رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 12 كانون اول 2017

الثلاثاء | 12/12/2017 - 09:04 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 12 كانون اول 2017


ليبرمان للنواب العرب: "مجرمو حرب وقريبا لن تكونوا هنا"
واصل وزير الامن الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، لليوم الثاني على التوالي الهجوم على المواطنين العرب وممثليهم في الكنيست، وبعد ان حرض، امس الاول على سكان وادي عارة ودعا الى مقاطعتهم واعتبر ان مكانهم هو السلطة الفلسطينية وليس اسرائيل، تكتب "هآرتس" انه قال، امس الاثنين، في الكنيست، ان "كل نواب القائمة المشتركة هم مجرمو حرب". واضاف ان "اعضاء القائمة يستغلون ضعف وامتيازات الدولة الديموقراطية من اجل تدميرها من الداخل". كما قال للنواب العرب: "انتم تتواجدون هنا نتيجة خطأ، وسيصل الوقت الذي لا تتواجدون فيه هنا". وجاء هجوم ليبرمان هذا على النواب العرب، ردا على اقتراح بحجب الثقة قدمته القائمة المشتركة بادعاء ان "الحكومة تدفع سياسة تقوم على جرائم الحرب". وغادر بعض اعضاء القائمة القاعة بعد اتهامات ليبرمان لهم.
وتطرق ليبرمان الى دعوته، امس الاول، الى مقاطعة سكان وادي عارة، وقال: "هل شاهدهم أحد يحتفلون بيوم استقلال دولة اسرائيل في وادي عارة؟ لقد شاهدتهم مع اعلام السلطة الفلسطينية وحزب الله وصور نصرالله. في وادي عارة لن تشاهدوا اعلام اسرائيل. فقط اعلام أخرى. بالنسبة لي هم ليسوا مواطنين شرعيين".
وقدمت النائب حنين زعبي (المشتركة) مشروع حجب الثقة عن الحكومة، قبل تصريحات ليبرمان، وقالت: "هذه حكومة مجرمة، يجب محاكمة رئيسها في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بسبب جرائم الحرب، مع كل ائتلافه الذي يقتل الأطفال ويسرق الأرض ويقمع تنظيمات حقوق الانسان. الاحتلال دائما عدواني، عنيف، غير شرعي وقاعدة لجرائم الحرب".
وسأل النائب عيساوي فريج (ميرتس) الوزير ليبرمان، لماذا لم يدع الى مقاطعة مدن اخرى في اسرائيل في اعقاب عمليات قتل قومية نفذها يهود في السنوات الاخيرة. فرد ليبرمان انه "في اسرائيل شجب الجميع القتلة في دوما ويغئال عمير. وانا ايضا. هؤلاء قلة. وعندما اتحدث عن منطقة وادي عارة فان المقصود ليس قلة، ولا اعشاب ضارة، وانما قادة روحيين وسياسيين. لا يوجد ما يشبه ذلك في دولة اسرائيل". واضاف ليبرمان: "اتوقع الولاء من السكان الذين نشأوا في اسرائيل وتلقوا فيها تعليما عاليا ويتمتعون بالحرية في دولة ديموقراطية، ومع ذلك يخرجون مع اعلام حماس وحزب الله".
موغريني لنتنياهو: "لن يتم سفارات اوروبية الى القدس"
تكتب صحيفة "هآرتس" ان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني، اعلنت، امس الاثنين، في مؤتمر صحافي ان دول الاتحاد الاوروبي لن تنقل سفارتها الى القدس. وأشارت موغريني إلى اجتماعها مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقالت: "لقد ذكر (نتنياهو) عدة مرات أنه يتوقع من دول أخرى نقل سفاراتها إلى القدس بعد قرار ترامب. يمكنه الاحتفاظ بهذه التوقعات بالنسبة للآخرين – لأنه بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي، هذا لن يحدث".
وأشارت موغريني إلى مبادرة السلام التي تعتزم الولايات المتحدة تقديمها في الأشهر المقبلة، وقالت: "يجب ان لا تسود لديهم الاوهام بأنه يمكنهم النجاح بذلك لوحدهم، بدون اطار دولي واقليمي تصاحبه بداية جديدة للمحادثات، وهي مسألة تبدو بعيدة جدا". واضافت وزيرة الخارجية ان الاتحاد الاوربي لا يعمل على مبادرة سلام خاصة به في هذه المرحلة.
وأضافت موغريني ان المحادثات مع نتنياهو ركزت اساسا على الوضع في القدس وعملية السلام، خلافا لرغبة رئيس الوزراء في التركيز على ايران والاقتصاد. كما أشارت موغريني إلى تصريحات نتنياهو بأن "السلام يقوم على الاعتراف بالواقع"، استمرارا لاعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وسألت موغريني: "هل تريد ثلاث دول، أربعة، خمسة، عشرة؟ حل الدولتين هو الحل الحقيقي الوحيد".
وقبل ذلك، قالت موغريني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو ان الحل الوحيد للقضية الاسرائيلية الفلسطينية هو حل الدولتين، حيث تكون القدس عاصمة مشتركة لهما. ووفقا لها، فإن دفع عملية السلام هو مصلحة إسرائيلية. وأوضحت: "موقفنا هو حل الدولتين والقدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين، ضمن حدود عام 1967". وردا على ذلك، قال نتنياهو ان هناك اقتراحا امريكيا جديدا لخطة سلام، وانه "يجب اعطاء فرصة للسلام. اعتقد انه يجب رؤية المطروح على الطاولة وما اذا كان يمكن دفع السلام. ولكن هناك مكان واحد يجب البدء منه – الاعتراف بالدولة اليهودية. المسألة كانت دائما هي الاعتراف بالدولة اليهودية، وقد حان الوقت لكي يعترف الفلسطينيون بالدولة اليهودية وبأن لها عاصمة، اسمها القدس." وفي تعقيبه على قرار الرئيس الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قال نتنياهو "اعتقد ان جميع او معظم الدول الاوروبية ستنقل سفاراتها الى القدس وتعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وقال نتانياهو ان "القدس عاصمة لدولة اسرائيل منذ 70 عاما. اعتقد ان ما فعله الرئيس ترامب هو طرح الحقائق كما هي على الطاولة. السلام قائم على الواقع، والسلام يقوم على الاعتراف بالواقع، وأعتقد أن حقيقة كون القدس عاصمة لإسرائيل واضحة جدا لكل من يزور منكم إسرائيل ". ووفقا لنتنياهو "ان هذا لا يتعارض مع السلام، بل يسمح بالسلام لان الاعتراف بالواقع هو جوهر السلام". وأضاف رئيس الوزراء أن "إسرائيل مدت يدها إلى جيرانها الفلسطينيين منذ 100 عام، قبل فترة طويلة من إنشاء الدولة وحتى بعد إنشائها".
وبعد المؤتمر الصحفي، شارك رئيس الوزراء في وجبة إفطار مشتركة مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي. وقال نتانياهو للوزراء انه يتعين على الدول الاوروبية "وقف تدليل الفلسطينيين". وادعى ان الفلسطينيين يرفضون الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وان الرئيس الاميركي دونالد ترامب "ابلغهم الحقيقة" عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
واشار نتانياهو الى الدعم الذى عبر عنه بعض اعضاء الاتحاد الاوربي لحل الدولتين. وقال " هناك فارق كبير بين قيام هذه الدولة بهدف تدمير دولتنا او الاعتراف حقا بحقنا في الوجود هنا واذا كنا نستطيع ضمان تجريدها من السلاح".
والتقى نتانياهو امس الأول بالرئيس الفرنسي عمانوئيل مكرون في قصر الاليزيه. وخلال الاجتماع الذى استمر حوالى ثلاث ساعات اكد نتنياهو ان خطوة ترامب هامة للسلام. وفي المقابل، قال مكرون ان هذه "خطوة تهدد السلام"، ودعا رئيس الوزراء الى "اعطاء فرصة للسلام والقيام بلفتات ازاء الفلسطينيين".
الفصائل الفلسطينية تدعو الى تشديد المواجهة ردا على قرار ترامب
تكتب "هآرتس" انه اصيب اكثر من 70 فلسطينيا، امس الاثنين، في الاشتباكات مع قوات الامن في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي دخلت اليوم الرابع. ويأتي ذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية ان 36 فلسطينيا اصيبوا في اشتباكات بالضفة الغربية، بعضهم بالذخيرة الحية والرصاص المطاطي. ووصفت حالتهم بأنها بين خفيفة ومتوسطة. وجرت الاشتباكات بشكل خاص في الخليل ورام الله وأريحا وطولكرم. وفي قطاع غزة، أصيب 37 فلسطينيا بالرصاص الحي والمطاطي. وقد عولجوا من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني. وفي منطقة رام الله، تم توثيق سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر وهي تنقل ملثمين على انهم جرحى.
ودعت الفصائل الفلسطينية إلى تشديد الاحتجاج في أنحاء الضفة الغربية والقدس، اليوم. ودعت حركة فتح إلى إجراء مسيرات من مراكز المدن الكبرى نحو الحواجز. كما تعتزم الجامعات في الضفة الغربية المشاركة في الاحتجاج. وأعلنت اللجان الطلابية في الضفة الغربية أن التعليم سيتوقف في الساعة الحادية عشرة صباحا اليوم، وستجري مسيرات احتجاجا على إعلان ترامب.
وفي قطاع غزة دعت التنظيمات الى تنظيم مسيرات الى السياج الحدودي في شمال وجنوب قطاع غزة. وقال مسؤول كبير في حماس لصحيفة "هآرتس"، إن المنظمة ليست مهتمة في المواجهة العسكرية، بل تلتزم بالنضال الشعبي. وقال المسؤول "ان الاتجاه هو مواصلة النضال الشعبي ونقل رسالة الاحتجاج الى العالم".
وفي خطاب القاه امس، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ان "أفضل رد على إعلان ترامب، هو إعلان الانتفاضة الثالثة". وفي تظاهرة جرت في الضاحية الجنوبية في بيروت، بمشاركة عشرات الآلاف، دعا نصر الله جميع الفصائل المرتبطة بمحور المقاومة لإسرائيل في المنطقة إلى توحيد القوى من اجل قيادة مواجهة مباشرة كبيرة.
بيت لحم لن تستقبل بينس
يذكر ان الاشتباكات التي وقعت في الايام القليلة الماضية تركت تأثيرا كبيرا على السياحة والحجيج الى الضفة الغربية عشية عيد الميلاد. وفي بيت لحم، تم الإبلاغ عن الغاء الكثير من الحجوزات في الفنادق بسبب الاشتباكات والتوتر. كما ألغت بيت لحم الاستعدادات للزيارة المتوقعة لهذا الشهر من قبل نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس.
وقال رئيس البلدية انطون سلمان لصحيفة "هآرتس" انه وفقا للمعلومات التي يملكها، فان بينس لن يزور بيت لحم ولا توجد خطة لاستقباله. وقال سلمان "اننا ملتزمون بتوجيهات القيادة السياسية، وقد اوضحنا انه لا توجد نية للترحيب به اذا قرر ان يأتي". وعلم انه تمارس الضغوط على رؤساء الكنائس لكي يرفضوا استقبال بينس، واعتماد موقف رؤساء الكنائس في مصر، الذين اتخذوا قرارا مماثلا.
القبة الحديدية تعترض صاروخا من غزة
الى ذلك، تكتب "هآرتس" ان القبة الحديدية، اسقطت مساء امس الاثنين، صاروخا تم اطلاقه من قطاع غزة باتجاه بلدات شاطئ اشكلون. ولم تقع اصابات او اضرار بعد عملية التصدي للصاروخ. وردا على القصف الصاروخي، قصف الجيش الاسرائيلي بالدبابات والطائرات مواقع لحماس في شمال قطاع غزة. وقبل ذلك، سمعت صافرات الانذار في اشكلون ومنطقة لخيش، وبلدات غلاف غزة. وقال سكان من اشدود واشكلون انهم سمعوا دوي انفجارات.
وقبل ذلك قصف الجيش الاسرائيلي مواقع لحماس في جنوب قطاع غزة بواسطة الدبابات والطائرات، ردا على إطلاق النار على منطقة المجلس الاقليمي اشكول. وقالت وسائل اعلام فلسطينية في القطاع ان القصف الاسرائيلي استهدف منطقة قرية عبسان في منطقة خانيونس ومنطقة رفح. وقال الجيش الاسرائيلي انه يعتبر "تنظيم حماس الارهابي، المسؤول الوحيد عما يحدث في قطاع غزة".
وكان الجيش الاسرائيلي قد كشف امس الاول، بأنه دمر نفقا تابعا لحماس بعد توغله في الاراضي الزراعية الاسرائيلية بالقرب من كيبوتس نيريم.
الكنيست تصادق على قانون طرد طالبي اللجوء
تكتب "هآرتس" ان الهيئة العامة للكنيست، صادقت مساء امس الاثنين، على قانون طرد واعتقال طالبي اللجوء. وأيد القانون 71 نائبا مقابل 41 معارضا. ويشمل القانون تمديد الأمر الذي ينظم تفعيل معتقل "حولوت" حتى منتصف آذار المقبل. واذا لم يتم تمديد الأمر في حينه، سيتم اغلاق المعتقل الذي اقيم في كانون اول 2013 بتكلفة مليار ونصف مليار شيكل. ويسمح القانون الجديد باعتقال طالبي اللجوء الذين يخرقون القيود الجغرافية التي تفرض عليهم.
وتم في اطار القانون ايضا، تمديد الأمر الطارئ الذي يسمح بفرض غرامات مالية عالية على المشغلين الذين يقومون بتشغيل طالبي اللجوء بدون تصريح رسمي. كما تم تمديد الأمر الذي يمنع طالبي اللجوء من اخراج المال من اسرائيل.
وكان وزير الداخلية ارييه درعي ووزير الامن الداخلي جلعاد اردان قد اعلنا قبل شهر انهما سيقدمان خطة لوزراء الحكومة لإغلاق معتقل حولوت خلال اربعة اشهر. ووفقا لهما، فإن هذه الخطوة سوف تترك امام طالبي اللجوء خيار الطرد من البلاد أو الحبس دون قيود. وأوضحت سلطة السكان في ذلك الوقت أن إغلاق المعتقل يتوقف على نجاح خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.
وحسب معطيات سلطة الاسكان والهجرة، فانه يتواجد في اسرائيل، اليوم، حوالي 35.300 مواطن من اريتريا والسودان، وحوالي 5000 طفل ولدوا في اسرائيل. وخلال السنة الحالية لم يدخل أي طالب لجوء عبر الاراضي المصرية. وقال المستشار القانوني لسلطة الاسكان والهجرة، خلال نقاش جرى في المحكمة العليا، ان حوالي 12.360 إرتيري وسوداني قدموا طلبات لجوء الى اسرائيل، ولم يتم الرد بعد على حوالي 5.800. ومنحت اسرائيل حتى اليوم مكانة لاجئ لحوالي 10% فقط من الإرتيريين، ورفضت طلبات البقية. وفي معتقل حولوت تحتجز اسرائيل حاليا 1.150 طالب لجوء.
في هذا الموضوع، رفض رئيس حزب العمل، آبي غباي، امس الاثنين، طلب نواب من كتلة المعسكر الصهيوني، اعادة مناقشة الموقف من مشروع قانون طرد طالبي اللجوء، قبل التصويت عليه في الكنيست، في ساعات المساء. وهدد رئيس الكتلة النائب يوئيل حسون، بفرض عقوبات على نواب الكتلة الذين سيصوتون ضد القانون. وكان المعسكر الصهيوني قد غير في الشهر السابق موقفه من هذا القانون، بمبادرة من غباي الذي فرض على الحزب دعم مشروع القانون. وبفعل تخوف غباي من مقاطعة عدد كبير من اعضاء كتلته للتصويت في الكنيست، الأمر الذي سيظهره بأنه لا يسيطر على الكتلة، قرر السماح للنواب بالتصويت كما يشاؤون.
الجيش يحمل الفلسطينيين المسؤولية عن حادث قصرة
تكتب "هآرتس" ان الجيش الإسرائيلي اعلن امس الاثنين، انه وفقا للتحقيق الكامل الذى اجراه في الحادث الذي وقع في قرية قصرة بالضفة الغربية في نهاية الشهر الماضي، فان الفلسطينيين هم الذين هاجموا جماعة المستوطنين في 30 تشرين الاول ورشقوا الحجارة على مجموعة الاطفال البالغين من العمر 13 عاما، ومستوطنين بالغين مسلحين، كانا برفقتهما للحراسة وقام احدهما بإطلاق النار على فلسطيني وقتله.
ووفقا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن "التحقيق حدد أن السبب المباشر للحادث كان محاولة الفلسطينيين الاعتداء على المستوطنين، وتعريض حياتهم للخطر". إلا أن الجيش انتقد المستوطنين مشيرا الى انهم خرجوا في الجولة من دون تنسيق معه، وقال انه "نتيجة لذلك، تم توضيح اجراءات تنسيق الرحلات".
ورغم تحديد الجيش هذا، الذي يدعم عمليا موقف الجيش فور وقوع الحادث (والذي يبرر قتل الفلسطيني من قبل المستوطن)، تواصل شرطة لواء شاي التحقيق في الحادث. وتشتبه الشرطة بأن المستوطن المسلح، وهو ضابط احتياط في الجيش الاسرائيلي، الذي اطلق النار على الفلسطيني محمود زعل عودة (48 عاما) تسبب بموت الفلسطيني نتيجة الاهمال. وكان المشبوه قد ادعى بعد الحادث بأنه لم يشخص اصابة احد. وتحقق الشرطة في زعمه بأنه اطلق النار دفاعا عن النفس، علما ان القتيل لم يشارك في الحادث وقتل اثناء عمله في ارضه، حسب الفلسطينيين. وقال الفلسطينيون ان رشق الحجارة على المستوطنين بدأ فقط بعد قيام المستوطن بإطلاق النار على عودة.
سلطة الآثار تسمح برصف شارع في القدس فوق مدفن اسلامي بادعاء انه ليس قديما بما يكفي للحفاظ عليه!
تكتب صحيفة "هآرتس" انه تم خلال العمل على فتح شارع في وسط مدينة القدس، العثور على مدفن يحوي هياكل عظمية اسلامية. ويرتبط المدفن بالمقبرة الإسلامية الكبيرة في حي ماميلا، والتي تم تدمير جزء كبير منها على مر السنين. وقررت سلطة الآثار الإسرائيلية أن هذا المدفن "حديث" نسبيا وغير محمي بموجب قانون الآثار، وبالتالي لن يتم التنقيب عنه بطريقة منظمة. وسيبقى في مكانه، وتمهيد الطريق فوقه.
وتم اكتشاف المدفن المربع خلال رصف شارع بن سيرا، وانشاء البنى التحتية. ووفقا لشاهد عيان دخل الى المدفن، فقد عثر فيه على ستة جماجم على الأقل وعدد كبير من العظام. وكشفت دراسة أنثروبولوجية اجريت للهياكل العظمية أنها هياكل عظمية لنساء.
وقال موظفو سلطة الآثار انهم عثروا على شاهد هناك يتبين من الكتابة عليه انه يعود إلى نهاية القرن الثامن عشر أو بداية القرن التاسع عشر. وفقا للقانون الإسرائيلي، فان الآثار التي يجب حمايتها هي مباني أو كائنات تعود إلى 1700 سنة الى الوراء، ولذلك فانه وفقا للقانون، لا يعتبر هذا المدفن أثرا قديما ويمكن تدميره. وقد أصيب المدفن بأضرار جزئية أثناء سير العمل، ولكن بالتعاون مع منظمة "اترا كاديشا" الدينية تقرر ترك المدفن والهياكل العظمية في مكانها، وتعبيد الطريق فوقها.
ويشار الى ان مقبرة ماميلا كانت اكبر المقابر الإسلامية في القدس، ودفن فيها الاف الناس على مدار مئات السنين. وتقع في وسط القدس الجديدة، بين شارعي اغرون هليل وبن سيرا. واقامت اسرائيل على قسم كبير من المقبرة حديقة "الاستقلال".
وعلى مدار السنوات الماضية، تم تنفيذ عدة مشاريع قلصت من مساحة المقبرة تدريجيا. ويقوم على ارض المقبرة فندق "وولدورف استوريا" الذي كان مقرا للمجلس الاسلامي في المدينة في القرن الماضي. ومن ثم بنت اسرائيل على المقبرة حديقة الاستقلال وقامت قبل ثماني سنوات بحفريات كبيرة في الموقف الذي اقيم على ارض المقبرة تمهيدا لبناء "متحف التسامح" لمركز شمعون فيزنطال. وتم خلال اعمال الحفريات العثور على مئات الهياكل العظمية، فتم تعليق العمل في بناء المتحف بعد التماس الحركة الإسلامية وجهات اخرى الى المحكمة العليا. ولكن المحكمة سمحت بمواصلة العمل على انقاض المقبرة. كما تم العثور على هياكل عظمية في ساحة المدرسة التجريبية القائمة هناك.
تمديد اعتقال مشبوهين بدفع رشوة للنائب بيتان
تكتب "يسرائيل هيوم" ان محكمة الصلح في ريشون لتسيون، مددت امس، اعتقال موشيه يوسيف، صديق رئيس الائتلاف الحكومي النائب دافيد بيتان، لمدة سبعة أيام أخرى، وذلك في اطار التحقيق في ملف 1803. وتشتبه الشرطة بأن يوسف قام بتمويل حفل زفاف ابنة بيتان بمبلغ 260 الف شيكل. ويدعي بيتان ان تكاليف الحفل تم تسديدها من هدايا الضيوف.
كما تم يوم امس، تمديد اعتقال صاحب العقارات درور غلازر والمقاول البرت بيطون، لمدة اربعة ايام. وتشبته الشرطة بأن بيطون حول قسما من اموال الرشوة الى النائب بيتان، "كهدية" لحفل زفاف ابنته في شهر آب الماضي. وتم استجواب بيطون حول مبلغ 15 الف شيكل سلمها لبيتان. وادعى بيطون انه قدم مبلغ 5000 شيكل هدية لحفل الزفاف، لكن الشرطة تشتبه بأنه سادت بين بيطون وبيتان منظومة علاقات تقوم على الرشوة.
ووفقا لتقارير شركة الأخبار، فقد عرض المحققون على بيتان اجراء فحص له على جهاز كشف الكذب، فأجاب بأنه سيوافق على ذلك، إذا كان الاختبار يتضمن أدلة أخرى، واغلاق الملف ضده إذا تبين أنه صادق. ورفض المحققون ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، اوضح مقربون لبيتان أنه "إذا استقال من الكنيست، فسيتم القبض عليه".
وقال محامي بيتان ان هذه شائعات لا أساس لها، وان النائب بيتان قدم روايته الى المحققين وهي رواية منطقية ومريحة".
يشار الى ان يوسف هو رجل أعمال وصديق النائب بيتان. ويعتبر مشبوها مركزيا في هذه القضية، وفى قرار تمديد احتجازه، اشار القاضي الى ان "يده طالت كل شيء". وتملك الشرطة أدلة تثبت أن يوسف تلقى اموال رشوة ، بل تحدث عن ذلك مع النائب بيتان.
الى ذلك، من المتوقع اجراء تحقيق اخر مع النائب بيتان في هذه القضية. وعليه قال القاضي انه يسود التخوف من قيام يوسف، في حال إطلاق سراحه، بتشويش الاجراءات بسبب علاقته الوثيقة مع بيتان.
زيادة بنسبة 10 في المائة في تقارير التحرش الجنسي في الجيش
تكتب "يسرائيل هيوم" انه في عام 2017، الذي لم ينته بعد، حدثت زيادة بنسبة 10 في المائة في تقارير التحرش الجنسي في الجيش. ويعزو الجيش الزيادة في عدد الشكاوى إلى زيادة الوعي على التحرش الجنسي. وكجزء من الكفاح ضد التحرش، سيتم إطلاق برنامج تعليمي محوسب هذا الشهر لمنع التحرش الجنسي، والذي من المتوقع أن يتم فرض مشاهدته على كل الذين يخدمون في الجيش - من العريف وحتى رئيس الأركان - مرة واحدة في السنة على الأقل.
وسيتم نشر البرنامج، اولا، على حواسيب الجيش، ومن ثم سيتم تطوير تطبيق للهواتف الخليوية، لتمكين الجنود من مشاهدته على اجهزتهم الخاصة. وبعد انتهاء المرحلة النظرية سيطالب الجنود بتسجيل تفاصيلهم الشخصية واجتياز اختبار لفحص مدى فهمهم. ومن سيحصل على علامة تقل عن 65، سيطالب باجتياز العملية مرة اخرى، حتى ينجح في الاجابة على عدد كاف من الاسئلة. ويشمل البرنامج تعريفا لمعنى التحرش الجنسي وما هي الحالات غير الواضحة التي تعتبر احيانا تحرشا جنسيا.
ازدياد الطلب على المنازل في القدس بعد اعلان ترامب
تكتب "يسرائيل هيوم" ان توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية المرتقب الى العاصمة، يؤثر على سوق العقارات في القدس. فمنذ صدور القرار التاريخي اعرب يهود متشددون من الولايات المتحدة عن رغبتهم في شراء الفيلات الفاخرة التي يجري بناؤها حاليا في حي "جفعات زئيف" بحسب الارقام الواردة من مشروع "نوفي اسرائيل" السكني في المنطقة. وتم بيع قسم من الفيلات خلال معرض المبيعات الذي نظمته الشركة في نيويورك بعد إعلان ترامب. وقالوا في الشركة إن معظم المشترين هم من اليهود الأرثوذكس الأمريكيين الذين يخططون للهجرة إلى إسرائيل في المستقبل.
خلال زيارة مفاجئة الى سورية، بوتين يعلن قراره سحب قواته
تكتب "يديعوت احرونوت" ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بزيارة تاريخية لسورية، أمس. وهذه هي المرة الاولى التي يزور فيها الرئيس الروسي سورية ويستدعي الرئيس السوري بشار الاسد الى قاعدة حميميم الروسية العسكرية، حيث اعلن بوتين انه امر قواته بمغادرة سورية.
مع ذلك، وبعد مرور قرابة ثلاث سنوات على التدخل العسكري الكبير في سورية، لا يزال بوتين بعيدا عن التخلي عن الأصول التي تهمه في الدولة. واوضح الرئيس الروسي، امس، ان روسيا ستواصل الاحتفاظ بالقاعدة الجوية الروسية في حميميم، والتي ستبقى فيها 11 طائرة حربية روسية، وعلى ميناء طرطوس العسكري حيث ستبقى سفن الصواريخ الروسية.
وحاول بوتين، الذي وجه تصريحاته من سورية إلى جمهور الناخبين في روسيا، أن يدعي لنفسه الانتصار على داعش والقضاء على المتمردين داخل سوريا، على حساب قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، ووحدات النخبة من الأجهزة العسكرية والأمنية الإيرانية. وقال بوتين: "لقد وصلنا الى سورية قبل عامين ونصف لمساعدة الرئيس بشار الأسد، والآن بعد أن تم الانتهاء من المهمة بنجاح، نستعد للمغادرة واعادة قواتنا إلى قواعدها في روسيا". وقال وزير الدفاع الروسي، أمس، أن بعض القوات الروسية في سورية قد بدأت بالفعل في العودة إلى روسيا.
مقالات
صهيونية بدون القدس
يكتب ديميتري شوماسكي، في "هآرتس" ان زئيف جابوتنسكي نشر في كتابه الأخير "جبهة حرب الشعب اليهودي" في عام 1940، "ان المناطق الهامة داخل مدينة القدس القديمة، التي سيتم تحديدها وفقا لتقدير عصبة الامم، ستتمتع بنفس الخصائص الاقليمية المتعارف عليها في جميع انحاء العالم بشأن تفويض الدول". وقد كتب جابوتنسكي ذلك عن الوضع السياسي للقدس القديمة في المستقبل. كما حدد أن "كل منطقة من هذه المناطق ستعتبر منطقة بلدية خاصة ويتولى إدارتها مجلس يتم تعيينه بالاتفاق بين السلطات الدينية ذات الصلة".
كما ورد ذلك في المادة (د)  من الدستور المقترح للدولة اليهودية على ضفتي الأردن، والذي صادقت عليه الحركة التصحيحية في عام 1934.
إن السهولة الطبيعية التي تنازل من خلالها الركن اليميني للصهيونية السياسية، وصاحب فكرة أرض إسرائيل الكبرى، عن السيادة اليهودية في قلب القدس التاريخية، تشهد على احدى الحقائق التاريخية الأساسية للتاريخ الصهيونية المعروفة جيدا للباحثين فيها: خلافا لادعاء نفتالي بينت الواهي، عشية خطاب ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بأنه "لا وجود الصهيونية بدون القدس"، فان الارتباط القومي – الديني لشعب اسرائيل بالقدس، لم يلعب قط دورا محوريا في المفهوم القومي للصهيونية السياسية الحديثة.
بما أن أحد الأهداف المعلنة للحركة الصهيونية، التي تنعكس بوضوح في "الدولة اليهودية" و "الأرض الجديدة" لثيودور هرتسل، هو تحقيق "مصالحة تاريخية" بين اليهود وأمم العالم، فإن الصهيونية السياسية لم تفكر أبدا بالاستيلاء اليهودي على مناطق الالتقاء الديني، التي تحولت في بعض الأحيان الى بؤر للتوتر في القدس القديمة.
لم يحدد هرتسل عبثا في "الأرض الجديدة" بأن مكان الهيكل هو ليس على جبل الهيكل (الحرم القدسي). وبذلك أعطى تعبيرا رمزيا ولكن بارزا عن ميل الصهيونية السياسية إلى الابتعاد عن الحوض المقدس، وإلى حد كبير، الى عدم مبالاتها السياسية تجاهه، وهي اللامبالاة التي وجدناها ايضا، في دستور حركة جابوتنسكي التصحيحية.
في حين تحظى القدس بمكانة تكاد لا تذكر في القومية الصهيونية الحديثة، فان الحال ليس كذلك بالنسبة للقومية الفلسطينية. إن الشعب الفلسطيني هو اكثر أمة مهانة من ناحية قومية، في العالم العربي. انه الشعب العربي الوحيد الذي يخضع لسلطة قومية أجنبية، وتم تقطيع منطقة وجوده الوطني، من قبل سلطات الاحتلال، إلى جيوب تشبه الغيتو، وهي تتقلص بسبب مشروع المستوطنات الإجرامي الذي يزدهر خلافا للقانون الدولي. وهذا دون ان نذكر اكبر سجن مزدحم في العالم وهو قطاع غزة.
إن قيادة الحكم الذاتي، ظاهريا، للشعب الفلسطيني، مضطرة إلى التعاون مع الاحتلال، وهي مطالبة بإخماد أي شرارة للمقاومة الشعبية. وإذا لم يكن هذا كافيا، فإنها تتعرض باستمرار لتهديدات بالعقاب من قبل المحتل وحليفته القوية وراء المحيط، حتى لا يجرؤ على تقديم شكوى إلى محكمة العدل الدولية بشأن جرائم الاستعمار الإسرائيلي. وفي ضوء هذا كله، فإن ارتباط القومية الفلسطينية بالحرم الشريف يرمز بشكل صحيح الى القليل والثمين من الكرامة الوطنية المتبقية للشعب الفلسطيني، الذي يداس كل يوم.
ولذلك، فإن ادعاء بينت بأن القدس لم يرد ذكرها في القرآن الكريم هو أمر مثير للسخرية: أيا كان عدد المرات التي ذكرن فيها القدس في القرآن (أو لم يرد ذكرها)، فإن المهم هو أن القدس محفورة الآن أكثر من أي وقت مضى في الروح الوطنية المحطمة للشعب الفلسطيني.
إن الإذن بمتابعة وتعميق مشروع الاحتلال والاستيطان في الجزء الشرقي من المدينة، الكامن غي إعلان مشعل الحرائق في البيت الأبيض، الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل دون تمييز بين أراضيها الإسرائيلية المشروعة وأجزائها المحتلة، ومظاهر البهجة في إسرائيل القومية والدينية- توصل مظاهر إذلال واضطهاد الشعب الفلسطيني إلى ارقام قياسية جديدة. من الواضح أن القومية الفلسطينية ستواصل الرد على ذلك بمقاومة شديدة، مهما كان رد فعل إسرائيل.
من الصعب تخمين كيف ستنتهي الجولة الحالية من العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن لا يسع المرء إلا أن يأمل بأن تجد إسرائيل في نهاية المطاف طريقها للعودة إلى خط التسوية بشأن القدس الشرقية، بروح أباء الصهيونية، نظرا لأن الاستعداد لتقديم تنازلات في القدس هو سمة أساسية للمفهوم السياسي للصهيونية.
ومن أجل ذلك، يتعين عليها أن تستوعب نفس الموقف اللاهوتي والسياسي الذي استهدفه مؤسس الصهيونية السياسية عندما كان يتوخى إنشاء الهيكل خارج الموقع المخصص لهذا الغرض وفقا للشريعة اليهودية. ووفقا لهذا الموقف، يجب أن يتم، مرة وإلى الأبد، تفكيك العبوة اللاهوتية المتفجرة التي يحملها التقليد اليهودي منذ 2000 سنة، والحسم بشكل نهائي وقاطع بأن السيادة الإسرائيلية لا ينبغي أن تمارس في منطقة الحوض المقدس.
ومن الشروط الضرورية لقيام إسرائيل بتبني هذا الموقف في يوم ما، بطبيعة الحال، القضاء على الطاعون السياسي التبشيري الذي انتشر في جميع أنحاء الدولة منذ عام 1967، والذي يدفعها هي والمنطقة بأسرها إلى الحريق المميت للحرب الدينية.
هدية للفلسطينيين
يكتب د. شوكي فريدمان، محاضر القانون في مركز بيرس الاكاديمي، في "هآرتس"، ان ألوف بن وصف إعلان ترامب بأنه محفز لعملية سحق القومية الفلسطينية (هآرتس، 7 كانون الأول). ولكن الواقع هو العكس. القومية الفلسطينية هي سرد يرجع إلى عدة عقود، وولدت وتقوم على أساس إنكار حركة قومية أخرى: الصهيونية. إن ظهورها ونموها ونجاحها نابع أساسا من الصراع مع الحركة الصهيونية. نحن بنينا، وهم قاموا بأعمال شغب. نحن أنشأنا دولة، وهم خرجوا للحرب. نحن تطورنا، وهم قاموا بتفعيل الارهاب.
يشعر الفلسطينيون انه بدون الصراع ضد الصهيونية، سيرجع المجتمع الفلسطيني إلى عهد القبائل والعشائر، وينضم بذلك إلى اتجاه التفكك القومي العربي الذي يجتاح الشرق الأوسط. إعلان ترامب هو هدية للفلسطينيين الذين يتراجع الاهتمام بهم. انه يمنحهم فرصة للمزيد من "أيام الغضب" و "الإيماءات" التي تسمح لهم بالعودة إلى شاشات الشبكات واستعادة فرصة دفع قضيتهم.
حتى في كتابات المفكرين الفلسطينيين، تعتبر الأحداث التي ولدت القومية الفلسطينية هي موجات الارهاب التي حدثت في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، في ضوء الهجرة إلى إسرائيل وتوطيد الحركة الصهيونية في إسرائيل والعالم. وتمثل أهم دافع لها في حرب الأيام الستة: فحتى احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، كان معظم الفلسطينيين بمثابة متاع زائد في الأردن ومصر، ولم يطلبوا الاستقلال السياسي في الضفة الغربية، على سبيل المثال. لكن الهزيمة العربية في عام 1967 أعطت الفلسطينيين ذريعة، وهذه المرة مدعومة بشرعية دولية واسعة، لتكثيف نضالهم الوطني واستخدام الإرهاب لتعزيزه.
لقد ساعد استخدام الأدوات الدبلوماسية وأسلحة الارهاب على تحقيق انجازات كبير للفلسطينيين، بلغت ذروتها بالتوقيع على اتفاقات أوسلو. وقد أعطتهم الأراضي والسلطات التي حصلوا عليها منذ أكثر من 20 عاما، نقطة انطلاق جيدة لإقامة دولة. ولو كانوا قد استثمروا جهودهم في إنشاء مؤسسات حكومية فعالة ومؤسسات اقتصادية ومدنية، لكان يمكن لدولة فلسطين أن تكون حقيقة واقعة منذ فترة طويلة.
لكن الفلسطينيين، بقيادة عرفات، وبعد ذلك بقيادة محمود عباس وحماس، واصلوا حمل بندقية في يد واحدة، وصندوق التبرعات الخيري في اليد الأخرى، في حين تم استغلال قسم كبير من التبرعات التي تلقوها لتغذية الكفاح المسلح. وهكذا، على الرغم من العروض السخية التي قدمها براك، وأولمرت، وليفني، الذين سعوا إلى حل وسط وإنهاء الصراع، فضل الفلسطينيون مواصلة الكفاح.
وهم يعرفون لماذا. فطبقة القيادة الفلسطينية، المثقفون والقيادة الأمنية - كلهم يعيشون من النضال الوطني. وبفضل النضال يحصلون على تبرعات من الدول العربية ويدخلون ويخرجون الى ومن قاعات قادة العالم. لكن الأمر الرئيسي هو أنه بفضل النضال، يتمكنون من مواصلة الحفاظ على القومية والهوية الفلسطينية. إن احتمال انتهاء النضال في يوم ما، وأن يصلوا إلى حل نهائي للصراع، يشكل تهديدا لهم وليس أملا. فهو قد ينهي وجود القومية الفلسطينية.
أنا لا أتجاهل الواقع. أولا، لم تكن الصهيونية خالية من الظلم والأخطاء تجاه الفلسطينيين. ثانيا، مهما كانت جذور القومية الفلسطينية، فهي موجودة. وعلاوة على ذلك، يحق للفلسطينيين، كبشر، تحقيق رغبتهم في تقرير المصير وجميع الحقوق المستمدة منها. وهذا ناهيك عن حقيقة أن حل القضية الفلسطينية من خلال الانفصال عن الفلسطينيين هو مصلحة إسرائيلية واضحة.
لكن السؤال الكبير هو ما إذا كان الفلسطينيون مهتمون بذلك أم لا. أو ما هو مصدر "ليس هناك شريك في الجانب الفلسطيني". يسود الاعتقاد أن الجواب هو عدم الرغبة في التوصل إلى تسوية، ولكن يبدو أن الجواب أعمق. الفلسطينيون يحتاجون إلى الصراع من اجل تقرير مصيرهم. ولذلك فإن إعلان ترامب هو هدية عيد الميلاد بالنسبة لهم: سبب آخر للنضال، رمز آخر من شأنه أن يساعد على تأسيس القومية السلبية، تلك التي ستموت في غياب الكفاح.
ومن سيحمي الأسد؟
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس"، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال لجنوده في قاعدة القوات الجوية الروسية "حميميم" في شمال سورية، ان "الأصدقاء والوطن ينتظرونكم". هذه بشرى ممتازة للجنود والمستشارين والطيارين الذين "أكملوا مهمة مكافحة الإرهاب في سورية"، كما قال بوتين، لكن هؤلاء الجنود لا يعرفون متى ينبغي البدء بالاستعداد وجمع المتاع، ولا سيما كم منهم سيغادرون سورية. هل ينوي بوتين سحب قواته كجزء من الجهود السياسية الجارية حاليا في جنيف أم أنه سيتركها في سورية حتى نتائج المحادثات التي استقال منها ممثلو النظام ثم عادوا إليها يوم الأحد؟ وهناك سؤال هام آخر هو ما إذا كانت روسيا ستنسحب أيضا من الاشراف على المناطق الأمنية في جنوب ووسط سورية أو أن هذه المهام ستتواصل وفقا للخطوط المتفق عليها مع الولايات المتحدة وإيران وتركيا.
إعلان بوتين لا يحدد شروط ونطاق وتوقيت الانسحاب، لذلك يمكن الافتراض أن النية ليست التخلي تماما عن الساحة السورية، وانما تخفيض جزئي للوجود الروسي. واما العمل في المناطق الحرجة، مثل المناطق الأمنية والنشاط على الحدود الشرقية لسورية، فسيبقى كالمعتاد.
ومن المقرر أن يعقد يوم الخميس المقبل في أستانا، عاصمة كازاخستان، منتدى مناقشة مجلس النقاش حول المناطق الأمنية لمناقشة ترتيبات الإشراف وتوزيع المسؤوليات بين روسيا وإيران وتركيا. وعلى خلفية إعلان بوتين، سيكون هذا الاجتماع بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل، لأنها تتوقع أن ترى ما إذا كان الرئيس الروسي س ينجح بإقناع الإيرانيين بأبعاد قواتهم الى عمق الجنوب السوري، وراء خط الـ 25 كيلومتر. وتنتظر تركيا من جانبها موافقة روسيا على السماح لقواتها بتعميق سيطرتها على شمال البلاد من اجل وقف توسع المنطقة الكردية التي من المتوقع ايضا مناقشتها في مؤتمر استانا.
تعهد بوتين بضرب المنظمات الإرهابية اذا رفعت رؤوسها، يوضح بأنه لا ينوي التخلي عن الساحة العسكرية، أو تغيير الاستراتيجية التي اعتمدها حتى تغيير ميزان القوى لصالح الأسد، لكن الانسحاب – حتى لو كان بشكل جزئي - قد يضفي الشرعية على مطالبته لجميع القوات الأجنبية بمغادرة سورية. وستكون نيته موجهة أساسا للقوات الأميركية والتركية، التي لا تتمتع بالشرعية كما القوات الروسية والإيرانية التي "دعيت" من قبل الأسد، كما أوضح قبل أسبوعين، وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. ويمكن العثور على تأكيد لذلك في الصياغة التي اختاره بوتين، والتي تنص على ان القوات الروسية قادرة على هزم معظم قوات داعش، وبالتالي فإن الولايات المتحدة، التي بررت تدخلها العسكري سورية بالحرب ضد الدولة الاسلامية، لم يعد لديها ما تبحث عنه في سورية.
لقد رد البنتاغون بشكل متشكك، قائلا: "إن إعلان روسيا عن تحريك القوات لا يتطابق دائما مع خفض القوات، ولا يغير من أولويات الولايات المتحدة في سورية". لكنه لم يكن لدى الولايات المتحدة حتى الآن سوى هدف واحد معلن لتبرير تدخلها في سورية، وهو القضاء على داعش. وبعد ان اعلن رئيس الوزراء العراقي الاسبوع الماضي انه تم هزم داعش في بلاده، وأضافت روسيا الى ذلك نجاحها في سورية، ليس من الواضح ما الذي تقصده ادارة ترامب عندما تتحدث عن "الاولويات في سورية".
نجاح روسيا، التي ستؤدي بالتأكيد دورا هاما في الانتخابات الرئاسية في آذار القادم، لم ينعكس فقط في الطريقة التي غيرت ميزان القوى لصالح الأسد. انه يبرز بشكل خاص في طرد الولايات المتحدة من الحلبة، وفي إدارة النسيج المعقد لوقف إطلاق النار المحلي الذي سمح في نهاية المطاف بإنشاء مناطق أمنية. ولكن سيكون من الصعب الاحتفاظ بهذا الانجاز دون مظلة عسكرية تشرف، من جهة، على حظر الهجمات في المناطق الأمنية، وتواصل، من ناحية أخرى محاربة خصوم النظام الذين تم تعريفهم كمنظمات إرهابية. ولتحقيق هذين الهدفين، يحتاج النظام الى قوات روسية كبيرة، خاصة القوات الجوية الروسية.
إن انسحاب القوات الروسية، حتى لو كان كبيرا، وتم تنفيذه في المستقبل القريب، يترك بكل قوة مسألة ضلوع إيران العسكري في البلاد. نقطة الانطلاق الإسرائيلية والأمريكية هي أن إيران سوف تسعى جاهدة لاستغلال الانسحاب الروسي من أجل زيادة وجودها في البلاد من خلال زيادة عدد القواعد العسكرية واحضار الكثير من المقاتلين. ولكن هذا ليس السيناريو الوحيد الممكن. فروسيا وإيران لا تديران لعبة نتيجتها صفر، في سورية ولا تتنافسان على قلب الأسد الذي يعتمد تماما عليهما.
في أي اتفاق سياسي حول مستقبل سوريا، سيتم تأمين وضع الدكتاتور السوري في المدى القصير، على الأقل، والسؤال هو كيف سيتم تقسيم "الغنائم" الاقتصادية والسياسية بين روسيا وإيران. لا يمكن لأي طرف دفع الآخر إلى خارج الساحة، وكلاهما له مصلحة في استقرار الدولة ومنع إقامة دولة كانتونات. ويعتمد تحقيق هذه المصلحة على الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين إيران وروسيا، وليس على الكفاح العسكري من أجل السيطرة على الأراضي وهو ما سيتطلب الاحتفاظ بقوات في سورية لفترة طويلة. وهذا وضع لا يريده أي طرف منهما، خاصة وأن كلا منهما يملك تجربة في تحقيق تأثير كبير في دول أخرى بوسائل اقتصادية وسياسية، وليس بالضرورة بوسائل عسكرية.
صفقة ترامب الذكية؟
يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم"، انه يصعب التعامل بسخرية مع خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ربما تكون هذه هي نقطة الضعف الخاصة بأبناء جيل الدولة؛ الأولاد الذين أخذتهم عائلاتهم في إجازة إلى القدس، وصعدوا الى سطح مجلس العمال في شارع شتراوس، وتم رفع الأولاد على اكتاف الآباء، وأمرهم بالنظر إلى الجانب الأردني من المدينة المقسمة ومحاولة رؤية الحائط الغربي. لقد تمكنوا من رؤية فيالق الجيش فقط.
بعد أن وافقت دول العالم على حدود الخط الأخضر في قرار مجلس الأمن 242 الصادر في تشرين الثاني 1967، كان يجب عليها أن تعترف منذ فترة طويلة بالقدس الغربية التي احتلتها قوات الجيش الإسرائيلي في عام 1948، عاصمة لإسرائيل. في الواقع، حتى السفير الكندي الذي رفض مقابلتي في مكتبي في القدس الشرقية، كان على استعداد للقائي في مجمع الحكومة في الجزء الغربي من المدينة. ولكن لم تعترف أي دولة بالجزء الغربي من المدينة عاصمة لنا، كما لم تقترح أي دولة تطبيق خطة التقسيم الآن، وتدويل القدس الآن.
من المحزن وغير المنصف أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم يتم الاعتراف بعاصمتها حتى وقت قريب، ولم تنتقل اي سفارة اليها (منذ صدور "قانون القدس" الذي بادرت اليه في حينه غيؤولا كوهين، والذي تسبب بأضرار لا داعي لها للمدينة). لقد كان خطاب ترامب مهما ومثيرا، ولكن إذا لم يتم نقل السفارة إلى القدس (حتى إلى مبنى مؤقت) في وقت قريب جدا؛ وإذا لم يتم تسجيل المواليد الامريكيين في القدس كمواليد في إسرائيل؛ وإذا لم يتم في الوثائق الرسمية الأمريكية الاشارة الى القدس كعاصمة، فسيبقى إعلان الرئيس بادرة مهمة لإسرائيل، ولكن ليس كخطوة لتغيير الواقع.
قبل بضعة اسابيع فقط شرح ترامب لوسائل الاعلام لماذا لا ينقل السفارة، وقال ان هذا قد يضر بجهوده للتوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين. ويمكن الافتراض أنه غير رأيه، لأنه كان من المفترض أن يوقع اعتراضه النصف سنوي على نقل السفارة إلى القدس، ولتحلية الحبة المريرة قرر الاعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل دون ترسيم حدودها. لقد رغب ترامب بترك مسألة الحدود إلى الاتفاق المستقبلي، وأعاد حل الدولتين إلى النقاش. وكانت الرسالة واضحة: فهو لا يكرر فكرة الدولة الواحدة الجنونية، التي ستنشأ بدلا من إسرائيل.
قد يجري الحديث عن عملية أكثر تطورا. في مرحلة مبكرة من رئاسته، عرض ترامب حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني باعتباره تحديا رئيسيا لإدارته، وأعلن أنه يرغب بتحقيق "الصفقة النهائية". ليست هناك حاجة لأن تكون ملياردير كي تفهم أنه عندما يتعلق الأمر بصفقة، ستكون هناك حاجة الى تقديم تنازلات من قبل الجانبين. كان يمكن لترامب، ظاهرا، ان يحافظ على الاعتراف بالقدس كإنجاز إسرائيلي تحصل عليه مقابل تقديم تنازلات، لكنه ربما قرر أن يقود خطوة يمنح فيها إنجازا مبكرا لإسرائيل، ويطلب منها المقابل عندما يطرح خطة سياسية.
يمكن لحكومة نتنياهو بالطبع ان ترفض كل ما سيتم عرضه عليها، ولكن سيكون من الصعب رفض اقتراح يصل من مكتب الشخص الذي تم تعريفه بأنه أفضل رئيس بالنسبة لإسرائيل منذ إنشاء الدولة، وبالتأكيد ليس بعد الإعلان الرئاسي الذي تمت الاشارة اليه بنفس واحد مع إعلان بلفور.
كيف يتم نقل سفارة من دون تحريكها
يكتب يارون لندون، في "يديعوت احرونوت"، ان الاعتراف الأمريكي الرسمي بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكلف أرواح اليهود والعرب، وربما حتى الأميركيين وغيرهم. لم يتم تفسير الفائدة الفعلية للإعلان إلا أنه ينطوي على قيمة رمزية – ومن أجل الرموز يتم التضحية بالبشر. التفكير خارج الصندوق يطرح وسيلة لتوفير الدماء، دون التخلي عن تحصين الرمز.
والفكرة هي دفع حدود القدس حتى شاطئ تل أبيب، وهكذا تنتقل قلعة السفارة الأمريكية في شارع هيركون إلى غرب العاصمة دون أن تتحرك من مكانها. وفي غياب أي تغيير حقيقي في الوضع الراهن، ستهدأ نفوس المسلمين، وفي الوقت نفسه سيتم الوفاء برغبة اليهود في إقامة السفارة في العاصمة.
توسيع القدس إلى أقصى حتى الحدود الغربية لن يكون سابقة، لأن الحدود البلدية مرنة وتتسع وتتقلص وفقا لاحتياجات السكان وأهواء السياسيين. هكذا، على سبيل المثال، انجبت تل أبيب من فخذها مدينة يافا العربية. لقد تطورت المدينة واشترى سكانها أراضي القرى العربية المحيطة، وتم طرد من تبقى من العرب خلال حرب الاستقلال، ومن ثم تم ضم يافا إليها. والآن تخطط أول مدينة عبرية لابتلاع بات يام، وهي خطوة تقربنا من اليوم الذي سوف تصبح فيه مدن غوش دان منطقة بلدية واحدة.
القدس هي مثال أكثر وضوحا، حيث كان توسعها مفاجئا، ويسعون الآن الى تقليصها. لقد خلق القرار المتعجل والحمق الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بعد حرب الأيام الستة، مدينة واسعة النطاق تضم أقل عدد ممكن من العرب، مع مطار ينمي الآن الصخور على أراضيه. لكن عدد العرب ازداد بشكل أسرع مما كان متوقعا، واصبحت نسبة اليهود بين سكانها الآن (حوالي 60٪) أصغر مما كانت عليه قبل الحرب العالمية الأولى.
ونظرا للذعر الديموغرافي، تم توسيع المدينة إلى الغرب لاستيعاب المزيد من اليهود، ولكن هذا لا يكفي ايضا، وفي غضون سنوات قليلة سيتساوى عدد اليهود والعرب. والمثير للدهشة أنه لم يوافق كل العرب على وضعهم كمواطنين اذلاء في عاصمة إسرائيل، وبالتالي فقد تم قص المدينة بواسطة جدار الفصل الذي تسود وراءه الفوضى. والآن يريد قادتها التخلص من الأحياء الشمالية الواقعة وراء الجدار، وإنشاء سلطة بلدية منفصلة لسكانها العرب غير الضروريين وربط معاليه أدوميم بالعاصمة.
يعتقد الأميركيون أن بناء السفارة سيستغرق أربع سنوات، ولكن من سمع عن مبنى في إسرائيل تم الانتهاء من بنائه في الوقت المحدد؟ على أية حال، ووفقا لتوقعات مكتب الإحصاءات الحكومي، سيتم إضافة مليون مواطن على الأقل إلى إسرائيل خلال فترة البناء. وسيرغب معظمهم بالعيش في وسط البلاد، وسرعان ما سيتم سد الفجوة بين القدس وموديعين وبين موديعين وأطراف تل أبيب. وينبغي تشجيع هذا الاتجاه من اجل إنشاء قطاع عمراني يكون كله تابعا للقدس ، تماما كما تعتبر قلنديا وجيلو وجبل المكبر وبيت صفافا هي القدس أيضا. أنا على يقين أنه لن يمضي وقت طويل على الإعلان عن إنشاء القدس العظيمة، حتى تحاط هذه المدينة الشاسعة بأكملها بهالة من القداسة، كما تحاط الآن بحدودها الحالية. "أرض صهيون والقدس" ستصبح "أرض صهيون هي القدس".
فحصت ووجدت أن المسافة بين معاليه أدوميم ومرسى تل أبيب ليست أكثر من المسافة بين شمال نيويورك (جبل فيرنون) ونادي ترامب للجولف على الحافة الجنوبية لجزيرة ستاتن. ترامب، وكيل العقارات الماكر، قد يفهم ما افكر فيه.

التعليـــقات