رئيس التحرير: طلعت علوي

قمة الـ 20 تستهدف «رقمنة» الاقتصاد العالمي ..

الإثنين | 03/07/2017 - 08:30 مساءاً
قمة الـ 20 تستهدف «رقمنة» الاقتصاد العالمي ..

نجح منظمو قمة الـ20 التي تعقد في مدينة هامبورج الألمانية يومي السابع والثامن من تموز (يوليو) الجاري في تحديد الأجندة الرئيسة للقمة، والملامح الرئيسة للقضايا التي ستناقشها.
وذكر تقرير على موقع القمة باللغة الإنجليزية اطلعت عليه" الاقتصادية" أن رؤية جدول أعمال وأجندة قمة الـ20 اتضحت عقب اجتماعات ومشاورات ونقاشات عديدة ومستضيفة، مشيرا إلى أن القمة تأتي تحت شعار "عالم شبكي" وهو شعار رئاسة ألمانيا للمجموعة.


وأكد التقرير أن من أبرز أجندات هذه القمة التي ستعطي أولوية في المناقشات بحث قضية استهداف وتحويل الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد رقمي يواكب المتطلبات الجديدة التي شهدتها الحياة اليومية من تجارة إلكترونية وأجهزة تقنية ذكية، إضافة إلى مناقشة قضية الساعة التي تهم كل دول العالم وهي مكافحة الإرهاب الدولي وتجفيف قنوات تمويله.
بدورها، عرضت المستشارة الألمانية ميركل الموضوعات الأساسية لمجموعة الـ20 على عدد من رؤساء الدول المشاركة في هذه القمة أمثال الرئيس الروسي بوتين والأمريكي ترمب الذي سيشارك لأول مرة، حيث سيكون حضوره ذا وضع خاص في ظل الأفكار التجارية التي يتبناها منذ توليه رئاسة البيت الأبيض في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي.


وأوضح التقرير أن ألمانيا الدولة المستضيفة تريد الاستفادة من رئاسة القمة من أجل تعميق التعاون الدولي، فمهمة مجموعة الـ20 هي جعل العولمة في صالح الجميع، والهدف من ذلك تعزيز فوائد العولمة والاتصال الشبكي في جميع أنحاء العالم وتوسيع نطاقها، مشيرا إلى أن استقرار الاقتصاد العالمي هو القضية الأساسية.
وفي هذه الإطار استمر وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول القمة مشاوراتهم ومناقشاتهم على هذا الطرح، وتركز النقاش على مواصلة تنظيم أسواق المال خاصة في مجال البنوك.


وخلصت الاجتماعات إلى ضرورة مناقشة أجندة قمة هامبورج القضايا "المرتبطة بالتنمية" التي تفرض نفسها بقوة، خاصة مكافحة الأوبئة، ولذا يرتكز جدول أعمال مجموعة الـ 20 برئاسة ألمانيا على ثلاثة أركان: ضمان الاستقرار، تحسين الاستدامة، تحمل المسؤولية، إضافة إلى تأمين الاقتصادات من حيث الاستقرار والصلابة وذلك من خلال ظروف مستقرة للاقتصاد العالمي وللنظام المالي وللنمو الاقتصادي السريع، على أن الإصلاحات الهيكلية هي المعيار الرئيس، وسوف تواصل ألمانيا من خلال رئاستها للمجموعة العمل على التعاون في القضايا المالية والضرائبية الدولية، والتوظيف وكذا التجارة والاستثمارات، الهدف من وراء هذا هو تعزيز التجارة الحرة والعادلة عالمياً.


وأشار التقرير الذي تمخض أيضا من خلال اجتماعات عقدها وزراء الصحة والزراعة والعمل والمالية والخارجية والعمل وكذا الوزراء المسؤولون عن السياسة الرقمية، إلى موضوع تحسين الاستدامة وكذا المضي قدماً فيما يتعلق باتفاقية باريس بشأن المناخ، موضحا أن تحسين الاستدامة أيضاً تبادل النقاش حول مفاهيم الطاقة والمناخ المستقبلية، علاوة على الأهمية المتنامية لرقمنة الاقتصاد العالمي وضرورة تناولها بالبحث، كما أن تحسين الاستدامة يستلزم أيضاً تحسين الخدمات الطبية.
وعلاوة على ذلك، تنظر مجموعة الـ20 باستمرار إلى كيفية تحقيق نمو اقتصادي عالمي قوي ومستدام ومتوازن، ومنذ انعقاد القمة الأولى في واشنطن العاصمة عام 2008، كانت التجارة أيضا بندا في جدول الأعمال الدائم للمجموعة، نظرا لأن النمو والعمال يعتمدان على التجارة العالمية الحرة، ولذلك، تصدر المجموعة بانتظام بيانات واضحة تعارض الحمائية وتدعم شروط المنافسة العادلة، وبما أن القضايا المتعلقة بانتشار التكنولوجيا الرقمية تؤثر بشكل متزايد على النمو الاقتصادي، فإن هذا الموضوع سيحظى باهتمام خاص، وسينظم مؤتمر لوزراء الشؤون الرقمية لأول مرة في إطار القمة الحالية.


وشدد التقرير على أن من البنود الأخرى التي ستناقش في قمة الـ20 الألمانية الطرح الخاص بدعم مشاركة المرأة اقتصادياً من خلال تحسين نوعية العمالة النسائية.
وتسعى مجموعة الـ20 أيضا إلى تحسين التمكين الاقتصادي للمرأة، وافقت على هدف تحسين مشاركة القوى العاملة بين النساء وخفض الفجوة التي لا تزال قائمة في هذا الصدد بين الرجال والنساء بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2025. وذلك بالتركيز على تحسين نوعية عمل المرأة من خلال إزالة الحواجز القائمة التي تحول دون حصول المرأة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلدان النامية وتحسين فرص التعليم والعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.


وقال التقرير إن أجندة القمة ستتبنى تعزيز دور مجموعة الـ20 كمجتمع للمسؤولية المشتركة، وفي هذا الإطارة تأتي التنمية الاقتصادية المستدامة في إفريقيا على رأس أهداف القمة، من أجل تنفيذ إجراءات ملموسة تؤدي إلى تحسين الظروف المعيشية بشكل دائم، وكذا تنمية البنية التحتية في القارة الإفريقية، ومن أجل هذا التوجه نظم في العاصمة الألمانية برلين في حزيران (يونيو) الماضي مؤتمر خاص حول "الشراكة مع إفريقيا"، ويشمل هذا الموضوع قضايا أخرى مثل الفرار والهجرة ومكافحة الإرهاب وغسيل الأموال والفساد. ولتحسين صورة إفريقيا وإعطاء قضيتها الوضع المهم سيتم استضافة تسعة زعماء إفريقيين في هذا القمة، كما يقول التقرير.


كما لفت التقرير إلى مسألة توصل المنظمين إلى ضرورة طرح قضية اتخاذ تدابير لمعالجة المنافسة الضريبية الضارة بين البلدان ومكافحة السياسة الضريبية العدوانية التي تعتمدها بعض الشركات العالمية.
وتناقش هذه القمة المشاكل العالمية الرئيسة الأخرى، علاوة على القضايا الرئيسة للسياسة الاقتصادية والمالية والمناخية والتجارة والعمالة والتنمية. فتدفقات الهجرة واللاجئين ومكافحة الإرهاب، على سبيل المثال، وتجفيف قنوات تمويل الإرهاب عن طريق التعاون الوثيق وتحسين تبادل المعلومات إضافة إلى قضايا أخرى ذات أهمية عالمية.


وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تصريح لها الجمعة الماضي، نشرته "الاقتصادية" قد حذرت من النزوع إلى "الحمائية" و"الانعزالية" قبل قمة مجموعة الـ20 في ألمانيا، في نقد مبطن لمواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي سيشارك في القمة، مشددة على إنه لا يمكن أن تكون هناك حدود أمام أي من التحديات التي يواجهها العالم.
وأضافت: "لذلك وأكثر من أي وقت مضى، فإن من يظنون أن بالإمكان حل مشاكل العالم من خلال الحمائية والانعزالية يرتكبون خطأ كبيرا".
وأكدت ميركل أنها تتوقع من هذه القمة رسالة واضحة مؤيدة لأسواق منفتحة ومناهضة للانعزالية.
وذكرت أنها حددت كهدف للقمة التي يشارك فيها خصوصا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترمب "أن يظهر القادة إدراكهم لمسؤولياتهم إزاء الكرة الأرضية بأسرها ويتحملونها".

 

aleqt.com

التعليـــقات