رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 آب 2017

الإثنين | 21/08/2017 - 11:51 صباحاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 آب 2017

 

"السلطة ملتزمة بجهود السلام لكنها قد تدرس استئناف حملتها لنيل الاعتراف الدولي"
تنشر صحيفة "هآرتس" نقلا عن السفير الفلسطيني لدى واشنطن، حسام زلموط، ان  "السلطة الفلسطينية لا تزال ملتزمة بجهود السلام، لكنها قد تدرس استئناف حملتها لنيل الاعتراف الدولي". وحسب الصحيفة فقد اعلن زلموط ذلك امام الصحفيين، يوم الخميس، حيث اوضح التزام السلطة بجهود السلام التي يبذلها الرئيس الامريكي ترامب، لكنها معنية بفهم ما هي اهداف الادارة الأمريكية في هذا الموضوع، وما هي الفرص الحقيقية لدفعها.
واوضح زلموط ان زيارة الوفد الامريكي المتوقعة في المنطقة، برئاسة جارد كوشنر، تعتبر "مصيرية لعملية السلام" وان الفلسطينيين يأملون بأن يتم خلالها الاطلاع على التفاصيل العملية لرؤية الادارة الامريكية السلمية. وحسب السفير، المقرب من رئيس السلطة ابو مازن، فان الامريكيين اصغوا، خلال الشهرين الأخيرين، لمواقفهم، وحان الان الوقت لفهم ما هي مواقف الادارة نفسها.
وقال زلموط، في حديث ادلى به لصحيفة "هآرتس" بعد المؤتمر الصحفي: "نحن مستعدون للمضي نحو السلام سوية مع الرئيس ترامب. الرئيس عباس سيلتقي الوفد الامريكي ويحذوه الكثير من الأمل. بالنسبة لنا هذه فرصة يجب علينا التشبث بها ولن نوفر أي جهد في محاولة المساعدة على تحقيق المهمة التاريخية وتحقيق اتفاق سلام". وسيجري اللقاء بين عباس والوفد الفلسطيني يوم الخميس القادم. وسيضم الوفد الامريكي، بالإضافة لكوشنر، المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات، ونائبة رئيس مجلس الأمن القومي دينا باول.
وحول امكانية تجديد الاجراءات الفلسطينية في الأمم المتحدة، اكد زلموط انه لم يتم اتخاذ قرار في الموضوع حتى الان، وان المقصود احدى الامكانيات التي تدرسها السلطة الفلسطينية في حال لم تثمر خطوات السلام الامريكية. وقال ان "التوجه الى الأمم المتحدة لا يعني التهديد، من حقنا العودة الى هناك واختيار الموعد المناسب لنا".
وكان زلموط قد التقى، يوم الثلاثاء الماضي، مع غرينبلات في البيت الأبيض، وناقش معه الاستعدادات لزيارة الوفد الى المنطقة. وفي بيان نشرته بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، كتب بأن زلموط عرض امام غرينبلات موقف الفلسطينيين في موضوع المستوطنات والقدس ومسألة اللاجئين، واكد امامه التزام القيادة الفلسطينية بالإجراءات التي تقودها ادارة ترامب في موضوع عملية السلام.
الى ذلك، عقد وزراء خارجية مصر والاردن والسلطة الفلسطينية اجتماعا في القاهرة، امس، بهدف تنسيق المواقف تمهيدا لوصول الوفد الأمريكي والاستعداد للاجتماع العام للجمعية العمومية في ايلول القادم. وقال مصدر فلسطيني لصحيفة "هآرتس" انه يجري فحص امكانية طرح مقترحات بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67 خلال اعمال الجمعية العمومية وامام مجلس الأمن الدولي.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في بيان نشر عقب اللقاء، ان الاطراف اتفقت على ضرورة كسر الجمود السياسي والبدء بمفاوضات محدودة الوقت، تؤول الى اقامة دولة فلسطينية والاتفاق على كل المسائل الجوهرية للاتفاق الدائم على اساس قرارات المجتمع الدولي ومبادرة السلام العربية. واكد وزراء الخارجية في بيان مشترك، انه يجب الحفاظ على الوضع الراهن في القدس ومنع اسرائيل من القيام بخطوات من جانب واحد تمس بالتوازن الديموغرافي في القدس والضفة.
وكان كوشنر قد زار في الشهر الماضي، اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وناقش مع نتنياهو وعباس جهود الادارة الامريكية لاستئناف محادثات السلام بين الطرفين. وفي ختام اللقاء الذي استغرق ساعتين ونصف بين كوشنر ونتنياهو، نشر البيت الأبيض بيانا اعلن فيه ان الاطراف اكدت التزامها بدفع الهدف الذي حدده الرئيس ترامب من اجل تحقيق السلام الحقيقي والدائم بين اسرائيل والفلسطينيين، والذي سيسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
نتنياهو سيناقش مع بوتين اتفاق وقف اطلاق النار في سورية
تكتب صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيلتقي في مدينة سوتشى الروسية، يوم الاربعاء المقبل، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وجاء من ديوان نتنياهو انه تم الاتفاق بين رئيس الحكومة وبوتين على الالتقاء ومناقشة التطورات الاخيرة في المنطقة. ومن بين المواضيع الرئيسية التي ستطرح للنقاش، قلق اسرائيل بشأن اتفاق وقف اطلاق النار في جنوب سورية، وتخوفها من تجذر ايران في سورية.
وكانت "هآرتس" قد نشرت في الاسبوع الماضي، ان وفدا امنيا اسرائيليا سافر الى واشنطن لإجراء مباحثات مع مسؤولين كبار في البيت الابيض والجهاز الامني الامريكي. وكان ديوان نتنياهو قد اعلن بأن سفر الوفد جاء في اطار المحادثات الأمنية الروتينية بين اسرائيل والولايات المتحدة.
خيبة امل من الموقف الأمريكي
في هذا الصدد تنشر صحيفة "يديعوت احرونوت" تقريرا كتبه رونين برغمان حول نتائج زيارة الوفد الى الولايات المتحدة، جاء فيه ان الولايات المتحدة رفضت الالتزام بتضمين الاتفاق حول انهاء الحرب السورية، شرطا يقضي بإجلاء قوات الجيش الإيراني المنتشرة في سورية.
وضم الوفد الاسرائيلي رئيس الموساد، يوسي كوهين، ورئيس شعبة الاستخبارات، الجنرال هرتسي هليفي ورئيس القسم السياسي – الامني في وزارة الامن، زوهر فلتي، والسفير الاسرائيلي لدى واشنطن، رون دريمر، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي ايتان بن دافيد.
واستغرقت الزيارة عدة أيام، اجرى الوفد خلالها لقاءات مع قادة اجهزة الاستخبارات الامريكية ورجال مجلس الامن القومي، ومبعوث الرئيس ترامب الى الشرق الاوسط.
وقال مسؤولون كبار في اجهزة الاستخبارات ان "الوفد الاسرائيلي قدم معلومات استخباراتية حساسة وموثوق بها ومزعجة للغاية" تدعمها وثائق وصور تظهر صورة عن الانتشار الايراني المتنامي في سورية التي تشهد حربا اهلية صعبة منذ عدة سنوات.
وتم عرض المواد امام الأمريكيين استعدادا للتسوية المتوقعة بين واشنطن وموسكو، التي من المفترض أن تضع حدا للقتال في سورية. ويسود منذ أيار الماضي، هدوء في القتال في سورية، في ضوء التدخل الروسي- الأمريكي. وسجلت المخابرات الإسرائيلية انخفاضا كبيرا في احداث القتال وعدد الإصابات، وفي المقابل انخفاض قوة الحركات الجهادية، بما في ذلك داعش وجبهة النصرة. وهذا الوضع، كما يلاحظون في إسرائيل، يشير إلى اتفاق متوقع قريبا.
ووصف كلا الطرفين المحادثات على انها كانت مفصلة ومهنية، فيما تم وصف الأجواء بأنها كانت ودية (بل ان مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، نشر صورة من الاجتماع على حسابه في تويتر). ومع ذلك، يسود قلق كبير في إسرائيل، لأن الأميركيين رفضوا الالتزام، كجزء من الاتفاق في سورية بأن تطالب الولايات المتحدة بإجلاء القوات الإيرانية وحزب الله، الحلفاء القدامى للأسد.
وتخشى إسرائيل أن تستغل إيران وحزب الله الوضع لتحويل سورية إلى محمية. ويعم القلق الرئيسي ازاء نشر قوات إيران وحزب الله في الجولان السوري، على الحدود مع مرتفعات الجولان الإسرائيلية، بهدف فتح جبهة أخرى مع إسرائيل في حالة اندلاع حرب شاملة. بل ان مصادر الاستخبارات في إسرائيل وجدت اسما لتلك الحرب، واطلقوا عليها "الحرب الشمالية الأولى"، على اساس التقييم بأنه إذا فتحت الجبهة مرة أخرى في الشمال، فإنها ستشمل سورية ولبنان معا، بالتعاون مع القوات الإيرانية.
وخلال المحادثات اكد اعضاء الوفد الإسرائيلي أمام الامريكيين: "لقد استدعينا هنا للتحذير من نشر قوات حزب الله وايران وسورية، ولكي نوضح لكم بالضبط ما يحدث هناك. اذا لم يطرأ التغيير الملموس على نهجكم، واذا لم تنخرطوا بشكل اكبر، واكثر حزما، واكثر عدوانية- فإنكم ستتركون الشرق الأوسط للإيرانيين برعاية روسية".
وقال اعضاء الوفد الذين عادوا من واشنطن في نهاية الاسبوع، انهم لاحظوا لدى الاميركيين "نوعا من الارتباك وعدم وجود خط واضح واختلافات في الرأي لدى الادارة حول طبيعة الاتفاق المقبل والاختلاف حول ما هو الصواب والخطأ في سورية من اجل تحقيق الهدوء في المنطقة كلها". وقال مسؤولون في الوفد ان "القضية بالنسبة لهم لا تزال مفتوحة".
في إسرائيل، يشعرون بالقلق بشكل خاص من ان تؤدي المشاكل الداخلية التي ينغمس فيها الرئيس ترامب، والأزمة مع كوريا الشمالية، الى قرار امريكي بعدم القيام بفرد العضلات بشكل زائد في سورية، والتراجع وترك اسرائيل تحت رحمة روسيا وسورية وإيران وحزب الله.
ومن أجل محاولة التأثير على جبهة أخرى، تعتزم إسرائيل إرسال وفد مماثل إلى الكرملين في محاولة للتأثير على الرئيس بوتين لمنع التوسع الإيراني في سورية، كجزء من اتفاق المتوقع.
يشار الى ان القوة العسكرية الايرانية المنتشرة في جميع انحاء سورية اليوم، تضم نحو 500 جندي ايراني وحوالي خمسة الاف مقاتل من حزب الله وعدة الاف من المقاتلين الشيعة الذين وصلوا من افغانستان وباكستان والعراق. وتعمل القوات حاليا كجزء من فيلق خاص أنشأه الحرس الثوري للعمل في سورية. ويعمل هذا الفيلق تحت قيادة قوة القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري. ويقضي القائد القاهر لقوة القدس قاسم سليماني، معظم وقته في سورية ويرى بأن تعميق التدخل الإيراني هناك هو مهمته الرئيسية. اقامة مجمع منفصل لإيران وحزب الله في ميناء طرطوس.
وتعتقد اسرائيل ان هذه القوات ستتعزز بشكل كبير اذا لم تفعل القوى العظمى شيئا لإنهاء الوجود الايراني في سورية وان حزب الله بدأ بالفعل في انشاء بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخباراتية في مرتفعات الجولان. وفي ضوء التأتأة الامريكية، قالت مصادر اسرائيلية في نهاية الاسبوع ان "اسرائيل تحتفظ في كل الحالات، بحق الدفاع عن نفسها".
المتظاهرون ضد سلوك مندلبليت في ملفات نتنياهو ينتقلون للتظاهر امام مركز الشرطة بعد منعهم من العودة الى ساحة غورن
تكتب "هآرتس" ان حوالي الف شخص تظاهروا، مساء امس السبت، امام مقر الشرطة في مدينة بيتاح تكفا، بعد قيام الشرطة باحتجاز ناشطين من قادة المظاهرة، ميني نفتالي وإلداد ينيف، ومنع المتظاهرين من الوصول الى ساحة غورن المجاورة لمنزل المستشار القانوني للحكومة، والتظاهر كما في مساء كل سبت. وعلم ان الشرطة احتجزت نفتالي وينيف بادعاء تحريضهما على خرق النظام.
وقالت الشرطة انه تم اعتقال الداد وميني بسبب قيامهما بدعوة المتظاهرين من خلال منشورات على الشبكة الاجتماعية، للحضور وخرق أمر الشرطة بمنع التظاهر في ساحة غورن. وقالا ان المتظاهرين رفضوا اقتراح الشرطة بالتظاهر في بارك بيتاح تكفا، او ارسال حتى 50 شخصا فقط للتظاهر في ساحة غورن والبقية في البارك. وحسب منظمي الاحتجاج فقد تظاهر حوالي 1500 متظاهر آخر، مساء امس السبت، في 16 موقعا في البلاد، من بينها الخضيرة، حيفا، نهاريا، موديعين، القدس وتل ابيب. 
وكان حوالي 150 شرطيا قد سدوا، مساء امس، مداخل ساحة غورن ومنعوا وصول المتظاهرين اليها. وقال منظمو المظاهرة ان الشرطة منعت حوالي 2000 متظاهر من الوصول الى الساحة.
وتطرقت النائب ياعيل كوهين فاران (المعسكر الصهيوني) الى اعتقال نفتالي وينيف، وقالت ان "الشرطة تصرفت بشكل مفترس. لا حاجة لاعتقال بسبب كتابة منشور على الفيسبوك والدعوة للمشاركة في مظاهرة. هذه شرطة افكار وهذا ليس منطقيا".
وكانت الحركة من اجل جودة الحكم قد التمست يوم الجمعية الى المحكمة العليا ضد قرار الشرطة منع التظاهر في ساحة غورن، ومطالبتها للمنظمين بطلب ترخيص. ولكن المحكمة العليا رفضت اصدار أمر احترازي ضد قرار الشرطة وحددت بأن عليها تقديم ردها حتى يوم الاثنين.
ويهاجم الملتمسون قرار الشرطة اجبار المتظاهرين على طلب ترخيص للمظاهرة. وحسب نظم الشرطة يجب الحصول على ترخيص بإجراء مظاهرة او مسيرة في حال شارك فيها اكثر من 50 متظاهرا وتضمنت خطابات في أي موضوع سياسي. لكن المتظاهرين يدعون ان "المظاهرات التي تجري في بيتاح تكفا وفي كل انحاء البلاد، هي ضد الفساد المتفشي في اسرائيل، ضد فساد رؤساء البلديات الذين يجري التحقيق معهم كل يوم، وفساد الوزراء واعضاء الكنيست الذين يواجهون لوائح اتهام ويتم ارسالهم الى السجن، وضد فساد مستخدمي الجمهور الذين يسرقون من الخزينة العامة. هذه ليست مظاهرات تتعلق بقضايا سياسية، وانما بمسائل اخلاقية وطبيعية".
قتل فتى فلسطيني بادعاء محاولة طعن شرطي
تكتب "هآرتس" ان قوة من حرس الحدود قتلت بعد ظهر امس السبت، فتى فلسطينيا (17 عاما) بالقرب من مفترق تفوح في الضفة الغربية.
وحسب الشرطة فقد حاول الفتى طعن شرطي، فتم اطلاق النار عليه وقتله. وعلم ان الشرطي اصيب بجراح طفيفة في قدمه، بسبب شظايا العيارات النارية. وقال حرس الحدود ان الفتى قتيبة زياد زهران، من قرية علار، قرب طولكرم، اقترب من قوة الشرطة واستل سكينا من داخل كيس، فتم اطلاق النار عليه.
اطلاق سراح الارهابي اليهودي ايليا نتيف
تكتب "هآرتس" ان جهاز الشاباك الاسرائيلي اطلق، امس الاول الجمعة، سراح الناشط اليميني المتطرف ايليا نتيف، اليهودي الوحيد الذي كان معتقلا اداريا لدى الجهاز، بتهمة تخريب سيارات فلسطينية ودبلوماسية في القدس.
وكان الشاباك قد اعتقل نتيف (19 عاما)، اداريا قبل نحو شهرين، اثر قرار المحكمة المركزية اطلاق سراحه. وتم اطلاق سراح نتيف وفقا لاتفاق بين محاميه والشاباك. وتم تسليم نتيف لدى خروجه من السجن امرا يفرض عليه قيود اخرى.
وقالت جهات امنية لصحيفة "هآرتس" خلال اعتقال نتيف، انه يشكل خطرا كبيرا. ونسب اليه الشاباك تهم قيادة سلسلة من العمليات الارهابية اليهودية، شملت احراق سيارتين في بلدتي حوارة وبورين الفلسطينيتين وتخريب سيارات للدبلوماسيين الأجانب في القدس.
واتهم الشاباك نتيف بمحاولة تخريب العلاقات الخارجية لإسرائيل، لكن السفارات لم تقدم شكاوى بشأن تخريب سياراتها. وتوجه نتيف بعد اعتقاله الاداري الى المحكمة المركزية وطالب بإطلاق سراحه، لكن المحكمة رفضت طلبه في ضوء الافادات التي قدمها الشاباك حول الشبهات الخطيرة ضده. والتمس محامياه الى المحكمة العليا، فوافق الشاباك على اطلاق سراحه.
وقال الشاباك انه تم اطلاق سراح نتيف في نهاية فترة اعتقاله وبعد قرار عدم تجديد الاعتقال، وليس الغائه، وليس بسبب التماس محاميه الى المحكمة. واضاف الشاباك بأنه تم اعتقال نتيف بعد ضلوعه في نشاطات عنيفة وخطيرة ضد الفلسطينيين وقوات الامن.
حزب الليكود يسعى الى تعديل دستوره لمنع انضمام "الليكوديين الجدد"
تكتب "يسرائيل هيوم" ان اللجنة الدستورية في حزب الليكود، ستعقد اجتماعا قريبا للمصادقة على سلسلة من الخطوات التي تهدف الى منع انضمام "الليكوديين الجدد" الى الحزب. ويشار الى ان حزب الليكود يرى في "الليكوديين الجدد" مجموعة تمكنت من التسلل الى صفوف الحزب من خلال استغلال حقيقة كون الحزب ديموقراطي يدير سجل انتساب واسع للأعضاء. وبسبب التخوف من ازدياد المجموعة داخل صفوف الحزب وتحولها الى قوة مؤثرة، قامت ادارة الليكود بصياغة سلسلة من الخطوات التي تهدف الى الحد من تأثير هذه المجموعة.
وقد بدأ الحزب بتنفيذ الخطوة الأولى، حين قرر المدير العام للحزب وقف امكانية الانتساب للحزب عبر الانترنت، علما ان كل اعضاء الليكود الذين ينتمون الى مجموعة "الليكوديين الجدد"، والذين يقدر عددهم بنحو 2000 عضو، انتسبوا عبر الانترنت، وليس بواسطة تعبئة نموذج انتساب يدوي.
وفي المرحلة القادمة ينوي الحزب اجراء بعض التغييرات الدستورية، ومن بينها تمديد فترة التأهيل – أي الفترة التي لن يسمح فيها لعضو في الحزب بالمشاركة في انتخاب مرشحي القائمة للكنيست. وتصل هذه الفترة حاليا الى 16 شهرا. وفي حال صودق على تغيير هذه الفترة، فسيكون بإمكان الاعضاء الجدد التصويت على قائمة المرشحين فقط في انتخابات الكنيست الـ22، أي في عام 2023، فيما سيكون على الاعضاء تجديد عضويتهم كل سنة ودفع الرسوم، والا فانهم سيفقدون حق التصويت.
كما ينوي الليكود تقديم التماس الى محكمة الحزب بهدف طرد بين اربعة الى ستة قادة من هذه المجموعة الذين اطلقوا تصريحات ضد الليكود، خلافا لدستور الحزب الذي يسمح بإلغاء عضويتهم.
بالإضافة الى ذلك ينوي الحزب استدعاء عشرات النشطاء في هذه المجموعة لاستجوابهم من قبل ادارة الحزب، والتوضيح لهم بأن التوقيع على طلب الانتساب يعني التزامهم بأهداف الحزب وان العمل ضد الليكود يعتبر خرقا للقانون.
كما ينوي الليكود المبادرة الى طرح مشروع قانون في الكنيست يحدد ان على كل حزب اجراء فحص دوري من اجل الكشف عن اعضاء انتسبوا اليه والى احزاب اخرى. وكان الليكود قد اجرى مؤخرا فحصا تبين منه ان اكثر من الف عضو في صفوفه انتسبوا، ايضا الى حزب العمل وحركة ميرتس.
نافا بوكير تتشدق بأنها تعد خطة لاجتثاث الارهاب
تكتب "يديعوت احرونوت" انه في أعقاب موجة العمليات الاخيرة في اوروبا، نشرت عضو الكنيست نافا بوكير (الليكود) على صفحتها في الفيسبوك، منشورا شاع في الشبكة الاجتماعية وعرض الكثير من الكلمات الطنانة وقلة التواضع.
وابدى الكثير من رواد الشبكة الاجتماعية دهشتهم حين اعلنت بوكير بأنها تعمل حاليا على خطة لاجتثاث الارهاب. وكتبت ان "الهجوم الارهابي القاتل الذي وقع الليلة الماضية في برشلونة يثبت مرة اخرى ان الارهاب الاسلامي يطال العالم باسره. المتطرفون المسلمون يرون ببرشلونة هدفا يجب احتلاله كما القدس. يجب هزم الارهاب بأسرع ما يمكن"، ومن ثم انتقلت الى اعلان وعدها المصيري – "وهذا سيتم بواسطة سلسلة من الخطوات التي أعمل عليها حاليا".
مقالات
اسرائيل لا تهدد، انها تنفذ
تكتب عميرة هس في "هآرتس": "قرأت يوم امس، على موقع "هآرتس" الالكتروني، انه عشية زيارة كوشنر الى المنطقة، يهدد الفلسطينيون باستئناف حملة الاعتراف بهم في الأمم المتحدة. وقد أصبت بالفزع. هل انزل الى الملجأ ام يكفي وضع قبعة واقية؟
في النبأ نفسه لم تذكر عبارة "الفلسطينيون يهددون باستئناف..." الخ، بشكل واضح. لكن الجذر نفسه لهذا التعبير يرد في اقتباس عن تصريح سفير منظمة التحرير الفلسطينية/ السلطة الفلسطينية لدى واشنطن، حسام زلموط. فقد قال زلموط لزميلي امير تيفون، ان تجديد التوجه الى الأمم المتحدة، هو احد الخيارات وسنستخدمه في الموعد المناسب. هذا ليس تهديدا وانما من حقنا. كما كرر القول ان السلطة ملتزمة بالجهود السلمية للرئيس ترامب. وما الذي سيقوله السفير اذن؟ هل يقول انه يجب ان يذهب ترامب الى بيته ويخلص العالم من عقابه؟
ونرجع الى سبب اجتماعنا هذا. كيف يمكن للعودة الى المسار الدبلوماسي ان يسمى لدينا تهديدا؟ هذا ليس صدفة. فعملية التحرير (التي تشمل كتابة العناوين) تسلم في أحيان كثيرة استيعاب السرد الرسمي وما يعتبر كموقف للجمهور، أي ما يجري ضخه الينا من قبل رجال الجيش والخبراء المحبوبين على وسائل الإعلام. كل شيء يقوم به الفلسطينيون، ولا يدخل في اطار الامتثال المطلق لأوامر إسرائيل، يعتبر غير قانوني، خطير، يخرق الاتفاقات، وعمل حقير ومخيب للآمال.
بالنسبة للشاباك والجيش، فإن النضال الشعبي غير المسلح ضد الاحتلال هو إرهاب شعبي. النظام الذي يحاكم ويعتقل كتاب المدونات، بما في ذلك القاصرين، يسمي كل إجراء قانوني ضد القادة العسكريين الذين قتلوا المدنيين بـ"الحرب القضائية". قتل الجنود الاسرائيليين المسلحين يعتبر عمليات قتل متعمد، تماما كما يعتبر قتل المدنيين في بيوتهم. حركة BDS، تعتبر ارهابا، لأن  مؤيديها يطالبون باتخاذ إجراءات غير عنيفة ضد إسرائيل العنيفة، وهكذا، فإن الحديث عن اتخاذ خطوات دبلوماسية يوصف بأنه "تهديد". وكما يبدو فإن هذه الأجواء تتغلغل إلى مكان غير متوقع، مثل موقع "هآرتس".
المحررون هم ممثلون للقراء، ووسطاء بينهم وبين الكتاب. والمحررين الذين عملوا على تقريري المنشور يوم الجمعة عن مستوطنة حلميش قالوا إن عنوانا مثل "إغلاق الطريق يمنع وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم" لا يعتبر خبرا بالنسبة للقارئ العادي. ليس خبرا، لأنه يحدث طوال الوقت. وفي الواقع - ليس خبرا، لأن قلة تهتم.
إسرائيل لا تهدد. انها تنفذ. علنا وسريا. بسرعة وتدريجيا. رسميا وبالقرصنة. الطريق الرئيسي الذي تم إغلاقه منذ شهر تقريبا امام سكان قرى بيتيلو، دير عمار، جملا، دير نظام والنبي صالح، يروي قصة مهارة إسرائيل ككيان استعماري. رؤية بعيدة النظر وعمل على مراحل ونفس طويل من قبل العناصر الاستيطانية.
لقد تم تأسيس مستوطنة حلميش في عام 1977/8 على قاعدة أردنية مهجورة، على طريق يربط بير زيت في الشمال، بالقرى الأخرى غرب رام الله. وفي عام 1978، أصدر الجيش أمرا بالاستيلاء على الأراضي الخاصة التابعة لقرى دير نظام، والنبي صالح وأم صفا، ونقل 686 دونما إلى المستوطنة الجديدة. وكان هذا قبل قرار المحكمة العليا عام 1979 الذي يأمر بإجلاء إلون موريه عن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها بأمر عسكري.
بعد قرار الحكم، طورت إسرائيل براءة اختراع الأراضي الحكومية. ما هي الأراضي الحكومية؟ تلك التي تمكن الفلسطينيون من تسجيلها في السجل العقاري قبل عام 1967، أو أنهم عملوا فيها بشكل مكثف، الى حد انه لا يمكن حتى للصوص الأرض الرسميين لدينا، إعلانها كأراضي حكومية، أي أرض لليهود القادمين من تل أبيب ورعنانا والقدس.
في مطلع الثمانينيات اعلنت الادارة المدنية عن 2.060 دونما في منطقة النبي صالح كأراضي حكومية. لقد تم تحويل هذه الأراضي لمستوطنة حلميش. لكن هذا لم يكف المستوطنات، المبنية على حوالي 10% فقط من الاراضي التي تم سرقتها وتحويلها لها. وطمعت المستوطنة بقطع أراضي تابعة لقريتي دير نظام والنبي صالح، التي تقوم المستوطنة بجوارها. وقام الجيش بمنع الفلسطينيين من الوصول إلى هذه الأراضي. بادعاء الأمن، طبعا. كم هو مريح هذا الادعاء. وهكذا، ومنذ عام 2007، استولى المستوطنون على حوالي 60 دونم من السكان الفلسطينيين الذين حرموا من الوصول اليها. وفي وقت لاحق، سيطر المستوطنون على نبع عين قوس في دير نظام والنبي صالح. والآن عرفت من موقع "كرم نابوت"، أنهم أكملوا استيلاءهم على النبع القريب، عين الخلد.
لقد تم إنشاء الأكاديمية العسكرية شرق المستوطنة. وقبل حوالي شهر، بعد الهجوم مباشرة في حلميش، تم بناء بؤرة استيطانية خارج مدخل حلميش. ولم يتم الباء وفقا لإجراء منظم. ومن المفترض أن يقوم المجلس الإقليمي بنيامين باتخاذ الإجراءات، ومن المتوقع أن يقوم بتشريعه. ولكن خطة توسيع حلميش الى ما وراء الشارع أعدت قبل وقت طويل من عملية القتل. ويبدو أن القتل يستخدم كذريعة لتحقيق مخططات التوسع القديمة.
وتهدف الخطة إلى تحويل الشارع الذي استخدمه الفلسطينيون منذ فترة الانتداب إلى طريق خاص للمستوطنة وإنشاء كتلة كبيرة من المستوطنات مع نحلئيل وطلمون ودوليف إلى الجنوب، والتي اقيمت كلها من اجل دق وتد بين القرى الفلسطينية. وهذا هو الهدف من حلميش ايضا. والان يتم توسيع الوتد. وبلغة المستوطنين، تم تعليق لافتة بجانب الحاجز العسكري في حلميش: "هذه المنطقة التي تتواجد فيها تخضع لسيطرة اليهود. دخول العرب ممنوع منعا باتا ويهدد حياتك!". صحيح أن الجيش الإسرائيلي أزال اللافتة بعد استجواب من قبل "هآرتس"، ولكن في الواقع، يعمل الجيش بالتنسيق مع المستوطنين والإدارة المدنية من أجل تحقيق التهديد.
1000 بنكهة 2000
يكتب امير اورن، في "هآرتس" انه في ذروة التحقيق مع بنيامين نتنياهو في قضية عمادي، تم فتح واجراء واغلاق التحقيق مع الرئيس الاسبق عيزر وايزمان، في قضية تمويله من قبل رجلي الأعمال إدوارد سيروسي ورامي أونجر.. وتم ذلك في غضون ستة أشهر. وفي الوقت الذي تسلق فيه ملف نتنياهو في صفوف رجال الشرطة والنيابة، اجتازه وايزمان على مسار سريع: شكوى، فحص، تحقيق، صفقة، إغلاق، تقاعد مع وصمة عار. كان ذلك خلال الموسم المزدوج للمستشار القانوني إلياكيم روبنشتاين، المستشار الوحيد الذي أغلق في سنة 2000 ملفات رئيس الدولة ورئيس الحكومة معا. ويمكن لتلك السابقة ان تنعكس على ملف 1000 في السلسلة الحالية من التحقيقات مع نتنياهو، في الوقت الذي يترافع فيه عن  نتنياهو، المحامي يعقوب فاينروت، الذي مثل وايزمان في حينه.
وهذه هي نقاط الانطلاق:
النيابة العامة ستعلن قريبا عن تقديم لائحة اتهام ضد سارة نتنياهو في قضية منزل رئيس الحكومة.
شرطة اسرائيل ستعلن قريبا عن استكمال التحقيق ضد بنيامين نتنياهو في الملف 1000، الرشوة، وعن جمع قاعدة ادلة لتقديمه للمحاكمة.
سيسعى الزوجان نتنياهو للتوصل الى صفقة ادعاء كثيرة الملفات، تبقي عليهما خارج سجني معسياهو ونفيه ترتسا وبلفور – اعتراف، عمل في خدمة الجمهور، غرامات مؤلمة، وصمة عار، وهذا كله عكس "لا يوجد شيء" (كما يدعي).
نتنياهو سيمتلك بطاقة النادي السياسي، ويملك فرصة انتخابه للرئاسة في 2021، بعد انتهاء ولاية رؤوبين ريفلين.
المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت سيفضل التوصل الى صفقة على ان يدير محاكم محرجة ضد الزوجين نتنياهو. الالتماسات المؤكدة الى المحكمة العليا لن تردعه. وكالعادة لن تتدخل المحكمة العليا، او بدلا من ذلك قد تلغي الصفقة، وعندها ستصبح المحكمة العليا، وليس المستشار، هي الشرير الظالم.
لقد كانت حالة وايزمان ("الاعتماد على طاولة النبلاء"، ويتغذى من "رجل يدفع المال لصاحب منصب عام") مماثلة لما يتم نسبه الى نتنياهو في قضية التدفق المنهجي للسيجار والشمبانيا، ولكن بشكل أقل إشكالية منه وكرائد: قبل موشيه كتساف وإيهود أولمرت.
لقد تظاهر نتنياهو بالبراءة في خطاب "صحون الطعام الساخن"، كما لو أن المحققين مع زوجته ازعجوها بسبب قيامها بإطعام فقراء. وقد رد نتنياهو على ذلك من قبل امام المحققين في قضية عمادي: "الرجل زور. لقد قدم أشياء مبالغ فيها، قام بتضخيم النفقات، مع أشياء لم تكن قائمة. هذا أمر بالغ الخطورة". هذا هو تماما الاشتباه ضد سارة – التورط في تزييف حسابات الوجبات التي تم طلبها. حتى كوب الشاب الذي قدمته ابنة الرجل الصالح لم يكن كوب شاي الشرطة. لقد كان باهظ التكلفة، لدافع الضرائب، اذا اضفنا الى الحساب راتب المساعدة وتكلفة سفرياتها وسائقيها على حساب الدولة. وكل شيء، طبعا، ظاهريا.
عندما اغلق ملف وايزمان، رسم روبنشطاين خطا ازرق، حتى هنا التعتيم، ومن هنا وصاعدا يجب على المستخدمين العامين التبليغ عن الهدايا والاقناع بأنه من المناسب استثنائها من امر منع تلقيها. لقد تم تحذير الوزراء، بما في ذلك رؤساء الحكومة، من أن مبادئ لجنة اشير تطالبهم بالشفافية. لقد ارتكب نتنياهو، على الأقل، خطأ اخفاء الرشاوى التي حصل عليها من ميلتشين وشركائه عن مراقب الدولة. اغلاق ملف كهذا من دون أي شيء، سيلمح لكل وزير وموظف، مفتش وشرطي، بأنه وصلت أيام المسيح ويسمح بالعمل الجامح.
القصة التي سيرويها نتنياهو لنفسه، في خطاب الخروج للإثراء المنعش، بعد تسع سنوات متواصلة، و12 عاما متراكمة، هو أنه أنقذ عائلته، البريئة كما هو واضح، من معاناة العدالة، وانه مؤهل للرئاسة، لأن السجل الجنائي لا يمنع ذلك – فالمشرع لم يتوقع مثل هذا السيناريو. وزير مثل ارييه درعي مجبر بعد انتهاء محكوميته على الابتعاد لسبع سنوات عن الحلبة، لكن الرئاسة تتطلب فقط من المرشح ان يكون مواطنا اسرائيليا. وسيمتلك مواطنته ايضا عندما سيتغنى بمهارته في الخارج؛ وسارة ستحافظ على جمرة الحلم بأن تصبح اخيرا السيدة الاولى.
الرئيس سينتخب في الكنيست القادمة، مجهولة التركيبة. وخلال التصويت السري سيتربص بنتنياهو خصومه، من الليكود وخارجه. ولكن اذا تم تعديل القانون واضافة منصب نائب الرئيس لدافيد بيتان، سيتضح بأنه تم القاء نتنياهو من الباب لكي يرجع من العار.
حتى اذا سقطت الدولة الإسلامية، فإن داعش ستزدهر
يكتب يوآب ليمور، في "يسرائيل هيوم" ان الهجمات الأخيرة في أوروبا تبين بأن منظمة داعش أبعد ما تكون عن الهزيمة، وأن النصر البري على الدولة الإسلامية لا يكفي لهزم الفكرة التي تقوم عليها، والتي تواصل إلهام حشود المسلمين في جميع أنحاء العالم.
الهجمات نفسها مختلفة في خصائصها. في روسيا وفنلندا، يجري الحديث عن إرهابيين أفراد، نفذوا عمليات طعن، وفي إسبانيا، يجري الحديث عن قاعدة ارهابية لجأت الى عمليات الدهس (كحل مرتجل لحقيقة تشوش خطتها الأصلية – تفجير اسطوانات غاز). القاسم المشترك لهذه العمليات هم الجناة - شبان، مهاجرون أو أبناء للمهاجرين، من خلفية اجتماعية واقتصادية متدنية، والهدف - قتل كل "الكفار".
هذه الهجمات ليس لها أي موجه. هذه هي عظمة داعش. في الماضي اعتدنا على إرهاب آخر: الإرهابيون الفلسطينيون في السبعينيات، المنظمات الإرهابية الفوضوية في أوروبا، حزب الله والقاعدة - كلهم وضعوا برنامجا إرهابيا وأرسلوا أشخاصا بالنيابة عنهم لتنفيذها، بعد تزويدهم بالإرشادات والأسلحة. اما داعش فلا يفعل أي شيء من هذا؛ فهو ببساطة يوفر الإلهام، وبالنسبة له، فان أي شخص يحول ذلك إلى إرهاب، في أي مكان وبأي شكل من الأشكال، سيكون مباركا. ويقوم التنظيم بعد ذلك باعتماد الفضل له، ويستخدمه لتجنيد الإرهابيين القادمين.
من المفارقات أن هذه الهجمات الإرهابية تتكثف كلما تم هزم داعش على الأرض. في العراق تم هزم التنظيم بشكل شبه كامل، وفي سوريا يمر في تراجع كبير. كما أن مصير قيادته غير واضح، ولم تصل منذ عدة اشهر أي إشارة من زعيمه أبو بكر البغدادي. وعلى الرغم من ذلك، يواصل التنظيم بذل جهود هائلة لتجنيد المؤيدين، خاصة في الشبكات الاجتماعية والمساجد. وتشير الهجمات الأخيرة إلى أنه ينجح في ذلك، ولا يزال بعيدا عن أن ينقرض كما أعلن زعماء العالم.
وفي حين أصبح الغرب، في السنوات الأخيرة، اكثر الماما بمحاربة الارهاب، إلا أن أحداث الأيام الأخيرة تشير إلى أن الطريق ما زال طويلا. بعض البلدان - بريطانيا وألمانيا وفرنسا - تقود الآن النضال، ولكن البعض الآخر (الدول الاسكندنافية، على سبيل المثال) لا تزال متخلفة، في بعض الأحيان بسبب قضايا حقوق الإنسان وأحيانا بفعل السذاجة التي تنبع من الاعتقاد بأنها في مأمن.
في الواقع، كان من المفترض بإسبانيا أن تعرف ذلك على نحو أفضل، بعد سنوات من محاربة التنظيم السري في الباسك، وفي أعقاب تفجيرات القاعدة في قطار في مدريد، والذي أسفر عن مقتل 191 شخصا في عام 2004. إن التحقيقات الداخلية التي ستجريها قوات الأمن الإسبانية ستثير بالتأكيد عددا من الأسئلة الرئيسية وفي مقدمتها: كيف تهربت هذه الشبكة الواسعة من الإرهابيين الذين قاموا بجمع الأسلحة والمخابرات، وبشكل خاص، لماذا لم تشتعل الأضواء الحمراء في اليوم السابق للهجوم الإرهابي في برشلونة، بعد انهيار المبنى الذي جمع فيه الارهابيون اسطوانات الغاز، نتيجة حادث عمل.
من المؤكد أن الأجوبة على هذه الأسئلة ستؤدي إلى اجراءات عمل (استخباراتية وتنفيذية) من شأنها أن تجعل من الصعب شن هجمات في المستقبل، فضلا عن تعزيز التعاون بين قوات الأمن في إسبانيا وبلدان أخرى في أوروبا والشرق الأوسط. وفي هذه الأثناء، يبدو أن هناك حلول أقل ذكاء: المزيد من وجود الشرطة في الشوارع، والقيود المفروضة على حركة المركبات في مناطق معينة، وزيادة انتشار الاسيجة والحواجز في المراكز العامة، كملاعب كرة القدم، المحبوبة جدا على الكثير من السياح الإسرائيليين.
من المشكوك فيه هذا كله سيردع الإرهابيين القادمين من داعش، المسلحين بسيارة أو سكين، فهم سيجدون تجمعات كبيرة من الجمهور لضربها - في إسبانيا أو في أي مكان آخر. لذلك، كل من يعتقد أن النضال ضد داعش على وشك النهاية مخطئ ومضلل؛ ذلك انه حتى لو تم هزم الدولة الإسلامية، فإن الداعشية ستواصل الازدهار - والقتل.
وحش بألف رأس
يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان برشلونة ليست مدينة أوروبية اخرى مثل لندن أو باريس أو برلين، حيث قام مبعوثو داعش بشن هجمات جماعية أدت إلى مقتل عشرات المدنيين الأبرياء. برشلونة هي جزء من اسبانيا، ولها مكانتها الخاصة في نظر "الدولة الإسلامية".
قبل ثلاث سنوات فقط، عندما كان تنظيم داعش في ذروته وهيمن على مناطق واسعة من سوريا والعراق، نشر خريطة العالم في المستقبل وفقا لرؤيته. وتم ضم أجزاء كبيرة من أفريقيا وآسيا وحتى أوروبا الى هذه الخريطة، في اطار الدولة الإسلامية، وبين هذه الدول كانت إسبانيا، أو باسمها العربي - الأندلس. ففي نهاية الأمر، كان العرب يسيطرون على اسبانيا، طوال قرابة 700 سنة (من القرن الثامن إلى القرن الخامس عشر)، ومن هنا تأتي مطالبة المتعصبين المسلمين بهذا الإقليم، لأنه، وكما هو الحال بالنسبة لأرض إسرائيل وأجزاء أخرى من العالم، كان خاضعا لسيطرة الإسلام سابقا، وبالتالي يجب أن يعود الى يديه. من المثير للدهشة، بالمناسبة، انه يوجد بيننا من يشعرون بالدهشة حين يكتشفون في كل مرة أن اولئك المتعصبين المسلمين يؤمنون حقا بتلك الأيديولوجيات والمعتقدات التي تعود إلى أكثر من ألف سنة مضت، بل على استعداد للقتال والموت باسمها.
ولكن لنرجع إلى إسبانيا. فهي تربط بين أوروبا وشمال أفريقيا، وبالتالي أصبحت معبرا للمهاجرين بين القارات. كما يوجد للإسبانيين موقعين تاريخيين في شمال أفريقيا نفسها، مدينتي مليلية وسبتة، على ساحل شمال أفريقيا، وعن طريقهما وصل العديد من المتسللين إلى إسبانيا نفسها، إلى أن قام الإسبان ببناء جدار أو سياج فاصل لمنع الهجرة (من نافلة القول إن الاسبانيين وقفوا على رأس المهاجمين للجدار الأمني الذي أنشأته إسرائيل في حينه لوقف موجات الارهاب التي استهدفت مواطنيها).
في إسبانيا يعيش اليوم أكثر من مليون مسلم. وقبل 30 عاما ، كان عددهم يصل إلى 200 ألف فقط، في حين أنه من المتوقع أن يصل العدد بعد 20 عاما إلى قرابة مليوني شخص أو أكثر. ويعيش المهاجرون المسلمون على هامش المجتمع الإسباني ويجدون صعوبة في الاندماج فيه. والضائقة التي يعيشها الجيل الشاب تغذي الإحباط لديه وتدفعه إلى احضان التعصب الإسلامي، تماما كما هو الحال في المجتمعات الإسلامية الأخرى في جميع أنحاء أوروبا التي خرج منها أنصار تنظيم داعش والإرهابيين الذين يعملون باسمه.
في سوريا والعراق، يمر التنظيم في تراجع، وسرعان ما سيتم تصفية الدولة التي سعى لبنائها حول مدينتي الموصل والرقة. ولكن هذا لا يمنع حشود المعجبين به من مواصلة القتل باسمه. ففي نهاية الأمر، لا يتطلب التفجير الانتحاري، كذلك الذي وقع في برشلونة، الإعداد الدقيق، والميزانية الضخمة أو القدرة على التنظيم. كل ما هو مطلوب هو قرار من قبل بعض الإرهابيين الذين يستيقظون في الصباح ويقررون تنفيذ مثل هذا الهجوم. من الواضح أن تدمير قدرة داعش على التحريض على هذه الهجمات أو توجيهها أو مساعدتها سيزيد من صعوبة شن هجمات أكثر تعقيدا، إلا أن الكفاح ضد مجموعات الإرهابيين المعزولين يتطلب الصبر والوقت. وبشكل عام، فإن الضربات التي يمتصها داعش ليست سوى محفز على زيادة الهجمات الإرهابية من أجل الانتقام أو الإثبات بأن الفكرة لم تختف مع سقوط الدولة الإسلامية التي أراد التنظيم تأسيسها.
يجب على أوروبا أن تتطلع إلى مواصلة الكفاح بقوة أكبر ضد الإرهاب والتطرف الذي يغديه، ولكن في الوقت نفسه إيجاد طريقة للتعامل مع الضائقة الاقتصادية والاجتماعية للسكان المهاجرين الذين يغمرون مدنهم ويخرج منها الإرهابيون الذين يدعمون داعش.
الضحية لن تضطر بعد اليوم للزواج من المغتصب
تكتب سمدار بيري في "يديعوت احرونوت" ان إلغاء "قانون الاغتصاب" استقبل  بفرح بين نشطاء حقوق الإنسان والمنظمات النسائية في الأردن. وقد خرجت أربع عضوات في البرلمان الأردني إلى وسائل الإعلام وأعلن عن "تحول تاريخي"، وعلى الفور بدأ السباق للحصول على الائتمان: من التي قادت الحملة، ومن أقنع أعضاء مجلس النواب بالتصويت على الغاء القانون. القانون رقم 308، المعروف ايضا بالاسم السيئ "الاغتصاب المزدوج"، نفث  روحه. لم يتبق بعد الآن أي مهرب لمن يهاجمون قاصرا أو يختطفون امرأة شابة ويغتصبونها، ومن ثم، عندما تتجرأ على الشكوى، يقوم الجانب بتبليغ الشرطة بأنه سيتزوج من ضحيته من أجل محو "وصمة العار".
تعود جذور "قانون الاغتصاب"، الذي يجبر الضحية على الزواج من المغتصب، الى فترة الانتداب البريطاني في الأردن والإدارة الفرنسية في شمال أفريقيا، عندما بحثتا عن وسيلة للاندماج مع الرموز المتشددة للمجتمع الشوفيني العربي. منذ لحظة ولادة الطفلة، تعتبر ملكا للأسرة حتى يتم نقلها إلى مسؤولية أسرة الزوج الذي يتم اختياره لها. وأي انحراف عن قانون الأسرة، بمبادرة من الفتاة أو رغما عنها، يعتبر على الفور تدنيسا لشرف الأسرة.
وهذا يعني، على سبيل المثال، أن فرص المغتصبة في العثور على زوج مناسب تساوي الصفر تقريبا. في مجتمع مغلق، حيث تنتقل الشائعات من فم إلى أذن، فإن التي تجلب "العار"، تخرب، أيضا، على مصير أخواتها. ولكن إذا تزوجت ضحية الاغتصاب من المهاجم، فسيتم محو الشكوى ضده، ولن يحاكم ولن يقضي 15 عاما في السجن، كما يحدد القانون الجنائي. وإذا حملت الضحية نتيجة الاغتصاب، فإنه سيكون أبا ومعيلا. ويجب المعتدي ضمان استمرار الزواج لثلاث سنوات على الأقل. وبعد ذلك سيكون حرا، وسوف يكون قادرا على الطلاق دون أن يهدده الاعتقال المشروط.
القانون الجديد، الذي اجتاز التصويت الأول (بالكاد) قبل ثلاث سنوات في الأردن، والقراءة الثانية قبل أسبوعين، ينص على أن الاغتصاب هو اغتصاب: لن تكون هناك أعذار من جانب المعتدي، ولا يسمح للأسرة بممارسة الضغط، ولم تعد هناك طرق للهرب. ومع ذلك، هناك علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كانت الضحية ستتجرأ على الوصول إلى مركز للشرطة وبالتالي التسبب بـ "وصمة عار" لشرف الأسرة.
في نظرة الى منطقتنا، نجد أن مصر والمغرب وتونس هي الدول الثلاث الوحيدة في العالم الإسلامي التي تم فيها حذف "قانون الاغتصاب" الذي يقترح زواج الهروب من المسؤولية. وقبل شهرين، جرت مناقشة عاصفة في البرلمان اللبناني، حين صرخ معسكر المؤيدين بهستيريا ضد المعارضين لإلغاء القانون. ولم يتخذ أي قرار، ولا يزال القانون الجديد معلقا في الهواء. وفي العراق والكويت وسورية وليبيا والبحرين (اكثر الدول تشددا - عقوبة السجن مدى الحياة أو الزواج) واليمن والسلطة الفلسطينية لا يزال سائدا التمسك بترتيب "تزوجي من مغتصبك، لأن المهم هو طمس وصمة العار". وبالمناسبة، في ذروة النقاش في بيروت، الشهر الماضي، تم توزيع صورة للشابات في فساتين الزفاف البيضاء مع بقعة دماء كبيرة، كتذكار للاغتصاب، وفقدان العذرية والمصاعب التي تعاني منها الضحايا داخل الأسرة.
يعتبر عام 2013 سنة الذروة في الأردن: 159 حالة زواج قسري مع المعتدي، و 300 شكوى أخرى بسبب الاعتداء الجنسي. لقد نجحت تونس بسن قانون جديد قبل أربع سنوات، فقط بعد أن قرار فتاتين الانتحار اثر تعرضهن للاغتصاب واجبارهن على الزواج القسري. لكن تونس لا تزال تكنس العشرات من حالات الشابات اللواتي هربن من منازلهن وتجندن في داعش، وتمكن من العودة، وهن حوامل. فلأسر ترفض قبولهن، وفي الملاجئ لم يقرروا ما يجب عمله مع الأطفال غير المرغوب فيهم. لا أحد يعرف أي مصير واجه "العائدات من داعش" إلى بلدان عربية أخرى.
في الأردن، يتوقعون أن تتم المصادقة على "قانون الاغتصاب" الجديد في الأسابيع المقبلة، وستصبح المملكة الصغيرة هي الدولة الرائدة بالنسبة لدول مثل المملكة العربية السعودية وإيران، التي تعتبر دائما الضحية مذنبة ويحكم عليه بنيل العقوبة المزدوجة.

التعليـــقات