رئيس التحرير: طلعت علوي

الطاقة .. من الجزيئات إلى الإلكترونيات

الثلاثاء | 06/02/2018 - 08:53 مساءاً
الطاقة .. من الجزيئات إلى الإلكترونيات


فواز بن حمد الفواز

نظمت جمعية الاقتصاد السعودية محاضرة عن تحول الطاقة للدكتور بول ستيفن، من مؤسسة شتهام هاوس ومعهد اقتصاديات الطاقة الياباني. عرف الباحث في المملكة بعد مشاركته في بحث عن مدى مخاطر استمرار النمو في استهلاك الطاقة في ديسمبر 2011. تغير الكثير منذ تلك الدراسة، خاصة بعد دور "الرؤية" في تغيير مجرى السياسات العامة في الطاقة، خاصة نحو تقليص الدعم، وقبل ذلك دور مركز كفاءة الطاقة في تحديث معايير التكييف "الذي كان مركزيا في دراسة ستيفن" والسيارات والأجهزة الكهربائية.


عنوان المحاضرة: "التحول القادم في الطاقة كونيا وتأثيراته على أوبك". المحاضرة مهمة لأن جوهر التحدي ما زال قائما: الطاقة الهيدروكربونية مصدر التمويل الأساس للميزانية العامة، وكذلك لدور الطاقة اقتصاديا في عملية التحول؛ الأول مالي والثاني اقتصادي ــ الفصل بينهما ضروري، خاصة أن الجهاز البيروقراطي يتجاوز أحيانا الفرق بوعي أو دون وعي.


التحول في الطاقة خاصة مع بداية عصر الصناعة معروف، حيث أخذ النفط والغاز محل الفحم منذ بداية الثلث الأخير من القرن الـ 19. نقطة التحول حين أمر تشرشل باستعمال النفط بدلا من الفحم للبحرية في 1905 إلى أن أصبح القرن الـ 20 نفطيا. ولكن كما ذكر خالد الفالح في مناسبة أخرى، التحول في الطاقة يأخذ أجيالا حيث ما زال الفحم يولد نحو 20 في المائة من الكهرباء في أمريكا. ليس هناك أيضا جديد حيث تغير من خطورة "ذروة" العرض في نهاية القرن الـ 20 إلى الحديث عن ذروة الطلب حاليا. في نظري لعل الأهم ما حاولت تنبيه المحاضر له أن كثافة الطاقة في انخفاض (تقاس بكمية الطاقة لكل وحدة دخل قومي إجمالي)؛ ولذلك تتغير الحسابات الاقتصادية ضد مصدري الطاقة.


لب المحاضرة أن التحول بدأ بالتخوف البيئي ووجد تعزيزا تدريجيا في انخفاض تكلفة البدائل وظهور السيارات الكهربائية. إحدى المخاطر تكمن في أن انخفاض أسعار النفط قد يستغل من قبل حكومات الدول المستهلكة لرفع الضرائب على المشتقات النفطية. التحول العميق كما يذكر من الجزيئات العضوية إلى الإلكترونيات، وتباعا من الماديات إلى الخدمات، كذلك نوه بالمخاطر المجتمعية كما حدث في إيران أخيرا.


ما الحل؟
الإجماع العالمي يرى أن النفط سيبقى مهما لعقود، ولو أن المحاضر خفف من أهمية هذا الاستشراف ولكنه سوف يكون تحت ضغط لأن الأسعار النسبية تتغير دائما، وما الاقتصاد إلا قياس الأسعار النسبية ونتائجها. لذلك سوف نكون متلقين للسعر أكثر من فاعلين في تغييراته الجوهرية، لذلك علينا مسايرة التحولات الكونية بسرعة ودقة، والأخذ بمزيد من التحالفات الدولية على مستوى القطاعين العام والخاص والحفاظ على المال من ناحية دفاعية ومن ناحية هجومية. علينا الأخذ بالمنافسة الداخلية قبل الخارجية في كل شيء خاصة النواحي البشرية. هذه المنظومة هي مادة Saudi Inc ــ منظومة سعودية متجانسة مركز ثقلها توفير القيمة المضافة رأسيا وأفقيا.

التعليـــقات