رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 29 تموز 2018

الأحد | 29/07/2018 - 10:26 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 29 تموز 2018

زهير بهلول يستقيل من الكنيست احتجاجا على قانون القومية

تكتب "هآرتس" أن عضو الكنيست زهير بهلول (المعسكر الصهيوني) أعلن، أمس السبت، عن استقالته من الكنيست احتجاجًا على سن قانون القومية، الذي تمت المصادقة عليه الأسبوع الماضي، وأنه انضم إلى الاحتجاج المتنامي ضد القانون وأضراره على العرب في إسرائيل. وفي الوقت نفسه، وقع المئات من الفنانين عريضة ضد القانون وطالبوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإلغائه، وتظاهر مئات الأشخاص ضد القانون في ساحة "هبيما" في تل أبيب.
ولم يفاجأ حزب العمل باستقالة بهلول، الذي يعتبر عضوًا في الكنيست من دون قوة سياسية، وهدد بالاستقالة عدة مرات، وكان بهلول على خلاف مع رئيس حزبه آفي غباي، الذي أعلن المقربون منه، سابقًا، أن عضو الكنيست بهلول "لن يكون في الكنيست القادمة."
وجاء إعلان بهلول عن استقالته في برنامج "واجه الصحافة" مع الصحفية رينا ماتسلياح. وقال "إن الحكومة تخضع الكنيست لنزواتها"، مضيفا أن "الكنيست أصبح ختما مطاطيا لتشريعات الإقصاء والعنصرية، ومن الأفضل أن أهرب ما دامت هذه السفينة تغرق. لن أنافس على عضوية الكنيست، سأبتعد عنها كما أبتعد عن لهيب النار".
بالإضافة إلى ذلك، انتقد بهلول الكنيست على حسابه في فيسبوك مساء أمس. وكتب أن "الدورة الأخيرة للكنيست تمثل ذروة الاتجاه المناهض للديمقراطية بقيادة نتنياهو وحكومته المتطرفة التي تسعى لتدمير كل أثر للديمقراطية والمساواة لأقلياتها. الشعور بالانكسار أمام سن قانون القومية، الذي يرسخ لأول مرة، رسميا، اعتبار المواطنين العرب كمواطنين من الدرجة الثانية، لا يمكن لئمه". كما كتب بهلول أن " قانون القومية يعتبر خيانة للعرب الذين يشكلون 20٪ من مواطني الدولة، وجسد تنكرا من قبل الحكومة للقيم التي استندت إليها الدولة، كما هو مذكور في إعلان الاستقلال".
يشار إلى أنه منذ انتخاب آفي غباي لرئاسة حزب العمل، حدثت عدة مواجهات بينه وبين بهلول، وفي أكتوبر الماضي، أعلن مقربون من غباي أنه "ضاق ذرعا بالتطرف"، بعد أن أعلن بهلول عن مقاطعة احتفال الكنيست بالذكرى المئوية لوعد بلفور. كما كان بهلول عضو الكنيست الوحيد في حزب العمل الذي انتقد تصريحات غباي في أكتوبر الماضي، بأنه لا توجد حاجة لإخلاء المستوطنات ضمن اتفاق سياسي. وقال بهلول في ذلك الوقت "أنا مندهش من تصريح الشخص الذي انتخب ليكون قائدا لمعسكر السلام"، واتهم رئيس الحزب بمحاولة تحويل حزب العمل إلى "حزب ليكود ب". ووقف العديد من أعضاء حزب العمل خلف غباي في المواجهة بين الاثنين.
ووفقاً لمسؤولين بارزين في حزب العمل، فإن بهلول لم يستقل حتى الآن لأنه كان يأمل في أن ينقسم المعسكر الصهيوني وأن يبقى عضو كنيست مع الجناح اليساري. وبعد انتخاب النائب يتسحاق هرتسوغ لرئاسة الوكالة اليهودية، قرر غباي تعيين رئيسة حزب الحركة، الشريك في ائتلاف المعسكر الصهيوني، رئيسة للمعارضة البرلمانية، الأمر الذي يعني مواصلة الشراكة بين الحزبين في الانتخابات القادمة. وترك هذا التطور النائب بهلول بدون بدائل سياسية. وأعلن بهلول أن استقالته ستدخل حيز التنفيذ في نهاية عطلة الكنيست، وسيحل محله موشيه مزراحي، النائب السابق عن حزب العمل.
وأثار إعلان بهلول ردود فعل في النظام السياسي. وكتب رئيس حزب العمل غباي على تويتر أنه "يحترم قرار عضو الكنيست بهلول، وسنحرص في الانتخابات القادمة على تمثيل للسكان العرب." وأضافت رئيسة المعارضة تسيبي ليفني (المعسكر الصهيوني): "يؤسفني إعلان زهير بهلول، لا سيما في هذه الأيام التي يمس فيها استبداد الأغلبية والقومية المتطرفة بمجتمعات وأقليات في المجتمع. حان الوقت لتكثيف قوى جميع الذين يؤمنون بدولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية والمساوية للجميع".
وقالت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش (المعسكر الصهيوني): "على الرغم من أن الذي سيدخل الكنيست بدلا من بهلول هو موشيه مزراحي، الشخص الأكثر جدارة والصديق الشخصي، فإن استقالة زهير، الرجل الرفيع المستوى، المعتدل والمندمج في المجتمع الإسرائيلي كله، هي أمر مؤسف جدًا ومشؤوم للغاية. حقيقة أن عربيًا إسرائيليًا لم يعد قادرًا على البقاء في الكنيست هو أحد ثمار الكثير من الثمار الفجة لقانون القومية العنصري الذي يدمر المجتمع الإسرائيلي".
وقال حزب العمل في بيانه: "نأسف لسماع قرار عضو الكنيست زهير بهلول. قانون القومية هو ركلة في رأس أكثر من خمس سكان إسرائيل، التي هي دولة يهودية معهم أو بدونهم. عندما نعود إلى السلطة، سنقوم بتعديل هذا القانون أيضا، وسنضيف ما يفترض أن يكون واضحًا، كلمة المساواة".
وكتبت رئيسة حزب ميرتس، تمار زاندبرغ على تويتر: "إن الاستقالة المؤسفة لزهير بهلول هي شهادة أخرى على التمزق الفظيع الذي خلقته الحكومة الإسرائيلية بين مواطنيها اليهود والعرب، وعلى الإهانة التي ينطوي عليها هذا القانون غير الضروري. لقد رأينا كيف تسبب له حتى آفي غباي وحزب العمل بالشعور بعدم الرضا وأدعو بهلول للانضمام إلينا والنضال معنا ضد قوى الظلام".
وانتقد بعض المعلقين حزب العمل. وقال النائب عيساوي فريج (ميرتس) إن الحزب "لم يحاول أبدا خلق شراكة يهودية عربية حقيقية، بل بحث عن "عرب أخيار" يتنازلون عن قوميتهم مقابل الحصول على مقعد في الكنيست. على مدى 3.5 سنوات اعتقد زهير بهلول أنه يستطيع تغيير ذلك، لكنه أدرك في النهاية أنه سيكون دائماً غريبا في حزبه. الحزب الذي أعلن رئيسه أنه سيعمل على إقصائه من القائمة فقط لأنه رفض المشاركة في احتفالات الذكرى المئوية لصدور وعد بلفور. كشخص عمل طوال حياته من أجل الشراكة اليهودية العربية واندماج المواطنين العرب في المجتمع الإسرائيلي، فإن مكان بهلول هو معنا في ميرتس، الحزب الوحيد الذي يعزز الشراكة الحقيقية والدمج".
وانضمت النائب عايدة توما – سليمان (القائمة المشتركة) إلى الانتقاد وكتبت: "زهير، اعترف بأنك أخطأت في اختيار بيتك السياسي، المعسكر الصهيوني تنكر لحقوق المواطنين العرب في المفارق المهمة. نحن دخلنا إلى الكنيست بعيون مفتوحة وبتفهم عميق وقناعة بأن الكنيست ليس الساحة الوحيدة للنضال ضد التمييز والعنصرية، وإنما حلبة أخرى مهمة لكبح الفاشية المتفشية. صحيح أننا لا ننجح دائما في صد الثور الجامح، لكنه من المهم عرقلته، استنزافه، وإغراقه بالحواجز. ولكن من أجل القيام بذلك، يجب أن تكون هناك معارضة حقيقية، مقاتلة ولا تشكل ورقة التين لاستبداد الائتلاف. المعارضة التي تعمل كجوقة خلفية لليمين المتطرف الذي يجلس في الائتلاف، لا يمكنها أن تعلن بأنها اليسار ولا حتى اليسار – الوسط".
من ناحية أخرى، قال رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينت، رداً على الاستقالة: "هناك هجوم غير مبرر على قانون القومية، والذي يتضمن الآن استقالة زهير بهلول، الذي قال إن هويته الفلسطينية أقوى من الهوية الإسرائيلية. الكنيست لن تبكي على هذا. فليستقيل".
في الوقت نفسه، نشر مئات من الفنانين عريضة، مساء أمس، تطالب نتنياهو بإلغاء قانون القومية والتمييز ضد المثليين في قانون الأرحام. وكتب المبدعون، ومن بينهم ديفيد غروسمان، وعاموس عوز، وأشكول نيفو، وسمدار شير، وعدنا مازيا، وهيلل ميتيلبونكت: "هناك جرائم تخص المحكمة. لكن هناك خطايا تمس بجوهر وجود الشعب اليهودي ووطنه، وهي مسائل تخص المثقفين ومحكمة التاريخ".
وكتب المثقفون لنتنياهو: "هذان القانونان يستثنيان من المجتمع الإسرائيلي العرب والمسيحيين والمسلمين والدروز والشركس والبدو، وينتهكان حق الأبوة في زواج أبناء مجتمع المثليين. إنهما ينضمان إلى قائمة طويلة من الخطوات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية بقيادتكم، وألحقت الضرر بقطاعات أخرى من المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك اليهود الإصلاحيين والمحافظين والمرضى والمسنين والناجين من المحرقة والمعاقين والأمهات الأحاديات الوالدين والمهاجرين الإثيوبيين وغيرهم.
اعتقال إيطاليان وفلسطيني رسموا صورة عهد التميمي على الجدار الفاصل
كتبت "هآرتس" أن شرطة حرس الحدود اعتقلت إيطاليين وفلسطيني قرب الجدار الفاصل في منطقة بيت لحم، مساء السبت، أثناء قيامهم برسم صورة لعهد التميمي، التي يتوقع اطلاق سراحه اليوم من السجن بعد قضاء مدة حكمها بسبب مهاجمة جندي.
ووفقا لشرطة حرس الحدود، "بدا الثلاثة ملثمين ورسموا على الحائط بشكل غير قانوني. وعندما حاول رجال شرطة الحدود اعتقالهم، حاولوا الفرار بسياراتهم، التي أوقفها المقاتلون". وقالت شرطة الحدود إن اعتقال الثلاثة لا علاقة له برسم التميمي، وأن الثلاثة مشبوهين بالحاق الضرر بالسور الأمني.
وأُفيد أيضا أن شرطة الحدود "تنظر بخطورة شديدة إلى كل محاولة لإلحاق الضرر بالجدار وتدميره، بدء من الرسم عليه وانتهاء بالأضرار المادية والملموسة. سنعمل بالقدر اللازم لاعتقال المجرمين وتقديمهم للعدالة".
آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الطفل الذي قتله الجيش على حدود غزة
تكتب صحيفة "هآرتس" أن آلاف الأشخاص شاركوا، أمس السبت، بتشييع جثمان الطفل مجدي السطري، 12 عاماً، في رفح، والذي قُتل بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرات يوم الجمعة قرب السياج. ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقد أصيب السطري برصاصة في رأسه، بينما قال أصدقاؤه إنهم تعرضوا للنيران عندما اقتربوا من السياج. وأضافت السلطات في غزة أنه قُتل برصاص الجيش، أيضا، راضي أبو مصطفى، البالغ من العمر 43 عاماً، وأصيب معمر فتحي الهامس، البالغ من العمر 17 عاماً، والذي توفي أمس متأثرا بجراحه.
وقالت والدة السطري، وهي من سكان مخيم الشابورة للاجئين في رفح، إنها طلبت من ابنها ألا يذهب إلى المظاهرة لأنها خشيت على حياته. وقالت "عرفت أن الإسرائيليين لا يميزون ويطلقون النار على الأطفال". وقالت الأم إن ابنها كان يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم وكان يستعد للصف السادس في مدرسة تابعة للأونروا.
وكان السطري قد شارك، قبل عدة أسابيع، في مسرحية، لعب فيها دور طفل يشارك في التظاهرات قرب السياج، وعندما يقترب من السياج وهو يرفع علم فلسطين يطلق الجنود النار عليه ويموت، فيحمله رفاقه ويخرجونه من المكان.
الجيش يقص غزة بعد اندلاع حرائق في غلاف غزة بسبب البالونات المشتعلة
تكتب صحيفة "هآرتس" أن دبابة إسرائيلية أطلقت النار، أمس السبت، على عدة فلسطينيين إلى الشرق من مخيم البريج للاجئين، في مركز قطاع غزة.
وجاء ذلك بعد اندلاع ست حرائق بسبب البالونات المشتعلة في منطقة غلاف غزة. وحسب سلطة المطافئ فقد اندلعت الحرائق في مناطق نير عام، مفلاسيم وجابيم وتكوماه، لكنها لم تهدد البلدات.
ماحش أوصت بإغلاق الملف ضد أفراد الشرطة الضالعين في الاعتداء على النائب عودة في أم الحيران
كتبت "هآرتس" أن قسم التحقيق مع أفراد الشرطة (ماحش) أوصى بإغلاق الملفات ضد المتورطين في الهجوم على رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، وتوصي بإجراء محاكمة تأديبية لاثنين من رجال الشرطة، بشبهة تشويش التحقيق. ويشمل ذلك الضابط الذي شرح لأفراد الشرطة كيف يتصرفون أثناء التحقيقات معهم. وتم تقديم التوصيات إلى المدعي العام للدولة، شاي نيتسان، قبل بضعة أشهر، لكنه لم يحسم الأمر بعد.
ووقعت المواجهة بين الشرطة وعودة في أم الحيران في كانون الثاني 2017، في أعقاب الحادث الذي قُتل فيه ضابط الشرطة إيرز ليفي ويعقوب أبو القيان. وقد حاول عودة وعدة أشخاص آخرين الوصول إلى مكان الحادث، الذي تم تعريفه على أنه عملية دهس متعمدة، وقام رجال الشرطة باعتراضهم. وفي شريط فيديو التقطه أحد صحافيي الجزيرة، يظهر أحد أفراد الشرطة وهو يرش الغاز على وجه عودة من مسافة قريبة. وبحسب عودة، قامت الشرطة بإطلاق عيارات إسفنج على المجموعة، فأصابت إحداها رأسه. وعانى عودة من النزيف واحتاج للعلاج في المستشفى.
وقال مصدر في جهاز تطبيق القانون لصحيفة "هآرتس" إن التحقيق في الحادث تميز بالتلكؤ. فقد تم استجواب رجال الشرطة المتورطين في إطلاق العيارات الإسفنجية بعد خمسة أشهر فقط من الحادث، واستجوبت الشرطة الضالعين في رش الغاز بعد خمسة أشهر أخرى. وقد استجوبت ماحش أكثر من عشرة من رجال الشرطة.
مقالات
ثمانية أشهر لم تحطم معنويات التميمي
تكتب المحامية غابي لاسكي، التي ترافعت عن عهد التميمي، في صحيفة "هآرتس"، أنه سيتم الإفراج عن عهد التميمي اليوم، بعد قضاء ثمانية أشهر في السجن، كأسيرة سياسية. ظاهرا، فإن الحكم المفرط بالسجن الذي فرض عليها، هو نتيجة مباشرة لجرأتها على مقاومة غزو الجنود لمنزلها. ولكن بعد أن تشرفت بتمثيل التميمي في جميع الإجراءات أمام المحكمة العسكرية، من الواضح لي أنه لا توجد صلة بين الصفعة التي وجهتها للجندي والعقوبة التي فرضت عليها. فالحبس لثمانية أشهر، وكذلك الاعتقال الليلي، الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة، والتحقيق العدواني مع الفتاة القاصر، هي مجرد محاولة فاشلة أخرى لتحطيم معنويات فتاة تعارض نظام الاحتلال، ولمنع الفلسطينيين الآخرين من التصرف كما يريد أي شخص يعيش في ظل الاحتلال.
فور انتشار صدى الصفعة في جميع أنحاء العالم، عملت منظومة تطبيق الاحتلال على جباية الثمن من فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً بسبب مقاومتها. لم يكن بوسع المجتمع الإسرائيلي احتواء "انتهاك الشرف الوطني" الكامن في المقاومة، حيث دعا أعضاء كنيست ووزراء إلى جباية ثمن باهظ وحرضوا الجيش الإسرائيلي على مداهمة منزل التميمي واعتقالها في منتصف الليل.
وقامت كاميرات الجيش بتصوير الفتاة المكبلة وهي محاطة بجنود ملثمين، وهرعوا لتوزيع أشرطة الفيديو بكل فخر، كما لو كانت تصور عودة رهائن عنتيبه وليس اعتقال فتاة في قرية تبعد نصف ساعة عن العاصمة.
وتواصلت محاولات تحطيم معنويات التميمي حتى بعد الاعتقال. لقد استخدم محققو الشرطة والمخابرات العسكرية أساليب استجواب عدوانية مشكوك في قانونيتها، مثل التهديد باعتقال أقاربها، وبعضهم من الأطفال، والسلوك المزعج لأحد المحققين تجاهها. وأمام هؤلاء الرجال العنيفين الذين يسعون إلى ترويع أي شخص يجرؤ على مقاومة الاحتلال، وقفت فتاة شجاعة لم تستسلم للحظة.
لم تستطع السلطات الإسرائيلية تجاهل تحديد التميمي كبطل دولية، تتمتع بدعم واسع النطاق. وأمام الملصقات التي انتشرت في جميع أنحاء العالم، وفيض الدبلوماسيين والصحفيين الذين وصلوا لدعم التميمي أو لتغطية إجراءات المحاكمة، يبدو أن أحدهم تذكر للحظة الخجل الذي ضاع منذ فترة طويلة، وتقرر إجراء المحاكمة خلف أبواب مغلقة، بزعم أن "هذا يصب في مصلحة القاصر"، رغم معارضة الدفاع وعهد وعائلاتها للمحاكمة المغلقة.
لكن كل من اعتقد أنه سيحطم معنويات التميمي بواسطة العنف والتهديد والسجن المفرط، وجد أن كل هذا يجعلها أقوى. في المكان الذي حاولت فيه السلطات إخفاء الاحتلال وعواقبه، تمكنت عهد من تسليط الضوء على موبقاته. مع إطلاق سراحها، ستزور التميمي بالذات، قرية خان الأحمر - القرية البدوية التي سيتم هدمها. إن التضامن الذي ستظهره مع القرويين سيلفت انتباه الجمهور إلى الطرد الوحشي للسكان المحليين – الطرد الذي يشكل مثالا آخر على محاولة الحكومة الإسرائيلية منع أي إمكانية للتواصل الجغرافي في الضفة الغربية وتقريبنا من رؤية الفصل العنصري المؤسسي بين الأردن والبحر.
أعضاء الحكومة باتوا يعرفون في خفايا قلوبهم أنهم ارتكبوا خطأ عندما ضغطوا عليه لاعتقال عهد وسجنها. لم يتمكن المقاتلون المسلحون، ولا المحققين الجامحين، ولا النظام العسكري المتحيز من تحطيم معنوياتها.
الآن وقد تمكنت الفتاة الفلسطينية من تصوير موبقات الاحتلال مع اعتقالها وسجنها المتواصل، يجب على المعارضة الإسرائيلية العمل. يجب أن نذكر من على كل منبر الدرس الذي تعلمناه من قصة حياة عهد: لن تتمكن الطائرات الأميركية أو الغواصات الألمانية، أو اعتقال القاصرين الفلسطينيين، أو طرد العائلات من وقف مطلب ملايين الفلسطينيين بالاستقلال والحرية والحياة بكرامة.
إذا لم نستوعب هذا الآن، ولم ننبه الجمهور الإسرائيلي من الغيبوبة الأخلاقية التي يعيش فيها منذ 51 سنة، فسوف نواصل التدهور إلى واقع الفصل العنصري القاسي، الذي يرسل أطفالنا إلى المناطق لقمع اللواتي يقاومن نظام الاحتلال بأيد عارية.
التحديات التي ستواجه تسيبي ليفني
يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم"، أن قرار "المعسكر الصهيوني" تعيين تسيبي ليفني رئيسة للمعارضة لم يكن سهلاً على رئيس حزب العمل آفي غباي، بالذات بسبب شهرة ليفني وخبرتها. لكنه اتخذ القرار الصحيح لأنه اختار المرشحة الطبيعية والفضل لشغل لهذا المنصب، بعد استقالة هرتسوغ.
بالنسبة لليفني، هذا تحدٍ: في المرة الأخيرة التي شغلت فيها هذا المنصب، كانت زعيمة لحزب "كاديما"، وكانت تتمتع بمجال مناورة كبير. هذه المرة لديها "مُشغل" وحرية العمل محدودة. مفاهيمهما السياسية متشابهة، لكنها ليست متطابقة. بالنسبة لها، هذا هو الموضوع الرئيسي؛ بالنسبة له - إحدى القضايا الرئيسية فقط. يكمن هنا احتمال حدوث احتكاك، وسيتم اختبار الشراكة في قدرتهما على الاتفاق على اتجاه مشترك.
من الناحية القانونية، تكمن ميزة ليفني في أنه منذ اللحظة التي تم فيها تعيينها، يمكن لأغلبية أعضاء المعارضة فقط استبدالها، وسيكون لدى غباي نفسه نفوذ محدود للتدخل. من ناحية أخرى، سيكون غباي مرشحا لرئاسة الوزراء في الانتخابات المقبلة، وسيكون على ليفني الحذر من المس بكرامته.
في الماضي، بذلت ليفني جهوداً كبيرة لإقامة شراكة في معسكر اليسار - الوسط. وقد فشلت بذلك عشية الانتخابات للكنيست التاسعة عشرة، وعشية انتخابات الكنيست العشرين لعبت دورا مركزيا في تأسيس "المعسكر الصهيوني" وإنجازه الانتخابي. في دورها كرئيسة للمعارضة، سيكون من بين التحديات التي ستمثل أمامها، محاولة تأسيس ائتلاف يسار- وسط، يضم ميرتس والعمل والحركة. بوجود 29 عضوا في كتلة برلمانية مشتركة، لا تضر باستقلال الأحزاب، ستتمتع، تقريبا، بنفس القوة السياسية التي يتمتع بها الليكود، والتي يمكن لها - إذا أرادت مركباتها خوض انتخابات الكنيست الحادية والعشرين في قائمة واحدة.
لكن التحدي الأكبر سيكمن في قيادة المعارضة لخطة السلام الأمريكية إذا تم تقديمها. سيتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستدعم الاقتراح الذي يمكن لمعسكر السلام الصهيوني التعايش معه، أو رفضه، لأنه اقتراح لن يقترب من الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، ويهدف إلى عرض الفلسطينيين كأنهم ليسوا شركاء للسلام. هذا لن يكون بسيطا.

التعليـــقات