلورها إدارة ترامب تقترح طريقاً للتغيير وتشكل أهم هدية يستطيع السنوار تقديمها إلى أولاده والأولاد الذين تدّعي "حماس" أنهم يهمونها. أمّا إذا كان كلام السنوار هو مجرد مؤامرة خرقاء للحصول على الاهتمام والتعاطف وتحويل الأنظار عن إخفاقات "حماس"، فإذاً لن يتغير أي شي. وستستمر "حماس" في قيادة غزة من جولة رهيبة إلى أُخرى.
غزة ليست سوى جزء من المشكلة
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت احرونوت" أن رون لاودر، 74 سنة، هو ملياردير أمريكي، رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، جامع قطع فنية هام، مالك سابق للقناة 10، صديق ومحسن لرؤساء ورؤساء وزراء. في أثناء ولايته الأولى، في نهاية التسعينيات، بعث به نتنياهو سرا إلى دمشق للتفاوض مع الأسد على اتفاق سلام يتضمن انسحابا إسرائيليا من كل هضبة الجولان. الاتفاق لم يتحقق، ولكن لاودر تورط مرتين: مرة مع نتنياهو، الذي تنكر بأثر رجعي لعرضه، ومرة أخرى، أخطر، مع القانون الأمريكي الذي يحظر على المواطنين الأمريكيين إجراء اتصالات سياسية من خلف ظهر الإدارة.
في بداية الأسبوع كان لاودر في عمان، عاصمة الأردن. التقى سرا بصائب عريقات المسؤول عن المفاوضات في السلطة الفلسطينية، ومع شخصيات فلسطينية أخرى رفيعة المستوى. بعد اللقاء تحدثت هاتفيا مع المساعد الشخصي للباودر، مع الناطق بلسانه، مع مساعدته الكبرى ومع مندوبة في إسرائيل. وأربعتهم أوضحوا لي، كل واحد بطريقته، بان لاودر لن يتحدث معي عن مضمون اللقاء أو اللقاءات التي أجراها في عمان. وإذا كنت فهمت الأمر على نحو صحيح، فان الحساسية تنبع من مكانته كمواطن أمريكي: فهو لا يسارع إلى التورط مرة أخرى. وطار مباشرة من عمان إلى نيويورك: هذه المرة تجاوز القدس.
عدت واتصلت بصائب عريقات في عمان. لم يرد. أول أمس، يوم الأربعاء، كان يفترض بأبو مازن أن يسافر إلى الأردن. وعريقات كان ينتظره هناك.
يقاطع أبو مازن ادارة ترامب وجارد كوشنير وجيسون غرينبلات، مبعوثي ترامب إلى الشرق الأوسط. منذ قرار الاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل، ونقل عنوان السفارة إلى القدس، يشجب أبو مازن ترامب ومبعوثيه بلغة فظة. فقد وصف ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي في إسرائيل بـ “ابن الكلب”. تساوي هذه الشتيمة كل شيء. أما الأمريكيون فيعرفونها بصيغتها الأنثوية: Son of a Bitch .

تفيد مصادر دبلوماسية أن هناك بوادر ندم في رام الله. فأبو مازن يفهم بانه بقي وحيدا، دون سند خارجي.  فقد اعتمدت الحركة الوطنية الفلسطينية منذ ولادتها على مصدر خارجي يرعاها: ولم تكن مختلفة عن الحركة الصهيونية في ذلك. وأدى دور السيد بشكل عام المصريون. ولكن مصر السيسي لا تتجند لقضية السلطة. في حرب الوجود بين فتح وحماس أخذت لنفسها مكانة الوسيط. أما الدول الأخرى فمنشغلة في الصراع ضد إيران، الذي يقربها من ترامب وإسرائيل أو في قضاياها الداخلية. حماس في غزة، تحظى بالدعم من قطر وإيران. فماذا يتبقى لأبو مازن؟ الأردن. هذا لا يكفي.
منذ التسعينيات والفلسطينيون مقتنعون بان إسرائيل تسعى إلى تقطيع أوصال المناطق. ليس الفصل بين الضفة وغزة فقط، بل الفصل بين محافظة وأخرى في الضفة. وهم يرون المستوطنات التي تتسع في قلب الضفة وتقطعها عرضا – القاطع الشمالي، قاطع الوسط وقاطع الجنوب. ويستنتجون بان هذه ليست مجرد امنيه لليمين الاستيطاني – بل حقائق على الأرض. وإذا لم يفعلوا شيئا الآن، سيفوت الأوان.
ناهيك عن أنه حسب الشائعات التي وصلت إليهم من واشنطن، فان خطة السلام الأمريكية أو ما يسميه ترامب “صفقة القرن” تتحدث عن القدس كعاصمة الدولتين. ليس أبو ديس، ولا العيزرية، ولا رام الله – بل القدس. هذا ما ألمح به ترامب حين قال بعد أن نقل السفارة إلى القدس، حان وقت إسرائيل لتقديم تنازلات. يحتمل أن يتبين بأن رهان أبو مازن على ترامب، رهان يصفع به الشارع الفلسطيني وجهه كل يوم، هو في نهاية المطاف الرهان الصحيح. فترامب وحده، بطريقه المتذبذبة – يوم يهدد وفي الغداة يعانق – وحده ترامب يستطيع. اسألوا كينغ يونغ أون، اسألوا اردوغان.
هنا يدخل إلى الصورة صديقنا رون لاودر. يهودي أمريكي محترم، ابن بيت في البيت الأبيض، هو الرجل السليم لنقل الرسالة. في السنة الماضية، حين كان أبو مازن لا يزال ضيفا مرغوبا فيه في واشنطن، أجرى لاودر استقبالا على شرفه. وحسب التقارير في ذاك الوقت فان نتنياهو غضب. الإعلام الإسرائيلي وصف ولا يزال يصف أبو مازن كعدو مرير، لاسامي، ناكر للكارثة، إرهابي سياسي. وهذا لا يستوي مع استقبال فاخر يجريه رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، ولا مع اللقاء السري مع مبعوثي أبو مازن في عمان.
ليبرمان المتجدد
انعقد المجلس الوزاري السياسي – الأمني، مساء أول أمس ليقرر ما يعمله في غزة. تأجلت الجلسة إلى الثامنة والنصف مساء كي لا يسمح للوزراء بإطلاق التسريبات إلى أخبار التلفزيون. تجري مثل هذه المداولات بشكل عام بعد أن يكون رئيس الأركان قد بلور تقويما للوضع مع وزير الدفاع، الذي يجلب خطة العمل للمداولات مع رئيس الوزراء، ويعرض الثلاثة جبهة موحدة في المجلس الوزاري السياسي – الأمني. أما الخلافات بينهما، إذا كانت هناك خلافات، فتحسم قبل عقد المجلس الوزاري السياسي – الأمني.
هذا لم يحدث هذه المرة. فليبرمان والجيش جلبا إلى المجلس الوزاري السياسي – الأمني توصيات متضاربة. ليبرمان اقترح الشروع في حملة واسعة في غزة، بما في ذلك توغل بري، حملة تؤدي، حسب زعمه، إلى هدوء لخمس سنوات على الأقل. كان هذا ليبرمان المتجدد؛ إن شئتم، صيغة محسنة من ليبرمان القديم، ذاك الذي وعد بتصفية سماعيل هنية بعد 48 ساعة من تعيينه وزيرا للأمن. لثلاث سنوات ساند ليبرمان الجيش الإسرائيلي وصد النقد لمن يسارعون إلى المعركة من اليمين، ولا سيما بينت وعصبته في وسائل الإعلام. ولكن موسم الانتخابات بات هنا، وليبرمان يكافح في سبيل حياته السياسية. قاعدته تناديه.
لقد وقف الجيش الإسرائيلي في مواجهة وزير الأمن. يمكن التعايش مع الوضع الحالي، هذا ما سمعه الوزراء في تقويم الوضع العسكري. أما البدائل فأكثر خطورة.
قال لي أحد الوزراء بعد ذلك إن "الجيش الإسرائيلي يعرض دوما إمكانيتين: إما عرض اقتراحه أو انهار من الدم. واحد لا يريد سفك انهار من الدم، وبالتأكيد ليست انهار دم الإسرائيليين، وهكذا ينتصر الجيش الإسرائيلي".
سعى بعض الوزراء إلى موقف وسط: لا حملة عسكرية واسعة، بروح ليبرمان: نعم لتغيير قواعد اللعب التي تقررت على الجدار. وزير الإسكان، غلانط، قائد المنطقة الجنوبية سابقا، صاغ القرار بتعابير تكتيكية. إذا استمر إطلاق البالونات، سيتعين على الجيش الإسرائيلي الارتقاء درجة. الهدوء يستجاب بالهدوء، والجيش الإسرائيلي لن يعمل متجاوزا الفاصل الأمني، إذا ما حوفظ على الهدوء، ويتم إعطاء بوادر طيبة إنسانية مثل توسيع مجال الصيد وإدخال الوقود إلى القطاع.
بعد كل الخطابات الحماسية عن إسقاط، سحق وتصفية حماس – عاد الوزراء إلى نقطة المنطلق: إذا احتلت إسرائيل غزة فإنها ستعود بالغداة إلى الحدود الدولية والى ذات المشاكل الأمنية. لا منفعة من الاحتلال. وكانت النتيجة التي توصلوا إليها هي نوع من الإنذار: إذا حاولت الجماهير بعد ظهر اليوم (الجمعة) مرة أخرى اقتحام الجدار، إذا أطلقت البالونات ووضعت العبوات، لن يكون مفر من السير خطوة واحدة إلى الأمام نحو الحرب. العنوان هو حماس، ولكن الإنذار هو لأنفسنا نحن أيضا.
مشكلتكم
"انسوا الهدنة، انسوا التهدئة"، قال نيكولاي ملدانوف، مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط للإسرائيليين. "في أفضل الأحوال ستحصلون على هدوء لزمن قصير، قد يتطور إلى تهدئة لزمن أطول قليلا".
ملدانوف، سياسي بلغاري متقاعد، ألغى سفره إلى غزة. رئيس المخابرات المصري تصرف مثله. خطواتهما منسقة. كلاهما فضلا الانتظار لرؤية ما تقرره إسرائيل وكيف ترد حماس. لم يرغبا في أن يعلقا في غزة تحت النار.
واصل ملدانوف القول إن "الوضع الإنساني في غزة خطير للغاية. لم يعد الحديث عن توريد الكهرباء من إسرائيل بل عن الوقود التي تنقص المولدات. يوجد نقص خطير في الأدوية. على إسرائيل أن تجد السبيل للسماح للسكان برفع الرأس. هكذا فقط يكون احتمال أن يتمرد السكان على حماس؛ هكذا فقط يكون احتمال لإبعاد الجمهور عن الجدار.

"غزة هي مشكلة إسرائيل، ومشكلة إسرائيل وحدها. فهي لا تعني العالم. المصريون مشاركون، ولكن مشاركتهم محدودة. وهي تنبع من رغبة في تحقيق تأييد إسرائيل أو تأييد الفلسطينيين. فهم يريدون فقط إثارة انطباع الأمريكيين.
"أنتم تعتقدون بان الوضع اليائس في غزة قد يدفع الجمهور نحو الحدود المصرية: فيصبحون مشكلة المصريين. ولكنكم مخطئون: المصريون سيطلقون النار عليهم ولن يهم هذا أحدا".

التعليـــقات