رئيس التحرير: طلعت علوي

قمة الـ 20 تجنبت القطيعة مع أمريكا حول المناخ .. وأبقت الباب مواربا لعودتها

الثلاثاء | 11/07/2017 - 06:01 صباحاً
قمة الـ 20 تجنبت القطيعة مع أمريكا حول المناخ .. وأبقت الباب مواربا لعودتها


توصلت قمة مجموعة الـ 20 إلى تجنب القطيعة التامة مع الولايات المتحدة، عندما أبقت الباب مواربا لعودتها افتراضيا إلى اتفاق باريس، لكن في إطار تنازلات محفوفة بالمخاطر.


وبعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الأول من حزيران (يونيو) الانسحاب من الاتفاق الدولي لمكافحة الاحتباس الحراري، انتظر الجميع قمة مجموعة الـ 20 التي تضم البلدان المسؤولة عن القسم الأكبر من الانبعاثات الملوثة للكرة الأرضية.
وفي نهاية المطاف، يعزل النص الذي تمت الموافقة عليه الولايات المتحدة على الورق، باعتباره أن "لا تراجع عن الاتفاق".
والتخوف الكبير الذي أقلق المدافعين عن اتفاق باريس، كان في الواقع إمكانية انحياز بلدان أخرى إلى خطوة ترمب وتأييدها، لكن الجبهة الموحدة لم تصمد سوى بضع ساعات، فقد هدد الرئيس التركي لدى خروجه من مجموعة الـ 20 بعدم المصادقة على اتفاق باريس إذا لم يحصل على مزيد من المساعدات المالية.


وقال رجب طيب أردوغان "بعد القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة، يتجه موقفنا إلى عدم مصادقة البرلمان" على الاتفاق.
وفي خطوة استثنائية، منحت البلدان الـ 19 الأخرى ترمب، فقرة في الإعلان النهائي مخصصة حصريا للولايات المتحدة.
وفي هذه الفقرة، تقول الولايات المتحدة إنها تتعهد بخفض الانبعاثات بما يتناسب مع النمو الاقتصادي.


واعتبر أندرو لاين من "وورلد ريسورس إنستيتيوت" أن هذه النقطة "هي الأكثر إثارة للاهتمام"ـ مضيفا "ثمة تناقص واضح مع الرسالة التي وجهها من حدائق البيت الأبيض عندما انسحب من اتفاقات باريس، مؤكدا أن احترامها سيكون مسيئا للاقتصاد".
من جهتها، قالت سيلين باك من المركز الكندي للابتكار في الحوكمة الدولية "هذا انتصار واضح لمجموعة الـ20 التي تمكنت من إصدار بيان يتيح للرئيس ترمب العودة إلى اتفاق باريس"، لأن الجميع لم يفقدوا الأمل في إعادة الولايات المتحدة إلى الحظيرة العالمية ضد الاحتباس الحراري.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت "لن أفقد الأمل في إقناع" ترمب. ورأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن عودة ترمب "ممكنة".
واعتبر جان-فرنسوا جوليار من غرينبيس فرنسا "أمر جيد أن تكون متفائلا، لكن هذا التفاؤل يصبح سذاجة في لحظة معينة. نعم، تستطيع الولايات المتحدة أن تعود إلى اتفاقات باريس، لكنها تنسحب في الواقع".
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فذكرت أنها "لا تشاطر تفاؤل" الذين يؤمنون بعودة الولايات المتحدة.
إلا أن الفقرة الأمريكية في البيان تحمل بذور خطر على الوحدة العالمية على صعيد مكافحة الاحتباس الحراري.
وتؤكد الولايات المتحدة في هذه الفقرة رغبتها في تعزيز الطاقات الأحفورية، خلافا للاتجاه العالمي، وما يشكله ذلك من مخاطر لإصابة اتفاق باريس بوهن إضافي.


وأضاف جوليار أن "قوة اتفاق باريس تكمن في أنه اتفاق عالمي. واليوم، ثمة بلد، وليس أي بلد، سيبدأ عملية تفاوض موازية مع بلدان تريد المشاركة في الطاقة الأحفورية".
وأعلن ألدن ماير من منظمة يو.إس.سي العلمية الأمريكية، أن هذا التنازل "سيبطئ اتجاه الطاقات الأحفورية الملوثة نحو اقتصاد مبني على طاقة نظيفة قابلة للتجدد".
إلا أن أندرو لايت، اعتبر الأمر "انتصارا لا ينطوي على أي معنى، لأنه لا يؤدي سوى إلى تأكيد ما يعرفه كل شخص حول ما سيفعلون".


وما يفكر فيه الأمريكيون أساسا، هو الترويج لمواردهم الكبيرة من الغاز والنفط الصخري في الخارج، وخصوصا في بلدان أوروبا الشرقية التي تعتمد على الغاز الروسي.
وكشفت باك أن "خطاب ترمب وزيارته إلى بولندا (الخميس) يشهدان على ذلك".
وحيال القلق والاضطراب اللذين تسببت فيهما الولايات المتحدة، تنوي البلدان الأخرى في مجموعة العشرين الاستمرار في التقدم، باستثناء تركيا التي تنوي ممارسة ضغوط للحصول على ما تريده. ووجهت الدعوة لعقد قمة حول المناخ في كانون الأول (ديسمبر) في فرنسا، حول الجانب المالي وخصوصا مكافحة الاحتباس الحراري.

 

«الاقتصادية» من الرياض

التعليـــقات