رئيس التحرير: طلعت علوي

بريطانيا تلتمس إرجاء فاتورة الانفصال .. وبروكسل تطالبها بـ 70 مليار دولار

الأحد | 22/10/2017 - 02:20 مساءاً
بريطانيا تلتمس إرجاء فاتورة الانفصال .. وبروكسل تطالبها بـ 70 مليار دولار


أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس في بروكسل أن التسوية المالية "الكاملة والنهائية" لخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي يجب أن تكون "ضمن الاتفاق النهائي" بين الطرفين الذي سيشمل "العلاقة المستقبلية" بينهما.
وبينما يحث الأوروبيون لندن على توضيح التزاماتها من أجل تسوية حساباتها مع التكتل، تشدد بريطانيا على بدء المحادثات دون أي تأخير حول العلاقات التجارية بعد "بريكست".
وبحسب "الفرنسية"، فقد ذكرت ماي في اليوم الثاني من القمة الأوروبية أن "التسوية الكاملة والنهائية ستكون جزءا من الاتفاق النهائي الذي سنتوصل إليه حول علاقتنا المستقبلية".
وتشكل التسوية المالية أحد الملفات الثلاثة الرئيسة التي منحها الاتحاد الأوروبي الأولوية في "بريكست"، إلى جانب مصير المواطنين البريطانيين والأوروبيين وحدود أيرلندا الشمالية.


وتقدم قادة الاتحاد الأوروبي بمبادرة إزاء رئيسة الوزراء البريطانية التي تواجه ضغوطا في بلادها من أجل إحراز تقدم في المفاوضات المتعلقة ببريكست، حيث أعطى القادة "الضوء الأخضر" لبدء الإعداد للمحادثات بين بروكسل ولندن من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري بعد الموعد الرسمي لـ"بريكست" المقرر في 29 آذار(مارس) 2019، بحسب ما أعلن دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي عبر "تويتر"، دون أن ينتظر حتى انتهاء الاجتماع، في محاولة منه للتأكيد على وحدة الصف الأوروبي.
وعلق مصدر دبلوماسي: "لقد طلبت ماي إشارة وها نحن نصدرها"، وأكد توسك للصحافيين أن الحديث عن وصول مفاوضات بريكست إلى طريق مسدود أمر مبالغ فيه، "وانطباعي هو أن التقارير التي تتحدث عن طريق مسدود بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة مبالغ فيها. ورغم أن التقدم غير كاف، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود تقدم على الإطلاق".
وأقر قادة الدول الـ 27 المتبقية في التكتل بغياب "تقدم كاف" في مفاوضات خروج بريطانيا من التكتل التي بدأت في حزيران (يونيو)، وبذلك أحالوا قرار بدء محادثات تجارية لمرحلة ما بعد بريكست إلى كانون الأول (ديسمبر) موعد القمة الأوروبية المقبلة، رغم أن بريطانيا تريد الخوض فيها دون تأخير.


وقال مصدر أوروبي إن التحضيرات ستتيح "كسب الوقت"، لأن"الفكرة هي أن القادة على استعداد لاتخاذ قرار في كانون الأول (ديسمبر) حول مهلة مفاوضات المرحلة الثانية من المحادثات شريطة تحقيق تقدم كاف".
ويتزايد القلق إزاء تباطؤ المفاوضات من احتمال انتهاء المهلة دون التوصل إلى اتفاق لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اعتبرت أنه "لا يوجد أي مؤشر" على الفشل.
وأوضحت ميركل، أنه خلافا لما يرد في الصحف البريطانية، فإن العملية تتقدم خطوة خطوة، وإذا طالت بأسبوعين أو ثلاثة إضافية، فإن ذلك لن يمنعنا من العمل بجد من أجل بلوغ المرحلة الثانية.
ورغم أن قادة الاتحاد الأوروبي تجاهلوا مطالبة رئيسة وزراء بريطانيا بمناقشة اتفاق للتجارة بعد خروج بلدها من عضوية الاتحاد لكنهم خففوا موقفهم وأدلوا بتصريحات إيجابية وتحدثوا عن محادثات مستقبلية.
وناشدت ماي باقي قادة الاتحاد الأوروبي خلال عشاء في بروكسل مساعدتها لإسكات دعوات في بريطانيا للانسحاب من محادثات الانفصال المتعثرة بمنحها تأكيدات أنهم يتوقعون التوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة، وهو ما امتثل له الزعماء في بيان رسمي طال انتظاره، وحتى يتسنى لها "الدفاع" عن هذا الاتفاق أمام الناخبين البريطانيين وحزبها المنقسم.


وكان السبب الرئيس لتعثر محادثات الانسحاب رفض ماي الإفصاح عن المبلغ الذي تنوي دفعه من 60 مليار يورو (70 مليار دولار) تطلبها بروكسل، وكررت ماي مجددا أن تحديد المبلغ النهائي يعتمد على طبيعة العلاقات المستقبلية التي يتم التفاوض بشأنها وطالبت ماي الاتحاد الأوروبي بالمضي قدما وبدء محادثات بشأن اتفاق للتجارة الحرة لما بعد الانسحاب، مؤكدة أنها متفائلة بشأن التوصل إلى اتفاق يستفيد منه الجانبان لكنها أضافت: "لا يزال أمامنا طريق نقطعه".
وبينما تحذر أوساط الأعمال البريطانية من التأثير السلبي للغموض المحيط ببريكست ويشهد حزب المحافظين انقسامات، تتعرض ماي لضغوط كبيرة لتحقيق تقدم.
وقال مسؤول سياسي بريطاني كبير: "من الواضح أن ماي تعمل في أجواء سياسية صعبة"، وكان أربعة وزراء محافظين بينهم وزير المالية السابق نايجل لاوسن دعوا ماي إلى مغادرة طاولة المفاوضات دون اتفاق إذا واصل الاتحاد الأوروبي رفض الانتقال إلى المرحلة التالية من هذه المحادثات.
ومن جهتها، أكدت ميركل في مؤتمر صحافي أنه بعكس ما يصوره الإعلام البريطاني، فإن انطباعي هو أن المحادثات تمضي قدما خطوة بخطوة، ووصفت مقترحات بريطانيا بوقف المحادثات بأنها "عبثية".


وأضافت ميركل: "ليست لدي شكوك مطلقا في أننا إذا ركزنا جميعا .. فسيكون بمقدورنا التوصل إلى نتيجة جيدة .. ومن جانبي لا توجد أي مؤشرات على أننا لن ننجح".
وبعد مغادرة ماي صباح أمس لم يستغرق قادة الاتحاد الأوروبي سوى أقل من دقيقتين قبل أن يصدقوا على بيان معد مسبقا بأن بريطانيا لم تنجح في تحقيق "تقدم كاف" فيما يخص مقترحات لتسوية ثلاث قضايا رئيسة باتفاق الانسحاب هي حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا والحدود الجديدة مع أيرلندا وفاتورة الانسحاب.
وترك القادة الباب مفتوحا أمام التوصل إلى اتفاق في القمة الدورية المقبلة للاتحاد الأوروبي في كانون الأول (ديسمبر)، وفي خطوة قد تجنبهم أسابيع من التأخير أمروا مفاوضي الاتحاد ببدء إعداد رغبات بروكسل خلال فترة انتقالية تسبق خروج بريطانيا، لكنهم لا يزالون يريدون الأموال.
وقال البيان الأوروبي: "الاتحاد الأوروبي لاحظ أنه بينما أعلنت المملكة المتحدة أنها ستحترم التزاماتها المالية التي أخذتها على عاتقها خلال عضويتها، فإن ذلك لم يترجم إلى التزام قوي وملموس من المملكة المتحدة بالوفاء بكل هذه الالتزامات".

 

 

"الاقتصادية" من الرياض

التعليـــقات