رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 1 تشرين أول 2017

الأحد | 01/10/2017 - 01:25 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 1 تشرين أول 2017

 

عباس يطرح ثلاثة شروط جديدة للمصالحة مع حماس
تكتب صحيفة "هآرتس" انه على الرغم من الاتصالات الجارية لتحقيق المصالحة، الا ان مسؤولي حماس والسلطة الفلسطينية على خلاف في مسألة مستقبل جهاز حماس العسكري، والتبرعات التي يتلقاها من الخارج. وحسب ما نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية، في نهاية الاسبوع، فقد طرح الرئيس محمود عباس ثلاثة شروط جديدة للمصالحة: تفكيك جهاز حماس العسكري، منع التدخل الخارجي في شؤون القطاع، وشفافية في الأموال التي يتم تحويلها لإعادة بناء القطاع. وحسب مصادر فلسطينية فان هدف هذه الشروط هو منع تدخل محمد دحلان او جهات قطرية في شؤون القطاع.
واكد مسؤول في السلطة الفلسطينية، في حديث لصحيفة "هآرتس"، ان عباس لن يوافق على تطبيق نموذج حزب الله في لبنان. وقال ان "النموذج اللبناني لا يمكن ان يطبق في اراضي السلطة. فاذا لم تكن سلطة موحدة وتدار القضايا من قبل مؤسسات خاضعة لسلطة القانون، كما في كل دولة طبيعية، لا يمكن الحديث عن المصالحة الوطنية والحقيقية".
وفي اعقاب ذلك طلب نائب رئيس المكتب السياسي في حماس، د. موسى ابو مرزوق، توضيحات من عباس. وحسب ما قاله ابو مرزوق فان جهاز حماس العسكري ليس مطروحا للنقاش امام السلطة الفلسطينية. وقال: "هذا سلاح معد للدفاع عن الشعب الفلسطيني وطالما كان الشعب الفلسطيني خاضعا للاحتلال، سيبقى هذا السلاح جاهزا ومعدا لكل حدث".
في المقابل اكد رئيس حركة حماس في القطاع، يحيى سنوار، ان الجناح العسكري لحماس يملك القدرة على اطلاق عدد مقابل من الصواريخ التي تم اطلاقها على تل ابيب طوال أيام الجرف الصامد، خلال 51 دقيقة فقط. وحسب سنوار "تحت غزة تقوم مدينة اخرى من الانفاق التي يمكنها توفير الحماية للمقاتلين لفترة طويلة".
وفي غزة يواصلون الاستعداد لجلسة الحكومة الفلسطينية التي ستنعقد يوم الثلاثاء القادم. ووصل وفد من الصحفيين من رام الله، عشية يوم الغفران الى غزة، ويوم الاثنين سيصل وزراء الحكومة وعشرات الموظفين، بالإضافة الى مسؤولين في الجهاز الاستخباري والامن الوقائي، برئاسة ماجد فرج، ورئيس الامن الوقائي زياد الريح.
"الانضمام الى الانتربول هدفه المطالبة بتسليم دحلان ورجاله"!
في الموضوع الفلسطيني، تدعي صحيفة "يسرائيل هيوم" ان مسؤولا فلسطينيا كشف بأن هدف السلطة الفلسطينية من الانضمام الى الانتربول، هو المطالبة بتسليمها محمد دحلان ورجاله. وكتبت الصحيفة ان وسائل اعلام فلسطينية ذكرت بانه بعد المصادقة على ضم الفلسطينيين الى الانتربول، ستطلب الشرطة الفلسطينية اصدار اوامر اعتقال ضد دحلان وبعض المقربين منه. ونقل عن مسؤول في السلطة قوله ان "محمد دحلان ومحمد رشيد ووليد نجب، سيكونون على قائمة المطلوب تسليمهم لنا من قبل الانتربول".
واضاف ان "دحلان ورجاله، وجهات فلسطينية اخرى، متهمون بسرقة اموال الجمهور وارتكاب اعمال فساد، والهدف من الانضمام الى الانتربول كان منذ البداية، اصدار اوامر لاعتقالهم واحضارهم للمحاكمة"!
اعضاء في الكونغرس الامريكي يحذرون نتنياهو من تدمير العلاقة مع الجالية اليهودية
تكتب "هآرتس" ان 18 عضوا في الكونغرس الامريكي بعثوا برسالة الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عشية يوم الغفران (الجمعة)، حذروه فيها من أن قراراته الأخيرة في موضوع حائط المبكى والتهود تمس بوحدة الشعب اليهودي ومكانة اسرائيل في اوساط الجالية اليهودية الامريكية. وتنضم هذه الرسالة الى رسالة سابقة تلقاها نتنياهو من سبعة اعضاء في مجلس الشيوخ، قبل اسبوع ونصف، وتشير الى اتساع الاحتجاج في صفوف اليهود الامريكيين بشأن القضايا التي لم تهدأ بعد.
وفي الرسالة التي وصلت نسخة منها الى "هآرتس"، يكتب اعضاء الكونغرس، وجميعهم من الحزب الديموقراطي، انهم كداعمين قدماء لإسرائيل، بودهم الاعراب عن "قلقهم العميق" ازاء سلوك الحكومة ضد التيارات غير الارثوذكسية في اسرائيل. وقالوا ان القرارات الاخيرة للحكومة "تطرح علامة استفهام حول شرعية ومكانة التيارات اليهودية غير الأرثوذكسية التي ينتمي اليها غالبية يهود الولايات المتحدة".
كما يكتب اعضاء الكونغرس انه "بالإضافة الى جذورنا اليهودية، فان كل واحد منا يمثل تجمعا كبيرا من المصوتين اليهود"، والذين توجه الكثير منهم في الأشهر الأخيرة الى ممثليهم في الكونغرس واعربوا عن احباطهم وخيبة أملهم من قرارات الحكومة الاسرائيلية.
ومن بين الموقعين على الرسالة عدة اعضاء قدامى في الكونغرس ومسؤولين كبار في الحزب الديموقراطي، يؤيدون اسرائيل، مثل اليوت انجل، نيتا لوي وجيري نادلر، من ولاية نيويورك، وادام شيف وبراد شرمان من ولية كاليفورنيا، وبراد شنايدر من ولاية الينوي، وسندار ليفين من ولاية ميتشغان.
وطلب اعضاء الكونغرس من نتنياهو وحكومته اعادة النظر في كل القرارات المتعلقة بترتيبات الصلاة في حائط المبكى وموضوع التهود، ومحاولة دفع سياسة بديلة تؤكد وحدة الشعب اليهودي وقيمة "كل اسرائيل". وكتب الأعضاء لنتنياهو: "في عدة مناسبات صرحت بأن العلاقة مع يهود الولايات المتحدة حاجة استراتيجية لإسرائيل، ومهمة لضمان قوة وحيوية اسرائيل. نأمل ونؤمن انك تواصل التفكير هكذا، وتعمل على ضمان احترام التقاليد الدينية في اسرائيل".
السيناتور اليهودي برني ساندرس يجتمع بالناشط الفلسطيني عيسى عمرو
تكتب "هآرتس" ان الناشط الفلسطيني عيسى عمرو، من الخليل، التقى هذا الأسبوع، في واشنطن، مع عدد من اعضاء الكونغرس الأمريكي وحثهم على العمل ضد سياسة اسرائيل في المناطق المحتلة. ومن بين الأعضاء الذين التقى بهم عمرو، كان السيناتور اليهودي برني ساندرس، الذي نافس على رئاسة الحزب الديموقراطي، في السنة الماضية.
ويشار الى ان عمرو يخضع للمحاكمة في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية بسبب نشاطاته السياسية. وخلال الصيف الماضي، وقع اربعة اعضاء من مجلس الشيوخ، بينهم ساندرس، على رسالة تطالب وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون، بتعقب محاكمة عمرو، الذي تتهمه اسرائيل بتنظيم تظاهرات غير قانونية والبصق في وجه مستوطن في منطقة الخليل. وفي بداية الشهر اعتقلت السلطة الفلسطينية عمرو، بعد ان نشر على الشبكة الاجتماعية انتقادا للرئيس الفلسطيني محمود عباس واتهم السلطة باعتقال النشطاء السياسيين المعارضين لها.
وقال عمرو لصحيفة "هآرتس" ان من بين اللقاءات التي اجراها في الكونغرس، كان اللقاء مع ساندرس مؤثرا بشكل خاص. وقال: "قلت له انه بطلي وانني لو كنت مواطنا امريكيا لكنت قد دعمته في الانتخابات. تأثرت بشكل خاص من عمله خلال الانتخابات امام الجيل الشاب في الولايات المتحدة وتحدثت معه عن توسيع المستوطنات وسياسة الفصل الاسرائيلية في المناطق، وكيف تعمل على تصفية كل امكانية لإقامة دولة فلسطينية في المستقبل". وأضاف عمرو انه دعا اعضاء الكونغرس لزيارة الخليل كي يشاهدوا بأم اعينهم واقع حياة الفلسطينيين في المدينة.
يشار الى ان ساندرس (76 عاما) عزز من نشاطه، خلال السنة الأخيرة، في قضايا السياسة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك المسالة الاسرائيلية – الفلسطينية. وخلال منافسته على رئاسة الحزب الديموقراطي هاجم منافسته هيلاري كلينتون، واتهمها بعدم الاستعداد للقول لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه مخطئ. ومنذ فوز ترامب في الانتخابات نشر ساندرس عدة تصريحات تنتقد اسرائيل، وفي الاسبوع الماضي، قال لموقع ״The Intercept״ انه سيكون مستعدا لتقليص المساعدات العسكرية الامريكية لإسرائيل. وخلال خطابه في مؤتمر "جي ستريت" الاخير، هاجم المستوطنات وسياسة اسرائيل في الضفة الغربية.
"يديعوت احرونوت" تحرض على نائب عربي بسبب زيارته لأسير محرر
تشكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" تحريضا على النائب عبد الحكيم حاج يحيى من القائمة المشتركة بسبب زيارته لأسير محرر من قرية جت في المثلث. وتكتب ان يحيى هو نائب في الكنيست الاسرائيلي من قبل القائمة المشتركة، لكن هذه الحقيقة لم تمنعه من المشاركة في الاسبوع الماضي في حفل استقبال الأسير المحرر محمد خلف من جت، الذي ادين بتقديم المساعدة لمخربي حماس. وفي حديث مع "يديعوت أحرونوت" ادعى النائب يحيى انه لا يرى أي شائبة في سلوكه، وقال ان خلف "سدد دينه للمجتمع".
وتكتب الصحيفة ان خلف ادين بتوفير مواد كيماوية لوائل زكله، العامل الفلسطيني من طولكرم الذي كان يعمل لديه في المنجرة في جت، لاستخدامها في صناعة عبوات ناسفة للخلية الارهابية التي نشط فيها وائل.
وقد عملت خلية وائل زكله بنشاط في سنة 2005، وقامت بتركيب تسع عبوات ناسفة من المواد التي احضرها لها خلف، والقت بإحداها باتجاه قوة من الجيش في منطقة طولكرم. وكان خلف يقوم بتزويد الخلية بالمواد التي تطلبها الى ان تمكن الشاباك من اعتقال زكله، والذي كشف خلال التحقيق معه عن علاقته بمشغله. وفي اعقاب ذلك تم اعتقال خلف، وادين بمساعدة العدو اثناء الحرب والاتصال بعميل اجنبي وحيازة سلاح بدون ترخيص. وفرض عليه السجن لمدة 12 سنة، انهاها في الاسبوع الماضي.
واثار إطلاق سراح خلف تأثرا كبيرا في المثلث، وتم تنظيم حفل استقبال له، حضره ايضا النائب عبد الحكيم حاج يحيى، والذي نشر على الفيسبوك صوره مع الأسير المحرر وكتب عن فرحه بزيارة الأسير المحرر.
وفي محادثة مع "يديعوت أحرونوت" ادعى حاج يحيى انه لا يرى شائبة في زيارته للأسير المحرر، وقال: "من ادين بمخالفة، وانهى محكوميته لا يمكن الابقاء عليه في السجن. انا لا اعرف ما الذي فعله ولماذا تم اعتقاله، ولست مستعدا لأن اكون قاضيا آخر يحاكمه بعد ان سدد دينه للمجتمع".
امرأتان تتسلمان قيادة قسمين في الموساد
تكتب "يديعوت أحرونوت" انه تم في جهاز الموساد الاسرائيلي، مؤخرا، تسجيل سابقة تاريخية، تمثلت في تعيين امرأتين في الوقت ذاته، ولأول مرة، في منصب رئيس قسم، والذي يعتبر موازيا لمنصب الجنرال في الجيش الاسرائيلي.
وكانت (ي) التي تم تعيينها رئيسة لاحد الاقسام، قد خدمت في سلسلة مناصب في الموساد، غالبيتها في اطار قسم القوى البشرية، الذي يعتمد في الأساس على قدرات العاملين فيه واخلاصهم وولائهم للموساد. اما (ش) فقد انضمت الى الموساد في 1992، وعملت في قسم الاستخبارات، واهتمت كثيرا بقضايا الارهاب. وبعد ذلك انتقلت الى قسم العلاقات الخارجية السرية في الموساد، "تيفيل"، حيث شغلت عدة مناصب، قبل انتقالها الى قسم "تسومت" الذي يهتم بتجنيد العملاء.
ويشار الى ان جهاز الموساد هو اول تنظيم استخباري يدمج النساء في مهام تنفيذية على رأس الحربة، خاصة في المهام الخطيرة في قسمي "قيسارية" و"كيشت". وقد عمل قسم "كيست" دائما على دمج النساء في خلاياه، ايضا لأن التحرك في الشوارع (كزوجين مثلا) يثير اشتباه اقل من تحرك مجموعة من الرجال فقط، وايضا لأنه اتضح انه في سلسلة من المجالات التنفيذية تتفوق النساء على الرجال.
جولة من التعيينات الرفيعة في الجيش الاسرائيلي
تكتب "يسرائيل هيوم" انه الى جانب التوتر الأمني الدائم خلال فترة اعياد شهر تشري العبري، سينشغل قادة الجيش الاسرائيلي، خلال الأسابيع القريبة في موضوع مختلف تماما: جولة التعيينات الكبيرة المتوقعة في القيادة العامة.
فمنذ أن تولى رئيس الأركان غادي ايزنكوت منصبه قبل عامين ونصف، وهو يحاول تركيز تعيين الجنرالات مرة كل عام، تماما كما هو الحال مع العُمَدَاءُ والعُقَدَاءُ. والهدف هو اتاحة التخطيط طويل الأجل، وبشكل لا يقل عن ذلك، عدم ابقاء الضباط الموعودين بالترقية، معلقين في الهواء. وبعبارة أخرى، أن نقرر مسبقا من سيتم ترقيته ومن سيسرح للحياة المدنية.
ويطرح على الطاولة الان موضوع دمج الجنرالات للعام 2018. ومن المتوقع أن تكون هذه الجولة الأخيرة من التعيينات في عهد ايزنكوت كرئيس للأركان (لأن جولة التعيينات لعام 2019 سينفذها بالتنسيق مع خلفه الذي سيتولى مهام منصبه في 1 يناير 2019). ومن المفترض أن تضم جولة التعيينات ستة جنرالات: رئيس قسم الاستخبارات، وقادة لقيادة المنطقتين الوسطى والجنوبية، وقادة للفيلقين، وعلى ما يبدو أيضا رئيسا جديدا لقسم العمليات.
وتتطلب التعيينات الجديدة المصادقة عليها من قبل وزير الأمن ليبرمان. ووفقا للاتفاق، فإن الجنرالات الذين ليست لهم صلة مباشرة مع القيادة السياسية يتم تعيينهم مباشرة من قبل رئيس الأركان (بموافقة الوزير)، اما أولئك الذين سيكونون على علاقة مباشرة مع القيادة السياسية - مثل نائب رئيس الأركان ورئيس المخابرات العسكرية – فيتم تعيينهم بالاتفاق. وربما يشارك رئيس الحكومة نتنياهو في التعيينات، ولكن نظرا لأنه لا يتمتع بمكانة رسمية في تعيين الجنرالات، فإن ذلك سيتم - إذا تم على الإطلاق - بينه وبين ليبرمان.
أهم تعيين على جدول الأعمال هو رئيس المخابرات العسكرية، الذي سيحل مكان هرتسي هليفي. المرشح الطبيعي الذي كان من المفترض أن يتسلم هذا المنصب، هو رئيس قسم العمليات، نيتسان ألون، الذي تم رفض ترشيحه في الجولة السابقة بضغط من الدوائر اليمينية. ومن المشكوك فيه ان يصادق على تعيينه الان رغم ما يتمتع به من تجربة تفوق كل المرشحين الاخرين. في هذه الحالة، سيكون هناك ثلاثة مرشحين للمنصب: الجنرال روني نوما وقائد الفيلق، تمير هيمان، وبدرجة أقل القائد السابق لفرقة يهودا والسامرة العميد ليؤور كرميلي.
سيكون نوما وهيمان مرشحين طبيعيين لاستبدال ألون كرئيس قسم العمليات - وهو المركز الثالث في التسلسل الهرمي للجيش الإسرائيلي. وسينافس على هذا المنصب، ايضا، رئيس قسم الحاسوب، نداف بادان، ورئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجستية أهارون حليوا، الذي يعتبر أيضا المرشح الرئيسي لمنصب قائد المنطقة الوسطى، خلفا لنوما.
يذكر ان هليفى الذى سينهي عمله في المخابرات العسكرية بعد اربع سنوات، هو المرشح الرئيسي لمنصب قائد المنطقة الجنوبية خلفا لأيال زمير، الذى يتوقع ان يتسلم رئاسة قسم العمليات، ولكن من المتوقع ايضا ان يكون اول نائب لرئيس الاركان القادم، وهو منصب لن يتم الاتفاق عليه الان، وانما فقط بعد الإعلان عن خليفة ايزنكوت، في موعد ما خلال النصف الثاني من عام 2018. على الأرجح، سينافس نيتسان ألون أيضا على منصب نائب رئيس الأركان المقبل، وإذا لم يتم تعيينه، سوف يستقيل من الجيش الإسرائيلي.
بالإضافة الى ذلك، سيتم تعيين السكرتير العسكري الجديد لرئيس الحكومة خلفا للعميد اليعازر طوليدانو، الذى سيتم تعيينه قائدا لفرقة. وقام نتنياهو مؤخرا بإجراء مقابلات مع ثلاثة ضباط مرشحين لهذا المنصب: قائد الفرقة في غزة يهودا فوكس، وقائد فرقة الجولان يانيف عاشور، وقائد فرقة الاطفاء اوري غوردين. ولمي قرر نتنياهو بعد من سيختار، فيما المح مقربون منه انه قد يرغب بضابط آخر (ربما حتى رئيس قيادة المنطقة الوسطى، عوفر فاينتر، الذي يتمتع بتأييد كبير في الدوائر اليمينية). فوكس، عاشور وغوردين سيبقون في الجيش الإسرائيلي على أي حال، ومن المتوقع أن يتم تعيين احدهم رئيسا لقسم العمليات في الأركان العامة.
جولة التعيينات التي سيتم الاتفاق عليها الان، ستنفذ خلال عام 2018. وكما ذكر أعلاه، سيتم أيضا تحديد هوية رئيس الأركان المقبل خلال العام المقبل، ومن أبرز المرشحين للمنصب نائب رئيس الأركان الحالي أفيف كوخافي.
مقالات
ما هي حقيقة مهاجمة ميري ريغف لفيلم "فوكستروت"
يسأل ديميتري شوماسكي، في "هآرتس" عما اذا كانت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف صريحة مع نفسها ومع جيشها من المعجبين، عندما تقول أن ما استفزها في فيلم "فوكستروت" هو أساسا المشهد الذي يظهر في منتصف الفيلم، لجنود الجيش الإسرائيلي الذين يحرسون نقطة تفتيش ويقومون بإطلاق العيارات النارية على سيارة لزوجين فلسطينيين شابين، ومن يطمسون آثار فعلتهم؟ ووفقا لما ذكرته ريغف، فإن هذا المشهد، والفيلم في مجمله، يشوه "الجيش الأخلاقي في العالم"، و"يفتري على جنود الجيش الإسرائيلي".
ولكن الحقيقة هي أن الجنود الإسرائيليين الذين يحرسون نقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي في مكان منسي بين تلال الأرض المقدسة، قد يثيرون لدى المشاهدين تعاطفا أكثر معهم مما مع القتلى الفلسطينيين، ويظهرون - بشكل لا يقل عن ضحاياهم الفلسطينيين - ضحايا للاحتلال الإسرائيلي.
فالشابين الفلسطينيين، اللذين ارتديا ملابس جيدة، كانا عائدين، على ما يبدو، من لهو ليلي، وينفجران بالضحك المتواصل خلال الفحص الأمني بسبب نكتة مضحكة، ويبدوان بأنهما راضيان عن الحياة على الرغم من واقع الاحتلال. ومن ناحية أخرى، فإن الواقع اليومي لجنود نقطة التفتيش، "فوكستروت" (الاسم الرمزي للنقطة العسكرية)، الذين يقضون أيامهم ولياليهم، طوال عدة أسابيع، يخلو من أي علامة على الحياة الطبيعية، ويذكر أحيانا بالسجن بكل معانيه، إن لم يكن مستعمرة العقاب حسب رواية كافكا.
الطريق من الحاجز إلى الكوخ الذي يقيمون فيه، يمر عبر وحل متحرك، يغرقون فيه حتى الركبتين مرارا وتكرارا، ويوما بعد يوم. يميل كوخهم ببطء على جانبه، والتفكير بأنه سينقلب رأسا على عقب في يوم ما، لا يفارقهم. إنهم يخافون من ظلهم- صحيح ان الصرخة الرهيبة "قنبلة"، التي يطلقها أحدهم عندما يرى علبة المشروب التي تتدحرج نحوه من سيارة الشابين الفلسطينيين، تمزق بالتأكيد قلوب المشاهدين. ولكنها تهدف في الواقع، الى جعلنا نبرئ ساحة "اولادنا جميعا"، المنهكين والخائفين حتى الموت – ولا يشبهون بتاتا اليؤور أزاريا قاتل الأسير (الفلسطيني)- من كل ذنب بسبب قيامهم بإطلاق النار القاتلة في اعقاب ذلك.
ولكن الأهم من ذلك هو أن الجنود يجدون صعوبة في فهم الغرض من وجودهم عند نقطة التفتيش اللعينة هذه، ويطرحون أسئلتهم بصوت عال، جلي وواضح. من هو العدو المجهول الذي من المفترض أن يقاتلوه، يسألون أنفسهم؟ على ما يبدو - ويا للسخرية القاسية، والجواب البارع الذي يطرحه المخرج – فان العدو هو ذلك الجمل الوحيد والمتجول، الذي يتمتع لوحده بحرية المرور عبر نقطة التفتيش، وفي أعقاب الحادث الذي تسبب فيه، يقتل، في مشهد اخر من الفيلم، الجندي جوناثان فلدمان بينما كان في طريقه إلى بيته.
ما من شك أن هذه الرسالة – غياب الجوهر المروع لاستمرار الاحتلال - الذي يصرخ حتى السماء، حتى لو شاهدنا مقاطع من الفيلم فقط، هو ما أثار غضب ريغف. ولكن الأمر لا يتوقف على الرسالة نفسها فقط- وانما، أيضا، وفي الأساس، ضعف ريغف الإيديولوجي والسياسي، حين تأتي لمواجهته. ريغف، على النقيض من صورة الشرقية المعتدلة، التي يحاول بعض مهرجي سياسة الهوية لدينا، الصاقها بها، هي احدى أكثر السياسيين اليمينيين المتعصبين في حكومة المستوطنين الحالية. انها من أكثر المؤيدين الصارخين لـ"حقوق اليهود في جبل الهيكل" - وهو المصطلح المغسول للسعي إلى فرض السيادة اليهودية على منطقة المساجد – وبهذه الصفة، فان من بين المسؤولين الرئيسيين عن الدم الذي سفك هنا منذ "انتفاضة السكاكين" على خلفية زيادة حوار السيطرة اليهودية على الحرم القدسي. من الواضح إذن أن ريغف كانت تتوق إلى مواجهة مبدعي فيلم "فوكستروت" والصراخ في وجوههم بصوت بطولي: "أنتم مجموعة من الكذابين، جنود الجيش الإسرائيلي يعرفون بالضبط لماذا يتواجدون في الخليل، بيت ايل، شيلو، وبالقرب من كل بؤرة في أرضنا المقدسة في يهودا والسامرة!"
ومع ذلك، تدرك ريغف جيدا، أن هذه الأمور لن يشتريها حتى أنصارها المتعصبين في مركز الليكود. غوغاء اليمين الإسرائيليين، الذين يتألفون من مجموعة متنوعة من الطوائف اليهودية، المشبعة بالكراهية للعرب والأجانب، والتي تمتطيها هذه الحكومة بفخر- مثلهم مثل معظم المواطنين الإسرائيليين، في عدم المبالاة التامة بتلك التلال المقدسة، التي تحيط بالموقع العسكري فوكستروت، ومعظمهم لم يزورها لن يزوروها أبدا. وهذا حقيقة لن تنجح بتغييرها أية مراسم تبشيرية للاحتفال بـ"تحرير" المناطق. ولأنها تدرك أن بضائعها المتعصبة ليست مطلوبة بشكل حقيقي حتى بين أقرب الموالين لها، لا يتبقى لريغف إلا الغليان بسبب الغضب الناجم عن العجز الإيديولوجي، ونشر سموم الكراهية تجاه المدمرين المتخيلين لـ "أعظم احتفال بالقرن العشرين، دولة إسرائيل"، وخلق الأكاذيب تلو الأكاذيب ضد منتجي الفيلم الذي يثير في الأساس الشفقة على جنود الجيش الإسرائيلي.
حقيقة أن ريغف لا ترفع علنا راية المستوطنين التبشيرين ضد رسالة "فوكستروت" بشأن عدم جدوى الاحتلال، تهدف،  بطبيعة الحال، الى إثارة قدر كبير من التفاؤل بين كل الذين يسعون لتخليص إسرائيل من لعنة الاحتلال والاستيطان. لأن معني هذه الحقيقة هو أنه على الرغم من مرور 50 عاما من الاحتلال، فإن هذا العلم لا يتحدث بالضرورة حتى الى قلب قسم من اليمين الذي اعتاد التصفيق لكل كلمة تنطق بها ريغف.
ومع ذلك، فان إسرائيل ليست أرملة. هذه الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا هنا، ستبذل كل ما في وسعها، لكي لا تقوم الاجيال القادمة من جنود الجيش الإسرائيلي، على العكس من أبطال "فوكستروت"، بطرح أسئلة اكثر حول المعنى والغرض من استمرار الاحتلال والاستيطان. اذا نجحت ريغف ورفاقها – فان هذا الأمر سينزل فعلا الدمار بدولة اسرائيل، و"اعظم احتفال في القرن العشرين" (في الواقع احتفال كبير لليهود) سيتم تدوينه في الذاكرة التاريخية كإحدى اكبر مآسي القرن الـ 21.
فقدان الذاكرة
يكتب امير اورن، في "هآرتس" انه بعد 44 عاما على حرب يوم الغفران، لا يزال قسم المخابرات في الجيش الإسرائيلي يعاني بوضوح من مرض النسيان. لقد شطب من ذاكرته جزء كبير من فشله في ذلك الخريف الرهيب في عام 1973. لسانه عالقا في حلقه ولا يصرخ، ولا يحذر.
في الأبعاد الصغيرة والمتوسطة، التي لا ينبغي التقليل من ثمنها المتراكم للحياة البشرية وتشابك الأمم في النظم غير الضرورية، يعتبر قسم الاستخبارات العسكرية هيئة مهنية وماهرة، منتج فعال للبيانات المدروسة والتقييمات الرصينة. اما في البعد الكبير، الذي لا اهمية بدونه للمشتقات، فانه مخيب للآمال في اخفاقاته، المتعمدة. أولئك الذين يقفون على رأسه ومن فوقه، قرروا عدم الصراخ ولا حتى الهمس، وانما الصمت فقط.
شعبة الاستخبارات العسكرية لا تخطئ فقط عندما تبدأ القصة في الفصل الثاني، الفلسطيني أو الإيراني، في تجاهله، المريح له، لفصل رفض إسرائيل التقدم نحو السلام. كما أنه يرهن مصداقيته عندما يتجند لخدمة بنيامين نتنياهو في حملته الوهمية لاختراع ذريعة لقصف إيران. ليست أكاذيب صارخة تنبع من تشويه المواد الاستخباراتية – وانما تعزيز التركيز والتعبئة لتشجيع الدول والمنظمات على شراء حجج نتنياهو. والذريعة: أمر النظام الديمقراطي. في الممارسة العملية، تحويل الاستخبارات الى زانية في خدمة الدعاية الحكومية ونزوة الحاكم. شعبة استخبارات متلاعبة.
عشية حرب يوم الغفران، كان الخطأ الكبير يكمن في التقييم الناقص للعلاقة المتبادلة بين السياسة الإسرائيلية وبين الجيران والقوى العظمى. ماذا سيفعل أنور السادات في مواجهة تحركات غولدا مئير وموشى ديان. الواقع ليس مختبرا ولا توجد قدرة على عزل القرارات الفردية. الأصوات الناشئة من عواصم العدو ومن القدس هي صدى متبادل.
لم تحذر المخابرات العسكرية من العواقب المأساوية لسياسة حكومة غولدا، ظاهرا لأنه ليس من مهام الضابط النظامي عمل ذلك. وسرعان ما تبين، أنه على الرغم من كونه لا يملك الصلاحية، إلا انهم جبوا منه ثمن المسؤولية. تعزيز الهيئات البحثية المتنافسة، في الموساد ووزارة الخارجية، وإنشاء فرع التخطيط في هيئة الأركان العامة، كمسؤول عن التقييم الصافي للأزرق الإسرائيلي، باستثناء الأحمر العربي، لم يزل عبء تعريف قسم الاستخبارات العسكرية كمُقَيم قومي. وهذا هو الحال أيضا مع اقامة مجلس الأمن القومي. هاتان الهيئتان المستعبدتان اليوم مباشرة من قبل نتنياهو، مجلس الأمن القومي البائس ووزارة الخارجية، لا تقدمان أي مساهمة للسياسة القومية. انهما متعاونان منظمان يرأسهما مديران، تم تعيينهما كتعويض عن خدمات سابقة أو عن ماضيهما في اجهزة الاستخبارات (الموساد والشاباك).
المخابرات العسكرية مشغولة جدا بشؤونها الداخلية، في تحديات احباط الهجمات، في إنتاج المعلومات الاستخبارية للعمليات السرية، وفي الاستعدادات للحرب. كما أنها راضية عن نفسها، وبحق، بعض الشيء: فمشكلة هرب الأدمغة قائمة أساسا في وحدتها التكنولوجية وليس في 8200. وهي لا تثير الصخب في مسألة نزع فتيل الجمود السياسي المستمر، الذي وبالإضافة إلى تأثيره على سياسات مصر والأردن والمملكة العربية السعودية، لا يزال مفتاح تعقيم العداء - والخطر - الإيراني. وتعرف الاستخبارات العسكرية أن الجمهور الإيراني الذي تصغي إليه حكومة روحاني لا يهمه الصراع العربي الإسرائيلي. إنهم يعرفون ويصمتون حتى لا يغضبون نتنياهو.
هيئة الأركان العامة والاستخبارات العسكرية، وهما شبه جهاز واحد، تتحملان المسؤولية التاريخية عن اطلاع القيادة السياسية والشعب الإسرائيلي، الذي سيقاتل وسيدفع الثمن، على معنى السياسة الانتحارية. لكن رئيس اركان الجيش غادي ايزنكوت، الذي اصيب بالفزع جراء الثناء الذي أغدقوه عليه، وقررت الاثبات بأنه ليس كاملا – انظر الى تقليص عقوبة اليؤور ازاريا، التي تجعل عقوبة القتل الذي يوازي القتل المتعمد، وفقا لرأي قضاة الاقلية في رفض الاستئناف الذي قدمه، لا تكلف الجاني اكثر من عشرة أشهر في السجن - ويحب خطته المتعددة السنوات "جدعون" الى حد الرغبة في تجاوز الخطأ الذي من شأنه أن يقود إلى الاستخدام غير الضروري للجيش الذي يبنيه. ايزنكوت والجنرال هرتسي هليفي، وكلاهما ملم ومجرب، يصران على التفوق كتقنيين لتفعيل القوة ونسيان ما تعلمه دافيد العزار وايلي زعيرا، على جسديهما.
اذا سألت امرأة سعودية
تكتب سمدار بيري في "يديعوت احرونوت": إذا سألت امرأة سعودية – وقد سألت سيدات اعمال واكاديميات وطبيبات وصحفيات - عما يزعجها، أكثر من غيره، في حياتها اليومية - فإنها لن تشكو (فقط) عدم حصولها على رخصة القيادة. العنصر المهين يركز على مسألة الوصاية، التي تملي ما هو المسموح لها، وبشكل خاص ما هو الممنوع، في الحياة اليومية. ويمثل منعها من القيادة أحد مكونات المرافقة الدائمة من قبل الراعي، الوصي، الذي يقصد به أن يكون الظل المجاور وممتص الصدمات. لأنه منذ لحظة ولادتهن، تعتبر النساء السعوديات ملكا للأسرة، وهكذا يتعامل معهن القانون.
عندما تتزوج، تخضع المرأة للإشراف الوثيق من قبل أسرة زوجها. وعندما تصبح أرملة، يدير حياتها شقيق زوجها الأكبر، وحتى أخاه الأصغر منها. ولا يمكن لأي امرأة، في أي جيل، ان تخضع للفحص لدى الطبيب بدون حضور الراعي، أو السفر إلى الخارج بدون توقيع من الوصي، أو التسجيل للدراسة من دون موافقته. وإذا قبضت عليها شرطة الاخلاق وهي ترتدي ملابس غير محتشمة، يتم استدعاء الراعي، وهو الذي سيتم تغريمه، وكما هو معروف سيضربها بعد ذلك في البيت. واذا ذهبت إلى المحكمة لتقديم شكوى أو قررت أنها تستحق جزءا من الميراث العائلي – فانهم سيطردونها من المحكمة بشكل مخجل إذا كان الراعي يعارض الطلب.
يمنع عليها وضع الماكياج أو احتذاء الكعب العالي. وفي المطاعم يسمح لها بالجلوس فقط في "الجناح العائلي". ويجب أن تختبئ عندما يصل الضيوف. ولا يمكنها رفض وساطة الزواج بدون موافقة الراعي. ويجب عليها الاطاعة من دون أي اعتراض. يجب أن لا ننسى أنه توجد بين هذه النساء من تم إرسالهن للدراسة في الولايات المتحدة وأوروبا ومصر ولبنان، فرأين هناك عالم آخر أكثر إشراقا، وعندما عدن إلى البيت دخلن رغم أنفهن الى النساء.
إن رؤية 2030، التي تم الكشف عنها تدريجيا، تهدف إلى رفع المملكة العربية السعودية على مسارات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. ويفهم ولي العهد، الشاب محمد بن سلمان (32 عاما) أنه بدون سلسلة من التغييرات، قد تنهار بلاده وتصبح فريسة سهلة لآية الله من إيران. ووفقا لخططه فان عشرات الالاف من العمال الاجانب سوف يغادرون البلاد لصالح تشغيل جيل الشباب العاطلين عن العمل، والنساء اللائي لا تستطعن الانضمام الى سوق العمل بسبب الموانع الاسرية والصعوبات اللوجستية، ستجلسن وراء عجلة القيادة في طريقهن الى المكاتب والمستشفيات والمتاجر والمدارس –الخاصة بالنساء فقط.
بالتوازي مع لعنة الراعي، هناك الحظر المفرط السائد حتى الآن: حظر "الاحتكاك" بين النساء والرجال الذين لا ينتمون إلى نفس الأسرة النووية. وهكذا، فإن النساء الثلاثين المنتخبات في المجلس الاستشاري للملك بفعل مؤهلاتهن المثبتة، يجبرن على الذهاب إلى غرفة جانبية في مبنى المجلس الاستشاري. وسيتم منع "الاحتكاك" لاحقا: اذا كان لدى احداهن ما تقترحه، فسيكون عليها ارساله عبر البريد الإلكتروني أو عبر رسالة نصية إلى مجموعة من الرجال الذين يحيطون بالملك.
ومع ذلك، هناك جزء من التاريخ: لقد تم اختيار أول امرأة في نهاية الأسبوع الماضي، لمنصب المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن - فاطمة بيشان، التي أمضت معظم حياتها البالغة في مناصب رئيسية في الهيئات الاقتصادية في الولايات المتحدة. ولي العهد وشقيقه الاصغر، سفير السعودية لدى الولايات المتحدة، البالغ من العمر 29 عاما، يعرضان تعيينا مثيرا للإعجاب سيقال الكثير عنه.
خلال التسعة أشهر القادمة، حتى صدور رخص القيادة، سيتم التركيز على ما يلائم القرار: ما هو اللباس الذي سيسمح للنساء بارتدائه اثناء جلوسهن وراء عجلة القيادة، دون ان يكشف الكثير او يعرض حركة المرور للخطر؟ ما الذي سيتم عمله في مسألة "الاحتكاك" - رجل شرطة مقابل سائقة - في حال حدوث مخالفة مرورية؟ من سيكون المدربون على القيادة؟ والسؤال الرئيسي: على اسم من سيتم تسجيل المركبات؟ سيما انه في المملكة التي تعتبر فيها المرأة بأنها ممتلكات عائلية، فإنها لا تملك بطاقة هوية شخصية وحسابا مصرفيا.
سيكون من الرائع متابعة التغيرات في النسيج الاجتماعي المحافظ للمملكة العربية السعودية. هذا لن يمر بسهولة. قبل يوم من طرحهم لمفاجأة القيادة، أعلن رجل دين كبير أنه يمنع على النساء الجلوس خلف عجلة القيادة لأنهن "عندما يذهبن للتسوق، يخسرن نصف العقل (الذكري) الذي ولد معهن". وقد التقط الأمير الشاب التلميح، وأدرك أنهم كموا له في ركن منزله. واختفت آثار رجل الدين حتى إشعار آخر. سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف سيتعامل الملك السعودي في الواقع مع المخربين المتدينين وكيف سيكم افواههم.
حفل الاقنعة في حماس
يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان حركة حماس احتاجت الى عشر سنوات لتدمير قطاع غزة تماما والإثبات للجميع بأنها لا تستطيع ولا تستحق حكم سكانه. بعد عقد من سيطرة المنظمة على قطاع غزة، انهار نظامها، ولكن الأهم من ذلك أن وضع سكان غزة لم يكن بتاتا أسوأ مما هو عليه الان. فالبطالة والفقر آخذان في الارتفاع، ومستوى المعيشة آخذ في الانخفاض، والبنية التحتية آخذة في الانهيار، وفقط في مجال واحد يحدث التقدم المطرد - حفر الأنفاق على الحدود مع إسرائيل وزيادة ترسانة الصواريخ التي تحتفظ بها حماس.
حماس تبحث عن الحل للضائقة، اولا في طهران،  التي تحاول حماس العودة الى حضنها الدافئ بعد انقطاع دام عدة سنوات. لقد ابعدتها ثورات "الربيع العربي" في مصر وسورية عن إيران وقربتها من تركيا وحتى من قطر. لكنهذه الدول السنية خيبت الأمل، وقدرتها على مساعدة المنظمة كانت ولا تزال محدودة. يمكن لحماس أن تحصل على الأسلحة والمال من الإيرانيين فقط، حتى لو تطلب الأمر منها اجراء تحول حاد في مواقفها. على سبيل المثال، فيما يتعلق بالمتمردين في سورية، الذين دعمتهم حماس على مر السنين بسبب التفافهم باللون الإسلامي.
ولكن في الوقت نفسه، تعمل حماس، أيضا، على تحسين علاقاتها مع السلطة الفلسطينية، أو بالأحرى تحويل السلطة الفلسطينية إلى درع بشري لها لإدامة سيطرتها على قطاع غزة. وفي هذا السياق، أعلن قادتها عن تفكيك "حكومة حماس" العاملة في غزة، وكانت على استعداد لتسليم المفاتيح لحكومة الوحدة الوطنية في رام الله. ولكن هذا هو تظاهر، فقط، لأن حماس ليست مستعدة حقا للتخلي عن قوتها ولن تسمح، على سبيل المثال، لقوات الأمن من الضفة الغربية بالانتشار في قطاع غزة. وبدلا من ذلك، ستسمح لحكومة السلطة الفلسطينية وأبو مازن بحل أزمة الكهرباء في قطاع غزة ومحاولة تحسين الوضع الاقتصادي لسكانه، في حين تبقى حماس صاحبة الرأي الوحيدة وحاملة السلاح الوحيدة في قطاع غزة.
وبهذه الطريقة تسعى حماس إلى تقليد النموذج اللبناني الذي يقضي بأن تكون للبنان حكومة تقيم علاقات مع العالم وتكون مسؤولة عن رفاه السكان والنهوض بالاقتصاد، في حين يركز حزب الله نفسه على بناء قوته العسكرية ولا يتحمل المسؤولية الحكومية عن مصير لبنان. هذه ممارسة مريحة، إذ أن الحكومة اللبنانية توفر الحماية لحزب الله، وتعفيه أساسا من تحمل أي مسؤولية عن أفعاله امام اللبنانيين.
ظاهرا، لدى أبو مازن الأسباب التي تجعله راضيا، لأن الضغوط الاقتصادية والعقوبات التي فرضها على إدارة حماس في غزة قد أثمرت. المصريون راضون أيضا ويواصلون تعزيز المصالحة الفلسطينية، على أمل أن يتيح لهم ذلك تتويج رجلهم محمد دحلان على قطاع غزة وربما أيضا على الضفة. لكن الفائزة الكبرى هي بلا شك منظمة حماس التي قد تتخلى عن المسؤولية السلطوية في مجالي الاقتصاد والرفاه، التي لم تهتم بها ابدا، مقابل حصولها على درع واق من السلطة الفلسطينية وربما من مصر، ايضا، مع مواصلة السيطرة على قطاع غزة.
لعبة حماس واضحة، لكن اختيارها لعملية المصالحة الثنائية، مع السلطة الفلسطينية والتقرب من إيران يشكل تحديا لإسرائيل. خلال عملية الجرف الصامد سمحت اسرائيل لحركة حماس بالبقاء في السلطة في قطاع غزة لأنها اعتقدت بان ذلك سيفرض الكبح والقيود عليها. لكن حماس تسعى الآن إلى التخلص من هذه القيود وبالتالي انتزاع رافعات الضغط الاسرائيلية عليها. يحظر على إسرائيل السماح بذلك.

التعليـــقات