رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 25 كانون اول 2017

الثلاثاء | 26/12/2017 - 08:48 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 25 كانون اول 2017


على ذمة "يسرائيل هيوم": الدول العربية تدعي ان ابو مازن ورطها مع ترامب
تكتب يسرائيل هيوم ان توافق الاردن ومصر والسعودية لا توافق على طبيعة النضال الفلسطيني، بعد اعلان الرئيس الاميركي ترامب، عن القدس عاصمة لإسرائيل وتصريحاته حول نقل السفارة الاميركية اليها.
في نهاية الأسبوع، أعلن الأمين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط، عن تشكيل لجنة برئاسته، وعضوية وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية إلى جانب السلطة الفلسطينية، وتكون مهمتها توجيه سياسة النضال في موضوع القدس. ووفقا لأقوال مسؤولين في رام الله والقاهرة وعمان، فقد جاء قرار إنشاء اللجنة، في الأساس، نتيجة فشل الفلسطينيين في النضال ضد الأمريكيين وبسبب خوف الأردنيين على وضعهم في القدس كحراس للمقدسات الاسلامية.
وقال مسؤول اردني رفيع المستوى لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان "المقصود خطوة فرضتها السعودية ومصر والاردن على السلطة الفلسطينية بدعم من الجامعة العربية. هذه اللجنة العليا، برئاسة الامين العام لجامعة الدول العربية، تصادر عمليا من الفلسطينيين سياسة النضال العربي ضد اعلان ترامب في موضوع القدس. لقد فشل الفلسطينيون تماما في النضال على الرأي العام، وفي الواقع فقد ورطنا أبو مازن مع ترامب. وبقينا في النهاية، مرة أخرى، مع تصريحات شعوبية ديماغوجية من قبل الرئيس التركي أردوغان".
وأضاف: "لقد أوضحت واشنطن موقفها بشأن السلوك المستقبلي تجاه الدول التي صوتت ضدها في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي. والآن بعد أن فهمنا بأن ترامب سيحاسب حقا الدول التي صوتت ضده، تحاول معظم هذه الدول تقليل الضرر".
خيبة امل ازاء عدم مبالاة الشارع
وفي الآونة الأخيرة، استجاب بضعة آلاف من الفلسطينيين فقط لدعوات اعلان "يوم الغضب" ومواجهة قوات الأمن الإسرائيلية ردا على تصريحات ترامب. وشعرت السلطة الفلسطينية بخيبة الأمل، بل وأكثر من ذلك، في حقيقة ما كشفه تقييم الأوضاع الذي جرى، امس الاول، في مقر النضال المشترك في رام الله، الذي يضم فتح والفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية. فقد ثبت رسميا أن عدد المتظاهرين في الضفة الغربية وغزة ينخفض بشكل كبير من أسبوع لآخر.
في الواقع، فإن توقعات الفلسطينيين لموجة عنف تشعل القدس وتجر الشرق الأوسط برمته إلى حالة عدم استقرار إقليمي لم تتحقق، واللامبالاة النسبية في الشارع أدت في الواقع إلى نتيجة عكسية: رد فاتر من الدول العربية، لا سيما الكتلة السنية المعتدلة، والتي انعكست في غياب خطوات عملية، رغم الموقف العربي الموحد، ظاهرا، والتصريحات والشجب الحاد لإعلان الرئيس ترامب.
وقال مسؤول أردني رفيع المستوى لصحيفة "يسرائيل هيوم" إنه نظرا للفشل المدوي للفلسطينيين في إنشاء جبهة عربية موحدة ضد إعلان ترامب، وتحقيق وحدة فلسطينية داخلية، من شأنها أن تؤدي إلى معارضة قرار الرئيس الأمريكي والمحافظة على القدس، ساد في عمان التخوف الكبير على مكانة الاردنيين كمسؤولين عن حماية الأماكن المقدسة في المدينة. لقد حاول الفلسطينيون الحث على المشاركة الدولية في النضال من أجل وضع القدس والحفاظ على الأماكن المقدسة، من خلال تصريحات لا هوادة فيها، اطلقها أبو مازن والقيادة ومفادها ان واشنطن لن تكون قادرة على المشاركة في العمليات السياسية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويخشى الأردن ان يرتد ذلك كله الى نحره.
وأكدت مصادر فلسطينية وأردنية رفيعة المستوى لصحيفة "يسرائيل هيوم"، أنه بعد تصويت يوم الخميس ضد "إعلان القدس" الصادر عن ترامب، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووعد الأميركيين بأن واشنطن ستحاسب الدول التي صوتت ضدها، ساد قلق في الأردن من أن إسرائيل والأميركيين سيستغلون دعوة أبو مازن للمجتمع الدولي الى التدخل في قضية القدس، بالذات للقيام بخطوة تمس بمكانة الأردن في المدينة. وقام قادة عرب بنقل رسائل إلى محمود عباس، تشمل مطالبته بأن "يخفض المستوى" في كل ما يتعلق بممارسة الضغط من أجل المشاركة الدولية في النضال من أجل القدس.
"مقاطعة نائب الرئيس"
وفقا لمصدر فلسطيني كبير، فقد وصل ممثلو الملك عبد الله، خلال الأسبوع الماضي، إلى رام الله لإجراء محادثات مع مسؤولين فلسطينيين كبار، في هذا الموضوع، إلا أنه وفقا لمسؤولين رفيعي المستوى في عمان ورام الله، لم يتوقف رئيس السلطة الفلسطينية وشركائه المقربين في القيادة الفلسطينية عن مطالبتهم بإقصاء الأمريكيين بعيدا عن أي عملية دبلوماسية تتعلق بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وفي مقدمتها قضية القدس.
ليس هذا فحسب، فقد خطط الفلسطينيون لإحراج الاميركيين من خلال مقاطعة زيارة نائب الرئيس مايكل بينس، الذي كان من المفترض ان يصل الى المنطقة ويجتمع مع محمود عباس في بيت لحم. واوضحت الولايات المتحدة انه تم تأجيل الزيارة لأن نائب الرئيس يجب ان يشارك في التصويت في الكونغرس على الإصلاحات الضريبية. لكن مسؤولا فلسطينيا رفيع المستوى ادعى في حديث لصحيفة "يسرائيل هيوم" أن سبب تأجيل الزيارة هو التهديد بمقاطعة بينس، وأنه لهذا السبب ألغى بينس تماما الزيارة إلى السلطة.
واضاف المصدر نفسه ان "الاميركيين اعتقدوا بان تأجيل زيارة نائب الرئيس لعدة ايام سيساهم في تهدئة الوضع، وان اللقاء مع ابو مازن في بيت لحم سيعقد ويساعد على تهدئة المنطقة والحد من العنف. لكن عندما أوضح ابو مازن، حتى بعد تأجيل الزيارة بأنه لن يلتقي بنائب الرئيس، غضب الاميركيون والغوا الزيارة تماما".
ولخص المسؤول الاردني الذي تحدث الى "يسرائيل هيوم" الأجواء في الدول العربية المعتدلة بشأن السلوك الفلسطيني وقال "اننا قلقون جدا من ان النشاط الفلسطيني في القدس ومحاولات دفع الولايات المتحدة الى الخروج من اي عملية سياسية في القضية الفلسطينية، والمطالبة بالتدخل الدولي،  هو مسألة قد تضر بالدرجة الأولى بالأردن بصفته مسؤولا عن الأماكن الإسلامية المقدسة في المدينة، وسيؤدي إلى نتيجة عكسية - قد تتبع دول كثيرة واشنطن بعد أن تدرك أن الغضب الفلسطيني يحضر بضعة آلاف فقط للتظاهر، وأنه يجري الحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
الى ذلك، ذكرت القناة الثانية، امس، ان الادارة الامريكية لا تنوي عرض الخطة السياسية الى ان يستأنف الفلسطينيون الحوار معها. وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض، لصحيفة "يسرائيل هيوم"، معقبا، ان "الرئيس لا يزال ملتزما بتحقيق السلام. لقد أعددنا أنفسنا لفترة مؤقتة لتبريد الأجواء، والتي سنعمل خلالها بجد على صياغة خطتنا. وسيتم عرضها بعد أن يتم الانتهاء منها. وكما قال الرئيس دائما، فإننا لن نملي اتفاقا على أي من الجانبين، وانما سنساعد فقط على التوصل إلى اتفاق يعمل لصالح كلا الجانبين. من قال بأن الادارة لن تعرض الخطة لم ينتبه، كما يبدو، الى التطورات في الأشهر الأخيرة، واننا قلنا بأننا لن نملي اتفاق سلام. هذا التقرير ليس اخبارا".
اقامة 17 بؤرة استيطانية في الضفة منذ 2011
تكتب صحيفة "هآرتس" انه يستدل من فحص يعتمد على صور التقطتها الادارة المدنية، وتتواجد في حوزة جمعية "كرم نبوت"، واعتمادا على محادثات كثيرة مع جهات في المستوطنات وفي جهاز تطبيق القانون، انه اقيمت منذ عام 2011، في الضفة الغربية، 17 بؤرة استيطانية غير قانونية، تعرف الادارة المدنية عن 14 منها على الأقل، رغم انه من المفترض عدم السماح بإقامة أي بؤرة غير قانونية، وبالتأكيد عدم دعمها حكوميا، منذ تقديم تقرير البؤر الاستيطانية الذي اعدته المحامية طاليا ساسون لرئيس الحكومة في حينه، اريئيل شارون، في 2005. لكنه رغم التقرير الذي كشف بأن الحكومة استثمرت ملايين الشواكل بطرق مباشرة وغير مباشرة في انشاء البؤر، فقد عادت وبرزت هذه الظاهرة خلال السنوات الاخيرة، واقيمت بؤر جديدة في الضفة الغربية، بينها بؤر اقيمت في الأشهر الأخيرة فقط.
ويستدل من فحص لطرق اقامة هذه البؤر ان العملية تتم بشكل مخطط جيدا. فمن يقيمون البؤر او يخططون يفحصون الصور الجوية ولا يتم اختيار المواقع صدفة: انهم لا يقيمون البؤر على أراضي خاصة وانما على اراضي تعتبر اراضي حكومية، الأمر الذي قد يسمح بتنظيمها في المستقبل. وغالبا ما تقام في مناطق مهجورة نسبيا، وتمتد على مساحات شاسعة.
ثلاثة من هذه البؤر الاستيطانية، تشكل أحياء منفصلة عن مستوطنات قائمة. كما كان الأمر في "حي الكرفانات" الذي أنشئ بالقرب من بؤرة  "سديه بوعاز" وتم إجلائه قبل نحو أسبوعين. وتم بناء أحد عشر بؤرة استيطانية على شكل نوع من المزارع: مساكن محدودة لعدد قليل من الناس، تربية الأغنام والزراعة. ويستدل من الزيارات اليها، أن ما لا يقل عن عشرة منهم تستخدم أيضا للإقامة الدائمة.
في بعض الأحيان لا تغض سلطات الدولة الطرف، فقط، بل تدعم البؤر الاستيطانية مباشرة. مثال على ذلك البؤرة التي اقيمت على تل 387 – وهي بؤرة صغيرة غير قانونية أنشئت على أراضي حكومية بالقرب من كفار أدوميم. وتقع البؤرة الاستيطانية على قمة تل تحيط به أراض فلسطينية خاصة، وتديرها جمعية "الراعي العبري". رسميا، تهدف الجمعية الى العمل على تأهيل شبيبة التلال. ولكن في الممارسة العملية، كانت هذه الجمعية هي التي أنشأت البؤرة الاستيطانية غير القانونية. ويتبين من مراجعة وثائق الجمعية أنها تمول حصرا من قبل وزارة التربية والتعليم، وتتمتع بميزانية سنوية تبلغ عدة مئات من آلاف الشواكل. وبعبارة أخرى، تمول وزارة التعليم بؤرة استيطانية غير قانونية. في البداية، نفت وزارة التربية والتعليم أن تكون المنظمة قد أنشأت البؤرة الاستيطانية، ولكن الوثائق التي قدمتها الجمعية إلى الإدارة المدنية تشير إلى أنها لم تقتصر على إنشاء البؤرة الاستيطانية بشكل غير مشروع، بل تسعى أيضا إلى تنظيمها بأثر رجعي.
وتم الكشف عن حالة أخرى في عام 2014 من قبل عميرة هس في هآرتس. ونشر في حينه أن مجلس السامرة الإقليمي كان وراء إنشاء البؤرة الاستيطانية غير القانونية "حفات شحريت". وردا على ذلك، قال المجلس "ان العمل يتم وفقا للقانون وبالتنسيق مع السلطات المعنية"، ولكن وفقا للإدارة المدنية، هناك ثمانية مباني غير قانونية في البؤرة. وهناك بؤرة أخرى غير قانونية، وهي نوع من المزارع في محمية "أم زوقا"، والتي حظيت في الأشهر الأخيرة بدعم من القاعدة العسكرية القريبة التي اوصلتها بشبكة المياه. وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "المستوطنين ربطوا البؤرة بشبكة المياه دون إذن ودون علم قادة القاعدة العسكرية. وقد تم التحقيق في الأمر من قبل سلطات إنفاذ القانون، وبالتالي تم قطع الماء عن البؤرة ".
في مقدمة هذه البؤر الاستيطانية، تتواجد البؤر المرتجلة التي تبادر اليها شبيبة التلال، مثل البؤرة الاستيطانية "هبلاديم". وقد أقيمت معظم هذه البؤر الاستيطانية بشكل متسرع: خيمة واحدة أو بناية جاهزة واحدة، يعيش فيها شباب التلال بشكل غير منتظم - وكثير منهم تحت سن 18 عاما. وتكافح السلطات هذه البؤر بكل ما لديها من قوة. ويتم إجلائها بانتظام، واحيانا تعتقل المبادرين، لأن قوات الأمن تحددهم أحيانا كمصدر للعنف ضد الفلسطينيين. ويكاد وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، يسعد بالمصادقة على إخلاء شبيبة التلال - ربما لأنه ليس لديهم لوبي سياسي أو عمود فقري اقتصادي راسخ. وخلال محادثة اجراها مع مراسلي المناطق في الصيف، وصفهم "بالمشاغبين" و "البلهاء".
وقال درور اتاكس، من "كرم نبوت" انهم "يختارون النقاط، بحيث تقوم المباني على أراضي الدولة ويمكنهم الادعاء بأنه لا يجب إخلاءهم، ومن ثم يستولون على أكبر قدر ممكن من الأراضي، بما في ذلك الأراضي الخاصة التي يسيطرون عليها بوسائل أخرى مثل الزراعة أو منع اصحابها من الوصول اليها".
ويعتقد اتاکس، الذي يحمل خرائط الإدارة المدنية، أن المستوطنين شاهدوا هذه الخرائط أيضا قبل وصولهم إلى الأرض. ويقول انه في "نحلات يوسف"، شرق إلون موريه، "هناك مساحات شاسعة من الأراضي الخاصة والتي استولوا عليها من خلال منع الوصول اليها أو زراعتها، وهي تزيد كثيرا من مساحة البؤرة الاستيطانية". واضاف "هذه منهجية، وهم يعرفون بالضبط ما يفعلونه".
وكما اوردنا اعلاه، فإن الإدارة المدنية على علم بمعظم هذه البؤر الاستيطانية، بل أصدرت أوامر هدم لمبانيها. وتشير البيانات الإدارية التي حصلت عليها "هآرتس" إلى أن عشرات أوامر الهدم قد صدرت في هذه البؤر الاستيطانية. ففي مزرعة إيتمار كوهين، على سبيل المثال، صدرت تسعة أوامر هدم كما صدرت ثمانية اوامر بهدم بيوت "الراعي العبري". ولكن فيضان أوامر الهدم مضلل. فمن الناحية العملية، لا تزال هذه البؤر تتمتع بغض النظر من قبل السلطات، إن لم يكن حصولها على الدعم المباشر.
رئيس الشاباك يرفض عقوبة الاعدام
تكتب "هآرتس" ان رئيس جهاز الشاباك الاسرائيلي، نداف ارجمان، قال امس الأحد، امام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، ان التنظيم احبط في العام الأخير، 400 عملية، وصفها بأنها كانت عمليات "كبيرة"، ومن بينها 13 عملية انتحارية، 8 عمليات اختطاف، و94 عملية تضحية – كتلك التي يمكن ان تنتهي بموت المخرب على أيدي قوات الأمن. كما قال ان الجهاز أحبط 1.100 عملية فردية محتملة، وانه تم خلال العام الحالي تنفيذ 54 عملية مقابل 108 في العام الماضي، وتم تنفيذ 8 منها على أيدي مواطني عرب من اسرائيل. وسئل ارجمان خلال الاجتماع عن رأيه بمشروع قانون الاعدام، فقال انه يعارضه.
وأضاف أرجمان أن "الهدوء الذي نعيشه مضلل، وحماس تحاول بكل ما لديها من قوة تنفيذ هجمات". واضاف ان "الساحة الفلسطينية في العام الماضي كانت غير مستقرة جدا، لا في قطاع غزة ولا في الضفة الغربية، وبالتأكيد بعد اعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل. وتحاول حماس بكل ما لديها من قوة تنفيذ هجمات في الضفة الغربية وتقويض استقرار السلطة الفلسطينية".
بالإضافة إلى ذلك، وفقا لأرجمان، تم خلال عام 2017 احباط عمليات سيبر كان يمكن أن تؤدي إلى عمليات في إسرائيل. وقال: "خلال العام، تم احباط عمليات معادية في مجال السيبر، وتم تنفيذ انشطة مختلفة، حققت معلومات عالية الجودة بطريقة ساهمت في احباط الهجمات وانقاذ الارواح".
الحكم بالسجن لثمانية اشهر على المناضل صياح الطوري من العراقيب
تكتب "هآرتس" ان محكمة الصلح في بئر السبع، فرضت امس الاحد، حكما بالسجن الفعلي لمدة ثمانية أشهر، على الناشط الرئيسي في النضال دفاعا عن أراضي العراقيب، الشيخ صياح ابو مديغم (الطوري)، وذلك على خلفية نشاطه لبناء بيوت هناك "بشكل غير قانوني".
ويصارع الشيخ الطوري (68 علاما) مع مواطنين بدو آخرين، من اجل اقامة بيوت على الأراضي المجاورة لمفترق "لهافيم" (اراضي العراقيب). وقد أدين بارتكاب 19 مخالفة "اجتياز للحدود"، و19 مخالفة دخول الى "أراضي عامة بشكل غير قانوني"، ومخالفة أمر "قانوني". وبالإضافة الى عقوبة السجن الفعلي، فرضت المحكمة على الطوري، خمسة أشهر بالسجن مع وقف التنفيذ، ودفع غرامة بمقدار 36 ألف شيكل.
وقد بدأت الاجراءات ضد أبو مديغم في اعقاب صراعه من أجل الاعتراف بملكية البدو للأراضي في منطقة العراقيب، التي تقوم فيها مباني مؤقتة وأخرى شبه مؤقتة، فضلا عن المقبرة. ويخوض اهالي العراقيب النضال ضد الدولة في المحكمة المركزية في بئر السبع، لكن هذا الصراع لم ينته بعد. وقد بدأ الصراع بعد قيام الدولة بمصادرة اراضي القرية عام 1954. ويدعي البدو أن السلطات العثمانية والبريطانية اعترفت بحقهم في الأرض، وبالتالي يجب على إسرائيل الاعتراف بها. وتعترض الدولة على الاعتراف بملكية البدو للأرض. ووفقا للدولة والمحاكم، لا يستطيع السكان استخدام الأراضي طالما تواصل الاجراء القضائي، بينما يدعي السكان أن الدولة لا ينبغي أن تطبق قانون البناء غير القانوني و"التسلل" الى الأرض قبل البت في مطالبهم.
ويشار الى ان دائرة اراضي اسرائيل هدمت بيوت القرية اكثر من 100 مرة، منذ بدء الصراع، وفي كل مرة يعود السكان والنشطاء المتضامنين معهم، الى بناء البيوت.
ويشار الى أن الشيخ صياح أبو مديغم، هو شخصية معروفة في المجتمع البدوي في النقب، ورافقه الى المحكمة، امس، أكثر من 100 مواطن بدوي من مختلف القرى في النقب، وكذلك رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة. وقال ابو مديغم لصحيفة "هآرتس": "الوضع ليس جيدا، إذا قلت لكم أنه جيد، فسوف أكذب". وأضاف انه لم يثق منذ البداية بالمحاكم في بئر السبع. وقال: "لقد قال لي (القاضي) ان علي التخلي عن عائلتي، عن بيتي، عن أراضي، هذا أمر غير مقبول علي. وإلى أن يصدر قرار بإلغاء قرار المحكمة ابعادي عن المنطقة، أعتزم البقاء خارج مركز الشرطة في رهط في خيمة احتجاج أنشأناها هناك".
وطلب محامي الشيخ صياح ابو مديغم، شحدة بن بري من المحكمة تأخير تطبيق القرار. وردا على ذلك طلبت النيابة من المحكمة، وحصلت على قرار، بإبعاد الطوري عن أراضي العراقيب. وقال المحامي بن بري بعد قرار الحكم ان "العقوبة تعتبر من أشد العقوبات الخطيرة التي عرفناها. انسان في جيل 68 عاما، يعيش على أراضي ابائه، داخل المقبرة، يسجن لعشرة أشهر. هذه سابقة خطيرة لأن آلاف السكان يعيشون على اراضي متنازع عليها مع الدولة. هذه محاولة لإبعادهم عن أراضيهم قبل الحسم في الملكية على الأرض من قبل المحكمة".
اتهام شرطي بالتبول على اسير فلسطيني
تكتب "هآرتس" ان وحدة التحقيق مع افراد الشرطة (ماحش)، قدمت لائحة اتهام ضد الشرطي يعقوب بن نيسيم كوهين، من شرطة معاليه ادوميم، في لواء شاي، (في الضفة الغربية) بشبهة التنكيل بمعتقل فلسطيني. وحسب لائحة الاتهام فقد قام الشرطي بالتبول على وجه المعتقل الفلسطيني داخل مرحاض مركز الشرطة.
وتم تقديم لائحة الاتهام بعد ان أمرت المحكمة العليا وحدة ماحش، في شباط الماضي، بمحاكمة الشرطي، اثر الالتماس الذي قدمه الضحية الفلسطيني الى المحكمة العليا، ضد قرار ماحش اغلاق الملف، رغم ان الشرطي اعترف خلال التحقيق معه، بشكل جزئي، بارتكاب المخالفة.
وحسب لائحة الاتهام فقد حدث الأمر في 2007، عندما عمل كوهين مخبرا للشرطة. وفي ليلة السادس من تشرين الثاني 2007، تم اعتقال محمود فراني، المشتكي، وشخص اخر من بلدة العيزرية المجاورة لمعاليه ادوميم. وتم اقتيادهما الى محطة الشرطة واحتجازهما "وهما مكبلي الأيدي ومعصوبي العينين". وفي ساعة غير معروفة للمدعية، وبينما كان الأسير لا يزال معتقلا، قام المتهم بأخذ المشتكي الى المرحاض في محطة الشرطة. وقام الشرطي خلال تواجده مع المعتقل بالتبول على وجهه فيما كان المعتقل يصرخ ويحرك وجهه الى الجانبين. وفي عمله هذا ارتكب المتهم عملية تنكيل نفسي ضد المعتقل. وتنسب لائحة الاتهام الى الشرطة تهمة "التنكيل بعاجز".
وكان كوهين قد نفى خلال التحقيق معه ما نسب اليه، ولكنه بعد ان قيل له انه تم العثور على بقايا حمضه النووي على ملابس المعتقل، قال انه "وقع فعلا امر استثنائي". وجاء في قرار المحكمة العليا الذي امر بمحاكمة الشرطي أن "الشرطي اقتاد المعتقل لقضاء حاجته وهو معتقل ومعصوب العينين. وبعد أن قضى المعتقل حاجته، طلب منه الشرطي أن يقف على يساره كي يقضي حاجته بدوره. ثم طلب من المعتقل أن ينحني، ثم يجثو على ركبتيه، وعندها بدأ بالتبول عليه"
وجاء من اللجنة الشعبية لمكافحة التعذيب في اسرائيل، والتي مثلت الأسير الفلسطيني: "يؤسفنا ان ماحش احتاجت الى عشر سنوات من اجل محاكمة الشرطي المنكل، ونأمل ان تعمل النيابة الان بكل جهد من اجل معاقبة الشرطي".
اتهام مواطنين من كسيفة بقتل جندي اسرائيلي
تكتب "هآرتس" ان نيابة لواء الجنوب، قدمت امس الاحد، الى المحكمة المركزية في بئر السابع، لائحتي اتهام ضد خالد وزاهي ابو جودة، من سكان قرية كسيفة في النقب، على خلفية قتل الجندي يتسحاق كوكيا في مدينة عراد، قبل نحو شهر. واتهم خالد بأنه خطط لتخدير الجندي بواسطة مخدر واختطاف سلاحه وتنفيذ عملية كبيرة بواسطة اطلاق النيران، وهذا كله بالهام من حركة حماس. وأشرك خالد شقيقه زاهي في العملية، لكنه قرر في النهاية طعن الجندي حتى الموت والهرب، وبعد ذلك قام هو وزاهي، بدفن السكين والسلاح في ساحة منزلهما.
ويتهم خالد بارتكاب سلسلة من مخالفات الارهاب، من بينها القتل مع سبق الاصرار، محاولة القتل، حيازة سكين والاعداد لعمل ارهابي وتفعيل سلاح لأغراض ارهابية. ويتهم زاهي بمحاولة القتل وحيازة سكين وتشويش اجراءات التحقيق، والمساعدة بعد تنفيذ العملية واخفاء معلومات خلال التحقيق.
ووفقا للائحة الاتهام، فقد درس خالد الهندسة الطبية وعمل كمتدرب في غرف العمليات في مركز سوروكا الطبي في بئر السبع. وقد تأثر في العام الماضي بأشرطة فيديو تصور عمليات القصف الجوي الإسرائيلي في قطاع غزة التي قتلت الأطفال، وكذلك أشرطة الفيديو الدعائية لحماس، وبدأ بنشر رسائل دينية متعصبة على الفيسبوك، على سبيل المثال، نشر في 30 تشرين اول : "اللهم احفظ أرض المسلمين وأهلك أعداءك، أعداء الدين، وانصرنا على القوم الكافرين".
وحسب لائحة الاتهام فقد قرر خالد، بتأثير من هذه الأفلام "القيام بعمل" من اجل الشعب الفلسطيني، للإعراب عن دعمه لحماس وتمجيد اسمه في الحركة. وفي مرحلة معينة، اشرك شقيقه زاهي في مخططه. وخلال محادثات جرت بينهما ابلغه خالد انه يريد الحصول على سلاح من اجل تنفيذ "عملية كبيرة"، وسأله ان كان يعرف تاجر أسلحة. ورد زاهي بالإيجاب، لكنه لم يسلمه اسماء او تفاصيل تجار.
بعد ذلك، قال خالد لزاهي إنه يعتزم تخدير جندي بمخدر سيحصل عليه من مكان عمله في سوروكا، وبالتالي سرقة سلاحه الشخصي. وفي وقت لاحق، أرسل الى زاهي صورة المخدر من مكان عمله. ووفقا للائحة الاتهام، فقد كان خالد يعتزم شن هجوم واسع النطاق ضد اليهود.
وفي مساء 30 تشرين الثاني، تجول خالد بسيارته في عراد، ومر بجانب محطة الحافلات المركزية، حيث لاحظ الجنود المسلحين الذين ينزلون من الحافلات. وبدأ بتعقبهم حتى عثر على الجندي رون يتسحاق كوكيا، الذي كان يسير لوحده وهو مسلح. واتصل خالد بزاهي، وقال له كلمة السر أنه "توجد بيتزا" (أي وجدت سلاحا). وبعد المحادثة، خرج خالد من سيارته مسلحا بسكين، وطعن الجندي عدة مرات، وأختطف سلاحه وهرب، تاركا كوكيا وهو مصاب.
بعد ذلك اتصل خالد بزاهي وابلغه كلمة السر الأخرى، ففهم زاهي ان خالد حصل على سلاح، وامره بالوصول فورا الى مكان اقامتهما. ووصل خالد وعرض السلاح والسكين وقاما بحفر حفرة في ساحة البيت وغلفا اللاح بقطعة قماش، واخفياه في الحفرة. وبعد ذلك خرجا لتناول البيتزا في عراد، حيث اتفقا على نفي الحادث اذا تم اعتقالهما والادعاء انهما تواجدا في محل البيتزا خلال عملية قتل الجندي.
بيتان يصمت خلال التحقيق الرابع معه
تكتب "هآرتس" ان وحدة لاهف 433 في الشرطة، حققت امس الاحد، للمرة الرابعة مع عضو الكنيست دافيد بيتان (الليكود) بشبهة الحصول على رشوة وغسيل اموال وخرق الثقة في ملف الفساد في بلدية ريشون لتسيون. وحافظ بيتان خلال التحقيق معه على حق الصمت. واستغرق التحقيق معه اكثر من خمس ساعات، وركز بشكل خاص على مصادر تمويل حفل زفاف ابنة بيتان، في شهر آب الماضي. ومن المتوقع ان يخضع بيتان للتحقيق مرة اخرى، يوم غد الثلاثاء. كما تم امس، التحقيق مع زوجة بيتان، للمرة الثالثة.
وتم التحقيق مع بيتان وزوجته حول الاشتباه بقيام رجل الأعمال موشي يوسف، المشتبه به الرئيسي برشوة بيتان، بتمويل حفل زفاف ابنة بيتان بمبلغ 260 الف شيكل نقدا. كما تم استجواب الزوجين حول الاشتباه في أن بعض الهدايا التي تسلماها نقدا، بآلاف الشيكل من المدعوين لحضور حفل الزفاف، كانت في الواقع رشاوى تحت ستار هدايا. وقرر بيتان ومحاميه عدم إعطاء المحققين قائمة بأسماء مقدمي الهدايا خلال حفل زفاف ابنته، لأن الشرطة رفضت حتى الآن الامتثال لطلبه بإصدار أمر يمنع نشر القائمة.
الكنيست تبدأ بمناقشة قانون التوصيات والتصويت عليه في القراءتين النهائيتين
تكتب "يسرائيل هيوم" انه ستبدأ في الكنيست، اليوم، عملية التصويت على مشروع قانون التوصيات المثير للجدل، في القراءتين الثانية والثالثة. ونظرا لأن احزاب المعارضة، التي قدمت 1280 تحفظا، طلبت اجراء نقاش متواصل لمدة 45 ساعة متتالية، فقد يستغرق النقاش يومين أو اكثر. وبناء على ذلك، طلب رئيس الائتلاف الجديد، النائب دودي امسلم، من الوزراء ونواب الائتلاف، أن يحجزوا يوم الأربعاء أيضا، لإمكانية عدم انتهاء المناقشات والتصويت حتى ذلك الوقت.
نتنياهو لشبان يهود: "لا يهم من اي مكان وصلتم واين وكيف ستصلون - اسرائيل هي بيتكم"
تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، قال امس، امام الاف الشبان اليهود من جميع انحاء العالم الذين شاركوا في الحدث الرئيسي لمشروع "تغليت" الذي اقيم في مركز المؤتمرات الدولي في القدس: "لا يهم من اي مكان وصلتم واين وكيف ستصلون - اسرائيل هي بيتكم".
وأضاف نتنياهو ان "هذا هو العام الثامن عشر لوجود "تغليت"، 18 تعني "حي" (المقصود الرقم 18 وفقا للترقيم العبري – المترجم). "تغليت" تولد الحياة لأكثر من نصف مليون شاب يهودي من جميع أنحاء العالم، وليس هناك ما يمثل هويتكم اليهودية اكثر من "تغليت". قبل 4000 سنة جاء شعبنا إلى هذا البلد، ثم فقدناه، طردنا. لكن الشعب اليهودي يرفض الاختفاء. عندما قلنا، "في العام المقبل في القدس المعمورة، كنا نعلم أن هذا ما سيكون. اسرائيل قوية تحافظ على الجاليات اليهودية في جميع انحاء العالم قوية ".
عائلة الجندي ازاريا تكرر طلب العفو عن ابنها القاتل
تكتب "يديعوت احرونوت" انه بعد أكثر من شهر على رفض رئيس الدولة رؤوفين ريفلين طلب العفو الذي قدمه الجندي اليؤور أزاريا، عاد وتوجه والديه الى الرئيس، امس، وطالباه بإعادة النظر في المسألة مرة أخرى.
وفي الوقت نفسه، بعثت محامية ازاريا عينات غلوسر، برسالة إلى الرئيس ريفلين شرحت فيها الطلب بشكل اكثر تفصيلا. وكتبت غلوسر أنه بعد مرور شهر على رفض الرئيس لطلب العفو، وقع 55 من أعضاء الكنيست والوزراء، بمن فيهم رئيس الوزراء نتنياهو والوزراء لبرمان واردان وشكيد، على طلب بإعادة النظر في منح العفو لأزاريا. وشرحت: "نحن نعتقد أن هذا الطلب الذي وقعه رئيس الحكومة والوزراء، وعلى وجه الخصوص وزير الأمن، ينطوي على ظروف خاصة تبرر إعادة النظر في طلب العفو".
وأضافت غلوسر: انه "وفقا للقانون الأساسي، فإن الوزير المسؤول عن الجيش هو وزير الأمن، ورئيس الأركان يخضع لسلطة الحكومة ولوزير الأمن، ويبدو من توجه رئيس الحكومة والوزراء إليكم، ان منح العفو لموكلي لا يضر بحصانة الجيش ودولة إسرائيل، ولذلك نطلب من الرئيس الموقر إعادة النظر في القرار الذي اتخذه في طلب العفو والاستجابة للطلب".
وجاء من ديوان الرئاسة انه "تم تسلم الطلب وسيتم الرد كما هو متبع على المتوجه". مع ذلك، اوضحت مصادر في ديوان الرئاسة ان الرئيس لن ينظر قريبا في الطلب، وقالوا: "من المهم ان نتذكر انه بناء على السياسة المتبعة في معالجة طلبات العفو، فانه يمكن تقديم طلب جديد فقط بعد مرور ستة أشهر على صدور قرار الرئيس في الطلب السابق، الا اذا طرأ تغيير جوهري في ظروف الطلب".

"مقالات"
بن درور يميني، الأكامول القومي
يكتب عودة بشارات، في "هآرتس" انه إذا تم تحويل المقالات إلى حبوب طبية، فإن مقالات بن درور يميني في "يديعوت أحرونوت" هي الحبوب النهائية لتخفيف آلام ضمير الإسرائيليين الوطنيين.
يمكن تلخيص نهج يميني بعبارة: الفلسطيني الذي يعرض كضحية أمامكم هو ليس تعتقدون. وسيثبت يميني، بعد صورة الوفاة للجثة الفلسطينية، أن وراء مظهر الجثة البريئة يكمن صندوق زواحف، تضع صاحبها، عندما كان على قيد الحياة، في صف واحد مع اكبر كارهي اليهود.
منذ عدة أسابيع يعرب الفلسطينيون عن غضبهم من قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من خلال تجاهل الحقوق الفلسطينية. في كل المظاهرات التي أجروها، لم يتم إطلاق رصاصة واحدة. وكان الرد الإسرائيلي على المظاهرات، وخاصة المظاهرات في غزة، القصف بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والذخيرة الحية. حسنا، إذا لم يكن هناك أي احتكاك مع الجنود الإسرائيليين، وغني عن القول أنه لا يوجد أي تهديد لحياتهم، فلماذا يتم اطلاق النار الحية؟ وبالمناسبة، لقد تم طرح السؤال نفسه قبل 17 عاما في تشرين الأول 2000، عندما حدد القناصة الذين تم نشرهم في اماكن بعيدة ومرتفعة، على من سيطلقون النار ومن سيحظى بالحياة. كان من الممكن ان نحضر هنا، مع تغيير طفيف، مقولة اليهودية: "الموت والحياة في يد جندي يهودي شاب". هل هذا هو ما يعدونه للشباب اليهودي هنا؟
هذا الأسبوع، في أعقاب الضجة، الدولية طبعا، التي نشأت بعد مقتل إبراهيم أبو ثريا، المقطوع الساقين من غزة، الذي شوهد جالسا على كرسي متحرك قبل قتله، وقف الأكامول النهائي للتخفيف على الضمير الإسرائيلي، الذي وجد نفسه يتعذب للحظة. لقد كشف يميني، بعد عملية مباحث لا تخجل أفلام جيمس بوند، أن ابو ثريا البريء، ظاهرا، قال في ذلك الصباح القاتل لعائلته أنه ذاهب ليموت. حسنا، ضبطناك متلبسا! أردت الذهاب لتموت، ولم تختار مكانا آخر، سوى تلك المظاهرة بالذات، وذلك لكي تتسبب بتشويه وجوه اولادنا اصحاب خصل الشعر الجميلة.
هل تفهمون ذلك أيها اليهود الأعزاء؟ هذا الفلسطيني الذكي، الذي يبدو بريئا، بل حتى مبتور الساقين من اجل تضخيم التأثير، يركض إلى منطقة الصراع، يشاهد الرصاصة التي اطلقها اولادنا ببراءة، وبدلا من خفض رأسه، قفز عليها، ومات وهو سعيد لأنه سيورط اليهود مع أمم العالم في قضية أخرى. والآن اذهب وشرح أن ما حدث هو ليس تماما ما حدث. حقا، يميني، لنفترض أن الرجل يريد الانتحار، هل من دور الجنود مساعدته في المهمة؟
هذا الأسبوع، كانت ايدي الدكتور يميني مكتظة بالعمل. وفي العدد نفسه من "يديعوت أحرونوت"، هرع إلى مهمة عاجلة أخرى، للتعامل مع قضية عهد التميمي، التي حاولت صفع جندي من الجيش الإسرائيلي، الذي لم تتمكن بسبب المعدات الكثيرة التي حملها من الوصول إلى خده. في مقال يميني يجري وصف الفتاة بأنها ليست اقل من عارضة. لو كان صحفي في إسرائيل قد الصق بمتظاهرة يهودية مثل هذا الوصف، لكان من المؤكد أنه سيتم فصله اليوم التالي، ولكن الحديث هنا عن مسألة إنقاذ الحياة، وكل شيء مسموح. بما في ذلك الصاق هذا اللقب بها، الذي قد يثير ردود فعل تشجبها في المجتمع المحافظ الذي تعيش فيه.
هنا أيضا، ليست عهد هذه هي ما فكرتم فيه، مجرد "عارضة". لقد حقق يميني، أيضا، في تاريخ والديها، ولكن لسبب ما نسي أن يذكر أن ابن عمها أصيب برصاصة في الرأس قبل وقت قصير وانه يخضع للعلاج في المستشفى.
الأكامول يميني لن يساعد. المنطق السليم يقول: لا تتعامل مع أعراض المرض، وانما مع المرض نفسه. فبعد كل شيء، كم يمكن تجميل الاحتلال؟ هذه مهمة غير إنسانية. يمكن أن تشعر بالشفقة على يميني ونشاطه السيزيفي العقيم، الذي يسبب السخرية فقط. ففي نهاية الأمر، "شو تعمل الماشطة بالوجه العكر"، كما قال العرب.
الولايات المتحدة لا يجب ان تكون محايدة
يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس" ان محمود عباس لم يكتشف امريكا عندما قال ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تكون وسيطا محايدا في الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني. من الواضح ان الولايات المتحدة، الديمقراطية الرائدة في العالم، لا يمكن أن تكون وسيطا محايدا بين إسرائيل الديمقراطية والفلسطينيين، الذين يمثلون – سواء كانت السلطة الفلسطينية أو حماس - النقيض المطلق للسلطة الديمقراطية والقيم الديمقراطية.
وعلاوة على ذلك، لا يجب على الولايات المتحدة التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، فهي لا يمكن، بل يمنع عليها، أن تكون محايدة في الصراع بين حليفتها إسرائيل وأعداء هذا الحلف - تماما كما أنه لا يمكن لها التوسط بين اليابان الديمقراطية وروسيا المستبدة.
عندما تحاول الولايات المتحدة التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين – كما في واي بلانتيشن أو كامب ديفيد، عندما توسط الرئيس بيل كلينتون بين بنيامين نتنياهو وياسر عرفات وبين إيهود براك وياسر عرفات – فإنها لن تكون مخلصة لنفسها، وبالتالي فإن جهودها محكوم عليها بالفشل. كيف يمكن للولايات المتحدة أن تكون وسيطا محايدا في الصراع بين زعيم دولة ديمقراطية وإرهابي؟
في الواقع ليست هناك حاجة إلى وسيط بين إسرائيل والفلسطينيين. وليس هناك بديل للمفاوضات المباشرة. لكن الفلسطينيين، كما ثبت مرارا وتكرارا، ليسوا مهتمين بإجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، والتي يمكن أن تضع حدا للصراع: حماس، لأنها تطمح علنا لتدمير إسرائيل، وعباس لأنه يعلم أنه ليس لديه صلاحية بالموافقة على أي تسوية، او تطبيق اتفاق، اذا تم التوصل إليه. عباس، الذي يعتقد خطأ أنه يستطيع تجاوز المفاوضات مع إسرائيل، يطمح للحصول على اعتراف دولي بواسطة الأمم المتحدة كبديل للاتفاق مع إسرائيل. الأغلبية التلقائية التي يحظى بها كل مشروع قرار في الأمم المتحدة ضد إسرائيل تسمح له بالقيام باستعراضات دراماتيكية هناك، والتي لا يوجد لها أي معنى في النهاية.
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يعارض الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، هو دليل واضح على حقيقة أن التصويت في الأمم المتحدة المتعلق بإسرائيل يتأثر بالمواقف المسبقة - لا سيما مواقف الدول غير الديمقراطية، التي لا يعترف معظمها بإسرائيل - ولا تعبر عن القيم الأخلاقية التي تؤمن بها هذه الدول ظاهرا. لقد قدمت تركيا واليمن مشروع القرار المتعلق بالاعتراف بالقدس. هل نحتاج الى كلمة أخرى؟ الأغلبية "الساحقة" التي صوتت لصالح القرار برهنت، في المجمل العام، حقيقة وجود أغلبية للدول غير الديمقراطية في الأمم المتحدة، وأن هذه المنظمة لا تسترشد بالمبادئ الأخلاقية.
لقد عبر رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزق عن وجهات نظر العديد من الذين قرروا "تحدي" الولايات المتحدة في الامم المتحدة. وقال في مؤتمر صحافي عقده في ماليزيا: "هناك 1.6 مليار مسلم في العالم و 13 مليون يهودي فقط. وليس من المعقول ان يخسر 1.6 مليار امام اليهود". وحسب رأيه، كان هذا بمثابة انتصار للمسلمين على اليهود. ربما تذكر هذه التصريحات بعض دول أوروبا الغربية التي انضمت إلى ماليزيا واليمن وتركيا في تصويت الأمم المتحدة، من هم شركائها. إذا كان هذا التصويت يدل على كيفية قيادة العالم – فإنه فعلا في حالة صعبة. بعض الذين فرحوا عندما تلقت اسرائيل والولايات المتحدة على "صفعة على الوجه"، من المؤكد أنهم يشعرون الآن ببعض الأسف.
وفي كل ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني - فانه يبدو الآن أن تسويته بعيد المنال. الفلسطينيون يفتقدون الى قيادة متماسكة ومتسقة. ولا تنعكس وحدتهم إلا في دعمهم للأعمال الإرهابية. هذه هي الأداة التي اختاروها للتعامل مع إسرائيل. انهم هم يعتقدون أن الوقت يقف إلى جانبهم وأن الإرهاب سينتصر. انهم مخطئون. فالتصويت في الامم المتحدة أضر بمصالحهم فقط.
ما هو المخيف في العائلات الثكلى الفلسطينية؟
يكتب رام كوهين، في "يسرائيل هيوم" انه في مقالة نشرت في هذه الصحيفة، سألت عائلات ثكلي: "هل من المنطقي أن يتم احياء ذكرى جندي من الجيش الإسرائيلي وإرهابي معا؟". وفي هذا السياق، انتقدوا بشدة "منتدى عائلات الثكلى اليهودية والفلسطينية" الذي يفسد روح الشباب في نشاطه.
لقد تأسس منتدى العائلات الثكلى من قبل ابناء العائلات التي لحق بها الضرر نتيجة الصراع، ولا تعتبر دائرة الدم ضرورة حتمية وضرورة وجودية لها. فقدان اعز ما تملك، بالنسبة لتلك العائلات ليس سببا لاستمرار إراقة الدماء، بل فرصة للتثقيف على السلام والمصالحة.
يلتقي أعضاء منتدى العائلات الثكلى مع مجموعات مختلفة من كلا الشعبين، وكذلك مع الطلاب في المدارس الإسرائيلية. والهدف من ذلك هو: نقل الرسالة القائلة بأنه من الممكن والضروري وقف دورة الإرهاب وإراقة الدماء، وأن اليهود والعرب يرفضون أن يكونوا أعداء. هل يعتبر هذا تثقيفا على "وعي كاذب"، كما كتبت العائلات التي تعارض ذلك؟ الجواب هو لا. هذا تثقيف على محبة الإنسان والالتزام بقيمة الحياة.
كل من يعتبر كل الضحايا الفلسطينيين قتلة وانتحاريين، فقط، وكل من يجعلهم كتلة واحدة، لا يعرف (والأسوأ من ذلك، يرفض الاعتراف) الجانب الآخر. انه يجبر نفسه وأولاده على العيش في فقاعة من الوعي الكاذب. يسلم نفسه، عن سابق معرفة ودون معرفة، لتعاليم أولئك الذين يغذون النار.
يجب قول الحقيقة: عدد الفلسطينيين الذين أصيبوا عرَضًا، جراء العمل العسكري بنيران القوات الإسرائيلية هو أكبر من عدد الفلسطينيين الذين شاركوا في القتال ضد الجيش الإسرائيلي ومواطني دولة إسرائيل. لهؤلاء الضحايا آباء وأشقاء وأطفال وأفراد أسرة يمكن لهم أن يغضبوا جدا علينا. لكنهم اختاروا إلقاء غضبهم جانبا والتوصل معنا إلى المصالحة. ما هو الأمر المخيف جدا حول ذلك؟
هكذا، على سبيل المثال، ياسمين من كفر سالم، بالقرب من نابلس، التي قتل والدها على يد مستوطن يدعى يهوشواع اليتسور بالقرب من منزلهم قبل 13 عاما. لقد اوقف اليتسور والدها الذي كان يقود سيارته على طريق الفصل – الذي يقود إلى إلون موريه- وقتله بنيران رشاش. ياسمين وشقيقها يعانيان من العمى منذ الولادة. ومقتل والدها فرض على أسرتها حياة الفقر والجوع. ياسمين عضو في المنتدى. وفي كل مرة تلتقي بي، تخبرني عن التزامها بالمصالحة. هكذا، ايضا، عائلة محمد ابو  خضير، الذى احرقه ارهابي يهودي حتى الموت، هم ايضا اعضاء في المنتدى. فمن هو القاتل هنا ومن هو الضحية؟
حتى لو جاء غدا نجل انتحاري، شقيق انتحاري، والد انتحاري، ويمد يديه ويقول: أنا أدين العنف كوسيلة لحل الصراعات. ويود أن يأتي إلى جمهور الشباب في إسرائيل ويقول له: دعونا نتخلى عن مسار العنف ونتكاتف من أجل المصالحة – فإنني سأدخله الى مدرستي للتحدث مع الأولاد. انه امر صعب، ومؤلم، ولكن "صعوبات السلام افضل من عذابات الحرب".
المدارس ليست ثكنات عسكرية مصممة لتعليم الأطفال حياة الجيش والحرب. المدارس تهدف لتثقيف الأطفال على التفكير، التشكك، الاستفسار، طرح الأسئلة، والمجادلة اساسا. إذا كان كل شيء واضح للجميع، وإذا لم يكن هناك مجال للتفكير النقدي حول القائم، يمكن للمرء أن يتوقف عن تعليم القيم في المدارس. وسوف تجند المعلمين لتدريس الرياضيات والإنجليزية فقط. ويمكن أيضا التخلي عن التاريخ؛ فلماذا نتذكر أننا عشنا ذات مرة تحت حكم أجنبي، وصفعنا الجنود البريطانيين، بل حتى قمنا باغتيالهم؟
المصيدة الفلسطينية.
يكتب د. روني شكيد، في "يديعوت احرونوت"، انه إذا كانت لدى الفلسطينيين ذرة أمل في تجديد المفاوضات في عهد نتنياهو، فقد تلاشت بعد إعلان ترامب بشأن القدس. وقال ابو مازن في حالة يأس عميق "اننا لن نقبل الولايات المتحدة كوسيط لعملية السلام ولن نقبل اي خطة سلام من الجانب الامريكي".
يجب الاعتراف: منذ تأسيس حكومة نتنياهو في انتخابات عام 2009 لم تجر مفاوضات جدية مع الفلسطينيين، وطالما تواصلت سلطة الحكومة الحالية، لن يتم تجديدها. وبشكل عام، تم محو مفهوم المفاوضات من المعجم السياسي في إسرائيل، ناهيك عن كلمة السلام. كيف يقول نتنياهو؟ "لم يكن هناك شيء، لا يوجد شيء، لن يحدث شيء".
طوال هذه الفترة، لم تحطم رام الله الآليات. بعد انتخاب ترامب، أراد أبو مازن أن يصدق بأن الرئيس الجديد يؤيد رؤية الدولتين، وانتظر نشر خطة السلام الأمريكية، واعتقد أنه من الممكن العودة إلى "الطاولة". وكان يأمل حتى صدور إعلان القدس – وهي ضربة قاضية من تحت الحزام بالنسبة له – أن يسحب ترامب أرنب سياسي ما وينقذ ما يمكن انقاذه.
الآن، بقي صندوق الأدوات السياسية لدى أبو مازن فارغا. لقد أعلن أنه يريد التفاوض مع وسيط آخر - أوروبي أو روسي - وهو يريد ممارسة المزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل. لكنه يعلم أن نقاشا آخر في الأمم المتحدة وقرار آخر في الجمعية العامة لن يعطيه إلا انتصارا رمزيا ليس له فائدة عملية، وبالتأكيد لن يجعل الفلسطينيين أقرب إلى الدولة. اوروبا غارقة في مشاكلها، ولا تملك القدرة على فرض مفاوضات سياسية؛ والدول العربية، بشكل خاص، خلال الفترة الحالية، هي فوهة محطمة بالنسبة للفلسطينيين.
وعلى الرغم من التصريحات، فإن رام الله تدرك أنه لن تكون هناك مفاوضات بدون وساطة أمريكية. ولذلك، في محاولة لإعادة تكرار الانتفاضة الأولى، التي أجبرت إسرائيل أخيرا على الوصول إلى طاولة المفاوضات، فإنها تهدد الآن بتكثيف النضال الشعبي العنيف ضد إسرائيل، وهو نوع من حرب الاستنزاف. وسيحاول الفلسطينيون تطبيق هذا النضال حتى نهاية فترة ترامب أو حتى تغيير الحكومة في إسرائيل.
حماس أيضا وقعت في المصيدة: قادتها يطلقون تصريحات حربية، وفي الوقت نفسه يعضون على شفاههم ويقاتلون المنظمات المارقة التي تحاول، من خلال الرذاذ الصاروخي، جر غزة إلى الحرب. يدرك سنوار وهنية أن مغامرة الحرب تشكل خطرا على مستقبل منظمتهم. كما ان حماس محبطة من حقيقة أنه على الرغم من الحديث عن الوحدة، أبو مازن بكل ببساطة "لا يهتم" بغزة. بعد وضع حد للمفاوضات، ليس لدى أبو مازن أي دافع للمصالحة مع حماس. ولا يزال يدفع الثمن سكان غزة الذين تفاقم وضعهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
لقد تغير الواقع تماما خلال العقدين الأخيرين في المناطق، وفي القدس الشرقية، والآن يترسخ بتشجيع من ترامب – 450 الف مستوطن وشبكات بنى تحتية مدنية واقتصادية. كما ازدادت شروط حكومة نتنياهو، التي تعلن استعدادها للتفاوض دون قيد أو شرط. ليس فقط "لا" للمفاوضات حول القدس، وليس فقط مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، ولكن هذه الامرة شرط جديد أيضا - لا مفاوضات بدون اعتراف الفلسطينيين بالقدس عاصمة للشعب اليهودي. وفي المقابل ينهض جيل فلسطيني جديد، أكثر تدينا ومعبأ بمشاعر الغضب الجماعي والإحباط والكراهية والانتقام، وواقع كيان يشبه الدولة على مساحة 18٪ فقط من اراضي الضفة. وفي الواقع الذي لا يرى فيه الفلسطينيون أفقا سياسيا في المستقبل المنظور، سيبقى رد فعلهم النهائي هو التمسك بروح الصراع، التي تتيح له، من وجهة نظرهم، مبررا لمواصلة الكفاح.
إن الجمود السياسي، واستمرار البناء في المستوطنات، والضم الواقعي للعديد من المناطق في الضفة الغربية، لا يترك أي فرصة لرؤية الدولتين. والاتجاه نحو الدولة ثنائية القومية بالإكراه - خلافا للطموح الصهيوني بدولة يهودية وديمقراطية - يصبح حقيقيا. هذا الواقع محفوف بالقوى المدمرة. لديهم، ولدينا أيضا.

التعليـــقات