رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 18 نيسان 2018

الأربعاء | 18/04/2018 - 08:05 صباحاً
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 18 نيسان 2018

 

الآلاف يشاركون في مراسم الذكرى الإسرائيلية - الفلسطينية المشتركة
تكتب صحيفة "هآرتس" أن آلاف الإسرائيليين شاركوا في مراسم الذكرى الإسرائيلية - الفلسطينية في تل أبيب، الليلة الماضية، إلى جانب 90 فلسطينياً وصلوا من المناطق. وتظاهر خارج الحديقة التي أقيمت فيها المراسم عشرات الإسرائيليين ضد تنظيم هذه المراسم. وقام هؤلاء بشتم المشاركين وتمنوا لهم الموت، وهددوا بإيذائهم جسديًا عندما انتهت المراسم، كما قاموا بإحراق الأعلام الفلسطينية، أمام أعين قوات الشرطة الكبيرة التي تواجدت في المكان. وحسب المنظمين، فقد حضر المراسم حوالي 6000 شخص – وهو أكبر عدد يشارك منذ بدء تنظيم هذا الحدث قبل 13 عامًا.
وتحدث في المراسم الأديب العبري ديفيد غروسمان، الذي قتل ابنه في حرب لبنان الثانية، وقال: "في كل مرة يغريني فيها الغضب والكراهية، أشعر على الفور بأنني فقدت الاتصال الحي مع ابني. هناك شيء مختوم." وأضاف: "الحزن ليس معزولا فقط وإنما يربط ويُقوي. ها هم حتى الأعداء السابقين - الإسرائيليين والفلسطينيين - يمكنهم الارتباط معا من خلال حزنهم، وبالذات بسببه". واختتم غروسمان كلمته، قائلا: "لقد تم تأسيس إسرائيل حتى يتسنى للشعب اليهودي، الذي كاد لا يشعر أبدا بأنه في بيته، بالفوز ببيت في النهاية. والآن، بعد 70 عاما، ربما تكون إسرائيل القوية قلعة، ولكنه لم يقم البيت بعد. الطريق إلى حل التعقيدات الضخمة في العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، يمكن تلخيصه بصيغة قصيرة واحدة: إذا لم يملك الفلسطينيون بيتا، لن يكون للإسرائيليين أيضا، بيت". وقال غروسمان أيضا أنه سيقدم نصف مبلغ جائزة إسرائيل الأدبية التي سيتسلمها يوم غد، لمنتدى العائلات الثكلى الفلسطيني-الإسرائيلي" ولمنظمة "اليفليت"، التي تساعد أطفال اللاجئين.
وقال آدم ربيع، وهو فلسطيني من قرية تقع بين القدس ورام الله، ودخل إلى إسرائيل للمشاركة في المراسم، إن هذه هي المرة الثالثة التي يشارك فيها. وأضاف: "الألم هو نفس الألم، لا يهم إذا كنت يهوديا أو عربيا، أردت أن أكون مع أصدقائي من "مقاتلون من أجل السلام". لقد بدأنا 12 شخصا، والآن هناك الآلاف الذين يدعموننا، وأنا متأكد من أن التغيير يبدأ بالفرد - أنا وأنت والأصدقاء."
وقال محمد عودة من القدس، إنه يشارك في المراسم للمرة الحادية عشرة، مضيفا: "هذا العام أصعب لأننا نقول دائما إن السبيل الوحيد هو وقف العنف. ولكن عندما خرجوا للتظاهر في غزة بدون أسلحة قُتل العشرات. نحن نخسر لصالح التطرف."
ويشار إلى أن دخول الفلسطينيين للمشاركة في المراسم، تسنى بعد صدور قرار عن المحكمة العليا، صباح أمس، يأمر وزير الأمن بالسماح لـ90 فلسطينيا بالدخول من الضفة. وردا على ذلك هاجم ليبرمان المحكمة العليا، وكتب أن "المحكمة العليا ساوت، صباح اليوم (أمس)، بين الإرهاب والثكل، بين القتلى والقتلة. قرار المحكمة العليا يمس بأكثر يوم رسمي".
وصدر قرار المحكمة العليا في الالتماس العاجل الذي قدمه المنظمون ضد ليبرمان بعد قراره منع الفلسطينيين من الدخول، ووصفه للمراسم بأنها "ليست مراسم ذكرى وإنما تظاهرة سيئة الطعم وعديمة الحساسية، تمس بالعائلات الثكلى الغالية علينا أكثر من أي شيء".
وكتب القضاة في قرارهم: "وجدنا أن اعتبارات وزير الأمن افتقدت تماماً إلى الاعتبارات المتعلقة بمشاعر العائلات الثكلى التي ترغب في إقامة المراسم. قرار الوزير يعاني من خلل حقيقي وغير معقول إلى الحد الذي يبرر تدخلنا". ووفقا للقضاة "إن الاعتبارات الواسعة التي تُمنح لوزير الأمن في كل الأمور المتعلقة بمنح تصاريح الدخول لإسرائيل لا تعني أنها غير مقيدة".
ريفلين: "سندافع عن الجيش في مواجهة كل خلاف"
في المقابل، أقيمت المراسم الرسمية لذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي في ساحة حائط المبكى في القدس الشرقية. وقال الرئيس الإسرائيلي في كلمته، مخاطبا عائلات الجنود القتلى: " "لن نتوقف للحظة عن العمل من أجل الدولة التي حارب من أجلها أولادكم. وتكثيف الأيدي باسم التفاهم: نحن أخوة، ومرة أخرى، ومرة أخرى"، مضيفًا: "لم نقفز إلى الأنفاق كيسار ويمين. ولم نكمن في القبو كبلدات طرفية وبلدات زراعية، ولم نهجم على العدو ككيبوتسات وقرى ومدن. سنواصل ونبقى مجتمع يصد بدون خوف ولا رحمة كل عدو يعترض على حقنا بوطن في دولتنا، وفي الوقت نفسه لن نسمح لكل تمزق، استقطاب، تباعد وتنكر، بضرب جذور بيننا. إذن تذكر أن الجيش وقادته هم نحن، كلنا، ودافع عنه في مواجهة كل خلاف".
كما شدد رئيس الأركان غادي إيزنكوت على أهمية مكانة الجيش في المجتمع الإسرائيلي. وقال: "على مدى العقود السبعة الماضية، كانت مكانة الجيش الإسرائيلي كجيش شعب رسمي، بمثابة عنصر القوة الأكبر. القيم المشتركة لحب الوطن والصداقة المتبادلة وأخوة المقاتلين تتغلب على كل فجوة، حتى في أصعب الأوقات، يظل الجيش الإسرائيلي دعامة قوية تستمد قوتها من جميع من يخدمونها. ابن المدينة وابن الكيبوتس، العلماني والمتدين، البدوي والدرزي واليهودي".
وأضاف أيزنكوت: "الآن أيضا، نعرف أن الطريق لم ينته بعد، أعداؤنا يسعون إلى ترسيخ قوتهم وراء الحدود، لتدمير نسيج الحياة الحساس والإضرار بسيادة الدولة. أمام كل تهديد – يقف جنودنا صامدين على جبهة القتال والتكنولوجيا، ونثبت معا أنه يقف على حدود البلاد جيش ضخم، جيش يتمتع بقدرات غير مسبوقة ويعمل من أجل تحقيق الأمن والازدهار".
وقبل ذلك، أقيمت في مؤسسة "ياد لبانيم" مراسم الذكرى بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس الكنيست يولي ادلشتين. وقال نتنياهو في كلمته: "بفضل من سقطوا، وبفضل من يكملون دربهم، نحن هنا، نحن الجزء الحيّ من الذين سقطوا، هم توقفوا ونحن نواصل مهمتهم. انهم معنا عندما نبني، وهم معنا عندما ننتج".
جريمة كراهية في الضفة: كتابة شعارات وثقب إطارات سيارات في قريتين فلسطينيتين
تكتب "هآرتس" أنه تم الليلة قبل الماضية، ثقب إطارات عدة سيارات وكتابة شعارات مسيئة على الجدران في قريتي "لُبن الشرقية" و"الساوية" في وسط الضفة الغربية، في منطقة مستوطنة "عيلي". ومن بين الشعارات التي كتبت على الجدران: "الطرد أو القتل" و "كفى للأوامر الإدارية." والمقصود الأوامر الإدارية التي يفرضها الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك على النشطاء اليمينيين المتطرفين في مستوطنات الضفة الغربية.
كما تم كتابة عبارة "تحية من.." مع اسم ناشط يميني معروف تمت إدانته مؤخراً في قضية عصابة نحليئيل السرية، والذين أُدين بالانتماء إلى منظمة إرهابية بسبب تورطه في تنظيم نفذ هجمات بطاقة الثمن والاعتداءات على الفلسطينيين.
وقال غسان دغلاس، الذي يتعقب نشاط المستوطنين في شمال الضفة الغربية، إن أكثر من 30 سيارة تضررت في كلتا القريتين. وقال "إن الشعارات والسلوك لا تترك أي شك - هذا نشاط بطاقة الثمن. نحن نلاحظ في الأسابيع الأخيرة أن هناك زيادة في مثل هذه الأحداث". ووفقا لدغلاس، فقد جرت محاولة للاعتداء على باب المسجد في لُبن الشرقية.
فرنسا تطالب إسرائيل بالسماح لمنتخبيها بدخول أراضيها والأراضي الفلسطينية
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية قالت، أمس الثلاثاء، أن بلادها طلبت من إسرائيل السماح للمسؤولين الفرنسيين المنتخبين بدخول أراضيها والأراضي الفلسطينية في إطار مهامهم. جاء ذلك بعد قرار وزير الداخلية أرييه درعي أمس الأول، منع رئيس بلدية مدينة جينفليه، باتريس ليكليرك، من دخول إسرائيل مع زوجته، عبر معبر اللنبي.
وسئلت الناطقة عن سبب منع دخول رئيس البلدية إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فقال: "يؤسفنا أنه تم منع رئيس بلدية جينفليه. زيارة السيد ليكليرك هي جزء من الإشراف على تنفيذ التعاون الدولي في الأراضي الفلسطينية". وأضافت: "إننا نطلب السماح للمسؤولين الفرنسيين المنتخبين بدخول الأراضي الإسرائيلية وكذلك الأراضي الفلسطينية أثناء أداء واجباتهم".
وكان درعي قد منع ليكليرك من الدخول إلى إسرائيل بناء على توصية وزير الشؤون الاستراتيجية، جلعاد إردان، الذي ادعى بأنه يدعم حركة BDS التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل. وقال الوزير درعي: "لن نسمح لأي شخص يعمل ضد إسرائيل بدخول إسرائيل من أجل العمل والتحريض ضد الدولة". ووفقاً للوزير أردان، "كل من يعمل لمقاطعة دولة إسرائيل لن يدخل هنا – خاصة عندما يتعلق الأمر بشخص يحمل منصباً رسمياً".
الجيش الإسرائيلي هاجم موقع رصد لحماس في غزة "ردا على إطلاق النار على الجنود"
كتبت "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي أعلن، مساء أمس الثلاثاء، أنه قصف بالمدفعية موقع رصد لحركة حماس في غزة، ردا على إطلاق النار على جنوده في منطقة السياج. ووفقا لبيان الجيش، فقد أطلق فلسطينيون النار على الجنود من المنطقة التي جرت فيها مسيرة العودة في الأسابيع الأخيرة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الهجوم الإسرائيلي لم يسفر عن إصابات.
إسرائيل ألغت مشاركة سلاحها الجوي في مناورات دولية بسبب التوتر في الشمال
تكتب "يسرائيل هيوم" أنه في ضوء التوتر المتزايد في الشمال، ألغت القوات الجوية مشاركة مقاتلات إسرائيلية من طراز F-15 في مناورات "العلم الأحمر" في ألاسكا، بالتعاون مع القوات الجوية الأمريكية. وكان من المفترض أن يتدرب سلاح الجو الإسرائيلي في هذه المناورة الفريدة على سيناريوهات القتال في حالة سقوط الثلوج والجليد والظروف الجوية القاسية. وهذه هي المرة الأولى التي كان يفترض أن يشارك فيها سلاح الجو الإسرائيلي في هذا التمرين.
وقال مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ردا على ذلك: "إن مشاركة سلاح الجو للمرة الأولى في مناورات العلم الأحمر في ألاسكا ستجري كما هو مخطط خلال شهر أيار. وفي ضوء تقييم الوضع في سلاح الجو، تقرر تعديل مشاركة الطائرات في التمرين".
في السياق، أعلن قائد في الجيش السوري، أمس، إن تشغيل أنظمة الدفاع الجوي في البلاد كان نتيجة هجوم إلكتروني من قبل إسرائيل والولايات المتحدة. ووفقا للقائد، الذي ظل مجهولا، فإن الهجوم استهدف نظام الرادار السوري. ووفقا للمصدر، فإن هذا التقدير يأتي بعد فحص الموضوع من قبل الخبراء الروس.
يشار إلى أنه في أعقاب تشغيل الأنظمة، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الأنظمة أطلقت صواريخ اعتراض على قاعدة الشعيرات الجوية بالقرب من حمص. ومع نشر التقارير، أوضح المتحدث باسم البنتاغون أنه لم يكن هناك أي نشاط عسكري أمريكي في المنطقة.
إجراء التجارب الأخيرة على طائرات F-35 ‬
تكتب "يسرائيل هيوم" أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى قبل أسبوع، آخر تجارب الطيران على طائرات F-35 ‬، والتي شملت فحص قدرتها على شحن ذخيرة خارجية مثل قنابل  JDAM، وصواريخ سيدفايندر موجهة. وخلال فترة التجربة قام الطاقم بفحص أعلى قدرات الطائرات على الطيران.
كشف المنظومة الجوية الإيرانية في سوريا
تكتب "يديعوت احرونوت" أنه في أعقاب تقييم أجراه الجيش الإسرائيلي، قرر الجهاز الأمني، أمس، كشف منظومة الطيران الإيرانية في قواعد سلاح الجو السوري، وانتشار القوات الإيرانية والطائرات التي تخدمها. كما تم الكشف عن استخدام الصواريخ التي احضرها معهم الإيرانيون إلى سوريا.
وفقا للجيش فقد بدأت المساعدات الإيرانية تصل إلى سوريا مع بداية الحرب ضد المتمردين، وكلما استمرت الحرب، كلما ازدادت المساعدات. وحسب الجيش فإنه يتم نقل الكثير من الأسلحة على أساس أنها مساعدات إنسانية.
ومنذ عام 2015، تجري بشكل دائم رحلات لسلاح الجوي الإيراني التي تنقل المعدات الحربية والطواقم إلى سوريا، بطائرات حربية تحت ستار الطائرات المدنية. وفي المقابل يتم إرسال طواقم لتفعيل الأسلحة الجوية المتطورة، خاصة الطائرات غير المأهولة.
وتركز إيران في سوريا على إنشاء قاعدة جوية راسخة تسمح لها بالعمل المباشر ضد إسرائيل. ويعرض الجيش الإسرائيلي، كمثال، حادث الطائرة التي تسللت إلى إسرائيل قبل شهرين والتي كانت مسلحة. وبالنسبة للجهاز الأمني الإسرائيلي فإن سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، هو الجهة التي قد تنفذ عمليات إيرانية وتزيد التوتر على الحدود الشمالية. 
مقالات
متى سيتحقق الاستقلال
تحت هذا العنوان تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرسمية، أن دولة إسرائيل ستحتفل بعيد ميلادها السبعين غدا. وباعتبارها بلدًا صغيرًا محاطًا بأعداء ونشأت من الرماد، وحقيقة كونها قوة عسكرية، تتمتع باقتصاد مستقر وازداد عدد سكانها عشرة أضعاف منذ تأسيسها، فإن هذا يعتبر سببا للاحتفال والفرح. لكن عيد الميلاد، أيضا، هو فرصة للفحص الذاتي وإجراء حساب مع النفس. يجب على إسرائيل القوية والمفتخرة أن تسأل نفسها إلى أين تتجه. هل إنجازات التكنولوجيا والزراعة وتحلية المياه والمجال الإلكتروني وجوائز نوبل وحسابات الناتج القومي المشجعةـ كافية لمحو خطيئة الاحتلال المتفشية في أعماق روحها؟
على مدى الخمسين سنة الماضية، سيطرت إسرائيل بالقوة العسكرية على ملايين الأشخاص المحرومين من الحقوق. وقد استولت على أراضيهم التي سلبتها من مالكيها، وأقامت مستوطنات بات يبلغ عدد سكانها مئات الآلاف من الأشخاص. وقامت بتسخير جميع أنظمة الدولة من أجل الحفاظ على هذا المشروع الكارثي.
منذ تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبشكل أكبر، بعد قراره نقل السفارة إلى القدس، يبدو أن القضية الفلسطينية سقطت عن جدول الأعمال. وأسهم في ذلك بشكل حاسم، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي رعى خلال سنوات حكمة الطويلة نهجا سياسيا عنيدا ومتصلبا من أجل تقويض الحلم الوطني الفلسطيني.
بينما تحتفل إسرائيل بعيد ميلادها السبعين، يتم النظر إليها في العالم كدولة ذات ماض مجيد، رهنت الحاضر لصالح كارثة الاحتلال. لقد تطورت الابنة العجيبة والديمقراطية لتصبح دولة ذات مؤهلات عالية - "دولة هايتك" – ولكنها، أيضا، ذات سمات مثيرة للاشمئزاز: منغلقة، تتظاهر بالبراءة، عدوانية، وفي الأساس رافضة.
احتفالات السبعين ستنتهي في غضون أيام قليلة، لكن ورم الاحتلال لا يبدو على وشك الاختفاء. بل يبدو أنه تحت غطاء مختلف الأصوات الخلفية التي تزين صفحات الصحف ونشرات الأخبار المتلفزة، يتم دفع كارثة الاحتلال إلى هامش الوعي الإسرائيلي، إلى حد يجعلها هي بنفسها تعتقد أنه تم حل المشكلة.
لكن هذا الوهم الخطير لا يمكن أن يخفي حقيقة أن ملايين الفلسطينيين يريدون تحرير أنفسهم من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة مستقلة. يستطيع نتنياهو وزملاؤه في الائتلاف تنفيذ سياستهم المدمرة كما يشاءون، لكنهم لا يستطيعون محو أحلام الشعوب الأخرى. الرغبة في الحرية وتقرير المصير لن تختفي، بل ستزداد وتتعمق.
يحق لإسرائيل الاحتفال بعيد ميلادها السبعين. كما يحق لها أن تفخر بالعديد من الإنجازات التي اكتسبتها خلال هذه السنوات. لكن لا يمكن الاحتفاء بالاستقلال الحقيقي إلا عندما تحتفل الجارة - دولة فلسطين - باستقلالها.
جئت لتخريب الاحتفال
يكتب النائب ايمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، في "هآرتس": يسألونني: لماذا أنت، كمواطن في دولة إسرائيل، لا تحتفل بيوم الاستقلال؟ هذا سؤال يتنكر لألمي. لا أستطيع مشاركتكم فرحكم. منذ شهور وأنتم تحتفلون في المؤتمرات، والمناسبات، والمراسم الرسمية - بينما أشارك فيها أنا وشعبي الفلسطيني فقط كأشباح من الماضي، يمنع ومخيف الحديث عنها.
لقد جئت لإزعاجكم، لأن الاحتفال السبعين لكم يصادف الذكرى السبعين لمأساتنا، وكلما أنكرتم النكبة، كلما عاشت أكثر وركلت الذاكرة والوعي، وأحيانًا كل يوم. كم تستثمرون في الطمس والنسيان: صحيح أن أنقاض القرى تختفي تدريجياً عن العين، وتم تغيير الأسماء إلى حد لا يمكن معرفتها، وحتى في الكنيست تم تمرير قانون يمنعنا من إحياء مأساتنا. لكن لا يوجد قانون ولا جرافة تستطيع أن تمحو وعي شعب بأكمله. ومن مثلكم يحب أن يعرف هذا.
قبل شهرين فقط، كنا جميعاً نشعر بالقلق بسبب قانون بولندي يهدف إلى إعادة كتابة وتكميم الجريمة الفظيعة في التاريخ. بدون تردد أو شروط مسبقة، خرجت ضده، انطلاقاً من قناعة عميقة بأن قرار الحكومة البولندية كان مخزياً وخطراً، وأن إنكار الهولوكوست يشرع أحلك اللحظات في تاريخ البشرية.
لم أتردد في القول إن الاعتراف بظلم الماضي هو فقط ضمان لقدسية الحياة في المستقبل. وهذا يمكن تعلمه من كلمات هتلر عندما أمر فرق الموت بغزو بولندا في أغسطس 1939 وقتل الرجال والنساء والأطفال. لقد وعد بأن جرائمهم لن تبقى في الذاكرة، لأن "من يتذكر اليوم الإبادة الجماعية للأرمن؟" لكننا نتذكر.
لم أطلب مقابلا، ولم اربط بين الكارثة والكارثة، ولكنني انتظرت لمعرفة ما إذا كنتم ستفهمون أن الأخلاق عالمية وغير قابلة للتجزئة، وأنني أتحدث عنكم وعنا. أنا أتحدث عن الشراكة، التي أؤمن بها على الرغم من كل شيء. يمكن أن يكون هناك مستقبل جيد لليهود والعرب، لكن لن يتم بناؤه دون الاعتراف بمظالم الماضي.
لا تقاس الأخلاق بالقضايا النظرية أو بألم شخص خاص به. يتم اختباره عندما يكون غير مريح ويتطلب الاعتراف والتكفير. يتم اختبار شرعية إسرائيل مقابل مأساة الشعب الفلسطيني. لكن الاعتراف ليس اختيارًا أخلاقيًا فقط - بل هو أيضًا خيار عملي في المصلحة الحقيقية لكلا الشعبين. إن النكبة لدينا تشبه ثقالة حديد مربوطة بسلسلة إلى أرجلكم. ويمكنكم الرقص حقا في عيد استقلالكم فقط عندما تتحررون منها.
هل يمكنكم، أيها المحتفلون، رؤية دمار شعب بأكمله، شعبي أنا؟ هل يمكنكم رؤية مئات القرى المهجرة المتواجدة في كل مكان تقريباً، والتفكير بمصير الأشخاص الذين كانوا يعيشون هناك حتى استقلالكم؟ هل تتذكرون، أيها الراقصون في حيفا، أننا كنا 70 ألف عربي في حيفا، وبقينا ألفين في ليلة فظيعة واحدة؟ ماذا يعني أنكم لا تعترفون بماضي "الآخر"، وتستغلون حزننا وغضبنا في هذا اليوم لزيادة التحريض علينا؟
لم تنته النكبة في عام 1948 وستستمر طالما استمر الاحتلال. سوف تستمر النكبة طالما هناك قرى غير معترف بها في النقب، طالما أن الحكومة تروج للقوانين التي تهدف إلى انتهاك حقوق المواطنين العرب، طالما كان هناك احتلال وتمييز، ولا يوجد سلام ولا مساواة.
قد يكون هناك من يعتبر أنه من الوقاحة طرح هذه الأمور بالذات عندما تحتفلون، كما لو كنت قد جئت لتخريب الحفل. ولكن من واجبي أن أذكر بما تحاولون طمسه، من أجل أطفالنا وأطفالكم، من أجل مستقبلنا جميعاً في هذا المكان. طالما أنكم ترفضون الاعتراف بالماضي والعمل لتصحيح الواقع الحالي، لن نكون قادرين على بناء مستقبل مشترك لليهود والعرب في هذه البلاد.
هدية صغيرة ليوم الميلاد السبعين
تحت هذا العنوان يكتب تسفي برئيل، أن إسرائيل تحتفل بعيد ميلادها السبعين كما لو أنها كانت مرشحة لتكون دولة، وتخشى بشكل عميق على وجودها، وليس فقط بسبب الأعداء الخارجيين، بعضهم حقيقيون وبعضهم وهميون. إنها تملك أكبر جيش في الشرق الأوسط وأفضل معلومات استخبارية في العالم (حسب ادعائها). وهي مقبولة في العالم كدولة مناسبة، متطورة، مزدهرة، ذات تقنية عالية، ولكنها مثل مركز تجاري فخم مليء بالمحلات الفاخرة، يحرسها أفضل الحراس، لكن المشترين يشعرون بالاستياء وخيبة الأمل والإحباط وخدعهم بشكل خاص.
وعدوهم بمركز ثقافي ومركز لتعزيز القيم ومجتمع جديد ومقابل مناسب للثمن الباهظ الذي دفعوه. وبدلا من ذلك، فإنهم يشاهدون بقلق كيف يتدحرج استثمارهم وأملهم بسرعة على المنحدر. أصبحت بلادهم دولة بالأسود والأبيض، شرقية وأشكنازية، ينقسم مواطنوها بين قوميين "وطنيين" وخونة وعرب.
أصبحت الخدمة العسكرية، التي كان من المفترض أن تكون بمثابة بوتقة انصهار، الاختبار الوحيد للمواطنة والانتماء. المحرقة، أي ضرورة منع تكرارها، حولت المجتمع الإسرائيلي إلى مجرد نصب تذكاري إنساني وليس أكثر. التشريعات الأصولية تهدد بإعادتها إلى أيام التوراة، المشناه والتلمود، وهويتها تمليها حفنة متأكدة من أن الله قد اختارها.
بعد 70 عاما، ما زالت إسرائيل مسجونة في قفص. قفص حقيقي. أسوار سميكة ومهددة تحاصرها من جميع الجهات. لكنه لم يتم بناء سياج واحد: ذلك الذي سيفصل بين دولة المستوطنات والدولة التي أنشئت باعتراف الأمم قبل 70 عاما.
لقد أصبحت هذه الدولة الجبلية بطاقة هوية إسرائيل. من دولة مستقلة قامت بتلويث ثقافتها وقوانينها حول مبشري ارض إسرائيل الكبرى، المجهولة، السبب الرئيسي للخطر على وجودها كدولة مدنية. الجهد الكبير، القاسي والشرير، لمنع دخول ملتمسي اللجوء السود، خشية تلوث هوية الدولة اليهودية، تجاهل الفساد والتشويه والظلم والانحراف الذي اجتاح البلاد من جهة الشرق.
السياسة الإسرائيلية مصممة وتصمم على إرضاء رغبات مواطني هذا البلد الأجنبي. تعتمد الهوية الوطنية لدولة إسرائيل على شهادة "حلال" يصدرها حاخامات الظلام، وبارونات العقارات غير القانونية والجناة العنصريين. الديمقراطية الإسرائيلية معيبة لأن المواطنين الذين يختارون العيش في إسرائيل لا يحددون أسسها. الجهاز القضائي أصبح ممسحة فقط لأنه لا يرضي سلطة الأقلية المستوطنة. والمؤسسات الثقافية والكتب المدرسية والأدب الراقي مهددون بسوط مالي يقطع جسدهم بسبب انحرافهم عن تعريف الوطنية التي تصاغ على تلال عيلي وبات عاين.
هذا هو عقاب دولة حققت إنجازاً عظيماً عندما فازت بحدود معترف بها أعطتها فرصة تاريخية لخلق أمة إسرائيلية، لكنها تخلت عن تلك الفرصة وفضلت أن تكون بلا حدود. لقد قامت بتسويق فكرة "الحدود الآمنة" التي تقوم على إقليم واسع، على جدار صخري ووعد إلهي. لكن هذه "الحدود الآمنة" تمتص من الدولة أصولها الأساسية، وتحولها إلى دولة تابعة تدور حول قمرها الخاص. وهكذا حطمت الأرض الموعودة الدولة الموعودة، ويجري امتصاصها في الثقب الأسود الذي لا يعرف الشبع.
الدولة التي تبلغ السبعين من العمر تستحق أكثر من ذلك. إنها تستحق أن تكون لها حدود ليس بسبب القانون الدولي أو الاعتراف الدولي - بل تحتاج إليها حتى تتمكن من تحديد هويتها وجوهرها ومستقبلها. إنها ضرورية لمواطنيها ليكونوا أصحاب ثقافتهم وقوانينهم وأحلامهم. الحدود، وليس الأسوار، هي الهدية الرائعة التي يمكن أن تعطيها لنفسها ولمواطنيها في عيد ميلادها.

التعليـــقات