رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 تموز 2017

الإثنين | 10/07/2017 - 01:03 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 10 تموز 2017


مشروع قانون ليكودي جديد: ضم خمس مستوطنات كبيرة الى منطقة نفوذ القدس واخراج مخيم اللاجئين شعفاط، وكفر عقب وعناتا
تكشف صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مشروع قانون سيطرحه حزب الليكود الاسرائيلي على طاولة الكنيست، اليوم، يدعو الى توسيع منطقة نفوذ القدس واعلانها مدينة كبرى، يتم ضم خمس مستوطنات كبيرة اليها، مقابل اخراج مخيم اللاجئين شعفاط، وكفر عقب وعناتا منها. وذلك في اطار لعبة للتحايل على العالم بحيث يتم الادعاء بأنه تم ضم هذه المستوطنات من ناحية بلدية الى القدس فقط، وليس الى اسرائيل.
وتكتب الصحيفة ان طرح هذا القانون يأتي في اطار الصراع الدائر بين الليكود والبيت اليهودي على اصوات اليمين الاسرائيلي. فبعد مبادرة نفتالي بينت (البيت اليهودي) لتعديل قانون أساس القدس، الذي سيحبط التخلي عن اجزاء من المدينة في المستقبل، لم يستطع الليكود السماح لنفسه بالبقاء في المؤخرة ورد بمبادرته الخاصة – مشروع قانون "القدس الكبرى" الذي يدعو لضم مستوطنات كبيرة الى المدينة.
لقد فهموا في الليكود ان ضم مستوطنات الى اسرائيل هو خطوة اشكالية سيواجهون صعوبة باجتيازها في الوقت الحالي، ولذلك عثروا على طريقة التفافية: ضمها الى القدس. وسيطرح الوزير يسرائيل كاتس والنائب يوآب كيش، على طاولة الكنيست، اليوم، مشروع القانون الذي يحول القدس الى مدينة ضخمة ويضم الى منطقة نفوذها 150 الف اسرائيلي يعيشون في خمس مستوطنات تقع في مناطق الضفة الغربية: معاليه ادوميم، غبعات زئيف، غوش عتصيون، افرات وبيتار عيليت.
ولا يلغي القانون المقترح السلطات المحلية والآليات البلدية في هذه المستوطنات، بل على العكس، يحدد بشكل واضح انها ستبقى سلطات محلية مستقلة، ستواصل ادارة شؤونها بنفسها، بما في ذلك اجراء انتخابات لرئاستها، ولكن كل واحدة منها ستعتبر، في المقابل، بمثابة "مدينة متفرعة" عن القدس، ويمكن لسكانها المشاركة في انتخابات بلدية القدس. وهكذا، عمليا، لن يتم ضم هذه المستوطنات الى اسرائيل، لكنه سيتم ضمها الى القدس، حسب ادعاء كاتس وكيش.
والى جانب ترقية مكانة هذه المستوطنات، يمس القانون بأكثر من 100 الف مواطن عربي في القدس الشرقية، حيث يحدد بان سكان مخيم اللاجئين شعفاط، وكفر عقب وعناتا، سيخرجون من مسؤولية بلدية القدس ويتحولون الى سلطات محلية مستقلة. وهذا يعني ان سكانها سيفقدون حقهم بالتصويت لرئاسة بلدية القدس (وهو حق لا يستغله غالبية سكان القدس الشرقية حاليا).
وقد بادر الوزير كاتس الى هذه الفكرة قبل نحو عشر سنوات، والان قرر النائب كيش تبنيها بعد فشله المتكرر هو والنائب بتسلئيل سموطريتش من تمرير اقتراح بضم معاليه ادوميم الى اسرائيل.
والهدف الذي يسعى اليه كاتس وكيش هو البدء بربط المصالح والموارد، على امل ان يتمكنا من ضم 150 الف يهودي الى اسرائيل، واخراج 100 الف عربي منها. وعلم ان كاتس وكيش التقيا مؤخرا مع المستشار القانوني للكنيست وتعاونا معه على صياغة القانون بشكل يصمد في اختبار المحكمة العليا.
وقال الوزير كاتس لصحيفة "يديعوت أحرونوت" ان "الواقع السياسي لا يسمح لنا بفرض سيادتنا في هذه المناطق الان، ولذلك سنقوم الان بضمها الى منطقة نفوذ القدس. وانا انوي الصراع بكل قواي وبكل قوة لكي يتم تمرير هذا القانون بدون أي تسوية. سأمارس الضغط على كل من يعتبر نفسه حزبا صهيونيا. هذا لا يعني فرض السيادة التي كان سيسرني حدوثها، لكنه بالتأكيد الخطوة الأولى نحو ذلك".
ولم يفوت النائب كيش الفرصة للسع الوزير بينت، وقال: "هذا القانون سيولد غالبية يهودية راسخة في القدس الكبرى وفي القدس نفسها. وفي المقابل سيسمح بالتفكير الاقليمي بإنشاء منطقة القدس الكبرى ويدعم الحكم في الأحياء العربية. القدس هي العاصمة الموحدة والأبدية للشعب اليهودي ودولة اسرائيل، وعلينا عمل كل ما يمكن لتدعيمها. التصريحات بشأن الفكرة الخيالية بتقسيم القدس اتركها لغيري. يجب الاهتمام بالقدس الآن، وتعزيز مكانتها كعاصمة اسرائيل مع غالبية يهودية راسخة".
غرينبلات يرجع اليوم لإجراء محادثات مع نتنياهو وعباس
تكتب صحيفة "هآرتس" ان المبعوث الأمريكي لعملية السلام، جيسون غرينبلات، سيرجع الى المنطقة، اليوم الاثنين، للقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حسب ما قاله مسؤول اسرائيلي ومسؤول في البيت الأبيض. وحسب المصدر، فان غرينبلات سيناقش خلال هذه الزيارة، وهي السادسة منذ تسلمه لمنصبه، المحاولات المبذولة لاستئناف العملية السلمية.
وتأتي زيارة غرينبلات بعد ثلاثة اسابيع من زيارته الأخيرة مع مستشار الرئيس الخاص بالمسألة الاسرائيلية – الفلسطينية، جارد كوشنر، والتي تم خلالها الاجتماع بنتنياهو وعباس بهدف تحديد الفجوات بين الجانبين، وتقديم توصيات الى الرئيس دونالد ترامب، حول كيفية التقدم في العملية. وكان البيت الأبيض قد اعلن في اعقاب الزيارة ان الرئيس ترامب سيجري تقييما للأوضاع مع مستشاريه ومع وزير الخارجية ريك تيلرسون، لكي يقرر كيفية محاولة دفع العملية خلال الأشهر القريبة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض ان "زيارة غرينبلات هي زيارة مرحلية والنقاشات في البيت الابيض حول خطوات التقدم لا تزال متواصلة. الرئيس ترامب اوضح بأن العمل على تحقيق اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين هو موضوع يطرح في مقدمة جدول اولويات الرئيس".
وليس من الواضح بعد ما هو جدول زيارة غرينبلات، لكنه سيتواجد في اسرائيل حتى يوم الاربعاء، حيث سيلتقي نتنياهو عندها، لكنه ليس من المعروف متى سيلتقي بالرئيس عباس، فالموعد لم يحدد بعد. وقال المسؤول الأمريكي ان هذه الزيارة تهدف، الى جانب اللقاءات مع نتنياهو وعباس، الى التقاء السفير الامريكي لدى اسرائيل ديفيد فريدمان، بعد بدئه بشغل منصبه بشكل كامل.
وفي يوم الاربعاء، الذي سيجتمع غرينبلات خلاله بنتنياهو، من المتوقع حدوث ثلاثة احداث قد تؤثر على المحاولة الامريكية لدفع العملية السلمية. ففي القدس يتوقع عقد لقاء بين وزير المالية موشيه كحلون، ورئيس الحكومة الفلسطيني رامي الحمد الله. وتأتي زيارة الحمد الله ردا على الزيارة التي قام بها كحلون الى رام الله قبل شهر ونصف. ومن المتوقع ان يواصل كحلون والحمد الله محاولة دفع خطوات لتحسين الوضع الاقتصادي في السلطة الفلسطينية.
اما الحدث الثاني فهو اجتماع المجلس الوزاري السياسي – الامني، مساء الاربعاء، لمناقشة خطة البناء للفلسطينيين في قلقيلية. وكان المجلس الوزاري قد صادق على الخطة في ايلول 2016، لكنها تحولت الى موضوع مواجهة سياسية بين وزراء البيت اليهودي وعدد كبير من وزراء الليكود وبين رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الامن افيغدور ليبرمان. وتشمل الخطة المصادقة على بناء 6000 وحدة اسكان للفلسطينيين بجانب قلقيلية في المنطقة C، التي تسيطر عليها اسرائيل امنيا ومدنيا، وذلك حتى العام 2035. مع ذلك عملت جهات في لوبي المستوطنين في الكنيست والحكومة ووسائل الاعلام على عرض الخطة وكأنها تتحدث عن بناء 14 الف وحدة اسكان.
وفي اعقاب الضغط الذي مارسه الوزير زئيف الكين وعدد من وزراء الليكود والبيت اليهودي، قرر نتنياهو عقد جلسة خاصة لمناقشة الموضوع. وطلب وزير التعليم ورئيس البيت اليهودي، نفتالي بينت، من رئيس الحكومة، اجراء نقاش موسع يتناول، ايضا، خطة "العصي والجزر" التي طرحها الوزير افيغدور ليبرمان. وقال وزير رفيع في الحكومة ان نتنياهو استجاب لطلب بينت وان النقاش سيتناول كل الخطوات المدنية والاقتصادية التي تدفعها وزارة الامن مقابل الفلسطينيين في كل الضفة الغربية وليس في قلقيلية فحسب.
الحدث الثالث المتعلق بالموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، سيكون يوم الاربعاء في واشنطن، حيث يتوقع ان تجري لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ نقاشا حول مشروع القانون الذي يدعو الى تجميد المساعدة الامريكية للسلطة الفلسطينية طالما واصلت دفع رواتب لعائلات الذين ادينوا بتنفيذ عمليات ارهابية.
ومن المتوقع ان تستمع اللجنة الى افادة اليوت ابرامز، المسؤول في ادارة بوش السابقة، والذي اعلن عن دعمه لمشروع القانون، لأنه يعتقد بأن الأمر لن يؤدي الى انهيار السلطة الفلسطينية، وانما سيجبرها على تغيير طريقها.  مع ذلك لا يزال في الحزب الديموقراطي الكثير من الاعضاء الذي يقلقهم نص القانون المقترح ويطالبون بتخفيفه بحيث يتم استبدال طلب تجميد المساعدات بتقليص نسبة منها تساوي ما يدفعه الفلسطينيون للعائلات.
عباس والسيسي يناقشان العملية السلمية والاوضاع على الحلبة الفلسطينية
في السياق نفسه، وفي اطار مستقل تكتب "هآرتس" عن اللقاء الذي جرى امس في القاهرة، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القصر الرئاسي. وجاء في بيان نشرته وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" في اعقاب اللقاء ان الزعيمان ناقشا التطورات على الحلبة الفلسطينية والعربية وسبل استئناف العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين. وجاء في البيان، ايضا، ان الرئيسان ناقشا سياسة اسرائيل في الضفة والاتصالات التي جرت مؤخرا بين السلطة في رام الله وسلطة حماس في القطاع، ومحمد دحلان.
وحسب البيان فقد عقد عباس في القاهرة، لقاءا منفصلا مع رئيس جهاز المخابرات المصري، الجنرال حافظ شوقي، علما ان جهاز المخابرات هو الذي يتوسط بين السلطة وحماس ودحلان.
وكان عباس قد قال قبل اجتماعه بالسيسي، امس، ان القيادة الفلسطينية في رام الله تدرس فرض عقوبات مالية على مسؤولي حماس في القطاع، كخطوة اخرى في سلسلة الخطوات العقابية التي تديرها السلطة ضد حماس في الأشهر الأخيرة.
وقال عباس في لقاء نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية أنه "لا يريد معاقبة أهل قطاع غزة، وإنما حماس، وأنه قد يلجأ إلى فرض عقوبات مالية فورية على الحركة التي تحكم قطاع غزة لإجبارها على التراجع عن انقلابها." ولم يعقب عباس على التفاهمات المصرية الحمساوية في القاهرة، وقال إنه يفضل أن يسمع من الرئيس عبد الفتاح السيسي، غير أنه سيدعم أي مبادرة لإنهاء الانقسام وإعلان سلطة واحدة. وكان عباس قد اجتمع، امس الاول، بوزير الخارجية المصري سامح شكري.
سورية تحتج على قرار اسرائيل اجراء انتخابات محلية في هضبة الجولان
تكتب "هآرتس" ان وزارة الخارجية السورية توجهت الى الامين العام للأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي، واحتجت على نية وزارة الداخلية الاسرائيلية اجراء انتخابات محلية في القرى الدرزية في هضبة الجولان. وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" ان هذه الخطوة تشكل خرقا فظا للمعاهدات الدولية، ومن ضمنها معاهدة جنيف.
وكان وزير الداخلية الاسرائيلي، ارييه درعي، قد ابلغ رؤساء المجلس المحلية في الهضبة، الاسبوع الماضي، قراره اجراء انتخابات للسلطات المحلية، لأول مرة منذ احتلال الهضبة عام 1967. وكانت الوزارة تقوم بتعيين الرؤساء في بقعاثا ومسعدة ومجدل شمس وعين قينيا. ولأول مرة ستجري انتخابات في 30 تشرين اول 2018.
واحتجت وزارة الخارجية على مواصلة اسرائيل لسياسة ضم الهضبة، المحتلة باعتراف مجلس الامن ايضا. وقالت انها "ترفض اعلان نظام الاحتلال الاسرائيلي عن اجراء انتخابات في ما يسمى "المجالس المحلية"، واكدت ان الهضبة هي جزء لا يتجزأ من الاقليم السوري وسيرجع الى الوطن عاجلا ام آجلا".
كما جاء في البيان ان "اسرائيل لا تكتفي بالدعم العلني للتنظيمات الارهابية، خلافا لقرارات المجتمع الدولي، والان تريد اجراء انتخابات في القرى السورية في الجولان. هذه خطوات غير مفاجئة من جانب اسرائيل التي تواصل دعم التنظيمات الارهابية واستغلال الأزمة السورية من اجل مصالحها".
امر البنك المركزي بمنع تحويل اموال من حماس الى القاهرة لشراء السولار
تدعي صحيفة "هآرتس" ان السلطة الفلسطينية أمرت البنك المركزي في رام الله بعدم السماح لحركة حماس بتحويل مدفوعات الى مصر مقابل شراء السولار لقطاع غزة، حسب ما اعلنت وزارة الطاقة في غزة، امس. وحسب البيان فانه في اعقاب الأمر، تم تقليص تزويد الكهرباء لغزة، وفي اجزاء من قطاع غزة لا يتم توفير الكهرباء لأكثر من ساعتين. ويستخدم السولار الذي تشتريه حماس من مصر لتفعيل مولد طاقة واحد بدلا من مولدين قبل ذلك.
ويتهم منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي، حماس بسرقة اموال شركة الكهرباء في غزة. وكتب على صفحة "المنسق" بالغة العربية في الفيسبوك، انه "خلال الـ18 يوما الأخيرة اشترت شركة كهرباء غزة مليون ليتر من السولار مقابل 21.1 مليون شيكل أي - 3 شواكل لليتر الواحد.
65% من الكمية وصلت الى الشركة، أما الباقي 32.5% (2,64 مليون ليتر) فقد صادرتها حماس الإرهابية وباعتها للغزيين. ولكنه بدل بيعه بسعره الحقيقي (3 شواكل لليتر) باعته بـ 4.37 شيكل لليتر الواحد. وهكذا جنت أرباحًا بقيمة 10.8 مليون شيكل سرقتها من أموال شركة الكهرباء والجمهور في القطاع. حماس الإرهابية تواصل سرقتكم، فهي بمثابة روبين هود المعاكس للشخصية الحقيقية."
وكانت شركة الكهرباء الاسرائيلية قد قلصت في الشهر الماضي تحويل الكهرباء الى القطاع، وتقوم اليوم بتوفير 70 ميغاواط للقطاع فقط، مقابل حوالي 123 ميغاواط سابقا. وتم تقليص الكهرباء في اعقاب قرار السلطة تقليص 30% من المدفوعات على حساب الكهرباء المزودة للقطاع.
وعلى الرغم من تفاقم ازمة الكهرباء في القطاع، فقد اشارت جمعية "وصول" (غيشاه) الى ان اسرائيل تقيد جدا بيع المولدات للقطاع، منذ سنة على الاقل. وقالت جهات مهنية ومستوردين ان اسرائيل تسمح بإدخال كمية صغيرة من المولدات والتي يتم استخدامها من قبل المؤسسات العامة التابعة للتنظيمات الدولية فقط. وهذا ايضا يتم بعد تأخير كبير.
وبسبب تقليص الكهرباء في القطاع، تم في الآونة الأخيرة استخدام المولدات بشكل متواصل، الأمر الذي يحتم توفير قطع غيار لتفعيلها. لكنه، حسب الافادات التي وصلت الى جمعية "وصول"، فانه يصعب تنسيق ادخال قطع الغيار والمعدات الاخرى المطلوبة لصيانة شبكات المياه في غزة، كالبطاريات.
وقال مهندس من اتحاد المياه في بلدات شاطئ غزة، ان السلطة الفلسطينية لا تنجح بإدخال تسعة مولدات مخصصة لتفعيل آبار المياه ومحطات ضخ مياه الصرف الصحي، ورغم انه تم تنسيق دخولها مع اسرائيل في وقت سابق الا انها أعيدت الى اسرائيل بعد ان وصلت الى معبر كرم ابو سالم. ولم تتمكن السلطة في رام الله من المساعدة في هذا الأمر، وعندما توجه المهندس الى دائرة التنسيق والارتباط الاسرائيلية قيل له انه يمنع ادخال مولدات الى القطاع.
وقال نائب المدير العام لاتحاد المياه ماهر النجار، ان الانقطاع المتواصل للكهرباء ادى الى تضاعف استهلاك الوقود من 200 الف ليتر يوميا الى 400 الف ليتر، لتفعيل المولدات المطلوبة لتفعيل 420 منشأة مياه.
وقال ان حوالي 100 مولد تابعة لاتحاد المياه بحاجة الى صيانة واسعة واستبدال قطع غيار، بينما تم شل 20 مولدا اخر عن العمل تماما. وبسبب القيود المفروضة على دخول قطع الغيار يتأخر تصليح المولدات. وقال ايضا ان الشركة لا تنجح بإدخال معدات الكترونية اخرى من اسرائيل كالقطع المطلوبة للسيطرة على تفعيل المحركات الكهربائية.
حزب العمل ينتخب رئيسه اليوم والصراع يشتد بين بيرتس وغباي
تكتب "يسرائيل هيوم" ان المنافسة على رئاسة حزب العمل تصل الى نهايتها اليوم، حيث ستجري الجولة الثانية من الانتخابات بين عمير بيرتس وآبي غباي. وتمهيدا لذلك انشغل المرشحان في الأيام الأخيرة بحث النشطاء على العمل من اجل ضمان خروج انصارهما للتصويت.
ووصل الى مقر المرشح ابي غباي، امس، اعضاء الكنيست شيلي يحيموفيتش، ستاف شفير، ايتان كابل، ميخال بيران، يوسي يونا، والجنرال (احتياط) عميرام ليفين وغيرهم، لكي يجروا اتصالات مع النشطاء ويحاولون اقناعهم وحثهم على الخروج للتصويت.
وتعتبر الانتخابات درامية ومتوترة بشكل خاص، ولا يراهن أي مسؤول من كبار قادة الحزب على نتائج المعركة التي تعتبر مفتوحة تماما.
وستبدأ الانتخابات الساعة 11 صباحا، وتتواصل حتى 21 ليلا. وكما في الجولة الاولى ستجري بشكل محوسب، ويستطيع حوالي 52 الف عضو في الحزب استغلال حقهم في التصويت. ومن المتوقع اعلان نتائج الانتخابات قرابة الساعة العاشرة ليلا.
اسرائيل تنفي حدوث تقدم في "صفقة التبادل مع حماس"
تكتب "يسرائيل هيوم" ان اسرائيل نفت كل ما نشر حول حدوث تقدم، ظاهرا، في الاتصالات لإجراء صفقة تبادل مع حماس. وقال وزير الامن افيغدور ليبرمان، امس، ان التقارير هي جزء من "الحرب النفسية التي تديرها حماس، ونحن نأخذ ذلك في الاعتبار".
وقال ليبرمان انه "لا يوجد أي اختراق ولكن هناك جهود غير متوقفة لاطلاق سراح جنودنا ومواطنينا الذين يتواجدون في اسر حماس. نحن لا نهدأ حتى للحظة. نحن نلتزم بإطلاق سراح جنودنا ومواطنينا.
وقالت عائلة الجندي اورون شاؤول، الذي تحتجز حماس جثته: "لقد عرفنا عن التطورات في اعقاب النشر في وسائل الاعلام فقط، وقد توجهنا الى جهات الامن لفحص حقيقة الأمور. نعود ونكرر بان رئيس الحكومة يتحمل مسؤولية اعادة اورون الى البيت".
نتنياهو يكرر رفض اسرائيل تقبل قوات إيرانية وشيعية على الحدود
تكتب يسرائيل هيوم" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تطرق خلال جلسة الحكومة، امس، الى الاتفاق على وقف اطلاق النار في سورية، وقال ان "اسرائيل ترحب بكل وقف حقيقي لإطلاق النار في سورية، ولكن يحظر ان يتيح وقف إطلاق النار هذا ترسخ قوات ايران ونقائلها في سورية عامة وفي جنوب سورية خاصة". وحسب اقواله: "تحدثت في هذا الموضوع مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقالا لي انهما يفهمان موقفنا وسيأخذانه في الاعتبار. نحن سنواصل تعقب ما يحدث وراء حدودنا، من خلال الاصرار الراسخ على خطوطنا الحمراء – منع تضخم حزب الله عن طريق سورية، وبالذات على التزود بسلاح دقيق، ومنع الترسيخ البري لحزب الله بالقرب من حدودنا او ترسيخ قوات ايرانية على حدودنا او في سورية كلها".
وقال وزير الامن افيغدور ليبرمان، ان المقصود اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة. نحن لسنا جزء من الاتفاق. سندرسه وفي كل الحالات نحن نحافظ على حرية العمل المطلق".

مقالات
أين اختفت "الديموقراطية"
تكتب صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان اللجنة الوزارية الخاصة بصياغة قانون القومية، تستكمل هذه الأيام، اعداد الصيغة الجديدة للقانون، ويتضح بأنه سيلغي تعريف اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية. كما ان حقيقة الاشارة الى النظام الديموقراطي في اسرائيل هو محل خلاف. وفي افضل الحالات سيتم تعريف اسرائيل كـ"دولة يهودية ذات نظام ديموقراطي". وسيجري في النص الغامض شطب الاشارة الى الديموقراطية، وسيتم تعريف اسرائيل كـ"دولة يهودية بروح مبادئ الاعلان عن اقامة دولة اسرائيل".
قانون اساس: القومية، هو قانون زائد ويسبب الضرر. اعلان الاستقلال يشمل القاعدة التاريخية لإقامة الدولة، وقانون اساس: كرامة الانسان وحريته بات يتحدث عن اسرائيل كـ"دولة يهودية وديموقراطية". وهناك قوانين اعتيادية اخرى، كقانون العودة وقانون العلم والرمز، لا تترك أي مجال للشك بشأن الطابع القومي للدولة. لا حاجة الى قانون اساس آخر، وبالتأكيد ليس قانونا يضع الاساس الديموقراطي في المكان الثاني ويخرجه من التعريف المتعارف عليه للدولة.
يوجد بين المبادرين الى طرح هذا القانون من يدعون ان هدفه هو تحصين الوضع القائم، لكن الحقيقة هي ان المقصود انقلاب يهدف الى التخريب على كون الدولة ديموقراطية ليبرالية. توجد هنا محاولة للتحديد بواسطة قانون اساس، بأن الاساس الديموقراطية للدولة يخضع للأساس اليهودي، والتحديد بشكل مفصل بأن كل سن للقوانين في الدولة يخضع لهذا المبدأ.
في الدول الديموقراطية يتم التعامل مع الدولة على انها تتبع لكل المواطنين. لكن النموذج المقترح لدولة القومية في مشروع قانون اساس: القومية، هو نموذج القومية العرقية التي تقصي الاخرين. اذا صودق على هذا القانون سيتضخم طابع التمييز العرقي للدولة وسيتقلص طابعها الديموقراطي.
لو تم اتباع تعريف الدولة بشكل قانوني فقط حسب هوية الغالبية، في دول اخرى، لكان قد ادى الى تفكك كندا والمملكة المتحدة وبلجيكا. تعريف "الدولة اليهودية" مع المس بالمساواة وبالأقليات سيمس بالضرورة بشرعية اسرائيل كدولة يهودية بالذات.
في اسرائيل هناك معارضة لاستكمال وثيقة حقوق الانسان الدستورية. قانون اساس: كرامة الانسان وحريته، وقانون اساس: حرية العمل، يتضمنان قسما فقط من الحقوق التي يفترض ان يشملها الدستور. انها لا تنطوي على اعتراف واضح بالحق بالمساواة، التي يفترض ان تكون في اساس النظام الديموقراطي. صحيح ان المحكمة العليا تحدد بأنه يجب تفسير الحق بكرامة الانسان على انه يشمل الدفاع عن المساواة، لكن صمت الكنيست يصل عنان السماء.
في اسرائيل يسود التمييز الواسع ضد المواطنين العرب في كل مجالات الحياة. وهناك حاجة الان للعمل من اجل المساواة المدنية وليس سن قوانين اساس تعمق الاقصاء القائم. لكن هدف قانون القومية هو تحديد عدم المساواة بشكل قانوني، والتوضيح للأقلية العربية من هو صاحب البيت. يجب الكفاح من اجل الديموقراطية ورفض قانون القومية بشكل مطلق.
"في موضوع الحرم الابراهيمي قدمت توصيات لم توافق عليها الحكومة الاسرائيلية"
ينشر نير غونتيز في "هآرتس" تفاصيل حوار هاتفي اجراه مع سفير اسرائيل في منظمة اليونسكو، كرمل شاما هكوهين، حول القرار الاخير الذي صادقت عليه اليونسكو بشأن الخليل والحرم الابراهيمي. فيما يلي نص اللقاء:
اريد فحص أمر معك يتعلق بالتصويت بشأن الحرم الابراهيمي في اليونسكو. هناك شيء لا انجح بفهمه. حسنا؟
تفضل، ولكن باختصار.
لا مشكلة. حسب ما فهمته، فان اليونسكو تقول في الواقع بأن الحرم الابراهيمي هو موقع ميراث عالمي، نقطة. وتضيف بأن موقع الميراث هذا يقع في السلطة الفلسطينية.
ليس في السلطة الفلسطينية. في فلسطين.
اوكي. اذا المنظمة تحدد بأن الحرم هو موقع ميراث يقع في فلسطين. ما هي مشكلتكم مع ذلك؟ ألهذا غضبتم؟
لا، لا.
اذن؟
اقرأ، يوجد تقرير حول طلب تسجيل موقع. توجد جهة مهنية تسمى ايكوموس، جهة خارجية تعد تقريرا كاملا، يتألف من عشر او عشرين صفحة، يستعرض فيها الطلب الذي تقدمه الدولة، حسب المعايير التي تحددها اللجنة، وترفق ذلك بتوصية، الموافقة على التسجيل او عدم الموافقة، او الرفض المشروط او الرفض وعدم اعادته الى الطاولة.. اهـ.. سأرسل لك..
وفي الموضوع؟
انها تكتب بأن الطلب يتجاهل غالبية الصلة التاريخية لليهود والمسيحيين بالمكان.
حسب ما قرأت فان القرار يعترف تماما بالصلة التاريخية لليهود بالحرم.
نعم، دائما يضيفون بند ما الى الطلب، يعترف بأهمية المكان للديانات الثلاث.
اذن، اين المشكلة؟
هذه ضريبة شفوية.
فلنقل ذلك. ولكن ما الذي يغيره هذا الأمر، لقد قالوا ذلك. كان يمكنهم عدم قول ذلك ايضا – كما ساد الانطباع من التقارير غير الدقيقة التي نشرتها وسائل الاعلام في اسرائيل؟
لا، ولكن عندما تعرف موقعا، فانك تقول – لماذا اريد تسجيله. حسنا؟ اذن يوجد فرق. كل التفصيل التاريخي. عندما تضيف ورقة تين – فهذه مسألة مختلفة تماما. يوجد اتفاق موقع مع الفلسطينيين يقسم هذه المنطقة الى قسمين. يوجد هنا.. هذا ليس فعلا صراع على صيانة ميراث، يوجد صراع على السيادة. أسلمة المكان.
ولكن من هي السيادة في الخليل؟ السلطة الفلسطينية. هذه حقيقة. نتنياهو سلم الخليل للفلسطينيين.
اقرأ اتفاق الخليل، انه يقسم المدينة بنسبة 80 – 20.
مع ذلك، فان الحرم الابراهيمي يتواجد في مدينة فلسطينية كبيرة. لا يمكن لإسرائيل الاعتراف بمواقع تقع خارج حدودها كمواقع ميراث اسرائيلي. مثلا قبور اليهود في المغرب او ايران او العراق، لا يمكن اعلانها كمواقع ميراث اسرائيلية، والأمر نفسه بالنسبة للخليل.
كل شيء ممكن. السؤال هو إلى أي مجموعة تنتمي. الاردنيون قدموا طلبا يتعلق بالقدس بعد ان كانت منطقة اسرائيلية ليست "محتلة" وانما مضمومة.
وحصلوا على مطلبهم؟
هذا لم يجر تسجيله تحت اسم دولة. اذا بحثت عن البلدة القديمة في القدس – وليس كما في الحرم الابراهيمي المسجل فلسطين – المربع فارغ. اذا كان القلق هو على الميراث وليس سياسة، لربما كان من الصواب تقديم ذلك تحت اسم فارغ. ربما التطرق الى الاتفاق الدائم.. من سيكون الراعي. انا امد يدي اليهم للقيام بمشاريع مشتركة. بناء قاعدة للثقة. الصراع لن يحسم في اليونسكو. للأسف – لا يوجد شريك. انا لا اقول لهم توقفوا عن النضال من اجل حقوقكم في مجلس الأمن. بل حتى ناضلوا على الأرض، تظاهروا، واجهوا في الميدان، افعلوا ما تفهمونه، كل واحد حسب طريقته ومفهومه، لكن اليونسكو يجب ان تشكل جسرا بين الشعوب في اوضاع شعبينا. المشكلة الأكثر رئيسية هي انه لا توجد ثقة على كثير من المستويات. الاسرائيليون يرون كيف يجب ان يكون الحل النهائي.
الحل النهائي...
الحل الدائم.. الحل النهائي حساس قليلا.
انا اسرائيلي وطني ينتمي الى الجانب اليساري، وانا اقول هكذا: القرار الذي يعترف بالحرم الابراهيمي كموقع ميراث، جيد لي. حقيقة انهم يقولون ان الفلسطينيين هم السيادة – امر مقبول علي. هذه حقيقة. فنتنياهو تفرغ واعطى الخليل للفلسطينيين.
هذا مشروع. هذا رأيك.
نعم، ثانية، دعني اكمل: والحقيقة انهم يقولون بأن المكان مقدس لليهود ايضا – فهذا يعني ان كل شيء جيد بالنسبة لي. ولكن انتم، ممثلو السلطة الاسرائيلية تلعبون الى ايدي الفلسطينيين. انتم تعلنون عن انتصار فلسطيني وضربة قاضية لإسرائيل. انا اشعر بأن الضربة الجزائية جاءت بالذات من جهتكم. افرحوا للاعتراف بالحرم الابراهيمي كموقع تراث عالمي.
انظر.. اه.. انت صحفي. صحيح؟ حسب الاسم.
صحيح.
حسب الـ.. يسهل جدا رؤية الامور من الخارج.. نحن نعيش الديناميكية في التنظيم. في الفترة الأخيرة فقط، طلبنا قبل ثلاثة – اربعة ايام، الوقوف دقيقة صمت في ذكرى ضحايا الكارثة وضحايا النازية عامة – لكي لا يقولوا اليهود – هكذا عرفنا الأمر...
أنت تذهب الى النازيين وانا اطلب البقاء مركزا على القرار بشأن الحرم.
ثانية، لكن لحظة. وعندها وقف الجميع، لكن كوبا اختارت عدم فعل ذلك. في نظري هذا مستفز بشكل غير اعتيادي.
وفي نظري ايضا.
ولكن في اللحظة التي انتهت فيها دقيقة الصمت، قلت بأنني اقدر جدا وقوف الجميع. لكن الكوبية تحدت وقالت، اذا وقفنا لذكرى اليهود، فانا اطلب الوقوف لذكرى الضحايا الفلسطينيين. هذا امر اصبح يعتبر اجتياز للخط الاحمر. وبالمناسبة هذا اكثر خطورة من قرار الخليل.
واضح، ولكن ثانية، انا افهم بأنك تواجه مشاكل، اذا لماذا لا تقول الحقيقة المفرحة: تم الاعتراف بالحرم الابراهيم كموقع ميراث عالمي، واليونسكو تعترف، كما هو واضح، بوجود صلة لليهود بالحرم الابراهيمي، من خلال الاشارة الى حقيقة – وهي ان الحرم يتواجد في الخليل الفلسطينية. لماذا لا تفرحون لذلك؟
لكي تتوصل الى هذا الفهم، انت لست بحاجة للاتصال بي. يجب ان تتصل برئيس الحكومة الاسرائيلية والوزراء واقناعهم. يجب ان تتصل بقادة اليهود وتشرح لهم بأن الاعتراف بالحرم، من خلال تجاهل غالبية الصلة اليهودية، هو في مصلحتنا، واقناعهم. انا اتلقى المهام من حكومة اسرائيل. ذات مرة كان يمكنني قول ما الذي اريد ان يحدث. وكيف اعتقد انه سيحدث.. ولكن عندما تتحول الى موظف، حتى موظف كبير في السفارة – فانك تتلقى المهام، وتنفذها حسب التوجيهات.
اذن، لو لم تكن موظفا، سفيرا، هل كان يمكن ان تقول الامور مثلي.
يمنع علي التعبير عن رأيي. هذه قيود وليس هناك ما يمكن عمله. في الكثير من المرات اتلقى توجيهات حول التصرف هكذا او هكذا، والتصويت هكذا او هكذا، خلافا لتوصياتي.
وبالنسبة للحرم الابراهيمي؟
ايضا في موضوع الحرم الابراهيم كانت لدي توصيات لم يتم الموافقة عليها من قبل حكومة اسرائيل. لكننا دولة منظمة، وهناك من يحدد، لكنني لست الموضوع، ورأيي ليس الموضوع. الان انا مضطر لإنهاء المحادثة.
شكرا جزيلا.
باي، الى اللقاء، كن بخير.
اليونسكو ليست معادية للسامية
يكتب عالم الآثار يونتان مزراحي، في "هآرتس" انه فور اعلان اليونسكو عن الخليل والحرم الابراهيمي كموقع اثري عالمي، سارع رئيس الحكومة الاسرائيلية وساسة من اليمين الى تذكير الجمهور بأن المقصود قرار معادي لإسرائيل، وينكر الصلة التاريخية لشعب اسرائيل ببلاده. وكان هناك من ربط القرار بالكارثة. ومن دون الدخول الى السؤال عما اذا كان العالم يقاد من قبل اللاساميين، الذين ينكرون ماضي شعب اسرائيل في ارض اسرائيل، يمكن التحديد بأن اليونسكو ليست منظمة معادية للسامية، وايضا قرارها بشأن الخليل كموقع اثري عالمي يواجه الخطر، ليس قرارا معاديا للسامية ولا يتجاهل الصلة اليهودية بالحرم الابراهيمي. بل ان الفلسطينيين بأنفسهم اشاروا في مشروع القرار الى كون الحرم الابراهيمي مقدسا لليهود والمسيحيين والمسلمين.
اليونسكو هي تنظيم سياسي، ولذلك فان قراراتها سياسية. ومثل كل وكالات الامم المتحدة فان هذا التنظيم يتركب من دول اعضاء مسؤولة عن السياسة وتطبيقها. والى جانب ذلك توجد في اليونسكو جهات مهنية تعمل في التعليم، العلوم، الثقافة والاعلام. وتركز اسرائيل والفلسطينيين الاهتمام على لجنة التراث العالمي بالذات، المسؤولة عن اعلان مواقع التراث العالمي. ويجري اتخاذ القرارات بناء على معايير، من بينها الميزة الأثرية، الميزة التاريخية، الأهمية التقليدية او الدينية للموقع، قيمة الطبيعة والمشهد الخاصين. هناك عشرة معايير يتم وفقا لها فحص اهمية الموقع. لكي يتم اعلانه كموقع اثري عالمي، يكفي ان يسري عليه معيار واحد. ويعتمد الاعتراف بالمواقع على معاهدة الدفاع عن المواقع الاثرية والثقافية والطبيعية العالمية (1972)، التي وقعتها اسرائيل، ايضا.
في اليونسكو تدمج كل الجهات ادعاءات مهنية مع النشاط الدبلوماسي الذي يهدف الى دفع مصالح دولهم. المسؤولية عن مواقع التراث العالمي تعود الى الدول التي تقوم فيها هذه المواقع، وليس للقبائل، الشعوب، الديانات او المجموعات العرقية. هكذا، مثلا، اعترفت اليونسكو بالحدائق البهائية في اسرائيل كموقع تراث عالمي، على الرغم من ان ابناء الطائفة البهائية يشكلون نسبة ضئيلة تقل عن واحد بالمئة في اسرائيل. اعتراف اليونسكو لا يعني ان الحدائق البهائية تابعة للشعب اليهودي، وانما تقوم في اسرائيل، وميزتها تجعلها تستحق شملها في قائمة مواقع التراث العالمي. كما ان اعتراف اليونسكو بطريق العطور في النقب، لا يعني ان الثقافة النبطية تشمل آباء الأمة الاسرائيلية، وانما ان المواقع هامة بما يكفي لكي يتم الاعتراف بها. طلب الاعتراف بمدينة عكا كموقع اثري عالمي اعتمد على كونها مدينة صليبية تربط بين الشرق والغرب، وبسبب كونها مدينة عثمانية رئيسية في القرنين السابع عشر والثامن عشر. لقد تم الاعتراف بالحرم الابراهيمي كموقع مقدس للديانات اليهودية والمسيحية والاسلامية (مثير ان اليهودية تظهر اولا في الاقتراح الفلسطيني)، وتم الاعتراف بالبلدة القديمة في الخليل كموقع اثري عالمي لأنها تحفظ نسيجا عمرانيا مميزا من الفترة المملوكية. هذا لا يقول انه لا يوجد ارتباط لشعب اسرائيل بالخليل، وانما من ناحية اليونسكو، تتبع الضفة الغربية لفلسطين. وفلسطين هي عضو متساوي في اليونسكو منذ 2011. من حقها اقتراح مواقع اثرية للاعتراف بها كمواقع تراث عالمي، وهذا لا يلغي الارتباط اليهودي بالمدينة، تماما كما ان الاعتراف بالحدائق البهائية كموقع اثري عالمي يتواجد في اسرائيل لا يلغي ارتباط البهائيين بمواقعهم المقدسة.
اسرائيل غاضبة على اليونسكو لأن اسرائيل تتواجد في فخ دبلوماسي. منذ اللحظة التي تعترف فيها وكالة تابعة للأمم المتحدة بفلسطين كدولة، فإنها تعمل بناء على المبدأ الذي يعتبر كل الدول متساوية وتطالب بتنفيذ كل المعاهدات والقانون الدولي. الفلسطينيون يستخدمون اليونسكو كما يتوقع ويتطلب منهم. انهم يحاولون الحصول بواسطتها على اعتراف دولي بحقوقهم القومية. المواقع الأثرية العالمية بالنسبة لهم هي وسيلة لمحاربة الاحتلال الاسرائيلي. اليات اتخاذ القرارات في اليونسكو تجري حسب هذا النظام منذ عشرات السنين: الدول تعرض ملف الموقع، تشرح لماذا يجب ان يتم اعلانه كموقع اثري عالمي. وتقوم لجنة مهنية بدراسة الملف ومن ثم يجري التصويت في لجنة التراث العالمي. هذا الاجراء لا يرتبط باللاسامية، او بتجاهل ميراث هذا الشعب او ذاك. بل على العكس، اليونسكو تطمح الى الدفاع عن الميراث الثقافي العالمي في مواجهة المصالح ذات الطابع المحدد. انها تسعى الى رفع مكانتها كمواقع تنتمي لكل الانسانية وابعادها عن الحروب والدمار. البالغ المسؤول الذي اختارته اليونسكو لحراسة هذه الكنوز الثقافية هي "الدولة" التي يقوم فيها الموقع.
عندما نفهم كيف تعمل اليونسكو، نفهم ايضا، ان تخوف اسرائيل هو ليس من اندلاع متجدد للاسامية في العالم. فليس كل قرار سياسي ضد اسرائيل ينبع من اللاسامية. تخوف اسرائيل هو من تعزز الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة. من المهم ان نتذكر بأن الاعتراف بفلسطين كعضو في اليونسكو لا يلغي حدود اسرائيل قبل 1967، وانما يتعامل مع الضفة الغربية فقط. قرار اليونسكو شمل الحرم الابراهيمي في قائمة مواقع التراث العالمي، ليس قرارا معاديا للسامية. انه يعترف بالصلة اليهودية بالخليل، حتى وان شمل الاعتراف بصلة المسلمين والمسيحيين بالمكان. هذا الاعتراف له حدود – الحدود السياسية لفلسطين.
ميراثنا هو الرد على اليونسكو
يكتب ميخائيل لوبوبيكوف، في "يسرائيل هيوم" ان قرار اليونسكو المشين الاعتراف بالخليل كـ"موقع أثري فلسطيني" ذكرني بإفادة عالم آثار اسرائيل التقيته خلال جولة في السامرة. لقد وصف لي كيف عثر على الموقع الأثري التاريخي الذي زرناه في ذلك اليوم: "شاهدت في المنطقة عدة احجار منحوتة، فمررت يدي على احدها لتنظيفه من الغبار، وفجأة شاهدت كلمتين بالعبرية القديمة – الكاهن الأكبر. واتضح لي بأنني اقف في مركز بلدة عبرية تم هجرها بعد خراب الهيكل الأول، خلال سبي بابل، قبل 2600 سنة".
العنوان الذي اكتشفه تم حفره على حجر وضع فوق مدخل بيت ابن كاهن كبير عاش في المكان، وتم العثور على مساحة خمسة كيلومترات مربعة من حوله، على بقايا ست بلدات يهودية من تلك الفترة. هذا الموقع الاثري يقف مهجورا اليوم. وباستثناء اعمال التنقيب للإنقاذ والتوثيق، لم يتم دراسته حتى العمق. ولا يمكن للجمهور الوصول اليه لأنه يقع داخل منطقة عسكرية، ويفتح امام الزوار في فرص نادرة ومحدودة.
وهذا هو وضع غالبية الآثار التاريخية في اسرائيل. لأنه على الرغم من حقيقة اننا نعرف جميعا مواقع مركزية مثل مسادا، مدينة داود، الحرم الابراهيمي، هيروديون وبيت شعاريم – فان الغالبية العظمى من مواقع التراث اليهودية لم تكشف بعد امام الجمهور بما يكفي. كلنا نعرف قيسارية، بيسان، عتليت وقلاع مثل مونفور وكوخاب هيردين – لكنها ليست مواقع اثرية يهودية. جملا، بيتار، سوسيتا، سرطبة، اروما ومئات المواقع الاخرى لا تزال بانتظار الجمهور الاسرائيلي لكي يزورها، بل ويسمع عنها لأول مرة. غالبيتها المطلقة لم يتم حفرها ودراستها من قبل علماء الآثار بعد، والافراد الذين يصلون اليها هم لصوص الآثار الذين يدمرون كل عمقنا التاريخي القومي.
اذا لم يتم حفر الموقع، فانه لا يتم دراسته، وحين لا يتم دراسته، فان الجمهور لا يعرفه – ولن يتمكن من الارتباط بميراثه وجذوره، وهذا يخلق دائرة مغلقة من الجهل والاستهتار بتاريخنا القومي وبصلتنا بماضينا وببلادنا. نحن لا نستثمر ما يكفي لصيانة المواقع الأثرية، ونسمح بقرارات سياسية خاطفة، كما في حالة اليونسكو والخليل. الفلسطينيون اصبحوا يملكون ثلاثة مواقع اعترفت بها اليونسكو كمواقع "ميراث فلسطيني" – كنيسة المهد في بيت لحم، منطقة زراعية تاريخية حول بلدة بتير، والان، البلدة القديمة في الخليل. لا حاجة للإشارة الى انها لا ترتبط بالفلسطينيين – ولا حتى بقرية بتير التي قامت على انقاض البلدة العبرية بيتار، اخر حصن لبار كوخبا، الذي يرمز سقوطه والمذبحة التي نفذها الرومان ضد حراسه، الى نهاية التمرد. فقط "بفضل" عدم قيامنا بالحفاظ على ميراثنا ومواقعنا، يستغل اعداؤنا ذلك لتزوير التاريخ ولنشر الأكاذيب التي تخدمهم في الحرب ضدنا.
يجب علينا ان نفهم بأن دراسة وتعلم الميراث هي ليست مجرد نشاط اكاديمي وثقافي. هذه مادة الزامية لجهاز التعليم، الذي يجب عليه تعريف الجيل الشاب على ماضينا القومي هنا، في ارض اسرائيل، سواء بتدريس الجغرافية او التاريخ. الطالب الاسرائيلي الذي لم يتعلم عن معارك المكابيين، او عن استراتيجية التمرد الكبير، لن يعرف بنفسه على ماذا يحارب عندما يتجند للجيش. عمق تاريخنا، وفهم الحقوق القومية النابعة منها، هي سلاح لا يقل قوة عن كتيبة مدرعات ومنظومة قبة حديدية.
الرأس في السماء، والاقدام في الرمل
يكتب ناحوم برنياع، في "يديعوت أحرونوت" ان مناحيم بيغن هزم ثماني مرات في الانتخابات، وفي المرة التاسعة فقط، في انتخابات ايار 1977، نجح باحتلال رئاسة الحكومة. ذلك الانقلاب لم يتحقق بسهولة. فقد سبقه اخفاق استخباري وسياسي كلف حوالي 3000 قتيل؛ سلسلة من قضايا الفساد التي وصمت الحزب الحاكم بالعار؛ توحيد احزاب اليمين وتفكيك احزاب في المركز – اليسار؛ صراع مشبع بالسموم داخل الحزب الحاكم، والذي وضع مؤسس الدولة امام ورثته، وورثته امام بعضهم البعض.
عندما سيصل عمير بيرتس وآبي غباي الى صندوق الاقتراع، صباح اليوم، للتصويت في انتخابات رئاسة حزب العمل، سيستقبلهما شبان، ارسلتهم المقرات الانتخابية، لكي يهتفوا: "من هذا القادم، انه رئيس الحكومة القادم". الاجواء ستكون احتفالية، وجنون العظمة في السماء. لقد تذوق بيرتس ذلك عندما كان رئيسا لحزب العمل في انتخابات 2006. كان يعرف ان المقصود امنية، وليس خطة للتنفيذ؛ وغباي، أيضا، يعرف. لا احد منهما احمق.
الشخص الذي سينتخب اليوم، لا يستبدل نتنياهو: انه يستبدل يتسحاق هرتسوغ. لقد سمع هرتسوغ، حتى الآونة الأخيرة تماما، الهتافات نفسها من جوقة مشابهة. لكنه لم يصل الى الأرض الموعودة. هذا جزء من الحكاية المحزنة لحزب العمل: رأسه في السماء، واقدامه تتخندق في الرمل. في حمضه النووي يعتبر حزب سلطة: هذا تاريخ، هذا هو التظاهر. في الواقع هو حزب هوائي. مثل فريق هبوعيل تل ابيب لكرة القدم: الصورة الذاتية تضعه في قمة الدوري العلوي، والواقع يضعه في الدوري القومي، بين ريشون لتسيون والعفولة.
التظاهر يعتبر قيمة هامة، ايجابية: فبدونه لا يوجد لحزب العمل وجود. لكن الفجوة بين التظاهر والواقع كبير جدا. بيرتس وغباي هما شخصان جيدان، كل واحد بأسلوبه، لكن طريق العودة الى السلطة طويلة، وتتعلق بتطورات ليست خاضعة لتأثيرهما.
قيل الكثير في الأيام الأخيرة حول الانتماء الطائفي لبيرتس وغباي. حقيقة كونهما من اصل مغربي تعتبر من وجهة نظر الكثيرين بمثابة انقلاب تاريخي، خطوة يتحرر فيها حزب العمل من احد القيود الاشكنازية التي دمرته. بل ان هناك طائفة من جماعة نطوري كارتا الشرقيين التي تدعي ان هذا لا يكفي: التهمة التاريخية ستواصل التحليق فوق رأس العمل الى الأبد (او بدلا من ذلك، طالما كان اعضاء هذه المجموعة احياء ويعيشون على حسابه).
الأصل الطائفي لم يلعب دورا ملموسا في انتخابات قادة الدولة في الماضي، وبالتأكيد لا يلعب دورا في اسرائيل حاليا. هناك فجوات في نظرة المنتمين الى الطوائف المختلفة الى الصراع اليهودي – العربي، الى مكانة الدين والتقاليد، الى قيم الثقافة والجدول الاجتماعي. هذا لا يمنع الليكود من ترشيح سياسي اشكنازي لرئاسة الحكومة، المرة تلو الأخرى وبنجاح.
لو كنت عضوا في حزب العمل، فمن هو الذي كنت سأختاره؟ افترض بأنني كنت سأقرر حسب معيارين: فرصة الحصول على الـ30 مقعدا التي تسمح بشم رائحة السلطة، والقدرة على تشكيل معارضة محاربة.
بيرتس يملك تجربة، وهذا امتياز. انه يعرف الميدان ومشبع بالمعارك. ولكن من جهة اخرى، فان سقف الزجاج فوقه منخفض جدا. غباي يعرف كيف يتحبب الى جماهير منوعة، على المصوتين ليئير لبيد، كحلون، وربما على الليكود ايضا. قدرته السياسية تعتبر لغزا. ربما يتضح بأنه ضيف للحظة، تقريبا مثل عمرام متسناع؛ وربما يكون الشخص الذي سيطلق حزبه. بالنسبة للمعارضة، فان فرصة ان يتميز احدهما بذلك ضعيفة جدا. حلم السلطة سيعميهما.
الخفي في هذه الحكاية هو ليس غباي او بيرتس، وانما مزاج الاسرائيليين. هناك الكثير من الاسرائيليين الذين اشمأزوا السلوك النفعي، المهين للسياسيين، بدء من تلاعب نتنياهو، وانتهاء بميكي زوهر واورن حزان. ما يحدث في كثير من دول العالم يحدث هنا ايضا، لأسباب جيدة. السؤال هو ما هو مدى اشمئزازهم، وهل سيجعلهم هذا الاشمئزاز يجتازون الخطوط.
الانتخابات القادمة لن تجري كما يبدو على مستقبل المناطق، والدين والدولة، والاقتصاد والمجتمع؛ اذا كان نتنياهو هو مرشح الليكود، فستجري الانتخابات على نتنياهو. من سينجح اكثر من غيره بمواجهته، غباي ام بيرتس. عشية انتخابات 1999 جرت مواجهة بين المرشحين. الشخص الذي نجح بتنفيس بالون نتنياهو كان يتسحاق مردخاي، مرشح حزب المركز وليس غيره. هل سيجيد غباي عمل ذلك؟ ام هل سيفعل بيرتس ذلك؟

التعليـــقات