رئيس التحرير: طلعت علوي

بوتين محذرا واشنطن في قمة بريكس: الخلافات ستنسف الثقة بالعملة الأمريكية

الأحد | 29/07/2018 - 10:18 صباحاً
بوتين محذرا واشنطن في قمة بريكس: الخلافات ستنسف الثقة بالعملة الأمريكية

   


قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن روسيا تسعى إلى التقليل من المخاطر المرتبطة بالعقوبات من خلال التخلص من سندات الخزانة الأمريكية لكن دون "التخلي عن الدولار"، محذرا من أن الخلافات السياسية تضر بالثقة بالعملة الأمريكية.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي في جوهانسبرج على هامش قمة دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) "علينا تقليل المخاطر. نرى ما يحصل مع هذه العقوبات وهذه القيود غير المشروعة وندرك المخاطر ونحاول تقليلها"، وفقا لـ"الفرنسية".
وأضاف "لكن روسيا لن تتخلى مع ذلك عن الدولار".
وبحسب تقرير نشرته الأسبوع الماضي وزارة الخزانة الأمريكية لم تعد روسيا جزءا من ترتيب الدول التي لديها الحجم الأكبر من سندات الخزانة الأمريكية.


وقال بوتين "بشأن شركائنا الأمريكيين والقيود المفروضة خصوصا حول القواعد بالدولار إنه خطؤهم الاستراتيجي الأكبر لأن ذلك ينسف الثقة بالدولار".
وتابع "نستخدم أنظمة الدفع والعملات كحجج سياسية في الخلافات السياسية وفي رأيي أن هذا يضر بالدولار كعملة للاحتياطي العالمي".
وأشار إلى أنه في هذه الأجواء تقول العديد من الدول الآن إنه يجب إنشاء عملات جديدة للاحتياطي لجعل الاقتصاد العالمي أكثر استقرارا.
وأوضح أن الدولار "عملة احتياطي عالمية"، وأنه "يمكن لليورو أن يكون كذلك لكن بقدر أقل".
وفي أيار (مايو) الماضي، كان لموسكو سندات خزانة بقيمة 14.9 مليار دولار ولم تعد بالتالي مدرجة على قائمة الدول الـ33 التي لها أكبر حجم من هذه السندات ونشرتها وزارة العدل بحسب التقرير.
وفي نيسان (أبريل) الماضي، كانت الدولة الـ22 على هذه القائمة عندما كانت تملك سندات خزانة بقيمة 48.7 مليار دولار.
وندد قادة مجموعة بريكس - البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا - خلال قمة عقدوها في جوهانسبرج، بـ"التحديات غير المسبوقة" التي تهدد تعددية الأطراف، وذلك ردا على الحرب التجارية التي أطلقها الولايات المتحدة.


وفي بيان مشترك، أعرب الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج، والجنوب إفريقي سيريل رامافوسا، والبرازيلي ميشال تيمر، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "عن قلقهم بشأن آثار تدابير سياسة الاقتصاد الكلي التي اتُخذت في بعض الاقتصادات المتقدمة الرئيسية"، وفقا لـ"الفرنسية".
وحذروا من أن هذه الإجراءات "يمكن أن تسبب تقلبات اقتصادية ومالية في الاقتصادات الناشئة وقد يكون لها تأثير في آفاق نموها".
وأشاروا إلى أن النظام التجاري متعدد الأطراف يواجه تحديات غير مسبوقة، مسلطين الضوء على أهمية وجود اقتصاد عالمي مفتوح يسمح لكل الدول وجميع الشعوب بأن يتشاركوا فوائد العولمة.
كما دعت الدول الخمس في القمة التي اختتمت أمس، "جميع أعضاء منظمة التجارة العالمية إلى احترام قواعد هذه المنظمة والوفاء بالتزاماتهم في نظام تجاري متعدد الأطراف".


وهذا النداء موجه مباشرة إلى الولايات المتحدة التي اتخذت في الأشهر الأخيرة إجراءات تجارية معادية لكل من بكين وبروكسل وموسكو وغيرها.
وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشكل خاص رسوما جمركية على الفولاذ والألمنيوم تستهدف الصين بشكل أساسي، وهو يهدد الآن بفرض ضرائب صارمة على جميع الواردات الصينية.


وفي هذا الإطار، شدد الرئيسان الصيني والروسي الخميس على الحاجة إلى تحسين التعاون بين دول مجموعة بريكس.
ودعا الرئيس الصيني شي جينبينج البلدان الخمسة أعضاء المجموعة إلى "إطلاق إمكاناتها الهائلة للتعاون الاقتصادي".
وقال "من الضروري أن تعزز دول بريكس شراكتها الاستراتيجية" لجعل "العقد المقبل عقدا ذهبيا آخر".
وقد اتخذ نظيره الروسي فلاديمير بوتين موقفا مماثلا، معتبرا أن دول بريكس تؤدي "دورا فريدا في الاقتصاد العالمي".
وقال بوتين إن دول بريكس "تسهم بنسبة 42 في المائة من إجمالي الناتج العالمي، وهذه الحصة مستمرة في النمو".
وتابع " في عام 2017، ازدادت التجارة بين دول بريكس بنسبة 30 في المائة ونحن نعتزم تطوير هذه الشراكة بشكل أكبر".
أما بيان الجلسة الافتتاحية فقد شدد على أن "تصاعد الحمائية والأحادية يؤثر مباشرة في الأسواق الناشئة"، مؤكدا أن "التعاون الاقتصادي الوثيق لتحقيق الازدهار المشترك هو الهدف الرئيس والأولوية لمجموعة بريكس".

 

aleqt.com

 

من اختيار المحرر:

التعليـــقات