رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 21 كانون اول 2017

الخميس | 21/12/2017 - 11:25 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 21 كانون اول 2017

 

السلطة الفلسطينية تطلب التدخل الروسي في العملية السلمية
تكتب صحيفة "هآرتس" انه في ضوء خيبة املها من الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، تسعى القيادة الفلسطينية الى تنشيط دور روسي فاعل في العملية السلمية. وعلمت "هآرتس" ان المسؤول في فتح، والمقرب من الرئيس عباس، نبيل شعث، التقى هذا الأسبوع في موسكو، مع وزير الخارجية سيرغي لافروف. وقال مصدر فلسطيني رفيع ان شعث نقل الى لافروف رسائل من الرئيس عباس، مفادها ان الفلسطينيين فقدوا الثقة بالرعاية الأمريكية في اعقاب خطاب الرئيس ترامب، ويطمحون الى قيام روسيا بلعب دور رئيسي اكثر في المنطقة، الى جانب الصين وفرنسا.
في هذه الأثناء، التقى مبعوث ترامب لعملية السلام، جيسون غرينبلات، امس (الأربعاء)، مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لإسرائيل، بهدف تأكيد التزام الادارة الأمريكية بالتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، حسب ما قاله البيت الأبيض. ولم يجتمع غرينبلات مع القيادة الفلسطينية، التي قاطعته بموجب قرار قطع العلاقات مع ادارة ترامب. ومع ذلك، قال مسؤول في البيت الابيض لصحيفة "هآرتس"، "ان واشنطن تأمل أن يوافق الفلسطينيون في المستقبل على مناقشة خطة السلام الأمريكية مع غرينبلات وصهر ترامب، جارد كوشنر".
وقال مسؤول امريكي رفيع: "نحن نعتقد أنه في الوقت المناسب، ستعترف الأطراف المعنية بأن خطتنا تخدم مصالح إسرائيل والفلسطينيين جيدا". واوضح المسؤول ان الولايات المتحدة لم تتراجع عن نيتها دفع خطة السلام، وقال: "الكثير من الناس كانوا متشككين عندما قلنا أننا نواصل العمل على ذلك (بعد خطاب ترامب)، لكننا جادون".
وأوضح مسؤولون كبار في رام الله ان الرغبة في التدخل الروسي ترجع الى كون موسكو أيدت دائما الموقف الفلسطيني بشأن حل الدولتين وأشاروا الى ضلوعها المتزايد في الشرق الأوسط. وقال مسؤول فلسطيني كبير في تصريح لصحيفة "هآرتس":  "لا شك في ان المشاركة الروسية على الساحة هي الاكثر هيمنة ولا تستطيع اسرائيل تجاهلها". واضاف ان "كل من لا يعترف بان الولايات المتحدة تتخلى عن الشرق الاوسط وان الروس اصبحوا ضالعين بشكل اكبر، هو اعمى".
في المقابل توجه الرئيس عباس الى باريس، امس، للاجتماع مع الرئيس الفرنسي عمانوئيل ماكرون، في محاولة لتجنيده للجهود الدولية ضد اعلان ترامب. وجاء ذلك بعد لقائه مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية. ووفقا لمصدر مقرب من عباس، فإن الاجتماعات في الرياض جرت بناء على طلب السعوديين وعلى خلفية الاعتراف الأمريكي بالقدس.
وخلال زيارته لإسرائيل، التقى غرينبلات بمنسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يواف مردخاي، الذى تربطه به علاقات وثيقة. كما التقى مع مبعوث الاتحاد الاوروبي الخاص لتعزيز عملية السلام فرناندو جنتيليني. وحضر بعض اللقاءات السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان. وكتب غرينبلات على حسابه في تويتر "ان لقاءه مع نتنياهو كان اساسا للحديث، بينما نواصل جهود السلام التي من شأنها ان تساعد الاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وحول اللقاء مع نتنياهو، تكتب "يديعوت احرونوت" انه خلال الاجتماع اعرب غرينبلات وفريدمان، عن اعتقادهما بأن الفلسطينيين غير مستعدين للعودة الى الوساطة الأمريكية، لكنهما على استعداد لمنحهم فترة سماح. كما اوضحا انه اذا لم يتراجع الفلسطينيون عن موقفهم، فان الادارة لا تنوي دفع أي خطة سلام بدون الفلسطينيين، وبالتالي فانهم سيفوتون الفرصة.
وحسب الصحيفة فقد واصل فريق السلام في ادارة ترامب العمل على الاتفاق النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي الوقت نفسه، نقل الأمريكيون إلى إسرائيل رسالة مفادها أنهم لا يرغبون في رؤية طفرة من البناء في القدس، بعد إعلان ترامب – من النوع الذي يمكن ان يؤدي إلى تصعيد الوضع ويجعل من الصعب على الفلسطينيين العودة إلى طاولة المفاوضات.
وجاءت هذه الرسالة بعد أن سمع الأميركيون تقارير عن خطط البناء التي يتم إعدادها من قبل وزارة الإسكان. وأبلغ غرينبلات وفريدمان محاوريهما الإسرائيليين بأن إعلان ترامب بشأن نقل السفارة جدي، وأن الشخص الذي سينسق الأعمال التحضيرية للسفارة، سيكون السفير لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، ومعه فريق خاص يعمل في وزارة الخارجية.
بيتان يستقيل من رئاسة الائتلاف ونتنياهو يعين امسلم بدلا منه
تكتب صحيفة "هآرتس" انه من المتوقع ان تحقق الشرطة ثلاث مرات في الأسبوع المقبل، مع النائب دافيد بيتان، الذي استقال يوم امس من منصبه كرئيس للائتلاف، والمشبوه بالفساد وتلقي رشوة من مقاولين ورجال اعمال. وستجري التحقيقات ايام الاحد والثلاثاء والخميس في مكاتب وحدة التحقيق القطرية في اعمال الغش والخداع في اللد، وذلك بسبب تأجيل التحقيق معه في الأسبوع الماضي، على خلفية وفاة والد زوجته. ويفترض ان يتركز التحقيق مع بيتان حول شبهة تلقي رشوة على أنها هدايا خلال حفل زفاف ابنته في شهر آب الماضي، وايضا من خلال تغطية آخرين لمصروفات حفل الزفاف.
ومن المتوقع ان يصل بيتان الى التحقيق ومعه قائمة بأسماء كل الضيوف الذين احضروا هدايا مالية. وادعى بيتان خلال التحقيق الأخير معه، ان الهدايا المالية التي تسلمها استخدمها لتغطية مصاريف حفل الزفاف التي بلغت 260 الف شيكل، وذلك خلافا للادعاء بأن المقرب منه، رجل الاعمال موشيه يوسيف، هو الذي مول مصاريف الحفل.
ويشتبه يوسف بدفع رشوة لبيتان، وتجري حاليا اتصالات معه في محاولة لتحويله الى شاهد ملكي. ويدعي بيتان انه قام بتمويل حفل الزفاف من الهدايا، وانه اعطي المبلغ ليوسف لكي يقوم بدفعه لأصحاب القاعة، بعد عدة ايام من الحفل، لأنه لم يتمكن من عمل لك شخصيا بسبب اكتظاظ جدول اعماله. ومن بين الامثلة التي قدمها للشرطة حول اكتظاظ جدول اعماله، كان لقاءات لوسائل الاعلام.
وادعى بيتان ان حجم الهدايا المالية كان اكبر من المصروفات وانه سلم بقية المبلغ للعروس وزوجها. وعليه ستحقق الشرطة في الأسبوع المقبل مع ابنة بيتان وزوجها.
الى ذلك، تتواصل الاتصالات بين الشرطة وطاقم الدفاع عن يوسف في سبيل توقيع صفقة شاهد ملكي. وقال مصدر مطلع على مجريات التحقيق ان يوسف اعرب عن استعداده لكشف الاموال التي حولها لبيتان، لكنه لم يتم الاتفاق بين الجانبين بعد، حول العقوبة المتفق عليها. ويسود التقدير بأن الشرطة ستوافق على عقوبة السجن لمدة سنة او سنتين، الى جانب مصادرة ملايين الشواكل.
كما تتواصل الاتصالات لتجنيد رجل العقارات درور غلازر، كشاهد ملكي ضد بيتان. واقترحت الشرطة معاقبته بالسجن لتسعة اشهر، فيما يوافق غلازر على عقوبة ستة اشهر في العمل الجماهيري فقط. ويشتبه غلازر بدفع مبلغ 250 الف شيكل لبيتان لقاء تدخله لدى بلدية تل ابيب لدفع مشروع عقارات في جنوب المدينة.
وكان بيتان قد اعلن، صباح امس، استقالته من رئاسة الائتلاف الحكومي، على خلفية التحقيقات ضده. وقرر نتنياهو تعيين النائب دافيد امسلم، رئيسا للائتلاف. وجاء في بيان نشره بيتان انه طلب من رئيس الحكومة اعفاءه من منصبه كرئيس للائتلاف. وكتب انه طلب ذلك لان "الوضع القائم يصعب علي اداء مهامي ولا اريد المس بعمل الائتلاف". وقال انه سيواصل الخدمة في الكنيست باحترام كنائب من قبل الليكود، وسيبذل قصارى جهده لمواصلة تمثيل الجمهور الذي اولاه الثقة.
وكان المقربون من بيتان قد حثوه، صباح امس، على عدم الاستقالة، كي لا يتم تفسير خطوته هذه على انها نوع من الاعتراف. واكد المقربون ان الاستقالة من الكنيست ليست واردة. وقالت مصادر في الائتلاف الحكومي ان نتنياهو اختار امسلم لمنصب رئيس الائتلاف، لأنه كان ابرز نواب الليكود الذين نافسوا على هذا المنصب، ويتمتع بأفضل القدرات للقيام بهذه المهمة.
وقالت مصادر في الكنيست ان "امسلم هو بلدوزر، يمكنه الخبط على الطاولة واحضار كل النواب المتمردين للتصويت". يشار الى ان امسلم نال ثقة نتنياهو، خلال الأشهر الأخيرة، عندما دفع بتحمس مشروع القانون الذي يمنع التحقيق مع رئيس حكومة خلال ادائه لمهامه، ومن ثم مشروع القانون الذي يمنع الشرطة من نشر التوصيات في نهاية التحقيق.
وقال مصدر في الائتلاف الحكومي، ان "امسلم اثبت قدرته على توفير البضاعة، ايضا، في القوانين المختلف عليها، والتي تدفع مصالح نتنياهو الشخصية. صحيح ان نتنياهو تراجع عنها، في نهاية الأمر، لكنه تذكر الحرب التي ادارها امسلم من اجله". وعرض نتنياهو مساء امس، منصب رئيس لجنة الداخلية الذي سيخليه إمسلم، على النائب يوآب كيش، رئيس لجنة الكنيست، والذي طلب مهلة لفحص الاقتراح. وفي حال رفض كيش لهذا المنصب، قد يعرضه نتنياهو على النائب ميكي زوهر.
مفاوضات مع عائلات الاولاد اليمنيين المختطفين للاعتراف بالظلم الذي لحق بهم
تكتب "هآرتس" ان ديوان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يجري محادثات مع ممثلي عائلات اولاد اليمن، في سبيل الاعتراف بالظلم الذي لحق بعائلات الأولاد الذين اختفوا خلال السنوات الاولى للدولة. وحسب تقرير نشرته قناة "مكان" الاعلامية، فإنه تجري في الأسابيع الأخيرة محادثات رسمية ومباشرة بين الطرفين، يقودها رئيس الطاقم في ديوان نتنياهو، يوآب هوروبيتش.
وجاء في التقرير، ايضا، ان جهات رفيعة من وزارة القضاء ضالعة في هذه الاتصالات. وأكد مصدر يشارك في الاتصالات باسم العائلات، لصحيفة "هآرتس"، مساء امس، وجود اتصالات بين الطرفين. ووفقا له، فإن الموضوع الأساسي الذي تطرحه العائلات هو الاعتراف بالظلم الذي عانت منه في السنوات الأولى للدولة، عندما تم انتزاع العديد من الأطفال من أصل يمني من آبائهم، واختفت آثارهم. مع ذلك، اكد المصدر، ان "الحديث هو فقط عن الاعتراف وليس عن تعويض مالي".
وتدعي التنظيمات التي قادت في السنوات الأخيرة نضال عائلات الأطفال اليمنيين، أنه تم اختطاف الأطفال من عائلاتهم وأن الامر تم بشكل رسمي. ويدعون أيضا، أن الدولة كانت ولا تزال مسؤولة عن هذا، وبالتالي يجب أن تعترف بذلك، والاعتذار عن مشاركتها فيه، وتعويض العائلات.
ترامب وهيلي يهددان دول العالم بقطع المساعدات في حال تأييدها لمشروع قرار دولي ضد اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لاسرائيل
كتبت صحيفة "هآرتس" ان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هدد يوم الاربعاء، بوقف تحويل المساعدات المالية للدول التي ستصوت ضد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس. وقال ترامب للصحافيين في البيت الابيض "انهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وحتى المليارات، ثم يصوتون ضدنا". واضاف: "حسنا سنشاهد التصويت، فليصوتوا ضدنا. سنوفر الكثير، لا يهمنا".
وفى وقت سابق، بعثت السفيرة الأمريكية لدى الامم المتحدة نيكي هيلي، برسالة تهديد الى جميع ممثلي الدول التي تعتزم التصويت في الجمعية العامة ضد الاعتراف الامريكي بالقدس. وحذرت في الرسالة من ان "الرئيس سيراقب تصويتكم بعناية وطلب منى ان ابلغه عن الذين سيصوتون ضدنا، لا تترددوا في الاتصال بفريقي لطرح الاسئلة، ان وجدت".
وسيجري التصويت، اليوم الخميس، عند الساعة الخامسة مساء، بتوقيت اسرائيل، بناء على طلب اليمن وتركيا، بعد اجراء نقاش طارئ في موضوع اعلان ترامب. ولا تتمتع الولايات المتحدة بحق النقض في الأمم المتحدة، ولذلك يسود التقدير بأن القرار سيمر. ويعتبر التصويت رمزيا في الأساس، وهدفه تعزيز القرارات السابقة للأمم المتحدة التي تدعم حل الدولتين على اساس حدود 67، وترفض التغييرات في مكانة القدس.
وفى الرسالة الكاملة الى وصلت الى صحيفة هآرتس، كتبت هيلي لممثلي الدول: "عندما تفكرون بتصويتكم، يرجى العلم ان الرئيس سيتعامل مع هذا التصويت بشكل شخصي". واشارت هيلي الى انه "قبل 22 عاما، اعلن الكونجرس الامريكي انه يجب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وان تنقل الولايات المتحدة سفارتها الى القدس. وقد صادق الرئيس ترامب على هذا الإعلان من خلال الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل. بيد ان الرئيس اضاف ان هذا لن يضر بالمفاوضات المستقبلية، بما في ذلك مسألة الحدود العينية والسيادة الاسرائيلية في القدس. واكد الرئيس انه يدعم الوضع الراهن في الاماكن المقدسة ولا يؤيد التغييرات في جبل الهيكل/الحرم الشريف".
كما تشرح هيلي لممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ان "البيان الأمريكي هو اعتراف بأنه سيتم دفع السلام كلما كانت الاطراف صادقة مع بعضها حول الحقيقة الأساسية بأن القدس هي عاصمة لإسرائيل منذ تأسيسها قبل قرابة 70 سنة. وقال الرئيس بوضوح انه يدعم حل الدولتين اذا وافقت الأطراف على ذلك. نحن نعرف ان الجمعية العامة للأمم المتحدة ملتزمة بهدف السلام، ونطلب منكم التفكير بما اذا كان هذا القرار لا يسهم في التحريض والعنف المتزايد. ولكي نكون واضحين، نحن لا نطلب من الدول الأخرى نقل سفاراتها الى القدس، وانما ان تعترفوا بالصداقة التاريخية، بالشراكة والدعم الذي قدمناه وتحترموا قرارنا بشأن سفارتنا".
يشار الى ان رسالة هيلي مليئة بالرسائل الإسرائيلية التي بعثت بها وزارة الخارجية في القدس الى السفراء الاسرائيليين في جميع أنحاء العالم. وعلى سبيل المثال، يذكر أن القدس هي عاصمة إسرائيل عمليا، قبل فترة طويلة من الاعتراف الأمريكي، وأن القرار قد يدعم تصعيد الإرهاب والعنف على الأرض. ومقابل رسالتها هذه بعثت هيلي بتهديد الى ممثلي الدول عبر حسابها على تويتر، وقالت: "في الأمم المتحدة، يطلب منا أن نفعل الكثير ونعطي الكثير، لذلك عندما نتخذ قرارا وفقا لإرادة الشعب الأمريكي فيما يتعلق بمكان سفارتنا، فإننا لا نتوقع من أولئك الذين ساعدناهم إيذاءنا. في يوم الخميس سيكون هناك تصويت ينتقد قرارنا. الولايات المتحدة ستسجل الأسماء".
ريغف ترفض توقيع اتفاق مع الاتحاد الاوروبي يستثني المستوطنات
تكتب صحيفة "هآرتس" ان وزيرة الثقافة ميري ريغف قدمت تحفظا اوليا الى سكرتارية الحكومة على قرار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، المصادقة على اتفاق تعاون مع الاتحاد الاوروبي، يتضمن شرطا يستثني المستوطنات. وقالت ان "قبول الاتفاق يعزز الانطباع بان اسرائيل تفهم ان هذه المناطق لا تنتمي اليها او لن تنتمي اليها في المستقبل".
وقالت ريغف: "إن النتيجة السخيفة لهذا الاتفاق هي أنه إذا قدمت السلطة الفلسطينية مشروعا في الخليل أو القدس الشرقية فسيتم قبوله ودعمه في حين أن إسرائيل لن تكون قادرة على القيام بذلك. حقيقة أن هذا الاتفاق يشير إلى السلطة، كما لو كانت دولة مجاورة، كجزء من تعريف الاتفاق الذي يتعامل مع "دولة مجاورة"، هو أيضا غير مقبول علي".
كما كتبت الوزيرة: "رأيي المبدئي هو أن على الحكومة الإسرائيلية رفض الاتفاقات التي تطالبنا بمقاطعة فعلية لأجزاء من الوطن أو السكان الذين يعيشون في مرتفعات الجولان، أو القدس أو يهودا والسامرة، ما عدا في حالات استثنائية للغاية، وفي هذه الحالة لا أرى أي مبرر لتقديم تنازلات والتوقيع بيد واحدة على هذا الاتفاق، فيما نطالب بيدنا الثانية من العالم الاعتراف الفعلي بحقنا في القدس الموحدة، بل وان يقوم بنقل سفاراته إلى عاصمة لإسرائيل. هذا التوقيت بالذات، بعد بيان الرئيس الأمريكي، الذي ندير فيه حملة سياسية يقودها رئيس الوزراء بالذات في هذه المسألة مع بلدان أخرى في أوروبا والاتحاد الأوروبي، بالتأكيد ليس التوقيت المناسب، بل على العكس - انها فرصة لتوضيح موقفنا العادل والمساومة من اجل الحصول على ميزانية صغيرة من الاتحاد الأوروبي ".
وكما نشرت "هآرتس" في الاسبوع الماضي، فإنه لو لم يعترض أي وزير على القرار حتى بداية كانون الثاني، لكان سيمر بشكل فوري، وكان سيعني ان الحكومة الاسرائيلية توافق، عمليا، على مقاطعة التمويل الاوروبي للمستوطنات. والان، من المتوقع ان يستغل الوزراء الوقت الذي اشترته لهم ريغف، من اجل اعداد موقف.
وبالإضافة الى ريغف، توجه عدد من الوزراء، مؤخرا، في هذا الموضوع الى نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي، التي قادت وزارتها المبادرة، فطلبت من القسم الاوروبي والقسم القانوني في وزارة الخارجية فحص الموضوع. ووقعت الوثيقة وزارة القضاء برئاسة الوزيرة اييلت شكيد.
وتقدم الاتفاقية، التي يطلق عليها اسم (ENI CBCMED) "خطة التعاون العابر للحدود في حوض المتوسط"، عشرات ملايين اليورو لتمويل المشاريع التي تشمل التعاون مع 14 دولة من دول حوض المتوسط، مثل: تركيا ومصر والأردن ولبنان وإسرائيل والسلطة الفلسطينية. ويهدف المشروع إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة وتشجيع الابتكار والقدرة التنافسية في مجالات التعليم والبحث والتكنولوجيا والعمالة والاستدامة البيئية، وغيرها. ويتم ذلك من خلال تقديم منح ضخمة للهيئات العامة والخاصة في البلدان المشاركة، التي تقدم برامج مناسبة.
ووفقا للسياسة الدائمة للاتحاد الأوروبي، يتضمن هذا المشروع، أيضا، شرطا إقليميا ينص صراحة على أنه لا يمكن ممارسته في المناطق الواقعة خارج حدود عام 1967. وبعبارة أخرى، لن تتمكن الكيانات الناشطة في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان من المشاركة والحصول على التمويل.
وفي عام 2013، وقعت إسرائيل بعد عاصفة سياسية، على اتفاقية التعاون العلمي Horizon 2020. وتوصلت وزيرة القضاء، في حينه، تسيبي ليفني، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون، آنذاك، إلى حل توفيقي يتضمن أيضا تحفظات إسرائيل على الشرط الإقليمي. وقبل نحو عام، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن وزيرة الثقافة ميري ريغف احبطت، في اللحظة الأخيرة، مشاركة إسرائيل في اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي في مجال الثقافة والاعلام، لأنها تضمنت شرطا إقليميا مشابها، هو "Creative Europe". وفي حينه، أيضا، صادق رئيس الوزراء على الاقتراح. وهكذا فقدت المؤسسات الثقافية والمبدعون الحق في التنافس على المنح.
تمديد اعتقل عهد ونور التميمي، بتهمة "الاعتداء على ضابط وجندي"
تكتب "هآرتس" ان المحكمة العسكرية في يهودا، رفضت امس الاربعاء، الطعن الذي قدمته عهد التميمي، الفتاة التي تم تصويرها وهي تضرب الجنود في النبي صالح، والتي طالبت بإطلاق سراحها. وستبقى رهن الاعتقال حتى يوم الاثنين. وفي القرار الذي كتبته القاضية الرائد ليدور دراخمان، قالت إن التميمي ليست خطيرة، ولكن يمكن احتجازها بسبب وجود شك بأنها ستشوش التحقيق معها.
وكتبت القاضية ان "الاطلاع على مواد التحقيق يبين أنه تم التحقيق مع المشتبه فيها – وفي البداية ربطت نفسها بالحادث وحافظت فيما بعد على الحق في التزام الصمت. وهناك شريط فيديو يوثق الحادث، وكذلك شهادات ضابط وجندي كانا في مكان الحادث. ويشير التحقيق إلى أن المشتبه بها تصرفت بقوة وبعنف تجاه الجنود. ويستدل من سلوكها أنها مستعدة لإيذاء جنود الجيش الإسرائيلي وأنها لا تخشى القيام بذلك".
ورفضت القاضية ادعاء قوات الأمن بوجود أي خطر من قبل التميمي، لأنه لم يتم اعتقالها قبل نشر الفيديو. وقالت انه "على الرغم من سلوكها الاستفزازي والمثير للغضب، ونظرا لمدى محدودية خطرها وصغر سنها، كنت على استعداد للنظر في إطلاق سراحها مقابل بديل للاحتجاز". غير أن دراخمان رفضت أيضا طلب محامية التميمي، غابي لاسكي، بالإفراج عنها، وقالت: "يشير التقرير السري المقدم إلي، انه يجب القيام بإجراءات تحقيقات اخرى، تتطلب استمرار احتجاز المشتبه بها. والحديث عن اجراءات يسود الاشتباه الملموس بأن المشتبه بها قد تشوشها اذا جرت وهي محررة".
وكان الجيش الاسرائيلي قد اعتقل التميمي (16 عاما) فجر الثلاثاء، بعد نشر شريط الفيديو الذي تظهر فيه وهي تضرب جنديين. وكتب والدها باسم التميمي على صفحته في الفيسبوك بعد اعتقالها: "الجيش اقتحم منزلنا قبل فجر اليوم، واعتقل ابنتي عهد وصادر اجهزة حاسوب ومعدات الكترونية واجهزة هاتف، بعد تفتيش عنيف واعتداء على ابناء العائلة".
وفي وقت لاحق اعتقلت الشرطة والدة عهد، ناريمان، بشبهة التحريض والاعتداء. ويوم امس، الاربعاء، اعتقلت الشرطة قبل الفجر، الشابة الثانية التي تم توثيقها في الشريط، وهي نور التميمي (20 عاما) ابنة عم عهد. وقال الجيش الاسرائيلي انه تم اعتقال نور كجزء من عملية واسعة، تم خلالها اعتقال 17 مشبوها واقتيادهم للتحقيق.
الشرطة تتبنى رواية المستوطنين في حادث قصرة
تكتب صحيفة "هآرتس" ان الشرطة اعلنت، امس الاربعاء، انها انهت التحقيق في احداث قرية قصرة، في نهاية الشهر الماضي، وستحول الاستنتاجات الى النيابة العامة. وحسب ما سبق ونشرته "هآرتس"، تميل الشرطة الى تقبل افادة الوالدين المرافقين للأطفال خلال الرحلة، بأن اطلاق النار التي قتلت مواطنا فلسطينيا من القرية، كان لأغراض الدفاع عن النفس، وان الفلسطينيين هم الذين هاجموا المجموعة اولا.
وجاء في بيان الشرطة ان التحقيق شمل "جباية افادات، تلقي نتائج تشريح الجثة ومقارنتها بالأدلة، التي تم جمعها من مكان الحادث، وتحليل الادلة الجنائية وغير ذلك". وتم في اطار التحقيق اعتقال حوالي 20 من سكان قصرة الذين كانوا ضالعين في الحادث، وتم تقديم لائحة اتهام ضد احدهم.
ووفقا للشرطة، "سيتم الانتهاء من التحقيق مع الوالدين المرافقين خلال هذه الأيام، وسيتم نقل ملف التحقيق إلى المدعي العام في المنطقة الوسطى لكي يقرر في الأمر. مواد التحقيق والأدلة تعزز ادعاءات الوالدين المرافقين بأنهما شعرا بالخطر على حياتهما وبتهديد ملموس لسلامة الفتية، وان اطلاق النار تم دفاعا عن النفس".
مندلبليت ينضم الى شكوى مدنية ضد مخرج فيلم "جنين، جنين"
تكتب "هآرتس" ان المستشار القانوني للحكومة، اعلن بشكل استثنائي، امس الاول (الثلاثاء)، انه قرر الانضمام الى دعوى القذف والتشهير التي قدمها ضابط (احتياط) ضد محمد بكري، مخرج فيلم "جنين، جنين". وجاء في بيان صدر، امس، عن مكتب المستشار انه قرر الوقوف ودعم دعوى الضابط، في ضوء المصلحة العامة الكامنة في الدعوى". وقرر مندلبليت الانضمام إلى القضية، على الرغم من أنها دعوى مدنية بين شخصين، محورها التشهير.
ويسمح القانون للمستشار القانوني بالانضمام إلى دعوى خاصة في حالة "تأثر او ارتباط حق دولة إسرائيل أو المصلحة العامة في دعوى مقدمة الى المحكمة". وفي الواقع، يستخدم المستشار القانوني هذه الصلاحية بشكل نادر.
وقد رفعت الدعوى الحالية في تشرين الثاني 2016 من قبل المقدم نسيم ميغناجي، الذي شارك في عملية "السور الواقي" التي يتناولها الفيلم. ووفقا لادعائه، فانه يظهر بشكل واضح في الفيلم الذي يشهر بجنود الجيش الإسرائيلي في تصويرهم كمجرمي حرب. ويطلب ميغناجي، الذي يمثله المحامي طال شابيرا والمحامي شاحر كونفورتي، تعويضا بمبلغ 2.6 مليون شيكل.
وفي المقابل يدعي بكري أن هذه محاولة للاضطهاد والإسكات السياسية، وأنه لا يوجد لدى ميغناجي أي مبرر لتقديم دعوى ضده. وقال بكري، الذي يمثله المحاميان ميخال سفراد وحسين أبو حسين، إن الفيلم لا يطرح أي ادعاء ضد  ميغناجي، لأن الكاميرا تمر عليه لبضع ثوان، ولا يمكن تشخيصه على أنه الشخص الذي ارتكب الأعمال الموصوفة في الفيلم.
ومن المقرر عقد جلسة تمهيدية في المحكمة المركزية في تل ابيب، اليوم، لمناقشة طلب بكري رفض الدعوى نهائيا. وقبل يومين من عقد الجلسة، أعلن مندلبليت انضمامه للعملية بعد تلقي طلبات من جهات، حسب ادعائه، من بينها ميغناجي نفسه ورئيس الأركان غادي ايزنكوت.
وتم تقديم الدعوى من قبل ميغناجي بعد خمس سنوات من رفض المحكمة العليا لدعوى سابقة قدمها خمسة جنود من الجيش الإسرائيلي، شاركوا في "السور الواقي"، ضد بكري. وانضم المستشار القانوني في حينه مناحم مزوز، إلى الدعوى وأيد موقف الجنود. وقد رفضت المحكمتان المركزية والعليا في حينه الدعوى، وبررتا القرار بحقيقة بأن المدعين لا يظهرون في الفيلم، وليس لديهم ما يبرر تقديم الدعوى الشخصية. ولكن المحكمة قضت بأن الفيلم ينطوي على "تشهير يقوم في اساسه على عدم حسن النية وتعمد تشويه الأمور". وقدم المدعون ثلاثة التماسات مع المستشار القانوني لمناقشة القضية مرة اخرى لكنه تم رفضها.
وجاء في بيان مندلبليت، أنه "على النقيض من الإجراءات السابقة، فإن المقصود هذه المرة مدعي يمكن التعرف عليه ويظهر في الفيلم على خلفية افادة تتهم جنود الجيش الإسرائيلي بالنهب، ولذلك قرر المستشار القانوني الوقوف ودعم دعوى المقدم ميغناجي، في ضوء المصلحة العامة في الاجراء". وأضاف أنه "وفقا للمدعي، فانه يتواصل توزيع الفيلم وعرضه في هذه الأيام".
ثلاث القاصرين الفلسطينيين يتعرضون للاعتداء خلال اعتقالهم
تكتب "هآرتس" انه يستدل من تقرير اعدته مجموعة Military Court Watch، التي تتعقب اعتقال القاصرين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ان ثلثي القاصرين الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم في 2017، افادوا بأن الجنود مارسوا ضدهم العنف الجسدي خلال اعتقالهم. وحسب التقرير فان هذه العينة التي شملت 70 قاصرا، تمثل مئات القاصرين الذين تم اعتقالهم هذه السنة.
ويشير التقرير الى ارتفاع نسبة القاصرين الذين ابلغوا عن تعرضهم للعنف الجسدي خلال اعتقالهم، من 60% الى 64%. وقال 51% من القاصرين الذين تتراوح اعمارهم بين 12 و17 عاما، انهم تعرضوا للصفع من قبل الجنود، فيما قال 19% انه تم ركلهم، وقال 14% انهم تعرضوا للقرص. وقال 9% انهم تعرضوا للضرب بواسطة ادوات، فيما قال 6% انه تم دفعهم بقوة، وقال 1% انهم اجبروا على الجلوس في وضعية صعبة. وقد انخفضت نسبة القاصرين الذين أبلغوا عن تعرضهم للعنف اللفظي من قبل الجنود، من 49٪ في عام 2013 إلى 41٪ هذا العام.
وافاد 61٪ أن الجنود ورجال الشرطة هددوهم، وقال 56٪ انهم نقلوا للتحقيق وهم يجلسون على أرضية سيارة الجيب، فيما قال 93٪ انه تم تكبيل ايديهم، وقال 79٪ انه تمت تغطية عيونهم. وقال 79٪ إنهم اجبروا على توقيع وثائق مكتوبة باللغة العبرية فقط، وهو إجراء تعتبره منظمات حقوق الإنسان غير قانوني.
وكانت منظمة اليونيسيف قد نشرت في عام 2013 تقريرا عن احتجاز الأطفال الفلسطينيين من قبل إسرائيل، جاء فيه "يبدو أن المعاملة غير الملائمة للأطفال الذين يتم احتجازهم من قبل الجيش، واسعة الانتشار ومنهجية ومؤسسية، منذ لحظة الاعتقال وحتى محاكمة الطفل والإدانة والحكم عليه". وتمت الاشارة الى الاعتقالات الليلية وتكبيل الأيدي وتعصيب العينين، وعدم تعريفهم بحقهم في التزام الصمت، والحرمان من التواصل مع المحامين وأولياء الأمور قبل الاستجواب وخلاله.
وبعد نشر التقرير، وعد المسؤولون الإسرائيليون بالعمل على تحسين الوضع، ووزع النائب العسكري العام على قادة الكتائب تعميما يوضح إجراءات الاحتجاز. وفي عام 2014، أبلغ الجيش الإسرائيلي جمعية حقوق الانسان ان "النظام يحدد انه يجب على قائد القوة المرافق، التأكد منذ نقطة الاحتجاز وحتى مرفق الاحتجاز، بأنه يتم احتجاز المعتقل في مكان تتوفر فيه الظروف المعقولة، ويتلقى الغذاء والماء وامكانية الوصول الى المرحاض، وضمان عدم ممارسة أي عنف (جسدي أو لفظي) ضد المحتجزين أو غير ذلك من السلوك غير اللائق".
وفي اعقاب تقرير اليونيسيف، أسس محامون وناشطون اجتماعيون من رام الله مجموعة Military Court Watch. وكما يستدل من كل التقارير التي نشرت منذ ذلك الوقت، حدث بعض التحسن في عدة اجراءات. في عام 2017، أفاد 21 في المائة من القاصرين أنهم استطاعوا استشارة محام، مقارنة بصفر في المائة في عام 2013. وفي ذلك العام، لم يتلق أي من القاصرين استدعاء للشرطة، بينما تم في السنة الحالية استدعاء 7٪. وتم خلال السنوات الخمس الماضية، جباية افادات من 540 قاصرا، يشكلون حوالي 14٪ من مجموع القاصرين الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم خلال الفترة نفسها. ووفقا لسلطة السجون الإسرائيلية، فقد بلغ عدد القاصرين المعتقلين امنيا 318 قاصرا، حتى حزيران 2017.
ازدياد فرص انتخاب اول قاض مسلم للمحكمة العليا
تكتب "يديعوت اجرونوت" انه تتزايد فرص انتخاب اول قاض مسلم للمحكمة العليا في اسرائيل. ففي هذه الأيام، تناقش لجنة انتخاب قضاة المحكمة العليا، مسألة انتخاب قاضيين بدلا من يورام دنتسيغر واوري شوهام، اللذين سيخرجان للتقاعد في شهر شباط القادم. وفي اطار المحادثات المبكرة، التي جرت بين رئيسة المحكمة العليا استير حيوت، ووزيرة القضاء اييلت شكيد ورئيس نقابة المحامين الاسرائيلية ايفي نافيه، لم يتم بعد، الاتفاق على هوية القاضيين الجديدين، ولكن تم التوصل الى تفاهم حول استبدال القاضي دنتسيغر بمحامي من القطاع الخاص. والهدف هو ان تقوم نقابة المحامين بطرح قائمة مرشحين لشغل هذا المنصب، لكي تختار اللجنة احدهم.
لكنه طرأ في الأيام الأخيرة تحول دراماتيكي. فقد قرر نافيه وعضو لجنة انتخاب القضاة، ايلانة سيكر، اقتراح نائب رئيس المحكمة المركزية في تل ابيب، القاضي خالد كبوب، العربي المسلم، كمرشح عنهما لمنصب القاضي في المحكمة العليا. وقالا انه من اجل التعيين التاريخي لقاض مسلم في المحكمة العليا، فان نقابة المحامين مستعدة للتخلي في جولة التعيينات الحالية عن تعيين محام بدلا من دنتسيغر. كما قالا ان القاضي كبوب يعكس في شخصيته القانونية والخاصة، افضل ما في العالم: انه يعتبر قاضيا متميزا في مجالات كثيرة – اقتصادية وجنائية ومدنية – ومعروف بأنه سريع وناجع، ويتمتع بمزاج قضائي مريح، "ودي" و"رجل بين الرجال".
وعلاوة على ذلك، فإن أحد الأسباب الرئيسية لدعم نقابة المحامين لكبوب هو كونه عربيا مسلما. ويعتقد المحامي نافيه أن تعيين قاض مسلم في المحكمة العليا سيعزز مبدأ تمثيل جميع قطاعات المجتمع الإسرائيلي في الجهاز القضائي، كما يعظ الجهاز القضائي نفسه. واشار نافيه الى ان العرب الاسرائيليين، ومعظمهم من المسلمين، يشكلون حوالى خمس السكان، وان الوقت قد حان لتعيين قاض مسلم في المحكمة العليا.
يشار إلى أنه في الجولة الأخيرة من التعيينات في المحكمة العليا، تم ادراج القاضي كبوب كمرشح للمنافسة على مقعد "القاضي العربي". وفي النهاية، فضلت رئيسة المحكمة العليا السابقة، القاضية مريم نؤور، القاضي العربي المسيحي، جورج قرا، على أساس أنه لم يبق امامه سوى بضع سنوات للخدمة كقاض في المحكمة العليا. وكجزء من "الصفقة" التي تمت في ذلك الوقت، وافقت الوزيرة شكيد على طلب الرئيسة نؤور – وتم انتخاب قرا.
وتقدر جهات قانونية أنه سيكون من الصعب جدًا على قضاة المحكمة العليا الثلاثة - الرئيسة حيوت وحنان ملتسر ونيل هندل - معارضة اقتراح نقابة المحامين بانتخاب القاضي كبوب. ويرجع ذلك إلى كونه قاضيا بارزا ومحترما، يكاد يكون مرشحا مؤكدا لاستبدال القاضي قرا بعد تقاعده، المتوقع في غضون أربع سنوات. ووفقا للمصادر، من الممكن جدا أن تدعم وزيرة القضاء شكيد ترشيح كبوب، شريطة أن يتم انتخاب القاضي الثاني من قائمة مرشحيها.
ليبرمان يؤيد خطاب نتنياهو ويحذره من الاستقالة
تكتب "يسرائيل هيوم" ان الخطاب المتشدد الذي القاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهاجم فيه الشرطة ووسائل الإعلام، يوم الاثنين، أثار ردود فعل كثيرة في النظام السياسي. وقال وزير الأمن ورئيس حزب "يسرائيل بيتينو" افيغدور ليبرمان: "انا اتفهم رئيس الوزراء، وليس هناك أكثر حكمة من صاحب التجربة. رئيس الوزراء يتمتع أيضا بافتراض البراءة. توصيتي لنتنياهو أن لا يستقيل، حتى لو تم تقديم لائحة اتهام. فخلافا للوزير الذي يمكنه العودة الى منصبه، حتى بعد المحاكمة، كما حدث لي، لا يمكن لرئيس الوزراء أن يفعل ذلك دون إجراء الانتخابات مرة أخرى. هذا انقلاب سياسي تماما، وبالتالي حتى لو تم تقديم لائحة اتهام، فان هذا لا يعني أن الشخص قد أدين. في رأيي، من الممكن ادارة الدولة والمحاكمة معا".
كما تطرق وزير الامن الداخلي، غلعاد اردان، إلى الخطاب، وقال: "لست راضيا عن التصريحات والاسلوب وتفسيرها المحتمل. انا اؤيد الشرطة التي تقوم بعملها ولا أشكك فيها".
وقالت وزيرة القضاء اييلت شكيد انه "في عام 2004، عندما كانت هناك توصية بتوجيه الاتهام الى اريئيل شارون، لم تصرخ وسائل الاعلام ولم تملأ الساحات بالمتظاهرين لان شارون قاد فك الارتباط ودافعوا عنه. ما الذي يهم اذا كانت النيابة قد اتخذت قرارا مختلفا".
بالإضافة الى ذلك، ذكرت "قناة الاخبار الثانية" امس، ان وزير المالية موشيه كحلون قال في حفل ايقاد شموع الحانوكا، الذي حضره مفوض الشرطة روني الشيخ والوزير اردان: "سيدي القائد العام للشرطة، نحن في وزارة المالية وغيرها من الأجهزة ندعم الشرطة وسيادة القانون. واصلوا القيام بالعمل الهام الذي تقومون به ".
المعارضة تقدم 1280 تحفظا على قانون التوصيات
تكتب "يسرائيل هيوم" ان الكنيست تستكمل الاستعداد لمناقشة قانون التوصيات، الذي سيطرح للتصويت في القراءتين الثانية والثالثة، يوم الاثنين القادم. وقدمت كتل المعارضة حوالي 1280 تحفظا. وخططت المعارضة لتأخير اجراءات التشريع والمماطلة لمدة اسبوع، ولكن في سبيل منع ذلك، عقد رئيس لجنة الكنيست، النائب يوآب كيش (الليكود) جلسة للمصادقة على استخدام المادة 98 من القانون التي تسمح بتحديد نظام نقاش خاص في سبيل منع المماطلة في النقاش والقيام بألاعيب.
وقد غضبت المعارضة على قرار تفعيل البند الاستثنائي، وتوجهت الى رئيس الكنيست، يولي ادلشتين، بطلب تخصيص اسبوع من النقاش الخاص وبعد ذلك فقط طرح القانون للتصويت. وبناء على توجيهات المستشار القانوني للحكومة، لن يتمكن رئيس الحكومة والوزير حاييم كاتس والنائب دافيد بيتان من التصويت على القانون، لأنهم يخضعون للتحقيق، الا اذا اعترفوا قبل التصويت بتناقض المصالح الذي يتواجدون فيه.
وفي النص الذي سيطرح للتصويت، تم في اعقاب طلب نتنياهو استثناءه من القانون، اجراء تعديل يحدد بأن القانون لا يسري على التحقيقات التي بدأت قبل سن القانون. الى ذلك، اسقطت الكنيست، امس، مشروع قانون يحدد بأن على رئيس الحكومة الاستقالة في حال تقديم لائحة اتهام ضده. وصوت ضد القانون 57 نائبا، فيما ايده 48 نائبا من المعارضة. ورغم ان مقدم القانون، النائب يوئيل حسون (المعسكر الصهيوني) حدد بأن القانون سيسري منذ الانتخابات القادمة، الا ان الائتلاف قرر معارضته واسقاطه.
تعديل قانوني لمنع دخول المدينين الفلسطينيين الى اسرائيل
تكتب "يسرائيل هيوم" ان وزيرا القضاء والامن، اييلت شكيد وافيغدور ليبرمان، ينويان طرح تعديل حكومي لنظام منع دخول المدينين الفلسطينيين الى اسرائيل. والسبب في ذلك هو تضخم الديون المستحقة على مواطنين فلسطينيين، ووصولها الى اكثر من نصف مليار شيكل في ملفات دائرة الاجراء والتنفيذ وسلطة جباية الغرامات. ولكن هذا الرقم يتوقف على الديون المعلن عنها، فيما يسود التقدير بأن مجمل الديون غير المعلن عنها يزيد عن 2.5 مليار شيكل.
يشار الى ان مشكلة جباية الديون من سكان السلطة الفلسطينية ليست جديدة. فمنذ آذار 1998، صادقت الحكومة على نظام يهدف الى مساعدة السلطات في اسرائيل والضفة، وكذلك الدائنين الاسرائيليين، على جباية الديون من الفلسطينيين بواسطة منعهم من دخول اسرائيل. لكن النظام الحالي يواجه مصاعب في ضوء غياب التعاون مع السلطة الفلسطينية، وهو نظام معقد يصعب تفعيله. ففي الوضع الحالي يمكن للدائن او للسلطة الدائنة، التوجه الى المسؤول عن الدعم القانوني في وزارة القضاء بطلب منع دخول المدينين من السلطة الى اسرائيل، اذا لم يقدم المدين في نهاية موعد دفع الدين طلبا بمحاكمته.
اضف الى ذلك انه يجب تقديم الدين لجبايته بواسطة دائرة الاجراء والتنفيذ الاسرائيلية. واذا تم تلبية هذه الشروط يقوم المسؤول في الوزارة عن تبليغ الادارة المدنية ودائرة التنسيق والارتباط بضم اسم المدين الى قائمة المدينين، التي يتم تحويلها الى السلطة الفلسطينية ومنع المدين من دخول اسرائيل اذا لم يقم بتسديد الدين خلال 30 يوما.
وتم في الاقتراح الجديد اجراء تغييرات اساسية، حيث سيتم تبليغ المدين شخصيا لدى حضوره الى المعبر بأنه لن يتمكن من دخول اسرائيل اذا لم يسدد الدين خلال 30 يوما. واذا لم يكن المدين يحمل تصريحا ساري المفعول بالدخول الى اسرائيل، فانه يتم منعه من الحصول على تصريح، ويتم تسليمه معلومات حول كيفية قيامه بتسديد الدين.
اتهام فلسطيني بالتخطيط لاختطاف وقتل غليك وادرعي
تكتب "يسرائيل هيوم" ان النيابة العسكرية قدمت الى المحكمة العسكرية في السامرة، امس، لائحة اتهام ضد معاذ اشتية، المتهم بمحاولة اختطاف وقتل جندي او مدني اسرائيلي خلال عيد الحانوكا في منطقة السامرة. واتهم اشتية بالتآمر على ارتكاب جريمة القتل عمدا، والتآمر على الاختطاف والتحريض ودعم تنظيم معاد، والاتصال مع العدو، ومخالفات امنية اخرى.
ويتبين من لائحة الاتهام ان اشتية فحص، ايضا، امكانية اختطاف وتصفية شخصيات اسرائيلية معروفة، من بينها النائب يهودا غليك والناطق بلسان الجيش لوسائل الاعلام العربية، افيحاي ادرعي. وحسب لائحة الاتهام فقد قام اشتية بجمع معلومات عنهما عبر الانترنت. ولكنه قرر في النهاية، من اجل تسهيل تنفيذها، اختطاف  جندي او مستوطن.

مقالات
حملة ترانسفير وطرد.
يكتب رئيس القائمة المشتركة، النائب ايمن عودة، في "هآرتس"، ان هناك تفسير واحد محتمل للجنون الذي اصاب وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، في الأسبوعين الماضيين، وهو: الانتخابات. رائحة الانتخابات القوية تحيط بالحلبة السياسية، وهذه الرائحة تسبب الجنون للجميع، وخاصة ليبرمان، الذي يحاول مند فترة طويلة، دون جدوى، تنمية صورة البالغ والمسؤول والهادئ. وقد تبددت هذه المحاولة تماما مع بدء هجماته الجامحة ضد الجمهور العربي ومسؤوليه المنتخبين.
ربما يجب، بشكل عام، أن ننظر الى هجومه الأخير كنوع من الاعتدال، أو انه يجب أن نستعد للأسوأ، الذي سيأتي، لأنه في نهاية الأمر، هذا هو ليبرمان نفسه، الذي دعا خلال فترة الانتخابات إلى قطع رؤوسنا بالبلطات. متأثرا، كما يبدو، بالأجواء الداعشية، ولكن أيضا بالأجواء العامة في حكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو، وللأسف، بالأجواء العامة الداعمة، أو على الأقل التي تسمح بنشر مثل هذه الأفكار.
لقد أصبحت خطة الترانسفير والطرد جزءا لا يتجزأ من الحملة الانتخابية لحزب ليبرمان الذي يراوح مكانه. ولكن كل من لديه عيون في رأسه، يعلم أن طرد سكان وادي عارة ونقل المدن والقرى في المنطقة إلى منطقة نفوذ الدولة الفلسطينية المستقبلية هو فكرة وهمية، على أقل تقدير. ليس فقط اننا، نحن المواطنون العرب، نعارض الفكرة التي ينطوي تنفيذها على إنكار قسري لمواطنة مئات الآلاف، بل ان هذه ليست خطة غير قابلة للتطبيق. ففي كل الأحوال، لن توافق دولة إسرائيل على أن تقع الحدود بالقرب من الخضيرة، ومن أجل الوصول إلى العفولة سيكون من الضروري الانتقال عبر أراضي دولة فلسطين.
إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يكرر ليبرمان نفس الخطة مرارا وتكرارا؟. خطة الطرد، هي جزء من خطة استراتيجية واسعة النطاق. ليبرمان يريد إشعال العنف بين اليهود والعرب في إسرائيل. وهو يفعل ذلك عن طريق نزع شرعية وانسانية المواطنين العرب في البلاد، عن طريق عرضنا كمهددين وخطيرين وحتى قتلة. بالنسبة له، يتم بناء الهوية الإسرائيلية بواسطة إلغاء جنسية المواطن العربي، وبالتالي يعيش العرب في وقت مستعار في الدولة، وحقيقة وجوده فيها ليست أمرا واقعا.
ان الهدف هو حرمان الجمهور العربي من شرعيته السياسية، والتشكيك في مواطنته. لأنه ما هو الفرق بيني، انا المواطن العربي المقيم في حيفا، وبين المقيم في الناصرة أو رهط، أو وادي عارة؟ يحاول ليبرمان القول لنا جميعا، إن مواطنتنا هي موضع شك ويمكن أن تنتزع منا في أي لحظة، بغض النظر عما فعلناه، بل لأننا عرب فقط. إذا كان هذا هو الحال، بالطبع ليس لدينا الحق في التأثير على صنع القرار في البلاد – فنحن مجرد ضيوف للحظة في وطننا.
حين نسمع هجمات ليبرمان وتحريضه، من المستحيل ان لا نتذكر الأنظمة المظلمة في القرن العشرين. في الأسبوع الماضي، كتب دانئيل بالتمان، كلمات كنت أود أن تدوي في قلوب كل مواطن يهودي: "دعاية الكراهية ذات الرسائل المدمرة مصيرها ان تقود إلى العنف في أوقات الأزمات. ليبرمان يعمل بنفس الطريقة اليوم، انه ينثر باستمرار دعاية الكراهية المعادية للعرب ويؤجج العداء والريبة القائمة لدى أجزاء كبيرة من السكان اليهود ضد السكان العرب. ونهاية هذه العملية مكتوبة على جدار التاريخ بأحرف الدم والعنف". يجب ألا ندع ليبرمان ومعاونيه في الحكومة يقودوننا الى هناك.
من المهم أن ننظر إلى تصريحات ليبرمان في سياق أوسع. وزير الأمن يمثل مواقف مناهضة للديمقراطية. هذه مواقف فاشية كلاسيكية، ووفقا لها، ليس هناك أهمية للنظام الديمقراطي لدولة القانون، التي تعاقب فقط أولئك الذين ينتهكون القانون. ووفقا لموقف ليبرمان، فانه يتم اتهام جمهور بأكمله ومعاقبته فقط بحكم هويته الوطنية.
لقد نشر ليبرمان مقالة الكراهية ردا على مقال موشيه أرنس (هآرتس، 18 كانون اول). وكما هو معروف جيدا، هناك فجوة سياسية بيني وبين أرنس، ولكن حتى هو، من موقفه السياسي في اليمين المتطرف، يشعر بالقلق امام تحريض ليبرمان. لقد أشار أرنس إلى نضال القائمة المشتركة من اجل المساواة، بل ذكر مشاركتنا، أعضاء القائمة في الكنيست، في خطوات ملموسة للحد من التمييز في الميزانية المخصصة للمواطنين العرب في إسرائيل.
لقد حقق الجمهور العربي الفلسطيني في البلاد نجاحات وإنجازات رائعة، بالرغم من التمييز من جانب المؤسسات، وعلى الرغم من العقبات والصعوبات المستمرة. هذا العام، وللمرة الأولى، بلغت نسبة الطلاب العرب الذين بدأوا العام الدراسي 18٪ من مجموع الطلاب الجامعيين - أكثر من نصفهم هن طالبات عربيات.
شبابنا يكافحون من أجل النجاح ويحتلون القمم في مجالات التكنولوجيا الفائقة والعلوم والطب. وحتى في مجالات الفن والثقافة يشق الشبان والشابات العرب طريقا فريدا ومؤثرا، يعكس تركيبة هويتنا الفخورة والحياة النشطة في الدولة التي تحتل النصف الآخر من شعبنا.
يمكن لليبرمان مواصلة التهديد، ولكن هذا هو وطننا، وليس لدينا أي وطن آخر. ونحن، مثل منظر بلادنا الحبيبة، سنبقى هنا إلى الأبد، وسنواصل البحث عن المواطنين اليهود الذين يريدون بناء حياة تقوم على الشراكة والمساواة والاحترام المتبادل.
نتنياهو يحتضن الشخص غير المناسب
يكتب دان مرجليت، في "هآرتس"، ان الفلسطينيين يبذلون جهدا كبيرا في الدعاية التي تهدف إلى تصوير الأمريكيين كوسيط غير عادل في صراعهم مع إسرائيل. بل ذهب رفيف دروكر إلى حد الكتابة هنا (هآرتس، 18 كانون الأول) أنهم لم يكونوا أبدا وسيطا نزيها (Honest broker). لقد تظاهر كل الرؤساء بأنهم هكذا، لكنهم أيدوا إسرائيل، ودونالد ترامب ازال القناع وعكس حقيقة أن أمريكا ضد العرب.
لا يوجد دليل على ذلك في تاريخ العلاقات مع الولايات المتحدة. لقد كان دوايت آيزنهاور حازما ازاء إسرائيل بعد حملة سيناء؛ ووصل جون كيندي إلى حد الخلاف مع دافيد بن غوريون في سعيه الفاحش لإحباط بناء المفاعل النووي في ديمونا؛ ووصف موشيه ديان الكلمات التي سمعها من جيمي كارتر، الذي ظل معاديا لإسرائيل حتى يومنا هذا، بأنها "محادثة وحشية"، ولكنه تمكن بمهاراته الفريدة من تحقيق السلام الإسرائيلي -المصري. في فترة بيل كلينتون، تم التوقيع على معاهدة السلام مع الأردن واتفاقيات أوسلو، والتي لا يعتبرها حتى أولئك الذين يدعمونها، بأنها تنحاز لإسرائيل. ووصل براك أوباما إلى منصبه متنكرا لاحتياجات إسرائيل، واختار التحدث إلى الشرق الأوسط من القاهرة وليس من القدس، ولكنه في النهاية اهتم بأمن إسرائيل بسخاء، على الرغم من استفزازات بنيامين نتنياهو الذي تسلل الى بيته القومي من النافذة الخلفية.
ترامب هو سلالة مختلفة من الرؤساء. خطابه مبتذل، أسلوبه خشن، العالم لا يأخذه على محمل الجد، ولذلك يمكن له أن يطلق نغمات كان يمكن لها في فترات أخرى أن تنهي علاقات دبلوماسية، ولكنها في عام 2017 ليست أكثر من تغريدة على تويتر. في هذا السياق، قام ترامب بتصحيح ظلم تاريخي، من خلال اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكن، كالمعتاد، بدون أي تفكير مسبق. لو كان هنري كيسنجر إلى جانبه، لكان سيقنعه بالاعتراف بالقدس الغربية كعاصمة لإسرائيل، وإضافة تعليق من المتحدث باسمه، انه من الواضح بأنه في اطار الاتفاق مع الفلسطينيين، سيكون الجدار الغربي جزءا من سيادتها.
إن الحماس الغامض حول القدس ككل، وهو نوع من "القدس العليا" و "القدس الدنيا" معا، قد يثبت أنه إنجاز سياسي أوسع بكثير من أبعاد النزاع. هناك مشكلتان نشأتا الآن فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة. الأولى هي أن ترامب غير متوقع: ربما يعتقد نتنياهو، الذي يرى في نفسه موهبة سياسية عظيمة، أنه يستطيع امتطاء ظهر النمر، ولكن ليس هناك أي يقين بشأن ما يمكن للإدارة، التي حظيت بالكثير من الثناء في القدس، ان تطرحه كحل للصراع، لكن هذا الموضوع لا يزال في الأفق البعيد، الأفق القاتم.
المشكلة الأخرى هي طبيعة العلاقة بين نتنياهو وترامب. من المناسب للحكومة في الوقت الحاضر (أو على الإطلاق) كون ترامب هو الرئيس، لكنه في الوعي الدولي وفي بلديهما بدأ النظر اليهما كتوأم سيامي سياسي. نتنياهو يضر بإسرائيل وأمريكا من خلال توجيه التحية العلنية، للرئيس أو سفيرته لدى الأمم المتحدة، بشكل متكرر، حتى لو كانت كلماته ممتعة لأنانية ترامب.
من الجيد أن الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد نية مجلس الأمن التسبب بضرر لإعلان رئيسها بشأن مكانة القدس، ولكن نتنياهو يتشبث ولا يتخلى. من الأفضل أن يعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية، أو وزير، عن شكره للسفيرة نيكي هيلي، حتى لو كانت كلماتها أقل صدى في وسائل الإعلام الدولية. كل ذلك لأن هذا التماثل السيامي يعمق التنكر ازاء إسرائيل من قبل أعضاء الحزب الديمقراطي والليبراليين من بين الجمهوريين.
في يوم من الأيام سوف تتحول عجلة القيادة، وبعد ذلك سوف تجد اسرائيل نفسها على مقربة من الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، الذي كان الأكثر مثيرا للعار في تاريخ بلاده. عناق الدب في ساحة المدينة هو الأسوأ بالنسبة لإسرائيل. من المناسب ان نتذكر ما حدث لها عندما تم ضبطها ملاصقة لنظام الفصل العنصري الأبيض في جنوب أفريقيا. هذا ليس نفس الوضع، ولكن الحرج مشابه.
ضبط النفس ليس خيارا
تكتب اريئيلا رينغل هوفمان، في "يديعوت احرونوت" انه لا يمكن لأي شيء في النصوص التي تدعم وتوضح وتمجد وتضخم درجة ضبط النفس التي أظهرها الضابط والجندي الاسرائيليان في النبي صالح حين ركلتهما احدى الفتاتين وصفعتهما، فيما قامت الأخرى بالتصوير، أن يغطي أو يخفي مشاعر الحرج، ان لم نقل عدم الارتياح، امام الفيديو الذي أنتجتاه.
فيلم سيء. سيء في أبسط معنى للكلمة. سيء لأنه لا يوجد مثل هذا المشهد القصير - الذي، وفقا لمصادر عسكرية، يعتبر واحدا فقط من مئات المشاهد الشبيهة له في السنة - لكي يعكس العجز الذي يواجه الجيش الذي يتم ارساله للحراسة والدفاع عن غياب الحل وغياب الاتفاق في المناطق منذ 50 عاما. وقف هناك جنديان مسلحان ومحميان حتى الرقبة، يتمتعان بسهولة الحركة مثل فيل فوق جبال الألب في طريقه إلى إيطاليا، ويستغربان ما الذي يمكن فعله أمام عدسة الكاميرا، التي تعتبر الآن، السلاح النهائي في المعركة على الوعي.
"في اليوم الأخير"، كما نشر، "قال قائد الكتيبة لجهات مقربة منه انه عندما اندلعت الاضطرابات، التي شارك فيها نحو 200 متظاهر، وقف عند مدخل المبنى لمنع رشق الحجارة على جنوده". واعرب القائد لاحقا، "عن قلقه من أن يعتقد الجنود أو الشباب الذين هم على وشك التجنيد، أن القادة لا يملكون أدوات للتعامل مع مثل هذا الحدث". والسؤال الأول الذي يطرح هنا هو: أحقا؟ هل هذا هو ما يزعج قائد الكتيبة – ما الذي سيفكر فيه المجندون الشباب؟ ولماذا يزعج ذلك قائد الكتيبة الذي يتعامل مع الاضطرابات المستمرة، التي تصب على رأسه، بينما يوجد نظام متكامل في الجيش الإسرائيلي هذه هي وظيفته - العثور على الجواب الصحيح لمسألة ما الذي سيفكر فيه الشباب. نظام كامل برئاسة رئيس الأركان غادي ايزنكوت. وهو الأمر الذي يؤدي إلى السؤال الثاني والمهم حقا: أين يتواجد؟.
جميل وجيد أن وسائل الإعلام نقلت عن مصدر عسكري يدعم الضابط والجندي ويقول انه "تم اجراء تحقيق في الجيش، وتبين خلاله أن القائد تصرف بشكل صحيح". ويضيف: "عندما ترون كم هو كبير وقوي، ستفهمون مدى ضبط النفس الذي اظهره. لقد تصرف بشكل صحيح". لكنه أقل جمالا ووسامة، حين تظهر، في المقابل، رسالة مختلفة عندما تتساءل جهات أخرى في الجيش - والجيش الإسرائيلي كثير الجهات كما هو معروف - لماذا كان يجب الانتظار حتى نشر الفيديو على الإنترنت، ولماذا كان يجب انتظار حلول الليل لكي يتم اعتقال الفتاتين، وهو الأمر الذي كان يفترض بالضابط عمله، حسب رأيهم، فورا.
هذا ليس توقعا خاطئا. في شباط 2016، خلال ظهوره امام طلاب مدرسة ثانوية، وجد رئيس الأركان أنه من المناسب توضيح موقف الجيش في خضم ما كان يبدو أنه الانتفاضة الثالثة، وقال: "هناك آلاف الجنود بين جمهور يصل تعداده الى مليوني فلسطيني ومئات آلاف المواطنين الإسرائيليين، ونحن نثقفهم على العمل وفقا لروح الجيش الإسرائيلي. لا أريد لجندي تفريغ مخزن رصاص على فتاة تمسك بمقص". بعد بضعة اسابيع عاد واوضح ذلك، فور نشر تفاصيل الحادث الذي اطلق خلاله الجندي اليؤور ازاريا النار على ارهابي جريح في الخليل. وقال "هذا ليس الجيش الاسرائيلي، هذه ليست ثقافة الجيش الاسرائيلي، وهذه ليست قيم الجيش".
وبعبارة أخرى، هناك فرق كبير بين قيام جهة مجهولة بالإشادة بقرار قائد الكتيبة، الاستيعاب وعدم الرد، وبين قول رئيس الأركان بأن القرار الذي اتخذه الضابط هو نفسه القرار الذي يتوقعه الجيش الإسرائيلي من كل مقاتل، وبالتأكيد من ضابط يخدم في المناطق ويتعامل مع استفزازات من هذا النوع. هذه مقولة تنطوي، ايضا، على رد للرسائل المتضاربة، الرد على عدم الارتياح، والحرج الذي يسببه الفيديو، وبشكل لا يقل عن ذلك، الرد على المجندين الشباب، وعائلاتهم، الذين يريدون السماع بأن ضبط النفس هذا ليس خيارا.
انه ليس الخيار الوحيد الممكن في مواجهة صندوق الأدوات الفارغ الذي يخرج به الجنود الى الميدان، وانما أفضل رد في هذه الظروف. على الأقل حتى يأتي الرد ، وهو، لا مجال الا قول ذلك، ليس في أيدي الجيش.
بيانات من الخندق
تكتب ميخال اهروني، في يسرائيل هيوم"، انه عندما يخشى القادة، يختبئون في مكان ما ويرسلون رسائل مصورة. ويحدث ذلك عندما تجتاح الشارع موجة من الاحتجاج، وحين تهتز الأرض تحت أقدامهم. وفي تلك الرسائل، سيحاول الزعيم رفع معنويات مؤيديه، والاستهتار "بالمتمردين"، وبث الثقة بالنفس. وخطابات رئيس الوزراء نتنياهو امام أنصار الليكود، والتي يتم بثها على الهواء مباشرة وتنقلها وسائل الإعلام، تشبه تلك الرسائل المصورة.
الخطابات تجري أمام جمهور متعاطف يشكل خلفية فقط. لا توجد أسئلة، مجرد إعجاب أعمى. يقف الزعيم في الوسط، مشيدا بنفسه وبمؤيديه ويحتقر من يختلف معهم. وفي النهاية، يتهم المسؤولين بالتعاون مع خصومه، ويدعي وجود مؤامرة ضده، ولا يواجه أي ادعاء، ويتعهد بأن يكون الأمر على ما يرام.
وتنتشر الاحتجاجات العامة ضد الفساد، وتتغلغل في الأماكن التي لا يتوقع نتنياهو أن تصلها. نداف هعتسني، ويوعاز هندل، من الناس الذين كانوا مقربين من نتنياهو، واصبحا يعارضانه علانية. وقال الصحافي المتدين بيني رابينوفيتش، الذي شارك في التظاهرة التي جرت في جادة روتشيلد،  للقناة  السابعة، انه لم يكن المتظاهر الوحيد الذي يعتمر قلنسوة المتدينين في المظاهرة. واضاف "نريد سلطة مع شخصيات عامة ونزيهة، وليس من يطلبون من اصدقائهم تزويدهم بالسيجار والشمبانيا". فجأة اصبح حتى الاتهام بأنك "الحيوان اليميني الأليف بالنسبة لليسار" لا يعمل. من خلال معرفة اليسار الإسرائيلي هناك أشياء أكثر ممتعة من ان تكون الحيوان الأليف لليسار.
نتنياهو لم يصدق أن هذا الاحتجاج سيجعل الكثير من الناس يخرجون إلى الشوارع. حسب رأيه، يمكن لإلداد ينيف أن يكتب "شاركوا بكل قوة" حتى اليوم التالي، لأنه ليس هناك ما هو أسهل من الاحتجاج عبر لوحة المفاتيح. ولم تكن المظاهرات في بيتاح تكفا نسخة طبق الأصل من المظاهرات في ميدان التحرير. فما الذي يسبب الخوف من مدبر منزل محبط ومحامي لم يتمكن حتى من الحصول على مكان واقعي في الانتخابات التمهيدية لحزب العمل؟
لقد تبين أن للغضب أرجل، وهي تسير أسبوعا بعد أسبوع في الشوارع وتطالب بنقاوة الأيدي والنزاهة العامة. دافيد بيتان، حسب ادعاء الشرطة، يقوم بأعمال تجارية في متجر يحمل اسم "متسادا ". ويبدو فجأة أن "متسادا" عرضة للسقوط والاسقاط. 
اذن، بدلا من إجراء مقابلات مع الصحفيين أو الظهور في الساحة، يتحصن نتنياهو. وينقل الرسائل المصورة إلى أنصاره، ويوفر تعليمات التشغيل وصفحات الرسائل. "الحكومة تستبدل في صناديق الاقتراع"، يقول بنظرة بالغة الاهمية، وفي اليوم التالي يكون هذا هو التعقيب الرائد على الشبكات الالكترونية وفي التعقيبات. وهذا كله في وقت يتم فيه تجاهل حقيقة أنه هو نفسه، عندما كان في المعارضة، قاد ضد رابين المظاهرات التي كانت أكثر عنفا وصعوبة من مظاهرات روتشيلد.
هذه الرسائل تدل على أن الاحتجاج ينجح. وكلما زاد عدد الناس هناك في الشوارع، كلما كان عددهم أكثر تواترا. وسيحاصر الزعيم نفسه في الخندق، ويوجه الاتهامات الى كل العالم، ويصرخ طلبا المساعدة ويهاجم في نفس الوقت. ولكن الصوت لن يكون هو نفسه، وسوف ترتجف الأيدي قليلا – هذا هو الخوف.

التعليـــقات