رئيس التحرير: طلعت علوي

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 13 حزيران 2017

الثلاثاء | 13/06/2017 - 10:54 مساءاً
أضواء على الصحافة الاسرائيلية 13 حزيران 2017


ليبرمان عارض اقامة جزيرة اصطناعية امام غزة فأحجم المجلس الوزاري عن اتخاذ قرار
تكتب "هآرتس" انه خلال الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري السياسي – الأمني، مساء امس الاول، الأحد، والذي ناقش أزمة الكهرباء في غزة، ناقش الوزراء، ايضا، مخطط وزير المواصلات والاستخبارات، يسرائيل كاتس، لبناء جزيرة اصطناعية مقابل شاطئ غزة، تخضع لسيطرة دولية، ويقام فيها ميناء بحري ومنشآت للطاقة والمياه لخدمة سكان القطاع. وقال ثلاثة مسؤولين كبار، اطلعوا على مجريات الاجتماع، ان قسما كبيرا من الوزراء اعربوا عن دعمهم لخطة كاتس، ولكن بسبب معارضة وزير الأمن افيغدور ليبرمان، لم يتم اتخاذ قرار.
وقال الوزير كاتس، خلال مؤتمر السلام الذي عقدته صحيفة "هآرتس" في تل ابيب، امس، انه عرض امام الوزراء شريطا اعدته شركة الموانئ الاسرائيلية، يحاكي شكل الجزيرة الاصطناعية وتفسيرات بشأن الميناء ومنشآت الطاقة التي ستعمل فيها، وشكل ربط القطاع بواسطة جسر وطرق التفتيش الأمني في البحر وعلى الجزيرة وعلى المعبر من الجزيرة الى القطاع. واوضح بأن الشريط يرد على كل التساؤلات ويبين الواقع البديل الذي يمكن ان ينشأ في غزة.
وأضاف كاتس بأنه اوضح للمجلس الوزاري بأن تكلفة المشروع تقدر بخمسة مليارات دولار، ولن تصل من ميزانية دولة اسرائيل وانما من تبرعات دولية. وقال: "قلت خلال احد المنتديات واقول هنا بشكل علني – اعطوني التصريح وسأنفذ هذا الأمر. انا سأخذ رجالا من الجيش والجهاز القضائي والشاباك ووزارة المواصلات، ويمكن لرجال وزارة الخارجية ان يتجولوا في العالم ويعرضوا مبادرة اسرائيلية ايجابية اتجاه اصعب مكان في المنطقة".
وقال المسؤولون الثلاثة الذين اطلعوا على مجريات جلسة المجلس الوزاري، ان الوزراء نفتالي بينت واييلت شكيد ويوفال شطاينتس وموشيه كحلون ويوآب غلانط دعموا مبادرة كاتس، لكن وزير الامن ليبرمان قال انه يعارضها لأسباب أمنية ولا يعتقد انه يمكن اجراء فحص ناجع يمنع تهريب الأسلحة الى غزة عبر البحر. وقال ان الاستراتيجية الاسرائيلية في غزة يجب ان تشترط اعادة بناء القطاع بنزع السلاح. وبسبب معارضة ليبرمان انتهت الجلسة من دون اتخاذ أي قرار في الموضوع.
ورفض كاتس خلال لقاء اجري معه في مؤتمر "هآرتس" التطرق مباشرة الى النقاش الذي جرى في المجلس الوزاري، لكنه اكد بأنه لا يفهم لماذا لم تتخذ الحكومة أي قرار بهذا الشأن طوال ست سنوات مرت منذ عرض المشروع. وقال: "للأسف ربما يرجع ذلك الى سبب سياسي او بسبب عدم الاستعداد لاتخاذ قرارات ولذلك نتواجد في هذا الوضع حاليا". واضاف: "قلت امس، (خلال جلسة المجلس الوزاري) انه يجب اتخاذ قرار.. اسرائيل لا تملك سياسة ازاء غزة. مسيرة الحماقة الاسرائيلية وغياب القدرة على اتخاذ قرارات تتواصل منذ سنوات. لا يتم اتخاذ قرارات لأسباب روتينية جدا".
وقال كاتس، ايضا، ان رئيس الأركان غادي ايزنكوت والمؤسسة الأمنية يدعمون مبادرته، واكد: "كل الجهاز الامني يدعم هذا الأمر. عندما يتمكن السياسي من اتخاذ قرارات يقوم احيانا بشد الحبل الامني – لكن الجهاز الامني هنا يدعم ويعرف كيف يوفر الحماية، فلماذا لا نوفر لمليونين فلسطيني مخرجا انسانيا، اقتصاديا، ومرساة مواصلات للاتصال مع العالم والتي يمكنها ان تحقق تغييرا كبيرا".
وقال كاتس ان اقامة الجزيرة الاصطناعية سيستكمل الانفصال عن غزة وسيزيل نهائيا المسؤولية الاسرائيلية عن الاوضاع هناك، ومن شأنه ان يمنع حدوث مواجهة عسكرية جديدة. "هذا حل يسمح بتغيير اقتصادي كبير. وعندما يتحسن الاقتصاد تحدث، عادة، امور جيدة. هذا يأتي من اجل جعل الاوضاع طبيعية في غزة. اذا تمت المصادقة على مبادرتي، فستكون فرص منع الحرب كبيرة. هذه الخطة لن تغير الأيدولوجية القاتلة لدى حماس، وهذه ليست صفقة مع حماس. هذه محاولة للفصل بين المشكلة الأمنية في غزة واوضاع المواطنين هناك. لدينا مصلحة كإسرائيليين بتغيير الاوضاع هناك. يوجد هناك الكثير من المواطنين الذين لا يحددون السياسة، ولدينا امكانية لتغيير الوضع هناك بشكل آمن".
حماس تحذر من الانفجار جراء ازمة الكهرباء
خيمت ازمة الكهرباء في قطاع غزة على العناوين الرئيسية في الصحف الاسرائيلية، خاصة في ظل المخاوف الاسرائيلية من تصعيد يقود الى مواجهة عسكرية جديدة مع حماس. وتكتب "هآرتس"، وكذا بقية الصحف، عن تحذير حركة حماس في غزة من ان تقليص تزويد الكهرباء للقطاع يمكن ان يقود الى كارثة ويسرع تدهور الاوضاع في القطاع الى حد الانفجار. كما حذرت سلطة الكهرباء من كارثة انسانية نتيجة للقرار الاسرائيلي. وحسب "هآرتس" فقد تطرق المتحدث باسم السلطة، محمد ثابت، الى قرار المجلس الوزاري الاسرائيلي تقليص تزويد الكهرباء للقطاع، بناء على طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقال لوكالة الأنباء الفلسطينية "شهاب" ان التقليص لم يدخل حيز النفاذ بعد. واضاف بأن سكان القطاع يحصلون على الكهرباء اليوم لمدة ثلاث – اربع ساعات يوميا فقط، ويصعب تقدير ما سيؤول اليه وضعهم بعد التقليص. وحسب اقواله فان خطوط الكهرباء من اسرائيل هي مصدر الطاقة الوحيد المنظم، في ضوء الخلل الكثير الذي يصيب شبكة الكهرباء القادمة من مصر، وحقيقة ان محطة الطاقة في غزة تعمل بشكل جزئي.
وهاجمت حماس في بيانها اسرائيل والسلطة الفلسطينية وحملتهما مسؤولية الأزمة الانسانية في القطاع. ورفضت الحكومة الفلسطينية في رام الله اتهامات حماس وقالت ان حماس تسيطر على القطاع وتجبي الضرائب هناك، وهي التي تتحمل المسؤولية عن الأزمة. واشارت الحكومة الفلسطينية الى انها لا تزال تدفع لإسرائيل 25 مليون شيكل شهريا مقابل الكهرباء لسكان غزة.
وحسب معلومات وصلت الى "هآرتس"، ستحاول حماس ايجاد حلول مؤقتة للأزمة، كتحسين خطوط الكهرباء من مصر وشراء سولار بمساعدات مالية من دول اخرى مثل تركيا وقطر، رغم الازمة بين قطر ودول الخليج الاخرى. لكن هذه المساعدات ستكون مؤقتة فقط. وقالت مصادر غير متماثلة مع حماس في غزة ان الحركة لن تتردد في تعميق الازمة في محاولة لجعل العالم يتدخل.
شطاينتس يطالب بقطع الكهرباء عن رام الله
وتكتب "يسرائيل هيوم" في هذا السياق، انه في اعقاب قرار المجلس الوزاري الاستجابة لطلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتقليص كمية الكهرباء التي تحولها اسرائيل الى قطاع غزة، وقعت خلال الجلسة مواجهة بين الوزير يوفال شطاينتس ومنسق اعمال الحكومة في المناطق يوآب مردخاي، بعد اتهام شطاينتس لمردخاي بأنه "ينفذ اوامر ابو مازن". ويوم امس، قال شطاينتس لصحيفة "يسرائيل هيوم" انه "اذا وصلت غزة في ظل الوضع الحالي الى حافة الازمة الانسانية، فقد اقترحت ان يتم اطفاء الكهرباء في رام الله وليس في غزة. نحن لسنا اداة في ايدي ابو مازن. لكننا نبدو قليلا هكذا بعد القرار الأخير. اذا قال ابو مازن انه يجب التقليص، فنحن الذين يجب ان نقرر اين نقلص. هذا كان اقتراحي".
لكن الأمر لم ينته بقرار اسرائيل تقليص الكهرباء لغزة، فقد اعلنت مصر، ايضا، انها ستتوقف عن تزويد الكهرباء لغزة.
ليبرمان: "لا ننوي خوض مواجهة عسكرية"
في الموضوع نفسه تكتب "يسرائيل هيوم" ان وزير الامن افيغدور ليبرمان، قال امس، انه "من غير المعقول ان تجبي حماس الضرائب من سكان غزة، وبدلا من تطوير اقتصاد المياه والكهرباء، تذهب لحفر انفاق وبناء صواريخ.
وكان ليبرمان يتحدث في الاجتماع الاول للوبي الرؤية السياسية للقطاع، الذي بادر اليه الناب حاييم يلين (يوجد مستقبل). وقال ليبرمان: "نحن لا ننوي المبادرة الى خطوة عسكرية، وسنرد على كل استفزاز بكامل القوة. سنرد بشكل ضخم على اهداف نوعية. لن تكون أي تسوية في هذا الموضوع".
ومن شأن ازمة الكهرباء في غزة ان تزيد من تدهور الاوضاع الإنسانية في القطاع، السيئة في كل الاحوال. ويسود التخوف في اسرائيل من احتمال مبادرة حماس الى التصعيد في ضوء ضائقتها المتزايدة. واجرت الاجهزة الأمنية خلال الايام الاخيرة، نقاشات مكثفة في هذا الموضوع. ورغم التخوف من ان يؤدي تقليص الكهرباء الى التصعيد الا ان التقييم السائد يعتقد بأن اقدام حماس على خطوة عسكرية في الوقت الحالي ليس امكانية محتملة.
وقالت جهات امنية لصحيفة "يسرائيل هيوم" ان إسرائيل تأمل بأن تقوم دول اخرى باستبدال ابو مازن في تمويل الكهرباء للقطاع. وحسب تلك الجهات فانه اذا قامت اسرائيل بدفع ثمن الكهرباء للقطاع فهذا سيعني بأن اسرائيل تدعم حماس.
لكن اكثر الجهات قلقا بالطبع، هم سكان غلاف غزة. وقال رئيس المجلس الاقليمي "شاعر هنيغف"، الون شوستر "انني لا استطيع فهم هذه الخطوة، فمثل هذا المس بالبنى التحتية الاساسية سيؤدي الى تعمق الازمة الإنسانية السائدة اصلا في القطاع. يجب على اسرائيل بذل جهود لتحسين مستوى حياة الفلسطينيين في القطاع، وبشكل خاص ان المقصود ليس خطوة مرتبطة بأمن المنطقة. تقليص الكهرباء لا يمس بالناس فقط، وانما يرفع فرص التصعيد".
ازمة الجهاز الصحي خطيرة
وتكتب "هآرتس" ان السلطة الفلسطينية توقفت، ايضا، عن تحويل ميزانيات للجهاز الصحي في غزة. وحسب منظمة اطباء لحقوق الإنسان فان حوالي 240 طفلا ومئات مرضى السرطان والتليف الكيسي لا يتلقون العلاج بسبب ذلك.
وتوجهت جمعية "وصول" المهتمة بضمان حرية الحركة للفلسطينيين، الى وزير الامن افيغدور ليبرمان، واكدت ان النقص في الكهرباء في القطاع تسبب بجريان مياه الصرف الصحي في الشوارع، وشل محطات تحلية المياه، ووقف العمل في عدة اقسام في المستشفيات. وفي ضوء الوضع القاسي، كتبت الجمعية، تحذر الجهات المهنية منذ الان من كارثة انسانية.
وقال مواطن من غزة لصحيفة "هآرتس" امس، ان القرار الاسرائيلي استقبل بدون مبالاة من قبل السكان، وذلك بسبب التكهن بأن اسرائيل ستمتنع عن تنفيذه بسبب تأثيره الصعب. ومع ذلك، قال: "لقد امتصصنا في غزة كل شيء تقريبا، وسنعرف كيف نتغلب على هذه الأزمة ايضا". واضاف انه "لا شك بأن هذا القرار سيضيف التوتر الى طنجرة الضغط المسماة غزة".
واعتمد قرار المجلس الوزاري على توصية الجيش بعدم التساهل مع حماس، وانما العمل وفقا لقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تقليص المبلغ الذي يدفعه لإسرائيل مقابل ما تحوله من كهرباء لغزة. وقد تحدث رئيس الأركان غادي ايزنكوت، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية هرتسي هليفي، ومنسق اعمال الحكومة في المناطق يوآب مردخاي، عن الاوضاع المتزايدة تدهورا في القطاع، وقالوا ان التسبب بضرر آخر لتزويد الكهرباء قد يسرع التصعيد في القطاع، مع ذلك فقد رفض قادة الجيش التسهيل على حماس، واوصى المنسق مردخاي بانتهاج سياسة لا تتناقض مع موقف عباس.
وتطرق وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس الى هذا الأمر خلال مؤتمر السلام الذي عقدته "هآرتس"، امس، وقال انه "يجب اولا الحفاظ على المصلحة الاسرائيلية". وحسب اقواله "لا توجد لدى إسرائيل سياسة ازاء غزة. توجد قرارات. اسرائيل تواجه طوال الوقت معضلات بين تنظيمات مثل اطباء بلا حدود وبين ما الذي يريده ابو مازن في ذلك اليوم".
كما تطرق وزير الامن السابق موشيه يعلون، خلال المؤتمر، الى هذا الموضوع، وقال ان "قطاع غزة يستعد لأزمة الكهرباء. ليدهم مولدات". ولكن حسب اقواله، فقد خرجت اسرائيل من القطاع منذ اكثر من عقد زمني، وحماس قررت عدم تطوير القطاع وانما الاستثمار في انتاج الصواريخ، وقال انه "اذا قالت حماس بأنها مستعدة للاستثمار في محطة الطاقة فأنا اعرف ان سياستنا هي تشجيع تحلية المياه، ولكن جدول اولوياتها يختلف، حتى الان".
وحذر رئيس حزب "يوجد مستقبل" يئير لبيد من ان الوضع في غزة قد يتدهور بسرعة. وقال ان "الصيف على الأبواب، واذا لم نفعل شيئا بشكل عاجل او متأخر ستتفشى الأوبئة والامراض في القطاع، والفيروسات لا تعرف الحدود. وباء في غزة هو وباء في اسرائيل".
المتضررون الاساسيون من ازمة الصحة: الاولاد ومرضى السرطان
حسب منظمة اطباء لحقوق الإنسان، يفتقد قطاع غزة اليوم الى ثلث الادوية الحيوية، واكثر من 270 جهاز طبي لغرف العمليات والعلاج الطارئ. وقالت ان المتضررين الاساسيين من الأزمة هم 321 مصابا بالتليف الكيسي، وغالبيتهم من الاطفال، ومرضى السرطان، وحوالي 240 طفلا يعانون من مشاكل في النمو ويحتاجون الى حليب علاجي.
وقامت السلطة الفلسطينية خلال الاشهر الماضية بتقليص الميزانيات التي تحولها الى القطاع، ومن بينها ميزانية الصحة والدواء. وحسب اطباء لحقوق الانسان فان التمويل يفترض ان يخدم 13 مستشفى حكومي و54 مركز طبي. وكانت الميزانية تصل في البداية الى اربعة ملايين دولار، لكنها انخفضت في نيسان الى 2.3 مليون دولار، وفي الشهر الماضي الى نصف مليون دولار فقط.
وحسب معلومات جمعتها المنظمة فان المرضى الذين يعانون من التليف الكيسي، الذي يؤثر على جهاز التنفس، يواجهون مصاعب في تلقي العلاج الطبي اليومي بسبب النقص في الأدوية والمضادات الحيوية والفيتامينات المطلوبة لهم. وبسبب انقطاع الكهرباء المتواصل، لا يمكنهم استخدام اجهزة البخار من اجل تنظيم التنفس. وقال رئيس اتحاد مرضى التليف الكيسي في غزة، اشرف الشنطي لمنظمة اطباء لحقوق الإنسان انه "يوجد في القطاع 321 مريضا يحتاجون الى 40 الف حبة دواء من نوع Kryon، الا ان المستودعات خلت تماما من الأدوية".
وحسب وثيقة جديدة نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فان 90% من مرضى السرطان في القطاع لا يتلقون العلاج الطبي المطلوب بسبب النقص في عقاقير علاج الأورام.  وقال ران غولدشتاين، المدير العام لمنظمة اطباء لحقوق الإنسان، ان "الازمة الإنسانية في غزة يجب ان تقض مضطجع كل من يمكنه المساعدة على حل المشكلة. لقد تحول اولاد غزة الى اسرى في اللعبة السياسية للسلطة الفلسطينية وحماس واسرائيل. التغيير يجب ان يكون دراماتيكيا وفوريا – تحويل الاموال والدواء والكهرباء وفتح غزة على العالم وتقديم المساعدات الانسانية فورا".
في مؤتمر "السلام"، بينت: "وحدة القدس اهم من الاتفاق السياسي"
تكتب صحيفة "هآرتس" ان وزير التعليم نفتالي بينت اعلن بانه يفضل القدس الموحدة على اتفاق سياسي. وجاء تصريح بينت هذا خلال مؤتمر السلام الذي عقدته صحيفة "هآرتس" في تل ابيب للسنة الثالثة على التوالي. وشاركت في المؤتمر شخصيات من اليسار واليمين الاسرائيلي وجمهور واسع من المواطنين.
وتمحور المؤتمر حول مرور 50 سنة على حرب الايام الستة واحتلال المناطق ومستقبل حل الدولتين. وكان من بين المتحدثين رئيس الدولة رؤوبين ريفلين ورئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ، والمرشحين لرئاسة حزب العمل، وممثلي "يوجد مستقبل، ميرتس، يهدوت هتوراة والقائمة المشتركة.
وتوجه بينت الى الجمهور وقال: "خلافا لاعتقادكم فانه لا يتم التوصل الى السلام من خلال التنازلات وتسليم الاراضي، وانما من خلال القوة. اليسار لا يملك احتكارا على السلام. انا اريد السلام بشكل لا يقل عنكم، لكنني اريد سلام اليمين".
وعرض بينت خلال المؤتمر خطته لمستقبل الضفة الغربية وقال: "في يهودا والسامرة ستكون منطقتان. في المنطقة (ج) الهدف هو اكبر مساحة من الارض واقل عدد من الفلسطينيين. من سيبقى منهم سنعرض عليه المواطنة. وفي المنطقتين (أ) و(ب)، سيكون حكم ذاتي فلسطيني بدون سيطرة امنية. ومن ثم اقتبس عن بن غوريون قوله: "الشعب اليهودي لا يملك صلاحية التخلي عن جزء من الارض. لا يملك احد صلاحية التخلي عن هذا الحق، حتى الخلاص". ودعا بينت الى العمل من اجل منع مواجهة اخرى مع حماس في غزة، بعد ثلاث سنوات من الجرف الصامد.
واثارت تصريحات بينت هتافات احتقار من قبل الحضور، فرد عليها قائلا: "اسمحوا لي بالتحدث كما كنتم ستسمحون للبرغوثي بالتحدث".
وخلافا لحديث غالبية المشاركين في المؤتمر عن العملية السياسية والتنازلات الاقليمية والمستوطنات ومستقبلها، حاول رئيس الدولة رؤوبين ريفلين تسليط الاضواء على جانب اخر. وقال في بداية كلمته "كم من التسامح يوجد هنا ازاء اليمين" ملمحا بذلك الى شكل استقبال بينت الذي حظي حتى بتحية رفع اليد (التحية النازية) من قبل احدى النساء في القاعة. وقال ريفلين: "يجب ان نكون اكثر تسامحا. الهتافات التي سمعناها ضد وزير التعليم ليست مناسبة". وادعى ان شكل الحوار في اسرائيل، "تشويه صورة المعسكر الآخر بدلا من الحوار، ونزع الشرعية والاحتقار والسخرية والدمار، يمكن ان تقود الى عدم تقبل المعسكر الاخر للحسم".
وقال ريفلين: "يجب علينا وقف سحق قيمة العملة الديموقراطية. نحن نلعب بالنار. هؤلاء يجب عليهم وقف استهداف وملاحقة الخونة واعطاء علامات على الصهيونية ، واولئك يجب ان يتوقفوا عن ملاحقة الدولة على المنصات العامة في خارج البلاد".
وكان ممول صحيفة "هآرتس" عاموس شوكن قد تطرق الى هذا الموضوع في كلمته التي القاها في افتتاح المؤتمر، حيث اوضح اهمية حرية التعبير. وقال: "هل يحق لحركة يكسرون الصمت التحدث في اسرائيل او الخارج، هل يحق للمعلم ان يتحدث". واضاف بأن السلطة التي تنشغل في خلق الاعداء الداخليين هي سلطة نعرفها بشكل جيد جدا".
مواجهة بين المنافسين على رئاسة حزب العمل
وتم في اطار المؤتمر اجراء مواجهة بين المنافسين على رئاسة حزب العمل، يتسحاق هرتسوغ واريئيل مرجليت وعمير بيرتس وعمرو بارليف وابي غباي وعميرام ليفين. وادار المواجهة الصحفي رفيف دروكر، الذي افتتحها بسؤال هرتسوغ عما نشر في "هآرتس" عن اللقاء الذي اجراه هو ونتنياهو مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة في العام الماضي. وسأله: "لماذا اقتنعت من اقوال نتنياهو بأن ابو مازن هو شريك؟"، فقال هرتسوغ: "كنت في واشنطن، وعرفت عن الخطوة الاقليمية التي يمكن ان تحدث. في شباط 2016 عقد مؤتمر اقليمي سري وفهمت انه توجد قاعدة. ما نشر في "هآرتس" كان جزء من القاعدة.. بأننا سنتمكن من التوصل الى اختراق يمكن ان يؤدي الى تغيير تاريخي. كنت مقتنعا بذلك آنذاك، واليوم ايضا".
وعندما سئل هرتسوغ عن امكانية اخراج قرى فلسطينية خارج الحدود البلدية للقدس، قال: "امكانية اخراج قسم من القرى في القدس، والتي لم تكن ابدا جزء منها، هي امر صحيح. الخروج من غزة كان صحيحا تاريخيا وديموغرافيا، لكنه خلق مشكلة لأن الخروج من دون تنسيق هو مشكلة. اليوم توجد فرصة نادرة لخطوة صحيحة، ولأول مرة، لإخراج قرى من القدس".
بيرتس: يجب التفكر بإطلاق سراح البرغوثي
وتطرق عمير بيرتس خلال المواجهة الى امكانية إطلاق سراح مروان البرغوثي من السجن الاسرائيلي، وقال: "اذا نشأت ظروف يمكن فيها لإطلاق سراح البرغوثي ان يساعد في العملية السياسية، فيجب التفكير بذلك". واضاف: "يجب التحدث مع حماس، فالسلام يتم صنعه مع الاعداء". وعندما سئل عن الانفصال قال بيرتس: "انا اعارض بشدة الخطوات من جانب واحد. التجربة في لبنان كانت ايضا خطوة مشابهة. تولد فراغ دخل فيه حزب الله، وفي غزة دخلت حماس. الاتفاقيات الدبلوماسية، مهما مالوا الى الاستهتار بها، هي الأمر الاكثر اهمية، الذي يكمل المعركة العسكرية. كل معركة عسكرية تحتم معركة سياسية".
وقال آبي غباي انه يوافق على خطوط كلينتون للسلام مع الفلسطينيين باستثناء مسألة الحرم القدسي، وقال: "هذه مسألة اشكالية لا اعرف كيف سنحلها. اعتقد واؤمن ان دورنا هو المبادرة، وفي النهاية سنتوصل الى النقطة التي توصل اليها اولمرت خلال المفاوضات." ودعا غباي الى عدم استثمار ولو شيكل واحد خارج كتل المستوطنات الكبيرة في الضفة. وقال: "لا يتم اقامة رصيف هناك قبل اقامة رصيف في طبريا ويروحام". وانتقد غباي عدم فتح معبر اللنبي على مدار الساعة امام الفلسطينيين، وقال: "هذا مطارهم. كيف يمكن للمطار ان يكون مفتوحا على مدار الساعة؟".
وقال اريئيل مرجليت ان "(اتفاق) اوسلو أخطأ في امر واحد، وهو ان الاتفاق لم يأخذ المخطط الاقليمي كجزء من الصفقة العامة. الصفقة الاقليمية – هي الاطار الذي يجب علينا العمل عليه. الوقوف كتلة واحدة ضد المتطرفين". واضاف بأن اسرائيل يجب ان تطمح الى اتفاق سياسي، وانه يعارض الترتيبات الأحادية الجانب، ووصف رئيس الحكومة نتنياهو بأنه "فيشمان العملية السياسية"
وقال عمرو بارليف ان "التهديد الوجودي لإسرائيل هو ان تتوقف الدولة عن كونها صهيونية وديموقراطية". وقال: "انا لا اعمل لدى الفلسطينيين، وانما لدى مواطني اسرائيل. مستقبل الصهيونية يتعلق بنا فقط، وهناك ما يمكن عمله".
وحسب اقوال عيمرام ليفين فان "سبب عدم التوصل الى سلام وعدم انتهاء الاحتلال هو جبن السياسيين. توجد المبادرة السعودية التي لا تتطرق الحكومة اليها، انها تلتف على مشكلة غياب الشروط المسبقة، هذه هي فكرة الموضوع". واضاف بأن "الفلسطينيين يحددون من هو الشريك – عباس او الجيل الشاب. لا يجب علينا املاء ذلك عليهم. هم يقررون ونحن نتعاون".
مرجليت: سأقطع اصبعي قبل ان ادعم الانضمام الى نتنياهو
في القسم الأخير من المواجهة عرض دروكر سيناريو خيالي، يتصور بأن الرئيس الامريكي دونالد ترامب يبادر الى عملية سياسية تشمل تجميد البناء في المستوطنات وعقد مؤتمر اقليمي، ويدعو نتنياهو حزب العمل للانضمام الى الحكومة، فهل يجب على الحزب الرد بالإيجاب.
وقال عمرو بارليف انه يجب القول بأن "نتنياهو هو مسيح كاذب ولذلك فان الجواب هو لا".
وقال مرجليت: "نتنياهو خدع براك وليفني وموفاز وفي المرة الأخيرة هرتسوغ. التحريض، الفساد، محاربة الديموقراطية تحتم استبدال السلطة وليس الانضمام اليها. سأقطع اصبعي قبل ان ادعم الانضمام الى حكومة نتنياهو".
وقال بيرتس انه لا يمكن اخذ زعيم بالقوة الى القاع. نتنياهو خبير في فخ العسل". واضاف: "يمنع منعا باتا الانضمام اليه. اذا كانت عملية سياسية سندعمها من الخارج".
وقال هرتسوغ: "ثبت لي ان نتنياهو لا يستطيع ولن يستطيع ابدا"، لكنه اضاف انه في حال وجود عملية سياسية فسيحظى نتنياهو بتأييد المعارضة.
من يتحدث عن الاحتلال
ووقعت مواجهة خلال المؤتمر بين رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ والصحفي غدعون ليفي خلال لقاء على المنصة. فقد اتهم ليفي رئيس حزب العمل بأنه لا يتطرق الى الاحتلال ويتحدث دائما عما هو "جيد لإسرائيل"، وقال له: "كنت اتوقع منك حوار اخلاقي ايضا"، فقاطعه هرتسوغ وقال: "لم اتوقع سماع شيء اخر ممن حدد بأن طياري الجيش هم مجرمو حرب". فصرخ فيه ليفي "500 امرأة قتيلات لا يعتبر جريمة حرب؟" فرد هرتسوغ: "نحن نتحدث دائما عن السيطرة على شعب اخر. كان هناك 70 الف شخص في المظاهرة في ساحة رابين تحدثوا عن هذا. سنصل الى السلام من الموقع الذي تحدث رابين عنه. رابين قال سنحطم لهم العظام وانا لا اوافق على هذا."
وتطرق هرتسوغ الى كتل المستوطنات واضاف بأن الكتل الثلاث الكبرى التي اتسعت جدا في السنوات الاخيرة، لا تشكل مشكلة لأنها تسيطر على 4% فقط من الارض. وقال ان معاليه ادوميم وغوش عتصيون ستبقيان جزء من اسرائيل لأنهما حيويتان لأمن مركز البلاد. لكنه قال انه في الاتفاق المستقبلي مع الفلسطينيين سيتم منح الفلسطينيين اراضي بديلة.
البيت اليهودي: "ازالة حل الدولتين عمل صحيح"
احدى المسائل التي اثيرت خلال المؤتمر كانت حول كيفية التوفيق بين الطموح للحفاظ على سلامة البلاد والهوية الديموقراطية للدولة. وقالت رئيسة كتلة البيت اليهودي شولي معلم حول خطة ضم المناطق: "انا اؤيد منح المواطنة الكاملة في كل مكان نفرض فيه السيطرة، بما في ذلك حق الانتخاب والترشيح والحديث عما سيحدث في مناطق (أ) و(ب)". واضافت بأن "ازالة حل الدولتين عن جدول العمل اليومي هو الحل الصحيح. هذا ليس واقعيا، ليس صحيحا وسيكون كارثة بالنسبة لإسرائيل. بعد 50 سنة من اعجوبة حرب الأيام الستة، من الواضح للجميع ان الاستيطان في يهودا والسامرة بات حقيقة واقعة. هذا لن يذهب الى أي مكان".
وقال زميل معلم النائب بتسلئيل سموطريتش انه في اطار اقتراحه لضم الضفة الغربية لن يتم منح حق التصويت للفلسطينيين. واضاف: "لا يوجد أي مكان في العالم ولا أي مفهوم او أي قاعدة تجعل الدولة تنتحر، ولا حتى انتحار مواطنيها بواسطة منح حق التصويت".
وانتقدت رئيسة حركة ميرتس زهافا غلؤون دعوة سموطريتش الى المؤتمر. وقالت: " ما الذي فكرتم فيه لكي تدعون داعما للأبرتهايد والتطهير العرقي؟ هل كنتم ستدعون كهانا للمشاركة في المؤتمر؟" وقالت ايضا: "من كان يمثل التطرف امس يتحول الى مركز سياسي غدا. سموطريتش هو خط احمر صارخ. يمنع منح الشرعية لأناس مثله".
وتطرق النائب احمد الطيبي (القائمة المشتركة) الى التقارير حول التقدم في العملية السياسية بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال: "سمعت وزير الامن افيغدور ليبرمان يقول بأننا قريبون اكثر من أي وقت مضى من الاتفاق. يمكنني القول وانا ادعي بأنني اعرف ما الذي يحدث، اننا ابعد من أي وقت آخر عن التوصل الى اتفاق اسرائيلي – فلسطيني، رغم زيارات الرئيس ترامب واللقاءات التي جرت".
لكن الطيبي يعتقد انه يجب عدم اليأس، وقال: "دورنا، كأقلية، هو القول من على كل منصة، بدون خجل وبدون خوف – كفى للاحتلال. يوجد حزبان فقط في الكنيست يقولان ذلك – القائمة المشتركة وميرتس. اما البقية، وخاصة المعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل فقد توقفوا عن استخدام كلمة احتلال".
وقال النائب عوفر شيلح (يوجد مستقبل) ردا على سؤال وجهه اليه رئيس تحرير "هآرتس"، الوف بن، عما اذا كان الاحتلال يزعجه، ان "الاحتلال هو التهديد الحقيقي لهوية اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية". واضاف بأن "حق التصويت لم يمنح لهم (للفلسطينيين) ولن يمنح لهم. لا يمكن لإسرائيل ان تكون يهودية اذا واصلنا السيطرة عليهم". وحسب شيلح فان كل موضوع السلام مع الفلسطينيين اصبح ضاغطا ويجب عمل شيء في الموضوع عاجلا. إسرائيل لن تنتظر ترامب او غيره. اسرائيل ستقود الخطوة".
وتطرقت النائب تسيفي ليفني خلال كلمتها الى موضوع المستوطنات، وقالت انه من المؤكد بأن المستوطنات الجديدة والبناء الجديد هي جزء من رؤية ارض اسرائيل الكاملة. هذا لا يرتبط بالسلام وانما يخلق مشاكل في المستقبل.
0.5% فقط من النقاش السياسي في الفيسبوك ينشغل بالاحتلال
خلال المؤتمر تم عرض نتائج الفحص الذي اجرته مجموعة من الباحثين من الجامعة المفتوحة، برئاسة د. عنات بن دافيد، لمنشورات اعضاء الكنيست على موقع الفيسبوك، وعلامات الاعجاب التي حصلت عليها الصفحات السياسية على الشبكة الاجتماعية. وتم فحص 35 الف منشور، وحوالي 43 الف متابع اطلعوا عليها بين 2015 و2017.
وقالت بن دافيد ان "الاستنتاج الأول الذي توصلنا اليه هو ان حوار السلام يتواجد في ادنى سلم القضايا التي يتحدث عنها النواب. السياسيون يتحدثون عن انفسهم بشكل خاص، عن عملهم البرلماني وعن مسائل الامن والارهاب، بينما يقبع الموضوع السياسي في المرتبة العاشرة فقط".
واوضحت بأن "المنشورات التي تذكر كلمة احتلال تشكل نسبة 0.5 بالمئة من مجموع المنشورات على صفحات اعضاء الكنيست. واذا نظرنا الى عدد المرات التي ذكر فيها نواب المعسكر الصهيوني كلمة احتلال، سنجد ظاهرة مثيرة: باستثناء يتسحاق هرتسوغ الذي هاجم الصحفي غدعون ليفي لأنه يتحدث عن الاحتلال، فان كل اشارة الى كلمة احتلال لا تتطرق الى السياق الفلسطيني وانما الى سياقات اخرى، مثل احتلال ايلات، احتلال جبل الشيخ، او احتلال مدينة حلب السورية".
وحسب المعطيات فان كلمة "اتفاق" تظهر في أحيان نادرة مقارنة بكلمات اخرى في منشورات السياسيين. اكثر الكلمات المستخدمة هي "يهودي"، "نتنياهو"، "امن"، "ارهاب"، الجيش الاسرائيلي"، "مواطنون"، "حرب"، "صهيوني" و"تحريض".
وقالت بن دافيد التي اجرت البحث سوية مع البروفيسور اورن سوفير، وادفين غرودبيرغ وتسيفي لازار شوئيف وآدم عمرام، انه تم "تحليل المضمون بواسطة خطوات خوارزمية تتعرف على تكرار مجموعات الكلمات المختلفة". واضافت: "لكي نتوصل الى المواضيع وليس فقط الى الكلمات الرئيسية بحثنا عن مصطلحات تتألف من ثلاث كلمات واكثر، والطريقة الخوارزمية تعرف كيف تميز اكثر المصطلحات تكرارا".
وفحص البحث حجم الدعم للائتلاف والمعارضة في الفيسيبوك، واكتشف انه "لو كانت علامات الاعجاب هي مقاعد في الكنيست" لكان الائتلاف سيتعزز بشكل قوي في الكنيست ويفوز بدعم يمنحه 72 مقعدا. وحسب هذا المفهوم، تحصل الكتل البرلمانية على النسب التالية من عدد المقاعد: الليكود -22%، البيت اليهودي – 20%، ميرتس – 18%، يوجد مستقبل – 12%، المعسكر الصهيوني – 10%، القائمة المشتركة – 7%، اورلي ليفي (كتلة من نائب واحد) – 6%، وكلنا – 3%.
وحسب البحث فان حصة الأسد من الدعم للائتلاف ينعكس في الدعم الشخصي لصفحة رئيس الحكومة نتنياهو. ولولا نتنياهو لكانت المعارضة ستحظى بدعم يصل الى 64 مقعد، وتتحول الى غالبية في الكنيست.
ويكشف البحث مصادر التأييد لنتنياهو على الشبكة، والذي يحظى بحوالي مليونين اعجاب. 50.5% من مؤيديه في الولايات المتحدة، اكثر من الربع بقليل، ما يساوي 27.2% من اسرائيل، والبقية من دول اخرى. نتنياهو هو السياسي الوحيد من بين الذين تم فحصهم، الذي يأتي غالبية التأييد له من خارج اسرائيل.
اما البقية، ومن بينهم يتسحاق هرتسوغ، اريئيل مرجليت، ايتسيك شمولي، زهافا غلؤون، تمار زاندبرغ، اورن حزان، تسيفي ليفني، يسرائيل كاتس، يئير لبيد، ايمن عودة، ميري ريغف، اورلي ليفي، اييلت شكيد ودوف حنين، فانهم يحظون في الاساس بتأييد من داخل اسرائيل.
خبراء سيبر اسرائيليين اخترقوا حواسيب داعش وكشفوا طرق التخطيط لتفجير طائرات
تكتب "هآرتس" نقلا عن جهات رسمية أمريكية ان خبراء السيبر في اسرائيل تمكنوا من اختراق خلية صغيرة لإنتاج القنابل في تنظيم الدولة الإسلامية داعش. وحسب الجهات الأمريكية الرفيعة، فان هذا هو ما ساعد الولايات المتحدة على الاكتشاف بأن التنظيم المتطرف يستطيع اعداد عبوات ناسفة يمكنها ان تجتاز منظومة الأمن في المطارات دون ان يتم اكتشافها. وحسب هذه الجهات فان هذه المعلومة هي جزء من المعلومات السرية التي كشفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الشهر الماضي.
وحسب مصدران امريكيان مطلعان على الموضوع فان المعلومات التي توصل اليها خبراء السيبر كانت نوعية جدا، الى حد انها ساعدت الولايات المتحدة على فهم كيف يتم تفعيل العبوات الناسفة. فقد تم تصنيع هذه العبوات على شكل بطاريات لأجهزة الحاسوب المتنقل، وبالتالي السماح بمرورها عبر اجهزة المسح الضوئي في المطارات. وشكلت هذه المعلومة دافعا لقرار الولايات المتحدة وبريطانيا منع ادخال اجهزة الكترونية كبيرة الى الطائرات من عشرة مطارات في ثماني دول ذات اغلبية اسلامية.
وكانت شبكة الاخبار ABC قد نشرت في الشهر الماضي، بأن المعلومات التي سلمها ترامب للافروف، تعلقت بخطة لتنظيم الدولة الاسلامية لتفجير طائرة ركاب وهي في طريقها الى الولايات المتحدة بواسطة قنبلة مزروعة في حاسوب متنقل. وحسب المسؤولين الامريكيين فقد كانت المعلومات موثوقة، وفي اعقابها اعلنت الولايات المتحدة بأنها تفكر بمنع ادخال الحواسيب النقالة الى الطائرات القادمة من اوروبا.
وبعد النشر في وسائل الاعلام الأمريكية بأن اسرائيل هي التي حولت المعلومات الاستخبارية التي كشفها ترامب، قال مستشار الامن القومي الأمريكي، الجنرال هربرت مكماستر، ان ترامب "لم يعرف ما هو مصدر المعلومات" التي تحدث عنها مع الروس.
وكان ترامب قد اعترف بعد النشر عن الموضوع بأنه كشف قسما من المعلومات للوزير الروسي وسفير روسيا لدى واشنطن، وكتب على تويتر انه اراد تقاسم معلومات مع روسيا لأنه يعتبر ان من حقه كرئيس عمل ذلك، وان المعلومات تعلقت بالإرهاب وامن الطائرات. وكتب "انا اريد من روسيا ان تزيد من جهودها في محاربة داعش والارهاب".
اعتقال تسعة نشطاء من اليمين الارهابي في القدس
كتبت "هآرتس" ان شرطة لواء شاي، اعتقلت صباح امس الاثنين، تسعة نشطاء من اليمين المتطرف داخل منزل يعيشون فيه في القدس. وقد تم ابعاد هؤلاء النشطاء من الضفة الغربية، وفقا لأوامر ادارية، ويشتبهون بخرق اوامر منع التواصل فيما بينهم. ويشتبه قيام اثنين من المعتقلين بارتكاب مخالفات جنائية بدوافع عنصرية. وتم تمديد اعتقال ثلاثة منهم حتى يوم غد الاربعاء، واطلاق سراح اثنين بقيود، بينما رفض بقية المعتقلين الاخرين الخروج من السجن بقيود.
وكانت الشرطة قد فتحت في الاسابيع الاخيرة تحقيقات بشأن سلسلة من اعمال العنف التي شملت كتابة شعارات واحراق سيارات في القدس وشمال الضفة. وفي الأسبوع الماضي تم التبليغ عن تخريب سيارات في بيت صفافا والتلة الفرنسية. وقبل ذلك، في التاسع من ايار تم تخريب ممتلكات في الناعورة، وبعد عشرة ايام تم احراق جرافة في بورين، وفي 24 ايار تم ارتكاب عمل جنائي ارخ في قرية عارة في المثلث.
اسرائيل تمدد قانون منع لم الشمل
تكتب "يسرائيل هيوم" ان الهيئة العامة للكنيست، مددت لمدة سنة اخرى، العمل بأمر المواطنة والدخول الى اسرائيل، الذي يمنع منح تصريح دخول لإسرائيل في اطار لم شمل العائلات.
وقال رئيس لجنة الخارجية والامن افي ديختر، الذي عرض الموضوع باسم اللجنة، انه في التصعيد الامني الاخير طرأ ارتفاع كبير في ضلوع أبناء العائلات الفلسطينية التي دخلت الى اسرائيل بفعل لم الشمل، في العمليات. وصودق على تمديد العمل بالأمر بغالبية 57 نائبا مقابل 16 عارضوا ذلك.
اعتقال ثلاثة من برطعة بتهمة التماثل مع داعش
تكتب "يسرائيل هيوم" انه تم مؤخرا اعتقال قاصرين ابناء 17 سنة من برطعة، بشبهة دعم والتماثل مع تنظيم داعش. وتم معهما اعتقال مواطن اسرائيل من سكان برطعة الشرقية، والذي كان قاصرا خلال تنفيذ المخالفات. وحسب ما نشر امس فقد نفذت الشرطة ورجال الشاباك الاعتقالات.
وحسب الشاباك فقد اتضح خلال التحقيق مع الثلاثة انهم شاركوا خلال الاشهر الاخيرة في دروس دينية، اطلعوا خلالها على مضامين متطرفة ترتبط بداعش. وخلال التحقيق مع المشبوهين تبين بأنهم انتجوا قنبلة مرتجلة. كما تم العثور على ادلة تربطهم بداعش.
مقالات
تم العثور على شريك لضرب غزة
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، ان حكومة اسرائيل استجابت لطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تقليص تزويد الكهرباء لقطاع غزة، طالما لم تشارك سلطة حماس في دفع التكلفة. من المؤسف الاكتشاف انه فقط عندما تصادف فرصة لضرب الفلسطينيين لا تتردد حكومة اسرائيل في التعاون مع السلطة الفلسطينية، وتنجح برؤية شريك في رئيسها، عباس.
لكن اسرائيل توهم نفسها اذا كانت تؤمن انه بمقدورها التنصل من المسؤولية عما يحدث في غزة. فهي لا تزال القوة المحتلة في القطاع، حتى وإن لم يكن جنودها داخل الاراضي الاقليمية. فالحصار الوحشي المفروض على غزة منذ اكثر من عشر سنوات، ومنع حرية الحركة لحوالي مليونين مواطن في غزة، الى الضفة او الخارج، والسيطرة على سجل السكان وفرض القيود على المساعدات الانسانية، ليست مجرد مظاهر واضحة للسيطرة المباشرة، وانما تقود الى نقاط انفجار البركان الذي يغلي ويهدر.
الجيش الاسرائيلي يعرف جيدا التهديد الذي يواجه اسرائيل، والحكومة ليست عمياء عن الخطر. بل قام الجيش بإجراء حساب ووجد انه من ناحية اقتصادية، من المفضل دفع حساب الكهرباء الذي تستهلكه غزة على الانجرار الى الحرب. لعبة المقاطعة المتواصلة لم تسقط حماس، لكن السياسيين لدينا يرفضون الاصغاء للقيادة العسكرية.
لا حاجة الى التفسيرات الملتوية لكي نفهم بأن اجراء تقليص اخر في تزويد الكهرباء سيدهور بشكل متطرف الأوضاع الصعبة في القطاع. لقد بدأت المستشفيات بتقليص خدمات حيوية، والنشاط الاقتصادي المقيد تقلص بشكل اكبر، والمجاري التي لا يجري علاجها، ستضر ليس فقط بسكان قطاع غزة، وانما ستصل الى اشكلون. ومن شأن هذا التدهور ان يشكل الشرارة التي ستشعل مواجهة عنيفة جديدة وزائدة بين اسرائيل وحماس.
لكن هذا التهديد لا يقلق محمود عباس الذي توجهه المنافسة السياسية بينه وبين حماس. انه يقدر، كما يبدو، بأن المواجهة العسكرية القاتلة لن تمس بمكانته او بمكانة فتح وبسكان الضفة الغربية، وان الصواريخ لن تصل الى المقاطعة.
في المقابل لا يمكن لإسرائيل تبرئة نفسها اذا ما مات المزيد من المرضى، وبينهم اطفال ومسنين، في غزة جراء انقطاع الكهرباء المتواصل في المستشفيات. من المؤكد انها لن تتمكن من الاختباء وراء مئزر عباس والشرح بأن وحشيتها تعتمد على شهادة الصلاحية التي منحها لها.
مواطنو اسرائيل، وخاصة سكان غلاف غزة لا يحتاجون الى جولة اخرى من العنف التي ستندلع بسبب صراع السيطرة بين فتح وحماس. يجب على الحكومة الاسرائيلية الأمر فورا بمواصلة تزويد الكهرباء لغزة، والتوضيح لعباس بأن الصراعات الفلسطينية الداخلية لن تدور على اكتاف مواطنيها الذين يخضعون لمسؤوليتها.
يراهنون على الهدوء
يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان قرار المجلس الوزاري السياسي – الامني، الذي ناقش امس الاول الاحد، الاوضاع في قطاع غزة، يبدو انه يعاني من تناقض داخلي. فمن جهة، سمع الوزراء تقارير من كبار مسؤولي اجهزة الاستخبارات حول الازمة الانسانية التي تزداد تدهورا في القطاع، والتي ينبع احد اسبابها الاساسية من قرار السلطة الفلسطينية التوقف عن دفع ثمن الكهرباء التي تزودها إسرائيل لحكومة حماس في غزة، ومن جهة ثانية، قرر المجلس الوزاري – بالاتفاق مع الجهاز الامني – التسليم بتوجه السلطة وعدم التدخل لإيجاد تمويل بديل لاستهلاك الكهرباء في غزة.
الان تقول تنظيمات انسانية بأن التقليص الاضافي يتوقع ان يقلص تزويد الكهرباء لثلاث ساعات، وربما لأقل من ذلك يوميا، بينما تحذر حماس من مواجهة عسكرية قريبة مع اسرائيل. والى جانب ذلك، تتراكم مفاهيم عن تطوير عملية التسلح والاستعداد للحرب من قبل حماس، والتي تثير في جوانب معينة منها قلقا كبيرا. 
هناك عدة اسباب تكمن وراء قرار المجلس الوزاري: حكومة نتنياهو لا يمكنها الظهور، في نظر ناخبي اليمين، كمن استسلمت لتهديدات الفلسطينيين ووافقت على تمويل نشاط حماس؛ كما لا يمكن للحكومة ان تظهر كمن تقف وراء حماس في المواجهة الداخلية مع السلطة الفلسطينية؛ غالبية تقييمات الاستخبارات تدعي ان حماس ستجد صعوبة، في هذه المرحلة، بالخروج لحرب وهي معزولة اكثر من أي وقت اخر في العالم العربي، وتتخوف من فقدان دعم قطر؛ والوزراء لا يزالون يعتقدون بأن "بولي سيدبر الأمر" – أي ان منسق عمليات الحكومة في المناطق يوآب مردخاي سينجح بشكل ما، هذه المرة ايضا، بالتغلب على الأزمة وتجنيد دعم اقتصادي خارجي للقطاع او يكبح السلطة بشكل يقلص الضغط على حماس ويمنع التصعيد مجددا.
لكن كل هذه التفسيرات تلتقي معا في الرهان: اسرائيل تمضي مع التوجه الحربي الجديد الذي تبناه رئيس السلطة محمود عباس، وتأمل خيرا. الحاجة لاسترضاء عباس، الشريك الفلسطيني الوحيد في المنطقة (حتى وان كان وزير الامن ليبرمان قد اتهمه قبل سنة فقط بالفساد ووصفه بأنه العقبة الاساسية امام دفع العملية السياسية). ليس من الواضح تماما ما اذا عرفت اسرائيل لنفسها ما هي مصلحتها في القطاع واي الخطوات تخدمها.
لقد بدأ يتضح الان ما الذي يريده عباس: تصفية الحساب مع حماس على استهتارها وتحديها طوال عقد زمني، فشلت خلاله كل محاولات التوصل الى مصالحة فلسطينية داخلية. من المشكوك فيه ان عباس يبني على ان الضغط الذي يمارسه سيقود الى انتفاضة الغزيين ضد نظام حماس الدكتاتوري، لكنه يبدو بأنه لن ينتحب بالضرورة اذا ما قاد التدهور الحالي الى جولة حرب اخرى، توجه إسرائيل خلالها ضربة صارمة جدا لحماس. اذا كانت الحسابات الاسرائيلية خاطئة، فان من شأن التطورات الحالية ان تقود الى ذلك، خلافا للرغبة المعلنة للحكومة.
يمكن الافتراض بأن عباس يستمد التشجيع ايضا من سياسة ادارة ترامب. خلافا لسابقه اوباما، لا يتردد الرئيس الأمريكي الجديد بوصف حماس كتنظيم ارهابي يجب العمل ضده بإصرار. الى حد ما، يذكر تصليب موقف السلطة الفلسطينية ازاء حماس بالخطوة السعودية ازاء قطر. في كلا الحالتين، تقوم حكومات سنية يعرضها ترامب كمتواجدة في جانب "الاخيار"، بترجمة دعم الرئيس لخطوات جريئة جدا ضد منافسيها على الهيمنة داخل المعسكر.
خلال النقاش الذي جرى في الكنيست، في نيسان الماضي، حول تقرير مراقب الدولة عن عملية الجرف الصامد، شرح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رغبته بالامتناع قدر الامكان عن الحرب مع حماس. كما قال نتنياهو وعدد من الوزراء امور مشابهة خلال مناقشات الايام الاخيرة. ليبرمان ووزير التعليم بينت، ظهرا امس كمن يتنافسان بشكل استثنائي على طرح مواقف معتدلة ازاء غزة. لقد حذر بينت خلال مشاركته في مؤتمر "هآرتس" من تصعيد الوضع الإنساني في قطاع غزة ودعا الى استخلاص العبر من الجرف الصامد؛ وفي المقابل قال ليبرمان انه "لا توجد لديه أي نية للمبادرة الى خطوة عسكرية في غزة". يمكن المراهنة بأننا سنسمع تصريحات علنية بهذه الروح من نتنياهو، ايضا.
امس صادفت الذكرى السنوية الثالثة لاختطاف الفتية الثلاثة في غوش عتصيون بأيدي خلية من حماس. بعد اسبوعين ونصف تم العثور على جثثهم، التي دفنها القتلة في قطعة ارض الى الغرب من الخليل. خلال هذه الفترة جرفت اسرائيل اجواء صعبة، عاصفة، شبه متعطشة للحرب. والى جانب ذلك، تطور التوتر على حدود القطاع، على خلفية اشتباه اسرائيل بأن حماس تخطط لعملية اختطاف كبيرة. بعد اسبوع من العثور على جثث الفتية في الضفة، تدهورت اسرائيل وحماس الى الحرب في غزة.
وزير الامن خلال فترة الجرف الصامد، موشيه يعلون، قال امس، خلال مؤتمر "هآرتس" ان حماس لم ترغب بحرب 2014، وانجرت اليها بسبب معيار خاطئ. رغم التفاؤل النسبي لرجال الاستخبارات، ورغم غياب نية التصعيد، يكفي لمظاهرة غزية تخرج عن السيطرة قرب السياج وتنتهي بعدد كبير من القتلى بنيران الجيش الاسرائيلي، ان تعود وتدهور الاوضاع. هناك مقولة قديمة لمارك توين تدعي ان التاريخ لا يعيد نفسه لكنه يتناغم.
مثلث ضغط على حماس – وموازنة لمنع الاشتعال
يكتب الجنرال احتياط يعقوب عميدرور، في "يسرائيل هيوم" ان حماس تخضع الان لضغط من ثلاث جهات. الاول والمهم، ينبع من مطالبة قطر بقطع علاقاتها مع التنظيم، وقيامها بطرد عدد من قادتها، بل قد تضطر كل قيادة حماس في قطر لمغادرة البلاد. اضف الى ذلك انه اذا قامت قطر في اعقاب الضغط عليها، بوقف المساعدات الاقتصادية لقطاع غزة، فسيخسر سكان القطاع وحماس العامل المساعد الاساسي في السنوات الاخيرة.
المركب الثاني في الضغط ينبع من قرارات ابو مازن. اولا، سيتم او تم تقليص الرواتب التي دفعتها السلطة لمن اعتبروا خصومها في القطاع، وتقليص الرواتب هذا سيؤثر جدا على الوضع الاقتصادي. كما قرر ابو مازن عدم دفع ثمن قسم كبير من الكهرباء التي يستهلكها القطاع، وفي اعقاب ذلك قرر المجلس الوزاري في القدس، تقليص كمية الكهرباء التي تحولها اسرائيل الى غزة. وفي اعقاب ذلك سيزيد عدد الساعات التي لن تتوفر خلالها الكهرباء.
لا يوجد أي بديل للكهرباء الاسرائيلية، لأن المصريين، ايضا، لا يسمحون بتحويل المزيد من الكهرباء. ولا وجود لبديل للرواتب، لأنه لن يستبدل احد السلطة في ذلك، ولا يبدو ان احد سيستبدل قطر اذا ما اضطرت الى وقف المساعدة الاقتصادية. والنتيجة ستكون ممارسة ضغط اكبر على القطاع عامة وعلى حماس كمن تتحمل المسؤولية عن غزة، بشكل خاص.
هذا مثال كلاسيكي لوضع لا يوجد فيه من جهة اسرائيل "قرار جيد". من جهة تملك اسرائيل مصلحة كبيرة جدا في الضغط على حماس كي تجبرها على التخلي عن تضخمها العسكري.
ومن جهة اخرى، كلما تفاقم الوضع في القطاع، ولا يوجد لدى حماس ما تخسره، كلما ازدادت مخاطر اندلاع مواجهة عنيفة في القطاع، توجه ضد اسرائيل وليس ضد حماس. ما هو التوازن الصحيح بين الضغط على حماس وبين استمرار بناء غزة، ومنح امل للجمهور – هذا الأمر ليس واضحا بتاتا. كيف ننجح بخلق الضغط وعدم التسبب بانفجار؟ هذا الأمر يعتبر فنا ويصعب جدا تقديم النصائح.
من الواضح تماما انه منذ اللحظة التي سيؤثر فيها الضغط الثلاثي – كهرباء اقل، رواتب اقل، ومساعدات اقتصادية اقل – فان القطاع سيتحول الى منطقة بالغة الحساسية. ويجب اخذ هذا في الاعتبار.

التعليـــقات