رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 12 تشرين الثاني 2017

الإثنين | 13/11/2017 - 07:37 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 12 تشرين الثاني 2017


الاحتلال يأمر 300 فلسطيني بإخلاء منازلهم واملاكهم في غور الأردن وفق امر عسكري لا يسري عليهم أصلا!!
تكشف صحيفة "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي أمر حوالي 300 فلسطيني يعيشون في غور الأردن بإخلاء بيوتهم وعقاراتهم من منطقة سكناهم، وفق امر عسكري لا يفترض ان يسري عليهم وتم اعداده أصلا لمحاربة البناء غير المرخص في البؤر الاستيطانية.
وتشير الصحيفة الى ان هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها أمر الفلسطينيين بإخلاء منطقة سكناهم وفقا لـ"أمر البناء غير المرخص" الذي أعد في الأساس لإخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية. وتضيف انه لم يتم تسليم أمر الإخلاء شخصيا لأي فلسطيني، بل قام الجنود بوضعه على الشارع المجاور لبيوتهم صباح يوم الخميس الماضي. ووقع الأمر الذي يحمل عنوان "الاعلان عن منطقة مغلقة" قائد قوات الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية، الجنرال روني نوما، ويحمل تاريخ الاول من تشرين الثاني. ويمنع الأمر تواجد أي شخص في المنطقة المغلقة من اجل البناء او ادخال عقارات، ويأمر بإخلاء كل العقارات فيها خلال ثمانية ايام من تاريخ نشر الأمر. وقالوا في وحدة منسق العمليات في المناطق، امس، ان الأمر يتعلق بالبناء وليس بالتواجد في المكان، لكنهم لم يشرحوا اين يجب ان يعيش السكان الفلسطينيين الذين سيتم إخلاء أملاكهم.
ولا يشير الأمر الى هوية الجهات التي يستهدفها او عددهم، لكن الخارطة المرفقة بالأمر توضح ان المقصود حوالي 300 فلسطيني يعيشون في المجتمع الرعوي في قرى عين الحلوة وام جمال، على مساحة 550 دونم تقريبا. ويقوم هؤلاء السكان بتربية حوالي 4000 رأس غنم، و200 جمل و600 بقرة. وتعود الأرض لملكية فلسطينية وللكنيسة اللاتينية.
يشار الى أن الأمر الأصلي حول "المباني غير المرخصة" الذي يعتمد عليه امر الإخلاء، يذكر في البند 6(ب) انه لا يسري على "من تم تسجيلهم في سجل السكان الخاص بالمنطقة"، أي على الفلسطينيين. ولذلك، يدعي المحامي توفيق جبارين، من ام الفحم، الذي يمثل السكان، ان الاعلان لاغ وليس له أي مفعول. وهذا هو اساس الاعتراض الذي بعث به، امس، الى القائد العسكري، بوساطة المستشار القانوني العسكري. كما يؤكد جبارين حقيقة انه لم يتم تسليم الأمر للسكان المتضررين، بل تم وضعه في المنطقة بعد ثمانية أيام من التوقيع عليه. وكتب: "ظاهرا يبدو ان المقصود خطوة تمت ببراءة، ولكن تستتر وراءها نية منع الفلسطينيين من حق الاعتراض على الأمر او الاعلان. المقصود أمر طرد جماعي لجمهور فلسطيني بشكل يتعارض مع القانون الدولي".
وادعت وحدة منسق اعمال الحكومة في المناطق، انه "في التاسع من تشرين اول 2017 صدر امر الاغلاق، كجزء من تطبيق القانون ضد البناء غير المرخص في المكان. وتم تسليم الأمر حسب النظم الملزمة، وخاصة التسليم المادي في المنطقة التي يسري عليها الأمر. الأمر الجديد يستهدف البناء غير القانوني وليس التواجد في المكان". ولم يفصل الرد اين يفترض ان يقيم السكان، كما لم يتم الرد على سؤال "هآرتس" حول عددهم.
وقال سكان من عين الحلوة، ان بضعة جنود تجولوا قبل اسبوعين بين البيوت وطلبوا من السكان اظهار بطاقات الهوية. ولم يفسر الجنود سبب طلبهم هذا. كما قام الجنود بتفعيل مروحية صغيرة لتصوير تجمعات الرعاة. وعادة ما تسبق اعمال التسجيل والتصوير هذه عمليات إخلاء وهدم للبيوت من قبل الجيش والادارة المدنية، لكن السكان قالوا لصحيفة "هآرتس" انهم لم يشاهدوا رجال الادارة المدنية هذه المرة. وقال نبيل ضراغمة، لصحيفة "هآرتس" انه شاهد الجنود يوم الخميس وهم يضعون شيئا تحت حجر على الشارع المقابل للتلة التي يعيشون عليها، ويصورون ما وضعوه هناك. وعندما انصرفوا توجه الى المكان وشاهد امرا باللغة العبرية، يحمل توقيعا وتاريخا، واخر باللغة العربية غير موقع وغير مؤرخ. وادى نشر الأمر بين السكان الى حالة من الخوف والارتباك.
ويعيش الرعاة في هذه المنطقة منذ عشرات السنوات، وترفض اسرائيل السماح لهم بالارتباط بالبنى التحتية، واضافة مباني للسكن ومباني عامة تتناسب مع ازدياد عدد السكان واحتياجاتهم. وبما انها تسيطر على سجل السكان الفلسطيني، فان اسرائيل تمنع السلطة من تسجيل اسماء القرى الفلسطينية في المكان المعد لتسجيل مكان اقامة هؤلاء السكان، وتطالب بتسجيل عناوينهم في قرى بردلة، عين البيضا، وغيرها. وصدرت خلال السنوات الماضية، اوامر بإخلاء السكان وهدم بيوتهم، والسيطرة على املاكهم، ولكن لم يسبق ان تم اصدار امر للجميع وليس على اساس الأمر المشار اليه.
منسق انشطة الاحتلال يهدد الجهاد وحماس محذرا من الانتقام لتدمير النفق وقتل 14 ناشطا
تكتب صحيفة "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي، نشر مساء امس (السبت) بيانا استثنائيا، حذر فيه قادة الجهاد الاسلامي من محاولة الانتقام من اسرائيل ردا على قتل 14 من مقاتلي التنظيم في تفجير النفق قرب كيسوفيم، قبل اسبوعين.
وجاء هذا التحذير على لسان منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي، الذي نشر كلمة مصورة باللغة العربية حذر فيها التنظيم من محاولة تنفيذ عملية انتقام. وقال: "اسرائيل فجرت قبل اسبوعين نفق ارهاب في الاراضي السيادية لدولة اسرائيل. نحن نعي المؤامرة التي يخططها الجهاد الإسلامي ضد اسرائيل. الجهاد الاسلامي يلعب بالنار على حساب سكان غزة جميعهم، وعلى حساب المصالحة الفلسطينية والمنطقة كلها".
وأضاف المنسق بأن اسرائيل سترد بقوة على كل تهديد، وقال: "من الأفضل ان يكون واضحا أن أي ردة فعل يقوم بها الجهاد، ستقوم اسرائيل بردة فعل عليها، قوية وحازمة وليس فقط ضد الجهاد، وانما ضد حماس ايضا".
وأضاف: "ننصح قيادة الجهاد الاسلامي في دمشق بالحذر والسيطرة على الأمور. قيادة الجهاد الاسلامي في دمشق، وقادة التنظيم – رمضان شلح وزياد نخالة – خذوا زمام الأمور إلى ايديكم لأنكم من سيتحمل المسؤولية".
وحسب تقديرات الجهاز الأمني، فان الجهاد الإسلامي يجد صعوبة في الرد على اسرائيل، بسبب الضغوط الداخلية داخل غزة، خاصة من قبل حماس. ومع ذلك، يقدر الجيش ان الجهاد الإسلامي لم يتخل عن نيته تنفيذ عملية انتقام.
وقدر مسؤولون كبار في الجهاز الأمني، في نهاية الأسبوع، ان الجهاد الاسلامي سيحاول الرد والانتقام من اسرائيل، على تفجير النفق وقتل 14 من نشطاء التنظيم وقيام اسرائيل باحتجاز خمس جثث للمساومة.
ويدعي الجهاد الإسلامي ان النفق الذي فجره الجيش الاسرائيلي ليس الوحيد الذي يملكه، ويواصل رجاله التهديد بالعمل على تعزيز قدرات تطوير الأنفاق. ومنذ تفجير النفق، يحافظ الجيش الاسرائيلي على حالة تأهب عالية على حدود القطاع، ويواصل منع المزارعين من الاقتراب من السياج الحدودي.
"ادارة ترامب تبدأ بصياغة خطة لاتفاق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني"
تكتب صحيفة "هآرتس" ان ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأت بصياغة خطة لاتفاق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني، ومن المحتمل ان تطرحها في مطلع 2018، حسب ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" امس السبت.
وقد اعتمد التقرير، الذي لم يتضمن اية تفاصيل حول الخطة، على محادثات مع مسؤولين كبار في الادارة قالوا انه بعد عشرة اشهر من فحص الجوانب المختلفة للصراع، يريد البيت الأبيض الانتقال الى الخطوات العملية. ومن بين ما نشرته الصحيفة ان البيت الأبيض يفحص هذه الأيام وجهات نظر تتعلق بالمسائل الجوهرية المختلفة للصراع.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام، جيسون غرينبلات، قد عاد في الأسبوع الماضي الى واشنطن بعد زيارة استغرقت ثلاثة اسابيع في اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال غرينبلات ردا على النشر عن الخطة: "لقد استثمرنا الكثير من الوقت للإصغاء للإسرائيليين والفلسطينيين والجهات الرئيسية في المنطقة، طوال الأشهر الأخيرة، بهدف التوصل الى اتفاق سلام".
وأضاف المبعوث الخاص: "لا ننوي تحديد تاريخ مصطنع ولن نفرض ابدا اتفاقا على الأطراف. هدفنا هو الوساطة، وليس الاملاء، من اجل اتفاق سلام شامل يحسن حياة الاسرائيليين والفلسطينيين والأمن في ارجاء المنطقة".
وخلال تواجد غرينبلات في المنطقة، جرى لقاء بين جارد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس ترامب، والقيادة السعودية، والذي تم تكريس قسم منه لمناقشة الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني. وبعد عدة أيام من ذلك اللقاء، وصل الى السعودية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتقى الملك سليمان وولي العهد محمد بن سلمان.
الى ذلك، تم في الضفة الغربية، امس، احياء الذكرى السنوية لوفاة ياسر عرفات. وقال رئيس السلطة في كلمته ان "الفلسطينيين يتمسكون بثقافة السلام ومكافحة الارهاب، ويصرون على نيل حقوقهم المشروعة وفقا لقرارات المجتمع الدولي".
وتطرق عباس الى امكانية فشل المفاوضات السياسية، وقال ان "الفلسطينيين لن يوافقوا على سياسة الأبرتهايد. الشعب الفلسطيني سيطالب بحقه على ارض فلسطين التاريخية اذا لم يتم تنفيذ حل الدولتين".
اسرائيل تسقط طائرة سورية غير مأهولة
كتبت "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي اطلق، امس السبت، صاروخ باتريوت، في اعقاب اقتراب طائرة غير مأهولة من الحدود في هضبة الجولان. وجاء من الناطق العسكري انه تم اعتراض الطائرة بواسطة منظومة باتريوت. وافاد سكان من الجولان والجليل الأعلى انهم سمعوا دوي انفجارات قوية، وشاهدوا نشاطا جويا يقظا في المنطقة. ويقوم الجيش الاسرائيلي بدراسة الحادث ويستعد لكل تطور.
وقال وزير الأمن، افيغدور ليبرمان، امس، في اعقاب الحادث، ان "دولة اسرائيل تنظر بخطورة كبيرة الى كل مس بسيادتها وسترد بقوة على كل استفزاز". واضاف: "نحن نعتبر النظام السوري مسؤولا عن اطلاق النار وخرق السيادة، ونطالبه بكبح كل الجهات الناشطة على أراضيه. لن نسمح بترسخ المحور الشيعي في سورية كقاعدة للعمل الأمامي".
ويقدر الجيش الاسرائيلي ان المقصود طائرة سورية، هدفها جمع معلومات في منطقة القنيطرة، وليس شن هجوم. وتم تشخيص الطائرة وهي تحلق باتجاه شمال هضبة الجولان. وقالوا في الجيش الاسرائيلي ان منظومة الاعتراض باتريوت، اعترضت الطائرة مع دخولها الى المنطقة المنزوعة السلاح، من دون ان تجتاز الحدود الاسرائيلية.
وكانت جهات من الجيش الاسرائيلي قد اجرت اتصالا مع روسيا، قبل اسقاط الطائرة، للتأكد من انها ليست تابعة لها. ومع الحصول على التأكيد بأنها تتبع كما يبدو للنظام السوري، قرر الجيش اسقاطها. ويوضح الجيش الاسرائيلي منذ بداية الحرب السورية ان كل دخول للقوات الجوية الى المنطقة المنزوعة السلاح، او تسلل نيران الى إسرائيل ونقل اسلحة – سيتم الرد عليه كما يجب من قبل الجيش.
وفي اعقاب الحادث قال رئيس حزب العمل آبي غباي، ان "الأسد يبحث عن تعريف شروط لعب وليس تصوير مواقع الجيش في هضبة الجولان. لن سنمح لأي لاعب اخر بإملاء شروط جديدة على الحدود الشمالية".
الشرطة تقدر حيازتها لقاعدة ادلة كافية لمحاكمة نتنياهو في ملف الرشوة، وتوقع استجوابه في ملف الغواصات
تكتب صحيفة "هآرتس" ان جهات في الشرطة تقدر انه توفرت لديها قاعدة ادلة كافية على تلقي رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لرشاوى في الملف 1000، كما نشرت القناة العاشرة ليلة السبت، فيما تنشر "يديعوت أحرونوت" انه من المتوقع استجواب نتنياهو، ايضا، في ملف الغواصات الالمانية. ويقف في مركز الشبهات المتعلقة بملف الرشاوى، حسب "هآرتس"، رجال اعمال، من بينهم ارنون ميلتشين، قاموا بشراء هدايا بشكل منهجي، لنتنياهو وعقيلته، شملت سيجار ومشروبات روحية ومجوهرات بتكلفة مئات الاف الدولارات.
وحسب تقرير القناة العاشرة، فانه على الرغم من موقف الشرطة، الا أن النيابة تظهر عزما أقل في هذا الشأن. ونشرت قناة الاخبار، ليلة السبت، ايضا، ان هناك خلافات بين الشرطة والنيابة في موضوع الملف 1000.
وكانت الشرطة قد حققت يوم الخميس، للمرة الخامسة مع نتنياهو. وحسب القناة العاشرة وقناة الأخبار، فان الشرطة تنوي التحقيق مع نتنياهو ثلاث او اربع مرات اخرى.
وتكتب "يديعوت احرونوت" انه في الوقت الذي تعمل فيه الشرطة على تحليل المعلومات التي جمعتها من التحقيق الاخير مع نتنياهو، يتزايد احتمال اضطراره الى تقديم افادة في قضية الغواصات الألمانية (ملف 3000).
ورغم ان طاقم التحقيق يؤمن بأنه انهى التحقيق عمليا في الملف 1000، فانه من المتوقع ان يحقق مع نتنياهو، مرة اخرى، خلال الاسابيع القريبة، لاستكمال التفاصيل. وقالت القناة الثانية، امس، ان نتنياهو لم ينجح خلال التحقيق الأخير معه، يوم الخميس، بتفنيد كل الشبهات ضده في ملف الرشاوى.
وبالذات في ملف الغواصات – الذي اوضح المستشار القانوني بأن نتنياهو ليس مشبوها فيه – يعتقد المحققون انه لن يكون أي مفر من محاولة اقحام نتنياهو: حتى الان لم تقدم الشرطة طلبا الى المستشار القانوني في هذا الشأن، ولكن حسب التقديرات فان الشرطة ستضطر الى سماع افادته في ضوء التطورات الأخيرة للتحقيقات مع المقربين منه، المحاميان دان شمرون واسحق مولخو. وقالت جهات في جهاز تطبيق القانون ان "هناك عدة اسئلة لا بد من فحصها في هذه القضية".
فحقيقة أن مولخو، الذي شغل منصب المبعوث السياسي لنتنياهو، اصبح مشبوها بتضارب المصالح لأنه عزز، ظاهرا، صفقة الغواصات في ألمانيا، جعلت المحققين يرغبون بسؤال رئيس الوزراء عن المهام التي أرسله اليها في الخارج. وينفي مولخو كل الشبهات ضده.
وجاء من ديوان نتنياهو: "لا توجد صلة بين الحقيقة وبين طوفان التسريبات المنحازة والكاذبة. نعود ونكرر بثقة: لن يكون شيء لأنه لا يوجد شيء".
المفتش العام للشرطة: "كل العواصف لن تؤثر على المحققين"
في السياق نفسه، تنشر "يديعوت احرونوت" تقريرا رئيسيا حول موقف القائد العام للشرطة الاسرائيلية، روني الشيخ في ظل الهجمات التي يتعرض لها من قبل رجالات نتنياهو، واوضح للصحيفة ان الشرطة لا تنوي الارتداد، وقال خلال استقباله لوفد من اعضاء طاقم النضال في "لجنة الشرطة المتقاعدين والسجانين"، الذي زاره في بيته، امس الاول الجمعة: "انا لا احسب حسابا لأحد. اقمت جدارا. هذا قرار عقلاني يؤثر في نهاية المطاف على العقل. في النهاية، انت تقيم حائطا وتعرف بانك تؤدي مهامك".
ورغم ان الشيخ لم يذكر اسم النائب دافيد أمسلم (ليكود) الذي هاجم في الاسبوع الماضي حجم الراتب الذي يتلقاه الشيخ – حوالي 83 الف شيكل شهريا – الا انه لم يظهر قلقه من مشروع القانون، وتعامل معه بشكل فكاهي. وقال: "كل هذه العواصف من حولنا لن تؤثر على قرارات الشرطة في أي مجال. هذا ما يجب ان يعرفه المواطن. في النهاية ستقدم له الشرطة الخدمات المناسبة التي يستحقها. هذا هو سبب حصولنا على المال. قائد الشرطة ايضا يتلقى راتبا جيدا من اجل هذا الأمر". وجاء قول الشيخ هذا وهو يحاول منع نفسه من الانفجار ضاحكا بسبب انتقاد راتبه.
وتحدث الشيخ بصراحة عن الانتقال الحاد من عمله وراء الكواليس، كنائب لرئيس الشاباك، الى الاضواء التي تم تسليطها عليه خلال العامين الأخيرين، منذ دخوله الى منصب القائد العام للشرطة. وقال: "هناك شيء مميز في التماس مع المواطنين في الشارع، وهو ما لم اتمتع به سابقا، واستمتع به الان. في النهاية تؤثر الشرطة بشكل مباشر على المواطن وهذه متعة مميزة. لذلك يوجد هنا شيء مميز، ويوجد لهذا ثمن طبعا. انا احظى بالدعم الكبير في كل مكان اصل اليه، من الشرطة والمواطنين. هذا رائع. في الحدس هذا يقول لي اننا مجتمع سليم".
وفي ظل الانتقادات التي تم توجيهها الى الجهاز الذي يترأسه، بعث الشيخ برسالة شديدة الى منتقديه: "الشرطة قوية، لا تتجه يمينا او يسارا، انا افخر بأفراد الشرطة، فمع كل العواصف المحيطة ومع كل الأسافين، انهم يقومون بعمل مهني، ولا يهتز لهم أي شريان في وجوههم، وكل العواصف المحيطة لن تؤثر عليهم بأي شكل". كما اوضح انه لا يشعر بالإساءة الشخصية جراء الانتقاد، وقال: "لقد شعرت بذلك منذ الدقيقة الاولى، وكان واضحا لي ما هو ثقل المسؤولية، وكان واضحا لي ان الشرطة تتعامل مع الاعصاب المكشوفة للمجتمع الاسرائيلي على مدار الساعة وطوال ايام الأسبوع". واضاف الشيخ: "هذا ليس شيئا يحبه الجميع في كل لحظة. دائما سيكون هناك من يحب ومن يغضب، ومن لا يعجبه، او يعجبه. هذا طبيعي جدا، وكل مواطن ينظر من زاويته. وهذا مؤكد حين يجري الحديث عن امور اكثر حساسية كالأحداث المؤثرة سياسيا". 
واعرب الشيخ عن ثقته بان "التوازنات والفرامل" الراسخة في النظام القانوني تضمن السلوك المهني للمحققين خصوصا في التحقيقات مع الشخصيات العامة. واضاف " ليست الشرطة وحدها في الصورة، بل هناك المستشار القانوني والمدعي العام. اعتقد ان النظام صحيح وصحي، لأنه في النهاية لن تكون هناك دوافع مفرطة في هذه الزاوية او تلك، وليس بسبب ميول سياسية او لأن أحد اراد تحقيق النجاح".
وبعد ان شرح بأن المحققين "يؤدون مهامهم" بدون أي قلق من الانتقاد – رغم ان هذا، حسب قوله "جزء من الامور الطريفة والفكاهية ولكن ليس اكثر من ذلك" – اوضح ان القانون هو البوصلة الوحيدة، وقال: "ويل لنا اذا كان هناك شيء آخر يؤثر على المحققين. نحن نحذر جدا، ايضا من عدم تسلق الجبال، وايضا من عدم نشر امور والتراجع عنها، ونحذر من عدم دخول أي شيء شخصي الى الصورة.. المحققون يقومون بعمل مقدس ودقيق، انهم لا يركضون في المكان الممنوع الركض فيه، انهم يفحصون كل شيء بحذر ويقدمون تقارير دقيقة جدا".
المكسيك تقرر تغيير نهجها في التصويت المتعلق بالصراع الاسرائيلي – الفلسطيني
تكتب "يديعوت أحرونوت" ان وزير الخارجية المكسيكي، لويس فيدجراي كاسو، اتصل بسفير اسرائيل لدى المكسيك، يونتان بيلد، وابلغه ان المكسيك قررت تغيير نمط تصويتها في كل اجراءات التصويت القريبة المتعلقة بالموضوع الاسرائيلي- الفلسطيني وستتحول من التصويت لصالح الفلسطينيين الى الامتناع عن التصويت او التصويت لصالح اسرائيل.
والمقصود 10 من بين 20 قرارا مؤيدة للفلسطينيين ومعادية لإسرائيل، يتم طرحها سنويا في الامم المتحدة، عشية 29 تشرين الثاني. في الماضي، كانت المكسيك تنتمي الى كتلة دول عدم الانحياز، وبالتالي كانت تصوت مع الكتلة ضد إسرائيل. ومنذ نيسان الماضي، تلاحظ إسرائيل تغييرا متسقا في أنماط التصويت المكسيكية: فقد امتنعت المكسيك في نيسان الماضي، عن التصويت ضد إسرائيل على قرار في اليونسكو يتعلق بمكانة إسرائيل في الحرم القدسي، وفي التصويت في منظمة الصحة الدولية حول الاوضاع الصحية في المناطق الفلسطينية، انتقلت المكسيك من التصويت ضد اسرائيل الى الامتناع عن التصويت، وفي الأسبوع الماضي صوتت المكسيك لصالح إسرائيل خلال نقاش في اليونسكو.
يشار الى أن زيارة نتنياهو الناجحة الى المكسيك في ايلول الاخير، والانطباع الذي خلفته بعثة الجبهة الداخلية التي تم ارسالها للمساعدة بعد الهزة الارضية في المكسيك، اسهمتا في تسخين العلاقات بين البلدين.
"تحقق التخوف الاسرائيلي من ترسيخ الوجود الإيراني في سورية"
تدعي "يسرائيل هيوم" في تقرير رئيسي ان تخوف اسرائيل من قيام ايران بترسيخ وجود عسكري دائم في سورية، في ظل الحرب الأهلية في الدولة الممزقة، بدأ يتحقق: ففي نهاية الاسبوع قال مصدر استخباري غربي لشبكة BBC ان نظام آيات الله يستغل دعمه المكثف لنظام الأسد من اجل بناء قاعدة عسكرية على مسافة 50 كلم من الحدود الاسرائيلية.
هذا الموقع، الذي تم انجاز قسم منه، يقوم داخل موقع عسكري سوري خارج مدينة الكسوة، على مسافة حوالي 14 كلم من دمشق، حسب ما قاله المصدر الغربي. وتشير صور الاقمار الصناعية التي حصلت عليها الشبكة البريطانية، الى تنفيذ اعمال بناء كبيرة في الموقع بين كانون الثاني وتشرين الاول من هذا العام. ويمكن في هذه الصور مشاهدة بناء او ترميم اكثر من 20 بناية مؤلفة من عدة طبقات، ويبدو انه تم بناء قسم منها على الأقل، خلال اشهر معدودة. ويسود التقدير بأن المقصود مباني ستستخدم لإسكان الجنود او لتخزين سيارات عسكرية.
واقتبس التقرير عن مصدر غربي آخر، تقديره بأن قادة ايرانيين كبار قاموا بزيارة المكان في الأسابيع الأخيرة. ورغم ان الشبكة ابدت تحفظها في التقرير واشارت الى عدم وجود معلومات قاطعة تؤكد الوجود الايراني في الموقع حاليا، وانه ليس من المؤكد بعد ما هو جوهر المنطقة الايرانية هذه، الا ان مصدرا غربيا آخر، تحدث الى الشبكة، قال ان البناء يتفق مع الاهداف الاستراتيجية الايرانية، ومع رغبة ايران بإنشاء الهلال الشيعي الممتد من ايران وحتى لبنان، والذي سيكون لها فيه نفوذ لن ينعكس بالقوة السياسية فحسب، وانما بخطوط الامدادات اللوجستية.
مكان يتسع لـ500 جندي
وقالوا في شبكة BBC، ان قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، والمسؤول عن نشر الايديولوجية الثورية الايرانية في انحاء العالم، شوهد مرارا في سورية في الآونة الأخيرة. وجاء في التقرير انه "مع الاخذ في الاعتبار بأن قوة كبيرة من الحرس الثوري حاربت، بل وقُتلت في سورية، يمكن القول انه يوجد الان حضور كبير لإيران في الدولة. لكن السؤال المطروح الآن هو هل ستبقى هذه القوات هناك لفترة طويلة".
ويقدر الخبراء ان الموقع الإيراني في سورية يتسع لحوالي 500 جندي. ورغم انه ليس من الواضح من يتواجد هناك الآن، الا ان الشبكة نشرت بأن "هناك قوات شيعية من دول اخرى – كالباكستان او افغانستان – والتي تنشط في سورية بقيادة الحرس الثوري، وربما تتواجد هذه القوات بالذات في الموقع".
بيتان يخطط لقانون يمنع تسجيل المحادثات سرا
تكتب "يسرائيل هيوم" ان رئيس الائتلاف الحكومي، النائب دافيد بيتان، قال امس، انه سيحاول خلال اسبوع، دفع قانون يمنع تسجيل محادثة مع شخص من دون معرفته.
وكان بيتان يتحدث في برنامج "سبت الثقافة" في حولون، ووصف هذه الظاهرة بأنها "وباء دولة". وقال: "وسائل الاعلام تحب تسجيل الناس طوال الوقت". ومع ذلك، اوضح بيتان، ان القانون الذي يدفعه لن يسري على الملفات الخاضعة للتحقيق. وقال: "مسألة التسجيل اصبحت وباء دولة، بدون علاقة الان بالشرطة، لأن الشرطة تحصل على امر من المحكمة لتسجيل محادثة، ولا توجد أي مشكلة.. هذا الموضوع هو وباء دولة برأيي، ويجب ان نعالجه. يجب وقف ذلك. يمكن تسجيلي فقط اذا وافقت على ذلك. وعندها لا يمكن للتنصت ان يصبح دليلا ولا شيء".
وقال بيتان ان المقصود ليس اقتراحا جديدا، وانه طرحه في السابق، ولكي لا يتم ربطه بالتحقيق مع رئيس الحكومة، فقد انتظر انتهاء التحقيق معه، والان حان الوقت لدفع القانون.
وبشأن التحقيقات مع رئيس الحكومة، قال بيتان انه "خائب الامل" من المفتش العام للشرطة والمستشار القانوني للحكومة، لكنه لا يطالب باستبدالهما. وقال ان الدفاع عن الخاضع للتحقيق لا يقل اهمية، وان قانون منع توصيات الشرطة بعد التحقيق، يقول انه في حال تواجد نائب عام مرافق للتحقيق، لا حاجة للتوصية. واذا لم يتواجد نائب عام يمكن للشرطة التوصية. مسألة الدفاع عن الخاضعين للتحقيق هي جزء من سلطة القانون وفي دولة اسرائيل اجتاز الأمر كل الحدود".
وفي تعقيبه على العلاقات مع الفلسطينيين، قال بيتان ان "التعريف من قبل الجانب الثاني بالغ الاهمية. انهم لا يعترفون بدولة يهودية، ولا يعترفون بشيء. انهم يريدون اخذ المنطقة كلها حتى البحر".
المستوطنون ينهون اضرابهم امام منزل نتنياهو بعد اتفاق على تلبية مطالبهم
تكتب "يسرائيل هيوم" انه بعد اسبوعين ونصف من قيام عائلات ثاكلة من المستوطنين ورؤساء مجالس المستوطنات بالاعتصام في خيمة الاحتجاج امام منزل نتنياهو، واعلان الإضراب عن الطعام، تم الاعلان عن انهاء الاضراب، وذلك بعد مفاوضات ليلية جرت مع ديوان رئيس الحكومة نتنياهو، بوساطة رئيس الائتلاف دافيد بيتان. وفي صباح يوم الجمعة اصدر الجانبان بيانا احتفاليا حول الاتفاق الذي تم التوصل اليه وانهاء الإضراب فورا. لكنه في الواقع لا يوجد فرق بين الاتفاق الذي توصل اليه رؤساء مجالس المستوطنات مع ديوان نتنياهو، قبل اسبوعين ونصف، والاتفاق الذي تم التوصل اليه ليلة الجمعة.
فمنذ ذلك اللقاء ابلغ نتنياهو رؤساء مجالس المستوطنات بأنه تقرر تحويل 800 مليون شيكل لتحسين المركبات الأمنية في المستوطنات والشوارع، وكذلك لشق شوارع التفافية وتحسين التقاط البث الخليوي على شوارع الضفة الغربية.
وتم الاتفاق على خطة ثلاثية، الا ان مجلس المستوطنات قرر مواصلة التظاهر امام منزل نتنياهو مطالبا بالحصول فورا على التزام بتخصيص المبلغ. وفي الأسبوع الماضي، ابلغ نتنياهو المستوطنين بأنه قرر تحويل 200 مليون شيكل فورا لترميم الشوارع. وخلال اللقاء الليلي، ليلة الجمعة، بين مندوبي المعتصمين وديوان نتنياهو، كرر رجال نتنياهو الوعد بتحويل مبلغ 200 مليون شيكل فورا، بالإضافة الى وعد قادة المستوطنين بالمصادقة في كانون الثاني 2018 على مبلغ 600 مليون شيكل اضافي، ليتم تمريرها في ميزانية 2019 و2020. وتم الاتفاق على ذلك وعلى انهاء الإضراب. وقال رئيس مجلس "شومرون" يوسي دغان معقبا: "هذا يوم تاريخي. الشوارع الجديدة ستغير وجه الاستيطان في الضفة".
مقالات
اسرائيل لا تسارع الى القيام بالعمل القذر في خدمة السعودية
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس"، ان أول زعيم استغل الادعاءات بأن السعودية تسعى إلى دفع إسرائيل لخوض مواجهة عسكرية جديدة في لبنان، هو أيضا القارئ الأكثر اخلاصا  لوسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية - الامين العام لحزب الله حسن نصر الله. في خطاب بثه التلفزيون اللبناني، يوم الجمعة، ادعى نصرالله ان السعوديين اعلنوا حربا على لبنان وحزب الله، وحذر اسرائيل من التدخل في ما يحدث، وإلا فإنها ستدفع ثمنا باهظا.
بالنسبة للمشاهدين من إسرائيل، بدا نصر الله عصبيا بشكل غير عادي، وبدا صوته شبه متذمر. إن قلقه إزاء التحركات الإسرائيلية المستقبلية لا يتطابق مع مزاعمه المتغطرسة في الماضي، وكأن المجتمع الإسرائيلي هو مجرد "بيت عنكبوت" مصيره ان ينهار تحت الضغط العربي. يبدو أن الأزمة التي سببها السعوديون في لبنان، مع املاء الاستقالة التي فرضوها على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ضبطت زعيم حزب الله غير مستعد.
لكن نصر الله لا يبدو أنه القائد الوحيد الذي غرق هنا في شيء أكبر من حجمه. فالمراهنة السعودية واضحة، ولا يوجد يقين بأن الخط العدواني الذي تقوده المملكة سينتهي بالنجاح، على الرغم من التصريحات الحماسية الداعمة التي صدرت عن  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لقد كانت وزارة الخارجية الأمريكية أقل حماسا منه، ودعا بيانها إلى إعادة الحريري إلى منصبه، وحذرت الدول الأجنبية – أي ايران، ولكن السعودية، أيضا -  من التدخل في الشؤون اللبنانية.
في هذه الأثناء، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تفاصيل واسعة عن الاستقالة، يستشف منها أن الحريري كان بالفعل دمية سعودية. لقد تم إملاء بيان الاستقالة عليه، خلال لقاء صباحي في قصر الملك، تم احضاره اليه بشكل مفاجئ، وبعد ذلك تم نقله إلى فيلا في منطقة فندق "ريتز كارلتون" في الرياض (الذي يحتجز فيه الأمراء ورجال الأعمال الذين تم اعتقالهم في حملة التطهير في نهاية الأسبوع الماضي) تحت إشراف أجهزة الأمن في المملكة.
بالنسبة لإسرائيل، فإنها باستثناء الهجوم العلني على ايران، قبل اسبوع، لا تتطرق الى الاستقالة. ولم يعقب أي متحدث رسمي على الاتهامات والتقييمات بأنه تم هنا حياكة خطوة مشتركة بين السعودية وإسرائيل ضد إيران وحزب الله في لبنان. ومن ناحية أخرى، لم يتم اتخاذ أية خطوات لزيادة مستوى التأهب في الشمال، بشكل قد يشير إلى استعداد الجيش الإسرائيلي لمبادرة من قبله.
حاليا، يبدو أن السعوديين هم الذين قد يكونون مهتمين بذلك، في حين أن إسرائيل ليس لديها مصلحة مباشرة في اشتعال عسكري. ومن الجدير بالذكر أن السعودية قد بنت بالفعل على عمل عسكري إسرائيلي مرتين في الماضي - أملا في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وبعد ذلك تدخل الجيش الإسرائيلي ضد نظام الأسد في الحرب الأهلية السورية – وفي كلاهما خاب أملها. ومع ذلك، فإن التحركات السعودية الحثيثة تزيد من التوتر في الساحة المحمومة اصلا، التي غالبا ما تتواجد فيها إسرائيل وحزب الله على مسافة خطأين متبادلين من الحرب.
لقد فوجئ جهاز الامن الاسرائيلي الى حد معين بسلسلة التحركات السعودية، وكانت المفاجأة أكبر بين اعضاء المجلس الوزاري السياسي - الامني، الذين لا يتعقبون تفاصيل التطورات اليومية. عدم الاستقرار الأساسي في المنطقة، وعدد اللاعبين الضالعين، ومعدل الأحداث، خلق صعوبة مفهومة لدى المحللين في توقع بعض الخطوات المستقبلية. ومع ذلك، قد تكون هنا، أيضا، أسباب عميقة تتعلق بالجانب الإسرائيلي، بما في ذلك بطء وتيرة صياغة الأخبار القومية الحيوية (وبلغة بسيطة، جدول الأولويات)، الملزمة لأجهزة الاستخبارات، والتركيز في السنوات الأخيرة على جمع المعلومات الاستخبارية لأغراض عسكرية، على حساب تكريس الاهتمام لتحليل العمليات طويلة الأجل .
السوريون يتشجعون
صباح امس، اسقط صاروخ باتريوت اسرائيل، طائرة غير مأهولة في الجولان، بعد توغلها في المنطقة المجردة من السلاح، خلافا لاتفاقات فصل القوات مع سورية. ويقدر الجيش الاسرائيلي ان الطائرة كانت سورية (وقد سبق اسقاطها اجراء فحص اسرائيلي عبر "الخط الساخن" مع الروس للتأكد من أنها ليست طائرتهم.) يبدو، من الانطباع الأولي، أن الجيش السوري أرسل الطائرة غير المأهولة لجمع المعلومات الاستخباراتية عن إسرائيل، وفي الوقت نفسه فحص قواعد اللعبة على طول الحدود. وهذه ظاهرة تتكرر مؤخرا، ونابعة من زيادة الثقة بالنفس لدى نظام الأسد، بعد استقرار وضعه في الحرب الأهلية وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) امام التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال وزير الأمن افيغدور ليبرمان، في بيان هجومي، ان اسرائيل تعتبر النظام السوري مسؤولا عن كل اطلاق للنيران وجميع انتهاكات السيادة على الحدود، وطالب الاسد بكبح جماح جميع العناصر العاملة على اراضيه وأعلن بأن اسرائيل لن تسمح "بترسخ المحور الشيعي في سورية كقاعدة امامية". هذا هو استمرار مباشر للتهديدات الإسرائيلية بإحباط التحركات العسكرية الإيرانية في سورية، ويأتي بعد يوم واحد من تقرير لشبكة BBC، الذي نشر صورا للأقمار الصناعية التي توثق حسب "مصادر استخبارية في الغرب"، لقيام إيراني بإنشاء قاعدة عسكرية ثابتة بالقرب من دمشق.
وفي الوقت نفسه، على هامش القمة في فيتنام، أعلن ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ترحيبهما بتوقيع اتفاق مبادئ بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن لتنظيم قواعد العمل بعد وقف إطلاق النار الجزئي في جنوب سورية. وجاء في البيان انه في اطار وقف اطلاق النار سيتم تقليص القوات الاجنبية والمقاتلين الاجانب في المنطقة ومن ثم سيتم انهاء وجودها تماما. بالنسبة لإسرائيل، هذا بيان إيجابي، ولكن يجب أن يكون مدعوما بالتفاصيل والأفعال. وفي الوقت الراهن، يبدو أن الإيرانيين ليس لديهم نية لمغادرة سورية أو سحب الميليشيات المتماثلة معها.
"حشومة" هائلة واسمها غزة
تكتب ايريس لعال، في "هآرتس"، ان المجتمع المدني في إسرائيل يرد القتال. فمنذ سنة، تتجمع، كل اسبوع، مجموعة عازمة، أمام منزل المستشار القانوني للحكومة، مطالبة بتسريع وتيرة التحقيقات في قضايا بنيامين نتنياهو. إنهم يقفون كرجل واحد، ويذكروننا بأنه يمكن لوزن الرأي العام، بل يجب أن يؤثر على طبيعة العلاقات بين المسؤولين المنتخبين والمواطنين، ولا يمكن لهذه العلاقات أن تشمل ازدراء أحادي الجانب لسيادة القانون أو استخدام أدوات ديمقراطية لتقويض جوهر الديمقراطية في إسرائيل.
المجتمع المدني في إسرائيل، يتحدى الآن أيضا، عقودا من استخدام القوة الذكورية ضد النساء. إنهن تنظرن إلى الوراء بغضب وتروين حكايتهن، التي تظهر صورة واحدة: في جميع مجالات الحياة، ولكن بكل قوة في سوق العمل، كانت النساء تخضعن للرغبات الجنسية للرجال، الذين سيطروا دائما على مراكز القوة. الشبكات الاجتماعية –في كثير من الأحيان قطيع شيطاني، يسارع ويدوس تحت اقدامه النقاش حول مختلف جوانب الأخلاق والعدالة – تستخدم كوكالة للرسالة، كجامعة لأنطولوجيا القصص، وكجوقة للغضب.
حتى موقف المشرعين ضد مشاريع القوانين، التي تهدف إلى مساعدة نتنياهو على الهروب من عملية المقاضاة المؤلمة -
ومن الجدير بالذكر بصفة خاصة موشيه كحلون، الذي لا يحظى بالتقدير الذي يستحقه ويقال بأنه رجل يفتقد الى عمود فقري، ويتجول في أروقة الحكومة وهو يرسم ابتسامة لا معنى لها على وجهه – تتعزز بروح هذه الأيام، التي يبذل فيها المجتمع المدني جهودا جديرة بالاحترام من اجل تصحيح نفسه.
لقد أشار آفي غباي، أيضا، إلى النشاط المفرط الذي يقوم به "تويدلي-داي" و"تويدلي-دام" (Tweedledum and Tweedledee - شخصيتان من رواية أليس في بلد العجائب – المترجم) من الليكود، عندما وعد أن "الحكومة التي سنقودها لن تسن قوانين ضد الشعب. ولن تمس بكل أولئك الذين يحرسوننا. الشرطة وقادة الجيش والقضاة، ووزارة الخارجية - فقط من اجل الدفاع عن بقائهم". وعندها عرض "الحشومة" - وهي كلمة مغربية تعني العيب العميق. كيف كنا نعيش من قبل بدون "حشومة"، لا اعرف. انها بالغة الأهمية لأنها ذات دلالات نظيفة، مجردة من طبقات المعنى، كرة بلورية واضحة، تعكس ما فقدناه خلال سنوات حكومة نتنياهو. ولذلك، أريد لفت انتباه غباي الى "حشومة" اخرى، حشومة هائلة، لم يعد من الممكن تجاهلها: قطاع غزة.
من المؤكد أن شخص ما من محيط غباي المباشر، يكاد يختنق من الضحك في الوقت الراهن. غزة؟ ليس لديه ما يفعله؟ انه يخوض المنافسة على رئاسة الحكومة، والحياة تشرق في وجهه له في الآونة الأخيرة. فلماذا تحضرين الينا الآن مع موضوع غزة، هل تريدين تدميره؟ لا سمح الله. أنا اؤمن بأن غباي يجب أن ينظر إلى الكارثة الإنسانية التي نتحمل المسؤولية عنها، النظر إلى الوراء بغضب والقول حشومة! حشومة هائلة! وتذكير المجتمع الإسرائيلي بأنه يحظر التسامح مع وجود غيتو من صنيع أياديها، يجوع فيه الأطفال للخبز، وتعاني عائلاتهم "حالة اكتئاب وصدمة ولا تستطيع حتى تلبية الاحتياجات الأساسية لأولادها" (كما قال محمد منصور لأييلت شني، "هآرتس"، 3 تشرين الثاني) وتزداد فيه القيود المفروضة على تحركاتهم إلى حد لم يعد لهم أي مخرج منه.
إذا قال غباي بصوت واضح أننا نتحمل المسؤولية الأخلاقية عن سكان غزة، ولن نتمكن من مواصلة صم آذاننا عما يحدث هناك، ولا يمكننا أن نكون مجتمعا عادلا ومنصفا، وما يحدث في غزة هو امر مشين، "حشومة"، فإنه سيشتري عالمه كزعيم يرفض تحمل العار.
الحريري، أداة لعب في الحرب بين السعودية وايران
يكتب عوديد غرانوت، في "يسرائيل هيوم"، انه حتى مساء امس، لم يتلاشى بعد الضباب الذي يلف مصير رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. هل تم "اختطافه"، واجباره على الاستقالة، واحتجازه في الإقامة الجبرية في المملكة العربية السعودية، كما ادعى نصر الله وحليفه السياسي، الرئيس اللبناني ميشال عون، أو انه استقال طوعا، احتجاجا على سيطرة إيران وحزب الله استولوا على لبنان.
من الواضح ان الحقيقة ستظهر في الأيام القادمة، ولكن يجب أن يكون مفهوما أن الحريري، أحد قادة الطائفة السنية في لبنان، هو في حد ذاته شخصية ثانوية، أداة لعب فقط، في الحرب المريرة التي تدور في جميع أنحاء الشرق الأوسط بين القوتين الإقليميتين، بين إيران الشيعية والسعودية السنية واتباعهما: من جهة، حزب الله والحوثيين في اليمن، ومن جهة اخرى المتمردين في سورية.
قبل نحو عام، وافق الحريري على تسلم رئاسة الوزراء اللبنانية للمرة الثانية بعد شلل طويل في مؤسسات الدولة. وغضبت العائلة المالكة السعودية على  هذه الخطوة التي تم تفسيرها في الرياض على أنها استسلام الحريري لضغوط حزب الله واستسلام الطائفة السنية في لبنان امام الشيعة بقيادة نصر الله.
وقد تضاعف الغضب السعودي في الأشهر الأخيرة عندما أصبح واضحا لولي العهد الشاب في الرياض أن دخول الحريري لمنصب رئيس الوزراء وتحقيق الاستقرار على الجبهة الداخلية في لبنان، حرر فعليا أيدي إيران وحزب الله من أجل إلحاق ضربات شديدة بالمصالح السعودية على حلبتين: سورية واليمن. في سورية، يتم الحاق الهزيمة بالمتمردين المدعومين من السعودية، امام هجمات إيران وحزب الله، وفي اليمن تمكن المتمردون الموالون لإيران من إطلاق صواريخ على الرياض، على الرغم من المليارات التي صرفها ولي العهد على ادارة الحرب ضدهم.
والنتيجة: قرر محمد بن سلمان الآن ، التهام كل الأوراق، وادارة المواجهة مع إيران وحزب الله "على طول الطريق"، حتى في لبنان. وتم استدعاء الحريري إلى السعودية لتقديم استقالته من أجل الإثبات بأن السنة في لبنان لن يكونوا بمثابة "ورقة تين" لنصرالله. إسرائيل ليست طرفا في الصراع السني -الشيعي الذي يقسم العالم الإسلامي، على الرغم من أن مصلحتها – صد  إيران وحزب الله – تشبه مصالح العائلة المالكة في الرياض. اسرائيل لن تخرج إلى الحرب في سورية ولبنان من أجل السعوديين، ولكنها قد تنجر إليها إذا كان هناك تهديد حقيقي لأمنها، مثل ترسيخ إيران في كلا البلدين.
الحرب على صورة الساحة الشمالية
يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم"، ان ثلاثة أحداث، منفصلة، ظاهرا، عن بعضها البعض، أعطت في نهاية الأسبوع، لمحة على الصراع الدرامي الذي يجري حاليا لتشكيل الساحة الشمالية في سورية ولبنان.
الحدث الأول، هو إسقاط الطائرة غير المأهولة التي حلقت بالقرب من الحدود مع إسرائيل أمس. ليست هذه هي الحالة الأولى التي تسقط فيها إسرائيل طائرة غير مأهولة تابعة كما يبدو للجيش السوري، وسبق العملية فحص مع القوات الروسية في المواقع السورية للتأكد من انها ليست طائرات روسية - لتجنب المواجهة غير المرغوب فيها بين البلدين.
الحادث الثاني هو الكشف عن القاعدة الأرضية التي تبنيها إيران جنوب دمشق. صحيح ان اسرائيل حذرت خلال الاشهر القليلة الماضية من ان ايران تعتزم اقامة قواعد دائمة في سورية - برية وبحرية - الا ان هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها عرض دليل حقيقي يتمثل في الصور الجديدة التي التقطها القمر الصناعي للموقع.
وكان الحادث الثالث هو اتهامات الرئيس اللبناني وزعيم حزب الله بأن رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، محتجز كرهينة في السعودية - بعد إجباره على الاستقالة كجزء من الحرب التي تديرها السعودية ضد إيران، راعي حزب الله. وتظهر العديد من المنشورات أنه من الممكن تماما أن تكون هذه الادعاءات صحيحة: أن المملكة العربية السعودية فرضت بالفعل استقالة الحريري واحتجزته قيد الإقامة الجبرية في فندق في الرياض.
ظاهريا، كما ذكر، ليس هناك صلة بين الأحداث. لقد أسقطت إسرائيل الطائرة غير المأهولة، التي لم تشكل أي تهديد، كجزء من سياستها الواضحة والمعلنة بأنها لن تتدخل في الحرب الأهلية السورية، ولكن أيضا لن تسمح بأي ضرر لأراضيها أو سيادتها. لعب مباريات في الجولان. والمقصود في الواقع، أكثر من ذلك: الرسالة الموجهة إلى سورية (وإيران وحزب الله) هي أن إسرائيل لا تنوي ممارسة اللعب في مرتفعات الجولان.
وينطبق الأمر نفسه على القاعدة الإيرانية. لقد أوضح رئيس الوزراء ووزير الأمن، مؤخرا، أن إسرائيل لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها في سورية، ويمكن افتراض أنها تتخذ خطوات لتنفيذ ذلك. إن الإعلان في وسيلة إعلام محترمة مثل هيئة الإذاعة البريطانية BBC، التي تعتمد على "جهات استخبارات غربية" وتحظى بصدى واسع في العالم، يحرج طهران ويثير نقاشا دوليا حول الخطوات التي يجب اتخاذها لوقف التوسع الإيراني.
لقد سعى المحور الشيعي الى التسبب للسعودية برد محرج. إن الاتهامات بفرض الإقامة الجبرية على الحريري في الرياض - والادعاء الموازي بأن الأمور تم تنسيقها مع إسرائيل – لا يهدف فقط الى الاظهار بأن السعودية تحرض الدول الأجنبية، وانما، أيضا الى انزال القرد عن ظهر إيران، التي من الواضح انها ستدعي الآن أن أنشطتها في سورية ولبنان لا تهدف إلا إلى الاحتماء من العدوان السعودي.
كل هذه التحركات هي نتيجة للصراع على الصورة المستقبلية للمنطقة الشمالية بعد الحرب الأهلية. منذ إزالة التهديد الوجودي لنظام الأسد، تتصارع القوى المعتدلة (الدول السنية المعتدلة وإسرائيل) مع القوى الراديكالية (وخاصة المحور الشيعي)، وتزداد المخاطر بشكل مطرد. المصلحة الإسرائيلية هي التأثير على هذه الصراعات في سورية ولبنان، ولكن عدم الانجرار اليها؛ ويبدو أن هذه المهمة تزداد تعقيدا.
اختطاف او تم اختطافه؟
تكتب سمدار بيري، في "يديعوت أحرونوت": ما الذي سيحققه، ان كان هناك ما سيحققه، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من الاستقالة الصاخبة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري؟ الجواب يعتمد على الخبير الذي تثق به، ووسائط الإعلام التي تثق بها. لكن هناك شيء واحد متفق عليه بين المعسكرات: الحريري، الذي استدعي إلى القصر الملكي في الرياض، مرتين خلال أربعة أيام، في الأسبوع الماضي، لم يكن يخطط للاستقالة. وفي المرة الثانية خرج من الطائرة مباشرة الى اذرع رجال الامن السعوديين، وصودرت هواتفه النقالة وهواتف المرافقين له، وانقطع الاتصال مع العالم مرة واحدة، واجلسوه امام كاميرات التلفزيون ووضعوا في يده رسالة ولي العهد. ويبدو أن الحريري نفسه لم يصدق تهديداته بقطع أيدي إيران في لبنان.
علاوة على ذلك، فإن أولئك الذين اطلعوا على جدول عمل رئيس الوزراء اللبناني، قبل وبعد الرحلة الأخيرة، لا يمكنهم إلا التوصل لاستنتاج واحد: من يخطط لرمي المفاتيح والفرار من لبنان، لا يملأ جدوله الزمني باجتماعات مع ممثلي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والمدراء العامين لوزارة المياه والاقتصاد في حكومته ومع ثلاثة وزراء.
لكنه كان لدى بن سلمان خطط أخرى. انه يعرف أن "اوجر"، إمبراطورية المقاولين الضخمة التي يملكها الحريري في المملكة العربية السعودية تنازع بسبب ديون بقيمة 9 مليارات دولار، وعرف أن استقالته ستورطه مع آلاف العمال الذين يهددون الآن بقيادة مشغلهم الى المحكمة، من دون أي حصانة. كما يهدد بن سلمان بإلغاء المساعدات المقدمة للبنان، واغراقه في أزمة اقتصادية عميقة، واقناع ترامب بتشديد العقوبات المفروضة على حزب الله وإيران.
إذا كان الحريري، الى ما قبل اسبوع، مليارديرا أسيرا في أيدي السعودية، فقد أصبح بعد الاستقالة رهينة يخضع لحراسة مشددة. لقد اختفى المغرد المهووس من بيروت، أيضا من الشبكات الاجتماعية، ولا يسمح له مدراء جدول أعماله الجدد بالعودة. وكيف سيعود، بعد أن تباكى بأنهم يخططون لاغتياله؟ إذا لم تكن هناك تهديدات، فلماذا استقال؟
الرئيس اللبناني ميشال عون، المقرب من حزب الله، اعلن امس ان الحريري "اختطف" من قبل السعودية. ومن جانبه قال نصر الله "يجب ان نقول هذا بوضوح. رئيس الوزراء اللبناني محتجز في السعودية قيد الاقامة الجبرية". وفي نهاية الأسبوع، علق ملصق ضخم في بيروت: "كلنا الحريري" كتب إلى جانب صورته. وفي المقابل انضمت الولايات المتحدة الى المطالبين بعودة الحريري الى بيروت. وقال وزير الخارجية تيلرسون: "اذا اراد الاستقالة يجب عليه العودة الى لبنان واصدار بيان رسمي حتى تتمكن الحكومة اللبنانية من العمل".
في التقارير الحديثة التي تعدها وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم، وفي إسرائيل، حول ملامحه، يتم تصوير بن سلمان على انه يفتقد الى الصبر وقصير النفس. انهيار داعش وفشله في طرد الأسد من القصر الرئاسي في دمشق، والحرب المتواصلة في اليمن والتي كلفت السعوديين مئات الملايين من الدولارات، ولا تقترب من نهايتها، قلبت مخططات عمله. أولا، طهران: عندما يقوم فيلق "القدس" بمط الهلال الشيعي من إيران عبر العراق وسورية، ويسارع إلى لبنان، فيما يشق له نصر الله الطريق، يعتبر الأمر بالنسبة لبن سلمان بمثابة اختطاف في عز النهار للبؤر التي خرجت عن النفوذ السعودي. وبالنسبة له فان الحريري لم يحرك إصبعا - لم يتذمر من الشراكة مع حزب الله في الحكومة التي فرضت عليه، ولم يهدد بالمغادرة. ومن ناحية أخرى، فإن اقالته الصاخبة تخلق اللبس والتوتر والتكهنات والمضاربة، وتهدف إلى ادخال لبنان في دوامة.
لقد استهدفت الصياغة غير المقنعة لدوافع الاستقالة، أذن الرئيس الأمريكي. وولي العهد السعودي المقتنع بأن ترامب هو حليفه، يرسل أبواقه لقذف إيران، وتشويه سمعة حزب الله، وتعزيز الحوار مع واشنطن وإسرائيل. نعم، على الرغم من أنه لن يقوم أحد بتأكيد ذلك، هناك حوار حي ونابض من وراء الكواليس. انتبهوا الى صمت نتنياهو والتوصية للدبلوماسيين الإسرائيليين بالتعبير عن تأييدهم "للخطة السعودية" (ولا سمح الله، ليس بمبادرة السلام السعودية) والحرص على عدم انتقاد الرياض.

التعليـــقات