رئيس التحرير: طلعت علوي

اقتصاديون: «البيتكوين» فقاعة رقمية تنتهي خلال عامين

الإثنين | 22/01/2018 - 09:13 صباحاً
اقتصاديون: «البيتكوين» فقاعة رقمية تنتهي خلال عامين


خلال ديوانية النهار «أثر العملات الرقمية على قطاعي البنوك والاستثمار في الكويت»

أكد عدد من خبراء الاقتصاد والمختصين أن بعض العملات الرقمية وأهمها البيتكوين مجرد فقاعة لا أكثر وستنتهي في غضون سنتين، معربين عن خطورتها في ظل الصعود والهبوط الذي تشهده نتيجة لتراجع حجم السيولة اليومي فيها، إلا أنه في المقابل سيشهد العالم ظهور ثورة تكنولوجية في السنوات المقبلة من خلال الاستفادة من التطبيقات التي ظهرت أخيراً باستخدام العملات الرقمية وتم الاستفادة منها فعليا كعملة الـ الريبل-Ripple حيث سهلت عملية التبادل التجاري وتحويل الأموال بسرعة أكثر وتكلفة أقل.

وأضافوا في ديوانية النهار حول: أثر العملات الرقمية على قطاعي البنوك والاستثمار في الكويت، أن بعض البنوك بدأت بالاستفادة من العملات الرقمية بما فيها الريبل لسرعتها ودرجة الأمان العالية بها، مؤكدين أن ثورة البلوك شين التكنولوجية هي من وفرت الحماية العالية لتلك العملات من خلال قاعدة بيانات لامركزية، وهو نظام موازنة يحوي بيانات حول أي شخص يلجأ للخدمات المالية لتضاف التداولات الى موقع مخصص أو blocks أو روابط بشيفرات تتحد مع بعضها لتكوين سلسلة وكل مرة تتداول فيها ستسجل في البلوك. وفيما أشار البعض إلى ضرورة أن تكون العملات الرقمية تحت رقابة الحكومات مما يضمن حماية المستثمرين تحت الإطار القانوني، مع أهمية سن التشريعات على المستوى العالمي، لافتين الى ان بعض العملات الرقمية ذات جدوى اقتصادية، ويمكن الاستفادة منها في عملية التبادل التجاري لا المضاربة.، رأى آخرون أن جاذبية العملات الرقمية لمتداوليها بسبب غياب الرقابة الحكومية عليها وتمتعها باللامركزية والأمان والسرعة. وتطرق البعض إلى دخول الشباب الكويتي من سن 16 عاماً في المضاربة على تلك العملات وحتى سن 50 عاماً وهناك كويتيون يملكون محافظ تصل قيمتها إلى 30 مليون دينار، مشيرين أن العملات الرقمية جعلت الحديث عن بنوك الأون لاين بنسبة 100 في المئة ضرورة لمواجهة انتشار تلك العملات بين الشباب الكويتي.

وبينوا أن أراضي وعقارات حالياً يتم تبادلها حالياً مقابل عملة البيتكوين في دبي وهناك منصات تداول لتلك العملات فيها بما يشجع الكثير من الكويتيين للعمل والمضاربة بها.

وقد شارك في الندوة الباحث الاقتصادي محمد رمضان والرئيس التنفيذي لشركة كوروم جيوبوليتكس للاستشارات الاقتصادية، طارق الرفاعي والمتداول في العملات الرقمية د. حسين أسيري. وفيما يلي التفاصيل:

بداية، هل هناك جدوى اقتصادية من تداول العملات الرقمية؟

رمضان: بعض العملات الرقمية لها أغراض وجدوى اقتصادية وهناك بعض العملات الرقمية مدعومة من الشركات الكبيرة والبنوك وأن أهم مثال على ذلك استخدام عملة الريبل لتحويل الأموال التي أصبحت أقل كلفة وأسرع في الوقت ذاته وتتم عبر أجهزة بين البنوك موثوق بها بالمقارنة مع تحويلها من خلال سويفت او تلكس عبر البنك الذي يستغرق وقتا الى جانب أنه مكلف جدا، على خلاف عملة البيتكوين التي اعتبرها مجرد فقاعة. والبنوك تطرح مثل تلك العملات كوسيلة للاستفادة منها من خلال إقبال الناس عليها وجمع الأموال عن طريقها، اذ أوضح ان البنوك هي من أصدرت مثل هذه العملات هدفها تسهيل تحويل الأموال، مؤكدا أن هناك عملات لها بعد اقتصادي وتحقق الفائدة.

الرفاعي : ما يجعل العملات الرقمية جاذبة وذات جدوى لدى آلاف المتعاملين بها هي كلفة تحويل الأموال عبر عملة الريبل سنتا واحدا في حين تحويل الأموال عبر التلكس تكلف ما بين خمس الى خمسة عشر ديناراً او ربما أكثر، مبيناً أن تحويل الأموال عبر الريبل يستغرق عدة ثوان فقط، أما التحويل عبر البيتكوين يستغرق على الأقل عشر دقائق لاستكمال الحلقة مع الوسطاء، إذ انه يتم من خلال ما يسمى بالـ Mining أي مبيناً أن الـ Miner هم أفراد أو شركات يربطون على شبكة البيتكوين أو بلوك تشين فالبيتكوين عبارة عن نشاط تعدين أو توثيق المعاملات على البلوك تشين، كما ان تعدين البيتكوين هو آلية بمقتضاها يتم الحصول على قيمة البيتكوين عبر توثيق التحولات والمعاملات بقوة حاسوبية أي شخص يمكن المشاركة بها في بلوكيشن، فهو بحاجة إلى أجهزة معينة تستطيع تعدين البيتكوين من جهازك فقط فهو بحاجة الى معالجات قوية جدا ويتم استخراج العملة عبر شبكة الانترنت بواسطة برامج مجانية تستخدم عمليات حسابية معقدة وموثقة.

أسيري: هناك عملات رقمية ذات جاذبية خاصة مثل البيتكوين التي عادة ما تكون غير قابلة للقرصنة ويتم تداولها عبر ثورة البلوك شين التكنولوجية التي تتميز بدرجة عالية من الأمان، كما أن كافة التعاملات التي تمت على العملات الرقمية عبر البلوك شين تكون واضحة أمام العديد من المتداولين.

رمضان: التحويل عبر البيتكوين يستغرق وقتا للتأكد من أن العملية سليمة بالإضافة الى انه يحتاج طاقة عالية جدا بمعدل يصل لغاية 240 كيلوواط للعملية الواحدة، وليس لها أي جدوى اقتصادية.

الأزمة المالية

كيف ظهرت عملة البيتكوين باعتبارها الأكثر انتشاراً حالياً ؟

رمضان : ظهرت البيتكوين في عام 2009 والهدف منها أن تكون بعيدة عن سيطرة الحكومات بحيث تكون العملية متاحة للجميع للمشاركة فيها مبينا أن حمايتها صعبة ولهذا قد تستغرق أكثر من عشر دقائق في التحويل. وهناك اشخاص ربحوا فيها مقابل خسارة البعض الآخر، مبينا ان هناك اقبالاً عليها في الكويت. وظهور بعض العملات الرقمية قد يكون وراءها مؤسسات كالـ ريبل وأيوتا لتسهيل عملية التبادل بين الشركات، بينما العملات الأخرى قد يكون وراء ظهورها أفراد ولا يوجد شخص واحد يملكها ويحتكرها ويتحكم بها، فهناك شخص يبادر فيها إلا أنها ليست ملكه، حيث انها تصبح للعموم فيما بعد.

الرفاعي : ظهور العملات الرقمية مستمر وكل يوم تقريباً هناك عملة جديدة، فهناك 1394 عملة حتى الآن.، والقيمة السوقية لعملة البيتكوين 265 مليار دولار تليها الاثريوم بقيمة 113 مليار دولار، وهناك 20 عملة على قائمة التداول هي الأكبر، اذ أن أولى ثلاث العملات على قائمة التداول يشكلون 67 في المئة من إجمالي القيمة السوقية الكاملة لهذه العملات، فيما تبلغ الـ 600 عملة على القائمة آلاف الدولارات فقط، فيما أصغر مائتي عملة لا قيمة لها. وفي اعتقادي أن البلوك تشين أو التكنولوجيا المستخدمة في العملات الرقمية هي المستقبل بغض النظر عن بعض العملات التي تعتبر مجرد فقاعة والمتوقع اختفاؤها بما فيها البيتكوين حيث من المتوقع ألا يكون لها أثر خلال سنة أو سنتين حيث لا قيمة لها، أما العملات الرقمية الأخرى كالـ ريبل من المتوقع أن تتقدم وتتطور.

أسيري : عملة البيتكوين جاءت كرد فعل على تداعيات الأزمة المالية العالمية وفقاعة الائتمان العقاري التي خلفت ملايين الضحايا في العالم واجتاحت البنوك العالمية والتي كان سببها فقاعة الائتمان العقاري والتي أضاعت حقوق الملايين من الأفراد وقام أحد الأشخاص بنشر بحث علمي حول التشفير الالكتروني بشكل رياضي بحت تحت اسم مستعار هو ساتوشي تاناكومي وقد يكون شخصاً أو مجموعة أشخاص. وبناء على هذا البحث يتم الغاء الرقابة على التعاملات بين الأفراد للتعامل دون حكومات وهو ما يخيف البنوك والشركات وتم البحث في 3 أشخاص وتم التوصل لعالم رياضيات في ولاية كاليفورنيا استخدم اسم جاره الياباني ساتوشي ناكاماتو الذي فقد عقاره بسبب الأزمة المالية العالمية للتوصل إلى فكرة البيتكوين والتي رأى أن سياسات الحكومة والبنوك هي السبب وراء فقدان الأفراد لمنازلهم . وهذا الشخص لديه الان مليون بتكوين وهي ساكنة دون تحرك من 2011 حتى الآن وهو ما دعا البعض للقول بأن هذا الشخص مات وتبلغ قيمة البيتكوين التي يملكها حالياً بحدود 15 مليار دولار.

ما القواعد واللوائح المطلوبة لتنظيم تداولات البيتكوين؟

الرفاعي: البنوك المركزية العالمية حتى الآن لم تصدر قوانين للسيطرة عليها من خلال شروط وقيود معينة، وفي الكويت فإن البنك المركزي يدرس الأمر باعتباره جديداً على الافراد والشركات ولا يمتلكون الدراية الكافية عنه، إلا أنه من الصعب التوقع بوضع قيود في الوقت الراهن لكون التداول بهذه العملات يتم خارج الكويت.

رمضان: في اعتقادي أن هناك ضرورة لوضع لوائح تنظيمية في حال تم الاعتراف بالعملات الرقمية رسميا، مبينا ان الدول المتقدمة يجب أن تقوم بوضع القوانين أولا وسن تشريعات كاملة للتعامل فيها ثم يتم نسخها هنا، وأشير هنا أنه أنه لا يوجد أي أساس لتجريم التعامل على تلك العملات في الوقت الحالي، ولا تعتبر نوعاً من غسيل الأموال إلا من خلال استخدام الأشخاص، ولا يمكن تتبع العمليات التي تتم الا في حال تحويلها إلى كاش.

أسيري: عدم وجود لوائح وقيود حكومية على تداول العملات الرقمية أفضل من وجودها كون تلك القيود ستؤثر سلباً على المتداولين في حال وجود قيود رقابية عليها، وبسبب نجاح التداول على البيتكوين نجد الكثير من البنوك العالمية والحكومات تهاجمها وبشدة وعلى سبيل المثال قيام الرئيس التنفيذي في بنك جي بي مورجان بمهاجمة العملات الرقمية وفي الوقت نفسه يقومون بشراء عملات بتكوين بعد خفض السعر.

الإشكالية في العملات الرقمية لدى البنوك والحكومات مخاطرها العالية؟

رمضان: هناك تحذيرات من تداول تلك العملات باعتبارها غسيل أموال، موضحا أنه من الصعب الاعتراف فيها حاليا لعدة أسباب، فالمستثمر لديه خيار ليضارب بهذه العملة وعمل Mining حيث تعتبر المخاطر اقل نظرا لأن الكهرباء رخيصة، أو استقبال العملات الرقمية، اذ ان طريقة الاستفادة منها من خلال بيع الخدمات مثل تأجير سيارت وفنادق ورحلات عن طريق وسيط بشكل لا يتم استرجاعها ولكن ليس لبيع المنتجات، بالإضافة الى عدم بيع العملات مباشرة، فهناك شركة بالـ Coin base تقوم ببيع العملة بسعر يحدد لمدة عشر دقائق ولا يمكن استرجاع تلك الخدمة، فهناك أثرياء جدد يمكن الاستفادة منهم من خلال استخدام هذه الطرق. وفي اعتقادي أن إصدار العملات يجب ان يكون من خلال شبكة موثوق بها ولطالما انها هذه العملات تعتبر آمنة وتوفر مبالغ ما المانع من استخدامها؟ إلا انه اكد انها يجب ان تكون تحت سيطرة الحكومات.

واشير هنا إلى أن تلك العملات يجب ألا تكون هذه العملات وسيلة للمضاربة بل للاستخدام التجاري.

قوة تلك العملات الرقمية تكمن في تكنولوجيا البلوك شين المتطورة؟

رمضان : التطبيقات المستخدمة في التكنولوجيا للعملات الرقمية تمثل ثورة تكنولوجية وتحول الحكومات اليها تدريجيا، لكونها آمنة وتوفر قاعدة بيانات لامركزية من الممكن التفاعل معها بشكل موفر خاصة فيما يتعلق بالملكيات بما فيها الأراضي والأصول المالية والمجوهرات الثمينة بالإضافة الى تقليل التكاليف، مؤكدا ان الاستفادة من التكنولوجيا من خلال تطبيقات مفيدة جدا على خلاف تطبيق البيتكوين حيث اعتبره أنه غير مفيد ولا علاقة بين استخدام تلك التطبيقات والبيتكوين.

البورصة والبيتكوين

هل يمكن أن تؤثر العملات الرقمية على أداء البورصة ؟

الرفاعي: البعض يعتقد أن تراجع التداول في بورصة الكويت يعود الى تداول البيتكوين نظرا لان المضاربة فيها أعلى وعوائدها أسرع إلا أن الأفراد لا يمكن أن يخاطروا بأموالهم واستخدامها في البيتكوين بدلا من المضاربة في بورصة الكويت، فالأسعار متغيرة. إلا أن التاجر بإمكانه الاستفادة بالدعاية وبيع الخدمات من الأثرياء الجدد أما المستثمرون قد يتعاملون بالبيتكوين بحذر شديد جداً، فالوضع غير مطمئن، لافتا الى انها فقاعات قد تنفجر في أي لحظة. وقال هناك فقاعات كشركات .com التي انهارت عقب الأزمة المالية موضحا أن الشركة الوحيدة التي كانت واستمرت هي amazon إلا ان بقية الشركات تأسست بعد الأزمة مثل الفيسبوك والانستغرام وسناب شات. وأعتقد أن هناك فقاعة قادمة لهذه العملات، فهناك شركات ستؤسس للثورة القادمة بالبلوك تشين.

هل تعتقد أن تؤدي تلك العملات الرقمية للتأثير سلباً على سوق الصرافة؟

رمضان: في اعتقادي أن تأثر هذه العملات على سوق الصرافة أمر وارد إلا أن تأثيرها سيكون مستقبلا وليس في الوقت الراهن. ولفت إلى أنه من الممكن أن تصدر الحكومات عملة إلكترونية بطريقة مختلفة، مشيراً إلى أن موضوع العملة الإلكترونية قديم جداً، فاليورو عندما ظهر في عام 1999 كان الكترونيا بين البنوك ولم يكن هناك أي تداول فيه. إلا أنه أوضح أن طريقة اصدار العملات الرقمية الحالية تعتمد على شبكة البلوك شين اللامركزية وهو أمر مختلف، موضحاً أنه من الممكن دمج التكنولوجيا مع العملات بطريقة أفضل لاستخدامها، مؤكداً في الوقت عينه أنه لا يمكن إلغاء دور الحكومة بإصدار هذه العملة الرقمية.

ولفت أيضا أن هناك بنوكاً تعمل أونلاين حاليا وليس لديها أفرع ومن الممكن فتح الحساب واجراء كافة العمليات عبر الأونلاين وأمر وارد أن تكون هي المستقبل بشريطة ألا تكون خارج الاطار القانوني، مضيفا أن هناك دولاً قد تتجه الى إصدار العملات الرقمية للاستفادة من هذه الفقاعة، كروسيا وفنزويلا ودول ذات اقتصاد منهار، مبينا أن المسألة فيها إيجابيات وسلبيات ولا خلاف على أنها فقاعة وما سيبقى منها أشياء محدودة منها التكنولوجيا التي ظهرت منها فهي جيدة جداً وستغير تعاملات كثيرة مالية وغير مالية بالعالم في المستقبل.

ولفت الى انه من سلبياتها أنها خارج اطار الحكومة والقانون ولا حماية عليها ومن المحتمل استخدامها في غسيل الأموال وبيع الأسلحة والمخدرات من خلال الفضاء الالكتروني بعيدا عن الرقابة، مبينا انها ميزة للتهرب الضريبي وبيع الممنوعات.

كيف نفسر الارتفاعات الجنونية في الطلب على بعض العملات وارتفاع قيمتها؟

رمضان: الارتفاعات الجنونية للعملات الرقمية يعود إلى الطلب عليها باعتباره عاملاً رئيساً يتحكم بمستوى أي سلعة أو خدمة ومنها العملات الرقمية، مبيناً أن الارتفاعات الجنونية تسهم في دخول المزيد من الأشخاص فيها. ومن بين الأمور الملفتة أن هناك استخداماً حالياً للعقود الآجلة لتداول البيتكوين في بورصة شيكاغو والتي تمتاز بالأمان أكثر من خلال شراء عقد آجل على العملة وقد ارتفع الطلب على العقد الآجل، اذ أصبح صانع السوق يضطر الى شراء العملة، ما اسهم في ارتفاعها بشكل جنوني، لافتا أن عملية البلوك تشين مكلفة، اذ مع كل عملية يظهر بلوك تشين جديد.

الرفاعي: السيكولوجية أيضاً تأتي عقب الطلب في ارتفاع مستويات العملات، مبينا ان المشكلة تكمن الآن في السيولة، لافتا الى ان صعود وهبوط العملة يعود الى عدم السيولة، مما يدل على خطورة المضاربة فيها لقلة السيولة فيها، مؤكدا أن البيتكوين وصل الى مرحلة خطرة لوصول سعرها الى 20 ألف وفي حال عدم صعودها مرة أخرى تعتبر منتهية بنزولها تدريجيا واختفائها. وذكر أن حجم السيولة اليومية فيها يبلغ 100 مليون دولار مقارنة بـ 250 مليار دولار لإجمالي القيمة السوقية ككل.

هل نتوقع أزمة مالية في الكويت اذا انهارت العملات الرقمية؟

رمضان: في اعتقادي أن الكويت لن تعاني أي أزمة في حال اختفاء هذه العملات الرقمية لأن التحذيرات مستمرة والكل يعلم أنها مجرد فقاعة حتى من يتداولها، لكن ما يهم المستثمر هو تجنب الخسائر، وهناك البعض يظن أن لها قيمة لعدم درايتهم الكافية حول هذه العملة حيث أنهم لا يفرقون بين التكنولوجيا والعملة، وأضاف قائلا: أعيد وأكرر أن التكنولوجيا جيدة في استخدام تطبيقات كثيرة، أما تطبيق البيتكوين سيئ، مبينا أن البعض قد يضطر الى خسارة ما نسبته 30 الى 40 في المئة للخروج من تداولها.

ما التوقعات المستقبلية لعملة البيتكوين في ظل مستقبلها المجهول؟

رمضان : في اعتقادي أن الاحتمال الثاني للسيناريوهات المشار اليها في بعض التقارير الاقتصادية حول تلك العملات الرقمية لأن هناك عملات لها معنى اقتصادي وفيها فائدة وبالتالي قد تختفي الكثير من تلك العملات الرقمية ويتبقى فقط حوالي 3 أو 4 عملات فقط كونها لها معنى اقتصادياً.

هل الشباب الأكثر جذباً لتداول العملات الرقمية؟

أسيري : اقتصاد الكويت صغير نسبياً بالنسبة للعالم ولا يمكن أن تتعدى نسبته 2 في المئة تقريباً والشباب في سن 16 عاماً يتداولون على العملات الرقمية من داخل وخارج الكويت يتداولون على العملات الرقمية من سن 16 عاماً وهناك العديد منهم كسب ثروات طائلة من حيازة العملات الرقمية التي انتعشت على وقع تطور التكنولوجيا عالمياً. وفي اعتقادي ما حدث من ثورة تكنولوجية متمثلة في البلوك تشين تكنولوجي هي وراء ظهور وقوة العملات الرقمية.

هل تحافظ قوة البلوك شين على حقوق وأصول الأفراد ؟

أسيري: جميع الأراضي والأصول يتم حفظها في رموز داخل تكنولوجي البلوك شين وهو أمر يعطي لتكنولوجيا البلوك شين قوة حقيقية أمام ملايين الأفراد للأصول والعقارات والأراضي ويمنع سرقتها من قبل بعض المسؤولين كونها تتم أمام الجميع الموجودين في شبكة البلوك شين وهم بالملايين الذين يتداولون العملات الرقمية وبالتالي تصبح تلك الأصول غير مركزية وتقليل الفساد وأول تطبيق على هذا الأمر كان ممثلاً في عملة البيتكوين.

عملة البيتكوين خلقت أثرياء جدد بالكويت حالياً، كم تبلغ ثروتهم ؟

أسيري: عملة البيتكوين قبل 2010 لم تكن تتعدى سنتاً واحداً ولم يكن أحد لديه الاستعداد لتداول تلك العملة وحالياً تخطت قيمتها 13 ألف دولار وبالتالي من الطبيعي أن يخلق تداول تلك العملات طبقة أثرياء جدد يتداولون على البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية ولا يقتصر تداول العملات الرقمية على شباب فقط ولكن هناك أفراداً في سن الخمسين يتداولون تلك العملات وهناك أفراد يديرون محافظ تتخطى 30 مليون دينار في الكويت على عملات البيتكوين وغيرها، وهناك أفراد قاموا بشراء بتكوين بقيمة 500 دولار وحالياً تزيد قيمتها عن 14 ألف دولار.

جاذبية البيتكوين

ما السر وراء الاقبال المتزايد على عملة البيتكوين دون غيرها؟

أسيري: هناك ما يقارب من 3000 عملة رقمية في العالم ولا يوجد منها سوى 4 أو 5 عملات فقط هي التي لها قوة الانتشار على رأسها البيتكوين التي تتمتع بجاذبية خاصة لدى المشاركين فيها وفي اعتقادي أن اكتساب الخبرات يأتي من التداول على العملة ويمكن للأشخاص تداول الملايين في دقائق معدودة وبشكل آمن والأفراد يقومون بالتداول على البيتكوين كونه غير قابل للقرصنة ويتمتع بدرجة عالية من الأمان ويصل عدد الأفراد المتداولين بالبيتكوين في الشبكة بحدود 2 في المئة من إجمالي شبكة البلوك شين.

الرفاعي: المتداولون في شبكة البلوك شين يقومون بالتداول في عدد من المحافظ وليس محفظة واحدة لتقليل درجة المخاطرة، وتوزيعها يتم بين العملات الرقمية المتداولة بشكل يعزز من ربحية المتداولين عليها.

أسيري: الإشكالية في أن الأفراد يحتفظون بعملة البيتكوين في فلاش ميموري جولد شين ولكن في حال نسيان كلمة السر يتم فقد قيمة البيتكوين وهذه أحد مخاطر التداول بالعملة ولا تضيع قيمة البيتكوين لدى الشخص عليه ولكن على الشبكة ككل.

6 تريليونات

أوضح أسيري أن القيمة السوقية للعملات الرقمية تصل إلى 720 مليار دولار تقريباً وهي نسبة لا تساوي شيئاً أمام تعاملات بنوك عالمية مثل جي بي مورجان الذي يحرك باليوم الواحد 6 تريليونات دولار تتمثل في أسهم وعقار وغيرها.

غسيل أموال

قال أسيري إن غسيل الأموال من خلال تداول البيتكوين باتت صعبة بسبب وجود سلسلة من الرموز يتم تتبعها وبالتالي معرفة من يقف خلفها وقال إن ما يقارب من 1 في المئة من التداولات

حظر قانوني من المركزي

أبدى المتحدثون تخوفهم من فرض بنك الكويت المركزي حظر قانوني على العملات الرقمية وعلى تداولات البيتكوين، فالتخوف ان يصدر البنك المركزي الكويتي تعريفاً يجعل تداول البيتكوين غير قانوني وهو ما سيجعل الكويت ثاني دولة بالعالم لا تعترف بتلك العملة.

محاولات لوقف التداول

أوضح المتحدثون أن هناك محاولات تمت من الجانب الصيني لوقف التعامل على البيتكوين ولكن لم يستطيعوا ذلك. فهناك الآلاف ينضمون يومياً إلى التداول على العملات الرقمية التي تتم عبر الانترنت ووفق ثورة البلوك شين التكنولوجية وهو الأمر الذي عزز من دخول الأفراد في تلك المخاطرة على المدى البعيد وبالإضافة إلى الرسوم تأتي مخاطرة نسيان كلمة السر التي تؤدي إلى فقدان الأفراد لكامل ثروتهم.

عيوب ومخاطر

أشار المتحدثون أن الرسوم الحالية مرتفعة على تداولات البيتكوين وهي من بين العيوب التي تعانيها العملة الرقمية حالياً من مجموعة التعدين على شبكة البلوك شين والتي تقوم بحل المعادلات وهم حوالي 100 الف شخص تقريباً، والسبب في أن الصين هي أكثر تداول على البيتكوين بسبب قيود التحويلات على ثروات الأغنياء.

الأثرياء الجدد

قال أسيري إن الأثرياء الجدد هم هؤلاء الأفراد الذين قاموا بشراء البيتكوين بعشرين دولاراً والآن تم مكافأتهم بقيمة 17 ألف دولار للبتكوين وهو ما أدى إلى جني ثروات لهم بالملايين وليس الامر قاصرا على البيتكوين ولكن هناك الآن الايثريوم والميلينيوم والمورينو والتي ارتفعت بنسب بلغت في بعضها 400 في المئة.


© Annahar 2018

التعليـــقات